رواية سجير الانتقام -34

رواية سجير الانتقام - غرام

رواية سجير الانتقام -34

أبو ملاك على فجأة ضحك بشر فاهم دواه: ههه قصدك ابن الحرام...
عثمان العرب هز راسو معطيه يلي عندو: بالزبط عشان هيك إنتا هون نجر رجلو لعنا لهون... سمعت هو هلأ قريب منا يعني سكة الطريق وبكون واصلنا...
أبو ملاك حرك راسو متعجب: فكرك دخولو هيكون عادي بتبقى غلطان...
عثمان العرب جاوبو بكل صدق: واحد أبوه مجرم "الجد ضرغام أبو شامخ" حرب وأمو جاسوسة "الست جميلة" وأختو "العنكبة" مجرمة شو بدو يطلع...
أبو ملاك تأمل فيه بنبرة قارفة منو: ابن خير وعز صح العرق دساس بس لما الواحد بخاف الله بطلع ممكن أحسن منك...
عثمان العرب هزلو راسو بتصديق: لهيك رجع لينتقم من أهلو... قصدي أخوه "بدل كلمة أهلو"... ولف وجهو على الجد شامخ... وقبل ما يتكلم سمعوا صوت سيارات مسرعة مع صوت طيارة مروحية... فابتسم عثمان العرب وهو عم يتحرك عن الكرسي: نوّر ابن الحرام...
أبو ملاك طالعو كاره لعبتهم وهو عم يقلو: هالبلد ملعون ما بهمو غير مصلحة مين بحكم فيه... قلت الملك أحسن من يلي قبلو بغض النظر عن اغلاطو بس بنرد للنقطة نفسها العرق دساس وفرعون خلف كلب انجس من أباه...
عثمان العرب أطرق براسو منتظر دخول ابن الحرام عليهم وهو عم يتحرك بالغرفة رايح جاي.... تارك ولاد الخيّال يطالعوا ببعضهم بدون ما ينطقوا بحرف من الذهول يلي هما فيه... كيف من حرية تامة لقيد تام... من كرامة وعزة لهوان ومذلة... وثواني بسيطة إلا بالباب بنفتح رامين الرجال الكان واقف ع الباب والسـ ـلاح الضخم موجه عليه فلفوا جميعهم يطالعوا شوفيه وبس لمحوا كم رجال ضخام ولابسين لبس أسود مجيّش برمادي ووجههم مخفي سامحين لحد يدخل من بينهم ومعاه تنين واقفين وراه فتأملوا فيه من طولو وجمودو البحسس يلي قبالو "أنا شخص اللعب معي مش هيّن"... ولف وجهو على عثمان العرب محاكيه: شو يا عثمان والله صارلك الما صار لغيرك... مبارك هالمنصب الجديد... ومشي من قدامو وهو عم يضغط ع كتفو بحركة مؤلمة... وتجاوزو محررو من قبضة إيدو وهو عم يمشي لعند الجد شامخ مارق من قدام عيونو وسند حالو ع حفة طاولة مكتب عثمان العرب وهو متوسط "واقف بالوسط" المسافة الفاصلة بين مقعد أبو ملاك والجد شامخ طالب من عثمان العرب: أيوة هات قلي شاللي بدك إياه تراني هلأ كنت عند الملك استعراض قوة بتعرف أنا ما بحب أهدّي بس ألعب... فإذا عندكم حد مقلقكم تخلصوا منو مش تخلصوا على الكل معو... ولف وجهو لأبو ملاك: وجعوك شي؟
أبو ملاك تبسملو بمسايرة: ما أنا ولد صغير يعني عم تسألني هيك سؤال...
ابن الحرام جاوبو: عنك بس... ولف وجهو لعند عبد العزيز وكنعان... وأخيرًا صحلكم نتقابل سوى... نشّفت ريقكم لتعرفوا مين أنا... ولا ليكون الأخ شامخ يلي نشّف ريقكم لتعرفوا مين هو رجل الضباب... وقبل ما ينطق واحد منهم استرسل... أيوة هلأ صار الحكي الجد... وخلونا نكسر فيكم هلأ لنجبركم بعدين مش هيك يا رجال الخيّال بتلعبوا... يبقى تحملوا انعكاس الدور...
فقاطعو عبد العزير: ليش حد منا طبلك بطرف بعدين وين عاصي وأرسلان وجبر وعمي جواد...
زاجل جاوبو بدل عثمان العرب: عاصي قاعد بالغرفة الحمرا أرسلان بذمة التحقيق وجبر ما تقلق فيه تراه متعاون مع الدولة لينتقم لأبوه فيعني ما تاكل همو... وأكيد جميل مش هامك من سؤالك ليقعد معنا لا هو ولا زيدان ولا حتى عدي... الزبدة زيدان وعدي وعمك جواد شغلتهم مش طويلة هون لكن جميل هون وضعو مختلف وبعتمد ع تفاوضو مع الخالد وكمان ما بتوقع يطوّل وفق توقعي وهدا في حالة ما عنّد... فنترك الخالد يساوي يلي بدو إياه بالوقت يلي بدنا نفهم ليش الأخ عثمان العرب قاعد معنا وهو عم يلعب معنا بمرمى تالت لإنو مانو بمرمى الملك ولا حتى بالمرمى الخالد... وأشر للرجال يطلعوا ما عدا يلي دخلوا وراه...
فتحركوا ماخدين حارس الباب معهم طابقين الباب وراهم... وتبسم بوجه عثمان... مستعجلو: هات يلي عندك ع شو عم تدور؟! دام الملك همو حكمو... وإنتا لا إلك فيها لا بالطين ولا حتى بالعجين...
عثمان العرب طالعهم بحرارة ما بتشبه البرود الكان عم يحس فيه قبل ما يدخل ابن الحرام عليهم: الزبدة القائد ضرغام قبل ما يموت كان تارك رسالة للدول المعادية لإلنا رسالة مفادها ما يقلقوا ترك حد يهتم وراه باللي عم يشتغلوا فيه... احنا لحظتها ما عرفنا شو هي هالشغلة وتوقعنا خطط بخصوص الدول المجاورة يعني مؤامرات داخلية وخارجية لكن بعدين تبين الموضوع غير وأعقد مما عم نتخيل... وأي حد كان مقرّب من القائد وهو معاه برا ياخدوه ع التحقيقات وما تتخيلوا كمية التعذيب بس ليصلوا وين يلي عم يشتغلوا فيه... حتى جاسر أخوي تعذب معهم أشد عذاب مخليه يضطرب نفسيًا ليعترف باللي عندو عشانو كان إيدو اليمين... والبعض منكم عارف مش بس هو يلي راح تحقيقات وتعذيبات حتى جميلة بنتنا والعنكبة بنتكم وابنكم ضرغام معها... لكن ما حد بعرف مين ووين... لكن بعد مرور تسع سنين بصلهم من حد إنو ضرغام يلي بكون ابنك يا شامخ هو الحامي للمشروع... وجت بنتنا جميلة معك... وأشر على ابن الحرام مسترسل... متذكر منيح إنتا هدا اليوم لإنو هو اليوم يلي انقتل فيه الأخ ضرغام من حبر أخوي جاسر عليه لإنو بشوف إنتو يا الخيّال سبب يلي مر فيه هو وضعفو الجنسي العاناه من ورا جدكم وعمايلو معو وكمان عشان ابنكم "ضرغام" ما يمسك البلد بعد الجد... وكتير ناس دعموا أخوي جاسر متل الدبش والأشقر والأمرآ على دبحكم عشان ما يذاع صيتكم بالخير وتفرعنوا متل القائد ضرغام الطاغية... ومتل ما بقولوا اضرب الكبير بخاف الصغير وهيك كبلوا إيديكم لحظتها... وبلع ريقو مسترسل... فيلي حمى جميلة بعد قتل ابنكم ضرغام وقبل ما يلاقيها أبو ملاك بنتكم ديدي لإنو كان فيها جزء من الرحمة لإنها هي عارفة بتايستها "بهبلها" خرّبت الدنيا دامها هي يلي حبكت الحدث وخبرت جاسر عن المكان الرح تلتقي فيه مع ابنكم ضرغام بطرقها الملتفة وانتو عارفين هالشي يا كبار الخيّال... المهم ضرغام طار ورجع وضعكم يا عيلة الخيّال من بعدها بالمرة... واللي بخوّف ما حد عرف مين يلي مسك محل الجد غير جديد واللي هو ابنكم جميل العم يخطط لبعيد... وعرفنا هالشي عن طريق مرتو العم تشتغل معاه في هدا المشروع... فالمريب بالموضوع الشغلة طلعت مشروع عم يشتغلوا عليه هلأ وموجود مقرو هون بالبلد فقلبنا الدنيا تقلّب لإنو في وراق مهمة نلاقيها... وتخيلوا معاي حتى بيوتكم الليلة ما لقينا فيها أي مدخل سري باستثناء بيت ابنكم أرسلان وكل هالشي صار بس كرمال وين المقر وهل في شي لو حتى ورقة وحدة بتقدر توصلنا لمكان المقر... وللأسف بحكيها بتم "بفم" مليان العمة ديدي مش موجودة وحقيقة هي كانت درع متين بغض النظر عنها... هي صحيح شرها سيطرة لكن يلي برا ألعن بكتير ولو بصحلهم نموت كلنا ما عندهم مشكلة... وسكت مطالع عبد العزيز الحس الزمن عم يدير فيه من اللقطات العم يتذكرها من لما كانوا عايشين بالشمال وهو متعجب من انشغال أمو ورا الڤيلة بشكل مخليه يحس في مغامرة عم بتصير في بيتهم لكنو ما اهتم لإنو ربي على مبدأ لا تحسسوا ولا تجسسوا رغم فطانة سنو... لكن لما رد للشمال بعد ما جاب بنت قلبو لهناك وتأمل بعناوين الكتب المتنوعة والخاصة بالكيميا والمصطلحات الما كان يفهم فيها عاجز يفهم شو عم تعمل عندهم هون بهالمكتبة ولليش أبوه محتفظ فيهم... لكن ساعة ما فكّر يقلّب فيهم لما كان ينقطع عن العالم بعد ما غابت بنت قلبو عن عيونو...
فتعمق بالكتب والورق المكتوب بخط أمو الكانت تكتب عليهم معادلات ورموز مش مفهومة... وهو كعادتو لازم يفهم ليكن "ليهدا" فضولو ويتركو بحالو ففورًا راح يبحث عنها بطرق ملتفة لعرف بالآخر هدي علوم ممنوع تدرّس في المنطقة العربية كلها... والأهم من هيك ممنوع حتى حد يعرف عنها إنها بين إيديه لإنها خراب للبيوت... فتحفظ عليها بمكان آمن لكن عقلو عم يروح فيه من بعدها شمال ويمين مش قادر يعرف هو يثق بمين من يلي عم يكتشفو مع مرور الوقت...
وتنهد متذكر لحظة ما صار حد مسؤول عن ملك أهلو ورد لڤيلتهم بالشمال بعد سنين طويلة من الهجر والغربة فاقد جزء من ڤيلة أهلو واللي ثابق حتى مانو موجود بالمخطط الهندسي للڤيلة لدرجة شاكك بصدق ذكرياتو الواثق مليون بالمية هو حد ما بتخانو الذاكرة... ولما سأل أمو عن يلي متذكرو ردتلو بتكذيب للي متذكرو: ههههههههه عن خيالك يا عبد العزيز...
فصمت مستمع لكلام عثمان العرب وهو عم يحس على كنعان عمو الواقف وراه وهو عم يضغط على كتافو بسند لإلو: اللي مهم هلأ يلي كانوا يشتغلوا مع الجد هما منهم... رجل وامرأة مش مذكور عنهم شي... لا شهادات ولا خبرات... ولا حتى سمات ولا لقب مميز لنقدر نمسكهم منو... وبصراحة احنا قلنا شكلو المشروع طلع من هون وراقبنا حركة المسافرين من وقتها مين بدخل ومين بطلع لكن ما وصلنا لشي... فشاللي صار هلأ باليوم يلي تصاوبت فيه العنكبة جميل ومرتو يتحركوا... واللي مهم هلأ شو فيه عند أمينة مرت ابنك يا الجد شامخ؟
الجد شامخ حاول يخفي قد ما بقدر مزبلة ماضيهم لإنو عارف كلشي من الطقطق للسلام عليكم... فحافظ على صمتو مخلي الصدارة لعثمان العرب بالاسترسال بكلامو: والغريب بالموضوع من زمان جميل كان بدو يرتبط فيها للأخت أمينة لكن ضرغام سبقو... واللي أهم من بعدها طلع الأخ جميل يدرس برا وما رجع إلا مع قتل أخوه ع البلد... مش بذكركم بشي واحد يا أبو ملاك ويا أبو ضرغام بتعامل أبوك يا عم شامخ يلي خلّص ع أخوتو وأهلو بتغطية التار يلي بيننا مقابل النهب والعربجة ع راحتنا عشان البلد تضل عرجة... وبالنهاية إنتو طهرتوا صورتكم وخسرتوا نص أهلكم يلي حتى تبروا منكم وغيّروا عيلتهم ولا حتى انضموا لعيل تانية ماخدين حمايتها وهمه بكنولكم عداء شديد... فالزبدة هلأ يلي صار اليوم كان رح يكون من نصيب عبد العزيز لعدة أسباب الجد ينهار والعيلة تتشتت ونرد للنقطة الصفر كرمال يسود جميل ويلعب لعبتو لإنو وصلهم رسالة من عيونهم بتخبرهم ابن ضرغام عم يمشي على درب أبوه وجدو لصالح بلدهم وعم يقابل البروفيسور خلاقي "اسمو" وخبّرو شي مهم بآخر روحة للبرازيل...بالنهاية في لعبة عم تلتعب كرمال أمينة تطلّع يلي عندها بلعبة فرق تسد... وتطليع الحية من تحت التبن... فنعتبر عرفنا البنت الكانت تشتغل مع أبو شامخ يبقى مين الرجال يلي بقى ضروري نعرف مين عشان نلحق احنا نحتوي طموح وجشع جميل ومرتو... واللي هي لا أردنية ولا حتى عربية ومدسوسة هي وأهلها دس بيننا... وصمت منتظر الجد شامخ يعقّب على كلامو لكنو ما نطق بولا حرف لا بخصوص أمينة ولا حتى بخصوص الرجل العارف هو مين دامو كان ابن مرتو خاتون "اسم زوجته" وربي ببيتهم لحد ما شاء الزمن وقرر يبعد عنهم بعد ما مات الطاغية الكان يمرق وينهي... مخليه يعتنق الحرية التامة فهج من بيت الخيّال الظلامين بعد ما استرجع يلي بقدر عليه من ورث أمو تارك البلد واللي فيها وما رد غير من سنين بسيطة...
وتنهد سامع ابن الحرام عم يتكلم بدل عنو معطيه يلي عندو: مرت ضرغام حفظها وصونها علي فهدي مش مشكلتنا هدا واحد... تنين الرجال هدا ما رح تعرف عنو مين لإنو كمان مش قصتنا... وكل يلي احكيتو مهم وماشي... وجميل عارفين ممشاه ومش جديد كمان... وعارفين بتمسْكن لحد ما يتمكّن ومحضر جرعات سامة ليتخلص من يلي حاططهم على القائمة فلو بدنا نحكي منطق خلونا نلعب لعبة لا فرق تسد ولا شي إلا ترك الأعداء يتواجهو...
عثمان العرب شخر باعتبار: خخ أخ زاجل قول والله بدك ارمي أخوي في عرين الأسد بوعيك إنتا...
الأخ زاجل جاوبو بدون رجفة: ليش مش عارف أخوك تم تسميمو بعد ما بعت محاميه ليهدد جميل بالفضيحة إذا ما طلّعو من هون... فهو رح يقتلو لإنو بس خلص من بلقيس وبنتها فورًا خلا عيونو يلي حوالين جاسر يحطولو كاسة مي مسممة وبس تم التأكد إنو شربها تم حرقها فيعني فترة وجاسر دهب بح لو شاء ربنا رغم شكي جاسر ما شربها ممكن كبها ع حالو أو ع الفراش حواليه بشكل الكاميرا ما رح تقبت تلقطو... هدا واحد محنك بالشر من تجاربو الكتيرة... فلو نفترض إنو شربها ونقول جميل تراجع وقرر يتراجع عن تسممو بالعقار يلي عندو لليش بدو يتراجع هل عند جاسر شي ما بقدر جميل يعيش بدونو ولا الله هداه ساعتها... أنا صحيح عبد ماني مدبر الكون لإنو التدبير وظيفة الله سبحانو وتعالى لكن جميل ضل لا خلى ولا بقى وماشي على نهج جدو فأسوأ سلف لأسوأ خلف... لهيك خلونا نتركهم يخلصوا بين بعضهم لليش نوسّخ إيدينا بس خلونا نلعب بالمحطات الرح يلتقوا فيها... معلوماتكم وما شاء الله عنها ففعلوها ووظفوها جد وبشكب يفيدكم... هو احنا بدنا نشتغل شغلكم... وعن الأخ شامخ بقلك إياها بتم "بلسان" ما بستحي بدكم دم جميل الله والغني جهنم وبئس المصير مش رح نفضل مصلحة الخاصة عن المصلحة ولا المنفعة العامة... والخالد اجمعوه معهم...
إلا نطق كنعان محاول يجاري معلوماتهم كاشف يلي بعرفو من عمتو ديدي عن جاسر دهب: إنتا بس خبر جاسر قصة التسمم إلا يفجرهم تفجير في حالة لو طلع من هون!
جميعهم لفوا عليه... منصدمين بمعرفتو بوظيفة جاسر الكان عبقري فيها والجد ضرغام استفاد منو بإرسالو لعدة دول وجماعات يعلمهم طرق إعدادها وفعاليتها تحت غطاء الدراسة برا...
فردلو زاجل بدون خجل: شو صار يشرْفك تتكلم عن قاتل أخوك... ولف ع الجد شامخ مذكرو: أخ شامخ لو خبرتهم القصة لكان ما وصلنا لحد هون...
الجد شامخ تبسم بوجهو مبادلو التذكير: ليش ما إنتا عملتها بدل ما تكون ورا قصة الصلح والزواج بيننا...
زاجل جاوبو بدون تخباية بنبرة جافة: ليش كنت رح اعطي مجال الدنيا تولع بيننا أنا أول شي رديتلك اجحافك مع أمي بفضل الله بتدخيل بنت جاسر لبيتك وفوقها كمان حتى سهلت دخول بنت جاثم كمان... الخطة منهم لكن لصارت التغطية مني ومن الأخت ديدي يلي عارفة جاسر دهب بعت بنت أخوه جاثم كانتقام من يلي عملتو ببنتهم جميلة واللي هي أمي... بعدين تعال قلي ما شفتك عملت شي بخصوص بنت أهل أمك الست ليالي الشوق "اسمها مركب الخاص بشهرتها" واللي كانت عشيقة أبوك وخانت زوجها تاركة بنتها أمينة للميتم عشان لا أبوها قبل فيها والأهم انتو كنتوا ناكرينها وساعة ما صارت ورقة قوة لإلكم دخلت بيتكم ومتزوجة ابنكم المغدور... صارت غالية عليكم عشان قدراتها العقلية وخيالها بعالم الأرقام والمعادلات... ولا عشان توجعوا أبوكم والصاع بالصاعين... مش أولى تضبوا بنتكم بدل ما تصير ساقطة وتسقط غيرها جارة "ساحبة" أمي على ممشى الحرام غصب عنها لتكون أسيرة جناح أبوك بفرنسا بالحرام كأنها ملك إلو لتحمل فيي منو... بينما بنتكم العاطلة عاشت مجدها بين الشهرة والفن بالأفلام العربية والله حالة أم رقاصة وبنت عبقرية... وما راحت غير ع أمي وخواتها من ورا لعبهم على أبوها كرمال ينهشوا ببناتو الجميلات... يعني ما كفاه الخالة قام أخد بنت أختها بس اللهم وحدة بالحلال المؤقت والتانية بالحرام الدائم واللي هي أمي...
كنعان وعبد العزيز خلص عقولهم ما عادت قادرة تستوعب السواد يلي بسمعوه عن أجدادهم بكل هالخسة وهالوضاعة هاي...
الجد شامخ جاوبو بكل شفافية: هدا احنا شو متوقع يعني... ليش يعني مفخرة أجى احكي عن وضاعتنا أنا الطبيعي يلا مش قادر استوعبها وهي صارت قدامي شو حال للي ما شاف منها شي لما يعرف عنها أكيد ما يقدر يصدّقها... وهدا ابتلاء صعب... بدك تستمر تنتقم منا تفضل ما حد واقف بوجهك إنتا وسماحة أخلاقك...
زاجل ضحك بوجهو بمرار: اه بعد ما ماتت أمي وحتى بنت أختها ما شافتها أنا والله كان نفسي ادفنكم أحياء بس عشاني مش مريض متل أبوك يلي جيت منو وانحسبت على حفيدو دامو كان زوج امي وقتها فنرد للموضوع يلي قبل واللي بخص الأخت أمينة بصراحة أنا ما بفضّل نسفرها برا لكن بقدر انقلها عندي هي وكل بناتكم لعندي في حين بنات دهب هيكونوا عند عمهم كنان...
عبد العزيز فوراً ردلو: شو تفضّلت بالله!
زاجل تبسملو بوجهو: متل ما سمعت والله فكركم تقليلكم من قيمتها هي وبنت عمها شي هين عندي... والله ع موتي ولا بسمح يلي صار بأمي يصير بغيرها... بناتكم مش قليلات ورجال دهب بضلوا أهون منكم... واللي حطكم بهيك خانة الأخ شامخ والأخت أمينة... وبلع ريقو مسترسل فانتو حصلتوا عليهم "لبنات دهب" قبل بالمجان... فورجوني هلأ كيف رح تحصلوا عليهم بدفع التمن والله يلي حصد ورد بقطف ورد واللي حصد شوك بحصد شوك... وسكت زايد ابتسامتو بوجه كنعان السرح بمقولة إميرال "لا تزرع في أرضي شوكًا لعلك غدًا تأتيني حافيًا" وهو كرمال يرضيها لما طلبت قربو وفق شروطو خبّرها: جئتك حافيًا!
لكن شتان بين التعريه النفسية لحظتها وبين تعريه هلأ...
فشد على إيديه مستاء من حالو... وحاسس بكره لنفسو من تحميلو لأم راس يابس والمتمردة يلي عندو وزر أهلو... فحنلها وتمنى يقبل رجليها كطلب للعفو والمغفرة منها بعد ما يستغفر ربو... هو صحيح مدرك حديث الرسول عليه السلام "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" لكنو مش قادر يدرك هو كيف رح ينول "يحصل على" رضالها من الغل الكان ياكلها فيه واللي صار هلأ ياكل فيه هو... وكأنو الشعور الكان يشرّبها منو بكاسو صار هو هلأ يتجرع منو... وسرح بكل يلي عملو فيها من لما دخلت حياتو القاحلة الجافة الجلفة القاسية الباردة وجت هي ملتها حياة وورود... لكنو هو بقسوتو معها حتى قبل ما يعرفها منيح ما نفّرتها منو... غافل عن أهمية صبرها وتفانيها معو بالعلاقة لتستمر...
وللأسف الشديد هو من غباءو معها قام بدل ما يشكرها كسرها بمجرد ما عرف هي مين بعزلها عن العالم وجرها بوحشية كرمال موت أخوه جابر وهي حامل بابنو كرمال يطفّي النار العم تشب جواتو ولو كان ع حساب قتل الروح يلي عم تكبر بأحشاءها منها ومنو غير مدرك لو صار وقتل ابنو هيكون متل عيلتها الكان يستعير منها وينعاب بنسبو فيها...
ولكنو يا للعار ما كفاه هالظلم قام مكمل عليها بعد ما دخلت بيت أهلو هاجرها ومقصيها عنو وتارك خواتو ينهشوا فيها...
أي زوج كان!!!!
أي عشير كان!!!!
ما قدر يتحمل فلف وجهو بعيد عنهم ماسح ع رقبتو خايف من ردة فعل إميرال معو من تذكرو ردها لإلو قبل ما ينجمعوا مع بعض بهالبلد تحت مسمى ابن الخيّال وبنت دهب بعد ما قلها ببرود عن رأيو بالمقولة القالتلو إياها "غدًا لعلك تأتيني حافيًا": المقولة بتحكي عن عدالة الزمن مش الانتقام...
لكنها هي ببساطة تجاربها سألتو: ليش شو الفرق بالله بحس أنا الاتنين واحد... يعني بكمّل حياتي عادي أنا بمعنى أي حد غلط معاي ما بحكي معو وخلصنا...
حس هلأ وبهاللحظة رح ينهار خايف الزمن ما يرحمو لو طبّقت يلي قالتلو إياه من قلة ثقتو لتفضيلها تبقى عندو من يلي عملو فيها...
شو يساوي يركع ع الأرض لربو ليرحمو من هجرها لإلو قبل ما ينذلها لترجعلو ولا شو بالزبط خوف ما يخسر حلوتو نورو اشعاعو وشمس حياتو... هو عارف إميرال كانت قوية بدون سند شو حال لو في إلها سند... لا إراديًا لف ع ابن أخوه شادد عليه كرمال يتحمل... لكن ابن أخوه ما كان وضعو أحسن منو لإنو كان من قبل ماكل هم الكل وما أكل هم بنت قلبو... فاشتاط ودمو صار يحرق فيه من استرجاعو من خوفو على أهلو هو شو عمل معها من أول ليلة انجمع فيها...
فشد ع إيدو كاره رجولتو ونفسو لما قلها بدون خجل "ما تنسي تجيبي شنطايتك معك"...
هو حتى لو كان خايف منها كان لازم يكون رجل معها... لكن ما اعتبر وكمّل عليها بتسريع العلاقة خوف على سمعتو لكن هي ومشاعرها طز فيهم وبالطقاق... واستمرت أيامهم الأولى بين شد أكتر من رحمة...
وعند تذكّرو لهالشدة يلي تفاقمت لحد ما وصلت حد الوحشية معها بس لمح حال رجليها العم تنزف ظانن فيها ظن السوء وصارخ عليها مخوفها منو... ومخليها تحس بدل ما هي عروسة جديدة إلا ضحية مضطهدة وشاة ممكن تتاكل من الذئب العايشة معو بأي وقت...
سخن وحس بالعار من شكلو وحالو معها يومها وفي أيامهم اللحقتها واللي ما كانت أحسن من يلي قبلها لإنو قام بجرها بأحد أيامهم لعند رجلين أمو خوف ما تكسرهم ...
وكرمال ما تكسرهم هو قام كسرها هي يوم ورا يوم... والزمن كان كريم بقدرة قادر معو... وتاركو لنفسو ليعتبر... لكنو ما اعتبر إلا متأخر بعد ما طارت من بين إيديه وكان جابرها ع فكرة الاعتذار من مرتعمو كوثر من شهور طويلة...
فهلأ هو حاسس الأيام بعد ما ابتسمتلو بوجهو وردتلو إياها وكانت معو بصفو... صارت هلأ عليه كاشفة عن قباحتها ومورجيتو وجهها التاني الما برحم بالكسرة والخضة والوضاعة...
مين بصدّق بريتو بنت قلبو ومسكنو حملت وزر عيلتو وعقدها وماضيها الأسود...
خبى وجهو عاجز من شعورو هي برية ووقعت بين شوك... فانغص مجاري كلام زاجل... وقابل فيه بقوة لإنو عارف...
صار الوقت لبنت قلبو تختار مش تنجبر...
صار وقت يكونلها صوت ورأي وكلمة...
صار وقت تنصر حالها...
وهو صار وقتو يسمع وينصت ويقبل...
عدالة الأيام بصنع خالقها لذة ما بتشعر فيها كتير من العقول... لكنو هو رغم حرقتو مستشعر لذة بنت قلبو يلي من بعد ما طلعت من بيت الخيّال والدمعة الخفية عم تنزل ع خدها لكنها مش دمعة منقصة وظلم... إلا دمعة طهارة وبراءة...
دايمًا كانت تشعر بالخجل والعار لكن لأول مرة وبإدراك منها هي مش متلهم... هي ما ظلمت غيرها... حتى بهروبها من ابنهم كانت مش بوعيها وحتى لو كانت بوعيها كانت خايفة ومرتعبة من شرورهم عليها منهم ومنو... لإنو خبّى عنها انصاف الحقائق... لكن هلأ صار الوقت لتكون
الأيام بصفها وأحسن كمان... فتنهدت وهي حاسة بالهدوء وبالعيون الما عم تطالع ببعضها "قصدها ست سمية والنانا حليمة وإميرال بنت عمها" من حب صحابها لينزوا بعالمهم الداخلي مراجعين حالهم وموقعهم مع الناس وهما بطريقهم للقاء العم كنان ابتداءً من إميرال الكانت عم تفكر تعلّي سعرها بعيون بنات الخيّال وزوجها كنعان كرمال ما ينجار فيها كمان مرة... وصولًا للست سمية الكان باين من عيونها العم عم تلمع سعادة من شعورها بعظمة الأيام وعدالتها لإنها شهدت ع كتير أشياء ظالمة في بيت الخيّال وشافت علو أمينة بالوقت الانذلت فيه جميلة وخواتها وهي ما كان فيها تسوي شي غير تصمت كحماية لإلها وهي عارفة الزمن عادل بشكل غير متوقع غالبًا... وصبرت سنين لحد هاليوم شاهدة ع بداية استرجاع الحقوق لصحابها بشكل غير متخيل... فتنفست محركة عيونها بشكل عفوي ناحية جودي الكانت عم تطالعها بعيون نفسها تدخل جوا عقلها من فضولها لتعرف منها كيف عرفت عن العم فضل الله البكون أخو عمات عبد العزيز...
دايمًا الست سمية بتبهرها بمعرفتها الواسعة لدرجة صار نفسها فيها لأول مرة تدخل بحياتها وتفهم سبب تحفظها عليها... ومفكرة معقول كل الجليسات والخدامات بعرفوا عن أهل البيت أكتر من نفسهم... فتحرك عيونها للنانا
حليمة الكانت مبسوطة ع نصرتهم ع عيون بنات الخيّال وهي غير شاعرة بتساؤل جودي عنها مع نفسها...
معقول النانا حليمة بتعرف كتير اشياء متل الست سمية الباينتها مش بس بتعرف العم فضل الله إلا كمان بتعرف عمها كنان شخصيًا من كلامها عنو قبل اسبوع وهما بالبرازيل بعد ما بكتلها من زعلها ع موت جدها عثمان وعمها كنان "أوعك تفولي على عمك... جدك مات قضاء وقدر من رب العالمين بس عمك عايش ولله الحمد واللي قلك هالكلام بدو قطع لسان"...
فأكيد هي بتعرفو من نبرة صوتها الكانت لحظتها جازمة معها... فمتى تصل وتتأكد من سلامة عمها كنان الخجلت بالتليفون الجابلها إياه وحشها وهما بالبرازيل لتكلمو فيه يومها... لكنها هي هلأ رح تكلمو وتتمسك فيه بإيديها ورجليها وأسنانها كضمان لإلها مع بيت الخيّال كرمال ما يفكروا مالها حد ويحسبوا مليون حساب قبل ما يفكروا يحرموها هي من بنتها حبيبة قلبها... فمدت إيدها ماسحة ع شعر ساندي وهي عم تحاكيها بسرها "تويتي رح نقابل مع بعض وأخيرًا أنا وانتي مع عمو كنّون "دلع كنان" الحنون" وكتمت ابتسامتها الطايشة وهي حاسة اهميتهم عندو من السيارة الطويلة الركبّهم فيها من بيت رجالهم... فشكرت ربها بسرها...
"الحمدلله يا رب"
"ألف الحمدلله يا رب"
وفركت إيديها منتظرة تصل بيت عمها كنان وهي مطمئنة اطمئنان ما بشبه اطمئنان بنات الخيّال الكان مختفي من قلوبهم والرثاء لحالتهم كان عنوانهم... من حالة نداء الكانت منفعلة وعم تكسّر كلشي بجي تحت إيديها من شعورها هي لحالها من بعد ما الكل اختفى إما ليصلي ولا لينزوي بحالو... في حين هي حالها نافرة منها...
فويلها موت ابنها... وويلها يلي صار فيهم... وويلها ماضيها العم ينهش فيها مذكرها "كلٌ سيسقى بما سقى" لإنو زوجها تزوج عليها باليوم الفقدت فيه ابنها... شو هالعار الواقعة والحاسة فيه موحلها... فتصرخ وتصرخ وهي حاسة حالها رح تنجن: آآآآآه... ما بــدي عيــش... أنــا رح أنـجـن...
وتشهق بغل مخلية العمة أمل تركض لعندها هي ورنيم وجوري وجيهان وأريام محاولين يكبلوا فيها... في حين سهر ووفاء وأمينة كانوا بعاد عنهم من الكلام المهم العم بصير بينهم... فبسرعة أريام الكانت فاقدة وجودهم ليخففوا عن خالتها نداء بعدت عنهم تدور عليهم لكن مالهم أي وجود ببيت الجد فطلعت لبرا مو قادرة تتحمل نحب خالتها نداء وصارت تقلب بعيونها حواليها بلكي تلاقي أمها ونسوان خوالها لكن ما في حس شاعرة بقطرات المطر عم تنزل عليها وهي عم تفقّد حواليها حاسة بانهيار عيلتها بأي لحظة وهي قبلهم...
فكيف تنفس عن قهرها وضعفها بشكل طبيعي...
كيف تنسى جنونها الحاسة فيه هلأ بدون ما تزيد ضغطها عليهم...
فنزلت ع الأرض باكية بحرقة ولحظة ما سمعت صوت سيارة جاية لعندهم بسرعة رفعت حالها لامحة زوج عمتها سطام ومعاه أبوها وعدي ففورًا هرولت لعندهم غير مصدقة رجوعهم هلأ لبيت جدها... لكنها مباشرة تراجعت لحظة ما لمحت جبر معهم واعية ع حالها هي وين وشو عم تسوي قدام أبوها الما بحب هيك حركات مايصة... فردت لجوا كارهة حالها والحالة الكانت فيها قدامهم أكيد شافوها وهي متل المراهقة عم تبكي ع الأرض يا عارها قدام أبوها...
وبلا مقدمات دخلت غير هاممها يلي عم بصير حواليها بركضهم لعند الباب وبما فيهم خالتها نداء الكانت تنحب ووقفت نحابها وهي عم تركض وراهم ليشوفوا شو صار مع رجالهم الرجعولهم أخيرًا... في حين هي كملت ركضها ع فوق تتحمم وتغير أواعيها وتنام خوف البهدلة من أبوها الرح يستلمها بهالكلام: هدا هو العلمك إياه علم النفس... هبلك شكلو... بدك تفضحينا....
غير مفكرة تسمع منهم شاللي وصلهم لحد هون... من انعزالها عن عالمهم الما بشبه خوفها من أبوها... فطبقت الباب وراها تاركة عيلتها يتجمعوا حوالين سطام وجبر وعدي وأبو أريام ليفهموا شاللي صار وهما حريصين ع تغطية شعرهم وعم يطالعوا سطام يلي ناظر لأهلو بعيون باهتة ما فيهم لمعتهم المعتادة... مخبرهم: الموضوع مانو بالهين يا بنات العم... وما بشبه يلي قبلو... فلازم نشد ع بعضنا ونتحمل لهالفترة... الموضوع ما بنقدر نخبركم عنو ككل... وللأسف جنرال ما رح يندفن حتى بعد ما تطلع نتيجة الطب الشرعي... لأنو التحقيقات هتسحب...
إلا نطقت العمة وفاء من ورا الباب: طيب شو دخل ولادنا وأبوي...
سطام ردلها: إجراءات وإن شاء الله قريبًا بطلعوا متل ما طلع جبر وعدي وأبو أريام...
العمة وفاء ما قدرت تصدقو لا هي ولا حتى أمينة والعمة كوثر والعمة سهر الما حبوا يكافحوه بالكلام في حين مرتو أمل نطقت عنهم بتعجب للي صار معهم قبل ساعة: طيب وليش فضل الله اجى أخد بنات دهب من عنا وسمعّنا كلام؟!
سطام نزّل راسو مفضّل عدم الخوض بهالنقاش بالنهاية هو مش ممثلهم بكلشي بعملوه... ومانو مستعد ينْحط ببوز المدفع من عشان عمايل خواتها ورجالهم... ونطق قبل ما يوقف على رجليه مخبرها: بس يطلع أبوكم هو رح يخلّص معكم... بالنهاية انا موظف مش مالك الدولة أعرف كل صغيرة وكبيرة... وطالعها بمعنى ترخي اعصابها... وغمزلها... لافف وجهو عنها وهو عم يقلها: انا بصراحة لازم نام لإني مواصل من يومين... فيا ريت يا أمل تشوفيلي مكان نام فيه... إن شاء الله لو هون مكاني... بعدين ع السبعة رح يجوا خدمات ثقة رح يساعدكم في ترتيب بيوتكم... فما تقلقوا...
أمل تنهدت وهي عم تستمد قوتها منو... ناطقة بعجلة: كم دقيقة ورح دخلك ع غرفة يلي قبالك... ما يكونلك خاطر... وقبل ما تلف تذكرت تسألو هو وعدي وجبر وأبو أريام: بتحبوا حطلكم شي تاكلوه؟
جميعهم رفعوا إيدهم بمعنى شبعانين ومالهم نفس للأكل... فتحركت بسرعة ماشية تشيّكلو "تفحصلو/ترتبلو" ع غرفة الضيوف يلي حالها هيكون يرثى له بقلب كلشي فيها... فبسرعة حاولت تعدللو من يلي بتقدر عليه لحالها لإنو الخدم ببيت أم جبر الأهون شي بالترتيب من قلة العفش يلي فيه... فعجلت حالها برفع الاغراض وترجيعهم مكانهم بمساعدة رنيم العبرت تساعدها من تم ساكت... فابتسمتلها بشكر وهي عارفة سطام زوجها ما اعطاهم المهم يلي عندو... وأكيد ورا طلعت بنات دهب من عندهم فيها إنّ...
وهو بالفعل في إنّ كبيرة كتير بتتعلق بترجيع كلشي لمكانو الصح... لمكانو الجاهلين فيه واللي مدركو العم كنان الكان طاير من الفرحة لإنو جت الظروف لصالحو وهو ما كان متخيل بهالسرعة هاي بنت أخوه وحبيبة قلبو بنفس الوقت رح تردلو أخيرًا... فيفرك إيديه ببعضهم وهو قاعد على كرسيه المتحرك بالطابق الأرضي بأناقتو المعتادة وعطرو الفواح منتظر دلوعتو لتدخل عليه البيت الدافي والحميمي والمجهز ليستقبلها من الألف للياء من النظافة والترتيب والزينة كرمال يسعدها ويفرح قلبها... وهو حاسس لو بصحلو يستقبلها بعيونو وقلبو قبل إيديه ما هيقصّر... لإنها هي يلي خلتو يصبر ويعيش لهاليوم...
هي يلي قوّت عودو وخلتو يعرف شو يعني الطيبة ونقاء القلب... فيمسح على رجليه وهو عم يخفي ارتجافو قدام ولاد أخوتو مؤيد وفهد...
فيستمر بفرك إيديه ببعضهم منتظر وصول الليموزين يلي تقصد يرسلها تجيبهم... هو بعرف منيح بانعكاس الصورة وأثرها على المراقب... وعارف منيح أنواع القوة الخشنة والناعمة... يلي مستعد يستخدمهم وقت الحاجة... فصحيح اليوم ما هجم ع بيوت الخيّال لكنو عمل شي اقسى ألماً من القتل نفسو وسفك الدماء وهو تقديم الرعاية الفارهة لبناتهم ع عيون بنات الجد شامخ الما قصروا في بناتهم من قبل... فيستمر بتململ محلو مطالع مؤيد الحالو مش أحسن منو من خجلو من يلي عملو مع أختو إميرال من هي مراهقة لحد هاليوم... لإنو ما كان نعم الأخ لإلها ولا حتى نصرها بالحلال... دايمًا بعاملها كأنها ساق*ة ووسخة... من تحريض أمو عليها وتهويلها لتصرفات إميرال الرح تجيبلهم العار... رغم إنو هو وأمو العار بحد ذاتو مش هي... فنطق مش قادر يبقى هون: عمي كنان ضروري يعني أكون...
العم كنان تبسملو ابتسامة صفرا مجاوبو: ما شاء الله عنك أصيل ومن العيلة ومقطوع وصفك... وكمّل بجلافة... تحمّل مسؤولية أفعالك... الحمدلله يلي جت لصالح أختك هالأيام... فانثبر محلك وما زلت عند كلمتي والله إلا تعتذر منها...
وفجأة سمع صوت سيارات مختلط مع صوت المطر... ابتسامتو كبرت وبسرعة حرك كرسيه مش قادر يبقى مكانو وبسرعة أشر للخدم الواقفين وهما حاملين ورود لاستقبال دلوعتو ليرشوه عليها... وبسرعة بس فتحوا الباب طلع منو وهو مش قادر يستنى بدو يطير لعندها... ولحظة ما وقفت الليموزين مقابلو والمطر عم يختلط في أواعيه لامح الست سمية نازلة من السيارة هي والنانا حليمة وبس لمح وجه إميرال ابتسملها... لكن بس شاف جودي عم تنزل وغير منتبهة عليه نادى عليها من كل قلبو: جوووووووودي...
جودي رجفت من سرحانها ببعيد وهي عم تحمل بنتها ساندي الصحت قبل ما يصلوا... ولفت ناحيتو غير مصدقة... وعيونها لمعوا وهي عم تطالع فيه بتوغل... كم صارلها مش شايفتو... فرفعلها إيديه مستني فيها تركض لعندو متل قبل... لكنها بقت مكانها جامدة من صدمتها بس شافتو مقعد ع الكرسي المتحرك المدلل ع العجز الكان مانعو ليوقف على رجليه ويسند حالو ع حيلو متل قبل ليستقبلها...
ليه؟؟؟
ليه ما حد خبرها هدي الحقيقة...
عجزت شو تسوي... فانفجرت بكى راجعة للورا كأنها عم ترجع لماضيها القديم معو رافضة الحاضر الصاروا عليه... فتضغط على بنتها لصدرها مش مصدقة عمها كنان مقعد صار... وتلف عيونها وهي حاسة بقطتها ساندي البدها تتفرج هما وين... فتحركت بدون تفكير لعند الست سمية معطيتها بنتها ساندي العم تتغرق بالمطر حايرة شو تساوي... من خوفها من يلي عم تشوفو... من جهلها كيف تتصرف بمتل هيك حالها... فتمسح ع وجهها وهي شاعرة بتغرقها بالمية وبكت مش مستوعبة فرحتها ورضاها باللي صار عموها عن تفكيرها بحالو وصحتو من طيشها وأنانيتها بتفكيرها بحالها... فدمعت وهي عم تمشي لعندو بهرولة... وهي عم تحاكيه: عمــي كِـنـان...
عمــي كِـنـان...
وقربت منو بايسة إيديه وراسو غير مصدقة وهي عم تقلو: ليش!!! ليشششش ؟؟! من متى!!!!!

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات