رواية سجير الانتقام -32
إلا بهزة تليفونو بجيبتو فبسرعة مسح دموعو ساحب تليفونو لامح رسالة منها "ما بدك ترجع عندي" ما بعرف كيف قلبو دق بس لمح كلامها من اعجابو بصراحتها معاه... واضح كان من قبل جاي عليها ومش معطيها مجال لتتنفس متل الخلق معاه بالكلام وقاعدلها على النقرة لكن هلأ مستحيل يتصرف معها هيك خوف ما يوجعها فوق يلي وجعوها إياه أهلها... فبلع ريقو متحرك من غرفة أبوه بعد ما تركها على حالها بدون ما يعدّل فيها شي وطفى الضو طالع منها بعد قفلها بالمفتاح ومشي لعند الدرج طالع لعندها لكن قبل ما يكمّل لعندها لازم يطل ع أمو ليسلم عليها لكن للأسف الشديد ما لمح لأمو أي اثر من باب غرفتها الشبه مطبوق ولف بدو يدخل جناحو إلا ببريتو الجريئة فتحتلو الباب وهي عم تقلو: إنتا منيح بالي ضلو معك...
عبد العزيز ما قدر ينطق بحرف فطبق الباب وراه وهو بس عم يطالعها بشكل مربكها وبلا مقدمات قلب السؤال عليها لإنو حاسس مالها شي: إنتي يلي كيف كان يومك هون أكيد صعب...
جودي زمت شفايفها ع بعض حايرة تفضفضلو ولا لا لكن عبوس وجهها مع تململ عيونها جبروها تقلو: اشفقت على نفسي...
عبد العزيز قرب منها ماسح على وجهها بحنان مذوب قلبها وهو عم يقلها: ليش يا قلبي حد قلك شي؟
جودي ردت بكل وضوح وهي عم تطالعو بعيونها النقية الصادقة: ما تفكرني بصبر يعني ما بحس... بسكت يعني مالي رأي... بعدين اشلح جوكيتك مغرق مي...
عبد العزيز ضيق جبينو حاير بلغز كلامها المخليه يفكر ع نقلو لإلها هون بدون ما يقلها فتنفس قبل ما يقلها: معك حق لكن للضرورة أحكام... وشلح جاكيتو وهو ما شال عيونو عنها ولامحها كيف حابسة أنفاسها... فنطق معجلها: هاتي يلي عندك يا قلبي...
جودي بس سمعت كلامو حبست أنفاسها أكتر حايرة تتقبل تبريرو للضرورة أحكام... فبلعت ريقها ناطقة باللي كاتمها من لحظة ما سمعت عنو من رجال كبار البلد: أنا عرفت باللي عملو اليوم أبـ ~~~
ما قدرت تكمّل وتقول أبوي...
عبد العزيز فورًا ضمها بايسها على شعرها باحتواء هامسلها: أنت وأمي وجوري وحتى الفصعونة قبيلتي وكل أناسي... فما رح وجعك بشي... قلتلك ما بدي عذبك فاهدي وارتاحي... بعدين ما بتصدقي يلي قال الذي لا يعرف شيئًا لا يشك بشيءٍ...
جودي ردت بحرقة وهي مخبية وجهها بصدرو: بس أنا لازم اعرف وحقي ما بحب ما أعرف شي بخصني... وبعدت عن صدرو منفعلة... بعدين ما بتعرف ترن علي لاتطمن عليك انا وساندي...
عبد العزيز غمزها محرك عيونو: وينها أم شبر ونص؟
جودي ردت عليه: نايمة عند الست سمية عشان قلت بدي احكي معك...
عبد العزيز رفع حاجبو حاكك راسو وهو متعجب منها صايرة تخطط وتفكر فنطق مازح معها: صايرة تفكري لبعيد متطورة يا قلبي...
جودي بس سمعت كلامو دابت فشاحت بوجهها عنو للي كمل عليها بكلامو المعسول مدوبها ع الآخر: بعدين أنا كيف بنساك وعلى قولة الشاعر
خيالك في وهمي وذكرك في فمي
ومثواك في قلبي فأين تغيب
جودي دورت عيونها بطفولية بعشقها فيها وقرب منها حاطط إيدو على خصرها ممشيها معاه لعند الكنبة وهو مسترسل بكلامو معها: لك وإنتي مش عندي أكلت حالي وكنت بدي انجن وأقعد ضل اسأل حالي وربنا عنك... وقعد مكمللها وهو لامحها كيف عم تطالع اي شي عداه... وعن ابننا كنت مفكرك حامل بولد ما بعرف ليش وقول بسري يا الله ولادتو كيف وهل تعبت فيه... طيب لو طلع ولد كيف ريحتو كان مناي شمو... واتسائل هو بشوش ولا نكدي؟ ببكي كتير؟ ولا هادي متل جنرال وولاد عمو كنعان! ومسك غصتو ع جنرال مسترسل... ريحتو زاكية متل ما عم يتخيلها ولا اشي تاني؟! طيب هي كيفها؟ ولادتها كيف كانت؟ هل حد كان جنبها داعمها ولا جاي عليها؟! مرتاحة؟ ولا غالب وقتها مرضانة؟ عرقها النسا لساتو عم يوجعها؟ ولا راح بعد الولادة؟ ولا من خوفها زاد؟ عم تاكل منيح ولا ناسية حالها كعادتها؟ جسمها صحي ولا مهمل؟ نومها منتظم ولا ملخبط؟ في حد عم يعلمها؟ ولا حتى عم يسمعها؟ بعقلها!؟ ولا هتنجن متلي؟!!! ولف ماسح ع وجهها من بين كلامو معها...عم تعيش حياة محترمة ولا شو بالزبط؟
عم تصلي؟ ولا عم تقطّع؟ ولّا لا هي ولا هي؟ اسئلة كتير بس بدون جواب... وشو جنيت لما فكرت ما خلّفتي لإني لقيت مكانك بس ما لقيت اي ولد مسجل باسمي...
جودي هون لفت مطالعة عيونو ولامحة بعيونو دموع هو ماسكها بالعافية... فبلعت ريقها من رجوعها لماضيها الكان بعقلها عم يجاوبو باسترجاع الذكريات المرة من هروبها لولادتها لتنقلها هون وهناك من بعد ما لقى مكانها... وقبل ما يبكي مسحت دموعو مخبرتو: أنا ما كان عندي حلم غير كون بأمان واستقرار ما حلمت بعيلة وما فكرت شو يعني عيلة... وأكبر دليل لما خلّفت ساندي ما كنت قادرة اتقبل تطلع لهالدنيا خوف ما تاخدها مني وتئذيني فيها... وكنت رح أأذيها لإني ما بفهم... لكن بعد ما خلفتها أدركت شو يعني عيلة وتمنيتك جنبي وكنت أكره حالي بنفس الوقت عشان مالي عيلة وما ألعن يلي جابني لهناك... وبكت متأثرة شاكيتلو بعيد عن كاظم وسيرتو من يلي عم يخنق فيها من لحظة ما درت عنو: ما رح يتركني بحالي... أنا شـو عملتلـو غيـر إنـي كنـت بنتـو... ما حبنـي يـوم وكنـت فكـر ليـش... ومسحت دموعها محاولة تقوي حالها مكملة معو بالكلام وهي ملاحظة تأثرو بكلامها... لحد ما شفتك إنتا غير عنو وكيف حبيت ساندي بدون ما تعيش عمر معها و~ وانفجرت بكى...
عبد العزيز ضمها من كل قلبو عاجز يردلها بحرف لإنو مهما قلها هدا بضل أبوها وما فيه يلعنو ويشتمو ولا يجي معها عليه... الدم مهما صار بضلو دم... فمسح على شعرها البعشقو وعلى ضهرها تاركها تبكي براحتها لكنها هي بعدت عنو ماسحة دموعها حابه تسمع عنو وعن يومو: كيف كان يومك متعب متلي ولا أكتر؟
عبد العزيز تنهد بالع ريقو وهو عم يطالع ببعيد من حملو حِمل الكل... ولف عليها بهدوء معتذرلها وهو عم يحرك إيديه لوجهها حاضنو بحب كبير: أنا بعتذرلك عن عمايلو معك وإنتي حد قوي لإنك حافظتي على حالك...
جودي جت بدها تدمع لكنها مسكت دمعتها منصت لإلو: بعدين ~
فقاطعتو لإنها حابة تسمعو يتكلم عن يومو: أنا صدقت معك عن يومي فما تحاول تخبي عني يومك...
عبد العزيز تنفس بثقل من كلامها كيف مركزة معاه هالاشي خوفو هو ما بحب يوجّع راسها معو لا هيه ولا أمو ولا أختو جوري... فقربت منو ماسحة ع راسو محاولة تخفف عنو وهي عم تذكرو: انا هون معك وجنبك مش أنا مسكنك...
عبد العزيز سند راسو ع حضنها معلنلها: وجودك بريحني وبعتذرلك على حالنا... وبلع ريقو الحاسس فيه بجفافو من قلة أكلو وشربو... معلق... الحياة ما بتيجي متل ما بدنا وهدي هي الحياة... وردلها عن حال يومو بأبيات شعر حافظهم:
فإِن تَسأَلَنّي كَيفَ أَنتَ فَإِنَّني
صَبورٌ عَلى رَيبِ الزَمانِ صَعيبُ
حَريصٌ عَلى أَن لا يُرى بي كَآبَةٌ
فَيشمُتُ عادٍ أَو يُساءَ حَبيبُ
جودي همستلو من حبها تكون متل يلي كانت تشوفهم بالبرازيل بالحنان واللطف... هي ما عمرها شافت هيك شي لإنها ما ربت ببيئة سليمة وما عمرها ركزت بين أي زوج وزوجة لكن سفرتها على البرازيل وتنقلها قبل ما المريض كاظم يحبسها عندو كان يلفتها قرب المتجوزين والأسر عاجزة تتخيل ولا تتقبل هي وأبوها مع بعض من كرهها لتفكر فيه... ومن حرمانها لتشوف حالها بمتل هيك نسخة مع عبد العزيز الما رح يرحمها... فبس كانت تسجل بذاكرتها كلشي بتشوفو وعقلها اللاواعي أرشف كل شي وبالوقت المناسب وبدون تخطيط منها طبق جزء من الأشياء الكانت تخليها تسرح فيها بدون ما تصدر حكم بحقها: لو الدنيا ضاقت بعيونك تعال لعندي وابكي بحضني وتذكر أنا هون مش مـ ... وقفت ثانية من تقل هالكلمة عليها مكملة... ـرتك ولازم نشارك كل شي...
عبد العزيز ما رد عليها بشي من رغبتو بس بدو ينام ويريح راسو الما عم برتاح... وما بعرف كيف مع مسحها ع شعرو وراسو غفي بدون ما يحس عليها هي كيف عم تبتسم غير مصدقة حالها إنها نيمتو... حاسة حالها فراشة وبدها تطير مستذكرة كلامو معها وهما بالبرازيل...
حقك علي يا قلبي بس تنفسي منيح!!!
فتذكرت تتنفس قبل ما تشرق مسترجعة كلامو معها وهما بالسفينة:
شو رح أعمل مع حالي إذا صارلك شي...
موت ولا يصيرلك شي بسيط قدام عيوني...
وضحكت بس تذكرت تعليقو على لسانها لحظة ما قرصها على خدها وهما عم يلعبوا برا بالحديقة: والله لسانك سيف وحاد كمان...
مين هي معقول؟ جودي الصغيرة الهبلة... صارلها لسان تدافع فيه عن نفسها فتضحك بشقاوة... ومسكت ضحكتها طايرة من الفرحة بس استرجعت ردو معها ع سؤالها لإلو"ليش سميت قصتنا بمسكن الخيّال؟ وشو يعني مش فاهمة تكوينة الجملة"
: لإنك كنتي أمان لإلي من ضجة العالم بس روّح... تعبان منيح هيك... هو بس أفهم بهالاسئلة العم تسأليها وين حس الكوميدي عندك فيها؟
وضحكت ع فجأة لكن مسكتها قبل ما تفضحها مستذكرة ردو وهما عم يلعبوا لعبة الاسئلة "روحي لحبيبة قلبك بيلار تلعبها معك يبقى"...
والله حنتلها بس يروح ليصلي الفجر بالمسجد رح تبعتلها لتتطمن عليها... وردت سرحت بكلامهم مع بعض قبل ما يغفى بحضنها وهي حاسة حالها عظيمة الشأن امرأة مهمة وإلها قيمة ما كانت تحس فيها زمان خاصة بعد ما شافت عبد العزيز محتفظ بكل اغراضها مكانهم من خوفو لينجن من صدق ذكرياتو المحفوظة بذهنو الما بنسى شي مقارنة مع اختلاف المكان بالحاضر الجاي عليه بصف خصومو...
وهو غير مدرك كم هالتصرف منو خلّى قلبها ينبض بشكر وامتنان كبير لإلو لإنها مالها دقايق هاربة من بيت جدو بعد ما ضمنت كبار البلد والجد شامخ تسهلوا فبعجلة أخدت ساندي معها وطلعت تاركة جابر وضرغام لإميرال الردتلهم كرمال تنيمهم... وبهرولة جت لجناحهم وهي ماسكة دمعتها وعيونها عم تطالع بعشوائية مخليتها ما تحس بغربة المكان فتتعمق فيه وهي عم تنزّل ساندي ع السرير لتلعب بلعبتها المتروكة ع الفراش وتحركت لعند غرفة الغيار بحركة عفوي لتغير أواعيها دام شنطها وصلوا معهم والخدامة ماجدة والخدامة رولا رتبوهم من وقت وذهلت بس لمحت هداياه الجابلها إياهم بس ردها من المستشفى زمان مرتبين بأحد الرفوف... فبكت لإنو كان معها أرحم فيها من أبوها المناه يتخلص منها بدون ذنب يذكر... فتنهدت رادة حالها كم خطوة لورا تشوف ساندي العم تحاكي لعبتها: كاااه ببببببي....
فضحكت عليها رادة لهداياه الجابهم لإلها بفضل بنتها الخلتها مع الحمل تموت من الوجع جنابها تتعرّفها لحظتها ع حنيتو الفعلية معها وهو عم يحاكيها بتوتر بعد ما تركها ع السرير وبايسها ع جبينها: هلأ باخدكم ع المستشفى ما تخافي بإذن الله ما رح يصيرلكم شي..
فغيرت فستانها لبيجامة مريحة زهرية اللون وردت لعند سريرهم حاملة معها غيار لساندي وجلست قريب منها ساحبة حفوضة من كوميدينة السرير دام ما في لساندي لا غرفة ولا حتى خزانة صغيرة لإنو ما حب عبد العزيز يبّشر أهلو إنو لقى عيلتو الصغيرة قبل ما يضمنهم همه بشامخة... لكن بموت بدران زوج عمتو معظم يلي كان عم يخططلو تغير وهي مدركة هالشي هلأ بدون ما حد يخبرها لإنها مدركة عبد العزيز عم يحاول يحارب عشانهم وهالشي بسعدها كفكرة لكن كتصرف عم يخليها تنقهر من أبوها الما بتعرف ليه كانت تشبْهو لإلو لكنو كان ظلم منها لإلو لحدٍ ما لإنو أبوها إذا وجّعها ما برحم... بينما خيّالها "ابن ضرغام" هي مدركة هلأ رغم لأمنتو "قسوتو" معها لكنو كان مرات يحن عليها بعد ما يكسرها وهي لحظتها ما كانت تفهم هالشي من خوفها منو لكنها هي هلأ وعت وصارت تفهم بسلوك الناس بس مش بالمجان إلا بعد تجارب مريرة دفعت تمنها بشكل مستمر... فتنهدت مبتسمة لساندي العم تطقطقلها بتمها عشان تغنيلها الاغنية بتحبها وهي بعمر الشهور...
كان فيه بيبي كتير صغير...
وعيونو خُضر وكبار...
وخدودو متل حبة الرمان...
وعليه رموش كتير طوال...
وسحبتها لعندها مغيرتلها وساندي مستمرة بتحريك راسها مطقطقة وهي تحاكي لعبتها وهي غير مستشعرة بأمها قصاصة حكياتها قبل النوم غارقة بإحدى لحظات جبرو لإلها بعد ما كسرها لإنها كانت تاخد من دواه المسكّن وهو مفكرها ما بدها تحمل منو... معاملها بقسوة كبيرة وهو عم يقلها: ما تفكري بكاكي هيغير شي... فبسرعة انطقي لليش عم تاخدي المسكن وعلا صوتو مخوّفها... وإنـتـي مـا مـالـك شـي؟؟؟
وهي من خوفها منو وهو عم يشد ع شعرها تمنت تختفي من ضعفها قدامو ولتحمي حالها منو لجأتلو رافعة راسها قريب صدرو محاولة تدور ع حنانو... لإنو ما فيها حيل للضرب أو النكد... ونطقتلو من بين بكاها: آســفــة!!! آسسسسســفــة!! بــس مـــا تــوجٰـعــنــي!!!
لكنو رجاها لإلو خلاه يشد أكتر ع شعرها طالب منها بحدة مخوّتها: انطقي علشان ما وجعك!! لليش عم تاخدي السم الهاري؟
أي سم هاري يلي بحاكيها عنو فنطقت من خوفها من كلامو وشكلو علتها الحقيقية: ضــهـري عم يــوجــعـنـي!!! وكانت متوقعتو رح يقضي عليها لكنو يلي صار العكس تمامًا لإنو تنفس بروقان لافف إيدو ع ضهرها بخفة وهو عم يسألها: من متى؟ ويكمّل عليها وهو مصر يعرف من وين عم تتوجع وهي عم يضغط ع جوانب ضهرها ليفهم وين علتها: من هون؟ ولا من هون؟
ولما ضغط ع حوضها من تحت... تمسكت فيه بقوة... باكية من قوة ضغطو ع حوضها... وهي عم تدفع راسها ع دراعو من الوجع لورا مخبرها: ممنوع تاخدي آدوية من راسك... وقعد ساحبها لعندو راكي راسها ع صدرو وهو حاسس فيها عم تكتم صوت بكاها: إنتي عارفة وضعك ما بسمح في حالة إذا حملتي...
وهي كعادتها تنطق بشي يصعّد الوضع بعد ما يهدا: مـا بــدي!!
وسكتت تاركتو للي بشك فيها يبتسم بتصيد لإلها وهو عم يسألها: يعني أفهم عم تاخدي المسكن بالعمدًا...
جودي لو كان صدرو طين لطمرت وجهها فيه من سوء ظنونو فيها ومن حم وجعها طالبة منو غصب عنها: أعـطــيـنـي حــبـة مـو قـادر~~ وقبل ما تنتهي من كلامها انفجرت بكى ع صدرو... فحرك إيدو الكانت من دقيقتين تشد ع شعرها لتمسح عليها وعليه "شعرها" بعناية ممزوجة بحنية وهو عم يقلها بكل برود: قلتلك ما فيه مسكنات...
حركت راسها برفض... لإنو ما فيها تتحمل أكتر من هيك... وهو عم يكمل كلامو معها ع سمعها: ممكن تدهينه بزيت وتريحي جسمك... وتكلم معها وهي مش مركزة معو وقام من عندها تاركها لحالها... وشو قهرها لحظتها بهالعملة لكن رجوعو لعندها وهي ساهية بنومها ع فجأة خضها بس حست بأصابع إيدو ع ضهرها بدون ما يفصل بينهم شي من يلي لابستو كرمال يدهنلها الزيت ع جسمها...
فرغم قسوتو عليها ومعها إلا إنو اهتم فيها وما تركها تتوجع وهالفكرة هادي خلتها تعجل حالها بتليبس ساندي غيارها وسحبتها جنبها متكلمة معها عن يومها في بيت جدتها وأبوها لحد ما نوّمتها وفورًا بس نامت بعمق نزلتها للغرفة المقيمة فيها الست سمية وهي منتظرة بزوجها يردلها كرمال تحاكبه عن شو سمعت وليه كان مفكرها بالعمدًا تاخد مسكّن عشان ما تحمل وهي هبلة كانت وما بتفهم... فتتحرك شمال يمين يمين شمال وهي متعجبة جوري وين عنها فتحاول تتسحب لتحت مركزة ع الشباك الصالون لامحة سيارتو واقفة برا معتقدتو مش فيها دامو ما نزل منها ولا شافت وجهو من الشبابيك المظللة لكن يا فرحة قلبها بس شافتو نزل وركض لجناحهم ويا خيبتها بس ما دخل عليها ففورًا بعتتلو رسالة ليذوق ع حالو شوي ويجي عندها ليريّح قلبها...
وفعلًا هلأ هو مش بس ريّحو لقلبها إلا مخليه يدوب ع رجوعو ونومو بحضنو فضمتو من كل قلبها مخليتو يرفع راسو صاحي من نومتو عليها فنطقت معتذرة منو وهي عم تضغط على حالها كيف صحّتو هيك من حماسها: حقك علي نام نام يا قلبي...
عبد العزيز ما صدّق كلامها فصحصح منيح وهو عم عم يفرك عيونو من شعورو صارلو نايم عمر مش ربع ساعة فنطقلها بتعجب: عم تذهليني يا بنت... بعدين ما بال فاتنة العينان لم تنام...
جودي بلعت ريقها بخوف شو عم تذهل فيه وقصة فاتنان العينان لم تنام وبس شافت عيونو هدول البشبهو عيون شخصية جيفرس من كرتون صاحب الظل الطويل بتخليها ترتاب وبدها تهرب... فجت بدها تهرب منو لكنو ما أعطاها مجال من لمسو لإلها دامها ع طهارة هلأ من رغبتو ليكون معها وبس وينسى كل شي وراه متل ما عاصي رفيق دربو حاول ينسى كلشي بقربو من شفق الخلاه بعدها يحس بدو ينجن وقام من عندها لابس أواعيه وهو حاسس إنو أذنب بحق ابنو التاركو بعيد عنو فتحرك لأقرب حمام موجود لإلو مغتسل وهو مش قادر...
بدو ينجن من تخيلو هو ما رح يقدر يشوف ابنو قدامو كل يوم ولا حتى وقت ما بدو بمكالمة ولا بفيديو... مش ليوم إلا لعمر وهالشي مع يخليه يحس بالصرعة فبسرعة طلع من الحمام مغير أواعيه وعاجز شو يسوّي بحالو هل يقتلها لنفسو استغفر الله ليرتاح ويلحقو ولا شو بالزبط... فيبكي حاسس بخنقة البيت رغم وسعو...
فطلع من البيت ماشي تحت المطر بدو البين ضلوعو يرحموه... هو البقيلو منو من كل عيلتو... بس هلأ مع قتلو شو بقيلو عنو غير الذكريات البينهم... والكارثة حتى الذكريات يلي بينهم بعضها حلو وبعضها التاني مر وعلقم ع جلافة وقسوة أمو الكان مناه يجيبلو أم غيرها لتحتويه وتعوضو عن حنان أمو وتجيبلو أخوة ليلعبوا معو ويسعد فيهم... لكنو مات وما حققلو شي... فزاد بكاه قهر بدون صوت هو لو بكى ما في حد رح يحس فيه... وبقمة وحدتو وانصهارو مع الوجع إلا بإيدين ناعمين ملتفين حواليه بتسْحب خفيف مخليه يجفل وهو عم يسمع صوتها للصة يلي عندو: أنا كمان بدي أبكي فضمني أبكي معك...
فلف وجهو عليها شاكك باللي عم بصير لكن قربها منو وهي عم تخبي وجهها برقبتو باكية معو... خلاه ما يبكي ومتعجب هدي من وين طلعتلو ومن متى مركزة معاه... وشدت عليه رافضة إيديه العم تحاول تبعدها عنو طالبة منو: صح ما رح تهجرني زي ما هجر أبوي أمي... وبعدت عنو مطلعة عقدها معو بدون خجل... أنا مالي ذنب... والمطر عم يغسل وجهها ووجهو عاجز ينطق ولا يستوعب شو بصير معاه... فنزّل عيونو عنها لامحها عم ترجف ومنتبه شو لابسة ففقد عقلو بسرعة موقف على رجليه وهو عم يبهدلها: جنيتي شي طالعة هيك بقميص النوم هادا افرضي حد اجاني هلأ...
شفق طالعتو ببرود منفعلة كيف ما همو مشاعرها: ويدخل ليش شو عاملة هيك أنا...
عاصي شد على إيدها بدو يمشي فيها للبيت لكنها انفعلت ما تربت ع عصمة وقوامة الرجل هي شورها من راسها فنفضت إيدها من إيدو محذرتو: أوعك تمسكني هيك وأنا مش قابلة... عم تحكي معاي بنبرة مش لطيفة وبتفكر بعدها تمسك إيدي بحلمك...
عاصي تجاهلها عابر البيت وهي بس شافتو كيف تجاهلها لحقتو لجوا البيت طابقة الباب وراه بجنون محاكيتو: ما بتقدر تطلقني كمان...
ولا حرف نطق... اشتاطت فلحقتو ع الدرج وهي عم تحاكيه: عاصي... عاصي!!!
عاصي مالو خلق لا لإلها ولا للي عم تنادي عليه فجأة سمع صوت رنة تليفونو الوصلو مع هدوء البيت فورًا نزل ركض محل ما ترك أواعيه وبس لمح طلال رانن عليه فورًا رد وهو عم يطالعها تبعد عنو: اه طلال!!!
طلال جاوبو وهو عم يركب سيارتو: والله بعتذر أرن عليك وإنتا فيك يلي مكفيك لكن رجالنا يلي بعتناهم عند مرت أرسلان مالهم حس لا همه ولا الرجال البعتناهم يبدلوا معهم...
عاصي عيونو طلعوا من محلهم ناطق: شو من متى هدا الكلام؟!
طلال حك ع شعرو بقهر مجاوبو: من شي نص ساعة... وقلت قلك قبل ما نحاكي ابنكم ارسلان المش عندها هلأ لإنو هيك فادي قلي يلي مسؤول عن حمايتو بهالوقت فخليه يدق ع مرتو نتطمن!
عاصي سمع هيك مباشرة سد منو رانن على أرسلان يتطمن عليه وعلى مرتو وما لحق يرن إلا برد عليه أرسلان الكان عم يسوق لبيتو التارك فيه لارين من بعد ما جمع أغراضو وأغراض أبوه ليبقوا في بيتهم القريب من بيت الجد أو في بيت جدهم وفق كيف الظروف بتسمح: اه أخ عاصي خير متصل هلأ؟!
عاصي بعجلة تكلم معاه وهو صارم: خبرني وينك إنتا رايح لعند مرتك ولا شو بالزبط؟!
أرسلان رفع حاجبو راد بسؤال: ليش شو فيه؟!
عاصي انفعل سائلو كآخر مرة: بسرعة قلي رايح لعندها ولا لا؟؟؟
أرسلان رفع كتفو وهو حاسس قلبو رح ينزل بين رجليه ونطقلو بنبرة مش ناقصنا وجعات قلب والله يلي فينا مكفينا: عاصي لا تخوّفني تراني رايح لعندها... في شي صاير عشان لف وأرجع...
عاصي انفعل مصيّح عليه وهو عم يقلو بعجلة: بسرعة روح لعندها طمّنّي عليها رجالي هناك مش عم يردوا لا هما ولا الرجال يلي بعتناهم ليبدلوا معهم...
أرسلان بس سمع هالكلام زاد سرعتو مش مفكر بالمخالفات الرح تصلو واللي بقدر عن طريق القانون يحلها: خليني رن عليها وبرجعلك...
وبسرعة سد منو رانن على لارين الما عم ترد لا على رسايلو ولا ع اتصالاتو... ففورًا دق لعاصي الردلو: بشر...
أرسلان ردلو بعجلة وهو عم بزيد سرعتو: ما عم ترد علي حتى هي كمان فلازم نلاقي حل أسرع يوصلنا لهناك نتطمن لإنها هي مستحيل ما تصحى ع رنة التليفون مش عادتها...
عاصي مسح على وجهو وهو عم يقلو: هلأ رح ابعت معارفي... بسرعة سكّر...
وسكر منو ركض طالع لكن تذكر مفتاح سيارتو فتحرك لأواعيه ساحب المفتاح وهو عم يشوف شفق كيف عم تراقب فيه بكل صمت لإنها كبرت في بيت كانت حالة الطوارئ فيه دائمة فتركتو يطلع بدون ما يلبس اشي برجلو بدون ما تقلو وحتى لو قالتلو هو ما في عندو وقت لا ليغير أواعيه المبللة من مية الشتى ولا حتى يلبس شي برجلو دام معاه شنطة الطوارئ للرحل والمشاوير الفجائية وركض حرك سيارتو طالع هو وسيارات الحماية الببقوا برا... وسفّح لبيت أرسلان وهو عم يحرك اتصالاتو لمعارفو بمنطقة باذان وهو حاسس مع حموم السيارة وتبلل أواعيه كان وضع جسمو تشقعر له الأبدان... لكن ما همو مستمر كل شوي يرن على أرسلان أو الرجال يلي معاه يتطمن وين وصلو: بشروا وصلتوا؟
:لسا مفرق المطارح...
فيرد يسكر ويرجع: أموركم تمام...
وبمجرد ما يسمع "اه" يسكّر رانن على أرسلان ليتطمن عليه... لكن لا أرسلان ولا معارفو رادين عليه... ففورًا شك في شي... وقلبو نبضو... عاجز يستوعب... فشو بدو يعمل ليطير ويصل منطقة باذان ويتطمن على جماعتو... فضرب إيدو على السكان السيارة منفعل... لإنهم عم يضروهم باللي ما بخطر على بالهم... فيرن على أرسلان يلي صف سيارتو لامح سيارات معارف عاصي واقفين قبال بيوتو وجزء منهم داخل جوا... وبدون ما يتكلم معهم عرف في شي فدخل ركض لامح رجال الحماية مقتولين التمنية ومرمين على بعضهم... فركض لعند بيتو البابو مقفول واللي ما حد من رجال عاصي تقرب منو دامهم عارفين حساسية رجال الخيّال من دخولهم ع حريمهم هيك...
وفتحو بالمفتاح يلي معاه بإيدو الضاغط عليه بدو يتطمن على مرتو الحامل... وبسرعة بس فتح قفل المفتاح دفع الباب لجوا ولحظة ما لمح لارين مغرقة بالدم عند نهاية الدرج ركض لعندها مصيّح بقهر وهو عم يهز فيها ناسي الطب وسنينو: آآآآآآآآآ...
ويمسح على وجهها بدو يتطمن عليها ولحظة ما لمح عيونها المفتوحين شد عليها مصيح بحرقة عليها لإنو ما قدر يحميها من شر عيلتو الرح تخليه هلأ ينجن ويفقد عقلو إذا ما وقّف بحر الدم العم بصير وبدون تفكير سحب تليفونو مسكّر بوجه عاصي المستمر يرن عليه... رانن على جدو المو عارف ينام لإنو قرّب الفجر ووين ينام وهو قاعد بالصالون ومنيم بنتو نداء بحضنو من بعد ما قرأ عليها وخاف يقوم وتصحى فتخلى عن راحتو مقابل راحتها فعدل قعدتو ساحب تليفونو لامح أرسلان رانن عليه فرد فورًا يشوف شو فيه: ا~~
أرسلان ما أعطاه مجال يتكلم من حرقة قلبو العم تخليه بدو ينجن: جــدي رح مــوت يــا جــدي قتلولي مرتي... بدي حقـــي من يلي قتلها بأسرع وقت ولا بنـجن بنــجن! ويبكي بحرقة ع سمع الجد حاير باللي بصير معهم ما نداء أختو بين الحياة والموت ورجال دهب ما عمرهم قرّبوا من بناتهم على فجأة... راددلو: ما تقلق يا أرسلان أن العسر يتعبه يسر وقول الله أصدق من كل قيل وقف على رجليك لإنو طريقنا طويل وببدايتو... في حد معك من معارفنا والشرطة جت ولا لسا...
إلا بصوت مهد العالي: أرسـلان وين أرسلان؟
أرسلان ردلو من بين بكاه: ما وصلوا خليني سكّر منك... وسكّر منو سامع مهد العم يركض لعندو فبسرعة نطق قبل ما يدخل عليه: مهد خليك عندك...
مهد ردلو: مرتك تضررت شي...
أرسلان مش قادر يرد عم يبكي بغل وهو عم يضم فيها... فدق مهد ع الباب معجلو بالرد: أرسلان رد علي بلاش تخليني أقلبلك البلد على عيلتك وكبار المنطقة هون جاوبني مرتك صارلها شي...
أرسلان أن بوجع: آمـٰ~~~
ومهد بس سمع تعبيرو نطقلو بقهر: هدي هي تحية استقبال عمها ابن النمر... اصحك تغير شي حواليك لحد ما جاي الشرطة... وأنا هلأ بتصرف بالباقي...
وبسرعة دخل على رقم مسجل عندو من زمان كتير "باسم حفيد شامخ الخيّال" لوقت الزنقة وبسرعة رن عليه بالوقت الكان الجد شامخ عم برن ع حفيدو ابن ضرغام كرمال يبعتلو رقم جوزيف صاحبو لكن كعادة حفيدو البغيب بأهم اللحظات لإنو كان عم يصلي لربو من بعد ما اغتسل تحتى يهون عليه الأيام الجاي لكن صوت رنين التليفون خلاه يعجل بحالو ليتم الصلاة من خوفو ليكون صاير شي... وبسرعة سحب تليفونو يشوف مين وما لحق يحمل التليفون إلا باسم ابن الأشقر طالع عندو ع الشاشة... احتر ومستغرب خير هدا شو بدو منو بهيك وقت... فبسرعة رد عليه متعجب وهو غير حاسس ع عيون جودي الكانت عم تمشط شعرها ومركزة منيح بقصة رنة التليفون: هلا مهد في شي...
مهد رد عليه فورًا وهو غير متبع إنو مسجل رقمو عندو بالمثل: بسرعة أرسلي رقم جوزيف...
عبد العزيز اجى بدو يسألو لكنو واصل كلامو مفهْمو كل يلي صار: بسرعة هات رقم جماعة الأفعى قتلوا بنت أخوه يعقوب وقبل شوي وصلني بلاغ لقوا أرملة أخوه وعشيقها ميتين بجرعة زيادة من المخدرات من كم ساعة...
عبد العزيز حس الخبر يلي سمعوا متل القنبلة جت عليه ورجع خطوة لورا غير مستوعب يلي احكاه بخصوص بنت يعقوب مرت أرسلان فنطق بلا تفكير منو: أرسلان معك؟!
مهد ردلو وهو عم يطالع سيارات الشرطة والإسعاف يلي وصلوا ورا بعض: اه هو عند مرتو... المهم هات رقم جوزيف بدنا نتفاهم معاه ولا بطرقي بصلو... لإنو رقمو الدولي مش شغال...
عبد العزيز جاوبو ببرود غير مقصود: اعطيني كم دقيقة وراجعلك... وبسرعة سد منو وركض سحب جاكيتو الجلد يلي شلحو ولبس جزمتو غير حاسس بجودي يلي جفلت من نطقو لاسم مهد وطلع تاركها لحالها وهو عم يرن على جوزيف بالوقت الجد كان عم يرن عليه فيه فسكّر بوجه جدو وهو عم يسمع صوت جوزيف: عبد العزيز حاكيني بس خلّص اتصالاتي مع معارفي وقول لأرسلان في بيننا كلام هو وجدك وكلكم... وسد منو... تارك عبد العزيز يطلع من الباب لامح سيارة جدو الواقفة قبال الباب وهو معجلو: بسرعة اطلع كنت جاي بدي طربق الدنيا فوق راسك عشان ما فزيت بسرعة...
عبد العزيز جاوبو وهو عم يركب جنبو: جدي وصلك خبر بخصوص أمها بلقيس "قصدو أم لارين" وعشيقها...
الجد هزلو راسو راددلو: اه ودامهم التلاتة مع بعض وراها أنه...
عبد العزيز ضحك بمرار مخبرو: والعلم عند الله أنا شاكك هالشي بخص موضوع المستشفى...
الجد لف عليه سائلو بتعجب: ليش ما يكون الاستقبال لجوزيف صاحبك؟!
عبد العزيز شخّر باستعباط مخبرو: خخ معقول هي ثاقبت هيك... ليش لما جاسر دخل جوا فكرك مش رح يهدد بكل كروت يلي عندو ليطلع من جوا بدي قلك شغلة هدي لعبتنا أنا وكنان... بس ما توقعنا توصل لقتل بنت يعقوب والأم الكانت شاهدة ع قصة التخطيط لتفجير المستشفى من عشيقها يلي ترك وراه الرسالة يلي مل بننساها وشوف أكبر دليل قتل رجال عاصي وعشيق الأم لإنو مش مهم مين موجود معها إلا المهم عندهم همه ينقتلوا لو ع قتل كل يلي معهم وبدون ما يتركوا أثر وعادي دام اجى جوزيف دخّلوا جماعة الأفعى البعرف منيح مين بتعامل معهم العمة ديدي لكن دام ديدي بين الحياة والموت في حد كان لازم يمسك محلها دام بدران راح مين بقي يا جدي...
الجد هز راسو بحسرة ع ابنو يلي خلفو: جميل...
عبد العزيز طالعو من طرف عيونو مذكرو: مش هدا هو يلي حماتو وربطتني عشانو بالمستشفى... شوف هلأ وين رح يروح فينا... فقلي شو حابب تعمل فيه...
الجد لف وجهو عنو مطالع الطريق وهو عم يقلو: جاهد ألا تعود للوراء فإن المرء على قدر حنينه يهان وانسى يلي فات لإنو كان حماية لإلك وكنت قلك الجهل ببعض القصص رحمة مش مذمة ومنقصة أما جميل عمك لما بدنا نطفي نار بنشيل الحطبات يلي حواليها وبلاش تتصادموا معاه هدا بايعنا كلنا وع العلن عم يلعب معنا كمان مش فارقة كتير وربنا سبحانه وتعال وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ... وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا... كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين... وتذكر لحظة صبر في لحظة غضب تمنع ألف لحظة ندم...
عبد العزيز ردلو بكل جرأة: ولكل ساقطة في الحي لاقطة... احنا مش رح نوسخ إيدينا مستنين يلي جوا يطلع عشان يخلصوا بعضهم دام ما في أدلة كافية لإلهم عنا تعفّنهم جوا وما تضررنا معهم لا من ناحية ارواح ولا من ناحية السمعة...
الجد رفع إيديه بمعنى شايل إيدو عنو مذكرو: أحن من الولد وِلد الولد... إن ما انضب هلأ رح ينضب وقريبًا...
عبد العزيز حرّك راسو بعدم اتفاق معاه معلق: ما بتوقع رح ينضب لو على قطع رقبتو خطوط الرجعة لما الواحد ما بفكر فيها هي والخوف سلم على الموت... هدا واحد بعدين جدي دام مرتي رجعت موضوعنا الما انفتح من قبل بيننا بس نخلص شغلنا بهالقصص رح ينفتح... لإنو واضح سكوتك عن قصة أبوي وين جرتنا...
الجد ما رد عليه بولا حرف... وعلى فجأة نطق مخبرو: جماعة بدران ببيتو هلأ مع عدي صارلهم من العشا لحد هلأ عندك علم...
عبد العزيز رد بعدم مبالاة: ولو عندي علم مش فارق عندي أنا اكرمك الله مش مزبلة لم زبالة غيري ممشى الحرام دخلاتو كتار وطلعاتو قليلة ونادرة... وعدي مش غشيم عن أبوه ودام ما دخّل رجال الحماية يلي معاه يبقى هو عارف وفاهم غرضهم الجايين ياخدوه ليكملوا شغلهم... هدول لولا العيب كان بالليل بمجرد ما وصلهم خبر موتو طاروا لهون ياخدوا كل شي بتعلق فيهم بالبلد ولا بعتوا حد بدالهم... بس أكيد خلوا بيتو آخر اشي من ضمانهم بنات الخيّال العدة التزام... بعدين اعتبر يلي سرقهم من حصتو... واللي بضل لعمتي وبناتو وابنو احنا مش آكاللين مال حرام... الله والغني عنو احنا ولاد عز وشبعانين واحنا ببطن امنا... عند كم قرش بدنا نغنى... خسئنا حقيقة... وسكت بعدها كاره الكلام هو وجدو الما عاد بعدها أي كلام بينهم لحد ما وصلو بيت أرسلان الما كان الجد متوقع حفيدو ساكن فيه عن طريق عبد العزيز اللف وجهو مراقب ردة فعلو وهو عم يطالع البيت الانولد فيه وهو حاسس غصة بقلبو...
مين متخيل حفيدو أرسلان يسكن فيه... فتنهد حاسس على التقل يلي نزل ع صدرو ولف على عبد العزيز الكان عم يفتح الباب: يلا جدي خلينا ننزل...
الجد فتح الباب وهو عم يحس حالو بين الماضي البعيد والحاضر الواقع فيه... فيحرك عيونو ع الشجر الكبران لدرجة مغطي السور والبيت وكأنو مكان مقطوع عن العالم متل ما طفولتو مقطوعة من ذهنو لكن بردتو لهون استرجع ذكريات كتير من طفولتو هلأ وهو عم يركض هون بالشارع المتواضع لحظتها.... ولعبوا مع ولاد الجيران... وغياب أبوه الكتير وسهراتو ومقاتلاتو مع أمو الما بعجبها ممشى أبوه لكنها عرفت تعيش معو بذات الوقت... ولا إراديًا رثى حالو بأبيات شعر لصبحي ياسين...
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك