رواية سجير الانتقام -31

رواية سجير الانتقام - غرام

رواية سجير الانتقام -31

عاصي ردلها بمرار: والله هينا عم نتعرف عليه وعلى أطباعو منيح منك... المهم بكرا هدي السيارة هترجع وخبريني أي نوع بتحبي لأجيبلك...
شفق تحمست مع كلامو قايمة حزام الأمان عنها لتقعد على ركبتها من الحماس خلال ثواني بسيطة معلقة بنبرة طفلة صغيرة: اكيد ما عم تمزح!
عاصي لف عليها مطالعها وهو حاسس معها بلعب بعداد عمرو بالفعل... فنطقلها وهو عم يحاول يهون على حالو شد الأعصاب: أنا بقول ارجعي مكانك وحطي حزامك مش ناقصنا بآخر الليل...
شفق حركت راسها معترضة وبلا مقدمات مرة وحدة قربت منو حاضنتو وهو عم بيسوق ارتعب ع فجأة كاد رح يدخل ع مسلك المجانبو فتدارك الموقف سامع صوت زمور السيارات باعدة عنو فزفر بعصبية محاكيها: أفهم وين عقلك؟! حابه تموتينا اشي احنا والناس؟!
ما ردت عليه منفرة من طريقتو معها فحرك إيدو مشغل يسمعلو شي بالطريق مش قادر يستوعب كيف جن وتزوجها هدي بلا ومصيبة... ومصيبة كبيرة كمان... فتوقف ع جنب سوبرماركت مخصصة للاستراحات سائلها: بدك تاكلي شي ولا تشربي شي؟
ردتلو بهدوء: مش جاي على بالي...
فتنهد طالع من السيارة ومقفل عليها حفظ عقلها الصغير وبنحسبلو حساب وبسرعة دخل يشتريلو كاسة قهوة لإلو وكاسة شاي إلها عشان تدفى مع البرد ولحظة ما اجى بدو يدفع كاش ما لقى معاه جزدانو انصدم فبسرعة دفع ع إحدى فيزاتو الكانت باقية بجيبة كفر تليفونو رحمة من ربو وطلع مخبوص مستحيل ينسى جزدانو بمكان... فرد للسيارة حامل حمالة المشروبات الورقية وبسرعة نزلها بينهم وهو عم يفقد حوالين مقعدو ناطق: لا حول ولا قوة إلا بالله...
ولحظة ما فقد الأمل يلاقيه بسرعة عدّل مكانو باعت رسالة لإبراهيم "بعين الله شوفيلي جزداني واقع عندك"...وحرّك السيارة من محلها وهو عارف انخوت مع يلي صار معاه وعم بصير معاه فزاد سرعة سيارتو ع الخط السريع إلا بصوتها هي لما حست عليه منزعج كتير: روق!
لف عليها مو طايق حالو فهدّى شوي من سرعتو غير رادد عليها فنطقتلو وهي عم تمدلو جزدانو مخبرتو بكل صراحة: لازم تعرف عن طبعي... أنا باخد الاشي وأحيانًا ما برجعو...
عاصي ما قدر يلف عليها عشانو تذكر كلام أرسلان عنها بالنصب فسكت مش عارف شو يحكي معها دامو هو وافق عليها...
المشكلة معهم هو لسا ببداية الطريق معها والحبل جرار ورح يكتشف عنها كتير أشياء ما خبروه عنها... بس ما رح يستاء منها لدرجة الطلاق دام الموضوع فيه ابنو وفي مجال يعرفوا يمشوّا حالهم مع بعض... فواصل السواقة مصبّر حالو للي جاي هو بس يخلّص من قصة ابنو رح يتفاهم معها منيح ومنيح منيح كمان... وما صدّق يصل البيت الرح يعيّشها فيه واللي كان جهازها اللابأس فيه واصل من تلات ساعات ومرتب من الخدامة بغرفتها العم تستناها... فصف السيارة طالب منها: تفضلي انزلي وصلنا...
شفق فتحت الباب حاسة بزخات المطر عم تيجي عليها فبسرعة نزلت وهي بتقلو: إنتا ليش بتحكي معاي كأنك مشغلني عندك... صبرك علي شكلك مش عارف لساني الحلو...
ونزلت من السيارة مكمّلة لعند بيتو الكبير لامحة الخدامة الفتحتلها الباب قبل ما تدق فرفعت عينها مفقدتها لامحة لبسها المستور وعمرها في منتصف الأربعينات وهي عم ترحب فيها: أهلًا وسهلًا تفضلي!
ما ردت عليها عابرة لجوا سامعة صوتو وهو عم يحاكي الخدامة: اهلا فيكي .. سائدة ولا عليكي أمر بدي اياكي تحضري للمدام حمام مرتب ومشي مبتعد عنها بعد ما طبق الباب وراه مكمّل لناحية مكتب شغلو إلا بسؤالها: أنا بدي عيش بكل هالبيت لحالي؟
ردلها ببرود: اه...
ودخل غرفة النوم تحت تاركها تطلع لغرفتها مع الخدامة المش منتبهة ع عيون شفق العم تدور ع شي تسرقو منها بس ما لقت فشلحت اللابستو رميتو على الدرج كتسلاية وجكر فيه وعبرت ورا الخدامة لامحة غرفة نومها الكبيرة جدًا مفقدة السرير الكبير الفخم اللونو مشمشي المتناسق مع التواليت والثريا نازلة من السقف بلون دهبي مش مزعج للعين ومعطي إنارة هادية ولطيفة مع لون الجدران البيج ع دهبي ما همها كل هدا قد ما همها اللوحات المعلقة فورًا شلحت شبشبها يلي تبلل مي وبسرعة رمت حالها على السرير سارحة ببعيد حابه تعجّب عليه وتطلّع الشيب من راسو إذا مفكرها هبلة...
فتقلبت ع الفراش مستمتعة بالبرودة إلا بصوت الخدامة موعيها ع حالها: مدام الحمام جهز!
شفق غمضت عيونها مبسوطة ع نعومة السرير غير متفاعلة معها وبس لمحتها طلعت نزلت عن السرير متحركة لعند الحمام وهي عم تضحك بشقاوة فدخلت تتحمم واشتاطت من سخونة المية فخففتها متحممة بمي قريبة من البرودة لتنعش حالها خلال دقايق معدودة وطلعت منشفة حالها لابسة ملابسها الداخلي الجابتهم الخدامة مع القميص النوم الكانت لابستو من لما طلعت من شقة أخوها وبقيت لابستو تحت الزي التراثي... لإنو أجمل من شو حاططتلها الخدامة لتلبسو...
وطلعت من الحمام مبسوطة على ملامسة رجليها للأرض ودامها مبسوطة تروح تكمّل على عاصي فطلعت من جناحها نازلة الدرج المقيوم عنو فستانها من الخدامة سائدة وبعجلة برجليها الحافيين كمّلت نزولها وهي عم تسمع صوت البرق والرعد حاسة بسعادة فكملت طريقها لمحل ما دخل عابرة عليه بخفة ما حس عليها فيها من محاولتو للنوم إلا بضويها للضو بدها تتأكد هو هون ولا لأ... فبسرعة رفع إيديه على عيونو عارفها ما في غيرها هون هيك بتصرف بشقاوة... ونطق محاكيها بانزعاج: انتي كيف دخلتي؟
شفق ابتسمت ابتسامة كبيرة ماشية لعندو وشعرها عم ينقط على قميصها النوم ووجهها الصافي نقط مية بدون ما يفرق عندها: عادي... ولفت نص لفة ع الباب الطبقتو وراها: جيت من الباب! ورجعت دارت وجهها عليه عم تناظرو بسداجة خبيثة...
عاصي عدل حالو متعجب منها ومن حركاتها الما بتخلّص حاكي معها: خير شو بدك بعدين شو عاجبك شعرك وهوه هيك!؟
حركت راسها بايجاب غامزتو وهي عم تقلو: أكيد بحس براحة لعلمك كل ما اتحمم بعمل هيك بعدين هلأ جد بدك تبقى قاعد هوني... وتاركني لحالي... وبصراحة أنا جعت...
عاصي طالعها بصراحة: أنا أفهم لوين بدك توصلي؟
شفق تحركت لعندو وهي عم تميل راسها متل الصغار مجاوبتو: ما فهمت...
مسح على وجهو مستغفر ربو بهمس قبل ما يرفع عيونو عليها معلق: طفلة العادة...
وبهت بس لقاها مقربة منو رادة عليه بكل جرأة: وإنتا بتجنن...
رفع حاجبو مستغرب جرأتها... هالبنت بكلشي بتعملو بتصدمو... وما لحق يستوعب جرأتها الأولى لتبليه بالحركة التانية لحظة ما رفعت إيدها التانية تمسح ع دقنو: جمالك بدبح...
عاصي داب مع عيونها ولمساتها .. هالبنت هدي سريعة بكلشي وما بتعطي الواحد مجال ليفكر ويستوعب شو عم تعمل معاه ماخدتو معاها على عالم تاني لتنتقم منو لكن انقبلت اللعبة ضدو لمعها ناسية حالها وعيلتها وخالتها مرهان ومرتو نداء المش قادرة تنام من كتر ما ضميرها عم ياكل فيها باللي عملتو بحق حالها من سن المراهقة حتى هدا اليوم فتتقلب بالقعدة عاجزة ترد تكمّل نومتها في غرفة البنات الكبيرة ببيت الجد.... فتحركت لخزانتها الحديد المقفلة جواة خزانة الأواعي مستغلة غياب خواتها من الغرفة لسبب مش هاممها وبلا ما تتلفت دخلّت الرقم السري فاتحتها وهي حاسة قلبها عم ينبض بخوف من لمسها لذكريات الماضي المؤلم الفاسد لإلها مع صحباتها الما قدرت ترمي أي شي بخصهم... فتطالع الصور والرسائل وأشرطة فيديوهاتهم أيام رحل المدرسة والجامعة وطشاتهم وقت هروبهم من دوام الجامعة أو كذبهم على أهاليهم بشكل ما يقدروا يلاقوا عليهم ذلة دامهم بنات أكابرية وسمعة عيلاتهم متل المسك... فترجف إيدها حانة لجمعاتهم وضحكهم العم تسمعو هلأ عم بطن ع سمعها من مكان بعيد عنها هلأ لكنو عايش بذهنها مع نبشها بماضيها البعيد....
:هاهاهاها...
:ندو بسرعة أمسكي الطوبة... بسرعة ارميها برجلك...
:حبيبتي هدي مش شغل اللعب هدي شغل مخ يفكر...
:بنات بسرعة جت المفتشة...
:بنات شوفوا هالشب الحلو تعالوا نتراهن مين رح تجيب رقمو وقلبو معو...
فيضحكوا وهي معهم مش مفكرة بعيلتها كلها بالنهاية هي ذكية وما بتترك ممسك وراها... لكن هاشم بكسرو لصحبتها قلب كل شي... وفرقهم دامهم كلهم بدهم يرموا التهمة على وحدة منهم... فما كان أحسن حل غير يرموها على خالة شفق مرهان دامها ممسوكة وممكن تنقتل ومتل ما بقولوا البقرة بس توقع بتكتر سكاكينها... فمش غلط تحمل كلشي ما هي ميتة ميتة...
الممشى الباطل فيه يدية وحدة لكن ممشى الحق والصلاح صاروا غربية وفخار يكسر بعضو... فرجفت إيدها ساحبة التليفون الدمعة الما فيه أي شريحة متذكرة نسختها القديمة بلبسها لبس يظهر مفاتنها بجمعات خاصة فيهم وحكر عليهم لا خدامات ولا أهالي ولا أقارب بس كرمال يشربوا يتطاعوا المخدرات والقرب الجسدي ويشاركوا أفكارهم ورواياتهم المنحطة بين بعضهم ومتابعة مستجدات علاقاتهم المحرمة ومراهنات وتحديات غريبة وقد تكون محرمة في بعضها متل سرقة مصاري واتهام حد غيرهم فيها... ارسال رسالة لحد من دائرتهم يقذفوا فيها رجل عفيف أو امراة عفيفة... عمل الفتنة بين بنات الصف... التشبيك بين الأم والأب أو الأخوة على سبيل الضحك... طرد الخدامة من البيت... ومرات ترتفع لتوصّل لمبالغ طائلة بالضحك فيها على الشباب يلي لو حاولوا يتكلموا رح يفضحوهم...
فيضحكوا مش فارق عندهم شي... علاماتهم عالية... سمعتهم مسك... لكن حركة هاشم خلت الأهل يقولوا في شي... فانسحبوا كرمال يسكْتوا شكوك الأهل لإنو عيلة سؤدد صارت نار وبارود وتتهم صحبات بنتهم خربوها لإنها ما بتروح وبتيجي غير مع هالبنات يلي أكيد عارفين وساكتين عن هالممشى...
ولا إراديًا رمت التليفون وهي عم تتخيل صاحبتها مغرقة بالدم متل ما الصورة انتشرتلها بعد ما عيلتها قالت مالها دفن وجنت البلد لإنها حرام تنقتل والدين ما قال قتل الزانية غير المتجوزة... النص الشرعي صرح بتمنين جلدة لكن مش تعذيب وشتم وهتك عرض وتشهير ولعنها وحرمانها من الدفن...
لكن بلا أي فائدة... وكان على أهالي البنات يستروا على بناتهم بسرعة... وللأسف الشديد ولا وحدة فيهم فلحت بشي... العشرة يا تطلقوا او زوجهم تزوج عليهم... او معلقات لا طلاق ولا رجوع... يا مريضات بأمراض مستمرة... أو انبلوا بعيا بنت ولا ولد من ولادهم أو بزوجهم... ونداء بنت شامخ الخيّال ما كانت استثناء عنهم لإنها ما توفقت بحياتها مش من عاصي إلا من نفورها منو هي تعودت ع رجال السوء شو يعجبها يلي متلو... هي بدها يلي بالظاهر ثابت لكن من الداخل دنيء متل يلي حكت معهم... لكن هلأ هي ما بدها شي غير تنظف حالها من النجاسة الحاسة حالها غرقانة فيها... فبسرعة رمت التليفون سادة الخزنة وهاربة من الغرفة ومن أي شي بذكرها بالعالم البرا والعايش جواتها ومخليها تحس هتنجن رغم إنها مانها شايفة حد ولا مكلمة حد من تليفونها الطافتو من الصبح ما بدها حد يحاكيها وهي لا دارية لا عن مقتل ابنها ولا عن قطع الخطوط وترجيعهم...
هي فيها يلي مكفيها... لليش توجع راسها...
فنزلت الدرج سامعة صوت همس أخواتها وبكاهم من الصالون وهما عم يتكلموا مع جواد وجبر الوحيدين الباقين معهم دام الجد وبقية رجالهم ما ردوا لهلأ للبيت... فجت بدها تهرب من الهم الهمه فيه إلا بصوت وفاء أختها وهي عم تحكي بحرقة: بس حـقـهـا تـعـرف عـن مـوت ابـنـهـا جـنـرال يعـنـي هـي أم عـارف إنـتـا أكـيـد شـو يـعـنـي أم...
جبر رد عليها: أنا معك بكل يلي قلتيه لكن جدي قال هو بدو يخبرها...
نداء ما قدرت تتحمل يلي عم تسمعو ناشفة مكانها وقلبها كأنو موقف عن النبض... ولسانها مالو وجود... والحروف مالها قيمة لا صوتية ولا جوهرية... وجسمها صلب كأنها حطب للنار مش للحركة والرحمة الما عمرها اعطتها لطفلها الوحيد الما كان يحسسها بفرحة إلا بنكد والغم عشانها خلفت وبطلت بنت عزابية تسرح وتمرح ع كيفها لو بشكل بسيط مع شلتها المختلفة عن يلي قبلها... فتحاول بدها تتكلم لكن ما في كلام.... تحاول تتحرك ما في حركة... هي بحالة عجز تام لكن إدنيها وعقلها الوحيدين الشغالين فيها وهي عم تسمع رد سهر: يا ويلي علـيه مات المسكيـن وهو ما جرب حنانها...
نداء هون شهقت باكية ولافتة الكل ع وجودها قرب الباب بدون قصد منها... فبسرعة جبر ركض لعندها يحتويها وهو عم يقلها: ابكي يا عمتي... الدنيا متل ما هالمطر عم ينظفها خلي دموعك تغسل وجعك وتخفف عنو... وابكي وما يكونلك هم لإنو هو عند ستنا سارة وسيدنا إبراهيم رضي الله عنهم...
نداء مش معو رغم إنها سامعة كلامو وعم تجهد حالها بالبكى لإنو خلص راح ابنها الما كانت تحسو يمثلها رغم إنو كان شهور عم يكبر جواتها واجى من شي منها...
راح بعد ما كان ممكن رح تصلح حالها... وتحاول تعدل يلي ما تعدّل من قبل وتكون أحسن من صحباتها السوء... لكن القدر سدها وما اجى بالدرب يلي ببالها معها... فتحس بوجع الحياة ومرارتها وحدتها لامة "مجمعة" خواتها وأخوها جواد عليها خارقين كلام أبوهم الكانوا عيونو مليانين كلام وهو عم يجهز حالو ليخبر بنتو عن قتل ابنهم وهو مش عارف شو بدو يقلهم عن بشاعة واقعهم المأساوي ولا عن المتهم المش مشتبه فيه يكون منهم... فتحولت عيونو لعيون كاسرة وقوة دام الحسيب بينهم ذو انتقام... لكنو بنفس الوقت متحسر ع بنتو الما كانت نعم الأم لابنها... فتنهد مطالع أرسلان حفيدو الفضل يرد معاه ويخلي السواق يرد السيارة من حبو يكون مع ونيس بعرفو بهالطريق... من شعورو بالعز مع أحفادو الفقد واحد منهم اليوم بشكل وحشي وظلم بحقو وبحقهم...
فشو حال بنتو هيكون بس تدري عن يلي بستناها دامو قرب من البيت...
ومن الطبيعي يفكر هيك دامو مانو عارف عن بنتو العرفت عن موت ابنها وهي عم تتقطع من جواتها لأنو المهلة الكانت معها خلصت بعد ما كانت هي في اهمال وتسويف وهروب وتنصّل من كل واجبها معاه وعليه... فتبكي حاسة قلبها رح يوقف من عجزها لتبكي وتعبر... وما قدرت تنطق غير بـ:
بدي ضمـو!!!!!
بـدي شمـو!!!!
هـاتـوه!!!!!
هاتــوا ابــنــي!!!!!
وتحاول بدها تقوم لكن جسمها متصلب ومتنمل فتبكي فاقدة أعصابها ومجمعة أمينة وكوثر وجوري وأريام وجيهان ورنيم وإميرال الكانوا قاعدين برا عم يقرأوا قرآن حوالين صوبة الكاز دامهم مش عارفين يناموا... لكن صوت بكى نداء خلاهم بسرعة ركض داخلين من باب مطبخ قصر الجد مش فارق عندهم مغرقين حالهم بمية الشتا بس كرمال يشوفوا شوفيه ولحظة ما لمحت أمينة حال نداء أدركت بنت حماها عرفت خبر قتل ابنها... فما قدرت تقرب منها عشان جبر والعم جواد حواليها... لكن جوري وجيهان وأريام ركضوا لعندها محاولين يفهموا شوفيه ومين هدا يلي بس عم تقول عنو: هاتـوه!!!
فتنفجر نداء مصيحة باسمو بشكل قطع قلبهم لإنها نادت عليه بكل مرة كان لازم تناديه فيها لكنها ما نادتو: جــنـــــــــراااااااااااااااااااااااااااااااااال!!!!!!!!
فنطقت جوري مش فاهمة وهي ماسكة دمعتها: حد يفهمني شوفيه؟!
ما حد عبرها فصيحت بصوت عالي: جنــرال شـو فيـه؟؟؟ ولفت حواليها باكية.... مطالبتهم يجاوبوها.... إلا بصوت سيارات جاية لعندهم ولحظة ما لمحت ضو السيارات عاكس عليهم من شباك الصالون ركض بدها تسأل جدها لكن إيد أمها مسكتها لتركض لعند الجد الحاسس بأطنان عليه وهو عم عنو يسحب الحزام مذكّر حفيدو أرسلان قبل ما ينزل من سيارتو: الليلة حطيت حراس عندها الصبح بدي شوفها هون فاهم... إذا ابن عمك ضرغام جاب بنت دهب هون يلي وضعها اصعب من وضع مرتك شو حجتك إنتا...
أرسلان ابتسملو غصب: يابا تدلل خلص هلأ أنا بإيدي بجيبها وبفهمها لإني ما بحب اجبرها على شي لكن رح كلمها وجيبها بعدها...
الجد تنهد نازل من سيارتو وهو عم يقلو: بحفظ الرحمن...
وبخطوات ثابتة مشي لعند بيتو عابر من الباب ولحظة ما لمح حال جوري البسرعة ركضت لعندو ضمها من كل قلبو من رغبتو ليحن عليها ويقوى أكتر لإنو ما في شي بقويه قد أحفادو يلي عشانهم صبر وتحمل لحد هاليوم... ونطقلها بنبرة حنونة: الدموع يابا لطف من ربنا فينا... والموت حق علينا ما في مفر لا بخلود ولا بدعاء... فنتحمل هالفكرة دام في آخرة هتجمعنا...
جوري بعدت راسها عن صدرو التبلل من مية الشتا مجاوبتو: شاللي مات الصبح شفتو وما اهتميت فيه... مش مستوعبة مات بدون ما أضحك معو ولا ضمو و~~~ وما قدرت تكمل كلامها من الغصة العم تحرق فيها... فبكت بحرقة بدون صوت وهي سامعة بكى نداء عمتها وهي عم تنادي على أبوها: يــابــا جـيـبـلـي ابــنــي!!!!! بــدي ضـــمــو!!!
الجد باس جوري على راسها وتحرك لعند بنتو نداء يلي بمجرد ما قرب منها الكل بعد عنها معطينو المجال ليقعد جنبها مخبرها: والله يابا موت ابنك كسرة ضهر وقلب... وبتذكرني بأخوكي المرحوم ضرغام... لكن يلي فرق بيننا يابا هو طفل لكن أخوكي رجل وبيننا مليان اشياء وانا ذاكرها منيح وواعيلها... وما في شي هونها علي غير لطف رب العالمين فيي... فاهدي عشان نتفاهم مع بـ~~
صمت لحظة ما لمح نداء بنتو القوية الصلبة رامية حالها على رجلو ومنحية بصورة ما حد تخيل يلاقيها عليها وفيها وهي عم تقلو بنبرة بتكسر القلب: خــلـص يـعـنـيييي هو رااااااااح.... ندمــانـة يــابــا.... هــو بـفـهـم بـس أنــا مـا بــفــهـ ~~
وشهقت من كل قلبها باكية.... لإنها خسرت كل الفرص البقتلها لتكون أم صالحة... فضمها الجد باكي معها غصب عنو وهو ماسك حالو وعيونو عم تطالع بناتو وحفيداتو وكناينو أمينة وكوثر الغرقانات بكى على حالهم وحياتهم وولادهم العمرهم العم بروح هدر... فنطق الجد وهو عم يمسح دموعو: هدي هي الحياة واللي بفكر باشي هيك غير وبعترض ع الموت ومصيبتو بعترض ع حكم الله مقدر الأقدار... فبدل الاعتراض عيشوا بدون حقد وغل عيشوا لله مش لخلق الله... وارحموا ببعضكم... ما حد بقيلنا يا بنات ورجال الخيّال من بعد ربكم غير بعضكم.... الأيام الجاي مش سهلة والواجب عليه فينا نكون مع بعض نسند بعض... شو اغلى شي عنا بعد رب العالمين وعقيدتنا أنفسنا... فالعزة بتجي من ثقتنا ودعمنا لبعض... واللي عندو غير هيك مكانو ذليل برا وجوا البيت بين الناس وسائر الأقوام... وضم نداء العم تبكي بحسرة عمر مرق متل القطار قاطع محطات ومحطات بدون عبرة تعتبر إلا بعد ما انسفك الدم وازهقت روح...
وللأسف مش الكل بتعلم ببلاش لازم تمن يهزو من جواتو ليعقل ويبصر ويقول آمنت برب العالمين... وكفرت بالطاغوت والمحرمات وطريق الشبهات...
والسؤال المهم والمفصلي لو صحي الانسان من غفلتو هل معاه فرصة يعمّر يلي بقي ولا لا... فيلي كان غافل عن امكانية يفارق هالحياة بلحظة صار بدو يسارع الثواني بأقل من الثواني ليكسب قدر ما بقدر منها ليصلح اما مرضاة للرب أو مرضاة لاصلاح نفس... الأولى لله لكن التانية لارضاء الضمير وتهدية النفس اللوامة وشتان بين الأول والتاني... والحسرة ع اللي ما بعرف... ومكمل الحياة من خوفو ليموت متل العم زيدان الشهد ع دفن صديق دربو بدران وقتل ابن عاصي ونقل العمة للمستشفى... وهو من لحظتها فورًا اختفى بدو يعدّل يلي بقدر عليه هو صحيح بصلي وبصوم وبخاف الله لكن من ورا بدران وقع بالشبهات وبالمحرمات لما قبل يتحول بعض مصرياتو الحرام لحسابو على اساس أرباح من الشركة بعدها يحولوها لبرا البلد ليتصرف جميل فيها... وغير نصب بدران بالشركة الشراكة بينهم في العقارات والانشاءات في الأموال وهو عارف وساكت ومشاكل كتير صارت قدامو ما تكلم عنها ولا كشف عنها لا للقانون ولا حتى للدولة واكتفى بالصمت لحماية روحو لكن هلأ هو مات مين رح يكمّل بقية الاشياء العم يعملها هو مانو خبير بهالقصص فهرب من كل يلي بصير لكن من وين يهرب واجالو هالرجال المخيفين طالبين منو بعد ما خطف نفسو بعيد عن المقبرة: بسرعة هات كل الملفات يلي معك... وتعال معانا...
هو قلبو كاد يوّقف بس شاف اشكالهم وعيونهم الواضح ما بنمزح معهم وبلا أي حرف سايرهم بشو بدهم ولامحهم وهما عم يجمعوا كلشي بالمكتب لدرجة ولا ورقة هيك طايرة وعليها شي تركوها بحالها... وبلا مقدمات حذروه: بسرعة وقع هون متنازل عن كل اسهمك فيها وفق المبلغ المتفق عليه...
العم زيدان عارف ما رح يعطوه مصاري والمنيح أصلًا إذا بتركوه عايش فوقعلهم وهو ماسك رجفة إيدو لتبان وبلا مقدمات ضربو واحد منهم ع كتفو بكسرة رجل وهو عم يقلو: تفضل من هون واصحك تفتح تمك باللي صار عشان ما تلحق قريبك...
العم زيدان طالعو بنظرات غير مفهومة ومشي مطأطأ الراس مذلول القيمة مهيون الرجولة... وركب سيارتو عاجز وين يروح من شعورو المساجد والجوامع رافضينو لكنو رغم هيك دخل للجامع توضى ودخل يصلي العصر ويبكي لربو من عارو يلي عملو وما بعرف كيف نام لا حاسس لا بتليفونو ولا بالعالم كلو إلا عند ما أدن المغرب فبسرعة قام يصليه جماعة وبعجلة طلع لامح مقربين منو رجال حماية الكانوا معاه بأيامات ما قامت الدنيا بينهم وبين دهب من بعد طخ جابر وخطف بنت دهب من بين إيديهم... فما تكلم بشي لإنو ما بطلعلو يتكلم وأكيد جابوا موقعو من ربطهم جهاز تعقب المكان على تليفونو وسيارتو... فركب بسيارتو معجل حالو لبيت حماه الشو رح يقولوا عنو ما وقف معهم ولا كأنو منهم...
خربانة عندو ع الآخر... وبهت مكانولحظة ما لمح كبار البلد جايين لعندهم قال "رحت فيها" لإنو مش عارف شو صار والأخ جميل ما برد عليه... ومش جاي ع بالو يتبهدل من الجد وولاد حماه مرتين ع التليفون وبس يشوفهم لكن الحمدلله يلي بعد ما روحوا اجت للجد مكالمة مخليتو يطلع قبل ما يحكي معاه بحرف واحد... فقعد شوي مع جابر وجواد مستفسر لو استجد شي لكن ما حصل غير ع جواب واحد: ما بنقدر نحكي شي غير ليطلع التقرير ونشوف المحققين شو قالوا...
فانسحب من بينهم طالع من عندهم بعد ما استأذن منهم وهو عم ياكل بحالو هدا من أول يوم هيك صار فيه... شو حال الأيامات الجاي معقول ياخدوا كلشي بملك... فيحاكي حالو أخماس بأسادس من ورا بدران يلي مات واندفن وجميل العاطل المش عم يعبر مكالماتو لحد هلأ...
ما كيف يعبّر اتصالاتو وهو منتظر الليلة يخلصو على مرت أرسلان وأمها بلقيس وعشيقها الجديد معهم... فيمسح على راسو... وهو مشتاط من جاسر دهب الجبرو يصل لهون من ورا غباؤو وطولة لسانو الرح يقصلو إياه قبل ما يطيرو من هالدنيا كلها... من ندالتو المالها حد... فخليه ينسجن شهر جوا... أكيد هلأ بكون ميت من القهر لإنو عندو مشكلة يكون بمكان مسكر وصغير كمان...
خليه بلكي ينخنق وينجن جوا... دايمًا شاطر يهرب من الشرطة لكن هلأ من وين بدو يهرب... أي يسلم كنان العم يربي فيه بجرو لعند بنتو الست جودي المتجوزة من ابن أخوه المناه كان ينقتل برصاصة من جاسر ولا من عمتو ديدي عشانهم مجانين لكن هو مش مجنون متلهم... فريتو لو مات "عبد العزيز" بدل جنرال كان تريح منو لإنو هو مسند أبوه...
فلازم هلأ بس يخلّص من قصة أي حد إلو علاقة بقصة موت جابر والمستشفى عشان يعرف بعدها كيف يخلص من ابن أخوه ضرغام وينهيه من الوجود ليكمل تسلايتو بلعبة الدم بأخوتو وأبوه وأحفادو ليحلالو الجو بالطول والعرض... فيضغط على إيديه كاره حالو ع قلب المخطط من كاظم الملعون الكان من المفترض يقنص ع ابن ضرغام مش مهم وين بينهم بالمقبرة ولا ببيت أبوه ولا ببيت جدو ولا بالديوان ولا بالطريق طز... المهم يطخو فلو مات يا سلام لكن لو عاش هيعيش بإعاقة أو بخلل بمخو من يلي رح يعملوه فيه وهو بسيارة الإسعاف المجهزينها لإلو... لإنو مش دايمًا الموت بحل كلشي لهيك كانوا رح يعطوه شي يهدم تركيبة مخو وأعصاب عشان يخفف من قرفو عليهم...
لكن سبحان المالك الوهاب البهب الحياة لمن يشاء وبسلب الحياة ممن يشاء... وقلب مخططاتهم عليهم بشكل ما حد قابل يستوعبو بما فيهم ابن أخوه ضرغام الكان هو اللازم يتضرر لكن نجا بأعجوبة عاجز يستوعبها فما قدر ينزل من سيارتو من كمية التعب الحاسس فيها فقعد شوي مع أشرف بدون ما يتكلموا لو بحرف مالو خلق اشي بدو مخو يروق شوي ولحظة ما حس حالو أحسن فتح الباب نازل من السيارة بدون ما يودع أشرف المتفهم حالتو... ومشي تحت المطر وهو عم يتذكر جوزيف المجنون يلي بسرعة استغل الجد ما رح يشوفهم مع بعض وفورًا دخل ع خط عبد العزيز جابرو يوقف ع جنب وفورًا نزل من السيارة فاتح الباب بدو يهجم على عبد العزيز باللحظة يلي الحراس حاولوا بدهم يتدخلوا لكن أشرف منعهم وهو عم يسمع صوت جوزيف المنفعل: يا ######## هدا يلي جبتني عشانو ع البلد يا ###### والله إنو خسارة بأمك يا ####### أنا أفهم هدا هو يلي كنت تقلي بورقتك إنتا بتلعب طلعت بتلعب بروحك يا ###### كان يخي لليش تعبت لترجّع بنت دهب... وربي وايماني نفسي قلها لمرتك زوجك المصون بدو يرملك إنتي وييتم بنتك الفصعونة ساندي... يخي إنتا بعقلك اشي... يا الله عيلتك شو ##### مات الولد مات لك أنا ساكت ع يعقوب لكن ع جنرال عقلي سفح كيف عقلك إنتا وجدك ما ضاع وروحتوا ع مستشفى الأمراض العقلية... وسكت مستني منو رد يهديه لكنو للأسف الشديد رد عليه رد شلو فيه: شو مفكر يلي انولد من عيلة الخيّال حالو هيكون... هدي حياتنا الموت حق لكن احنا وضعنا متل أي حد مكتوب عليه الدم والخيانة...
جوزيف شخر بسخرية مجاوبو: خخخخخ قول والله ع أساس وضعي أحسن لكن جدك الـ#### مع احترامي لإلك وإلو هو ورا يلي وصلتولو وربي كان نفسي قلو كيف عايش...ولك أنا لو عشت محلو يوم ما بكمّل من قبل حتى ما اصل لعمرو.. لك الغل أنا بحرقني وخلاني بدي انتقم من المجرمين ورحت سافر العالم اصلح بولاد الشوارع من روسيا لاوكرانيا لالمانيا لايطاليا للمغرب العربي للبرازيل وكولومبيا لك دخلت برامج ودعمت برامج... وما تخليت عن حق أبوي غير بعد ما شفتهم يا انقتلوا او انعدموا من الدولة او سجنا "سجناء"... لكن جدك شو عمل بدل ما يجي ع المظلوم اجى عليكم... طاقق جدك... طاقق...
عبد العزيز مسح ع وجهو يعني شو بدو يقلو... في كلامو بعض من الصدق... جدو اجى عليهم... لكن ما بعرف ليش... لكنو واثق جدو مستعد يفديه بدمو رغم الاصابع الشبهة العم تتجه عليه... فنطق بمرار من كل يلي عم يمروا فيه: هدي هي شامخة كل مكان إلو ارضية وقوانين خاصة فيه... والعدالة هون مش كيف بنفكر وطريقها مش معروف دام المخبى كتير وكبير... وما بتعرف الضربة وين هتوديك...
جوزيف انفعل هازو من جاكيتو الأسود وهو مش هاممو يتغرقوا بمية الشتا مصيح: لك مجنون لك مجنون لو متت مين رح يكونلي هون... لك عقلي بدي افقدو إنتا حكيت معاك اكتر من أبوي وأخوي... لك ادبحك عشان ما تدبحني... ما فكرت بأهلك بجدك ولا بأي حد بمون عليك... لمين بدك تترك بنتك الصغيرة... مش قادر استوعب جنونك... لك إنتا تأبط شرًا...
عبد العزيز جاوبو بشي هو مآمن فيه من الطفولة دام ربي ع عقيدة التسليم لله: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
جوزيف ضغط ع اسنانو عاجز يردلو بحرف من قهرو عليه وعلى حالهم... فطالعو بحسرة مبعد عنو لسيارتو باكي بغصة لإنو الموت لاحقهم لاحقهم بطريقة مفزعة وقاهرة لإلهم وبقوم هو باللي عم يعملو بكمل عليه...
هو عارف هالشي لكن ما بقدر يتحمل الوساخة أكتر من هيك لازم هو يتضرر تحتى الحواليه يقدروا خطورة الهمه فيه عشان يلاقوا حل مش يتنصلوا منو... لكن للأسف الشديد جت بجنرال العزيز ع قلبو... فمد إيدو فاتح باب بيت أبوه ودخل منو وهو بدو حضن أمو وجوري وبنت قلبو ليستكين... لكن وين الاستكانة هتكون بس لمح سواد لابس بيت أهلو... فتحرك بدون ما يشغّل ضو واحد وكمّل لبيت الدرج لكنو تذكر قصة الصندوق فتحرك للمخزن شاكك ممكن تكون أمو حاططتو هناك فتحرك للمخزن لكن ما لقى أثر لإلو فلف حالو منسحب منو بدو يطلع يسلم على أمو في حالة لو كانت في غرفتها لكن في شي استوقفو بمجرد ما صار مقابل للصالون صارلو سنين ما دخلو من بعد قتل أبوه غير بالندرة فحن يدخلوا ليحس بأبوه معاه وحواليه لإنو عارف كل يلي بصير متعلق بقصة قتلو... فتحرك لمكتب أبوه وهو عم يبكي ظلم الحياة لأبوه الارتاح من هالحياة وسحب مدالية المفاتيح الفيها عدة مفاتيح من جيبتو ودخّل مفتاح مكتب أبوه شامم ريحتو فيه الممزوجة بريحة الغبرة الخفيفة مع صقوعة الغرفة فسمى داخل وهو عم يرفع إيدو ناحية مكبح الضو المجانب للباب غير متوقع يلمح قدامو الصندوق الكبير... فتنهد عاجز يستوعب وين الحياة هتروح فيه.... فتحرك لعندو متطلع فيه إذا عليه شي لكن ما مكتوب عليه غير من ابن الحرام لجودي درباس... مسح دموعو عاجز يستوعب من هدا ابن الحرام وشو غرضو منهم... وشو صلتو بقصة أبوه وبنت قلبو البرية... ففتح الصندق بشال اللزاق عنو لامح لوحات ودفاتر وأعمال فنية... فبسرعة سحب اللوحات لامح اللوحة الاتاخدت منو ولوحة تانية شبيهة فيها مليانة دماء دموع سجن سواد وكحل الليل... عاجز يستوعب ليش هدول هون... شو بدو يوصللو... فسحب دفتر من الدفاتر لامح عليها صور مقصوصة وملزقة بطريقة عشوائية جميلة ومكتوب عليها بقلم خشب...
ما عنوانك؟
من أهلك؟
أين المفر....
يقلب فيه لامح بقع مطبعة عليه ولونها اغمق من لون الصفحات مخليه يستشف هدي بقع دموع بريتو الطاهرة أثناء كتابتها الجمل العم يقرأ فيها هلأ: لما أنا هنا؟ ما ذنبي سوى أنني ابنة جاسر المكروه... هل خلقي كإنسانة لا يحرمني من عبق الحرية...
يقلب أكتر لامح صور مصورتهم من زيارتهم للغابات والحدايق عن نباتات وحيوانات في البرازيل كاتبة حولهم حديقة إيماس الوطنية... قلب الصفحات ورا بعض لامح صور حجمهم متوسط وكاتبة تحتهم لقلق... بجعة... قرد... بطة... النحامي... واسترسل بتصفح بقية الصفحات لامح الصور الملزقة واللي من تصويرها عن أماكن جميلة تمنى يشاركها فيها مع ساندي الكانت طفلة وما عم تطالع الكاميرا لحظة تصويرها كاتبة تحت بعض الصور...
أباكِ بعيد....
"أنتِ مثلي، لا أبٌّ قريب... وأخشى من الرجوع إليه كي لا يقتلني مثلما قتل أبي وأمي، وتعيشين بدوني ضعيفةً، ذليلةً، مقهورةً..."
ما قدر يتحمّل وقع آخر كلماتها ساحب الدفتر التاني ملاحظ ضحك العمال لإلها كاتبة تحتهم... جودي امراة مستقلة.... جودي أم بطلة... رغم أن طفلتي رفضت الرضاعة مني... لكن أنا أم سيئة لأن حليبي جف ولا أدري... وحولت عامي... الزعل بنشف الحليب...
ليش ما ازعل أنا زعلانة كتير... جدي وعمي مش هون...
جدو حاسس فيي... وبقع مبللة طرف الصفحة... فتأثر بكلامها لكنو سرعان ما انزعج لحظة ما قرأ بالصفحة يلي وراها...
كاظم مزعج
فتنحنح منزعج من ذكر اسمو مكمل... بقراءة تعليقاتها الكاتبتهم بشكل عشوائي عن أول رضعة "صعبة كتير وفشلت" واسترسل قراءتو عن أول حمام لإلها مع ساندي الرضيعة "بكيت كتير لإنها صغيرة ورقيقة وخوفت وقعها" وانتقل قارئ عن يوم ولادي ساندي "بقولوا ممكن كانت رح تنخنق معقول إلي ذنب" "كلو منك إنتا وحش بخوّف يا عـ.... وما كملت الكلمة... فأدرك قصدها هو فبلع ريقو غاصص من خوفها منو كان رح يعرض طفلتهم للخطر...
وبلع ريقو عاجز يكمّل فيه قارئ بالدفتر يلي وراه عن كاظم كيف باقي يعذبها وهي تشتمو بالبرتغالي والألماني وإن كان في اخطاء املائية... وإن ما كتبت كانت ترسم الجر الكان يجرو فيها حارمينها من بنتها ما قدر ما يتحول.. فبكى بغل مخليه بدو يثأر من كاظم من عجزو ينسى شو مكتوب
"قهرني الله يقهرو"
"بدي بنتي ما اعطاني إياها"
"أنا بكرهك يا كاظم يا مريض"
إلا بهزة تليفونو بجيبتو فبسرعة مسح دموعو ساحب تليفونو لامح رسالة منها "ما بدك ترجع عندي" ما بعرف كيف قلبو دق بس لمح كلامها من اعجابو بصراحتها معاه... واضح كان من قبل جاي عليها ومش معطيها مجال لتتنفس متل الخلق معاه بالكلام وقاعدلها على النقرة لكن هلأ مستحيل يتصرف معها هيك خوف ما يوجعها فوق يلي وجعوها إياه أهلها... فبلع ريقو متحرك من غرفة أبوه بعد ما تركها على حالها بدون ما يعدّل فيها شي وطفى الضو طالع منها بعد قفلها بالمفتاح ومشي لعند الدرج طالع لعندها لكن قبل ما يكمّل لعندها لازم يطل ع أمو ليسلم عليها لكن للأسف الشديد ما لمح لأمو أي اثر من باب غرفتها الشبه مطبوق ولف بدو يدخل جناحو إلا ببريتو الجريئة فتحتلو الباب وهي عم تقلو: إنتا منيح بالي ضلو معك...

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات