بارت من

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -17

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -17

لكنه بدأ يركض ليطعن المفترس بخنجر كان بيده ثم طعنه فوقع المفترس ميتا فبدأ الجنود يرمون حيدر بأحذيتهم وينادونه بالجبان
لكن حيدر حمل جثة المفترس ليضعها في وسط الساحة ليدخل الرعب في قلوبنا
قام الشرس وقال دلوني عليه لكي أقتله أمسك ذو بالشرس وقال تريث وأنا أعدك أن أجعل حيدر يتمنى الموت لكن الآن أريد أن أرى النفق الذي حفرتموه
وبالفعل دلوه عليه فبدأ ذو يضع الخطة للهروب ثم طلب منهم أن يحفر في النفق لحد ليضعوا فيه جثة المفترس
ثم خرج ذو وبدأ ينظر للمكان نظرة متفحصة فرأى مكان يشترون منه المساجين وكان بجوار جدار السجن فلما أقترب منه رأى ما سوف ينجح خطته رأى أسطوانات غاز بالداخل
ثم أجتمع بأصحابه وقال ا الليله سوف نخرج نظر له عبدالرحمن وقال كيف نخرج بالليل والأبواب مغلقة علينا قال ذو إذا شب حريق في السجن فسوف يضطرون الى إخراجنا إلى الساحة فقال سامح وكيف سنحرق المكان قال ذو إلا ترون أسلاك الكهرباء المتهالكة إن شبكناه ببعض ستلتمس وتسبب أنفجار ينتج عنه حريق
ثم بدأ ذو يشرح الخطة ويوزع المهام فحين يخرج عبدالرحمن وسامح وصادق وأحمد ومعهم حسان إلى الساحة عليهم أخذ المفترس معهم إلى النفق ودفنه في اللحد ثم ينتظرون قدومهما
بينما هو والشرس يستغلون الفوضى العارمة ليبحثوا عن حيدر ويثأروا للمفترس
وبالفعل تم تنفيذ الخطة فبدأ ذو و الشرس يبحثون عن حيدر وبالفعل وجدوه يركض يريد الخروج للساحة فأمسكوا به وأدخلوه أحد الغرف ثم أخرج ذو لسان حيدر وقطعه حتى لا يصرخ والشرس ينظر ويراقب ويرتعد من ملامح وجهه ذو التي أصبحت مرعبة
ثم بدأ يغرس الإبر المسمومة في عيناه وأذناه
ثم قال ذو للشرس هيا بنا تأخرنا وبالفعل تركا حيدر وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة
توجه ذو والشرس للساحة وأتجه ذو إلى المكان التي يوجد فيه أسطوانات الغاز وأشعل المكان فيه وبدا المكان يحترق لكن هناك أمور تجري بالخارج حيث أن مسعود أتفق مع القائد الأمريكي وأخذ الجنود ليقبضوا على ذو فلما وصل مسعود إلى اصحابه وأقتحم الجنود البيت لم يجدوا سوى برهان وحاجي وسيما
فقال مسعود أين ذو ورفاقه فقالوا سلمناهم للسجن فأتجه مسعود والجنود إلى السجن لكن الأحداث بالسجن كانت تشتعل

ذو العيون 102

حيث أنفجرت أسطوانات الغاز مما سبب سقوط الجدار فأصبح الهرب من السجن أمر سهل ولكي يعيق قائد الحراس السجناء من الهرب أمر جميع الحراس بما فيهم حراس الأبراج بالنزول وأطلاق النار لأي سجين يريد الإقتراب من الفتحة
بينما ذو والشرس أتجها إلى النفق فلما وصلا كان عبدالرحمن ورفاقه قد دفنوا المفترس فبدأ الشرس يبكي ويقول كنت أريد أن أقبله لكن ذو قال ليس هذا وقت البكاء علينا أن نخرج ما دام الحرس مشغولون بحراسة الفتحة التي بالجدار وبالفعل خرجوا فلما أبتعدوا عن السجن قال عبدالرحمن نحن سوف نذهب إلى العراق فهل ستذهبون معنا قال ذو أنتظروني هنا حتى الصباح فأن لم أعد فأرحلوا فأراد ذو أن يذهب فقام الشرس وقال أنا قادم معك لننهي الأمر الذي تفكر به
وصل مسعود خان والجنود إلى السجن وشاهدوا الفوضى التي داخله ولم يسيطر على الوضع إلا بعد أن أشرقت الشمس وبعد أن تفقدوا المساجين عرفوا أن ذو ورفاقه قد هربوا من السجن
فتذكر مسعود أصحابه وخشي أن يعود ذو وينتقم منهم فأخبر القائد الأمريكي بذلك فأرسلوا معه جنودا
حتى يقبضوا على ذو
فلما وصل مسعود خان وجد برهان وحاجي ملقيان على الأرض وقد كسرت رقبتهما
ووجد سيما جالسة على الكرسي ولسانها مقطوع على الطاولة وعيناها وأذناها قد وضع فيها إبر ومكتوب على الطاولة أين ستهرب يامسعود سوف أعود وأقتلك
بالطبع كان ذو والشرس قد بدأو رحلتهم مع عبدالرحمن ورفاقه إلى العراق
فقال الشرس هل ستعود حقا لتقتل مسعود قال ذو بالطبع لا فأنا أريد أن أشغلهم بالتفكير في كيف سأعود وأقتله مما يسهل هربنا منهم
نظر الشرس إليه وقال لكن أنا أريد أن أقتله حقا
قال ذو يا شرس إن هناك كثير من الأمور نريد فعلها لكن لا نستطيع فإن بقينا نفكر بها فسوف نعيش حياة كلها كدر ونكد
وبعد رحلة شاقة ومتعبة وصل ذو ورفاقه إلى العراق وأستقبلهم رجل أسمه مراد الذي أوصلهم إلى أحد الجماعات وكان قائدها رجل أسمه فيصل
وكانوا مختبئين في بيت له ساحة محاطة بجدار مرتفع وكان هناك جندي أمريكي مأسور قد تم تقيد يداه
فبدأ فيصل ينظر لهم ثم قال قد جئتم في وقت هام اليوم سنطبق الإعدام في هذا الجندي وسوف يقوم أحدكم بذلك ثم أشار بيده إلى ذو وقال تعال أنت وأعطاه ساطور حاد وقال سوف نصورك وأنت تقطع رقبته بقي ذو ينظر الى فيصل فأحس فيصل أن ذو خائف ولا يستطيع فعل ذلك فبدأ يقول إنك أول مرة ستشعر بخوف وندم ولكن مع الأيام ستصبح الأوضاع كشرب الماء أبتسم ذو وأخذ الساطور

ذو العيون 103

اقترب ذو من الجندي الأمريكي ثم رفع الساطور ثم قطع به قيود الجندي المأسور ثم قال له أنت في حمايتي إن لم يثبت أنك قتلت أحد منا
نظر له فيصل وقال هل تريد أن تطلق سراحة بعد أن تكبدنا التعب من أجل الإمساك به وهو حي قال ذو هذا أقل ما افعله لكي أسترد كرامتي منك فكيف تطلب مني أن أقتل رجل يداه مقيدتان
فأراد فيصل أن يطعن الجندي الأمريكي لكن ذو أمسك به ووضع الساطور على رقبت فيصل وأقسم بالله لو حدث شيء للجندي الأمريكي فسوف يقتل فيصل
وكان نادر نائب فيصل في الجماعة يتسلسل من خلف ذو وكان يريد الغدر بذو لكن الشرس أمسكه وقال يبدوا أنكم لن تصدقوا أن ذو جاد في كلامه حتى نريق دمائكم
شعر فيصل أن هؤلاء الشباب لن يترددون في فعل ما يقولون فما كان منه إلا أن أمر بإطلاق سراح الجندي حتى يستطيع أن يحتوي المشكلة
وبعد أن مرت أيام من المشكلة بدأ فيصل يحاول أن يفرض نفسه قائد على ذو ورفاقه فأمر كل من صادق وسامح وأحمد بأن يتمركزوا في أماكن محددة يجمعون خلالها معلومات عن تحركات العدو بينما عبدالرحمن استعد بأن ينفذ عملية استشهادية وكان ذو يسمع الخطة التي يملونها على عبدالرحمن فقام ذو وأمسك بيد عبدالرحمن وأخذه إلى غرفة بعيده وبدأ يحاول أن يقنعه أن يترك تنفيذ العملية الإستشهادية لكن عبدالرحمن أصر على موقفه فتركه ذو وذهب إلى الشرس وحسان وقال لهما نحن الآن مجموعة لا أحد يتخذ قرار حتى يستشير البقية
وبعد مرور اسبوع نفذ عبدالرحمن العملية الإستشهادية التي جعلت فيصل ورفاقه مبتهجين لنجاح العملية لكن خبر القبض على أحمد وصادق وسامح أربك فيصل الذي أمر نادر بأن يأخذ المجموعة إلى مخبأ آخر تحسبا لأن يعترف سامح وأحمد وصادق بمكان الجماعة
وبعد أن استقروا في مكانهم الجديد جاء فيصل إلى ذو وصاحبيه وأخبره أنه يحتاج إلى شخص يقوم بعملية استشهادية ضد طائفة تقوم دوما بالإعتداء على أهل الحق
قال ذو وهل تريد أن أقتل أناس لهم إعتقاداتهم ومذهبهم دون سبب
قال فيصل كيف بدون سبب أليس هم من يقتحمون حاراتنا ثم يقتلون الأبرياء
قال ذو إذا دلني على أماكن هؤلاء القتلة وعلى الأماكن التي يقتحمونها وسوف أردعهم من فعل ذلك
قال فيصل إنهم أقوى مما تتصور قال ذو قلت لك سأردعهم ثم قام ذو وقال سوف تبقى هنا يا حسان حتى أنهي أنا والشرس هذه المهمة
وبالفعل خرج ذو والشرس إلى المكان الذي يقتحمه أصحاب الطائفة الضالة ويقتلون كل ما تقع أيديهم عليه دون وجه حق
وبالفعل أستطاع ذو والشرس من التصدي لهذه الطائفة بل والقضاء عليها وبعد أسبوع عاد ذو والشرس إلى المخبأ الذي فيه صدم ذو بالخبر الذي سمعه

ذو العيون 104

حيث استغل فيصل تواجد حسان لوحده وقال له سوف أكلفك بمراقبة ما يحدث في تجمع سيكون ظهر اليوم لهذه الطائفة وكل ما عليك أن تقترب بالسيارة للموقع ثم مراقبة ما يحدث وافق حسان وأخذ السيارة وأقترب من المكان وبعد أن توقف حدث أنفجار كبير من سيارته لتخرج روح حسان دون أن يعلم أن السيارة التي يقودها مفخخة
فلما عاد ذو والشرس أخبرهم أن حسان طلبه أن ينفذ عملية استشهادية ولقد فاز بالشهادة نظر ذو إلى فيصل ثم قال حسان طلب منك ذلك قال نعم هز ذو رأسه وقال ما دام أن حسان رحل فليس لحياتي معنى أريدك أن تجهز لي سيارة مفخخة ولكن بشرط أن يكون الهدف دبابة أمريكية
دخل السرور لقلب فيصل وبدأ يعد السيارة والخطة
والشرس يحاول أن يثني ذو عن ذلك لكن دون جدوى
وبعد أن أنتهى فيصل من إعداد الخطة والسيارة ذهب ذو برفقة الشرس مع فيصل وبعد أن وصلا إلى المكان قام ذو بتكتيف فيصل ووضع حزام ناسف على خصره ثم آراه جهاز التحكم بالتفجير وقال له لك دقيقة واحدة حتى تصدم بسيارتك المفخخة تلك الدبابة فإن لم تفعل ذلك بإرادتك فسوف أنسفك بهذا اللغم الذي بخصرك
فلما قيد ذو يد فيصل بمقود السيارة قال له إياك أن تخالف الخطة تجهز فيصل لتطبيق خطة في رأسه وهو أن ينطلق بأقصى سرعة حتى يبتعد عن نطاق جهاز التحكم بالتفجير فينقذ نفسه من الموت المحتم وبالفعل مر فيصل بجوار الدبابة دون أن يستهدفها فعلم ذو أن فيصل يريد أن يهرب فضغط على جهاز التفجير ليموت فيصل
نظر ذو إلى الشرس وقال له ماذا نفعل الآن قال الشرس وهل سوف تطيعني قال ذو أنا معك قال الشرس إن عدنا إلى المخبأ لن يتركنا نادر دون أن ينتقم لمقتل فيصل فالحل الذي نملكه أن نعود لأرض الوطن ونسكن في إحدى القرى النائية لنعيش بقية حياتنا بعيدا عن الحروب والفوضى وكان الشرس يفكر تفكير أخر لكن لم يفصح به حتى أولا يقنع ذو بالعودة إلى أرض الوطن
بالفعل وافق ذو وقال لنبدأ الآن رحلتنا فكل ما أخشاه هنا أن يتم القبض علينا ثم قتلنا ونحن مقيدي الأيدي وبالفعل بدأ ذو يدرس تحركات حرس الحدود لكي يمكنهما تجاوز الحدود دون أن يقعوا في أيدي حرس الحدود وبعد أن عرف ذو والشرس تحركاتهم استغل ظلام الليل ليدخل الحدود وبعد أن تجاوزا منطقة الخطر بدأ ذو يضع خطة للقرية التي سوف يسكناها بحيث لا يكون في هذه القرية مركز شرطة أو أي جهة حكومية قد تلقي القبض عليهم لكن ذو تفاجأ بالشرس وهو يقول أنا أسف ياذو فأنا قد أتخذت القرار الذي سوف تتخذه معي إما بإقتناع أو بالقوة

ذو العيون 105

نظر ذو إلى الشرس وقال ما هو القرار الذي يجب أن أقتنع به أو تجبرني عليه
قال الشرس سوف نسلم أنفسنا نظر ذو إلى الشرس وقال نسلم أنفسنا حتى يتم تقيد يداي ثم تطبيق حكم القتل بي وأنا مقيد اليدان كشاة تذبح لا تستطيع الذود عن نفسها
لا ياصديقي لن يكون قراراي مثل قرارك فأنت لست إلا رجل ضل الطريق يريد العودة إلى طريق الرشاد فهم إن تأكدوا من صدق كلامك وكذلك عدم وجود جرائم إرتكبتها ضد أبناء هذا الوطن فهم سيرحبون بعودتك
أما أنا فأنا مجرم هارب من عدالة القانون فأنا قد قتلت أثنان قبل خروجي من أرض الوطن ومن الطبيعي أن يحال أمري إلى القضاء وبكل تأكيد لن يرضى أولياء القتيلان إلا برأسي يتدحرج على التراب ويسقط جسدي و يداي مقيدتان
أتعرف أيها الشرس لست أخاف الموت ولكن أتمنى أن أصارعه ويداي مطلقتان لحاجة في نفسي
ثم قال ذو إذا هنا سنفترق ما دامت قدأختلفت وجهاتنا
قال الشرس لن أدعك ترحل وأنا متفائل أنه سيتم العفو عنك لكن سلم نفسك
لم يلتفت ذو لكلام الشرس وبدأ يمضي قدما فصرخ الشرس وقال قف قبل أن أوقفك بالقوة
وقف ذو ثم استدار إلى الشرس وقال هل بالفعل ستستخدم قوتك ضد صديقك
قال الشرس سأستخدمها إن كنت أعتقد أن ذلك لصالحه
قال ذو إليس من المخجل أن يتفارقا صديقان بهذا الشكل لكن عندي حل آخر
قال الشرس ما هو
قال ذو سوف أقوم بحركة إن إستطعت أن تفعلها سوف أكون طوع أمرك وأفعل ما تريد ولكن إن لم تستطع فعلها فعليك أن تدعني أمضي في طريقي
فكر الشرس ونظر في الصحراء من حوله وبدأ يفكر ما الحركة التي سيفعلها في هذا المكان لا أستطيع فعلها
فقال أنا موافق هيا أرني الحركة قال ذو إذا راقبني جيدا حتى تعرف ما عليك فعله رفع ذو يده في السماء وظل رافع يده لأكثر من دقيقة والشرس يراقب وهو مندهش لا يعرف ماالذي يريد ذو فعله
وفجأة وبسرعة خاطفة أدخل ذو يده بين الرمال حتى كتفه وكأن يده سيف غرسها بين الرمال
إنذهل الشرس من هذه القوة وأحس بالعجز فنظر له ذو وقال جاء دورك إستعد الشرس ثم ضرب الرمل فلم يدخل سوى أصابعه
قال ذو إذا أنا المنتصر ولكن قبل أن أرحل أرجوك ياعبدالعزيز وأحببت أن أسميك بإسمك ليصبح الوضع من الآن بيننا رسميا أن لا تخبر أحد أنك رأيتني وأخص حين يتم التحقيق معك
أحس الشرس أن ذو قرر أن يكون الشرس من الماضي الذي يجب أن ينساه
فقال ما دمت تريد الرسمية بيننا فثق تماما يا خالد أنهم لو قطعوني لن أخبرهم عنك
فبدأ ذو يمشي حتى إختفى عن أنظار الشرس فبعد إن أبتعد ذو عن الشرس جثا على ركبتيه ثم بدأ يبكي بكاء مرير فحبه لذو أشد من حب الأخ لأخوه بل أشد من حب الأب لإبنه ثم أخرج ميدالية مجوفة ومغلقة ثم فتحها لينظرالى صورته هو وذو والمفترس ثم بدأ يقول وداعا يا عبدالوهاب ووداعا يا خالد
ثم قام الشرس وبدأ رحلته حتى سلم نفسه إلى أقرب شرطة الذين بدورهم أرسلوه إلى الرياض وهناك سمع العقيد عادل أن أحد شباب الوطن الذين أخطأوا الطريق سلم نفسه عائدا من أفغانستان
فجاء مسرعا إلى أن وصل إليه وكانت كل أماني العقيد عادل أن يكون الشاب هو ذو العيون الصغيرة

ذو العيون 106

فلما دخل العقيد إلى عبدالعزيز(الشرس)أصيب بخيبة الأمل ولكن بقي بصيص أمل لدى العقيد عادل فأخرج صورة كان يضعها في جيبه ثم قربها من عبدالعزيز وقال هل رأيت هذا الشاب في أفغانستان نظر عبدالعزيز إلى الصورة وقال في نفسه تبا لك يا ذو هل أنت مطلوب لهذه الدرجة فهز عبدالعزير رأسه وقال لا وكانت صورة ذو موجودة أيضا في جيب عبدالعزيز في الميدالية المجوفة
قام العقيد عادل وقد فقد الأمل في العثور على خيط يوصله إلى ذو ثم قال أهلا بك يا بني لعودتك لوطنك
فمهما فعل الأبن بأمه فإن الإم ستسامح فكذلك الوطن مهما أخطأ أبناءه ما دام أنهم ندموا وعادوا فسوف يسامحهم الوطن ما لم يعتدوا على حق مواطن في هذا الوطن حينها سيكون أمرك بقرار هذا المواطن إما يأخذ حقه منك أو يعفو عنك
وبعد أن تم التأكد أن عبدالعزيز ليس لديه أي جرائم تدينه تم إطلاق سراحة
لكن عبدالعزيز كان لديه رجاء واحد فجاء العقيد عادل ليعرف ما الذي يريده عبدالعزيز
فقال عبدالعزيز أنا أريد ان تضعوني جندي في حرس الحدود لأذود عن حدود وطني
إندهش العقيد عادل من هذا الطلب بل وشك في نوايا عبدالعزيز فأحس عبدالعزيز بذلك فقال أنا أعرف أنك لا تثق بي وتخشى أن أساعد في دخول الممنوعات لأرض الوطن لكن أعاهد الله ثم أعاهدك أني سأمنع حتى النمل من دخول حدود وطني وراقبوني إن كنتم تشكون بي فسترون مني ما يسركم
وافق العقيد على طلب عبدالعزيز وقال بأي الحدود تريد أن نضعك فقال أريد حدود الجنوب وبالذات الحدود التي تقع بجوار شرورة
فقال العقيد لما شرورة فقال عبدالعزيز باقي الحدود الجنوبية جبلية وأنا أحب الصحراء لأني أشعر بسعة البال بإتساع رمالها
قال العقيد لك ذلك
قال عبدالعزيز بقي طلب وأخشى أني أكثرت الطلبات
العقيد لا قل ولا تخجل
عبدالعزيز أريد أن أزور جدتي قبل الإلتحاق بحرس الحدود
قام العقيد عادل فشعر عبدالعزيز أنه قد تضايق من كثر الطلبات
لكن عبدالعزيز تفاجأ لما سمع العقيد يقول إنهض الآن سنذهب لزيارة جدتك
وبالفعل وصل عبدالعزيز إلى قريته ليحتضن ليس جدته بل الأحزان والحسرة فلقد ماتت جدته قبل أن يقبل قدماها ويطلب منها أن تسامحه لما رأى العقيد عادل الحزن على وجه عبدالعزيز وضع في جيبه رقم جواله وقال عندما تصبح مستعدا فاتصل بي ثم رحل
بدأ عبدالعزيز يمشي ولم يشعر بنفسه إلا وهو داخل المسجد قبل أن يأذن للظهر بساعة
ومكث بالمسجد يقرأ القرآن حتى حان وقت الآذان وكان المؤذن قادم ومعه الشيخ ونائبه يتبادلون الأحاديث
فتفاجأوا أن هناك أحد بالمسجد يؤذن فقال الشيخ أبو عبدالكريم (لقب عبدالكريم الوحش) إن هذا الصوت صوت الشرس
فقال المؤذن ألم يخطر ببالك إلا الشرس
فلما دخلوا المسجد قال الشيخ ألم أقل لكما أنه الشرس
فبدأ يمشي الشيخ بخطوات سريعة وكذلك نائب الشيخ أبو عبدالوهاب(لقب عبدالوهاب المفترس) ثم أمسك بكتف الشرس فأستدار الشرس لهم فقال الشيخ له أين إبني الوحش وكذلك قال أبو المفترس فكان رد الشرس

ذو العيون 107

فكان رد الشرس عليهما ببكاء مرير عرف منها ابو الوحش وأبو المفترس أنا إبنيهما ميتان
مكث الشرس بالمسجد ثلاثة أيام دون أن يغادره وكان المؤذن يحضر معه بعض التمر والماء وخشي المؤذن على صحة الشرس فأخبر الشيخ الذي بدوره بحث عن سامر الشاب الملتزم الذي قام الشرس ورفاقه بتقيده وتجريده من ملابسه لكي يعظه وينصحه
وبالفعل جاء هذا الشاب مع الشيخ لكي يصبروا الشرس ويعظونه بأن لا ييأس من رحمة الله له
فلما وقف الشاب سامر أمام الشرس نظر له الشرس فعرفه فقام بسرعة ووضع وجهه بين أقدام سامر وقال سألتك بالله أن تدوس برجلك على وجهي لتأخذ حقك مني فتسامحني وتسامح صديقاي
أحس سامر بقشعريرة فجثى على ركبتيه ورفع رأس الشرس وقال والله إني سامحتكم منذ أن فك وثاقي بل دعيت الله لكم فأصبح البكاء هو السائد في ذلك الموقف فالكل لم يستطع أن يعبر عن فرحته بتوبة الشرس
وبعد مضي عشرة أيام جاء الشرس إلى أبو الوحش وأخبره إنه ذاهب إلى شرورة كجندي في حرس الحدود وأن راتبه سيتم تحويله إلى حساب الشيخ ليوزعه على ما تحتاجه القرية أو على المحتاجين فيها
أراد الشيخ أن يقنع الشرس بالزواج وبناء أسرة لكن الشرس قد إتخذ قراره إلتحق عبدالعزيز بحرس الحدود بتوصية من العقيد عادل وكان الشرس قد طلب أن يوضع على نقطة حدودية تحيط بها الكثبان الرملية وأن يكون لوحده تم الموافقة على طلب الشرس ولكن مع مراقبته وفي خلال شهر واحد أحبط الشرس اكثر من ثلاث محاولات تهريب بل وألقى القبض على المهربين مما جعل سمعته بالعلالي وكان الملازم سلطان هو المشرف على الشرس وكلما أراد أن يرفع إسمه لكي يكرم ويحصل على ترقية نظير أفعاله كان يرفض رفضا مطلقا
ويبرر ذلك بأنه يريد الأجر من الله
وكان الشرس في كل يوم يمر يطعن بيده الرمال حتى يستطيع أن يفعل ما فعله ذو فهو لا زال يحلم أن يرافقه ذو إلى الحدود فيصبحا سور حصين ضد كل من أراد بهذا الوطن سوء ومع كثره محاولاته إلا انه ما زال أمامه الكثير حتى ينجح وفي كل مرة يفشل يخرج القلادة التي تحمل صورته وصورة المفترس وذو ويبدأ يخاطب ذو ويقول سوف أنجح مهما كلف الأمر
بينما كان الشرس مشغول بنفسه
كانت هناك أحداث في الرياض تحدث قد تغير حياة ذو
كان طلال في خلاف مع أمه فلقد تخرج طلال من الجامعة وتم تعيينه في مدرسة بقرية نائية بالشمال وكانت أمه المها رافضة أشد الرفض في ذهاب ابنها لبعد المسافة وخوفها عليه
وكان بدر أبو طلال يجلس مبتسم فنظرت له المها وقالت له قل شيئا لماذا يتعب نفسه والحمد لله الخير كثير فلما لا يساعد خاله سالم الذي دوما كان يلح بأن طلال إن كبر سوف يساعده بل سيجعله يحل مكانه ليرتاح
قال بدر ياطلال قد قلت لك قصة زواجي بإمك فلو لم يقدر الله لي الذهاب إلى قرية أمك للعمل فيها كمعلم لما كان حظيت بأمك فبفضل الله ثم تعب سنة واحدة حزت على أجمل زوجة وما يدريك قد يكون نصيبك بتلك القرية وثق يابني أن بنات القرية أكثر تحملا للمسؤلية من بنات المدينة بل وأكثر تقديرا وإحتراما للحياة الزوجية
لما سمعت المها كلام بدر جلست وبدأت بالبكاء وهو تقول هل تريد إبنك يبتعد عنك
قال بدر هو الآن أصبح رجل وله يعود القرار
نظر طلال إلى أمه وشعر بالأسى لها فقال أنا قررت

ذو العيون 108

أنا قررت أن أذهب وأتعلم من دروس الحياة حينها إستسلمت المها للأمر الواقع
بالفعل وصل طلال إلى القرية التي بها المدرسة التي تعين فيها وبدأ يسأل عن مكان السكن وكان بالمدرسة مدرس قد مضى على تواجده بالمدرسة أكثر من ثلاث سنوات وكان أسمه فهد
فأستغرب الإستاذ فهد وقال وهل ستسكن في القرية قال طلال وما الغريب في ذلك قال فهد أنت تعرف أنه لا يوجد أبراج جوال ولا مطاعم فاخرة ولا سوبر ماركت كبير وأكثر الخدمات غير موجودة فأغلب المعلمين يسكنون في أقرب مدينة ويقطعون أكثر من 150كيلو يوميا
قال طلال أنا هارب من حياة المدينة وأريد أن أعيش حياة البساطة هز فهد رأسه وقال إذا سأجعلك تسكن معي
وأخذه إلى بيته فلما رأى طلال البيت تفاجأ فبدأ فهد يضحك وهو يقول هل كنت تظن أن أدخلك فندق خمس نجوم
هز طلال رأسه وقال سوف أتعود على ذلك وبدأ فهد وطلال يخرجان سويا ويتمشيان بين الرمال تارة وأخرى يصعدون بالسيارة قمم الجبال
أحب طلال البر وحياة البر بل عرفه فهد على رجل من أهل القرية اسمه أبوعايد كان صاحب ابل كثيرة وكان رجل طيب إلى أبعد الحدود فكان طلال وفهد يذهبان له في البر ويمكثان معه على شبة النار أحس طلال أن حياة أبو عايد حياة رائعة فلا يوجد في حياته مواعيد أو أشغال ولا يأتيه ما يسمى الضغوط النفسية
فبدأ طلال في طريق العودة يمتدح أبوعايد مدح إلى أن قال أشك أن يوجد بهذا الرجل عيوب
قال فهد بل يوجد به عيب كبيرا جدا جدا جدا
إلتفت له طلال وقال ما هو
قال فهد لديه أسرة وأولاد لا يسأل عنهم فكل ما عليه أن يوفر لهم الأكل والشرب ولا شأن له في أي أمر آخر
ثم إلتفت فهد إلى طلال وقال لدى أبو عايد ثلاثة أبناء وخمسة بنات وبناته أصبحن كبيرات لم يتجرأ أحد على خطبتهن فعايد اكبر أبناء أبو عايد كان اسمه يمثل الرعب في القرية فهو رجل قد سلك طريقا كلها خراب لكنه منذ أشهر إنتقل إلى مدينة حيث وجد فيها وظيفة فأرتاح الناس منه
لكن أخوته الإثنان فواز وفايز يريدان أن يسلكوا طريق أخاهم فأصبحت مشاكلهما تكثر
قال طلال سبحان الله كيف أصبح هؤلاء أبناء أبوعايد الرجل الطيب
وكان فهد قد تعرف على كثير من أهل القرية ومن ضمنهم رجل أسمه زايد ويكنى بأبو مشاري وكان زايد لديه سبع بنات وإبن واحد لا زال في المرحلة الإبتدائية
وكان يأتي إلى بيت فهد ومعه عشاء قد أعدته زوجته فيتعشيا معا ولكن هذه المرة تفاجأ أبو مشاري أن مع فهد رجل آخر والعشاء الذي معه لا يكفي إلا إثنان فكان في حرج فشعر فهد بذلك فأمسك بيد أبو مشاري وقال الجود من الموجود وطعام إثنان يكفي ثلاثة وبعد أن تناولوا العشاء جلس طلال معهم لنصف ساعة ثم أستأذنهما ليذهب لينام
فأراد أبو مشاري أن ينصرف لكن فهد أمسكه وقال اجلس ودعنا نتحدث ثم بدأ يتبادلان الحديث وكان أبو مشاري دائما يسأل فهد عن مشاري كيف هو بالمدرسة فرد فهد مازحا لو تشد عليه قليلا وتقلل دلالك له سوف يصبح أفضل
فتبسم ابو مشاري وقال لا تلومني فمشاري أملي في أن يهتم بأخواته من بعدي وأيضا أريده أن يساعدني في حمل عبء المسؤليات
ثم قال فهد ما فعل زوج أختك فنظر أبو مشاري له وقال تقصد أبو عفيفة قال فهد نعم
قال أبو مشاري أنت تعلم أنه بعد وفاة أختي قبل ثلاث سنوات جعلت حياة أبوعفيفة تسوء ولا تنسى أن حادثة عفيفة التي صارت قبل سبع سنوات لا زالت تؤثر فيه فهو حينما يرى جميع بناته الخمس ومعهم أبناءهم تأخذه الحسرة على بنته الكبرى عفيفة وفي الحقيقة أن عفيفة الآن أصبحت هي الرجل والمرأة فهي التي تنظف وتهتم بالمنزل وأيضا تساعد أباها بالمزرعة وتتفقد الأغنام وما زاد حالهم سوء أن عامله الذي كان يساعده قد غادر قبل شهرين وهو الآن بحاجة عامل
ثم نظر أبو مشاري للساعة فقال قد أخذتنا السواليف وكانت تلك الليلة ليلة الأربعاء فأستأذن ثم أنصرف
فلم ينم فهد إلا متأخرا وبعد إنتهاء دوام يوم الأربعاء دخل طلال للبيت وكان فهد يجهز لنفسه الفراش لينام فجاءه طلال وقال هيا دعنا نستغل النهار من أوله ودعنا نستكشف تلك الجبال الشاهقة لكن فهد نزل بسرعة على الفراش وقال أنا الآن لا أفكر إلا بهذا الفراش أريد أن أنام فقط
فقال طلال إن لم تصاحبني إلى الجبال سأذهب إلى المدينة لكن فهد بقي متمسك بقراره
فخرج طلال وكان يريد الذهاب إلى المدينة القريبة من القرية التي هو فيها لكنه جلس يفكر وقال ما الذي سأفعله في تلك المدينة سوى الفرفرة في شوارعها فالأفضل أن أتعرف على تلك الجبال وبالفعل إتجه طلال إلى الجبال فرأى غزالا صغيرا فبدأ يتبعه بالسيارة في طريق وعرة وغير مهيأة ولم يكن يعلم طلال أن تتبع هذا الغزال الجميل سيريه أيام قاسية جدا

ذو العيون 109

ظل طلال يتبع الغزال الصغير دون أن يشعر بنفسه
بينما كان ذو كلما يدخل قرية ما يلبث فيها أيام إلا ويتركها فقرية لم تستقبله وقرية أخرى لم يرتاح فيها وقرية أخرى شكت في أمره فبدأ يقطع الفيافي ويتسلق الجبال حتى أقترب من قرية أخرى وقبل أن يصل لها وفي ظلام الليل وجد سيارة جديدة وفي داخلها رجل قد أضناه الجوع والعطش
فطرق ذو عليه النافذة فلما رفع الرجل رأسه ورأى ذو إرتعب أشد الرعب فعينا ذو توحي بالشر فأحس ذو ذلك فأراد أن يطمئنه فقال بصوت عال إن كنت تريد المساعدة فنادني فأنا ذاهب
وبدأ ذو يمشي فما كان من الرجل إلا أن خرج من السيارة وبدأ يناديه والخوف لا زال بقلبه
رجع ذو وقال ما الذي حدث لك قال الرجل بسبب الصخور الحادة أنفجر أحد العجلات قال ذو أليس لديك عجلة احتياط فقال الرجل بلى فقال ذو إذا أين المشكلة
قال الرجل حاولت أن افك المسامير لكنها متحجرة قال ذو أين العدة فدله الرجل عليها فبدأ ذو يصلح العجلة وكان الرجل يكاد أن يموت من العطش فالساعة تشير للعاشرة من ليلة الجمعة
فقال هل لديك ماء لكن ذو عندما إقترب من القرية شرب كل ما تبقى معه من مياه فقال للأسف لا
لكن يوجد في سيارتك ماء فرح الرجل وقال أين قال ذو أنتظر حتى أنهي تحكيم مسامير العجلة وبعد أن أنتهى قام وفتح كبوت السيارة ثم فتح طرمبة الماء ووضع فيه ماسورة صغيرة وقال اشرب
قال الرجل هذا ماء غير صحي ضحك ذو وقال أشرب أيها الرجل الصحي قبل أن تفقد حياتك فما كان من الرجل إلا أن شرب منه ما يبل ريقه
ثم قال الرجل لذو إلى أين أنت متوجه قال ذو إلى القرية التي بالقرب من هنا فقال الرجل إذا أتجاهنا واحد أنا الآن لا أستطيع أن أقود فسأعتمد عليك في القيادة ولما بدأ ذو يقود السيارة نظر إلى الرجل وقال له ما أسمك وما قصة وجودك هنا
نظر الرجل وقال أنا الآن لا أستطيع أن أخبرك إلا بإسمي لأني أشعر بالتعب اسمي طلال
وانت ما أسمك
جلس ذو يفكر هل يغير اسمه لعل حاله يتغير لكن قرر أن يقول أسمه الحقيقي فقال إسمي خالد
فلما وصلا القرية قال طلال توقف عند هذه البقالة فنزل طلال وأشترى أغرض لا تحصى ثم توجها إلى البيت فلما وصلا البيت أراد خالد أن يستأذن لكن طلال أقسم بالله عليه أن يدخل فدخل خالد وكان فهد جالس على التلفاز فلما رأى حال طلال قام وقال ما بك نظر له طلال وقال قصتي قصة ولكن لدي ضيف دخل خالد وعرفه على فهد
ثم أستأذن منهما لكي يطبخ العشاء
جلس فهد مع خالد وهو ينظر له بتمعن ثم قال ألم تعرفني ياخالد نظر خالد له وقال أنا لا أحب أن أتذكر الماضي
قال فهد ولما لا تريد تذكر الماضي قال خالد أريد أن أبدأ الحياة من جديد
قال فهد أنا أقدر رغبتك هذه ولكن أريد أن أتأكد أنك تعرفني أين قابلتني
نظر له خالد وقال ألست أنت المعلم الذي يسكن بجوار ؟

ذو العيون 110

الأستاذ مصعب بل لا زلت أذكر أنه إذا جئنا إلي الإستاذ مصعب وأنت معه كنت تذهب وكأنك لا تريد الإحتكاك بنا
هز فهد رأسه وقال بلى أنا هو
فقال فهد ما الذي جاء بك إلى هنا قال خالد أرجوك أن تعفيني من أسئلتك بل وأرجوك أن تنسى ما كان بالماضي وإن كنت لا تستطيع فسأرحل من هذه القرية
قال فهد لا لا ترحل أنا سأعتبر أني عرفتك هذه اللحظة
ثم دخل طلال ومعه العشاء وبدأ يقول لقد حدث لي قصة لم أكن حتى أحلم أنها ستحدث لي
قال فهد وما هي قال بعد أن خرجت من عندك قلت في نفسي وما يذهب بي للمدينة التي بالقرب من هذه القرية

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات