رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -16
فقال خالد أكمل ماذا قلت للشيخ محمود
فقال مهدي قلت له لو كان ذو العيون الصغيرة هنا لفعل مثل ما فعل هذا الرجل
وقد أصبح كلامي حقيقة فهذا الرجل هو ذو العيون الصغيرة
كان عبدالعزيز صامت سكوت جعل خالد يشك فيه فقال له ما الذي يسكتك أيها الشرس وكان هذا لقب عبدالعزيز فبدأ بالضحك
وقال منذ أن قابلتك وأنا أريد أن أسميك بذو العيون الصغيرة ولم أكن أعلم أنهم كانوا ينادونك بهذا الإسم
فشعر مهدي بالإحراج وقال أن أسف ياذو ولكني لا أقصد الإساءة
قال ذو لا عليك من هذا القط الشرس فهو يحب المزاح
أنا أريد أن أرى الشيخ محمود فدعنا نذهب له قال مهدي لنذهب
بينما لا زال الشرس تأتيه نوبات من الضحك فقال أعذروني لا أستطيع الذهاب معكم
ولكن المفاجأة حدثت لما وقف الشيخ محمود أمامهم وهو يقول لم استطع أنتظار مهدي ليخبرني هل هذا الشاب هو الطفل المعجزة
فتبادلا السلام بحرارة ومحبة الأب لأبنه والأبن لأبيه
ومكث الشيخ محمود ومهدي عدة أيام ثم قال الشيخ محمود سوف أستأذنك أنا ومهدي لكي نذهب لأميرنا ونستأذن منه للإنتقال إلى هنا
نظر ذو لهما وقال لستما مجبوران بأخذ الإذن منه
أبتسم الشيخ محمود وقال لا زلت كما كنت رجل يحب التمرد ولا يحب الإنصياع لأحد
وبالفعل ذهب الشيخ محمود ومهدي وأستأذنا من أميرهم للإنتقال إلى جماعة حبيب رضوان
وعاش الجميع لحظات من السعادة والفرح وكأنهم عائلة واحدة
حيث في أحد الأيام قال الشيخ محمود لذو هل لا زلت تحفظ القرآن
فقال ذو إختبرني
فبدأ الشيخ محمود يقرأ آية وذو يقرأ ما بعدها
وكان الشيخ محمود يقرأ كل آية بأحد القراءات وذو يكمل بنفس القراءة والشرس ينظر لهم بإعجاب
وبعد أن ذهب ذو والشرس قال مهدي ما شاء الله لا زال ذو حافظ كتاب الله
قال الشيخ محمود نعم هو حافظ لكنه يقرأ دون أستشعار
إني أخشى أن ذو بدأ يمشي على خطا والده فأنا أكاد أجزم أنه تعرض لمواقف جعلته أكثر وحشية
وبدأت الأحداث تتسارع وبدأت ساعات الأفراح تنقضي لتأتي ساعات فيها من النصب والتعب الشيء الكثير
فحبيب رضوان استدعى الشيخ محمود
حيث قام الجنود الأمريكان بعد المعركة التي خسروا فيها بمحاصرة الجماعات المتواجده في الجبال وذلك بقطع المؤن أن تصل إليهم فكثفوا الدوريات وأحكموا قبضتهم على المداخل والمخارج التي توصل للجبال
وأستمر حصارهم لأكثر من شهر مما ترتب عليه إنتشار الجوع في جماعة حبيب رضوان مما أضطرهم لأكل أي شيء يجدوه
حيث أصبح وجبة الفرد فيهم في اليوم عبارة عن حبة تمر لا يأكلها دفعة واحدة وأنما يبقى يمصها ثم يعيدها في جيبه حتى يستطيع أن يقاوم الجوع
فجاء حبيب رضوان إلى ذو وقال أن ما نحن فيه بسببك فالأمريكان شددوا حصارهم ليأثأروا من هزيمتهم فعليك ايجاد الحل
قال ذو الحل موجود فقال حبيب رضوان بلهفه ما هو قال ذو الصبر حتى ينفذ صبرهم
قال حبيب رضوان ألديك حل غيره
قال ذو لا
فقال حبيب رضوان وكيف أنتصرت على معسكر كامل قال ذو كل معركة لها حساباتها فالهدف في المعركة تلك كان ثابت أما الآن فهم أهداف متحركة لديها تكنولوجيا يستطيعون من خلالها أن هجمنا عليهم أن يصطادونا كما يصطادون الأرانب
فغضب حبيب رضوان وقال أنا من سيفك هذا الحصار ثم أرسل إلى الشيخ محمود وكان سبب أختيار حبيب للشيخ محمود في غاية الخطورة
ذو العيون 94
حيث علم حبيب رضوان بالعلاقة الحميمة التي تجمع ذو بالشيخ محمود فإن ذهب الشيخ محمود للمعركة فإن ذو سيذهب معه
وبالفعل أمر حبيب رضوان الشيخ محمود بأخذ مجموعة من الرجال ومهاجمة النقاط التي يتواجد فيها الأمريكان
وافق الشيخ محمود بالقيام بذلك وعلم ذو بالأمر فأتجه له ومعه الشرس فوجد مهدي معه وهو يعد العدة
فسلم ذو وقال هل تريد الإنتحار يا شيخ محمود فنظر له الشيخ وقال بل أريد الإستشهاد
فأنا أعرف أن ما أقوم به هي محاولة يائسة ولكن لابد من المحاولة فإن الجوع وصل بهذه الجماعة مرحلة لا يستطيعون بعدها التحمل
قال ذو الجوع وما الجديد في ذلك فكل من هنا كان يعلم أنه سيأتي لمكان لا يوجد فيه إلا الجوع والخوف والمرض وليس معهم حل إلا الصبر
وأضف أنك لن تستطيع فعل شيء فهم سيقتلونك قبل أن تنفذ أي هجوم
هز الشيخ محمود رأسه وقال أنا أعرف ذلك ولكن لن أجلس مكتوف اليدين
فقال ذو إذا أنا سأذهب معك فقال الشيخ محمود لا لن أحقق ما يرجوه حبيب رضوان فأنت وأنا نعلم أنه أختارني لكي يجعلك تنضم معي فقال مهدي أنا سوف أذهب معك فقال الشيخ لا أحد سيذهب معي أنا سأذهب لوحدي ولن أتحمل برقبتي أي نفس مؤمنة قد أقودها للهلاك
ولكن لدي رجاء منكما
فقال مهدي قل يا شيخي فقال الشيخ محمود عدني يامهدي إني إذا مت أنك ستعود لوطنك سكت مهدي مندهش
فقال الشيخ محمود عدني بذلك فما كان من مهدي إلا أن عاهده
ثم أمسك الشيخ محمود بيد ذو وقال عدني أنت كذلك
أبتسم ذو وقال لا أستطيع أن أعدك فأنا رجل مطلوب أمنيا وإن قبض علي فسوف يحكم علي بالقتل وليس هذا ما أخافه ولكني عاهدت نفسي أن لا أقتل ويداي وقدماي مقيدتان
فلهذا لا أستطيع أن أوفي بالوعد أن قطعته لك
قال الشيخ محمود الذي كتبه الله لك سيحدث فأنصحك بإن لا تضجر من قضاء الله بل سلم أمرك إلى الله
ذهب الشيخ محمود ومهدي وذو والشرس يراقبانه حتى أبتعد عن أنظارهم فقال مهدي أرجو أن يعود سالما
فقال ذو كلامك هذا اشبه برجل قفز في الماء وهو يرجو أن لا يتبلل
فقال مهدي ما تقصد قال ذو أن الشيخ محمود ذهب لكي ينال الشهادة
شعر الشرس بالحزن الذي بمهدي فأراد أن يدخل موضوع آخر وقال لو كان معي حصان لأنتقل به بين هذه الجبال دون سرج أو لجام
شعر الشرس أن هذا الكلام كان بمثابة الشيء المعتاد عند ذو ومهدي فقال يبدو أن كذبتي مشت عليكما فكيف أركب حصان دون سرج بل من المستحيل أن تركبه دون لجام
نظر مهدي للشرس وقال ولما مستحيل فذو كان يركب حصانه الشاهين دون سرج أو لجام
فبدأ الشرس بالضحك ويقول هل تريدان أن تردا على كذبتي
لكن سوف أصدقك أنه يركب الحصان دون سرج لكن كيف أصدقك أنه يركبه بدون لجام فكيف سيقود الحصان ويوجهه
قال ذو هل تريد أن أريك كيف أفعل ذلك
فقال الشرس أتمنى ذلك؟
ذو العيون 95
فوضع ذو يداه على صخرة بجواره وأمسك الشرس بأقدامه وقال أقوده بهاتان القدمان وبدأ يشدهما والشرس يصرخ من الألم ويقول صدقتك صدقتك فأتركني فلست أستطيع التنفس
فتركه ذو ثم قام وتركهما
ومهدي يضحك ويقول قد قلت لك صدق ولكنك أصريت أن تعرف مدى قوة قدما ذو
إني على يقين لو أجتمع مائة رجل على ذو لما أستطاعوا هزيمته فقام الشرس وقال لو كان مثلي واحد آخر لهزمته
ومرت ثلاثة أيام من ذهاب الشيخ محمود ولم يسمع عنه أي خبر فبدأ مهدي ينفد صبره وذو يحاول تهدئته لكن مهدي أصر بالذهاب والبحث عنه فقال ذو إذا سأذهب معك فقال الشرس لن أفوت الذهاب معكم إلى الموت
بالطبع أتفقوا أن يكون ذو الأمير عليهم فبدأ ذو يقودهم بحذر وحرص تام ويتجولان في الأماكن التي يعتقدون أن الشيخ محمود قد ذهب إليها
ثم بدأ ذو يرى شيء كهيئة أنسان مصلوب فبدأ ذو يتقدم ويتفحص المكان بنظراته خشية أن يكون فخ وضعه الجنود الأمريكان
فلما وصلوا إليه لم يكادوا يعرفوا الشيخ محمود من كثر ما مثل به وشوه
فأراد ذو أن ينزله فأمسك مهدي يده وقال لن ننزله حتى نتعاهد على الثأر له فقال ذو وهو كذلك
فقال مهدي أعاهد الله ثم أعاهدك أن أقتل أثنان ثأر للشيخ محمود
فقال ذو وأنا أعاهد الله ثم أعاهدك أن أكمل المائة
(أي 98جندي من جنود الأمريكان)
فقال الشرس وانا سأرافقك ياذو في رحلة صيد الأمريكان
ثم قال ذو عليك يا مهدي أن تتجه إلى الأماكن التي يقطن فيها الأمريكان وأيضا أجعل ظلاما الليل ستار لك من الجنود
فأنزلوا الشيخ محمود ثم صلوا عليه ودفنوه
وبالفعل أنفصل مهدي عنهم فقال الشرس هيا لننجز مهمتنا
فقال ذو مهمتنا الآن مراقبة مهدي فأنا على يقين أنه سيفعل فعلا متهورا
وبدأ بالفعل يتبعون آثاره
حيث أن مهدي لما أحس أن ذو والشرس أبتعدا رجع للمكان الذي قتل فيه الشيخ محمود وبدأ يبحث عن الدوريات الأمريكية التي تتواجد في هذا المكان فمن المؤكد أن أحدهم هو من قتله
وبالفعل مرت السيارات الأمريكية فبدأ مهدي يطلق النار عليها
فتوقفت وبدأت تحاول أن تحدد مكان إطلاق النار وبالفعل بدأ الجنود يحاصرون مهدي الذي بدأ يحتمي خلف صخرة
فلما سمع ذو إطلاق النار ركض بكل سرعته فلم يستطع الشرس مجاراته
بل أن الشرس تعثر ووقع على الأرض من شدة التعب
فوصل ذو فشاهد مهدي قد حوصر ونهايته قد أقتربت فبدأ ذو ينظر للجنود الأمريكان فحدد جنديان يحملان أجهزه إرسال فجعلهم أول أهدافه وبدأ ذو يصيب الأمريكان وهم يتساقطون دون أن يعلموا من أين الرصاص يأتيهم حيث أستخدم ذو كاتم للصوت فأستطاع ذو قتل ثمانية عشر جندي فلما وصل الشرس للمكان وجد ذو يعاتب مهدي وينعته بالغباء
فقال ذو أنت عرضت نفسك وعرضتنا للموت فلو ان أحد الجنود طلب المساعدة لجاءت طائرات الأباتشي حينها سيستمتعون بصيدنا
أسمع يامهدي لا تكفي الشجاعة لمواجهة جنود يعرفون كيف يضعون خطة لمعاركهم
بل كيف تهاجمهم وأنت لم تصنع لنفسك خندق هل تظن أن هذه الصخرة ستحميك
أسمع يامهدي سأنصحك نصيحة أن كنت تريد أن تعمل بها فهي ستفيدك عليك قبل أن تبدأ أي هجوم أن تحفر حفرة ثم أشار بيده في وسط هذه الشجرة (وكان شجر يشبه الشرفث الذي ينبت عادة في الجبال ويتمدد بشكل محاذي للأرض)
ثم امسك بيده وقال دعونا نهرب من هذا المكان فوجودنا هنا فيه خطر كبير علينا
وبعد أن ابتعدوا من المكان قال ذو في المرة السابقة كنا نراقبك ولكن هذه المرة سوف نذهب لأنجز ما تعاهدنا عليه فأحذر على نفسك
ذو العيون 96
توجه ذو والشرس إلى أحد المعسكرات التي يتواجد فيها الأمريكان
فقال الشرس يمكنك من على هذه التلة أن تصيبهم
فقال ذو علينا أن نحفر حفرة في وسط هذه الشجرة
ثم ننتظر ظلام الليل
ولما حل الظلام بدأ ذو يستهدف المولدات الكهربائية بسلاح كاتم للصوت مما نتج عنها أنفجار تسبب في حريق فهب الجنود لإطفاء الحريق فبدأ ذو يسقط الجنود واحد تلو الأخر واصاب الجنود ذعر وارتباك فهم لا يستطيعون تحديد مكان العدو
وكان الشرس يعد الجنود الذين يسقطون فلما وصل إلى ثمانين رجل قال الآن مع الثمانية عشر جندي الذي قتلتهم سابقا أوفيت بالعهد الذي قطعته ولكن لا مانع أن تزيد أثنان لتوفيهم المائة
نظر ذو له وقال وهل تظن أني استمتع بقتلهم إنما أنا أنفذ وعد قطعته على نفسي ثم قام وقال تعال لنختبي في الحفرة
فقال الشرس هل أنت مجنون تريد أن نبقى قريب من معسكرهم بعد ما فعلناه بهم
قال ذو بل الجنون أن نهرب في منطقة مكشوفة فيصبح أكتشافنا أمر سهل وكما قيل اقرب من الخوف تأمن
فما كان من الشرس إلا أن رضخ لأمر ذو لإيمانه أنه رجل يعرف ما يصنع
وبدأ الجنود يعيدون ترتيب صفوفهم وهبوا للبحث عن المعتدي فقامت الطائرات بالتحليق ومسح المكان وكذلك الجنود الأمريكان بدأو بالتفتيش في المكان وكانوا يمرون على الحفرة التي يختبي فيها ذو والشرس وكان الشرس كلما سمع قرب صوت الأقدام يقول قد كشف أمرنا وذو ينظر له ويبتسم ويقول لا تخاف فأنا أرتدي حزام ناسف سيحول المكان إلى دمار
فقال الشرس وهل تنوي قتلنا قال ذو خيرا لنا من أن نقع بأيديهم
ومرت ثلاثة أيام والجنود يفتشون دون جدوى وكان أكل ذو والشرس حبة تمر مع جرعة ماء في كل يوم
وبعد أن شعر ذو أن عزيمة الجنود قد ضعفت في إيجاد الفاعل استغل ظلام الليل وخرج ومعه الشرس ليعودا لجماعة حبيب رضوان
ولما وصل ذو وصاحبه للمكان لم يكن مهدي قد وصل فظل ذو ينتظره
كان مهدي قد وصل لمركز يتبادل فيه الأمريكان مهام المراقبة فأول ما قام أن طبق كلام ذو فبحث عن بعض الشجر الذي يمتد على الأرض وحفر في وسطها حفرة ثم بعد أن حل الظلام اقترب من الجنود و بدأ يوجه سلاحه إلى أحد الجنود لكن خوفه الشديد جعله يخطي فبدأ الجنود الأمريكان يرمون بشكل عشوائي على جهة الصوت
فأصابة احدى الطلقات كتف مهدي فسقط على الأرض
ذو العيون97
أحس مهدي بألم شديد لكنه تحامل على نفسه وربط على جرحه حتى لا يصبح دمه أثر يدل الأمريكان على مكانه
وأسرع وأختبأ في الحفرة التي قام بحفرها تقدم الجنود الأمريكان وبعد أكثر من عشر ساعات من التفتيش شعر الأمريكان أن المعتدي لاذ بالفرار
فتراجعوا إلى أماكنهم
وبقي مهدي في الحفرة حتى ألقى الليل بأستاره فخرج وبدأ يركض ينشد النجاة وبعد جهد كبير وصل مهدي إلى جماعة حبيب رضوان وهو شبه ميت
فسمع ذو والشرس بوصول مهدي فبحثوا عنه فوجوده في احدى المغارات فلما رأى مهدي ذو اجهش بالبكاء وقال قد فشلت في أخذ الثأر ياذو والشرس يهدئه ويقول قد أخذ ذو بثأر الشيخ محمود 98رجل إلا يكفي
فقال ذو ليس هذا الوقت المناسب للحديث عن ذلك وما يهمني الآن هو أن تستعيد عافيتك
ولكن أعتقد أن جرحك قد تجرثم وبقاؤك هنا يعني موتك فالإمكانات هنا معدومة
ولا يوجد أمامك سوى أحد الأمرين الأول إما أن تموت هنا وهذا شيء أرفضه أما الأمر الثاني أن تعود إلى الوطن فهناك سوف يتم علاجك
فقال الشرس سيتم القبض عليه وادانته
أبتسم ذو وقال مهما أخطأ الأبن فرحمة أبويه تتجاوز عن زلته
إذا لم يثبت على مهدي أي إدانة وهو من سلم نفسه فإن وطننا الغالي لن يرده
هز مهدي رأسه بالموافقة فقال الشرس كيف سنسلمه
قال ذو سنحمله ونأخذه إلى القرية التي ساعدناها ونطلب من شيخها أن يوصل مهدي إلى القنصلية التابعة لوطننا وهم بعد ذلك سيعتنون به
وبالفعل حمل ذو و الشرس مهدي حتى وصلوا به إلى القرية وأخبروا الشيخ بطلبهم فقال اعتبروا صديقكم قد وصل وبقي ذو يتابع أخبار مهدي حتى تأكد أنه وصل إلى أرض الوطن
بعد إنتشار خبر وصول مهدي إلى الوطن في قريته أصبحت أم جابر تترقب قدومه
حيث مكث تحت حراسة في المستشفى حتى تم شفاؤه
ثم أحيل إلى التحقيق الذي باشره العقيد عادل الذي كان أول سؤال وجهه لمهدي هو هل رأيت ذو
فقال مهدي نعم
فكاد العقيد أن يطير من الفرح
فقال أين مكانه فقال مهدي في جبال افغانستان
فقال العقيد عادل هل معك له رقم فقال مهدي لا
سكت العقيد عادل ثم نهض وقال للعسكري الذي معه أكمل التحقيق فإن لم يدان بشيء فأطلق سراحة
وبالفعل لم يمكث مهدي أكثر من شهر إلا وهو في قريته فاقام له الشيخ معيض وجماعته مادبه الغداء في أول وصوله وبينما كانوا يجلسون في المجلس جاءت أم جابر تتوكأ على عصاها
وهي تصرخ وتقول يا مهدي هل رأيت ذو
فلما سمعها مهدي أجهش بالبكاء وقال هو من أنقذني
ففرحت أم جابر وقالت لا زال حي يعني لا زال الأمل موجود لرؤيته
فخرجت وهي تقول يارب أحفظ ولدي يارب أعد لي ولدي يارب أفرحني بلقاء ولدي
بينما كان ذو والشرس في غمار تحدي جديد فبعد أن أوصلوا مهدي للقرية وعادوا وجدوا فتى صغير مع حبيب رضوان الذي كان يجلس معه أخو التاجر ميلاد الذي يمول الجماعة وكان أسمه نعمان رجل معروف بشذوذه فلما
رأى الفتى قال لحبيب رضوان سوف نأخذ هذا الفتى لكي يساعد رجالي لإيصال الطعام والشراب لكم
لكن حبيب رضوان رفض وقال أنت تريد أن تقحمني في المشاكل
فبدأ نعمان يهدد بأن يقطع كل المؤن التي يرسلها أخاه ميلاد
فبدأ حبيب رضوان يرضخ للضغط فنظر إلى الفتى وقال يا حسان وكان هذا أسم الفتى
هل تريد أن تذهب مع هذا الرجل لتعينهم على إيصال الغذاء إلى هنا
ولكن ذو دخل عليهم وقال ما دام يريد رجل يحمل الغذاء فلن يجد رجل أفضل مني ثم نظر نظرات حادة إلى نعمان
ذو العيون 98
فقام نعمان غاضب وقال يبدوا أنك لا تعرف حدودك
فأبتسم ذو وقال أرني حدودي إذن
فأتجه نعمان إلى ذو فصفعه على وجهه
حينها شعر حبيب رضوان أن أمر نعمان أنتهى
ظل ذو يبتسم ثم أنحنى وأخد إبر كان يربطها خلف ساقه وقال الآن سأريك شناعة ما فعلت
فبدأ ذو يغرس الإبر في عينا نعمان وفي أذناه ثم ألجم صراخ نعمان بقطع لسانه
وحبيب رضوان ينظر ويشاهد
فلما سقط نعمان وبدأ ت أنفاسه الأخيرة تخرج فمات وحبيب رضوان واقف حائر ينظر حتى استيقظ من الذهول الذي أصابه
فقال حبيب رضوان لذو لك حتى شروق الشمس بعدها حياتك ستكون في خطر
فأنا لا أستطيع أن أمنع ميلاد أخ نعمان من أخذ ثأره فأخرج من هنا قبل أن يأتي أخو نعمان ورجاله
نظر ذو إلى حبيب رضوان وقال كنت أخطط لذلك مسبقا واليوم ستبدأ رحلة الذهاب إلى العراق
أمسك ذو بيد حسان وقال تعال معي
وبينما هم ينتظرون مسعود خان الذي أخذ عبدالوهاب صديق الشرس وأعاده إلى الوطن
قال ذو لحسان كم عمرك فقال خمس عشر سنة
سكت ذو قليلا وقال هل جئت هنا برضى والديك فقال حسان لا هربت من البيت وذهبت مع رجل أوصلني إلى هنا
فقال ذو أقسم لك لو أجد هذا الرجل لأقتله شر قتله كيف رضي أن يحرق قلبا أبويك عليك
نظر الشرس إلى ذو وقال شر قتله فأحس ذو أن لدى الشرس شكوك فقال له أرح نفسك وأفصح عن شكوكك فقال الشرس هل أنت من قتل شفيق إبتسم ذو وقال نعم أنا من قتله
فقال الشرس بالفعل فقلبك جبار لا يعرف لا رحمة ولا شفقة لكن وصول
مسعود خان قطع الحوار فبدأ ذو والشرس وحسان يمشيان مع مسعود خان حتى وصلا إلى بيت منعزل وقال مسعود خان ستمكثون في هذا البيت الذي كان يجلس فيه رجلان وأمرأه كانا أصدقاء مسعود وكان أسم الرجلان الأول برهان والثاني حاجي أما المرأة أسمها سيما
ثم أستأذن مسعود وقال سوف أعود لكما في الصباح الباكر
وقبل أن يغادر مسعود أمسك ببرهان وحاجي وحذرهم أن يقوما بأي تصرف وقال إن الشاب صاحب العينان الصغيرتان لا يقدر عليه عشرة رجال
وأخبرهم أنه سيذهب إلى القوات الأمريكية لكي يأتو يقبضوا عليه وفي الحقيقة أنه ذهب لكي يتفاوض مع القوات الأمريكية على سعر تسليمهم ذو العيون الصغيرة
حيث كان يأخذ على كل شخص يسلمه 100دولار
وكان مسعود يريد مائة الف دولار مقابل تسليمه ذو
ولم يكن يريد إخبار شركاءه بذلك ليظفر بالمبلغ كامل
فذهب مسعود خان
بينما اجتمع برهان وحاجي وسيما وبدأو يتشارون في أن يقوموا هم بتسليم هؤلاء الشباب إلى السجن ونيل المكافأة التي تقدر بمائة دولار
وبالفعل حمل برهان وحاجي الطعام وذهبوا به إلى ذو ورفاقه وكانوا قد وضعوا فيه مواد منومه تشعر الشخص بعد خمس دقائق بالنوم
فبدأ حسان والشرس بالأكل وذو يراقبهما فلما رأى برهان ذو لا يأكل بدأ بالإرتباك وقال هل هذا الأكل لا يعجبك
فنظر له ذو وقال لا أنا قد أكلت قبل قليل
قام برهان وذهب إلى المطبخ وبدأ يبحث عن سكين فرأته سيما وقالت ما الذي تنوي فعله
فقال برهان أريد أن أخرجكم من المشكلة التي وقعنا بها وأخبرها بما فعله ذو
فأبتسمت سيما وقالت دع الأمر لي
ذو العيون 99
دخلت سيما على ذو ورفاقه ومعها قطعة قماش مع قطعة كعكة
ثم بدأت تقترب من ذو وتقول إن برهان قال لي أنك لم تأكل من الطعام الذي طبخته
وكان الشرس وحسان بدأ يشعران بالنعاس
وبقي ذو يستمع لكلامها وكانت سيما تملك عينان واسعتان عينان طالما كان يتمناها ذو
فأصبح تركيز نظر ذو على عينا سيما وهي تقترب بالكعكة
وبدأت سيما تقترب بشفتاها إلى ذو الذي أصبح كالصنم لا يتحرك وكانت سيما تردد بالعربية ما أجمل عيناك الصقريه
ولم يشعر ذو إلا وسيما تضع قطعة القماش على وجهه
فأصبح ذو فاقد للوعي لأن سيما كانت تضع في القماش مادة ذا ت رائحة تجعل من يستنشقها يستغرق في النوم
ثم نظرت سيما وقالت هل رأيت كيف تحل الأمور بالعقل قيدوهم قبل أن يستيقظوا
فلما استيقظ ذو وجد نفسه جالس على كرسي وقد قيدت قدماه ويداه
فإلتفت يمنه فرأى الشرس وحسان بجواره مقيدان وقد استيقظا
ونظر أمامه فراى برهان وحاجي وهما ينادون سيما تعالي قد استيقظ الشاب فنحن نريد أن نسلمهم للسجن ونقبض المال قبل أن يحضر مسعود خان
جاءت سيما وهي تنظر لذو بغضب وتقول هل صدقت أن عيناك القبيحتان جميلة وأنهما أوقعتني في حبك
فأقتربت من ذو ثم رفعت يدها وصفعت ذو على وجهه وهي تقول أنت غبي وأحمق
لم يحرك ذو ساكنا وبدأ ينفذ ما يأمر به برهان وحاجي
حتى أوصلوهم السجن وقبض برهان وحاجي المال
بينما مسعود خان لا زال يفاوض الأمريكان في سعر ذو وكان يريد مائة الف بينما كان القائد الأمريكي يحاول تقليص المبلغ لكن مسعود رفض أن ينقص شيء من المبلغ
فقال أحد الجنود الإمريكان بصوت خافت لقائده إن هذا المبلغ كبير جدا
ابتسم القائد وقال لو طلب عشرة أضعاف هذا المبلغ مقابل رأس هذا الرجل لأعطيته فهناك معلومات مأكده أن هذا الرجل كبد القوات الأمريكية خسائر فادحة
ولكني أنا أماطله حتى لا يطمع ويصيبه الشجع فلهذا لن نوافق له حتى ينشف ريقه
بينما برهان وحاجي وسيما يحتفلون في البيت فهم قد حصلوا على 300دولار دون عناء يذكر
بالطبع بدأ ذو ورفاقه يمشون بخطوات متثاقلة فالحديد المكبله به أيديهم وأرجلهم جعل حركتهم صعبة
فلما أوصلوهم زنزانتهم فكوا قيودهم
فبدأ ذو بسرحان عميق والشرس ينظر له ويقول سوف تفرج بإذن الله
كان بالسجن ساحة يذهب لها المساجين مع الصباح و قبل الغروب يدخلون زنازنهم
فلما أشرقت الشمس خرج ذو ورفاقه إلى الساحة فبدأ يظهر لهم مظهر رجل مصلوب في وسط الساحة فلما أمعن ذو النظر عرف أن هذا الرجل هو صديق الشرس
فبدأ يمسك بيد الشرس ويقول له تماسك فالرجال يعرفون عند المصائب
فلما رآه الشرس أنطلق إليه ولكن هناك رجل أمسك به؟
ذو العيون100
كان الرجل الذي أمسك بالشرس رجل يدعى عبدالرحمن وكان من اليمن وبجواره ثلاثة رجال أحمد من المغرب وسامح من مصر وصادق من السودان
وكان عبدالرحمن يمسك بالشرس ويقول له لو رآك حيدر ستهلك
نظر له الشرس وقال هل تعرف قصة ما حدث للمفترس
قال عبدالرحمن نعم اعرف كل ما حدث تعال لأخبرك بقصة عبدالوهاب كاملة دون نقص أو زيادة
أولا أريد أن أخبرك أن هذا السجن قائم على مبدأ طائفي
فالسجناء القادمون من بلاد فارس أو من يوالونهم هم المتحكمون بالسجن ونحن القادمين من بلاد العرب نلاقي في هذا السجن كل العنف والقسوة
وكان عصر كل يوم جمعة يأتي راضي أخو حيدر الصغير فيختار أي واحد منا وأقصد العرب ثم يأخذه لمكان أشبه بمدرجات الملعب ويكون الجنود الأمريكان قد جلسوا فيه ينتظرون المعركة التي سوف تحدث فيصفقون ويصرخون فهم يستمتعون بهذه الأوقات دون أدنى رحمة لمن يموت بالمعركة
وبعد فترة وجيزة أدخل عبدالوهاب السجن وتعرفنا عليه بل أصبحنا أخوة تجمعهم العقيدة الواحدة
وبالطبع كنا يوم الجمعة نترقب من سيكون الضحية وبقينا شهر كامل ونحن نسلم من شر راضي
وكان عبدالوهاب قد وضع لنا خطة بأن نحفر نفق لكي نهرب من السجن وبالفعل بدأنا بحفر هذا الخندق
ولكن بعد أن أتممنا حفر النفق واجهتنا أكبر مشكلة وهي حراس الأبراج سيكشفونا بسهولة فالهروب من عندهم أمر مستحيل
حتى جاء عصر تلك الجمعة الذي غير كل شيء
حيث جاء راضي كعادته يختار فريسته وإختياره هذه المرة وقع فقاطعه الشرس وقال على المفترس
فقال عبدالرحمن بل علي أنا
أندهش الشرس وقال ثم ماذا
قال عبدالرحمن قال عبدالوهاب لراضي ما رأيك أن أحل مكانه
نظر له راضي بغرور حيث كان صاحب جسد ضخم وقال لا مانع أن أقتلك قبله هيا تعال
وبالفعل ذهب عبدالوهاب إلى ساحة القتال فشعرنا أن هذه نهايته
ولكن ما لبثنا ربع ساعة إلا وعبدالوهاب قد عاد الينا فشعرنا بفرحة غامرة فلم يكن على ثياب المفترس أي دم ولا تظهر عليه أي كدمات فكنا نعتقد أنه قد تم تأجيل القتال
لكن عبدالوهاب فجعنا بقوله قتلته وبضربة واحدة
حينها عرفت أن حيدر لن يترك أخاه راضي يموت دون أن ينتقم له
وبالفعل بدأت الضغوط تزداد على عبدالوهاب حيث قرر حيدر أن يكون يوم الجمعة القادم هو يوم قتاله مع عبدالوهاب
لكن الأيام التي قبل يوم الجمعة أوضحت لنا مدى جبن حيدر وخوفه الكبير من المفترس عبدالوهاب
بل انا من لا يجدك كلمات الشكر التي توفي حقما فقد ارتفعت معنوياتي بثناؤكما الرائع
ذو العيون 101
حيث أمر أتباعه قبل ثلاثة أيام من مو عد القتال أن يضعوا المفترس في ماء بارد حتى يصاب بالمرض فتصبح هزيمته أمر سهل
وبالفعل أصيب المفترس بإرتفاع في درجة حرارته
وأصبح في الليلة التي تسبق القتال لا يستطيع الوقوف ومع ذلك قال أحد أتباع حيدر أن هذا الرجل قتل أخاك بمهارة يده اليمنى وليس بقوته فأنا أخشى أن يقضي عليك في ضربة خاطفة
فقال حيدر وما الحل فقال له نربط يده اليمنى بشده حتى يتوقف فيها الدم وقبل القتال بساعة نفكها وقد أصبحت شبه المشلولة
وبالفعل تم وضع حبل وربطه بشدة على يد المفترس
وقبل النزال تم فك الحبل وكانت الحرارة جعلت من المفترس يترنح وتم حمله إلى الحلبة
وكان الجنود الأمريكان قد تزاحموا على المدرجات لعلمهم أن هناك نزال كبير سيحدث بين حيدر وقاتل أخاه
فلما رأى الجنود الأمريكان حال المفترس عرفوا أن حيدر هو من فعل ذلك حتى يستطيع أن يقتله بسهولة
فبدأ حيدر يصرخ ويزمجر وينادي بإسم أخاه بينما كان المفترس يحتضر فالمرض زاد عليه وكان الجنود الأمريكان يصرخون صرخات استهجان ضد حيدر ويطالبونه بأن يؤجل القتال حتى يستعيد خصمه عافيته
لكنه بدأ يركض ليطعن المفترس بخنجر كان بيده ثم طعنه فوقع المفترس ميتا فبدأ الجنود يرمون حيدر بأحذيتهم وينادونه بالجبان
لكن حيدر حمل جثة المفترس ليضعها في وسط الساحة ليدخل الرعب في قلوبنا
قام الشرس وقال دلوني عليه لكي أقتله أمسك ذو بالشرس وقال تريث وأنا أعدك أن أجعل حيدر يتمنى الموت لكن الآن أريد أن أرى النفق الذي حفرتموه
وبالفعل دلوه عليه فبدأ ذو يضع الخطة للهروب ثم طلب منهم أن يحفر في النفق لحد ليضعوا فيه جثة المفترس
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك