بارت من

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -15

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -15

قال ذو وهل ذهب مهدي إلى هناك
قال مسفر نعم ولكن أنقطعت أخباره منذ أن سافر من هنا
أبتسم ذو وقال وأنا أيضا ستنقطع عنك أخباري
وبالفعل بدأ ذو في رحلة المجهول إلى أرض سيصبح فيها غريبا وليس ذلك وحسب بل سيكون لزاما عليه فعل ما سوف يؤمر به
فلما وصل ذو كان يعتقد أن الأمور هناك تمشي بالحرف الواحد تبعا للمنهج الرباني
لكن كل تلك التخيلات إنصدمت بالواقع الحقيقي
فهناك أحزاب وجماعات وإختلافات في طريقة التفكير وعملية التدبير
بالطبع أخذ ذو مع الشباب الجدد للتدريب
وكان هناك أمير على كل فرقة وقائد يساعد الأمير
كان إسم الأمير حبيب رضوان
أما القائد اسمه شفيق
وكان شفيق على النقيض من اسمه فهو كان جلف الطباع وكان مسؤل عن تدريب المستجدين
ولما بدأ بتدريبهم وكالعادة فأكثرهم لم يمسك سلاح من قبل فكان أغلبهم يحتاجون تدريبات مكثفة حتى يصبحو مقاتلين يستطيعون الصمود في ساحات الوغى
لكن الشاب ذو العيون الصغيرة أبدأ مهارة في استخدام السلاح جعلت الشك والريبة تدخل في قلب القائد شفيق
فمهارة ذو فاقت مهارة المدربين الذين يدربونه
أحس شفيق أن هذا الشاب مبعوث من قبل مخابرات دولية للقيام بمهمة ما أو نشر معلومات عن تحركاتهم ومعداتهم
فأستدعى شفيق أربعة من رجاله وأمرهم بأن يكونوا على أهبة الإستعداد
وأرسل أحدهم لنداء هذا الشاب
فلما وصل ذو إليه سأله عن اسمه
فبقي ذو يفكر مما زاد الشك في قلب القائد شفيق
وكان ذو يفكر هل يقول أن اسمه ذو الذي أصبح أغلب من عرفهم ينادونه به أم يقول خالد الإسم الحقيقي له
فأختار أن يقول خالد
فأمر القائد شفيق أمر سيجعل خالد (كما أختار لنفسه)
يحتار ويسأل إلى أين ستأخذه الأقدار

ذو العيون 85

أمر القائد شفيق أن يوجهوا أسلحتهم على الشاب خالد وإن تحرك أو قاوم يطلقوا النار عليه
وبالفعل استسلم خالد للأمر الواقع وتم تقييد خالد
اقترب شفيق من خالد وقال له بصوت خافت أن صدقتني القول فسوف أساعدك
لأي جهة تعمل
رفع خالد وجهه إليه وقال لست تابع لأحد
فصفع شفيق خالد وقال له ما الاستخبارات التابع لها
صمت خالد ووجه نظراته إلى شفيق نظرات تتوعده بالموت
أمر شفيق أن يربط على خشبة مثبته على حافة الجبل
وبالفعل ظل خالد مربوط على هذه الخشبة مدة ثلاثة أيام
وكان عبدالعزيز شاب من أبناء الوطن قد رحل إلى أفغانستان هو المسؤل عن اطعام خالد فأصبح بينهم أحاديث وتعارف فهم ينتمون لوطن واحد
وكان عبدالعزيز كلما أراد أن يذهب من عند خالد يعتذر له
وكانت هذه المنطقة تستهدف أحيانا بالطائرات من قوات التحالف
وفي صباح اليوم الرابع بدأت غارات جوية على المكان فترك الرجال الذين يحرسون المكان وكل بدأ يختفي في كهف أو مغارة أو خلف صخرة كبيرة وتركوا أسلحتهم
وبينما بقي خالد مربوط على الخشبة
ولكن عبدالعزيز تذكر أبن وطنه فغامر لينقذ حياة خالد وكان صديقه عبدالوهاب معه وبالفعل فكا قيد خالد ثم قالا هيا بسرعة لنختبأ خلف تلك الصخرة ثما أسرعا ولكن خالد ظل واقفا
ونظر لهما وهو يبتسم ويقول لست أرنبا لأختبىء بل أنا أسد خلقت لأهاجم
ثم أخذ بازوكة كانت على الأرض
وعبدالعزير وعبدالوهاب ينظران له ويقولان إنك مجنون
وجه خالد البازوكة على أحد الطائرات التي كانت تضرب المكان فأسقطها فأندهش كل من رأى ذلك
فولت الطائرات الأخرى هاربه
ثم خرج الجميع من مخابئهم ليعرفوا من هذا البطل الذي أسقط الطائرة
فأندهش القائد شفيق لما عرف أنه الرجل الذي اتهمه بالجاسوسية
فمد يده مصافحا خالد لكن خالد مشى بجواره دون أن يصافحه فهذا القائد يجب أن يكون في عداد الموتى كما يفكر خالد
رافق خالد كل من عبدالعزيز وعبدالوهاب وجلس معهم في المكان الذي يعتبر مقرا لهم في تلك الجبال الشاهقة
وبينما هم جالسون وبعد أن أنتهت كلمات الترحيب سأل عبدالعزيز خالد وقال له ما قصتك
وكان خالد يريد أن ينسى الماضي ولا يريد أحد أن يسأله عنه
فنظر خالد لعبدالعزيز وقال له ولما تسأل
أحس عبدالعزيز بضيقه من هذا السؤال فأراد أن يوحي لخالد أنه ليس سوى حب فضول
وقال عبدالعزيز سوف أبدأ وأخبرك بقصتي وكيف وصلنا هنا

انا اللي اتشرف بهذا الرد الذي اعتبره وسام شرف منحتنيه
ذو العيون86
قال عبدالعزيز كنت أنا وعبدالوهاب وعبدالكريم في قرية واحدة ووصلنا إلى قمة الفساد وكان أبا عبدالكريم هو شيخ القبيلة أما عبدالوهاب فأباه النائب وكنت أنا الفتى اليتيم الذي يعيش مع جدته البغيضة بسبب لسانها السليط
ومع ذلك أصبحت بيننا صحبة صادقة لم يشعراني قط بأن نسبهم أعلى من نسبي
بل كنا يد واحدة على كل من عارضنا
بل وصلنا لمرحلة أن أطلقنا على أنفسنا ألقاب جديدة من لا ينادينا بها نقوم بضربه
فسميت نفسي بالشرس وأطلق عبدالوهاب على نفسه بالمفترس وأما عبدالكريم فنعت نفسه بالوحش
ولكن كان هناك شاب ملتزم في القرية أسمه سامر كان أهل القرية يحبونه حبا جما
كان دوما إن قابلنا يقوم بنصحنا وعتابنا ويحذرنا من الطريق الذي نسلكه
بل وصل إلى مسامعنا أنه حث أهل القرية أن لا يتركونا دون نصح وعلى من يقابلنا من اهل القرية يناصحنا ويبتغي الأجر من الله
فأتفقنا نحن الثلاثة أن نترصد لسامر قبل صلاة الجمعة ثم نجعله عبرة لأهل القرية
وبالفعل انتظرناه في الطريق فلما رآنا لم يتردد في نصحنا لكننا ضربناه ثم خلعنا ملابسة كاملة ثم ربطناه على عمود كهرباء
وهو يسأل الله أن يهدينا
ونحن كنا نضحك عليه ونسخر منه
ثم ذهبنا إلى غرفة كنا نجلس فيها فنسكر ونعيش أفسد أوقاتنا فيها
لكن ذلك اليوم كان يوما سيغير مجرى حياتنا
حيث بدأ أبو عبدالكريم بخطبة الجمعة وكنا نسمعه من خلال مكبرات الصوت
وكان قد إختصر الخطبة ليصل إلى الدعاء
ثم بدأ يدعو الله بأن يهلك الشرس والمفترس والوحش
وأن يريح أهل القرية من شروورنا ومن سوء أعمالنا
وكنا نسمع تأمين المأمومين خلفه بصوت عال
شعرنا برعب شديد فهم كانوا يدعون الله بإخلاص
فما كان منا إلا أن أعلنا توبتنا في تلك الغرفة وقررنا أن نخرج من القرية قبل أن يفرغ أهل القرية من صلاة الجمعة
وبالفعل وصلنا إلى أحد الجبال وجلسنا نتشاور في أمرنا
فقال عبدالكريم إن ما فعلناه من ذنوب لن يكفرها إلا أن تسفك دماؤنا في سبيل الله
وبالفعل كلنا وافقناه على رأيه وبدأنا صفحة جديدة من أعمارنا

ذو العيون 87
وبالفعل بدأنا نجتاز الصعوبات لكي نصل إلى أفغانستان
ولما وصلنا الأراضي الأفغانية استقبلنا رجل تظهر عليه الملامح الأفغانية وكنا حوالي عشرين رجل
وطلب منا أن نمشي خلفه وأن لا ننحرف يسار ولا يمين
حتى وقفنا في مكان نرتاح فيه من عناء المشي
فجلست أنا وعبدالوهاب لكن عبدالكريم قال أنه سيذهب لقضاء حاجته
وبينما نحن جالسان سمعنا صوت أنفجار فلما نظرنا رأينا عبدالكريم على الأرض وقد قطعت ساقه
فأردنا أن نساعده لكن الرجل الأفغاني الذي كان يقودنا منعنا وقال إن المكان ملغم
وهو الوحيد القادر على مساعدته
وبالفعل أتجه إليه بحذر ثم حمله وأخرجه من حقل الألغام
حاولنا أن نوقف النزيف فربطنا على جرحه بشدة
ولكن الجرح تجرثم وأصبح عبدالكريم يصرخ من شدة الألم وانا وعبدالوهاب عاجزين عن تقديم المساعدة له
وبعد مضي يومان مات عبدالكريم
شعرنا حينها بحزن شديد لكن ظروف الحياة جعلتنا ننسى كل شيء
فالجوع والخوف هما الأمران السائدان في هذا المكان
ولقد مضى على وجودنا هنا أكثر من ستة أشهر
وهذه قصتنا يا خالد
فقل لنا قصتك
ابتسم خالد وقال أنا رجل لا ماضي له
فأرجوكما لا تسألاني عن قصتي إن كنتم تريدان أن أبقى معكم
فقال عبدالوهاب وهل تريد البقاء هنا طويلا
نظر خالد بتعجب وقال ما تقصد
فقال عبدالوهاب
أنا قد نسقت مع رجل يدعى مسعود خان يقال أنه يساعد من يريد العودة إلى وطنه و الفرار من هنا
أبتسم خالد وقال فلماذا أتيت إلى هنا
قال عبدالوهاب كنت أظن أني سأجد قوما يعيشون كما كان يعيش الصحابة
لكن تفاجأت أننا هنا نعيش على هيئة جماعات لكل جماعة أمير هو الآمر والحاكم والمفتي فيها
فرأيت من هذا الأمير العجب فهو يتعامل مع بعض تجار المخدرات ولديه بعض السياسات التي أرفضها
فهو يتعامل مع من يرفض أوامره أنه رجل مرتد يجب قتله حتى يصبح عظة لغيره
شعر خالد أن عبدالوهاب يبالغ في الأمر فلم يأخذ الموضوع بجدية
وبالفعل جاء اليوم الذي سيرحل عبدالوهاب فيه
فأمسك بعبدالعزيز وبدأ يرجوه أن يذهب معه لكن دون جدوى
فلما جاء مسعود خان طلب من عبدالوهاب بالإستعجال للرحيل
لكن خالد أمسك بعبدالوهاب وأخذه إلى مكان لا يسمعه فيه مسعود خان فقال

ذو العيون 88
فقال خالد قد سمعت عبدالعزيز يلقبك بالمفترس لكن نظرتي لذلك الرجل المسمى مسعود خان تجعلني اتنبأ بالشر في عيناه فأحذر يا مفترس لا تصبح فريسة بيد هذا الرجل
وضع عبدالوهاب يده على كتف خالد وقال يبدوا أنك لا تعرف مقدار قوتي إسأل عني الشرس
قال خالد أثق بقوتك ولكن أخشى عليك من غدره أسأل الله لك التوفيق
لكن عبدالوهاب أمسك بخالد وقال أعرف أنك ستقول إني مجنون ذهب بأقدامه إلى السجن
لكني سأقول لك السجن في وطني أنعم بكثير من وجودي هنا أرجوك خالد دعنا نعود سوية
نظر خالد إلى عبدالوهاب وقال قد نفترق اليوم ولكن في الغد القريب سنجتمع
رحل عبدالوهاب والحزن يملأ قلبه لعدم استطاعته إقناع صاحبيه بالرجوع معه
وبدأت الأيام تمر على خالد وتتضح له كلمات عبدالوهاب عيانا
وفي أحد الأيام مر بجواره رجل ذو شكل مخيف فأستغرب خالد من وجود رجل تتضح في وجهه معالم الشر
وكان عبدالعزيز بجواره وقال له هذا الرجل الذي كلمك عنه عبدالوهاب ووصفه بتاجر المخدرات إسمه ميلاد وليس فقط تاجر مخدرات بل يجيد كل الإجرام ومن ضمنها الشذوذ
قال خالد ولما يسمح له بالمجيء إلى هنا
ضحك عبدالعزيز وقال هذا الرجل هو الذي يوفر لهذه المجموعة الغذاء والذخيرة فأنت تعتقد أحيانا أنه هو الأمير وليس حبيب رضوان
شعر خالد أن الأمور ليست كما ينبغي
لكن ليس بيده سوى المضي في تلك الأوضاع
وبعد مضي شهر من وجود خالد تم اختياره مع القائد شفيق لتنفيذ عملية ضد جيش العدو
شعر خالد بسعادة فأخيرا سيجد الفرصة بإسترجاع كرامته من شفيق
وبالفعل أنطلق شفيق ومعه عشرة رجال
من ضمنهم خالد ولكن وهم في طريقهم لتنفيذ عمليتهم هاجمتهم طائرات جعلت كل شخص يبحث عن أي مخبأ وبالفعل بدأ شفيق يركض إلى أن دخل مغارة وكان يركض خلفه خالد ولم يكن معهم أحد
فنظر شفيق إلى عينا خالد
وخالد يقول أنت تصفعني
فشعر بما يريده خالد ولم يكن مع شفيق أي سلاح فأسلحتهم سقطت من ايديهم أثناء القصف فحاول أن يقاتل لكنه أحس بمقدار قوة خالد
فبدأ يترجاه وأن يصفعه عشر مرات بدل صفعته
لكن

ذو العيون 89
لكن خالد لا يتراجع عن قرار اتخذه فأمسك بلسان شفيق وقطعه وأخرج إبرة المسمومة وبدأ يغرسها في عينا شفيق وأذناه فقال ذو كنت أريد أن أبقى حتى تخرج آخر نفس لك في هذه الحياة لكن أعتذر لك فأنا مشغول
ثم خرج من المغارة وتقابل مع رجلان ممن كانوا معه فأتفقوا على العودة وإخبار حبيب رضوان بما حدث
نزل الخبر على حبيب كالصاعقة فهو لا يعرف مصير قائده شفيق فأرسل من يبحث عنه
وكان شفيق قد تحامل على نفسه فنهض وهو يترنح ويتلمس المكان بيده حتى يخرج لعله يجد من يساعده لكنه بعد أن نجح من الخروج من المغارة سقط وبدأ يتدحرج حتى استقر عند صخرة كبيرة عندها خرجت روحه
ولما بحث عنه رجال حبيب وجدوه ميتا فحملوه إلى اميرهم فلما رأى الإبر المغروسة في عيناه وأذناه جمع الرجال التابعين له ليروا مدى وحشية العدو
وكان من ضمنهم عبدالعزيز وخالد
فقال عبدالعزيز ما هذه القلوب التي لا رحمة فيها وخالد صامتا
فأعاد عبدالعزير كلامه فنظر له خالد وقال لا تسأل عن الرحمة حينما تدور دائرة الحروب
فقال عبدالعزيز فقط أنا استغرب كيف وصلت هذه القلوب لهذه القسوة
فقال خالد تكفي الأحقاد أن تجعل قلبك أقسى من الصخور
أحس عبدالعزيز أن خالد يتكلم والغضب يرسم ملامح وجهه فظن عبدالعزيز أن طريقة قتل شفيق أغضبته وأدخلت حب الإنتقام له فأراد أن يغير الموضوع
فقال عبدالعزيز دعنا من هذا الموضوع ما رأيك أعرفك على أكثر رجل أحببته
فهز خالد رأسه بالموافقة
فذهبا إلى رجل قد نالت منه السنين وسلبت منه شبابه
رجل قد تجاوز التسعين ولكنه لا زال قادر على الوقوف والتحرك كشاب في الأربعين
فسلم عبدالعزيز عليه وجلس بجواره وقال كيف حالك يا والدي وكان ذلك احترام من عبدالعزيز ينعته بوالده
فرد السلام ولكنه هذه المرة شد نظره الشاب الآخر الذي كان يعتقد أنه في البداية عبدالوهاب صاحب عبدالعزيز
لكن تلك العينان كذبت تلك الإعتقادات فقال الشيخ من هذا
فقال عبدالعزيز هذا خالد ياشيخ عبدالحق
رحب به الشيخ فجلس خالد وكان عبدالعزيز يقول إن صاحبي لم يعجبه الوضع هنا
فقال عبدالحق وأنا أوافقه على ذلك
فالوضع تغير كثيرا بعد طرد الروس من أراضينا حيث كان في الماضي القائد يسابق جنوده لنيل الشهادة والآن أصبح القائد يجلس هنا ويرسل جنوده للموت المحتم
قال خالد وليس هذا وحسب بل ما آراه الآن من تلقي المساعدة من قبل مروجي الحشيش أمر مرفوض
قال عبدالحق إن التنظيم هنا يعتمد على جماعات لكل جماعة أميرها الذي عليه أن يصرف أمر جماعته بأي شكل وأيضا أن الأمور أصبح فيها شيء من البحث عن الزعامة
ولكن دعنا من هذا كله واجعلني أقول لك بماذا شعرت لما رأيتك؟

ذو العيون 90
قال الشيخ عبدالحق شعرت لما رأيتك أنك قائد ملهم
نظر خالد إليه وقال أخطأت فراستك فأنا لا أحب أن أصدر أوامر ولا أتلقى أوامر
وأصبحت هناك علاقة وطيدة بين خالد وعبدالحق
وكان خالد كثير الإنتقاد على حبيب رضوان وكثير الإعتراض على قراراته
وفي أحد المرات خطط حبيب رضوان لعملية يحتاج فيها فدائيين ووقع اختياره على خالد وعبدالعزيز
وأخبرهم بالأمر لكن خالد رفض بتاتا
فنظر له حبيب وقال ألم تأتي لتجاهد قال خالد نعم جئت لذلك ولكن ليس بخطة تجعلني أقتل نفسي بيدي
فقال حبيب رضوان وهل لديك خطة بديلة
قال خالد نعم على كل من يضع خطة عليه أن ينفذها بنفسه
كانت سمعة خالد بعد اسقاط الطائرة رائجة بين جماعة حبيب بل كانوا يرونه رمزا لهم
وكان حبيب يعمل لذلك ألف حساب
خرج خالد وعبدالعزيز من عند حبيب وبدأ يتحدثان
فقال عبدالعزيز لدينا شيء نتشابه فيه
فقال خالد بل شيئان نتشابه فيهما
فأستغرب عبدالعزيز وقال ما هما
فقال خالد الأولى أن اللتان قاما على رعايتنا عجائز(أي كبيرات في السن)
أما الثانية فالمجتمع ينظر لنا نظرة دونية
هز عبدالعزيز رأسه وقال صدقت ولكن كنت أقصد أننا نملك قلبان يعشقان المخاطر
ولكن كيف عرفت أن من رعتني عجوز وأن المجتمع ينظر لي نظرة دونية
أبتسم خالد وقال تصرفاتك تومئ لي بذلك
بدأ عبدالعزيز يتعتع في كلامه وكأنه يريد أن يسأل سؤال تردد فيه طويلا فقال خالد أنت تريد أن تعرف قصتي أليس كذلك فقال عبدالعزيز نعم
قال خالد سوف أخبرك بعد أن نصلي المغرب
فأذن خالد ثم أقام وكانا بعيدان عن الناس
فقدم خالد عبدالعزيز ليصلي فصلى عبدالعزيز وبدأ يقرأ الفاتحة وبعدها قرأ سورة الهمزة وبدأ يخطي فيها وخالد يصححه فلما أنتهى من الصلاة قال عبدالعزيز أعرف أني مقصر في حفظ القرآن
قال خالد ليس هذا وحسب بل أنت لم تقرأ آية واحدة صحيحه من سورة الفاتحة فما بالك بالسور الأخرى
ولا أدري كيف تريد ان تجاهد وانت لا تجيد قراءه الفاتحة
فقال عبدالعزيز فماذا عنك
ابتسم خالد وقال سوف
أخبرك قصتي بشرط أن يبقى ما أقوله سر بيننا
فقال عبدالعزيز لك ذلك
وبعد أن أكمل خالد قصته عرف عبدالعزيز مدى المعاناة التي عاشها خالد
ومع مرور الأيام أصبح عبدالعزيز يكن الإحترام الكبير لخالد وأصبحت تجمعهم أخوة لا نظير لها
وبدأت الأحداث تتحول حيث أتجه مجموعة من الرجال الذين كانوا يعيشون في قرية مجاورة لقاعدة أمريكية إلى حبيب رضوان وأخبروه بمعاناتهم من أنتهاكات الجنود الأمريكيين لحقوقهم
لكن حبيب رضوان قال هذا ما جلبتوه لأنفسكم لعدم مساعدتكم لنا
خرجوا هؤلاء الرجال من عند حبيب رضوان وهم محبطين من رد حبيب
ولكن الأمل رجع لهم بعد أن أقترح أحدهم الذهاب إلى رجل قد يساعدهم

ذو العيون 91
بالفعل إتجه هؤلاء الرجال إلى الشيخ عبدالحق وطلبوا منه المساعدة فقال الشيخ عبدالحق رحم الله رجل عرف قدر نفسه فأنا لا أستطيع أن أتولى القيادة فأنا في طول السنين التي أمضيتها في حرب الروس لم أتولى فيها قيادة أي مجموعة
ولكن سأدلكم إلى خير رجل يستطيع قيادتكم في رفع الظلم عنكم
فدلهم على خالد
فلما ذهبوا له طلبوا منه أن يتولى قيادة 160رجل من أهل القرية مستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل رفع الظلم عن أهلهم
لكن خالد خيب أملهم برفضه لهذه المهمة
رجع الرجال إلى الشيخ عبدالحق وأخبروه برفض خالد
فقال عبدالحق أبحثوا عن رجل اسمه عبدالعزيز فهو سيساعدنا في اقناع خالد
وبالفعل جاء عبدالعزيز وجلس معهم وأخبروه بما جرى لهم
سكت عبدالعزيز قليلا ثم قال هل تعطوني بعض تجاوزات هؤلاء الجنود الأمريكيين
فبدأ يقصوا عليه قصص كثيرة عن قتل الجنود لشباب أهل القرية لأتفه الأسباب وأن لغة القتل هي أسهل حوار يجروه معنا
قال عبدالعزيز بمدى معرفتي لشخص خالد فإنه يعتبر الموت بأي طريقة كانت طريق حتمي الكل سيسلكه حتى وإن كان الشخص مات مقتول
أريد تجاوزات حدثت غير القتل
بقي الرجال صامتين بل مطأطئين رؤوسهم
فقال أحدهم في هذا الصباح قام بعض الجنود الأمريكيين بإغتصاب فتاة لم تتجاوز التاسعة حتى فارقت الحياة
قال عبدالعزيز هل دفنتموها
قالوا حتى الآن لا
قال إذا اجلبوا جثتها وضعوها أمام خالد وأخبروه كيف ماتت فهو لن يرفض أبدا ما تريدونه منه
بالفعل ذهب أحد الرجال وأحضر الفتاة التي أصبحت جسدا بلا روح ثم ذهبوا إلى خالد ووضعوها أمامه ثم قال أحدهم هل يرضيك أن يفعل بأختك الصغرى ما فعل بهذه الفتاة
بقي خالد صامتا لبرهة ثم قال دلوني على من فعل بها هذا
فبدأ الرجال بالتكبير فساعة الثأر اقتربت
فلما علم عبدالحق اتجه إلى خالد وقال له أنا من ضمن اربعين رجل سينضم معك ليساعدوك ويساعدوا رجال أهل القرية على التخلص من الطغيان
ولم ينهي عبدالحق كلامه حتى قال عبدالعزيز بل قل 41رجل فأنا سأنضم معكم
كان خالد يستعد لمعركة تحتاج لمعجزة للنصر فيها
علم حبيب رضوان بما صار فأستدعى خالد وقال أنت تعرف أن خوض هذه المعركة بمثابة الإنتحار
ابتسم خالد وقال نعم هي خطة أنتحار أنا أول من يقوم بها
ولكني لم أخطط لعملية وأجعل غيري ينفذها هذا هو الفرق بيننا يا حبيب
أتجه خالد ومن معه من الرجال إلى المكان الذي ستقع فيه المعركة وبقي خالد يرسم الموقع في مخيلته
وبالفعل حدد ان يكون الإقتحام من قبل البوابة الرئيسية للقاعدة التي يتحصن فيها الجنود
ولكن قبل أن يبدأ بالهجوم يجب أن يجعلهم ينشغلون من الجهة الأخرى فطلب خالد أن يتبرع عشرين رجلا يبايعون الله بأرواحهم
فهم سيكونوا معيار نجاح الخطة من فشلها
فقام عبدالحق وقال أنا سأكون أول رجل يبايع الله
تغيرت ملامح خالد فعرف عبدالحق أن خالد يعتقد أن عمره الكبير سيكون عامل كبير في عدم صموده
فأمسك عبدالحق بكتف خالد وقال سترى مني ما يسرك
وبالفعل بدأ العشرين رجل بعمل خنادق وحفر عميقة فهدف هؤلاء الرجال هو أشغال الجنود الامريكان في حين خالد ومن معه يرتبون صفوفهم
وكان خالد قد أرتدى لبس الجنود الأمريكان فلما رأه عبدالعزيز أنذهل وقال كيف تريد الدخول بينهم
لكن خالد أمر عبدالعزير بأن يتولى قيادة الرجال بينما هو سيدخل بين الجنود
أمسك عبدالعزيز خالد وقال كيف سوف تتحدث معهم فأنت لا تجيد لغتهم
فقال خالد باللغة الانجليزية ما معناه أنا اتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة أكثر منهم
فصفع عبدالعزير رأسه وقال كيف نسيت أنك تجيد اللغة الأنجليزية
لكن قل لنا ما هي خطتك

ذو العيون 92
قال خالد خطتي بإختصار سيكون عبدالحق ورفاقة طعم للأمريكان فمن البديهي أن يتغلب الجنود الأمريكان على فرقة عبدالحق لكن كل ما أرجوه أن يصمد عبدالحق ومن معه لمدة يوم واحد
منها أستطيع التسلل لمعسكرهم وتسميم مصادر الشرب لديهم
وبعد أن ينتصر الأمريكان سيدخلون في لحظات بهجة وفرح بإنتصارهم في هذه اللحظة ستبدأ أنت ومن معك بالهجوم فهم لن يستطيعوا ترتيب صفوفهم وأيضا سوف أحاول بعد أن يظهر عليهم أثر التسمم أنشر شائعة أن الطاعون بدأ يتفشى في المعسكر
وبدأ كل رجل يقف في مكانه
بينما تسلل خالد وأثناء أندلاع الحرب بين الجنود وعبدالحق ورفاقة دخل خالد
وبدأ يبحث عن خزان الماء فلما وجده سكب السم فيه
ثم بدأ يحدد مخازن الأسلحة لتكون أول شيء يستهدف عند أقتحام عبدالعزيز ومن معه المكان
واستمر القتال بين الجنود الأمريكان وعبدالحق ورفاقه طوال الليل
بل أستمر القتال لليوم الثاني بل أمتد ليصبح اليوم الثالث
فخرج خالد ليرى ماذا يحدث بين الطرفين وبدأ كأنه يرمي عبدالحق ورفاقه
فرأى خالد الشيخ المسن وقد امتلأ جسمه بالجراح ولا زال صامدا حتى جاءت الطلقة التي أخرجت روح عبدالحق وهو يرسم اجمل إبتسامة على وجهه
بعد أن أنتصر الجنود الأمريكان أتجهوا إلى جثث عبدالحق ورفاقه وبدأو يمثلون بها وبالأخص جثة الشيخ عبدالحق وخالد ينظر وهو يقول نعم روحا حملت هذه الجسد أبت أن تذل فصعدت إلى ربها
وبينما الأمريكان يمثلون بجثث عبدالحق ورفاقه أنطلق عبدالعزيز والبواسل الذين معه يتسابقون إلى الموت فأقتحموا البوابات في غفلة الأمريكان
الذين بدأ بعضهم يظهر عليه آثار السم فبدأ خالد ينشر الشائعات بأن الطاعون بدأ يتفشى بين الجنود فأصبح الجنود خائفين من أن يصابوا بالمرض وأيضا أصابهم الذعر من الهجوم المفاجي
وأتجه خالد إلى مستودعات الأسلحة وبدأ يستهدفها ويفجرها
وأصبح الأمريكان في عجز كبير وكأنهم أغنام تنتظر من يذبحها
وكبر خالد ومن معه بهذا النصر العظيم فلقد قضوا على جميع الأمريكان
وأتجه خالد إلى جثة عبدالحق التي صلبها الأمريكان ومثلوا بها ثم أنزلها وقال وعدت وأوفيت بعهدك فأسأل الله أن يرحمك
وكان عبدالعزيز خلف خالد يبكي فنظر له خالد أتبكي على رجل أظفره الله بالشهادة
فقال عبدالعزيز بل أبكي لأني بحثت عنها ولكن لم أظفر بها
رجع خالد وعبدالعزيز وخبر انتصاره راج في جميع البقاع
حتى وصل إلى مسامع رجل كان يعرف خالد حق المعرفة
فلما سأل هذا الرجل عن أوصاف خالد اصبح يراوده الشك أن هذا الشاب هو ذو العيون الصغيرة فأتجه هذا الرجل لرؤية هذا الشاب وقطع الشك باليقين
وكان خالد جالس وبجواره عبدالعزيز في حلقة مع مجموعة رجال يحدثهم عن الموقف البطولي للشيخ عبدالحق ومن معه
ولكن خالد توقف عن الكلام بعد أن سمع رجل من خلفه يقول إنه هو ورب الكعبة إنه هو ذو العيون الصغيرة

ذو العيون 93
نظر خالد للخلف ثم أبتسم وقال أخيرا قابلتك يامهدي
فقام خالد وأحتضن مهدي ثم بدأ يمشيان وعبدالعزيز معهما وبدأ يتحدث مهدي عن أحواله وقال قد قلت للشيخ محمود إلا زلت تذكره ياذو
فقال خالد ذو لا ينسى أحد علمه حرف واحد فكيف برجل علمه كتاب الله
فقال خالد أكمل ماذا قلت للشيخ محمود
فقال مهدي قلت له لو كان ذو العيون الصغيرة هنا لفعل مثل ما فعل هذا الرجل
وقد أصبح كلامي حقيقة فهذا الرجل هو ذو العيون الصغيرة
كان عبدالعزيز صامت سكوت جعل خالد يشك فيه فقال له ما الذي يسكتك أيها الشرس وكان هذا لقب عبدالعزيز فبدأ بالضحك
وقال منذ أن قابلتك وأنا أريد أن أسميك بذو العيون الصغيرة ولم أكن أعلم أنهم كانوا ينادونك بهذا الإسم

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات