رواية سيدة الحرية -9
مضت تسعة أيام فقط.. أشبه بتسع شهور…
كنت منكبه على كتبي فليس بسبب الامتحانات..، لكن وحدها من يرفق بأفكاري..!
فقد كان يومي يمر…بلا جديد… وقلبي يدق…بلا جديد…
وحزني بي يزيد ويستزيد…
أتجاهل مازن ، أبتعد عن مكان وجوده لأنه لايصدق أن يراني حتى يقول شيء محرج،مزعج،وبين الاثنين!
ولا يمكنني سوى أن امضي لبقية الطريق باحثة عن ظل….فهذا يوم مشمس يمر..
وذاك آخر…
مساء اليوم ليس ضمن “المساءات السابقة”…فهو يسجل في مدونتي…. فقد أحدث تغييراً دون تغيير…!
أتيت من المدرسة وأنا متعبة واحمل شعوراً سيئاً تجاه الامتحان الذي قدمته هذا اليوم… رغم أنني قد استعددت له جيداً..
صليت الظهر…وأردت أن أنام..لكنني لم استطع..
بدأت اقرأ صحيفة الأمس…أو ربما قبله..لايهم فالأحداث تبقى أحداث…لاتتغير إن كنت قرأتها اليوم أم حتى غداً..!
عندها فكرت بأن انزل لتناول الغداء…لست جائعة لكن لأفعل شيئاً..
-ربما كنت متأخرة….
وجدت الجميع يتناول طعامه ومازن أيضاً….
خرجت من المكان وأنا آمل بأن أحداً لم يراني….لكن..
خالتي تبعتي
بدت تتحدث عن مازن وعن طيبه وكرمه..وانه يستطيع أن يتناول غداءه مع والده ..إن أردت العمر بأكمله لأجد أنا الراحة…!!!
كنت ابتسم لما تقوله وكأنني أقول مالجديد هذا اليوم..ولمَ تحدثيني هكذا..!
إلا أن الجديد كان جديداً على عالمي بأكمله..
- قالت:
-”وانا اقول لو تشيلين الحجاب وتريحين نفسك أنا مايرضيني أشوفك كذا كنك غريبه”
خطر في بالي دانه مباشرةً..أحسنت الظن بخالتي فقد تكون انتبهت لنظرات دانه المشفقة قبل فترة هنا..
-”خالتي الله مايرضى وماما مستحيل توافق”
ضحكت خالتي ثم قالت:
-”كنتي صغيرة والحين انتي تعرفين وتقدرين تاخذين راحتك بالبيت وتشيلين الحجاب”
نظرت إليها بتعجب..فلم أفهم حتى الآن إلى أن أضافت:
-”اكيد فهمتي يصير بينكم رابط بالحلال…ويصير البيت بيتك”
بقيت احدق بها وكلَي مصعوق بالفكرة الجديدة!!
ربما علق تفكيري لأمرين..
-الاول الذي أدهشني حتى السكوت..رابط الحلال ذاك..!
-والآخر الذي صفعني حتى البكاء…”يصير البيت بيتك”
أي ذل شعرته بتلك الجملة التي شغلتني عن الأمر الأهم.. وجعلتني أتمنى التلاشي..والفرار إلى حيث لا أدري..
قفز سؤال لم أتردد في النطق به:
-”هو قالك؟”
ابتسمت خالتي وكأنها تعني اموراً لاوجود لها..!
“ايه قالي وهو يبيك من زمان”
سحبت بعضي وخرجت لغرفتي….
ما أتعسه من يوم……وما أتسعه من نوم….وما أتعسه حظ….
الم يحلو لي الغداء إلا هذا اليوم..!
جلست على السرير والتصقت بأقصاه في محاولة الابتعاد قدر الإمكان…
فأنا أتزوج مازن الذي هو مازن لاغير..!
والذي يريدني منذ زمن..دون علمي…
أيعتقد أنني أميل إليه..كأن احبه أكثر من أخٍ لي ..! أم أن الحب حديث لايؤمنون به في واقع حياتهم..!
أم انه..
نعم..
رباه بالطبع لمى… ربما بنى كل ذلك أثر موقفنا ذلك اليوم…
ربما يعتقد أنني احبه،أو أود حبه…!
لم اكره غيرك في حياتي يابنة خالتي البذيئة..أكرهك كرهي للحياة التي خبأت امي..!
فها أنتي تسلبين حياتي..كغيابها..!
دقائق وخرجت من غرفتي أريد أن اسمع من خالتي أي شيء يؤكد لي ماقالته، أو يبين لي أنها دعابة غير مضحكة..!
بالقرب من الصالة سمعت مازن يضحك وهو يقول لخالتي:
“ادري بتوافق”
ما ان سمعت ذلك ركضت لغرفتي..أقفلت الباب قفلتين…وكأني أقفل على الموضوع بأكمله.. لأنام متظاهرة أن لاشيء حدث،ولن يحدث!
.-.
.-.
.-.
لم يبق الكثير على الإجازة..
هاهي الأيام تمر..تعبرني دون أن تراني..
خالتي..لم تذكر لي الموضوع مرة اخرى… وأنا لم افكر بما سأجيبها..!
اليوم كان هنا ضيوف، وما أن رحلوا ابتسمت لي خالتي وهي تقول:
-”ندري انك مانتي رافضه الزواج ولا انتي مخيبه ظننا فيك…”
هكذا قالت الجملة كاملة…ولم ابدِ أي تجاوب..لتضيف:
“بتكون خطبة مبدئية والزواج يتحدد بعدين…مابقى شي والسنة تخلص وتتخرجين…ولا تبغين الملكة الحين؟؟”
أخذت انظر إليها بلا أي شعور…
ثم حركت رأسي بالنفي..وكأنني أطرد كل مايحدث أمامي..
-”خلاص براحتك الحين…واذا تخرجتي يصير خير…”
ثم وقفت وقبلتني مباركة لي الزواج…وخرجت من المكان….
بقيت مدة أعي ما أنا فيه..تساءلت كثيراً
-أأحد سمعني اخبرها بموافقتي..
-أأستطيع الرفض..!!
خطوة واخرى يتعاونون على إيصالي غرفتي..
صفعت بالباب خلفي فبدى رنين الغرفة نواح مكتوم لأجلي، إذن..حتى غرفتي تعلم بذلك..!
وأنا لا أعي شيئاً..!
جلست على طرف السرير لأفهم أن هناك مكان للسقوط دائماً..!
أنا.. ليست لدي الجرأة لأرفض هكذا…وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان..!
لا استطيع عض اليد التي أكرمتني…وأرفض ابنها الغالي..كل أملها..!
لكن…أيجب أن يكون رد الإحسان بزواج كهذا..!
كيف تمحورت حياتي في هذا المكان..!
أنا لا استطيع الزواج..لا استطيع
لجميع الأسباب…لا استطيع..!
أتكون هذه نهاية قصتي..!!
أتموت سيدة الحرية قبل أن تولد فيني..!!
هل حقاً…..لا استطيــــــــع….!!
.
بالغد صادفت مازن…قال مسرعاً قبل هروبي
-” رسوولتي لحظة”
أجبته دون التفات:
-”اسمي رسيل”
-”ههه طيب كي حالك؟”
رددت على مضض:-”بخير”
-”تستحين مني؟”
ماذا يحسب نفسه..إني اشمئز منك.. وابتسامتك هذه تغضبني حقاً..
مضيت وأنا اسمعه يقول عن بعد:
-”لازم تصيرين خطيبتي رسمي يعني”
لم استغرب جرأته.. ولا رضى خالتي.. ولا كوني سأتقيأ اشمئزازي بعبارته!!
صعدت غرفتي ضاربة بأقدامي العتبات..أشعر أنني مع كل خطوة للأعلى اختنق..!
أصعد أكثر بحثاً عن الهواء،وعكس قوانين الحياة أجدني اختنق كلما اتجهت للأعلى…وينفد الهواء وينهار جزء من جسدي خلفي
إن حدث هذا الزواج فلا بد لهم من تجميعي..!
صفعت الباب خلفي بقوة وهذا ماعتدت عليه مؤخراً…فقط لأعي أن مايحدث على واقعي حقيقي، فيتألم الباب فوراً.. وأبكي..!
هدأت قليلاً
“لن أتزوجك”
قلتها بتحدي وأنا احاول الاتصال ببدر…ولحس الحظ أن هاتفه مغلق…
تراجعت مسرعة، فلا اريد أن اشغل باله الآن…
سيحين الوقت قريباً..!
أخذت نفساً عميقاً وأنا احدق في شكلي عبر المرآة…
شعرت بان كل شيء حينها يواصل التحديق بي ،الأضواء تنظر ساخرة،والأرض تغمض عينيها مستسلمة، والستائر تنوي احتضاني،كل شيء يخاطبني تلك اللحظة..
خُيًل لي أيضاً أن شخصاً ما أيضاً يحدق من بين سنوات…شعرت أنني سأبكي وأنا أتخيل أمي، وبدر وهو غاضب كما أبي..!
مرت علي مواقف قديمة جميعها فيها بدر غاضب…. وعمر أيضاً مرني وهو في صفي…
فلم يغضبني يوماً ولم يرضى أن أغضب لسبب ما..كثيراً مايشبه بدري..!
لو كان احد منهم هنا الآن لم أكن لأخضع لخوفي..
لكن الحقيقة مؤلمة، والزواج حددته خالتي وامي الاخرى..! وأنا وحدي والأشياء نتحدث عن مستقبلي..!
وهذه المرة الاولى التي أراني ابدأ بطي الماضي لأبدأ بتفكيري بالمستقبل…
لأنه بدا مرعباً…وخطواتي لم أعد احصيها..!
.
.
تماسكت حتى المساء، فعندما غربت الشمس أحسست بالبكاء…
أخذت ابكي وأبكي علً عيناي تتورم فلا يستسيغني مازن..!
.
.
رغم كل تلك الدموع،لم استطيع تفريغ الشحنات التي حملتها فقط هذا اليوم..والتي آذتني حتى الآن والتفّت فوق صدري دون أن اختنق..!
أمسكت القلم كمن يمسك إبرة، وغرسته في الورق محاولة حقن أفكار اخرى، مارست التمريض الورقي ساعة اخرى..
قرأت الجزء الأخير الذي كتبته عن بائعة الحزن..
شعرت حينها بالمفاجأة…وكأنني اكتشف أنني كنت اكتب نفسي..!
أو ربما كان مفترض أن أكون القارئة الأصدق لقصتي، والكاتبة الكاذبة لقصة بدت تصبح قصتي..!
ازددت بالكتابة عنها لأفرغ حزني،ولا عجب أنها باحترافية معتادة تملأني من جديد..!
توقفت هذه المعركة عندما طرق باب غرفتي..
كانت لمى…
“تطلب إحدى الكراسي”…
كالعادة لاتكفي مقاعدها لذلك العدد من الصديقات الفاشلات..كما هو حالها..!
أو المعجبات كما سمعت أخيراً..!!
دخلت وأخذته دون أن اجيب بالموافقة…وقالت قبل خروجها
“متى افتك منك بس”
.
.
حينها انتابتني حالة نهم للحروف….
أخذت اقضم الحروف واحداً تلو الآخر…حرف ارميه وحرف ارفعه وحرف اكتبه وحرف يكتبني…
اثر هذه المعركة وجدت نفسي قد كتبت أسوأ جزء في قصتي…
كانت فيه بائعة الحزن تقطر حزناً وتتلاشى كيوم آخر..!
تقف تحت المطر بلون أطراف جديد صبغه برد الشتاء الأخير.. وكأنها أبت أن تبتعد قبل أن تتضح بصمته على جسدها المرتعش..
المكان خالياً..الجميع يلتف في منزله يدفئ جسده…
لاتجد خلفها سوى جدار طلاه الثلج..لتمد له إصبع يهتز رجفة برد..
وتكتب ناحتةً الثلج كمن يؤرخ نفسه بأثر نجمة في السماء..ترحل مجدداً..!
وتكتب:-”لا أحد يقتلني”
-لا أحد يقتلني….
-لا رجل ولا امرأة وحتى الحزن ولا البرد…
-لا احد يستطيع قتلي..
-لأني الآن سأموت..!
وكان المطر الوحيد الذي بكاها….!
_النهاية_
غير آبهة بما كتبت…نزل هذا الجزء كما هو…!
ولم ادخل ذاك المنتدى ليومين…هرباً مما كتبت..!
.-.
.-.
..عـ ـمـ ـر..
الأيام تمضي وأنا عبثاً احاول العودة لطبيعتي…فمذ رأيتها مجدداً استيقظت فيني وهي تزيد إلحافاً بالاستيقاظ..!
كانت تغفو،احبها كالقمر يكفيني رؤيته حتى عندما أغمض حتى عيناي.. إفاقتها فاقت كل توقعاتي.. حياتي لم تعد حقاً حياتي..!
بل كل موقف يمرني أصبح لايفاجئني، وكل ضحكة تخرج مني أصبحت ناقصة… وكل الأيام وعجباً أصبحت رسيل محوراً لها.. وانا لازلت أدور…وذلك شيء اكرهه..
أن اتخذ لحياتي محوراً شاهقاً امضي الأيام أدور حوله يجعلني كـ مغفل.!
ولم استطع التوقف…وأنا الذي لم أعجز عن شيء في حياتي… أجدني الآن اعجز عن مجرد طيف!
-كنت عندما أتحدث مع بدر..قبل أن انهي المكالمة أحاول اختلاق أي موضوع ذا صلة بها.. وفي كل مرة لا افلح بمعرفة شيء..!
كان أملي الوحيد مراقبة ملفها الشخصي بالمنتدى..، فهو صلتي الوحيدة بها التي لاتصلني..!
قبل يومين كتبت الجزء الأخير..وخرجت ولم تعد..
راقبت مراراً وتكراراً آخر نشاط لها…
كان جزء لم احبه ، حروفه كانت تضغط على قلبي بألم..
وكأن شيئاً فيها يصدقٍ ويموت..!
كان تعقيبي عليه مختلفاً عما سبق، لأني أردت بذلك لفت انتباه أخير..!
وجرعة أخرى تضخ لي الأمل بالحياة..ولو كان مفعولها مؤقتاً..!
-رحم الله امرئ عرف قدر نفسه.. أنا لا استطيع أن اكتب جملة كاملة فصيحة..!
لم افرق بعد بين الألف والياء المقصورة..، والهاء والتاء تبدوان كأختين بالنسبة لي..!
فتشت في عدد من المواقع..وتعبت مني محركات البحث…اريد شيئاً جميلاً انسخه لأفخر به عندها!
وكل ما استطعت أن اكتبه…مقطع قصيدة ربما سيعجبها..!
حتى انني لا اعرف التنسيق…!
.,.
عبثاً ما اكتب سيدتي
إحساسي أكبر من لغتي
وشعوري نحوك يتخطى..
صوتي يتخطى حنجرتي.. نزار قباني
.,.
وتعبت كثيراً في البحث عن الكسرة”لنحوك” ولم أجدها في النهاية..
لاأحد يضحك فأنا أريد الدخول لهذا العالم..لأسبابي..!
ثم أضفت بعد ذلك..
“قصة حزينة وجميلة حتى النهاية كنت قارئ متابع منذ البداية وانتظر قصة جديدة لك
شكراً لروائعك”
اصطفت الكلمات في سطر واحد وكأنني أخاف أن يقرأها احد…لأختم حديثي
“ماني لاحد”
.
.
دانه أخبرتني هذا اليوم في المدرسة، أن قصتي لاقت إعجاب أشخاص كثيرون في ذالك المنتدى…رغم أنها حزينة إلا أن حزنها جميل…كما أخبرتني..!
عندما عدت للمنزل كنت افكر إذن حياتي جميلة رغم الحزن!!
لم استطع مقاومة الفضول سجلت دخولي….
وخرجت لي نافذة تعلمني بوجود ثلاث رسائل خاصة…
أهملتها كعادتي واتجهت لقصتي…
وجدت العديد من الردود…
جميعهم يثنون على ما كتبت ولو بعبارة
“رائع ننتظر القادم”
لا يهمني استنساخ رد..بدرجة إثبات وجود صاحبه…
عدا أن رد كان بالأمس على ما اعتقد
من ذاك المتابع ” ماني لاحد”
لفت انتباهي بتنسيقه الغريب…!
عبارة بخط كبير واخرى بخط صغير وثالثه بخط متوسط…وكتبت بلونين متشابهين..
وكأن طفل قد عبث بها..!
لكنني كنت اقرأ باهتمام لما كتب فيها…
أسعدني رده..
قصيدة انتقاها بذوق جميل،إذن إعجابه بقصتي يمنح لي قارئاً مميزاً..!
أجبت الجميع بالشكر والعرفان…وقبل أن اغلق الصفحة فوجئت بتعقيب جديد…من ذلك الشخص
“السلام واهلاً بعودتك مرة اخرى..شكراً لردك وكنت بسأل لك قصة ثانية؟”
انه لايزال يتواجد في قصتي إذاً…إنه يستحق أن اكتب له قصة اخرى..ولو كان لوحده… لكنني أجبته دون أن ابعثها له:
نعم لدي قصة اخرى..ولكن الواقع سيكتبها إن تزوجت مازن.!!!
لم اعقب وخرجت بعد أن عاد مازن لواقعي….
.
.
خرجت من المنتدى وأنا الشغوف لرؤيتها.. خرجت وأنا استقر في صفحتها أكثر مما استقر قرب عائلتي..
وجدت نفسي ارسل لها رسالة خاصة…
العنوان: عسى ماشر؟؟؟
النص: السلام ليش مارديتي على سؤالي؟ ماتدرين كم لي موجود انتظر ردك؟
وصار غيابك كثير عن المنتدى ان شالله تكونين بخير
واسف على الازعاج..مشكورة”
أرسلتها قبل ان اراجع ماكتبت حتى.!
كنت متضايق وسعيد وألف شعور وشعور يجتاحني حينها..!
والخوف من ردها..أكثر ما اشعر به!
.-.
.-.
دانه اليوم في منزلي..طلبت منها المجيء لحديث شق على نفسي فأردت البوح علني ارتاح..
بعد أن صعدت لغرفتي، أغلقت الباب ونزعت حجابي ولمحت نظراتها كالسابقة لأبدأ بموضوعي
.-.
-”مازن خطبني”
قفزت بسعادة وقامت بتهنئتي…
قلت لها وأنا أجلس
-”وتشوفين انه خبر زين”
قالت بسرعة ربما دون تفكير:
-”اكيد احسن حل عالاقل تاخذين راحتك بدون حجاب”
ازداد حزني من تصريحها بالإشفاق علي..فقامت بتغيير الموضوع مباشرة إلى شخص مازن..
-”مازن طيب وخلوق ويكفي انه يحبك ..ماراح تلقين احسن منه وافقي بس”
-” شتقولين انا مستحيل اتزوجه..انتي ماتعرفينه أكثر مني.. بعدين عشانه ساعدك بخصوص خطيبك قلتي طيب وخلوق”
-”ليش شفيه؟”
-”مافيه شي بس انا ماحبه”
اقتربت مني بسرعة وحركت يديها أمام عيني وهي تقول:
-”انتي…لايكون تحبين غيره؟”
-”روحي زين ههههه “
-”ههههه اجل تقولين ماحبه…لاتقولين لخالتك بتشك فيك”
-”اصلاً ماقدرت اقول شي للحين..حتى بدري ماقلتله”
-”وش بتسوين؟ لازم تقولين لبدر”
-”اذا جا بقوله كلها شهر ونخلص الامتحانات”
.-.
بعد ان رحلت دانه اتجهت لسريري لأنام، لكني عدت لقصتي لأرى الجديد..
فخرجت لي تلك النوافذ المزعجة بالنسبة لي..
قرأت أول رسالة، ثم الثانية وحتى الأخيرة..
لا أدري لمَ انتابتني حالة ضحك غريبة…أغلقت الجهاز وقررت أن أرد عليه لاحقاً..
ولاحقاً لم تأتي أبداً..!
تلك الليلة وصلتني رسالة أيضاً من بدر على هاتفي يخبرني أن عمي يريد زيارتي.. رؤية عمي ازعاج لن استطيع احتماله..!
.-.
.-.
.-.
بعد مدة..
-”لا افا عليك ان بغيت من الحين انا بالمطار”
ضحك بدر-”ايه ابيك من الحين بالمطار”
-”شوف النذل! هههه المهم متى بالضبط رحلتك؟”
-”بعد يومين الساعه اربع المساء.. رسيل طارت من الفرحة يوم قلتلها”
استيقظت كل حواسي مع ذكر اسمها..أردت المزيد سألته:
-”متى قلتلها؟”
-”قبل شوي..وقلتلها تجهز أغراضها لانا بنرجع بيتنا على طول”
أضفت عدة كلمات، وأنهيت المكالمة بسرعة، وأنا افكر كيف سأخبره بخصوص المنزل… ربما يجدر بس أن اصمت
وسأرسل السائق وزوجته غداً لينظفوا المنزل..
..×..///..×..///..×..///..×.
عندما أرى الزمن يمضي سريعاً…وأنا قد أنهيت دراستي أخيراً
لا أشعر أن جسدي تغير،ولا عقلي تغير،ولا امي غائبة..
رغم أن كل شيء تغيَر.. وحلمها بان تراني انهي دراستي تحقق، ولم يتحقق..!
أي أنا أصبحت كبيرة أستطيع أن أصل لفتحة المنظار العالية للحياة… أكره الحزن الذي لازمني…وربما سيكون مع تضحيتي الكبيرة أضخم واكبر!
بالغد ربما أكون مقيَدة بزواج سيسلب حريتي التي لم أجدها..!
أألوم خالتي، أم اخي ، أم المسمى ابي..! أم حياتي كلها…!
إننا نقرأ الحياة بشكل خاطئ ثم نقول انها تخدعنا..!! طاغور
Alsamt ِ Raheel..×..///..×..///..×..///..×..
14
كنت أقف أمامي..!
وأشعر أن إحدانا تعلو الأُخرى..،تلك تقف بثبات والأخرى توشك على الطيران
ونتحدث بصوت واحد،نتبادل التهاني بهذا الخبر السعيد
منذ أنهيت المكالمة من بدر وأنا لا افعل شيئا سوى التفكير بأنني سأتحرر قريباً من الكابوس الذي بدأ يرعبني…،وبالطبع لن يكون سوى خطوبتي من مازن
أبلج الأمل الكبير جزء من حياتي، عندما أخرجت الحقيبة المخبأة أسفل سريري
سريري يخبئ كل شيء..!
حقيبتي،وأقلامي،وأحلامي،وذكرياتي أيضاً ..الأشياء التي نظنها خرساء تتكلم أحياناً بلغة لانفهمها..ربما تكون أكثر فصاحة منا ونحن من نظن أننا بلغنا منطق الطير بجنون الغطرسة.!
أوضب أغراضي منشغلة بها حتى لااسمع لحديث الأشياء حولي، وأفكاري توضب بعضها بالبطء ذاته
احاول تركيز حياتي بالفراغ البسيط الذي يقطن بين يداي،والذي يفترشه رداء ترددت بأخذه معي،أيجب أن أبقيه أم آخذه..!
وتنهال علي الأسئلة السخيفة التي شغلتني عن كبائر الأمور، يالعقلي المجهد يجيب في كل مرة بسؤال..!
لاادري لمَ أحسست وأنا اسحب الحقيبة خلفي بأنني هاربة..!
قبلت رأس خالتي كمن يتقدم باعتذار..!
ودعتها لأخرج بحثاً عن السائق الذي سيحررني!
وكلمات خالتي الأخيرة كانت ترن في أذني كجرس إنذار لمدينة سكانها ميتون..!
-”ترجعين وانتي عروس ان شاءالله”
جزء مني بسيط جداً..، كان يعتقد أن تلك الحرية في صورة لها، وأنني تخلصت مما لا أريد ..لا كأن اقتربت منه جداً..!
تتسع ابتسامته أمامي..تتحرك إحدى يديه ويفتح باب سيارته الأمامي وهو يقول:
-”انا بوصلك”
اتجه لمقعده وأغلق الباب بانتظاري…
-مازن..!
باب أمامي أيضاً..صبراً الهي …أيظن أنني سأستقل المقعد الأمامي ..بجانبه!
أنظر ملياً..
لاخيار أمامي، فهو يصر على أن يبعدني عنه بطريقة يجهلها… أسعدتني تلك الفكرة
وجعلتني أغلق الباب الأمامي واجلس بالخلف وأنا أفكر بالسبب هنا
لن يكون سوى خالتي
-مسكينة..تبدوا جادة..!
هو يتكلم كثيراً،يتحدث عن كل شيء وأنا صامته
حديثه إزعاج كبير،وصمتي بالنسبة له حياء!
-”كم بتقعدين؟”
إذ انه سؤال فلا بد من إجابته
-”مدري”
-”بتوحشيني”
ثم أضاف:
-”بس مابخليك تشتاقين لي.. بجيك كل يوم”
أضاف أيضاً بأسلوب أخر لم أعهده فيه:
-”اذا صدق بتشتاقين”
ربما أحسست بعبارته يأس…وربما لا..
لم يعد يهمني ها نحن نصل
عندما وصلنا رأيت منزلي والباب مفتوح، نزل مازن قبلي ليخرج حقيبتي.. وتوجه للداخل ووضعها ثم قال:
-”اجل تآمرين بشي”
قلت بابتسامة ليست بسببه أبداً بل لأنني سعيدة بأني عندما أخطوا للأمام أكثر سأتخلص منه
-”مع السلامة”
والتفت لأدخل فتوقفت عند رؤيتي لعمر الجالس عن بعد،والذي لاشيء يفعله سوى النظر إلينا..!
عدلت ملامح وجهي كأن أزلت الابتسامة السابقة،وآثار المفاجأة الحالية..ورأيت مازن يتقدم إليه ليُسلًم عليه..أو ليسْلَم منه!
كان بإمكاني رؤية الغضب الذي غطى ملامحه..
-مازن الويل لك لو فقد صبره..! ألم يكن بإمكانك السلامة من غضبه!
بينما انا اشفق على مازن من عمر لم ادري انني لم سأعاني من غضبه أيضاً..!
-”وين بدر؟”
اجابه عمر بتلك الصلابة وهو يوزع نظراته في كل مكان إلا وجه مازن،ربما حتى لايفلت صبره!
-”طالع”
-”خلاص سلملي عليه”
-”يوصل الله يسلمك”
وعاد مازن ليخرج فلمحني لاازال أقف..فكأنه انتبه إلى شيء وعاد ليجلس على إحدى عتبات الدرج
تصرفه الغريب دفعني الى سؤاله:
-”وش فيك؟”
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك