رواية زمجرة رعود -6
انتبهت لصوت عادل القلق : ريمان..ما لذي يحدث...؟؟؟
نظرت للخلف فرأيته واقف والجميع خلفه وينظرون لي بتوتّر...
أبعدتهم عنّي وخرجتُ مسرعة وأنا أردد : جريمة قتل......جريمة قتل..!!
عادل خلفي : ريمان انتظري....أخبريني..ما....
لم أسمع ما قاله لأنني قد وصلت لغرفة مهند.....وو اقتحمت الغرفة بقوة من دون سابق إنذار..!!!!
.
.
.
تجمّدت في مكاني وأنا أراه..
ينفّذ جريمته أمامي..!!!!!
..
لم يستطع أن يبدي أي ردّة سوى الصدمة..!
سمعت صوت سوزان خلفي : ريمان...أخبريني ما لذي يحدث..!!!!!! لمـ........" شهقت بقوة " مـ..ـا.......ما هـــــــــــــذا..!!!!!! ما لذي يحدث....!
صرخت عبير بخفّة : أخــــــــــي مهنــــــــد..!!!!!!!
سُعاد بصدمة : يا إلهي..!! ماذا يعني هذا..!!!
أصيب الجميع بصدمة عندما عرفوا هويّة القاتل..!
اتجهت عبير مسرعة ناحية أخيها وهي تصرخ باكية : أيتها الحقير....المجرمة..المتوحشة...ما لذي فعلتِه لأخـــــــــــي..!!!!!
هزّت أخاها الذي تحاول لون وجهه إلى الأزرق...
عبير باكية : مهنــد...مهند .....!!!!!
تقدم عادل بسرعة ناحية مهنّد.....و رفع رأسه بيديه....
تكلم بسرعة : إنه يختنق..!!!
ضربه بخفه على ظهره ليُخرجَ الشيء العالق في حلقه....ولكنه لم يخرج....
تعاون هو وعبير...وبعد محاولات عديدة...خرج أخيراً مكعب ثلج صغير...!!
واستطاع بعدها مهنّد التنفس....
نظر الجميع إلى مكعب الثلج بذهول....!
,
تقدّمت سوزان منها ببطىء........أمسكتها من كتفيها وهزّتها غير مصدقة : هذا ليس صحيحاً.....ليس صحيحـــــــــاًً.." صرخت وهي تهّزها بعنف " أليسَ كذلك..؟؟؟ ر...روبــــي أخبريني أن ما رأيته ليس صحيحاً.....و سأصدقك..!!
روبي لم تكن تستمع أو تنظر إليها.......!
فقد كانت عينيها معلقّة على شخص محدد.................وليــــد..!!
ابتعدت سوزان عنها وهي توشك على البكاء......أدركت أن ما رأته هو الحقيقة.! وأن قاتل جدتها و الخادمة ما كان إلا روبــــــــــــــــي..!!!!!
انتبهنا جميعاً إلى وليد الذي تقدّم بشكل آلي نحوها...
وقف أمامها...وتبادلا نظرات غامضة.........وما هي إلا لحظات حتى أخذها بين أحضانه..
أغمض عينيه بقوة..وقد كست ملامحه....... الندم الشديــــــــــــد..!
همس لها بألم أحسستُ انه يمّزق روحَه : مـــا كان عليكِ فعل ذلك..!! ما كان عليكِ فعل ذلك ....حبيبتـــــــــــي..!!
تشبّثت روبي فيه....
و أخيراً سقط قناعها المزيّف....وارتفع صوت نحيبها لنسمعه جميعاً..
ولكن هذه المرة لم يكن مزيفاً.........!
//
بعد ساعة تقريباً....
وصلت الشرطة وقبضت على روبي....
وقبل أن يرحلوا...
سألني وليد بحزن : كيف علمتِ أنها هي..؟
رفعت روبي رأسها لتنظر إليّ بعينيها الوارمتين..
قلت لها : أتريدين معرفة ذلك أيضاً..؟
لم تُجبني..
نظرتُ إلى المفتش : سيدي المفتش...هل تسمحون لي بأن أقدّم لكم شرحاً مفصّلا عن الجريمتين قبل أن ترحلوا....؟
//
توجّه الجميع لغرفة الجلوس....وبعدما استقرّ كل واحد في مكانه....توجّهت جميع الأنظار نحوي..
نظرت إليهم بثقة وبدأت بكشف الحقائق لهم
: في البداية...الجميع يعلم أن وليد قد طلب الزاوج من روبي..ولكن السيدة المتوفية رفضت ذلك....وعوضاً عن ذلك..أرادت السيدة أن تتزوج روبي من مهند.... ولأن السيدة كانت تسيطر على روبي بشكل كامل حتى في اتخاذ قراراتها الشخصية.....كان ذلك دافعا لتقتلها روبي وتتخلص من تسلطها..
لقد خططت روبي لتنفيذ الجريمة منذ مدة..وعندما أتت إلى هُنا...انتهزت فرصة انعزالنا عن العالم بسبب العاصفة..وقامت بتنفيذ الجريمة...
وكان هذا في الوقت الذي خصصناه للاستراحة..عندما استأذنت لتذهب لتفقّد الجدة....مع العلم أن السيدة لا تُحب أن يأتيها أحد في وقت راحتها..!!
عندما دخلت عليها روبي..أعطتها حبوب منومة..وبينما يسري المفعول على جدتها..ذهبت لتحضر مكعبات الثلج من المطبخ..
ولأنها كانت في عجلة من أمرها...لم يكن لديها الوقت الكافي لتتعارك مع المكعبات لتخرجها من القالب..!
فقامت بضرب القالب على الأرض..وأخذت الثلج المتساقط..
وبعد أن أعادت القالب إلى مكانه..عادت إلى حيث السيدة...
وقامت بحشو المكعبات في فمها...ولم تستطع السيدة المقاومة لأنها كانت تحت تأثير المخدّر..
وبعدها عادت إلى حيث الجميع....
ثم استأذنت مرة أخرى لتفقّد جدتها...أو بالأحرى لتتأكد من أن كل شيء جرى كما خططت له..
وعندما تأكدت من أن السيدة قد ماتت...
فتحت النافذة وتخلّصت من جميع الأدلة....ولم تغلقها ولذلك لأخذ احتياطاتها إذا ما كشف أن السيدة ماتت بفعل جريمة....و بذلك سيشتبه مهنّد على الفور..!
بعد ذلك وضعت الزنبقة السوداء بين يدي جدتها ليبدوا الأمر أنها قد انتحرت..
وبعدها جلست على الأرض ومثّلت دور المصدومة..!
ولكن هناك ما لفت انتباهي عندما حضرت إلى الغرفة..وعلم الجميع بموت السيدة..
اقتربت من روبي وأمسكت كفيها...لأفاجئ بهما كالصقيــــــــع..!
ولكنها لعبت دور المصدومة باحتراف..حتى عندما عَلمت أننا اكتشفنا الجريمة..!
ولم يكن هنالك شاهد سوى خادمة السيدة صوفي...
وقبل أن تخبرني الخادمة عن هوية القاتل...تفاجأت بها ميتة في صباح اليوم التالي..
وقد ماتت بنفس الطريقة التي ماتت بها السيدة..
بحثت أنا وعادل عن أداة القتل ولكننا لم نستطع التعرف عليها...
ومن خلال الاستجواب..عَرفت أن الأداة ما كانت إلى مكعب ثلج..!
في بادئ الأمر شككت في عبير....ولكني لم أجد أي دليل ضدها...
وبعدها شككت في وليد حتى كدتُ أجزم أنه هو...
لو أنني انتبهت لنقطة مكعب الثلج...وتذكرت يديّ روبي التي كانت كالصقيع..!
وبعدها الزنبقة السوداء..!!
الزنبقة السوداء التي كانت تُرسلها للسيدة منذ مُدة..وكانت كرسالة تهديد لها..ربما لم تعرف السيدّة المرسل بالتحديد....أهي روبي...أم وليد..؟ ولكنها تعلم انه واحد منهما بالتأكيد...وهذا بسبب ما تعنيه الأزهار..!
الزنبقة السوداء تعني الحُب البَائس..وهذا يمثّل حالة وليد و روبي..
لم يكن لديّ دليلاً قاطعاً سوى أن استدرجها بالحديث و أوقعها في الفخ....
ولكنني وفي وقت شبه متأخراً أدركتُ أن أهدافها لن تتحقق كاملة بوجود مهنّد..!
لم تكن متأكدة تماماً من أنه سيُقبض عليه...لذلك فضّلت أن تقتله وترتاح منه للأبد...
ولكن في الوقت المناسب أحبطنا الجريمة التي كادت أن تقع...!
،
بعدما أنهيت حديثي...بكت روبي بشدة....وقالت بصوت باكي : لم تكن تحبني أبداً....لقد عشتُ معها في جحيم..!!! لم يكن يهمّها سوى العائلة..و سمعة العائلة ...وكل شيء يخص العائلة...والمجتمع الراقي..لقد حرمتني من الاستمتاع من أبسط الأشياء....ومنعتني من الزواج من وليد و ذلك لأنه فقير...كانت تعتقد أنه أقل من مستواها بكثيـــــر لكي يتزوج من فتاة تحمل اسم عائلتها..! وعندما أجبرتني على الزواج من مهنّد...لم أستطع التحمّل....فقررت أن أقتلها..وخططت لذلك منذ مدة.....وعندما قتلتها...رأيت نفسي و أنا أقتل الخادمة...!!! وبعدها أحاول قتل مهنّد.......لكني.. حقاً لم أكن أريد قتلهما..!! كنت أريد فقط أن أحصل على الحرية....الحرية التي لطالما تمنيتها.....ولم أتوقّع أبداً أن تُكتشف جريمتي..!!
غطّت وجهها بكفيها وبكت بندم....! لأنها تعلم أنها بيديها نقلت نفسها من سجن روحاني إلى سجن جسدي...!
قلت بلا شعور وأنا أنظر إلى وليد : ما من إثمٍ إلاّ وسيبدو ، مهما احتجب ، ولو خبّأته الدنيا بأجمعها عن أعين الناس...." ابتسمت بهدوء " هذا ما قاله هاملت في رواية شكسبير..!
//
تساندت على باب الكوخ و أنا أنظر إلى وليد وهو يودّع روبي بنظراته...
قادها الضابط نحو الطائرة المروحية...
في الحقيقة لقد تألمت عندما علمت أن القاتل هو واحد من هؤلاء الستة...و تألمت أكثر عندما علمتُ أنها هي نفسها زميلتي روبي..!
لكن في النهاية..لم يكن عليّ سوى أن أكشف المجرم وأسّلمه للعدالة..
نظر إليّ المفتش وهو مبتسم : لقد أثبتِ جدارتكِ أيتها المحققة ..! تستحقين كل الشكر على ذلك.." صافح المفتش مهنّد " وأنت أيضاً أيها الطبيب..! وو " نظر إلى ساعته "...حسناً لا تنسيا أراكما فيما بعد في المركز..!
ودّعه عادل...و أنا عُدت ببصري نحو وليد و روبي..
بعدما ركبت روبي الطائرة..وصعد خلفها المفتّش...
صرخ وليد : سأنتظـــــــــــرك......روبي....سأنتظركِ إلى أن تعودي...!!!!
،
ابتسمت بحزن على منظرهما...
هل هذا هو الوفاء الحقيقي...؟
قتلت لأجله..! و سينتظر طويلاً لأجلها..!
ولكن في النهاية هي ارتكبت خطأ لا يغتفر أبداً....
وكلاهما سيُعاقب عليه...هي لأنها قتلت..وهو لأنه تستّر على جريمتها....!
//
عدّلت من وضعية البرواز على الجدار وأنا ابتسم بفخر..!
شهادة تقدير لأول قضية أحلّها..!
" تنهّدت براحة " لـ كم هو ممتع عالم الغموض والألغاز...!
،
التفت لـلوراء بسرعة عندما سمعت عادل يضحك...؟
عادل وهو يعدّل ياقته : للمرة المليون تعدّلين في هذا البرواز وتبتسمين أمامه..و.....
قاطعته : وأضحك مع نفسي وأغرق في أحلامي وتخيلاتي......هذا ما ستقوله كالعادة..
ضحك عادل
نظرت إليه بغرور : ليكُن في علمك...لقد حللتُ قضية صعبة و هذا قبل أن أتخرج من الجامعة...هه..فـ ما بالك عندما أتخرج...؟
عادل باستهزاء : لن تبقى مساحة فارغة في الجدار..
رفعت حاجبيّ وضحكت : بالضبط..!
نظر عادل إلى ساعته : هيّا آنسـ....
قاطعته و أنا أرفع سبابتي لأصحح كلمته : محققة لو سمحت..
قرصني على خدّي بخفة : آسف....إحم...هيّآ أيتها المحققة سنتأخر إن لم تتركِ تخيلاتكِ الآن...!
خرجنا من المنزل سوية..واتجهت إلى حيث يمكنني أن أرسم طموحاتي وأعلقها على الجدار بجانب ذلك البرواز...!
،
النهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاية
،
) نهــــــــــــــــاية الزمجـــــــــــــرة الثــــــــــــــــامنة (
7- 11 - 2011
لمســــة بـــــرآءة
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك