رواية زمجرة رعود -2
سوزان للجدّة : جدتــــي...هذه هي ريمان صديقتي التي أخبرتكِ عنها..
الجدّة بجمود : المحققة..؟
ابتسمت ريمان ولم يفُتها جمود الجدّة : كلا لستُ محققة.. فأنا لا زلتُ في مقاعد الدراسة..
لم تعلّق الجدّة...بل اكتفت بالنظر إلى ريمان...
ارتبكت ريمان من نظراتها...فـ صرفت نظرها إلى عادل المندمج بالحديث مع الشابّين..
انتبهت روبي لنظرات جدتها فقالت لـريمان : اووه ريمان..! هههه هل اربكتكِ نظراتها..! يبدو أنّها أُعجبت بكِ..
عَبير : نعم..يبدو أن جدتي معجبة حقاً بها..!
ريمان : حقاً.؟ لا أعلم لما تخيّلت أنها غاضبة منّي..أو ليست مرتاحة لوجودي..
سوزان : هههه روُبـــي يجب أن تخبريها عن طباع جدتي لكي لا تتفاجىء فيما بعد !
روبي : هههه هذا صحيح...لا تقلقِ ِ فـ هي هكذا دائماً.....عصبية المزاج وصعبة الإرضاء..
سوزان : الأغلبية لا يختلطون بها كثيراً بسبب حدّة أسلوبها ..إلا من يكسب قلبها..فـ سيرى مدى حنانها..
لم تعلّق ريمان..واكتفت بتأمّل العجوز..
الهرم واضح فيها..رغم ذلك فـهي تظهر الهيبة التي تهزّ من حولها ..
شامخة الرأس رغم انحناء ظهرها..وعين ثاقبة بإطار تجاعيد الزمن..!
،
شعرت ريمان بالراحة عندما رأت عادل يضحك مع ( وليد )..
وسرعان ما اندمجت هي بحماس مع روبي وسوزان وعبير..
..
وبعد تلك الأمسية الممتعة للجميع..
توجّه الجميع إلى غرفهم..على أن يلتقوا في الصباح للذهاب إلى رحلة استكشاف بين الجبال..
،
ريمان لـ عادل : هل قضيت وقتاً ممتعاً.؟
عادل بابتسامة : نعم.! لقد استمتعت كثيراً بالحديث مع وليد ومهنّد...وبالأخص وليد..فـ نحن نتّفق في العديد من الآراء..هههه بعكس مهنّد..
ابتسمت له ريمان..
أكمل عادل بحماسة : اسمعي ..غداً في رحلة الاستكشاف لن تري وجهي...فأنا سأكون برفقتهما..
رفعت حاجبيها بتعجّب : من الذي قال أنه لن يتركني أبداً بعيدة عن ناظريه..؟
ضحك عادل بخفّة..ووضع رأسه على الوسادة : حسناً لقد غيرت خططي الآن.!...سأكون مع وليد ومهنّد طوال اليوم ....." أغمض عينيه " عزيزتي هلاّ أطفأتِ النور..؟
..
أطفأت النور ووضعت رأسها على الوسادة وهي تشعر بالراحة..
كانت قلقة من أن عادل لن يتأقلم هنا..ولكنه تأقلم بسرعة..
أغمضت عينيها ... و نامت وهي تفكّر في رحلة الغد المشوّقة..!
//
في الصباح الباكر وبعد أن تناول الجميع وجبة الفطور..
انطلقوا لرحلة الاستكشاف بين الجبال..
..
سوزان : حسناً...الآن سننقسم إلى فريقين..فريق للشبّان وفريق للفتيات....و سنجري مسابقة من يصل أولاً إلى الوادي الأخضر في الأسفل..!
وليد بتعجّب : إلى الوادي..! إذاً لن نعود نحن إلا على الغروب..؟
سوزان : هذا صحيح..سنقضي اليوم بكامله في الأسفل..
روبي بمرح : سيكون ذلك ممتعاً..!
عبير : هذه أول مرة آتي بها إلى هنا..ومنذ أن رأيت الوادي وأنا أتحرّق شوقاً للنزول إليه..
مهنّد : صحيح..! إنّه مكان خيالي..
سوزان تصفّق لتنبيههم: هيّــــــا إذن خذوا حذركم ووو......لننطلق..!
..
وبعد قضاء يوم طويــــــــــل وممتع في التسلّق بين جبال الخيّال..
والتمتّع بالمناظر الخلاّبة..والاستمتاع بالصيّد والتخييم في الوادي الأخضر..
.
عاد الجميع إلى الكوخ منهكين من التعب..بعد هذه الرحلة الرائعة..
وبعد تناول العشاء..
تفرّق الجميع ..
عبير ومهنّد ذهبا للجلوس مع الجدّة..
وليد و ريمان وعادل توجّهوا إلى غرفهم ..
سوزان و رُوبي .. يحضّران التجهيزات من أجل خطط الغد..
،
بعد أن اطفأت النور...استلقت على السرير..وهي تفكّر في انطباعاتها عن الجميع..
..
روبــي...لا تزالُ كما عرفتها....مرحة , جذّابة , ولا يزال فيها قليل من الغرور..
عَبير..طيّبة..شفافة..هادئة..
مهنّد...مغرور..واثق..ويحب لفت الانتباه..
وليـد..هادئ..يحب مناقشة الآراء..كما انّه مرح..
الجدّة.....مُخيفة..!
أصابتها قشعريرة عندما تذكّرت العينان الرماديتين التي تحيطاهما التجاعيد..تنظر إليها..
تمتمت : إنها حقاً مخيفة..!
عادل وهو مغمض عينيه : من هي..؟
ريمان : الجدّة..!
عادل : ما بِها..؟
أغمضت عينيها : نظرتها تُخيفني..!
ضحك بخفّه : تُخيفك.!
لا تعلم بالتحديد لماذا تفكّر بها..؟ ولما نظرتها علقت فـي ذهنها..!
دائم تقول أن للعجائز نفس النظرة و التفكير و الطباع..
لكن هذه مختلفة......نعم مُختلفة...إنّها غـــــــامضة...!
،
( نهـــــاية الزمجـــــــرة الثــــــــانية )
( الزمجَــــــرة الثــالثة : حالة وفاة غامضة )
،
" ريمـــــان "
اجتمعنا سويّة على مائدة الغداء نتبادل الأحاديث والضحك..
طوال فترة جلوسي و أنا أبعِد نظري عن العجوز المخيفة..!
حقاً لا أعلم لما تنظر إلىّ هكذا..؟
هل فعلت شيء مُشين..؟ أووه..كلا..فأنا للآن لم أفعل شي بعد..!
قاطعت أفكاري ..عبير وهي تضحك : ريمان ..هل حقاً فعلتِ هذا بِـسُوزان..!
ابتسمت و أنا انظر إلى سُوزان : ما الذي قلتيه لها..؟
سوزان : عندما فعلتِ فعلتكِ المشينة في الثانوية..وألقيتها عليّ...!
قوّست حاجبي محاولة للتذكّر : أي فعلة ..؟ فـ ملفي مليء بالأفعال..
ضحكت روبي : وبالتأكيد الأفعال السوداء..!
سوزان بطرف عينها : عندما أحضرتِ ذلك العنكبوت اللُعبة..و جعلتِني أضعَه على كُرسي المعلمة..وبعد أن علمت المعلمة غضبت..وعندما سألت من التي أحضرت ذلك العنكبوت ألبستِني التهمة على الفور..!
ضحكت بقوة على هذه الذكرى..
وليد بابتسامة : إن ملامحك لا تُوحي بأنكِ شريرة..!
رُوبي : آووه وليد...إنها داهية حقاً..!
سوزان : وهذا ما كان يغيظُني ..! أن الجميع كان يُصدقها هي بسبب ملامحها البريئة..!
،
وبعد تلك الذكريات الجميلة انتهينا من وجبة الغداء..
اتجهنا إلى غُرفة الجلوس لتناول الشاي..
سوزان تعرض مخططنا لهذا اليوم : بعد العصر سنخرج جميعاً إلى الخارج..و سأقيم بعض المسابقات الممتعة..
مهنّد : هذا جيّد..أحبّ أن أستغل كل دقيقة فـي هذا المكان..
..
عبير بفضول لـ عادل : دكتور عادل..كيف هي مهنتك كـطبيب شرعي..؟ أليست مخيفة بعض الشيء..؟
انتبهت للعجوز تلتفت لـ عادل وتنظر إليه بتفحّص..
ابتسم عادل : أمممم...حسناُ صحيح أنها رهيبة ومُخيفة في بداية الأمر..لكنها في نفس الوقت مثيرة و ليست مملة....!
رفعت سوزان حاجبيها : أين الإثارة في الأمر.؟
نظر إليها : المثير هو البحث عن الحقيقة..!
روبي : لكنها تبقى مهنة مخيفة..!
هزّ عادل رأسه بتفهّم...
سألتُ عبير : في أي سنة أنتي الآن في الجامعة.؟ و في أي تخصص..؟
عبير : في سنتي الأولى..تخصص مصممة أزياء..
سوزان : إنه تخصص يناسبها كثيراً..فـلديها ذوق رفيع.!
نظرتُ إلى وليد الهادئ وسألته : وأنت يا أستاذ وليد...ماذا تعمل.؟
ابتسم بهدوء : أعمل مُهندس طيران..
ابتسمت بإعجاب : رائع.! أعتقد أنه عمل ممتع..! " نظرت إلى مهنّد " و أنت يا أستاذ مهنّد..؟
مهنّد بشيء من الغرور : لقدر تخرجتُ قبل سنتين بشهادة بكالوريوس تخصص إدارة أعمل..و الآن أدرس الماجستير..وقريباً سأتخرج..!
ريمان : جميل جداً.!
تكلمّت العجوز: أسرع وأنهي دراستك..فأمامكَ الكثير من الأشياء التي يجب عليَك فعلها..
ابتسمت سُعاد صديقة العجوز : هذا صحيح..! نُريد أن نفرح بكما بأقرب وقت..
مهنّد : أووه جدّتي..!!! هل تقصدين عقد قراني مع روبي..؟ لقد أخبرتكِ مسبقاً أنني أريد ذلك قبل تخرجي..
تفاجأت..!
نظرت إلى روبي..وقلت لها : عقد قران...؟؟؟!
ابتسمت لي ولم تعلّق..!
سوزان : نعم..روبي ومهنّد مخطوبان..
ابتسمت بفرح لـ روبي : مبروك رُوبي..! مبروك مهنّد..! لمَ لم تخبريني من قبل..؟؟
روبي : لأننا لم نعلن ذلك رسمياً بعد..!
اقتربت من أذنها وهمست ضاحكة : هل هو ذلك الشخص..؟
همست باستغراب : أي شخص.؟
همست : لا تتظاهرين بعدم المعرفة....! الشخص الذي أخبرتِني عنه في أيام الثانوية..
نظرت إلىّ بدهشة : لا أذكر أنني أخبرتُكِ عنه..!!
ضحكت بخفه : بلا..لقد أخبرتِني عنه..
همست : كلا ليس هو..
رفعتُ حاجبيّ باستغراب : لماذا..؟ ألم تحبيه بشدّة وكنتما مخططان للزواج..!
هزّت كتفيها بلا مبالاة : كان حُب مراهقة ليس إلاّ....! أممم..وأيضاً جدتي رفضته لأنه ليس من طبقتنا..
قوّست حاجبيّ باستنكار ولم أعلّق...
..
بعدما انتهيت من شُرب الشاي..خرجت إلى الشرفة لاستنشق الهواء..
نظرت إلى السماء الملبّدة بالغيوم..!
ستمطر.؟
أتمنى ذلك..فأنا أحب الأجواء الماطرة..!
..
انتبهت لحديقة الزهور التي أمامي ..
وااه.! إنها حقاً جميلة..!
: هل أعجبتكِ...؟
التفت بسرعة إلى الخلف..إنها العجوز..!
ابتسمت بهدوء لها : نعم...إنها جميلة..!
اقتربت العجوز ونظرت إلى الحديقة...
سألتني : هل تعرفين ما اسم هذه الزهور..؟
اسمها.؟
قلت : كلا..! فأنا لا أعرف شيئاً عن الزهور و أنواعها..
العجوز : إنها زهور الزنبق..
أومأت رأسي بتفهم و أنا أنظر إلى الزهور الملوّنة..
العجوز : كل لون تحمله هذه الزهور له معنى خاص..
معنى.؟
العجوز : هل سبق و أن رأيتِ زهور سوداء.؟
نظرت إليها بدهشة.. سوداء..؟ لم يسبق لي أن رأيت أو سمعت عن زهور سوداء.!
سألتها بتعجّب : سوداء.؟
أومأت بإيجاب : نعم..!
قلت : كلا..! زهور سوداء...لا أظنّ أنها موجودة في الأرض..
قالت بغموض : إذا كانت موجودة....ماذا ستعني لكِ هذه الزهور السوداء.؟
قوّست حاجبي : عفواً..؟
سألتني سؤال آخر : ما لذي تعنيه الزهور الحمراء.؟
أجبت : أعتقد...الحُب..
العجوز : والبيضاء.؟
قلت : الصفاء..النقاء..الطيبة..
العجوز بغموض : والسوداء..؟
صمتُ لـدقائق..
زهور سوداء..؟
الزهور لا تكون سوداء إلا عندما تموت..!
قلت بتردد : الحقد..الكره......وو.....الموت..؟
تعلّقت عيني بعينيها الرماديتين المخيفتين..!
شعرت بالظلام يحيطني..وبـصوت الريح يرعبني...!
..
أبعدتُ نظري بتهّرب عنها عندما سمعت صوت سوزان..
سوزان باستياء : لااا..!! يبدو أنها ستُمطر..!
روبي : لا أحب أجواء الجبال المتقلّبة..!
نظرت إليهم..
مهنّد : يبدو أننا سنقضي اليوم في الداخل..
سوزان : يا للأسف..!
عبير بمرح : لا بأس..سنحاول خلق جو ممتع في الداخل..!
روبي : هيّا بنا للداخل..فالطقس أصبح سيئاً..
توجّه الجميع إلى الداخل..وبقيت أنا أتأمل أزهار الزنبق..!
زهرة سوداء.؟
ما لذي كانت تقصده تلك العجوز بالحديث عن الزهور.؟
..
انتبهت لعادل يطوّقني بذراعه..
ابتسمت له بهدوء..
عادل : ما الذي يشغل بال حبيبتي.؟
سألته بشرود : ما لذي تعنيه لك الزهور السوداء.؟
نظر إليّ بتعجّب...!
وبعد دقائق أجاب : نهاية حياة..!
استنشقت بعمق...وبعدها توجّهت للداخل..ولحقني عادل..
وطوال فترة جلوسي و أنا أفكّر في العجوز....قلبي ليس مطمئن..
أعتقد أنها تخفي شيئاً..!
..
بعد انتهائنا من وجبة العشاء..
جلسنا جميعاً نتبادل الحديث عدا العجوز و سُعاد اللتان ذهبتا لغرفتيهما للراحة..
،
سوزان قسمتنا إلى مجموعتين..
لكنني انسحبت بسبب عدم رغبتي في المشاركة..
فـ فضلت المراقبة فقط...
..
طرحت سوزان عليهم أسئلة ثقافية..
كان الوضع مملاً في البداية لعدم معرفة بعضهم للإجابة..وخاصة مهنّد و روبي..!
ولكن سرعان ما تبّدل الوضع وأصبح مثيراً عندما قرر عادل وسوزان منافسة بعضهما البعض..!
لقد أصبحت المنافسة تحدّي بينهما..!
راقبنا الوضع بحماس ..وتشوّق لمعرفة الفائز في هذا التحدّي..
لم أتوّقع أن لـ سوزان هذه الثقافة الواسعة..!
..
مُهنّد بحماس : إذاً كم النتيجة الآن..؟
عبير : لا أعلم..
روبي : ولا أنا أعلم..
وليد يحاول التذكّر : أعتقد أن عادل متقدّم على سوزان بثلاث نقاط..
وضعت سوزان يديها على خصرها: ماذا..؟؟؟ لا تعلمون كم هي النتيجة بالضبط..؟
ضحكتُ بخفة وقلت : كنّا نركّز على إجابتكما وليس ع النتيجة..
سوزان باحتجاج : الآن كيف سنعلم من الفائز.؟
وقفت وقلت لها : حسناُ سنطرح خمسة أسئلة أخرى..وسنقرر من الفائز.......سأذهب لأحضر ورقة وقلم..
مهنّد : وسنأخذ نحن فاصل قصير.." وقف " سأخرج للشرفة..لأرى المطر..
وليد : و أنا سأحضّر الشاي..
عبير : و أنا سأجّهز الفلم الذي سنشاهده اللّيلة..
روبي : وأنا سأتفقّد جدتي..ربما تحتاجني في شيء..
سوزان : حسناً...لديكم عشر دقائق فقط..!
..
تركتهم وتوجّهت للغرفة....
أخرجت من حقيبتي دفتر صغير وقلم..
..
وقبل أن أخرج...جذبني صوت قطرات المطر التي تضرب بشدة على النافذة..
اقتربت منها..
سبحان الله..إنه ينزل بغزارة..!
اللهم صيّبا نافعاً..
..
مكثت حوالي عشر دقائق أتأمل المطر...
أوو..لقد تأخرت عليهم..
أسرعت بالخروج من الغرفة...
التقيت بـعبير في الممر..
ابتسمت لي : جهّزت فلم الليلة..متأكدة من انه سيعجبكم..
بادلتها الابتسامة..
دخلنا غرفة الجلوس..ولم أرى سوى عادل..
قلت له : أين البقية.؟
عادل: لم يأتوا بعد......" نظر خلفي " ها هو ذا وليد.....وأيضاً سوزان..
جلستُ بجانبه : بقي مهنّد وروبي..!
..
انتظرناهما عشر دقائق أخرى..
..
دخلت روبي : أوو ..آسفة على التأخير..جدّتي لم تستطع النوم فاضطررت لإعطائها منّوم..
سوزان : وهل نامت..؟
جلستْ روبي بجانب سوزان وقالت: كلا ليس بعد....." أكملت بحماس " هيّا أكملوا التحدّي..
عادل : نحن ننتظر مهنّد..
روبي : ألم يأتي بـعـ........حسناً ها هو ذاا...
دخل مهنّد و خصلات شعره مبللة بالماء..
مهنّد : لقد تبللت بالمطر..سأذهب لأغيّر ملابسي وسأعود .....انتظروني ..
وخرج...
وبعد دقائق عاد وقد بدّل ملابسه..
و عُدنا للتحدّي بين عادل و وسوزان...
وفي النهاية..هههه فاز عادل على سوزان بفارق نقطة واحدة..!
لم أستطع كبح ضحكاتي عندما رأيت نظرات العداء بينهما..!
لن يتغيرا أبداً..!
عبير: هيا بنا الآن....لنشاهد الفلم سوياً..
سوزان بحماس : ما نوع الفلم الذي حضّرته لنا.؟
عبير : مع هذه الأجواء..سيكون المناسب بالتأكيد فلم رُعب..
روبي : وااه...رآآآئع...! هيّا بنا لنشاهده...!
سوزان : أوووه...أنا لا أحب الأفلام المخيفة..!
عادل بسخرية : تعترفين من أنكِ تخافين..!
سوزان نظرت إليه بازدراء : لم أقل أنني أخافها....! ولكنني أعتقد أنها مملة..
رفع عادل حاجبيه بتعجّب..!
وقفت روبي : سأذهب لأرى جدتي إذا ما زالت مستيقظة..أما انتم فاذهبوا جميعاً إلى غرفة التلفاز..
وبعد أن ذهبت روبي...
انتقلنا جميعاً إلى الغرفة المجاورة..والمظلمة عدا من ضوء التلفاز..
كانت عبير قد جهّزت المشروبات والفُشار والوجبات الخفيفة..
أحسسنا بجو سينمائي مثير..
جلستُ على الأريكة وجلسَت بجانبي سوزان..
عبير : هيا...اجلسوا على مقاعدكم..سيبدأ الفلم الآن..!
وليد : انتظري روبي..
..
انتظرنا روبي لعدّة دقائق...ولم تأتي..
غيابها طالَ لـ ربع ساعة..!
أين هي.؟
سوزان : سأذهب لأرى أين هي...
وقفت معها : سآتي معكِ..
توجّهنا لغرفة العجوز...بالتأكيد ستكون روبي هناك..
عندما اقتربنا من الغرفة...لمحت الباب مفتوح...ولكن الغرفة مظلمة...
وقفنا أمام الغرفة...
همست سوزان : روبي..؟ روبي هل أنتي هنا...؟
لم نسمع سوى صوت المطر الواضح..!
النافذة..؟ مفتوحة..؟؟؟
تقدّمت سوزان للداخل ببطىء...
وقبل أن تُضيء النور..صرخت عندما سمعت صوت الرعد العالي..
أضاء الغرفة البرق...
قوّست حاجبي عندما لمحت شيء ساكن في وسط الغرفة..
قلت لسوزان : أضيئي النور الـ...
قاطعني صوت الرعد ........
تمكنّت من معرفة الشيء القابع على الأرض..من خلال ضوء البرق...
إنها روبي..!!!!!!!!
همست : روبــــــــي..!!
،
زمجَــــــــــرة رعد أخرى أشعرتني بالقشعريرة...
ضوء البرق سُّلط على الســــرير..
العجوز..؟
اقتربت ببطيء ناحية السرير...
قلبي بدأ بالعدو سريعاً..
وضعت يدي عليه لأخفف من دقاته المتسارعة...
ازدريت ريقي وقلت لسوزان : أضيئي النور يا سوزان..!!!
سوزان بخوف : أنا خائفة..!! ريماااان أغلقي النافذة...
زمجــــر الرعد بقوة وسلّط نور برقه على الجسد الملقى على السرير..
أطلقت شهقة خفيفة..!!!
العجــوز..!!!
تراجعت للخلف..وصورتها لازالت ثابته أمامي...
مستلقية...عينها جاحظة للسماء..
وو
ممسكة بـ زهـــرة ســوداء..!!!!
لقـــد...............................!
،
( نهايـــــــــة الزمجـــــــرة الثالثـــــــة )
( الزَمجــــــــرة الـــرابعة : جَريمَة قتـْـل.؟ )
،
نظرت إليها بصدمة..! مالذي رأيته للتو..؟
أضاءت سوزان المصباح..
لـتتوقف الصورة على وجه العجوز المزرقّ..وعيناها الجاحظتين الداميتين...و فاها المفتوح....
ولـ يتّضح لي أخيراً..أن روحها قد فارقت هذا الجسد المتهالك..!
سوزان بهمس : ريمان.؟......روبــي..؟ ما بكما..؟؟؟
أحسست بها تقترب مني..
كنت أود أن أمنع سوزان من النظر إليها...لكن جسدي خانني...ولم أستطع الحراك..!
..
و ما هي إلا ثواني..حتى أهتزّ المكان بصراخها..
فقد رأت الشيء القابع على السرير..
..
وفي أقل من دقيقة..تواجد الجميع في الغرفة..
تشبثت فيني سوازن برعب..صرخت في وجهي : جدّتي...جدّتي..ما بها..!!!! ريمان تكلّمي.!!
لم أجب عليها..لانّ عيناي معلقتان على تلك الزنبقة السوداء التي تمسكها العجوز..
عادل بقلق : ريمان..ما الذي حدث..!!!
وليد : روبي.؟ روبـــي..!!!
انتبهت لـ روبي الجالسة على الأرض بسكون..!
اقترب منها وليد وجلس على الأرض مقابلها..
توقعّت أن تكون هي الأخرى ميته..
أرعبني منظرها.!
وجهها شاحب..وعينيها ممتلئتان بالرعب..
اقترب عادل من الجثّة الهامدة..
أمسك معصمها..أغمضتُ عيني ..سيعلن الآن خبر وفاتها لهم..!
عادل بأسف: فارقت الحياة.!
ثواني حتى يستوعب الجميع جملته الأخيرة..
وو
بعدها انطلقت صرخات عبير وسوزان......وبدأتا بالنواح..!
فتحت عيني لأنظر لهم بحزن..
سوزان بدأت تفقد أعصابها..
اقتربت من عادل منهارة..
شدّت قميصه بعنف..
سوزان تصرخ باكية : ماتت..؟؟ حقاً جدتي ماتت..!!
اقتربتُ منها..ووضعت يدي على كتفها..
نظرت إليّ..وبعدها..وضعت رأسها على كتفي و انفجرت باكية...
مسحت على رأسها بمواساة..
..
مهنّد بعدم تصديق : جدتــي..؟ توفيّت..!
اقترب من الجثة الهامدة...
مهنّد باستنكار : مستحيل..! لقد كانت معنا قبل ساعات..!!!! لقـــ..ــد..
انقطع صوته..عندما وقف أمام الجثّة ..
ركع أمامها..خائر القوى..
شدّ على غطاء السرير..
أخفض رأسه وبدأت أنفاسه تتسارع..
يبدو أنه على وشك البكاء..
آلمني منظره المنكسر..!
أشار لي عادل أن أخرج سوزان والبقية..
..
اصطحبت سوزان وعبير لخارج الغرفة..
وعُدت لـ روبي التي لا تزال تحت تأثير الصدمة..
وقف وليد بعدما أطلق تنهيدة حزن..وخرج..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك