بارت من

رواية سيدة الحرية -23

رواية سيدة الحرية - غرام

رواية سيدة الحرية -23

وحينما اصبحت كذلك تتجاهلني مطلقاً، وتجلعني اطلبك مواصلة ذلك رغم كل مايقلقني
لأن سكوتك قد يكون افضل من صراخك لأهتم، فانا قد لا اهتم!
أمطر علي اللامبالاة فأنا لا أعدك بأن يثمر شيء!
لو تعلم، لا ينمو لي شيء مهما سقيت، هذا ماعلمته في طفولتي، مذ بدأت ببذر القطن، سقيته كما فعل الجميع الا ان نبتتي وحدها لم تنمو
تلك اللحظة،ولو تعلم! منذ ذلك الحين،وانا اثق ان لاشيء افعله ينمو
تماماً كما أعي الآن لم تكن بذور الحرية التي جمعتها صالحة للنبات!
أمطر اللامبالاة أكثر أغرقني فقد افقد اهتمامي حقا عندما اغرق!
.-.
.-.
.-.
.-.
.-.
المساء الذي سيكون اليوم كان عادياً لولا انني كسرت كوب،ولولا ان عمر قال لي ببرود:
-"حددو الموعد الاسبوع الجاي الاربعاء"
واعلم من تذكيره كي لايتكرر كالموقف السابق،لكن كيف لي ان انسى هذا اليوم، فهو اسعدني ان يكون الاجتماع في ذلك المكان المستأجر البسيط عوضاً عن بيتي، الذين رفضوه قبل ان ارفضه انا بحجة العدد الكبير من الارواح البشرية!!
وكما كنت مؤخراً استجيب بلا اهتمام، وكأنما انتظر مفاجأة من القدر تغير حياتي
وعندما كسر الكوب شعرت بشيء غريب!
.-.
.-.
الايام المهمة في حياتنا والتي لها قدرة على تغيير مسار، تأتِ بلا مقدمة واشعار
الاربعاء، ما اسرع قدومه!
في الحقيقة ان ايامي كانت تمر اسرع من غيرها، الجميع يقول ذلك!
فحين طالبتها بالمشي صارت تعدو، اوصلتني لفصل الشتاء
يبدو انه يخطو في هذه الأجواء التي لاتحتمل قميصاً صيفياً بعد منتصف الليل
-"تعالو برى الجو حلو..رسيل تعالي"
يجب ان اتجاهل برودة الجو قليلاً كي اخرج لأجلها ،لأنني لولم افعل لصرت حديث المجلس النسائي الممتد بخطوط حديث أشبه بشبكة عنكبوت!
تبعتها كي اتظاهر معها بروعة الجو..لا اغير!
ربما...اقول ربما..كان يجب ان لااتظاهر بذلك،ولا اخرج
اخبرهم ان لدي صمم فلم اسمعها او رمد فهل شارت الي! ف"ربما" عندما تؤرجحني بين امرين ينتهي بي الحال دوماً للأسوأ
،
هذا الجو القاني في زاوية نفسي امام الجميع، قبل ان اتي اليوم تجادلت مع عمر ثلاث مرات،الاولى ان اكون جاهزة مبكراً كي لا أتأخر،وكأنني سأشكل فرقاً كبيراً في هذا الضغط الانساني!
المضحك ماقاطعتني به احداهن التي لااعرفها حين سألت عن زوجي، حقيقة لاادري بالضبط مالذي تريد معرفته،لكني اجبتها انه جيد
زوجي الجيد ذاك جادلته للمرة الثانية حين صرخ غاضباً بعد ان فقد شيئاً من ادوات التصوير،ولأنني في الغرفة ذاتها نلت اتهامي!
لم اعط نفسي احقية التفكير في سبب تغيره،لأنني فجأة اصبح امامي شخص لااعرفه! وذلك يكفي ان يكون مرعباً
والمرة الثالثة تخص منشفته التي تنتظر في شبك الغسيل الى ان يشاء الله، ولم يرضى باستبدالها
كيف يريد مني التصرف! اني متعبة اتراك تمنحني يا شتاء بعضاً من برودتك لأحتفظ بها قبل ان انام، اتعلم! شتاءك السابق كان يجعلني انام بلا قلق بلا توتر بلا انتظار او تفكير!
هذه الرياح التي تهب ببرودة بين الفينة والاخرى،تخبرني بكل البلادة التي في ملامح النساء بجانبي!
اللامبالين اسعد اصناف البشرية..!
تقاطعني احداهن مرة اخرى،متسائلة،شاي أم قهوة!
انظر للحافظات التي يتناقلنها مذ أتيت- "شاي"
تسكب لي البعض، ثم تفضح ملامحها جزء في ذاكرتي وأسالها مباشرة
-"كيف حال الوالده؟"
ترد بابتسامة-"بخير الحمدلله تحسنت"
-"دايم ان شاءالله"
ان لم تخني الذاكرة اسمها كان غيناء ابنة عم زوجي الجيد، هل غيرت قصة شعرها!!
الشاي كان ساخناً!
لأول مرة ادقق في حافظات الشاي،انها مبهرة هل حقاً استطاعت الاحتفاظ بسخونته كل هذه المدة!
ظننتها دوماً كاحتفاظ سيدة بسر!
ربما لأن الشاي والقهوة لم اجرب شربهما بها،فالأكواب السريعة التحضير سريعة فقد الحرارة،اشرب بهما دوماً على عجل
ربما لأنه عصر السرعة عصر المنبهات دوماً تجد نفسك واقفاً أمام عدة تقاطعات مأخوذاً بشيء لم يسبق لك رؤيته وخائفاً من امر لم يحدث قط
عصر حافظات القهوة وساعات الاسترخاء لم يعد موافقاً مع الزمن الذي صرنا نعيشه،فكل شيء تفعله على عجل
الاكواب المكشوفة الباردة التي تخنقك رائحتها وتوسع مداك،تساعدك دوماً على حقن نفسك بمضاد لفقد الذات! وانك لازلت مهماً بشكل ما!
تلك الاكواب المكشوفة تغريك بالحرية،تجدك امامها جالساً كما يجلس من يعترف بذنبه خلف قسيس!تعريك رائحتها من ذنوبك التي لم تقترفها بعد! والتي اوصلتك للاختلاء بكوب قهوة!
ما ان ترى الكثير من حافظات القهوة والوجوه المنغلقه المركونه بظلال لاتصل بشيء باستثناء من يشاركهم اياها
يظنون ان القهوة لاتبرد ابدا مادامت الاخبار الساخنة نكهة اخرى لأجلها تعلموا مخاطبة الفنجان وفشلوا كما لن يبصروا الحرية!
.-.
.-.
جلست رنيم في البقعة الفارغة عن يميني،وقالت شيئ ما لاختيها الجالستين امامي مباشرة
نادت سديم، ثم ولعجبي نادتني ايضاً بابتسامة كبيرة، وتقدمتنا
كنا نتبعها كما نتبع وهم،فأعلم يقيناً انني لن اصل لشيء!
وقفنا في مساحة مزروعة بعيدة تشبه ممرات العبور ،وان كانت كذلك ،قرب باب يفصل بين قسمين، تركت سديم تبقى ابعد وقالت لي:
-"معليش ماكان عندي وقت غير الحين ..ويمكن ماقدرت اتحمل"
بابتسامة -"تفضلي"
-"انتي عارفه وش ابغى فيك او شسوت بنت خالتك"
تلاشت ابتسامتينا، فجأة حل بها الاصرار وبي الوجوم
ألأنها لاتجيد المقدمات فوجئت بما نطقت به،أم لأنها احيطت علماً بطريقة افقدتها الاتزان
بذلك الاصرار نطقت-"قوليلي احسن"
ألأنني خجلة من ابنة خالتي المعنية،أم لأن هذا الممر المحاط بالأشجار يبدو طويلاً في حين يفصله بوابتين احداهما لمكان تركت به الشاهد الأول-اختها-،والاخر لمكان يوجد به والد المعنية بالحديث-لمى
,
,
-"اعتقد الوقت مو مناسب"
جملتي التي كادت ان تكون رجاءً،افقدتها ماتبقى من هدوءها
بضحكة ساخرة-"تعلميني حتى متى الوقت اللي اقدر احاسبك فيه؟"
رددت ضحكتها بابتسامة هازئة أيضاً-"تحاسبيني!!"
وقبل ان تقول شيئاً،لأنني قد لااسمعها وحدي إن علا صوتها،اضفت بلا ابتسامة
-"على ايش تحاسبيني؟ احنا من متى نتحاسب على ذنوب غيرنا؟"
رغم ان جملتي تلك قد انحرفت عن مسارها منذ زمن،كنت واثقة من خطأها الذي لايخطئه أحد!
أتراني اقف امامها احاسب الان!أتلومني انا! ايجب ان لايكون غضبها على أحد سواي!
قالت لي بحدة-"انتي عارفه ان امي ماتدري ولا ابيها تدري لانها ماراح تفوت الموضوع ..وعشان اخوي انا رح احل الموضوع بنفسي لأن خواتي مسؤوليتي.. ويفترض انهم مايصاحبون وحده مثل بنت خالتك"
جلمتها الطويلة تلك كادت لاتنتهي،حيث اجبتها ببرود مصطنع
-"امنعيهم"
التفتت ضاحكة وهي تشير لسديم بأن تتقدم،قائلة لي
-"تحسبيني جايه اخذ الاذن منك"
قلت بجدية اكبر-"مايصير نناقش الموضوع وهي فيه أجليه رجاءً"
اخذت تنظر لي دون أي تصرف،أضفت برجاء صادق هذه المرة-" لاتكبرين الموضوع"
اندفعت بالحديث امام اختها-"اكبره؟ مو على اساس انتي شايفته صغير"
بدأت افقد صبري،كدت افقده بصدق وانا اقول:
-"اعجاب مراهقات ماينحل بهالطريقة"
-"اعجاب مراهقات يعني نمشي الموضوع؟ اكيد انتي وش بيضرك..انتي عارفه هالزفته وش كانت تقول لهم وش فتحت عيونهم عليه وش سوت اخر مرة ولاتتجاهلين وعاجبك الوضع"
يعجبني!! انتِ شيء لايعقل يا اخت زوجي!
ماذا فعلت لمى! اخبريني ودعكِ من هذا الحديث، أتراه يجب ان اتصل بخالتي الان!
بل اكاد افعل ذلك
قالت-"اسمعي يابنت الناس بنت خالتك هذي خليها تقطع علاقتها فيهم لانها ماتفهم كل ماقالولها تتجاهلهم"
سألت بطريقة من يخاف اجابة-"وش سوت لمى؟"
لكن من اجابت حينها سديم-"انتي عارفه"
كان الاكثر احباطاً تدخلها الان!
تقدمت رنيم بطريقة من يقاضيني لجريمة لم ارتكبها قائلة
-"ماخفتي على سمعتكم على الاقل.. ليش ماوقفتيها عند حدها يوم دريتي يوم قالت لك سديم او حتى اول ماعرفتي عن هالزفته..ليش ساكته وراضية؟"
-"راضيه!!"
هذا ماستطاع ان يخرج مخنوقاً،فلم يكن صوتي متفرغاً للحديث حيث شغلت حنجرتي بتهريب الدمع كي لايصعد!
حينما يعادل الذهول الالم تسنح لك الفرص بأن تمنحك غصة على الطريقة التي تحب!
فيما سبق احدثت لي الحياة مواقف مشابهة في مواجهات عدة، لكنها لم تكن كهذه
حين اذكر الذين فقدتهم بسبب مواجهة ولازالوا يعيشون بالقرب،الذين يتحدثون معك وكاأهم لن يروك مجدداً وان حسابهم معك الاخير
لايخشون على صورهم في داخلك ان تخدش او تغطى او تنكسر، تعرف ان في داخلهم رحمة ومودة وربما حب صادق لكن افعالهم لاتشير الى شيء من ذلك
حين يقفون امامك كما يقف الشتاء، يعتريك شعور مخيف نحو كل شيء!
خيبة الامل تلك انطقتني كما تنطق كلمات محتضر، قليلة صادقة
-"انا لا اختها ولا امها ومابينا اخوة ولا صداقة كل اللي بينا صلة قرابة وكره لي اسلوبها مثلك الحين ماقدر اتفاهم معها ابدا"
ردت-"ليش انتي اللي اسلوبك مره شي..عموماً غيري الموضوع قد ماتقدرين .. وشوفي حل قبل لاتكبر السالفة"
كدنا على وشك انهاء الحوار،حيث ان سديم قالت-"الباب يطق فيه رجال يبي شي"
لتسمعني اقول-"انتي شوفي حل لاخواتك انا بصراحة مقدر ولاعندي جرأة افتح هالموضوع مع خالتي"
-"يعني امها اللي ماتدري شوفي يارسيل فيه ناس تعتبر هالموضوع عادي"
قاطعتها هنا وكأن هناك مانفجر بداخلي،تماماً كانفجار زائدة دودية قد نموت بعد ان تحدث!
-"شي ماتعرفينه لاتتكلمين عنه ..وش يعرف خالتي عن اللي يصير في مدرسة بنتها تكلمي بعقل تكلمي بمنطق ..اصلاً لو تعرفين تتكلمين بعقل ماجبتيني قدام الناس وفتحيتي الموضوع قدام اختك"
الأنها غضبت من غضبي قالت ببرود
-"وانتي ماتدرين ان الحب يطلع على بذره"
بالتأكيد هي لم تقصد بذلك، من الممكن انها قالتها فقط لتغيظني،او ربما لاتعرف معنى هذا المثل،او قد تتحدث في موضوع آخر
ازداد الطرق،وركضت سديم لترى من يطرق ذلك الباب، واما اكثر مايطرق حينها كان في داخلي ولايفتح احد!
سألتها متجاهلة ماقد يحدث... لو هربت للوراء قليلاً لكشفت امام تلك العيون النسائية الكثيرة،ولو تقدمت اكثر لكشفت امام الباب الذي يفتح الان ويكشف الرجال!
-"هذا المثل تقصدين..ان.."
استجمعت قواي فتابعت-"كل اللي قلتيه ماكنت عارفه عنه شي ويوم عرفتيه ماكان تصرفك صح وخطأك بالمثل اللي قلتيه ماقدر اسامحك عليه "
بذلك الاندفاع وهي تنظر الي وكانما ترتكز على قدم واحدة!
لأضيف-"فيه مثل دامك تحبين الامثال..مناسب لك وروحي جمعي معلومات.. "
لم اكن اسمع صوتي المتحدث بعد استجماع قوته،والمثل الذي الهمت به حينها سأقوله واهرب للنساء!
بتحدٍ-"مايعرف... ثقب الجورب... الا الحذاء"
وما ان ادرت رأسي لابتعد حتى اصطدم بكفها على وجهي محدثاً في اذناي صوتاً لاصوت له!!
.-.
.-.
ذلك الرجل الذي كان يطرق الباب،والذي فتحت له سديم،كان يحمل اواني اراد ارجاعها،او استبدالها، او انتهى منها
على بضع خطوات منه كانت امرأتين تتجادلان، احداهن زوجته والاخرى اخته الكبرى
التي فتحت له ربما اخبرته بشيء جعله يترك الاواني ارضاً ويمشي الينا، وعندما حدث الارتطام على خدي امامه توقف
هل كل شيء توقف حينها!
-"رنيم"
نعم يبدو انه صرخ بذلك، وشتت انظاره وخاف التقدم اكثر كي لايكون قد كشف النساء في الجانب الاخر
كرر ندائنا عدة مرات
إحدانا سمعت له وتراجعت لتتحدث معه،وهي لم تكن انا كما أرى!
يدي التي احتفظت بصفعتها على خدي،احتفظت بأصابعها الخمس الجريئة
بالخلف اعلم ان هناك من سيعقد مؤتمراً لنقاش ماحدث لي،لو انني فكرت بالتراجع
واثق تماماً ان هناك رجل خلف هذا الفاصل لن يرضيه مايحدث لي من ظلم!
وهو صديق لهذا الرجل المندهش امامنا
والذي لن يعلم ماحدث وان قص عليه الموقف كاملاً
عمر:
-أحينما تصفق راحتيك،تشعر بالراحة؟!!
.-.
.-.
.-.
صرخت بسديم بأن تحضرها،تقربها هذه الخطوات الثلاث فقط،فاستجابت
رنيم كانت تكرر-"كان سوء تفاهم"
وحين وقفت رسيل امامي بنظرة لااستطيع تمييز ماتعني،وسكتت رنيم فجأة
-"وش صار؟"
هذا ماوجهته لزوجتي فلم تقل شيئاً،كانت تتابع النظر بما لا افهمه
سديم قالت بسرعة-" رنيم عطتها كف عشانها قالتها انتي جزمه"
.
،
.
وهكذا لخصت ماحدث...هكذا انهت الموضوع بتساوي ذنبينا، هكذا بسرعة شرحت وجودي هنا وعلامة اصابعها على خدي،هكذا وفرت الوقت
هكذا... بكلمات قليلة افقدتني أي رغبة بالحديث!
-اتستبدل الكلمات ايضاً...قد قلت حذاءً كما اذكر!
عمر الذي ضل صامتاً واثر الصدمة الاخرى قاتمه بوضوح!
امسك بيدي، انتظر تبريراً، ثم امرهم بالذهاب وسألني باصرار:
-"وش صار؟"
وكأن مافي جسدي من دم تجمع في اذناي وتجلط كل شيء
-"الحين اتركني"
سأل باصرار-"رسيل وش سويتي؟"
واصلت النظر اليه بدهشة،ماذا فعلت؟ أيخصني باتهام...اتركني الان فأنا متعبة منكم!
لأنه لم يفعل ذلك،او لنقل ليته فعل ذلك حينها
لانني عندما اتحدث معه لااستطيع ترتيب الكلام او قول شيء منطقي معظم الاحيان
لانني ربما.. لا ادري..لكن قد يكون ذلك لاندفاعي الشديد وكانني ارى انه يجب ان يفعل المزيد مهما فعل!
-"ماسويت شي اختك تعدت حدودها مايكفي كم مرة اسكت ومتحمله قلة ادبها"
لايسعني ان اذكر خيبة الامل التي علت وجهه حين قال بيأس
-"وليش ماتحملتيها اليوم عشاني"
لم اجبه فأضاف بقوة اكبر-"وانتي قلتيلها اللي يريحك بعد"
-"لأنها غلطت واصلا دايم كلماتشوفني تدور علي شي وتسوي مشكلة"
-"هي اكبر منك والمفروض تحترمينها و"
قاطعته ولو لم افعل لبكيت بل صرخت او القيت بنفسي في الماء هناك!
-"انت مو عارف شي"
قررت حينها ان اخبرك بما حدث،وبما سيحدث! وكم هو مريع نقاشي معها،وكم هو جارح كلامها،وكم هي صفعتها مؤلمة!
وكم هو محرج وقوفي هنا، وكم هو محبط جداً،محبط كثيراً جداً،ان اقرر لأن اخبرك الآن بكل ذلك فتسبقني قائلاً:
-"ادخلي الحين ونتفاهم بعدين"
كيف ادع كل شيء كما هو الان،كيف ابدو مذنبة وانا لست كذلك.. انا لم اخطئ صحيح؟!
كيف اقابل الجميع كيف ابتسم مجاملة اليس هناك اثر على خدي!
-"روح بدخل بعد شوي"
-"ادخلي وبروح"
-"ماقدر الحين بنتظر شوي وبدخل"
استنشق بعضاً من الهواء وقال بنفاد صبر-"رسيل ادخلي ولاتسوينها قصة"
قصة! ان مايحدث حقاً قصة كيف لي ان احتمل حتى غضبك في حين يجب ان يكون على اختك!
اتعلم كم مرة اهانتني واستغلت الفرص لتنقص قدري؟ أم ان عبارتي تلك يجب ان اعتذر عليها لأنها اختك،ولانها الكبرى،ولأنك كالبقية تقيس الصحة والخطأ بعدد السنوات لابحجم الخطيئة!
أدار بوجهه ومضى،فتح الباب الذي قدم منه،بعد أن تخطى ماوضعه سابقاً على الأرض دون ان ينظر اليه حتى،وأغلق الباب
تركني خلفه...،
شيء ما تزحزح عن مكانه في داخلي،شيء ما شعر بالوحدة،شيء ما انصهر في داخلي فجأة فأسال المتجمد في عيناي،وبكيت كما لم تبكيني صفعتها!
اخذت هاتفي لأتصل فوجدت مكالمة لم يرد عليها
ان الجميع اصبحوا الان مكالمة لم يرد عليها، ابتلع الدموع واجيب بصوت غريب
وحينما كان صوته اردت ان احدثه باذني الاثنتين... ذاك الذي سأمنحه مادمنا احياء مكالمة مجابة
أخي...،
-"عمر عندكم مالقيته وسيارته برى"
اجبته بالنفي فقال -"عمه يدوره"
قلت-"مدري..انت متى بتروح"
-"ساعة او اقل ليش؟"
اخبرته انني سأذهب معه بحجة انني متعبة، ولان ذلك اقلقه لم تمض سوى دقائق واخبرني انه قرب الباب
ماقلته له حينما سألني عن عمر،انه منشغل بالضيافة، وبعثت له نص رسالة،انني غادرت مع اخي
،
تمنيت ان لايلحظني احد،او يشك في شيء ،ما ان اخبرتهم برحيلي
تجاهلت التي قالت شيئاً عن استبقائي،واجبت جبراً من سألتني بالسبب،بأن الجو بارداً أصابني بالتعب
ورنيم التي تقدمت لتقول شيئاً،فلم تحظى بفرصة لأني فوجئت بغيناء تصافحني مودعة وهي تقول
-"كان ودي نجلس مع بعض اليوم بس يلا يوم ثاني ان شاءالله"
ابتسمت لها مؤكدة،ابتسامتها جميلة ونظرتها حادة، ليتها استبدلت بالواقفة عن بعد... رنيم!
تمنيت لها وقتاً طيباً وخرجت
.-.
.-.
.-.
وصلت لمنزل خالتي، مهما حاولت التحليق بعيداً اعود اليه
هي بالتأكيد نائمة، بدري الذي قال الكثير من عبارات الشك ،تجاهلته.. وهاهو يقف خلفي متسائلاً ان كان من الجيد اقتحام المنزل في مثل هذا الوقت
-"بروح فوق انت نام بالمجلس لاترجع الحين"
-"طيب.. فيك شي؟"
للمرة الثالثة يسألني بالاسلوب المتشكك ذاته،ابتسم-"لا لوفيني شي بقول لك..لحظة انتظر"
قلت ذلك وركضت لأحضر له غطاء ووسادة،وما ان عدت طمئنته بكلمتين وصعدت للأعلى
.-.
.-.
الساعة تخطت الواحدة بعد منتصف الليلل،وانا قد احضرت اختي لهذا المكان دوناً عن غيره لسبب اجهله تماماً
صديقي هو الاخر كان يقف امام حوض الماء ويتجاهل الحاضرين ، وحين سألته اجابني بصداع!
حين صدقتهم لايعني ذلك انني لا اكذبهم في داخلي،بل اردت منهم ان يتابعوا اخفاء الامر اذ سيصل ذلك بهم الى حله
لا ادري مالامر المعقد الذي لديهم، عمر في الاونة الاخيرة لايبدو بطبيعة الحال سعيداً، لم يكن حزيناً ربما كان قلقاً فقط
وقد تذكرت حينها حاله حين رفضت زواجه من اختي!
هل تصرفت جيداً، ام انني مخطئ.. بل مالذي يجب علي فعله...
اماه..لازلتِ تسمعيني!
.-.
.-.
.-.
.-.
لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتــب ..ولا ينال العلا من طبعه الغضـــب
كم كنت اريد ان اتبعك ياعنتره!
لم يتركني الغضب لانام بالأمس،وقد صرت املك الكثير مما يجعلني اكثر شخص سيحقد عليكِ مادمتِ تواصلين الحياة!
رأيت امكِ التي تفاجأت بقدومي،رحبت بي بسعادة لأنها لم تعلم بسببه، ولن تتخيل ان تكون خيوطكِ الشريرة تصل الي عن بعد!
كنت سأواصل الحقد والغضب بصمت كما اعتدت،لولا ان هناك ماحدث وجعلني اواصل منع نفسي كي لاابصق أمام بابك الذي لاتفتحين مهما طرقت
ومهما واصلت الطرق
ومهما سمعتني اطلبك الخروج هذه الظهيرة، ومازن وخالتي يكرران بصوت مسموع تساؤل واحد،وهو مالذي اريده منكِ!
وانت الآن فقط تفتحين،بعينين مندهشة، في أقصى الذهول
-"خير؟"
باصرار وبصري يكاد يثقب الباب-"وين اغراضي وين ملابسي؟"
خالتي-"أي اغراض؟"
اجبتها وعيناي لاتفارق تلك المذهولة-"اللي بالدولاب مالقيت ولا شي"
-"مقومتني من النوم عشان كذا وانا وش دراني عن اغراضك"
خالتي تسأل-"الملابس اللي بالكرتون؟"
تجيبها لمى سريعاً-"يمه اتركيها مجنونة"
وقبل ان تتراجع وتغلق الباب دفعتها بقوة قائلة
-"طول عمرك بهالوضاعة ماراح اسكت لك اكثر "
اتجهت لغرفتي،لم اكن اتصور ان اول كلمة قد ارميها بها تكون-وضاعة-فأنا عادة لااستعملها!بل انا لااقف بهذه القوة امام لمى!
هل كان مريحاً هل هذا الغضب سيمنحني الراحة!
لمَ قلت لهذا ذلك فقط كان يجب ان ابصق او اصفها كما يجب.. لكني لا استطيع ..امي لم تكن لتريد مني فعل ذلك
ظللت ابكي حتى الليل... وصدري بدأ يعلو وينخفض بطريقة غريبة.. وما ان طرق الباب لم اكن قادرة على اجابته
فغطيت وجهي وتظاهرت بالنوم
الا ان الباب فُتح، وصوت مازن يسألني:
-"صاحيه؟"
-"اذا صاحيه انزلي لامي ضايق صدرها.. وبصراحه زعلانه ليشت تسوين بلمى كذا عشان ملابس"
-"رسيل"
ثم جلس! –"الاخ يمون! "
-"بعذرك لمى صايره ماتنطاق واكيد ماخلتك في حالك عشان كذا انا معك"
-"لاعاد!"
-"ايه ترى عمر متصل علي اليوم ومارديت مدري وش يبي"
-"زين سويت"
ثم وقف ليغادر ما ان يأس من ان انطق بشيء!
-"غريبه جايه من بدري اليوم اذا بكرة ماراح تروحين بعزمك على مطعم جديد"
-"وش المناسبة عالعموم تحلم اطلع معك!"
-"وجبتلك العشاء كوليه ولا بزعل"
-"مالي نفس معليش تحس ان زعلك مهم!"
وما ان خرج حتى نمت،تظاهري بالنوم احضره الي!
،
استيقظت على رسالة في هاتفي من عمر
-"اتصلي اذا شفتي الجوال"
تناولت بعض من الطعام،وصليت الفجر، وعدت للنوم حتى افقت مرة اخرى على اتصال تلو آخر
ثم رسالة نصية-"العصر بجي اخذك"
اجبته مباشرة-"لا"
ليرد-"بجي مع بدر"
مالذي تقصده! أتهددني..اخبر اخي ان استطعت ان اختك ضربتني في مناسبة حضرتها لأجلك..ولم تفعل شيئاً بل وتركتني اغادر ولم تتصل بي
-"لمَ انا اكرهك بشدة؟؟؟"
كنت سابعثها لك،او اكتبها في المنتدى الذي اكره اعضاءه ايضاً ويكرهوني بالتأكيد
–"اكرههم بشدة..لم اعد اطيق رؤيتهم...جميعهم انانيون حمقى تافهون جداً..يريدون مني ان اعود متى يرغبون دون معرفة رغبتي بذلك ..اكرههم دوماً..لمَ لايفهمون!"
وكتبتها بالفعل ،وعندما حضر زوجي واخي خرجت وقدمت الشاي وطلبا مني المغادرة!!
كنا نذهب،اخي لحيث اتى والآخر لحيث أتيت، وقد حاولت قدر المستطاع ايضاح سبب ما لخالتي كي لاتغضب..وربما فعلت،قبل مغادرتي ارادياً..بالتأكيد لاطوعاً
.-.
.-.
هناك كذبات تسبب للبعض حساسية وحكة شديدة!
اجبت على الهاتف امام عمر، كان المتصل مازن الذي يقول: قد اقفل غرفتي ووضع المفتاح في مكان اعرفه
شكرته –بشكراً- كي اخفي معالم المخاطب ، واغلقت،لأجيب الذي سألني من يكون
-"دانه"
لست في وضع يؤهلك لمزيد من الاسفسارات وان كان حتى مبدئياً،لذا لم تضف الكثير حتى وصلنا

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات