رواية سيدة الحرية -22
بدأ_"كانت فلاحة.. تبيع كل فتره فواكه لعجوز.. وكانت توصل للعجوز الفواكه تكرم منها..لكن العجوز كانت سليطه يعني كل مره تطلع عيوب بكل شي..ومافي مره شكرت الفلاحة..بعد ماماتت العجوز سآلو الفلاحة.. كنتي نادمه على اللي سويتيه؟.. قالت لا.. انا افكر بالشي الي اقدمه واللي يرضيني بغض النظر عن أي شي"
ثم ضحك مضيفاً-"صرت جدتك اليوم"
، كنت ابتسم ولا استطيع منع دموعي حينها، وكأن هناك ماوددت ان اسأله عنه:"هل جزاء الاحسان الا الاحسان"
لكني قلت-"عمر"
يبدو انه يترقب مالذي سأنطق به، حل الصمت فاستلقيت على الجانب الآخر واغمضت عيني قبل ان اسمعه يقول بعد فترة
-"اول مرة تقولين اسمي..(واضاف وهو يغير وضعيته للجهة الاخرى) من هذيك الايام"
.
.
كيف كنا ننام تلك الليلة لا أدري، لكن ما فكرت به ،حين كان يعانقني قد شكلت ذراعية قبل ان يبعدهما علامة الضرب في ظهري،يخيل لي انها كانت كعلامة شريط لاصق على مكان جريمة.. لكن لايبدو انني كنت الضحية!
وهذا ما اردت معرفته أي جريمة تحدث بيننا، أي دليل مفقود، واي خطأ سأرتكبه لو انني اردت لي جثة حرة لايحوطها شريط!
وددت القول بصدق-"شكراً جدتي"!
.-.
.-.
.-.
حينما استيقظ لصلاة الفجر،افقت معه،فلم اكن مستغرقة في النوم، هاتفي يحمل عدة رسائل،لا أدري المشكلة في النص ام في ضوء الشاشة المفاجئ،لأنني لم استطع القراءة
مالذي يجلس على صدري ويكتم انفاسي ببطء، لم اشعر بأن هناك ماكان يجب ان افعله،او ان اقوله، أو ندم من نوع آخر
حينما افكر بالموضوع اجد لمى المذنبة الاولى، وعمر الثاني!
فأقسى مايسلبه منك الاخرون النوم، واصعب ما تسلبه من نفسك الضمير!
فكيف بي ان لا انام..! تركني ماتركني وأديت الفرض وكنت في حاجة للبكاء المفاجئ بعد ان فرغت من الصلاة
لكنه حضر، وعاد للنوم وحرمني التصرف بما يريحني ، فنمت
.-.
عند استيقاظي لم اجده، بل وجدت نفسي امام السقف وتحته، افشي له سراً ما!
جميعنا نعتقد ان المشاكل التي تحدث لنا، سببها من هم حولنا.. حتى انني بالأمس ظننت المشكلة توزعت في كثير من الامور...كأن يكون كما ظننت انها في الوسادة فاستبدلتها كي أنام!
لكني اكتشفت حينها..ان لافرق بين وسادة القطن وريش النعام..مادمنا لانستطيع أن ننام..!
اعلم انني استيقظت كثيراً أثناء نومي، بل وكأنني اواصل غفوات في حين صحوتي
وأتساءل في كل مرة عن اللذي يجثو فوق افكاري ويشعرني بالثقل! كل مااستنتجه لايريح بشيء لأنني في كل مرة اخبره بسبب فلا يبدو كذلك!
ذلك اللذي خرج باكراً البسني مسؤولية لا احتملها،ولم استعد بعد لحوار قديم،او تصرف يشبه الفرار عند الخطأ، ولا اعلم مالذي يجعلني اعتقد انني فررت كثيراً دون ان اخطئ، ولمْ يتبعني أحد بغضب!
بل كان هناك الكثير يشبهونك ارادو طوال الليل منحي سبباً للشعور بالذنب ليوم ما!!
.-.
.-.
.-.
رن هاتفك اثناء الغداء وقد شعرت بالغرابة،وشككت في شعوري ذاك بعد كل الامور التي حدثت بالأمس!
كنت تجيب المتصل: انك ستحضر قبل العشاء، والتفت إليّ تخبره انني سأرافقك
ثم وافيتني بالخبر،ان زوجة عمك الأرملة أجرت عملية،وستأخذ والدتك لزيارتها كما طلبَت وطبعاً كما قلت:وأنا!
لم ارد ان اخالفك هذا اليوم، فكأن الأمس الزمني تغليف كل شيء والمواصلة!
.-.
-"باخذ ورد"
هذا ماقلته لي حين اتجهت للبائع في المشفى، واعطيتني الباقة، وطلبت مني الذهاب لأقدمه لها
رقم الغرفة قلت انه تسع وثمانون، وكان بالداخل امرأة خمسينية أنهكها الزمان، وفتاة في نهاية العشرين تحييني، وامرأتين زائرتين لهذه الغرفة التي قد لاتشكل لهن اكثر من تأدية واجب..ليس كأن تقلب حياتهن مائة وثمانون درجة!
كما حدث معي..!
-"غيناء جيبي الحلا"
قبل ان تستجيب لوالدتها رن هاتفها،ويبدو ان المتصل ام زوجي التي وصلت للتو
وقضينا الوقت
.-.
خرجت وام زوجي اذ به ينتظرنا وبيده وردة كبيرة ادهشتني! هل سيزور مريض آخر!
هذه المرة فتح لوالدته باب السيارة الأمامي،ثم لي بالخلف ووضع الوردة فوق حقيبتي التي احتضنتها سريعاً، وأغلق الباب
لم استوعب الموقف لولا ان والدته النبيهة ضحكت!
ضحكت ولم ادري بما اعلق
جميل ان يلقى عليك الورد وتضرب به وقد يبدو مفاجئاً أكثر حيث ان لاوقت لديك لتفتح عينيك مصراعي الدهشة!
وبخطه الذي أراه للمرة الأولى كتب على ورقة صغيرة:
إن الهدايا وإن أغليْت قيمتها لا تَعدِل الوردُ إفْصَاحاً وتِبْياناً *
توقعت ان يكون بيتاً غزلياً فيني لا في الورد، او اقلها ان يخبرني انني أجمل
واصلت الابتسام في داخلي وانا اسمعه يسأل عن حال تلك المريضة
.-.
.-.
بعد ايام، ربما شهر
ربما... واقول ربما ان مايحدث الان سيكون جيداً
فأنت تخبرني انك ستضطر للسفر قريباً
كنت اريد الاستسلام معك،لكن ذلك لم ينجح لأنني ببساطة حين اود الخروج اجدك لاتعود، وحين اود مشاهدة التلفاز اراك ممتلئ بالحديث، وحين يصيبني النعاس تريد السهر وحين اود البقاء تنام باكراً
تقول انك لاتدري متى ستعود، واعلم انك كاذب على امل ان اشتاق اليك!
واعلم انني احتاج لأجوبة أكثر جدية لأستطيع ترتيب الاسئلة كي اواصل العيش معك بسلام!
فأنا لا ادري..امور كثيرة اجهلها، هللا اخبرني دون ان تكذب..
ابسطها... لم حين يطل الليل يعلقني على استارة؟
سأكون صريحة معك ان اخبرتني،لن احلم بالحرية او الاستقلال او مايكون، ان كان هناك اجابات لأسئلتي، سأجدك بلا زيف بلا اعذار ولن ازور الحقائق ولن اكذبك بعد ذلك!
فقط..لمَ يحدث ذلك لي معك؟
لمَ في كل ليلة،أبحث عن سبب ليجعلني غير مرتاحة!
معك..أنت بالذات أشعر انني مسؤولة عن جمع مساوئك، وفي حين لا أجد شيئاً ..أتضايق أيضاً!
إنك بصريح العبارة كالعبء الثقيل على حياتي، اوفر لك طاقة اخرى وادون تصرفاتي كي لا اخطئ معك!
ليلاً اسأل الطرق لأنام،انزعج من اريحية نومك فأجدك السبب!
لكن لمَ انت السبب؟
الأنني قرأت خطك قريباً رغم انك تستطيع الكتابة منذ ولادتك! ام هو حديثك معي كما لاتتحدث مع احد اعرفه!
ام هي سعادتك التي تبدو حتى في حين منحك مالاتريد، كحريتي في التعامل معك!
هل مشكلتي معك بدأت حيث نتواجد،ام حيث نتصرف،ام حيث تمنيت؟
ام هي معك أنت حيث لا أحد غيرك ولا بديلاً عنك، ولا سواك!
تطفئ التلفاز أثناء برنامجك المفضل لأنني أشتهيت ذات فراغ التحدث معك، تشعل ضوءً خافتاً أثناء نومك لأنني مؤخراً صرت اهاب النوم في الظلام، قد كان الليل ملائماً لعد حسناتك التي لاتنتهي حيث لا احد يسمعني حيث لا ارى نفسي فأغفو حين اصل لشراءك لهذا المنزل لأجلي
لكنه لايجعلني اواصل ذلك لأنني علمت لاحقاً ان الليل لن يكون كافٍ لأسئلتي التي استيقظت أثناء أزمة ذنب!
لمَ أنت مهتم بي بهذا القدر!
لمَ لا استطيع مبادلتك هذا الاهتمام!
لمَ أشعر بطريقة ما بتأنيب ضمير،لمَ اشعر بالخوف،لم اشعر بالامتنان،ولمَ تجعلني عينيك المسدلة جفونها ويديك تلك التي تتوسدها اثناء نومك، ساهرة اذكر سؤالي مرة تلو الاخرى عن وضعيتك في النوم قبل السنوات الطوال:
-لمَ تنام وأنت تنظر للنجوم!
لكنه الآن يكون:
لمَ السقف مغلق؟
ولمَ النجوم بعدت أكثر؟
ولمَ أنت الآن أكثر من أي وقت تذكرني بأيام خلت!
ولمَ انا غير راضية!
.-.
.-.
.-.
سألني-"اوديك لخالتك؟"
-"لا"
-"لعمك؟"
-"لا"
-"يعني؟"
-"بقعد لحالي"
-"لا"
وبعد سلسلة الاءات العنيدة،قلت:
-"قول لبدر يجي هنا"
وطبعاً ليس بغريب ان يقول بدري-"لا"
طائرته بعد اربع ساعات،وانا لااود الخروج من المنزل وهو لن يتركني فيه وحدي
حقيقة قد اخاف ايضاً،جنان مسافرة لوالدتها وخالتي لن اذهب لو ... لو... لن ادري ماسيُحدث هذا اللو من كوارث طبيعية!
عاودنا الاتصال ببدري الذي قال:
-"تعالي عندي انا مستحيل اجي"
اخبرت عمر بذلك فتحدث اليه
-"ياخي سكنك عزاب..اجل..زين تعال خذها ..زين"
ثم اغلق
-"بتروحين لشقته القديمة ماراح اطول يومين بالكثير"
ودعني كما تتوقعون وغادر
.-.
حتى يصل بدري كنت اقاوم الفضول ،حين كان متصفحي مفتوحاً على صفحة الاخبار، فانتقلت لحيث تعلمون فنشاطي الاخير قبل قرابة الثلاثين يوماً
لينتهي بي الحال بعد ساعة،اكتب وقد اختلف مقدار ضخ الدم في جسدي:
-لا أدري لمَ كتب عني البعض كلاماً سيئاً في الآونة الاخيرة!،ربما تعجب واحد غير كافٍ لكنني لن اضيع وقتي في ترتيب عباراتي لأجل ذلك، فأخاف ان تبد دون قصد كعتاب!
فلو استبدلت كلاماً سيئاً بكلام قاسي لربما صرت استشفي قلوبكم،وذلك ابعد ما افكر به من اناس لايستطيعون الإدراك ابداً مهما حاولت التوضيح لهم
لأخبركم أيضاً:الحرية التي اسعى لها لن تصلوا اليها ابداً بتفكيركم السقيم، اقصد تفكيركم فلو اضطررت لخطابكم شخصياً ستبدو هذه الكلمة قليلة بحقكم
اعذروني، او لاتفعلوا فربما بنظركم الحديث بأي طريقة حرية القول!
يقول المثل: الضربات القوية تهشم الزجاج فقط .. لكنها تصقل الحديد
.-.
وقد كنت استعد لجدل جديد سأكتفي بقراءته،استقبلت بدري بذلك الشيء الغاضب بداخلي
حينها برر لي :ان سفر عمر له اهمية ويفترض ان لا اغضب
لكنني أخبرته انني لااهتم حقاً،وعرف ان الموضوع قد دخلت فيه لمى!
وقضينا الوقت بالخارج وأخرجت كل ماهممت به في الآونة الأخيرة..وكاد يكفي ان اكون مع بدري، فقط كما كنا
لمَ كل هذا الكم من الراحة يزورني فجأة حين أرى بدري!
.-.
.-.
قبل ان انام حين كنت اطلَع أخيراً على جديد ماكتب.. ، سمعت هاتفي ينبئ بقدوم رسالة جديدة كانت من زوجي يتمنى لي ليلة سعيدة، تركت الهاتف وعدت اقرأ في جهاز اخي ماوصلوا اليه ومن بين سلسلة الجدال كان هناك تساؤل بخط كبير،قد تبع حديثاً آخر لكنه وقف بصفي..
-الحرية ليست كالتي تتوقعون وأنا عندي مثل:يقول
"احترس من الباب الذي له مفاتيح كثيرة"
والحرية باب المفاتيح الكثيرة
قد لاتفهمون!
ابتسمت فهو يظن انه يفهم ايضاً.. "ماني لحد" ليس بإمكاني تجاهل سؤاله الذي يحضر في كل مرة مستفزاً واليوم على غير عادته!
تخطيتهم وأجبته/
-قد تبدو كذلك...مثل جميل.. كجملة سمعتها قالت
"كثرت عندي المفاتيح التي ليس لها في الأرض باب"..!
يبدو ان الموضوع كما في كل مرة يأخذ منحى آخر..!!
.
.
ولم أفاجئ برده بعد غد:
اذن لماذا لاتملكين مفتاحاً واحداً؟
يقول احدهم: "المفتاح النائم على قارعة الطريق عرف الآن فقط نعمة أن يكون له وطن حتى لو كان ثقباً في باب!"
الا توافقينه؟
،
لأجيبه:
يظهر انك أحببت سيرة المفتاح لكن
أيبدو لك انني أستطيع أن املك مفتاحاً واحداً حتى ألوذ به في باب..؟لم لايتسع الثقب ليحوي تلك المفاتيح الكثيرة!
أم لمَ بابي ليس به ثقب حتى الآن!
أن يكون لك وطن،لغة، اسم، ثقباً في باب، أقصد مقعداً ثابتاً على الأرض ذلك يعني انك جئت حقاً
تماماً كمسافر رتب أحدهم لرحلته جيداً من الذهاب الى الإياب، رغم ان باستطاعته التحليق وحيداً حيث يشاء، لايرتبط بموعد رحلة عودة حينما يود البقاء، يعيش كطرد في مظروف اصفر كتب عليه العنوان مسبقاً،مهيأ تماماً،مهيأ جيداً
وتموت كمفتاح على قارعة الطريق!
فقط لأنك فضلت اختيار الباب!
،
،
أجابني أخيراً بعد انتظار
لم اقرأ لك شيئاً تقولين فيه "صحيح" و"معك حق" و"اتفق معك"
لكن كل ماتكتبينه جميل، واعتراضك على كل شي يعجبني منذ زمن
بالنسبة لي أتواجد لأقرأ لك تبدين دوماً ك (قنبلة سلام)
.
.
لا ادري مالمدهش حقاً رأيك الناقد بلطف ام اعترافك بمتابعتي بشغف ام تلك (قنبلة سلام)!
تلك ربما الأكثر ادهاشاً! لأنها منك على مايبدو..!
قنبلتك فجرت ألف فكرة في سبيل الكتابة هذا اليوم، وحين اكتب تلك الأفكار الغير مرقمة على ورقة..سأدهشك!
أخذت جولة سريعة تفقديه لاسم مستخدمه،لم يعقب لسواي،والمضحك استخدامه سابقاً للهجته وترك الفصيح
-هل حقاً انا بتلك الروعة!
هذا ماخطر في بالي وانا ابتسم بثقة،وافكر في معنى اسمه !
.-.
.-.
.-.
كان السفر مجهداً حيث انني تأخرت، وفاتني موعد ووفرت الجهد والوقت للتعويض
ماحدث، انني ما ان وصلت هناك هاتفتها، ثم لم اجد منها اتصالاً او رسالة، فتوجهت للمنتدى قبل ان انام
وتساءلت : كيف تجد نفسها في الكتابة هكذا!
وخضنا حديث المفتاح!!
.-.
.-.
.-.
كانت مغادرته اجازة سريعة لأخلو بنفسي،ارتب الفوضى في داخلي
افكر انه سيكون جميلاً ان يبقيني عند اخي اكثر، فأنا هنا استطيع أقل ذلك..النوم!
لكنه اصطحبني حال عودته
خيَل لي اننا نواصل الدوران فقط!
ماذا لو كانت حياتي قصة،كيف ستنتهي!
الحزن يخبرك اكثر من الفرح فلن يكتبني احد لولم يكن يكتب عن حطام،لو لم يكن يجيد الركض في حلقة مفرغة ولا يصيبه الدوار،لن يكتبني احد لايؤمن ان الحزن يخبرك مالا يستطيع نطقه الفرح،
تماماً كملامح الأشخاص الذين أساءوا إلينا ذات يوم نذكرهم كما لانذكر من أحسنوا إلينا!
العديد من الذين لم يعبروا حياتي،ولن يعبروها،يملون علي مفاهيم اخرى يبعثونها كما تكتب تماما ًقائمة مواد غذائية!
ويرجون الكتابة لمجرد الكتابة،ويطالبون حرية بلا حرية،ويفرغون أسئلة دون عقل جواب..!
يعلمون..ان طفولتي شديدة الانبهار بممثلي المسارح،وتعدد أدوارهم على منصة واحدة،لأنني علمت قبلهم ان بإمكان أولئك عيش أكثر من حياة في أزمنة مختلفة،وكأنهم وحدهم من عرف مبكراً حقيقة ان الحياة غير كافية للعيش كما ينبغي!
حين قال كنفاني ان التسول هو استرجاع الحق،تأكدت ان الحرية لن تكون أقل من ذلك!
فما بال هذا الطريق لايؤدي لشيء!
بدأت اشكك في وجود روما!!
.-.
.-.
.-.
طرق الباب مراراً وتكراراً على عجل..عصر الغد
فوجئت برنيم تطلبني الدخول
-خيراً ان شاءالله، خلعت عباءتها وصافحتني،وأضافت قبلة كاذبة وهي تقول:
-"عمر فيه؟"
-"ايه نايم..خير؟"
-"لامافيه شي بس بغيت خدمه"
قلت بتوتر-"أي حياك تفضلي"
"كنت بجيب فستاني من المشغل قلت امر اشوف فساتينك يمكن افصل مثلها لسديم"
قالت كل ذلك حينما جلست،وما ان استوعبت
-"أي اكيد"
لأي مناسبة ياترى!
ثم أضفت-"تفضلي بالمجلس"
وضعت قدماً فوق اخرى ضاحكة
-"بيت اخوي يكفي الصالة"
ابتسمت، وأحضرت العصير،وبعض الكعك،الجاهز طبعاً، ثم أحضرت لها ماتريد،وانتقت منه وقالت:
-"هذا روعه بخليها تشوفه ذوقك حلو"
-"عيونك..اذا مقاسها خليها تاخذه"
-"بالحالتين بنفصل اصرو يلبسون مثل بعض مايكفي انهم يتشابهون"
ضحكت وقبل ان اعلق سألتني:
-"عمر متى بيصحى"
ابتسمت وذهبت لأوقظه
-"الحين"
.-.
حين نزل تبعته،بعد ان تبادلا التحايا،سألها:
-"وش سبب الزيارة المفاجِئة"
-"ليش مايصير ازور اخوي"
ضحك-"يصير طبعاً ...."
وقبل ان يتم جملته كانت رنيم قد لمست إحدى يديها الطاولة دون قصد،ليسقط كوب فارغ وينكسر!
ثم أطلقت صرخة قوية ،جعلتني اتوقف حيث كنت،ويتوقف عمر حيث كان، وصوتها جعلني أتوقع انها قد اصيبت لتقول لي عن بعد:
-"انتي ليش حاطته هنا؟ شوفي شلون"
فوجهتُ نظراتي لعمر،أهو خطأي!
ألقى بنظراته علينا ثم قال ويبدو انه يكبت غضبه:
-"طيب نظفيه"
ثم أضاف وهو يجلس بعيداً وتتبعه اخته:
-"شالمشكله كوب وانكسر"
شعور بالإهانة،وبالغضب يجتاحني، أيقول انه خطأي!!
أحضرت الأدوات وبدأت بذلك،لأني اخاف ان يجرح احد ان اخرت ذلك
كانت اذني تلتقط مايتحدثان به بالقرب، حتى قالت رنيم
-"ماشاءالله عليك ربة بيت"
وقد كنت مسبقاً انظف مافعلته بدم فار غضباً،منها ومما لم يفعله هو!
-" لو شهادتك مهمه!"
لم ارفع رأسي حيث كدت اجرح الأرض بتكرار العملية خشية ان ارفع رأسي لرؤية اندهاشهما من ردي او طريقته على الأرجح!
-"رسيل"
جائتني من عمر بنبرة هادئة،لالا بل هي ضجرة قليلاً، او ربما كثيراً..لكن الأكيد انها مستنكرة!
فتخطيتهم واتجهت للأعلى
.-.
كانت المناسبة التي يجهزن أجسادهن لها منذ فترة، ان قريبة لهن ستتزوج، ولعادة ما..سيجتمعون بها بعد مدة، وسيحضر الجميع
هذا ما اخبرني فيه عمر بعد يومين مما حدث
كنت اتجنبه،ليس غضب من يريد الصلح بل غضب من يطالب بهدنة!
ولم يتجرأ احد منا بفتح الموضوع مجدداً ،او ان يكسر كوباً ما ولو بالخطأ!
ربما استمرينا هكذا حتى اضطررت لتصعيب الأمور دون قصد حين قلت:
-"متى بتطلع؟"
رمقني بنظرة غريبة واجابني بسؤال-"ليش؟"
-"لي اغراض احتاجها عند خالتي.. وبترسلها لي"
حرك رأسه متفهماً او لامبالياً ،ثم بحركة سريعة عاد لينظر لي وكأنه بُلَّغ بأمر!
-"مع مين؟"
-"مازن"
ثم لم ادري ماذا اقول، وربما هو كذلك
-"بقولها ترسلها الحين..تنتظر؟"
لم يجبني
.
ما ان حضر مازن،بالطبع لم اره ولا ادري مالذي يتبادلانه بالخارج، وكما توقعت غادر
وقال لي عمر ما ان دخل
-" فيه شي نساه يقول اتصلي"
وجلس بذلك المزاج الثائر،ثم اذ به يضغط على رأسه،ثم يقف فجأة بمظهره المقلق ويقول:
-"على أي اساس يقول لي لاتدخن شايف بيدي الباكت ولا شام فيني سقاير"
ثم علا صوته أكثر من علوه وكأنما أرعدت السماء في وجهي
-"عشان صحتك يقول ليش اذا انتي شاكه بشي اسألي ولا تشتكين عند هذا"
اضاف دون ان اجرؤ حتى على الابتعاد
-"انا تركته من يوم وافقتي علي اصلا ماكنت ادخن قبل هي فترة وبدر يدري (نبرة صوته وسرعة مايقول عطبت استيعابي التفت وكأنما سيغادر فأضاف)اخوك اولى"
ثم ترك المكان لأستند على اقرب كرسي،اعيد تجيمع ذلك الانفجار
حتى ان يداي ترتعش،وعقلي يكرر الكلام كله في وقت واحد فيكاد عقلي يستقيل!
-أي سجائر وأي شكوى، ماذا قلت يامازن ماذا افسدت، حسبنا الله ونعم الوكيل!
_
_
.-.
.-.
الف فكرة ومليون مخطط كادوا يفجرون برأسي حينها، وكلما تأخر أكثر ازدادت احتمالية الجنون
كيف يفعل الجميع هذا بي!
اهناك من يلوم حلمي بالحرية بعد كل مايحدث! اذن نالوها انتم..خذوها فتخلصوا مني..دعوني!
ما ان سمعت الباب،اعدت ترتيب الكلام،وقفت وسألته:
-"مارديت على جوالك"
كانت ابعد من ان تكون خبراً او سؤال!
ربما لهذا واصل تجاهلي وهم َبالصعود
-"عمر"
هذه المرة الثانية ان كنت تحسب! لكنها الاولى بهذا الصوت الغاضب!
-"انا ماشكيت لمازن بشي ماكلمته حتى"
التفت وقال بنبرة ساخرة لم اعتدها!
-"ومن قال انك اشتكيتي"
اجهله الآن أكثر! تقدمت وانا امسد ذراعي الايسر قائلة:
-"انت عارف مافي شي اشتكي منه"
اتكئ على السياج،ومال بزاوية فمه للاعلى،وسكت كأنما ينتظر بقية حديثي المنتهي!
عندها،فقدت الرغبة في مواصلة البقاء او التحدث، لكني سألت ماكنت اود معرفة وكان ضمن المخططات الألف التي تمزق رأسي
-"ليش هالعداوة بينكم؟"
وكعادة الاسئلة المهمة،تخرج حين لايكون هناك من يرغب بإجابتها!
اعتدل في وقفته، زفر زفرة بالغة، وصعد للأعلى وهو يقول بصوت بسيط!
-"الحقير"
لاينقص عقلي هذه الليلة استيعاب المزيد!
تمنيت لو غضب بأكثر من كلمة،صرخ عوضاً ملئ رئتيه بالغضب،او حتى اقلها يطلبني عدم التدخل!
الحقير! بذلك الصوت المغلف بالهدوء شعرت به قد يحرق اطراف ثوبك،وقد يبقى رماد في فرشاة اسنانك،وقد تكون لو قيلت لي لاحترق ماينبض في جسدي
قبل ان ينطق بها كدت على وشك النطق ب-واصفح الصفح الجميل- جيد انني لم انطق بها..، هذا النوع من الكلمات دواء وانت لاتستطيع سوى مواصلة المرض،لاتشفى الا بعد ان تسأله السبب ،علني اعلمه!
فكل ما اعلمه الان انه حقير،كاذب بغيض، لاادري ماذا يريد،الديه انف اخر ليشتم رائحة التبغ التي لااشمها فيه، ام صحتي ذات فجأة!! صارت اولويات اهتمامك
،
،
كنا نتجنب بعضنا الايام التالية، بل نتجنب انفسنا ايضاً
لا ادري ان كنت انا من يتجنبه ام هو، لكن ما اعلمه انني لم اتعمد التحدث اليه ابداً خوفاً من شجار اقصد انفجار فيبدو على حافة امر ما، لكن الحقيقة كما قد تعلمون
ان الكلام شيء معقد جداً..!
.-.
.-.
قرابة الاسبوع وانا لا اتحدث الا نادراً في الهاتف فقط!
قبل هذا الاسبوع كنا في نظر الجميع كزوجين سعداء،وبعد ذلك الاسبوع ربما سنعود كما كنا او سنحظى بلقب اتعس زوجين!
لكن مااقلقني انني صرت آبهة بالايام واعدها حين نصبح بوضع سيء، اذلك يعني انني زوجة صالحة!
وحينما اصبحت كذلك تتجاهلني مطلقاً، وتجلعني اطلبك مواصلة ذلك رغم كل مايقلقني
لأن سكوتك قد يكون افضل من صراخك لأهتم، فانا قد لا اهتم!
أمطر علي اللامبالاة فأنا لا أعدك بأن يثمر شيء!
لو تعلم، لا ينمو لي شيء مهما سقيت، هذا ماعلمته في طفولتي، مذ بدأت ببذر القطن، سقيته كما فعل الجميع الا ان نبتتي وحدها لم تنمو
تلك اللحظة،ولو تعلم! منذ ذلك الحين،وانا اثق ان لاشيء افعله ينمو
تماماً كما أعي الآن لم تكن بذور الحرية التي جمعتها صالحة للنبات!
أمطر اللامبالاة أكثر أغرقني فقد افقد اهتمامي حقا عندما اغرق!
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك