رواية جروح من عبق الماضي -9

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -9

بصدرها .. وتنزل رأسها للأرض وكأنها توافقه على ما قالة
اما رائد لم يتحمل هذه الكلمة ووجه ضربة أخرى لوجه مصعب جعلت الدم يسيل من بين شفتيه .. فقرر مصعب أن يرجع الضربة لرائد واحتدم العراك بينهم .. هنا شعرت نجود بالخوف على رائد .. فهي مدركة تماما مدى خطورة مصعب وتهوره فتمتمت صارخة : كافي كافي .. انتوا ما تفهمون مالكم شغل فيني .. انا حره اسوي اللي أبيه .
لا أنت ولا هو له حق يتحكم فيني .. كافي تحكمات .. أطلعوا من حياتي وخلوني أرتاح .
تمتمت بهذه الكلمات وتوجهت للمنزل وأغلقت الباب بسرعة .. وجلست ع الأرض وظلت تبكي بحرقة
رائد لم يصدق ما سمعته أذنيه توجه مباشرة نحو منزلها ووقف بمقربه من الباب وتمتم بخوف : نجود إنتي بخير
نجود وهي تضم راسها بين قدميها وتبكي بحرقة تمتمت بألم : روح يا رائد .. تكفى روح ليش ودك تعذبني كذا
رائد وهو يلصق رأسه بالباب قاطعها بخوف : نجود إنتي أيش تقولين أنا مو سامع شيء .. تكفين أفتحي الباب
نجود وبكائها بداء يعلوا تمتمت بحزن كبير : وش اللي بقى عشان اقوله يا رائد !! مو كافي أني خسرتك
رائد قاطعها بصوت مرتفع : نجود تكفين ردي علي .. خبصتي قلبي .. تكفين لا تسوي فيني كذا .. طمنيني عليك ؟!
نجود كانت حائرة .. لما يهتم رائد بأمرها هكذا .. إذا كان لا يحبها فما سر ذلك الأهتمام الغامض .. تمنت أن تفتح الباب وتسأله هذا السؤال .. فمنذ لحظات بسيطة كانت متوجهه إلية .. ما الذي جعلها ضعيفة هكذا .. رائد الآن بقربها وهو أنسب وقت لتعرف حقيقة مشاعره أتجاهها .. أدركت لحظتها بأن ما فعلته وخروجها من المنزل كان أكبر خطاء .. رائد لم ولن يكون لها .. مسحت دموعها .. و قررت أن تتجاهل صوت رائد وتوجهت مباشرة نحو غرفتها لتغرق مع حزنها
مصعب وهو يقترب منه تمتم بسخرية : خلاص يا رائد أرجع البيت ولا تذل نفسك أكثر عن كذا ؟! نجود ما تبيك ..
رائد رمقه بنظرة غضب ثم ولى ذاهبا ولم يعيره أي اهتمام
:
:
وفي مكان آخر .. مكان لا يتواجد فيه إلا اناس هربوا أو حرموا من واقعهم .. كانت هناك ممسكة بذلك المصحف الصغير تمعن النظر فيه وتقرأه بتدبر .. كان على خدها خطان أبيضان من شدة بكائها .. كان الظلام حالك إلا من أباجورة صغيرة تشغلها فقط إذا أرادت ان تقرا بعض مما أنزله الله .. أصبحت منعزلة ومنطوية ولم يصبرها على هذا الضيم والعذاب إلا قربها من ربها .. أغلقت المصحف .. وأخرجت من جيبها تلك الصورة القديمة البالية وضمتها لصدرها وكلها لحظات قليلة حتى أخذت تقبلها .. وضعت يدها على خدها وتذكرت واقعها القاسي .. أرجعت الصورة مره أخرى لجيبها .. ووضعت رأسها على تلك الأرضية الصلبة .. بكت وبكت وبكت كثيرا وهي تفكر في أبنتها والأوضاع التي أجبرتها أن تتخلى عنها في لحظة ضعف حتى تملكها النعاس وغطت في سبات عميق
:
:
بعد عراكه مع رائد تملكه القهر والغيض وأتصل بصديقة فيصل الذي لم يره منذ سنوات .. ظل ساهرا معه حتى وقت متأخر من الليل .. وبعدها عاد إلى المنزل وكان الكل يغط في سبات عميق
أما سندس لم تستطع ترتيب أفكارها جيدا وهذا ما وترها .. وجعل النوم يفارق عينيها .. كانت الكثير من التساؤلات تدور برأسها .. شعرت للحظة بالعطش وتوجهت مباشرة نحو غرفة الطعام لتحتسي بعض من الماء .. وتفاجأت بوجود مصعب والدم عالق بين شفتيه وهذا ما أخافها أكثر .. فتوجهت إليه مسرعة
سندس بخوف : بسم الله الرحمن الرحيم .. إنته من وين طلعت ؟!
مصعب أحتسى الكثير من المشروب .. لهذا لم يكن واعيا لتصرفاته ..
سندس بخوف وهي تكرر سؤالها عليه مجددا : مصعب أيش فيك ..!! وليش وجهك وحالتك معتفسة كذا
مصعب قاطعها بقهر : رائد لازم يبعد عن نجود فاهمه لازم
سندس والحيرة تتملكها : إنته وش تقول ..!! رائد نجود !! وش السالفه
مصعب وهو يضحك بشكل غريب : نجود تحب رائد ... ههههههههه ورائد يحب نجود .. بس نجود بتحب مصعب .. ومصعب بيذبح رائد !! وبكذا تكون نجود لمصعب .. ويكون مصعب لنجود .. فهمتي يا شاطرة
سندس وهي تنظر إليه باستغراب تمتمت بتوتر : مصعب إنته شارب شيء
مصعب باستخفاف : هههههههههههههه إيه سندس إيه .. صدقيني نجود راح تكون لي انا وبس
سندس : مصعب أنته شربت ليش أنك تحب نجود ..ما توقعت عقلك صغير هـ الكثر ؟!
مصعب : ما أحبها ههههه ما احبها .. بس رائد ما راح ياخذها صح .. قولي صح
سندس بتوتر : لا يا مصعب رائد مستحيل يتزوج نجود ليش أنه خطبني
مصعب وعيناها بدت تتسع : طيب دام أنه خطبك وش اللي مجلسك هنا .. روحي معه وفكينا من بلاه
سندس : استغفر الله بس .. مصعب تعال قوم أوديك غرفتك .. أخاف خالد يصحى وتستوي سالفة
مصعب : لا لا إنتي لازم تروحين عند رائد .. عشان يخليني مع نجود براحتي زين .. راح تروحي صح ؟!
سندس وهي تهز رأسها والحزن يتملكها على حال شقيقها وتؤامها : طيب طيب .. إنته بس هدي نفسك وتعال عندي
أخذت سندس مصعب إلى غرفته .. وبمجرد أن وضعته على سريرة غط في سبات عميق .. أما هي فبداء الخوف يتملكها .. فما قاله مصعب منذ لحظات أكد لها كل شكوكها .. خافت للحظة أن يتراجع رائد عن قراره ويختار نجود تملكتها الغيرة والقهر .وتمتمت بتحدي : لا يا سندس إنتي مش من النوع اللي يتاخذ منك شيء بسهولة .. ونجود إذا فكرت تاخذ رائد مني راح تتعب كثير إنتي قربي منه بس يا نجود وبتشوفي سندس إيش بتسوي فيك راح أكلك بأسناني
:
:
وفي أحدى المنازل القديمة .. كانت هناك تصارع النوم .. شعرت بملل كبير أخذت هاتفها .. وظلت تقلبه يمنه ويسرى وهي حائرة لا تعي ماذا تصنع .. أدخلت الرقم وضغطت على الأرسال ولكن سرعان ما أغلقته .. شعرت للحظة أنها يجب أن تلعب بهدوء حتى لا يكتشف تركي ما تخطط له .. تلك هي أماني ما زالت ترسم أمالا بأن تصبح ثرية يوم ما .. ولا يوجد أحد أفضل من تركي يحقق لها ذلك كما تضن هي .. غطت أماني في نوم عميق وتلك الأفكار ما زالت تتبعها حتى في حلمها .. فكل أحلامها كانت وردية مكسوة ببريق المال والكبرياء والجبروت ..
:
:
عاد من المنزل وكلمات نجود تترد في ذهنه .. وأسئلة كثيرة تدور في مخيلته .. ما الذي جعل نجود تتغير عليه هكذا .. لأول مره تكلمه بهذه الجرأة .. وما سبب غضبة عندما رآها قريبه من مصعب هكذا .. بداء كلام صديقة ليث وشقيقته ميس يتردد في باله كثيرا .. هل يعقل أن سبب غيرتي هو حبي لها .. ولكن سرعان ما بدد هذه الشكوك فغدا سيذهب ليخطب سندس بشكل رسمي ... غسل وجهه بماء بارد ومسح على شعره ولكن صورة نجود لم تفارق مخيلته .. أغلق الماء بسرعة وتوجهه نحو سريرة .. وهو يحاول أن يقاوم المشاعر التي بداخلة رغبة في تكذيبها ..
:
:
أما ليان فلم تستطع النوم هي الأخرى .. ظلت تفكر طوال الليل سبب تصرف هيثم .. وجرأته بأن يطرق باب منزلها .. كان هيثم شخصية تشد ليان كثيرا .. رجولته المكسوة بالطيبة وتعلقه الكبير بأبنته راما .. كل هذه الأمور جعلته كبيرا في نظرها .. كانت متأكدة بأنها أصبحت تحبه .. ولكن خوفها من أن تأخذ رجل مطلق ولدية طفلة كان أكبر .. ارتسمت دمعة على خدها .. شعرت أن الأيام القادمة قد تكون قاسية .. ولكن لا بأس بالقليل من الأمل ..
:
:
وهناك في أحدى زوايا المنزل المظلمة .. القهر والغضب والرغبة في الانتقام كانت تنهش بجسده توجه إلى غرفة الطعام .. أخرج الصحيفة التي ألقى بها في سلة القمامة وظل يتأمل ذلك الوجه بتمعن والكرة يكسو ملامحه .. شعر أن نهايته باتت قريبة .. ولكن كل هذا لن يشفي له غليله .. أشد ما كان يتمنى أن يراه مكسورا والحزن مسيطر على ملامحه .. ضغط على الصحيفة بقوة ثم أخذ بتمزيقها وهو يتعهد بأنه سيمزق ذلك الشخص مثلما تمزق هذه الصحيفة
ا

صبــــــــــــــآح اليوم التــــالي .. المملكة العربية السعودية .

/\
/\
.
ارتدت ملابسها بسرعة وخرجت من غرفتها على عجل خوفا من أن تفوتها السيارة ... وجدت أمها في الخارج طبعت قبلة على خدها وتمتمت بحب : صباح الخير الغالية
سويرة وهي تتظاهر بالإعياء : وأي خير يا بنيتي .. أحس ظهري يتقطع
نجود علمت أن أمها ستعود لسيرتها الي اعتادت أن تسمعها لها كل يوم .. فتمتمت وهي تحاول أن تخفي ألمها : ما عليه يمه أستحملي شوي .. ودي أساعدك بس إنتي عارفة السيارة واقفه براء تنتظر وما يصير أخليها واقفة
سويرة : وش لك بالدراسة .. ساعدي أمك وتاخذي أجر
نجود وهي تخفي حزنها : ما عليه يمه هانت ما باقي إلا هـ الكورس ونخلص
سويرة : وش قرصه بعد
نجود وأبتسامه بسيطة ارتسمت على شفتيها الذابلة : هههههه الله يهديك يمه لا رجعت فهمتك السالفه عن أذنك
خرجت نجود وأغلقت الباب خلفها وجهت أنظارها إلى منزل رائد وتأملته بعمق كانت تتمنى أن ترى رائد خصوصا بعد ما حدث معها البارحة .. فلقد أدركت أن صورتها تشوهت أمامه . رفعت رأسها للأعلى قليلا ولمحت فتاه تمعن النظر فيها ويبدو من عينيها بأن الكره يتملكها .. ارتبكت نجود قليلا ولكنها حاولت أن تخفي توترها فارتسمت على شفتيها ابتسامه ثم لوحت لها بيدها بحب وصعدت إلى السيارة ..


:
:
أما رائد لم يقدر على النوم فطيف نجود كان معه .. وما حدث له البارحة كان يعاد في ذاكرته وكأنه شريط سينمائي استيقظ وهو يشعر بالدوار أخذ حماما ساخنا ثم ارتداء ملابسه وتوجه مباشرة إلى خارج الغرفة .. شاهد ميس على طاولة الطعام فتمتم بتعب : ميس أنا أنتظرك براء.. حاولي ما تتأخرين ..
ميس وأنظارها مشتتة بين الطبق الذي أمامها وبين رائد تمتمت بحيرة : ليش ما راح تفطر
رائد وهو يحاول أن يخفي غضبة والغيرة التي تكاد تحرق قلبة : لا .. بفطر مع ليث
ميس : طيب .. بس ليش شكل وجهك كذا .. كأنك ما نمت البارحة
رائد وهو يحاول ان يخفي ضيقته : ههههههه إلا قولي وجهي معتفس من كثر النوم يلا بس هذرة ولا تتأخري
ميس بابتسامه : خلاص ثواني وأكون عندك
ام رائد وهي تحمل أبريق الشاي قاطعته سريعا : رائد على وين يا ولدي وبعدك ما فطرت
رائد وهو يطبع قبلة على رأس والدته : يمه تأخرت على الدوام .. بفطر فالمستشفى
ام رائد : لا مستحيل أخليك تطلع .. انا صحيت من الصبح عشان اسويلك الفطور اللي يحبه قلبك
رائد : ودي والله يا يمه بس انا عن جد تأخرت
ام رائد والغضب يتملكها : إيه لما كنت توصل بنت سويرة ما قلت بتأخر .. وشمعني اليوم . ناس وناس .!!
رائد وهو يهز براسه : الله يهديك بس يمه .. وش دخل نجود بسالفتنا .. رجيتوا راسنا فيها .!!
ميس وهي تعقد حاجبيها غير مستوعبة لما سمعته تمتمت بصوت منخفض : معقولة زواجه من سندس غيره بالسرعة هذي .. لا الموضوع فيه أن ..! رائد ما يقول كذا إلا أذا نجود مزعلتنه ؟!! أحسن شيء أشوفها وأفهم اللي صاير
قطع حبل أفكارها أم رائد وهي تصرخ بصوت مرتفع : إلا دخلها ونص .. وبسك هذره وتعال خذ لك لقمة ..
رائد بتعب : طيب يمه .. أهم شي راحتك يا الغاليه
ام رائد : المهم يا وليدي اليوم أرجع بدري عشان نروح نشتري شوية غريضات عشان الخطوبة
رائد والضيق يتملكه : طيب يمه اللي يريحك .. متى نروح صوبهم
ام رائد : قلت لهم على تسعه
رائد : زين سويتي
ميس بصوت منخفض : رائد ترى تونا في البداية .. أحسك مو طبيعي إذا مو مرتاح تقدر تكنسل السالفة كلها
رائد وهو ينفجر غاضبا في وجهها : ميس نحن ما خلصنا
ميس والدموع بدت تغرغر في عينيها : طيب هذي حياتك وانته حر فيها .. أنا الغلطانة ليش أني خايفة عليك
ام رائد : ما عليك منها .. تحوص وتدور بس عشان تاخذ حبيبة قلبها نجود .. ما أدري وش شايفه حلو فيها .. جمالها كله أجنبي .. ونحن لا بغينا نخطب .. ندور على الجمال السعودي الأصيل
رائد وهو يتظاهر بالسعادة : يمه سندس بنت حلال .. وانا متأكد إني ما راح أندم لو خذيتها
ام رائد : ايه يا وليدي خلك كذا .. لا تخلا ميسوه تلعب بعقلك
:
:
علم مصعب بخطوبة رائد لشقيقته سندس وهذا ما أثار غضبة وتمتم بجنون : خالد إنت تخبلت تزوج أختك لواحد نفس هذا .. قلوا الرجاجيل في البلد .. حطوها في بالكم دام راسي يشم الهواء .. رائد ما راح يشم ريحة سندس فاهمين
خالد بثقة : رائد رجال والنعم فيه .. والكل يشهد بأخلاقه وطيب اصله .. وتأكد انه مو محتاجين لموافقتك
ام خالد : ايه صادق وليدي .. لو نلف وندور ما راح نلقى أحسن من رائد
مصعب قاطعهم بغضب : إيه ترى انتوا عليكم بالظاهر .. وش دراكم باللي يدور بداخلة ..
خالد بغضب : طيب يا ابو الأخلاق اتحفنا بما عندك
مصعب والغضب يتملكه : تطنز علي يا خالد !!
خالد : هههههه وليش أتطنز عليك ..!! قول اللي مو عاجبك في رائد .. وخلنا نخلص .!! لا تلف وتدور
مصعب : كل اللي أقدر اقوله لك .. انه رائد إذا تزوج سندس راح تكون أكبر غلطة .. وبتدفعون ثمن هـ الشي غالي
خالد وهو يعقد حاجبية : وليش أن شاء الله !!
مصعب قاطعه بثقة : انا حذرتكم وانتوا عاد بكيفكم
ام خالد بخوف : يمه مصعب إذا تعرف شيء عن رائد خبرنا .. ترى سندس توأمك واللي يضرها أكيد بيضرك
مصعب : والله يمه بيني وبينك .. أوقات أحس انه انا وسندس مستحيل نكون أجتمعنا في رحم واحد
خالد بغضب : وليش عاد ..
مصعب : أنا غير طالع ذكي وألقطها وهي طايرة على عكس أختك .. تتبع عواطفها وبس
خالد بعصبية : اقول أسكت بس .. نحن عطينا الرجال كلمة واليوم الساعة تسعة لازم تكون موجود فاهم
مصعب بغضب : اقولك انا مش موافق ..!! وتقولي لازم أكون موجود إنهبلت انته ..!!
ام خالد : مصعب بس يا ولدي هذا أخوك الكبير
خالد بغضب : خليه يمه ..!! دلعك هو اللي وصله لهالمرحلة صار ما يعرف يحترم أحد ..
سندس كانت تسمع من بعيد .. وكانت مدركة تماما سبب رفض مصعب لرائد توجهت إلى هناك بهدوء وتمتمت بصوت منخفض : مصعب ممكن أتكلم معاك شوي
مصعب : وش بقى بعد ما تكلمنا فيه .. أسير أفطر براء ازين لي
سندس وهي تشده من يده قاطعته وهي تصك على أسنانها : مصعب الموضوع يخص رائد ونجود .. تعال بس
مصعب بمجرد سماعه لهذين الأسمين تملكه الفضول وتبع سندس والأفكار تأخذه يمنه ويسرى
خالد والحيرة تتملكه : وش صاير بينهم هذيلا الأثنين
ام خالد : ما عليك منهم .. عسى تقدر تقنعه بس


::
::


مصعب بغضب : هاه قولي ايش عندك وبسرعه ترى مو فاضي لك
سندس : مصعب أدري انه سبب رفضك لرائد هو نجود
مصعب بغضب : ايش ..!!! لا إنتي أكيد أنهبلتي ... نجود أصلا أخر همي
سندس : مصعب هدي نفسك وأسمعني للأخر بس ..!! وبدون ما تقاطعني
مصعب باقتناع : طيب قولي أيش عندك
سندس وهي تجلس بجانبه : صدقني يا مصعب رائد يحبني انا .. حسيت هـ الشي من نظراته .. لما كنت انا مع نجود يوم مرضت رائد هو اللي أشرف على علاجها .. بس نظراته كلها وجها عندي ولا أهتم بنجود .. رغم أنها كانت محتاجة لاهتمامه أكثر .. مو رائد اللي يحب نجود العكس هو الصحيح يا مصعب .. نجود هي اللي تحاول تتلصق برائد
مصعب وهو يعقد حاجبية : طيب واللي شفته البارحة
سندس بثقة : ايا كان اللي شفته البارحة .. صدقني رائد عمره ما فكر فنجود .. قتلك نجود هي اللي تبي رائد
مصعب : اها عشان كذا لما شافت رائد قريب منا .. حاولت تتقرب مني .. وعاملتني كأنه حبيبها مو عدوها .!!
سندس : يعني فاهم علي ..
مصعب : بس رائد لما شاف هـ الموقف عصب .. وكل هـ العلامات اللي بوجهي سببها غيرته على نجود !!
سندس : ههه أي غيرة .. مصعب أنته شخص معروف بطيشك في الحارة .. ورائد لأنه شهم لو شافك واقف عند وحده غير نجود راح يسوي نفس هـ الموقف وأكثر .. يعني اللي صار امس كان جدا طبيعي ..
مصعب بغضب : يعني قصدك أني انسان طايش وما يتأمن علي .!!
سندس : انته انسان متهور ولا تفكر بـ العواقب .. وابيك تتأكد أنه زواجي من رائد فرصه .!! راح تنفك وما تضرك
مصعب والحيرة تتملكه : كيف يعني !!
سندس بدهاء : زواجي منه راح يخليه يبعد عن نجود وتستغل انته حبها لرائد وضعفها وتحاول تكسبها .. وبكذا تكون أنت وصلت للي تباه وانا تزوجت من رائد .. ومحد بيخسر في النهاية غير نجود .. بس أنت شغل عقلك شوي
مصعب : ههههههههههه والله فكره .. الحين فعلا تأكدت انك توأمي
سندس : أعجبك يا خوي .. ثم تمتمت بداخلها .. وهذي أول مشكلة وأنحلت باقي أنتي يا نجود .. ولازم اتفاهم معاك
:
:

فــــي المستشفى

:
حكى رائد كل ما حدث له ليلة البارحة مع نجود ومصعب لليث الذي هو ايضا تملكته الحيرة من تصرفات رائد الغريبة
شعر ليث للحظة بأن رائد اصبح مشتتا ..حبه لنجود واضح ومع ذلك يحاول تجاهله قدر المستطاع وهذا اللغز حيره أكثر
رائد بتعب وهو يستند على كرسي قريب : وهذا كل اللي صار معي يا ليث
ليث والحيرة تتملكه : طيب وأنته ليش مكدر خاطرك كذا ..!! نجود من حقها تختار .. هذي حياتها وأنت مالك حق تدخل
رائد : ايه انا معاك فهـ النقطة .. بس مو مصعب يا ليث ..!! مصعب ما يناسبها أبد
ليث : وانت أيش عرفك من اللي يناسبها ومن لا .!!
رائد والألم يتملكه : آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا ليث تمنيتها لما نطق مصعب كلمة الحبايب سكتته ..!! بس لا هي سكتت وما تكلمت .. يعني لو ما كان بينهم شيء كان نطقت بحرف واحد ع الأقل .. بس الظاهر أنه مصعب عاجبها
ليث قاطعه سريعا : يعني اللي حارق قلبك الحين انه نجود أكدت لك كل شكوكك .. ولا لأنها اختارت مصعب !!
رائد بغضب : نجود تفكيرها محدود .. مش نجود اللي كبرتها بأيدي ..تجرأت ورفعت صوتها تخيل يا ليث .. نجود اللي كل ما شافتني ما ترفع عينها عن الارض .. أمس بكل قواة عين تقولها وبالفم المليان لا تدخل في حياتي وانا حره ..!!
ليث : رائد انته لازم تنسى نجود خلاص .. هي كبرت وما عادت البنت الصغيرة اللي كانت تحكي لك كل أسرارها ..
خلاص يا رائد لازم تعود نفسك أنك ما راح تلاقي نجود قدامك متى ما أشتقت لها وحنيت أنك تسولف معها .! هي صار لها حياه خاصة .. وأسرار خاصة بعد .. وما يصير تبوح فيها لأي حد .. حتى لو كنت أنت
رائد وهو يشد شعره للوراء : طيب ودي أفهم أيش اللي غيرها علي ...!! حتى لو كبرت راح تضل بعيني صغيرة .!!
ليث : هـ السؤال لازم تسأله نجود ..!! وهي أكيد عندها الجواب لكل أسئلتك
رائد : بعد اللي صار أمس.. صعب أكلمها .. صعب أحط عيني في عينها .. نجود أهانتني وأهانت نفسها .!
ليث بألم : يعني فنظرك نجود غلطانه
رائد بحزن : وأكبر غلطانه بعد ..!! والا فيه وحده عاقل تطلع نص الليل وتشوف شخص متهور مثل مصعب
ليث : رائد للحين متأكد انك خذيت القرار الصح
رائد وعيناه تتسع : أيش تقصد بالقرار الصح ؟!!
ليث : أقصد خطوبتك لـ سندس .!!
رائد قاطعه سريعا : ليث انته تعتقد أنه غيرتي نابعة من حبي لنجود .. كل ما في الموضوع أني خايف عليها
ليث : رائد ليش مو راضي تبطل عيونك وتصحى على نفسك .. انته تحبها .. وبالقو بعد
رائد : لا مستحيل أكون حبيتها .. لما شفتها لأول مرة كان عمري 8 سنين وعاهدت نفسي من ذاك الوقت اكون لها الأخو والصديق .. بس الدنيا غيرتها علي .. ليث نجود بالنسبة لي أخت حالها من حال ميس
ليث : طيب يا رائد هدي نفسك ..!! نجود أختارت خلاص .. وخلها تتحمل نتيجة قرارها ..


::
::


سلطنـــــة عمـــــــان الساعة التاسعة صباحا
/\
/\
كانت جود في المكتبة غارقة كعادتها في قراءة أحدى الكتب .. نظرت إلى ساعتها ووجدتها قاربت التاسعة .. ابتسمت فبعد قليل ستبدأ محاضرة إياد .. إياد الذي ما زالت تجهل هويته الغامضة .. وقررت ان تحاول معرفة شخصيته
خلود بابتسامه : صباحو يا حلو..
تهاني : جود إرحمي حالك .. من وصلتي وإنتي في المكتبة .. مقطعة الكتب تقطيع ..
جود بابتسامه : هههههههههههه ولييييية وانتوا من وين طلعتولي .. من شوي كان الجو رومانتيك
خلود بصوةت مرتفع : أقول يا أم رومانتيك .. ترى محاضرة ايادوه بدت .. وخلينا نلحق عليها
جود وهي تخلع نظارتها التي اعتادت على ارتدائها عند القراءة : خلود لو سمحتي قولي أسمه عدل
تهاني : طالع هذي ..!! جوجو نسيتي أنه أهانك قدامنا وقدام شجونوه الغليظة
جود : وأن يكن .. يظل دكتورنا .. ومجبورين نحترمه ..
خلود : انا عني وحده .. ما راح أحترمه .. إلا في حالة وحده
تهاني باستهبال : واللي أهي ..!!!!
خلود بثقة : إذا إحترمني طبعا
جود وهي تهز برأسها : اوف انتوا الثنتين ما منكم فايدة أبدا ... وكأنكم أطفال .. اقول خلصونا وطوفوا قدامي
خلود باستهبال : من بعدكِ يا مولاتي ..!!
جود بابتسامه : يا ربي مجانين .!! الله يكملكم بعقل
::
:
كانت شجون تجلس على إحدى الممرات تنتظر إياد بشوق وشغف وبمجرد أن شاهدته شعرت بالخوف فقد كان الجبس موضوع على إحدى يديه توجهت مباشرة نحوه وتمتمت بنبرة يتملكها الحب ممزوجة بخوف : دكتور عسى ما شر
إياد قاطعها بابتسامه : لا كل خير .. حادث بسيط
شجون وعيناها تتسع أكثر : وش بسيط .. كل هذا الجبس وتقولي بسيط ..!! المهم أنته طمني كيف صحتك ؟!
إياد بابتسامة شاحبة : طيب ..
شجون : طيب شو رايك بعد ما تخلص المحاضرة أعزمك على كوب كوفي
إياد بكبرياء : اها وممكن أعرف ليش
شجون بغنج : اعتبرها عربون محبه.. أو نحتفل بسلامتك .. اللي تبي تفكر فيه فكر !! أهم شيء نشرب قهوه مع بعض
إياد بغضب : إيش ..!!
شجون والخوف يتملكها : هاه لا لا .!! لا تفهم غلط بس حبيت أمزح
إياد مشى من أمامها بشموخ ولم يبالي بما قالته .. وهذا ما أغضب شجون وتمتمت بقهر : طيب يا إياد اوريك ..!!
رأته جود من بعيد ولا شعوريا أخذت تركض خلفه .. وتصرخ بصوت عالا : دكتور إياد .. دكتور إياد لحظة .!!
خلود بحيرة : بلاها هذي تخبلت .. وش فيها تركض كذا ..
تهاني : علمي علمك .!!
خلود : شوفي ايده الظاهر مسوي حادث محترم .. أكيد من دعاوي جود .. ليش أنه قهرها كثير
تهاني : ههههههههههههه تفسير جدا منطقي .. عجبني عن جد
خلود قاطعتها باستخفاف : خلاص سيفيه عندك طيب ..!!
::
إياد كان يمشي بثقة ولكن صوت صراخ جود أوقفه فأدار برأسه نحوها وتمتم بجدية : خير فيه شيء
جود كانت الابتسامة والسعادة مرسومة على شفتيها وبمجرد أن شاهدت ملامح الجدية في وجه إياد ارتبكت
إياد أعاد عليها السؤال مجددا : جود إذا عندك شيء قوليه بسرعه .. أنا مشغول كثير
جود هي تشد شعرها للوراء تمتمت بقلق : دكتور إياد إيش فيك ..!! للحظة ضنيت اني فهمتك ..!!
إياد قاطعها بثقة : جود إختصري إيش بغيتي .!!
جود وهي تحاول أن تخفي ألمها : لا ولا شيء .!! بس كنت أبا أتطمن على أيدك
أياد قاطعها بصوت مرتفع وهو يضع يده أمام عينيها : وأنتي وش شايفة .!!
جود وهي تكتم غضبها تمتمت بقهر : شايفة أنسان الغرور يتملكه .. وما عنده حتى أسلوب يتعامل فيه مع طلابه
إياد قاطعها بغضب : إنتبهي لكلامك
جود بثقة : والله أنا الغلطانة أني جاية أسأل عليك .. ولا أنت مو كفو أحد يسوي فيك خير عن إذنك
إياد قاطعها بصوت مرتفع : لا أنتي أكيد مب صاحية
جود : لا صاحية وواعية لكل كلمة قلتها .. وراح أعاملك نفس ما تعاملني بالضبط .. وبنشوف من يضحك بالأخير تمتمت بهذه الكلمات وأدارت له ظهرها وهذا ما أغاض إياد
دخلت جود وجلست في المقعد الأمامي بشموخ أخرجت قلمها وظلت ترسم بعض الأشكال الغريبة .. وجلست بجانبها تهاني وخلود .. .. خلود تعجبت مما تفعله جود فقاطعتها بصوت منخفض : جود وش فيك .. القلم راح ينكسر بإيدك
جود وهي تضغط على القلم بقوة قاطعتها بغضب : مو شغـــلك .. خليني في حالي ..!!
تهاني وهي تنظر إلى خلود تمتمت بخوف : وش فيها
خلود : أكيد إياد زعلها .. المهم ما علينا .. خلينا نحاول ما نضغط عليها ..!
دخل إياد وألقى التحية وبمجرد أن سقطت أنظاره على جود ظل يتأملها ثم تمتم غاضبا : جود

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات