بارت من

رواية احلامي المزعجة -59

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -59

صاح بضيق من اعلى السلم : اين نور ؟
نظرت الي زوجها بابتسامة هادئة : خرجت
نزل سريعا ليقف من خارج طاولة المطبخ : نعم ارى هذا ، الي اين ؟
ردت بهدوء : الي انجي ، لتبارك لها على مولودها الجديد
لماذا لم تخبرها عمر ؟
جز على اسنانه غضبا : وطبعا انت من وراء هذا الاقتراح العبقري ؟
هزت كتفيها ببساطة : اخبرتها ان تذهب لتبارك لهم فيوسف وانجي اصدقائها
نظر لها بغضب لتساله بهدوء : لماذا غاضب عمر ؟ هل لأنها ذهبت اليهم ،ام لأنك خائف من عودتها الي زوجها
نظر اليها مطولا لتعطي اليه ظهرها وتكمل عملها في المطبخ : اعتقد انك لا تريد عودتها الي ياسين ، واعتقد ايضا انك ترى انه اصبح لا فائدة لوجوده ، فمن كنت تريد ان تحمي شقيقتك منه مات ، اذن
لفت تنظر اليه وهي تعقد حاجبيها : لماذا يظل ياسين يحتفظ بشقيقتك ؟ لا فائدة من وجوده ولا فائدة من وجود نور معه
فانت تريد شقيقتك الي جوارك ، والان اصبح لا يوجد عمل لياسين فلنتخلص منه ،وتعود الامور الي طبيعتها ، اليس كذلك عمر ؟
فغر فاه وهز راسه نافيا : لا طبعا
رفعت حاجبيها بعدم تصديق : حقا ، اذن لماذا تبين لنور امتعاضك عندما تأتي سيرة ياسين من بعيد او قريب ؟
ام انك تشعر بالغيرة ممن امتلك قلب اختك ومن قبلها والدتك
ضرب طاولة المطبخ بقوة جعلتها تنتفض ليسال بصوت غاضب منخفض : من اين اتيتي بهذا الكلام علياء ؟
انتفضت من نظرة عينيه الغاضبة : لقد قراته في مذكرات والدتك
اقترب منها لتبتعد عنه وهو يهمس بفحيح : ومن اين لكي بها؟
__ نور اعطتني اياها فقراتها
زم شفتيه بغضب واضح وانصرف من امامها ليصعد الي الاعلى
لتتمتم من بين شفتيها : ما هذا الغباء علياء، الم تستطيعي ان تتحكمي بلسانك ولو قليلا ؟
خلعت مريلة المطبخ من عليها وقررت ان تصعد خلفه لتراضيه فالغضب ظهر على وجهه جليا


دخلت لتجده جالس امام التلفاز ولا ينظر اليه تعلم جيدا ان ليس منتبها الي ما يعرض على الشاشة الصغيرة ، تقدمت منه ببطء وجلست الي جواره ليشيح بوجهه غاضبا منها
مسكت يده بهدوء : لا تغضب عمر ، ولكني مستاءة من موقفك الذي اتخذته ضد ياسين
جز على اسنانه لتكمل : الم ترى كيف كان مقيما بالمشفى من اجلها كان ينصرف عندما يراك فقط ، ولكني علمت من الطبيبة انه كان يجلس الي اذان الفجر ثم ينصرف ، كان يسافر الي الاسكندرية كل يومين من اجل ان يرى نور ، وهو يعلم انها سترفض مقابلته ،
اليس هذا كافيا لتتأكد من حبه لشقيقتك؟
ثم هل يعجبك وضع نور هذا ، فهي تموت شوقا اليه كل يوم ، وكل يوم تنتظر مكالمته لها او يأتي ليراها وانت لا تريد ان تخبره حينما يتصل انها تريد رؤيته
قال بغضب : لم تخبرني علياء بانها تريد رؤيته ،
قالت بضيق : وانت اعمى عمر ، الم ترى كيف لا تستطيع النوم لأنها بعيدة عنه ، الم ترى كمية المجهود الذي تبذله لتشعر بالتعب وتتوقف عن التفكير ؟
هز راسه بضيق : لم اقتنع ان كل هذا بسبب ياسين
ضحكت بخفة : بل شعرت بالغيرة منه عمر ، فأجبرت عقلك على عدم الاقتناع بان كل التغييرات التي طرأت عليها بسببه
ثم انت غاضب لأني قرات مذكرات والدتك ،ام غاضب اني نبهتك انك شعرت بالغيرة من الطفل الجميل الذي احتل قلب والدتك قبل مجيئك
نظر لها بغضب ، لتكرر: افهمت جملتي عمر ، احتل قلب والدتك قبل مجيئك ، فانت طفلها عمر وتحبك اكثر من باقي الاطفال التي راتهم من قبلك ، ولكن ياسين كان مميزا بالنسبة اليها فهو ابن صديقتها الي كانت بمرتبة اختها ،
زفر بضيق لتقول بهدوء : لا تغضب مني عمر ، ولكن بصراحة شعرت بالفضول لأعرف والدة زوجي الحبيب
ابتسم بألم : ما رايك بها ؟
__ اعجبت بشخصيتها المرحة المنطلقة ، اعتقد انك تشبهها اكثر من نور
ابتسم وشرد ليقول بحزن : ظلمتها كثيرا عليا ، لم افهم ما حدث لها ، لأعيش عمري كله غاضبا منها وناقما عليها
ربتت على كتفه : اقرا لها الفاتحة واطلب لها الرحمة
وادعو لها ، فهذا ما تحتاجه منك الان
هز راسه ايجابا لتسال بصوت منخفض : ماذا ستفعل مع نور ؟
ابتسم وهو ينظر اليها : ما الشيء المطلوب مني عليا ؟ فانت تريدين مني ان افعل شيء محددا .
ضحكت بمرح : اذا لم تطلب منك نور اليوم ان تعود الي زوجها ، فلتتصل انت بياسين وتخبره انك منتظره يأتي ليشرب كوبا من القهوة معنا ويتفاهم مع زوجته
__ حاضر يا سيدتي ، أي خدمة اخرى
ابتسمت بدلال : الان لا ، دعني افكر قليلا
نظر لها يتأمل ملامحها الجميلة والتي تزداد جمالا يوما بعد يوم ليقول بخبث : لدي انا طلب هام
اقترب منها اكثر لتبتعد عنه وقالت بضيق : عمر انت تعلم بأمر الوحم .
زفر بضيق ونهض واقفا لتضحك : الم تخبرك وفاء ان هذا دليل على حبي لك ؟
نظر لها وقال بغيظ : من فضلك اكرهيني
دوت ضحكتها مجلجلة ليشاركها الضحك لتقول بمرح : لا استطيع حبيبي ، ثم هانت باقي اربعة ايام وادخل الي شهري الرابع ووفاء ابلغتني ان الوحم سينتهي حينها
نظر الي النافذة وهو يراقب شيء ما وقال بتلقائية : انتهى الوحم ام لم ينتهي لن استطيع الصبر اكثر من ذلك
همت بالرد لتشعر بتركيزه فسالت باهتمام : ماذا هناك عمر؟
نطق باقتضاب : ياسين
__ اين ؟
نظر اليها : بالأسفل مع نور ، اتت معه بسيارته
ارتدي شيئا ساترا وتعالي اذا اردت
غادر الغرفة مسرعا لتبتسم بسعادة : فمن الواضح ان خطتها نجحت ونور قابلت ياسين ،
اسرعت في ارتداء حجابها وتعديل ملابسها لتنزل الي الاسفل حتى لا يفسد عمر ما حدث ويسمع ياسين كلام غير لائق
ومن اعلى السلم شاهدت نور تدخل بمفردها ولكن عينيها لم تخطئ السعادة التي ظهرت على ملامح صديقتها
دخلت الي الفيلا وهي تشعر بانها تقفز من السعادة كالأطفال
فهي لا تصدق الي الان انها اتفقت مع ياسين ان يأتي اليها غدا مساءا لتعود الي بيتها
تجمدت عندما وجدت عمر بوجهها وابتسمت بتوتر : مرحبا
نظر لها مطولا وهو يفكر هل زوجته محقه فملامح نور هادئة ومطمئنه لونها عاد كما كان ليس شاحبا كالأيام الماضية ، ثم عيناها تلمعان ببريق عجيب استنتج هو انه بريق الحب والسعادة
نطق بهدوء : تأخرت نور ، هل جلست الي ما بعد موعد الزيارة
بللت شفتيها : لا ، لقد قابلت ياسين ودعاني على الغداء
__ آها ، وكيف حاله ؟
__ بخير الحمد لله ، اتمنى ان لا تكون غاضبا مني
__ لا ابدا ، لماذا لم يدخل معك اذن ؟
ابتسمت براحة : سياتي غدا لأعود معه
اقترب منها وهو يبتسم : اذن تفاهمت معه وتوصلتما الي اتفاق ما بينكما
هزت راسها بسعادة لتتسع ابتسامته وشدها الي حضنه
وربت على راسها بحنان : كل ما يهمني ان تكوني سعيدة نور
قبلته على خده : شكرا عمر على ما تفعله وما فعلته من اجلي
ظهر العتب على وجهه : هل تريدين اغضابي نور ؟
__ لا طبعا
__ اذن لا تشكريني مرة اخرى
ابتسمت وتحركت سريعا : بعد اذنك
وقفت مكانها لتشاهد ما يحدث بينهما وهي سعيدة بزوجها العاقل الحنون الذي يبحث عن مصلحة شقيقته دائما
انتظرت نور الي ان صعدت ونظرت لها بخبث لتبتسم الاخرى وتسحبها من ذراعها : تعالي معي ، انا اريد ان اتكلم معك
********************
وصل الي القصر ليصعد بخفة الي الدور العلوي فهو يريد ان يرى الجناح واذا كان يريد ان يرتب او ينظف لتاتي اميرته غدا ويكون كل شيء معدا لاستقبالها ، انتبه الي صوت مشغل موسيقى عال وصوت يوسف وهو يغني معه بصوت اعلى منه ، ومن الواضح ان اخاه العزيز اندمج مع الموسيقى ويصرخ بدلا من ان يغني
ابتسم لقد اعجبته الاغنية حتى وهو يستمع الي صريخ يوسف الذي شوه معالمها
طرق الباب بقوة قليلة حتى يسمعه يوسف من الداخل
صاح يوسف بقوة : تفضل
ضحك على اخاه المجنون ليدلف ويغلق المشغل : ايها المجنون هل تسمع ولدك الموسيقى وهو لم يكمل يومه الثالث؟
ابتسم : لا ، ولي عهدي لم يأتي بعد ياسين
نظر له بتعجب وهو يتقدم ليجلس الي الاريكة الممتلئة بأغراض الطفل الصغير : اين هو ؟ الم تخرج انجي بعد ؟
هز راسه نافيا : لقد تركتها برفقة معتز واتيت لأجلب لها بعض الاغراض التي احتاجتها
ثم لماذا اطفئت المشغل ؟ اديره من فضلك
انا لا احب هذا المغني ولكنه مغني انجي المفضل وانا استمع اليه حتى احفظ بعضا من أغانيه وارددها على مسامعها وهي غاضبة ، فهذا الامر يروق لها
اتسعت عينا ياسين بتعجب وانفجر ضاحكا على اخاه : انجي ستذهب بعقلك يوسف
ابتسم باتساع : اه نعم ، وانا اتنازل عنه لها بكل طواعية
غمز بعينه وهو يكمل : ارى انك هنا ، لم تعتصم بغرفتك العزيزة
رد بهدوء وهو ينظر الي ملابس الصغير ويتلاعب بها بين يديه : سمعت صوت الموسيقى وتعجبت فصعدت لأرى ماذا يحدث ، كنت اظن انك بالمشفى
نظر له يوسف والخبث يلمع بعينيه : حقا ؟
نظر له ليقول بقوة : نعم
ضحك ساخرا : هذا على اساس اني لا اعلم ان القصر الكبير هذا لا ينقل صوت مشغل الموسيقى
__ نعم لا ينقل صوت المشغل بينما صوتك النشاز يسري بأرجائه
ردد بسخرية : صوتي النشاز الم تقل من دقيقة واحدة انك صعدت لأنك كنت تظنني لست موجودا ؟
جز ياسين على اسنانه ليقول يوسف بتلقائية : اخبرني ياسين هل المصعد في المشفى مريحا من الداخل ؟
عقد حاجبيه بتفكير ونظر اليه باستفهام لينفجر يوسف ضاحكا
ورقص له حاجبيه : لقد رايتك يا اخي العزيز
زحف الاحمرار الي اذنيه لينفجر الاخر ضاحكا ويقلد صوته
__ لقد طلبت منك الا تتدخل ، من فضلك لا تتدخل
زمجر بحده : يوسف
ضحك بخفة ونظر الي اخيه : الم تستطع ان تخبرني بان لك طرقك الخاصة لمعالجة الموقف ؟
ابتسم ياسين ليصيح الاخر بفرح : يا الهي ، اخيرا رأيت ابتسامتك ، التي لم اراها منذ خمسة اشهر
قفز ليجلس بجانبه وقال بفرحة حقيقة : ارجوك ان تخبرني ان المشكلة بينكما انتهت .
ابتسم وهو يقول بهدوء : نعم ، وستاتي غدا
اطلق صوتا مفرحا ليضحك ياسين : يوسف تعقل ، كيف ستصبح قدوة لولدك بطريقتك هذه ؟
رفع له حاجبه : لا اريد ان اصبح قدوة له يكفيه عمه سيصبح قدوة له كما كان لي
ابتسم ليربت على ظهره : حسنا يا اخي الصغير اذهب لزوجتك فمن المؤكد انها تنتظرك
نظر الي الاشياء : نعم ، سأذهب حالا ، وانت حاول ان تفعل شيئا مميزا من اجل عودة نور
غادر جناح اخاه وهو يفكر فيما قاله يوسف ، ما المفروض ان يفعل من اجلها
********************
نظرت اليها وهي تضييق عينيها بعد ان قصت عليها ما حدث بينها وبين ياسين : اشعر انك كنت على علم بوجوده ولذلك دفعتنني للذهاب الي هناك اليوم
ابتسمت علياء بغموض لتكمل الاخرى : ما رايك فيما اخبرتك به ؟
ردت بسعادة : ممتاز ، تجاوزت حاجز الخوف وتكلمت معه بوضوح ، وهو الاخر اجاب عليك بوضوح ، انا ارى الان انك تحتاجين للذهاب لصالون التجميل لتستعدي لزوجك
ابتسمت : نعم ، اعلم ذلك ولذا اجلت عودتي الي الغد ، ولأني اريد شراء بعضا من الملابس الشتوية
اضافت علياء : وقمصان حريرية جديدة
نظرت لها نور بصدمة وقالت بدون تفكير : لماذا ؟ لم استعمل أي من القمصان التي اشتريتها على زفافي
نهضت علياء واقفة ووضعت يدها بخصرها : نعم
ارتبكت نور من ردة فعلها لتكمل : وينتظرك بعد كل هذا
هزت راسها بتعجب : لا احد يلومه اذا تزوج بأخرى
هتفت بغضب : علياء
لتنظر اليها الاخرى نظرة قوية وتجلس بجانبها : جلستي شهر عنده نور لم تحني عليه ولو ليوم واحد
احمر وجهها بشده : ، كلما كنت اقترب من هذا القسم من الدولاب اشعر بالخجل ولا اتخيل اني سأرتدي شيئا عاريا هكذا امامه
ابتسمت وضربتها على راسها بخفة : ايتها الحمقاء انه زوجك ، ولكن لا باس سنبدأ بداية جديدة ، انت الان قوية نور ، لا تخيم عليك اشباح الماضي ، تذكري ذلك جيدا ، ياسين يعشقك ويريدك بجواره دائما وما فعله الشهور الماضية اثبت ذلك وبجداره ، الان انهضي واذهبي لشراء ما تحتاجينه واذهبي الي صالون التجميل ايضا
والغد ترتاحين وتأخذي كفايتك من النوم لتكوني مستعدة للعودة الي منزلك
ابتسمت بسعادة وشعرت بالقوة تجري بخلاياها من كلمات علياء البسيطة وهزت لها راسها موافقتا : نعم سأنفذ وصاياك بالحرف


*****************


دخلت الي الجناح لتجده جالس على الفراش وضوء الشمس يغمر الجناح كله ، يستنشق الهواء بسعادة لم تخطئها عيناها ولا احساسها بولدها
__ لم اصدق يوسف عندما اخبرني انك هنا
التفت الي امه وابتسم باتساع : مرحبا امي ، تفضلي
ابتسمت : آها ، انت تبتسم بشرة خير ، هل تصالحت مع زوجتك ؟
هز راسه ايجابا لتقترب منه ووضعت راسه بحضنها لتربت عليه : اشعر انك سعيد ، ومرتاح البال
تنفس بقوة : نعم امي ، تخلصت من شعور الالم والحزن الذي كان يسيطر على قلبي
لعبت بخصلات شعره السوداء : متى ستاتي ؟
ابعد راسه من حضنها : غدا ، سأذهب لاتي بها
نظرت له بحب : هذا هو بكري الذي تعبت بتربيته ، نعم لابد ان تذهب وتأتي بها ، وتنهي الخلاف البسيط الناشئ بينك وبين عمر ،لا تخسر نسيبك من اجل مشكلة بسيطة
هز راسه موافقا ليسالها بهدوء : اخبريني امي ، من ابلغك ان نور بالمشفى ؟
ابتسمت السيدة نواره : صفيه هانم ، اتصلت بها بعد ان قرات خبر موت حافظ لتخبرني بما حدث ، غضبت منك كثيرا وقتها ، فنور كانت تحتاج وجودي بجانبها
هز راسه بألم : لم تكن تقابل احدا امي ، انها عنيدة حتى وهي مريضه
ابتسمت بحب خالص : انها فريده ياسين ، حافظ عليها وارعاها ، ولا تغضبها مرة اخرى حتى لا اغضب منك
قبل يدها باحترام : لا تخافي امي ، ادعي لي بالتوفيق
ربتت على خده بحنان : الله معك ويوفقك دائما بني


*********************
__ نور ، ياسين وصل
ارتجف جسدها غصبا عنها لتاتي علياء وتحتضن كتفيها وتهمس لها : ماذا قلنا ؟
ابتسمت نور ورددت الكلمات التي ترددها علياء على مسامعها من البارحة : سنبدأ بداية جديدة
ضحكت بمرح : ممتاز ، اكملي زينتك وانا سأصنع لهما القهوة ولكن اسرعي ، فانا لا اريد لعمر ان يستفرد بزوجك
هزت راسها : سآتي ورائك حالا


وصل الي الفيلا وهو يشعر ببعض التوتر ، فهو لا يعلم كيف سيقابله عمر ، رن الجرس لتفتح له علياء وترحب به ترحيبا جاما ، ابتسم لها وشكرها بهدوء ودلف الي الداخل
بعد قليل وجده ينزل اليه والهدوء يعم ملامحه ،
وقف من باب الذوق ليسلم عليه ليقف عمر امامه وينظر اليه قليلا مد له يده مصافحا : مرحبا
ابتسم ياسين : مرحبا عمر ، كيف حالك ؟
هز راسه : بخير ، الحمد لله ، نظر له وقال بهدوء : ستحافظ عليها هذه المرة ؟
كح ياسين بهدوء : سأحملها بداخل عيوني عمر ، بل بداخل قلبي ، لا تقلق
نظر له بتوجس ليبتسم ياسين : لا تخف ، تعلمت الدرس جيدا
ابتسم عمر : نعم ، اعلم ذلك ، ولن انكر اني دهشت من تصرفاتك وهي بالمشفى واتصالاتك الكثيرة لتسال عنها وتخبرني انك تريد مقابلتها ، كنت اظن انك ستمل سريعا وتتركها ، ولكنك خلفت توقعاتي ، سأطمئن عليها معك ياسين
ولكن ارجوك لا تغضبها مرة اخرى ، نور لن تحتمل أي صدمة اخرى تعصف بحياتها
ربت على ركبته : لا تقلق ، اخبرني ما اخبار مشروع الشاليهات ؟
زفر براحة : تمام ، كل شيء على ما يرام ، اعتقد ان حسام يخبرك اولا بأول
__ نعم ولكني اريد ان اسمع منك
__ نحن بالمرحلة الاخيرة ، سننتهي قبل بداية الموسم
هز راسه بأعجاب : ممتاز عمر
نهض عمر : تعال وانا اريك الماكيت في شكله النهائي
اتبعه ياسين لغرفة المكتب ونظر مبهورا : رائع عمر ، اذا كان على الواقع بهذا الشكل سيكون من اجمل المشاريع التي نفذت في هذه الفترة
ابتسم عمر بفخر ليصمت : اريد منك ان تصمم المبنى الاداري الذي سيكون به مطعم تناول الوجبات والاستقبال وبخلفيته المسرح
__ موافق ، ولكن امهلني بعضا من الوقت فانا الايام القادمة لن اكون متاحا
نظر له عمر بتعجب : لما ، هل توجد مشاكل بالشركة ؟
نظر له ياسين : لا ، سأخذ اجازة من الشركة ومنك ومن يوسف ومن العالم كله
ضحك عمر بقوة : هنيئا لك
ابتسم ياسين لينظر له عمر ويقول سريعا : سأنتقل الي الاسكندرية
اتسعت عيناه بدهشه : لماذا ؟
__ اريد ان ارعى عمتي ، و ما تركه جدي ثم انا اريد العودة الي مسقط راسي ياسين
هز راسه بتفهم : ما رايك ان تنضم الي الشركة عمر كما كان والدك ؟
نظر اليه ليكمل ياسين : معتز اضاف راس مال جديد وقمنا بتوسيع الشركة قليلا وتوسيع نشاطنا واذا انضممت انت الاخر سنكون كيان هندسي لا يستهان به في السوق
لمعت عينا عمر : موافق
__ حسنا اتفق مع يوسف قبل سفرك وتمموا كل شيء وفرع الاسكندرية يكون تحت مسئوليتك فحسام سيسافر الي الخارج لاستكمال دراسته
هز راسه موافقة : حسنا ، سأتفاهم مع يوسف ،
اكمل مازحا : واذا وجدت ان العقود لا تعجبني ، سأستشير نور
رد سريعا : لا افعلوا ما يحلوا لكم بعيدا عني وعن زوجتي من فضلك
ضحك عمر لينتبه الي علياء وهي تطرق الباب
ليقول مؤنبً : لماذا لم تنادي علي لأحمل هذه الصينية الثقيلة الم اطلب منك الف مرة الا تحملي شيء ثقيلا هكذا
اخذ من بين يديها الصينية الكبيرة الموضوع عليها القهوة واطباق من الحلوى ،ووضعها على الطاولة الصغيرة بالخارج
قالت بارتباك : لم يحدث شيئا عمر ، انها ليست ثقيلة الي هذا الحد
نظر لها بقوة لتبتسم وتنصرف من امامه تبعه ياسين لخارج غرفة المكتب ليجلسوا ،عقد ياسين حاجبيه وهو لا يفهم ما يدور حوله ليبتسم عمر ويهمس له : تعجل واتي بعروسه لولدي
ظهر الفرح على وجهه وضحك بإشراق : مبروك يا صديقي الف مبروك ،
جلس عمر على الاريكة الواقع بجانب تجويف السلم ليجلس هو على الكرسي الموضوع في محاذاة السلم
سال بدهشه : نور لم تخبرك ؟
هز راسه نافيا : لا ، لم تجلس كثيرا معي البارحة ، كانت خائفة ان تغضب منها
ابتسم بارتياح وناوله القهوة : تفضل ياسين
نظر اليه بتعجب لما لم يأخذ منه فنجان القهوة ليجد راسه الي الوراء وينظر الي شيء لا يراه هو
وقف من مكانه واتى بجانبه ليرى ما الامر الذي استرعى انتباهه هكذا وجعله لا يلتفت اليه ، ليكتم ضحكته حتى لا يسبب له الاحراج ويعود ويجلس مرة اخرى
وهو يتكلم مع عمر سمع صوت دقات كعبها بالأرض ليلتفت الي مصدر الصوت وينتظر نزولها ليراها تعلقت عيناه بها وشعر انه ينفصل عن هذا العالم ليذهب الي عالمها هي
تجولت عيناه عليها ليراها وهي ترتدي فستان ابيض اللون من الصوف يصل الي ركبتيها بصدر و اكمام ضيقة من الشيفون ورقبه عالية صوفيه ، ترتدي حذاء عالي الرقبة بنفس لون الفستان يصل الي منتصف ساقيها بكعب عالي ، شعرها الي ازداد طولا ووصل الي حد اكتافها مقصوص بشكل دائري من الامام
نظر الي وجهها الجميل وتأمله من شفتيها بلون الكرز الي عينيها المتسعتين يظهر بهما اللون الاخضر بوضوح ويعطيهما الكحل الاسود غموضا ساحرا
انتبه على صوت عمر وهو يهمس له : ستؤذي عنقك هكذا
التفت الي عمر بحده ليكمل الاخر ضاحكا : المعذرة لم اقصد وكنت لا انوي ان اتحدث معك ولكني اشفقت على عنقك من الالتواء
ابتسم ياسين بأحراج لتصل نور اليهم بخطوات هادئة
وتقول بهمس : السلام عليكم
قال عمر بابتسامة : وعليكم السلام تعالي ضيفي زوجك الي ان ارى علياء ، من الواضح انها غضبت عندما عاتبتها على حمل الصينية
هزت راسها وهي تجلس مكانه على الاريكة : هلا اتيت لي بحقيبتي ؟
__طبعا صغيرتي ،بعد اذنك ياسين
ابتسم ياسين : تفضل
نظر لها بأعجاب لم يستطيع اخفائه وهمس : هذا كله من اجلي
تلون وجهها وخمست بخجل : نعم
نهض ليجلس بجانبها سريعا : حقا ، طلبت مني ان انتظر من اجل ذلك
ضحكت بخجل وقال معاتبه : ياسين
مسك يدها : هيا لنذهب
شعرت بالخجل فعلا وسحبت يدها منه : انتظر الي ان يأتي عمر بحقيبة ملابسي
__ لا احتاج ملابسك ، اريدك انت
تحول وجهها الي الاحمر القاني وهتفت بغضب : ياسين
زفر بقوة : سأفقد عقلي نور ، جلس بجانبها : الم تشتاقي الي؟
تغاضت عن السؤال وناولته القهوة : هلا شربت قهوتك ؟
نظر اليها بعتب لتبتسم بوجهه : عندما نصل الي بينتنا نتكلم ياسين
جاء عمر ومن خلفه علياء لتبتسم نور : هل وجدتها غاضبة؟
__ لا بل كانت ترتب غرفتك المرتبة اصلا ولكن انت تعرفينها
اكملت بمزاح : نعم تعشق الترتيب
ابتسمت علياء وهي تجلس بجانب نور : ستتفق انت وشقيقتك علي
ليجلس عمر على الاريكة الصغيرة الاخرى : من حقي قبل ان تتركني وتذهب
قامت وجلست بجانبه : الي اين سأذهب حبيبي ، انا هنا بجانبك ، وعندما تريد رؤيتي اتصل وبي وستجدني عندك او تعال لتزورني ، انت من تبقى لي عمر
ضمها الي صدره : سأشتاق اليك نور
ابتعدت عنه ونظرت له بتفحص : هل انت مريض ؟
ضحك : لا ولكني اخبرتك سأنتقل الي الاسكندرية وستصبحين بعيدة عني .
اتسعت ابتسامتها : انها مسافة ساعتين بالسيارة عمر ، ثم لماذا اخترعوا الطائرات ، لاتي لك باقل من نصف ساعة
ضحك ورتب على راسها : اعتني بنفسك من اجلي نور
واكمل هامسا : واستوصي بزوجك خيرا
هزت راسها موافقتا لتقول علياء بمزاح : يا اهل الدار نحن هنا
شاكستها نور : تشعرين بالغيرة يا لولو
هزت راسها : نعم ، هيا ابتعدي عن زوجي من فضلك
اشارت لها بعينيها على ياسين لتنظر اليه وتجد وجهه محمر وظاهر عليه الضيق لتبتسم وتنظر الي علياء وتقول لها بعينيها : لن يتغير
وقفت وتنحنحت : حسنا سأذهب
نهض بسرعة كانه كان ينتظرها ليمسكها عمر من يدها
ويضمها الي صدره بقوة ويقبل جبينها : اذا احتجت الي شيء ، هاتفيني
ابتسمت وهي تطبع قبله على خده : اكيد حبيبي
التفت الي علياء وحضنتها بقوة لتمزح الاخرى : من سيعد الان المعجنات لأصبح فيلا كبيرا قبل ان الد
ضحكت نور : ساعدها انا وابعث بها في البريد ، سأشتاق اليك
ضمتها بقوة : وانا الاخرى ، همست لها بأذنها : لا تبكين وتخربين زينتك
ابتسمت نور لتكمل علياء : سنراك قبل ان نسافر اليس كذلك؟
رد ياسين : اكيد ، نظر الي عمر : ستاتي الي سبوع محمود
__ طبعا وقبل سفرنا سنبلغكم لنراكم
حمل الحقيبة التي وضعها عمر بجانب الباب وصافحه بقوة ليقول عمر : لن اوصيك ياسين
ابتسم : لا تقلق عليها
اتجه الي السيارة لتتبعه نور وقفت لتنظر الي شقيقها واشارت اليه مودعه لتركب بجانبه وتنطلق السيارة بهدوء


*******************
وصلا الي القصر ليبتسم لها ويفتح الباب
ويهمس بأذنها برقة : نورت قصرك حبيبتي
ابتسمت وهي تدخل من امامه ولكنها تشعر بالتوتر يتملكها
لا تعلم هل هو خوف ام مجرد توتر لأنها تغيبت عن البيت لمدة طويلة ، لفت براسها تبحث عن باقي العائلة ليبتسم لها
ويقترب : لا يوجد احدا هنا ، نادين ذهبت مع زوجها واولادها الي شرم الشيخ وسيعودون على حفلة سبوع محمود
ونهى وزوجها في بيتها كالعادة ويوسف وانجي لا يبرحان جناحهم بسبب البيك الصغير
ابتسمت ليقترب منها : ولكن امي تنتظرك بالصالون واوصتني بانها تريد ان تقابلك ، تعالي سنذهب لها
نادى على احد الخدم ليصعد بحقيبتها الي الاعلى ويأخذها لترى امي
طرق الباب وهو يشعر بتوترها ، مسك يدها بهدوء
ونظر لها بدفء : هل انت متوترة من مقابلة امي ؟
نظرت اليه بتوتر ليبتسم : لا تقلقي انها تحبك اكثر مني
همست : لا اصدقك طبعا
فتح الباب ليسحبها معه بالداخل وهو يضحك بمرح لتنهض نوارة هانم وتستقبلها بابتسامة واسعة مرحبة احتضنتها بدفء امومي وحنان : نورت بيتك حبيبتي ، اشتقت اليك نور
ابتسمت نور بسعادة وارتياح : وانا الاخرى امي ،اشتقت اليك كثيرا
جلست واجلستها بجانبها على الاريكة ليجلس هو بمفرده على احد كراسي الصالون
نظرت لها بعتب : لو كنت اشتقت الي حقا لكنت استجبت الي احد دعواتي الكثيرة واتيتي
احمرت خدودها حرجا ليقول ياسين بهدوء : خلاص امي انها هنا الان ، فلا داعي للعتاب
نظرت له امه بقوة : ماذا تفعل هنا ؟
نظر لها بدهشه لتبتسم نور عليه : انا اجلس مع زوجتي
قالت بهدوء : اذهب لآخاك لقد سئل عنك
هم بالاعتراض لتنظر اليه وتشير اليه بعينيها ليهز راسه
_ حاضر امي ، انحنى ليهمس لها : سأنتظرك بالخارج
هزت راسها ليخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه
ابتسمت لها نوارة هانم وقالت بهدوء : هل تذكرين نور اول يوم اتيتي هنا برفقة ياسين وانت زوجته
نظرت لها وهي تحاول ان تفهم ما ترمي اليه : نعم اتذكر
__ هل تتذكرين ماذا قلت لك حينها ؟
اردفت بهدوء : الم ابلغك اني بجانبك ضد ولدي وانه اذا اغضبك ابلغيني وانا سآتي لك بحقك منه
هزت نور راسها ايجابا لتسالها بهدوء : لماذا لم تخبريني بما يدور بينكم نور ؟ هل كنت تحسبين انني امزح معك ؟

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات