رواية جروح من عبق الماضي -59
مهند تملكته بعض الغيرة فقاطعها بغضب : وليش إن شاء الله .. نحن ما تارسين عينك ولا إيش !! هو بس اللي يخاف عليك ويداريك .!!
لمياء رفعت حاجبها ولم تهتم بما قاله فتمتمت وهي تنظر إلى أروى : اروى ممكن ندخل البيت تعبنا من الوقفه برا
أروى بسعادة : إيه حبيبتي أكيد .. تفضلوا
بومهند وهو يشد ام مهند من يدها : سمعي يا ام مهند .. في أقرب فرصة لازم نخلي لمياء تتزوج مهند
ام مهند بحيرة : طيب وش له مستعجل .. شايف ظروف البنت كيف مو قادرة تتحمل منا الكلمة .. انا اقول نهدي اللعب
بومهند قاطعها بخوف : اللي ما تعرفيه انه البنات صاروا عارفين انه عندهم عم اسمه تركي
ام مهند وعيناها تتسع : إيش .............!!
بومهند قاطعها بثقة : لا تخافين أوهتمهم انه توفى في حادث .. عشان كذا لازم نتصرف بسرعه .. تركي بكره او اللي بعده راح يعرف بوفاة اخوه وانه عنده بنتين وطبيعي الحزن واللوم اللي بداخلة بيخليه يدور على بنات أخوه
ام مهند : لا هذي السالفة ما ينسكت عنها .. فعلا لمياء لازم تتزوج مهند بالطيب بالغصب .. لازم تتزوجة
بومهند بابتسامه صفراء : وهذا هو الكلام الصح ..
أخرجت نجود بكفالة .. بعد أن وقعت على وثيقة عدم مغادرتها المملكة حتى انتهاء القضية .. أخذ رائد نجود إلى المنزل نجود كانت طوال الطريق تبكي وهي خائفة من مصيرها المجهول ..
رائد وهو ينظر إليها بحزن |: نجود وبعدين .. خلاص اوثقي فيني كل الأمور راح تنحل إن شاء الله
نجود وهي تبكي بحرقة : آآآآه يا رائد صح أني ما حبيت سليمان .. وتضايقت كثير من اسلوبه بس ما حبيته يموت بالطريقه هذي .. يا ترى من له مصلحة يسوي فيه كذا .. هو دايما كان يردد لي أنه الكل يحبه وخيره عام ع الكل
رائد قاطعها بحزن : بالأول كنت أكرهه ليش أنه راح يحرم بنت بريئة من أحلى ايام حياتها .. بس بعد اللي اكتشفته
نجود وعيناها تتسع قاطعته بذهول : إيش اللي اكتشفته يا رائد
رائد وهو يمد لها بورقة تمتم بحزن : نجود الظاهر سليمان كان خائف وحاس أنه راح يموت عشان كذا كتب لك
نجود قاطعته بذهول : كتبلي إيش .,.............!!
رائد بابتسامة حزينه : طيب خليني أكمل عشان أعرف أوصل لك المعلومه صح
نجود وهي تأخذ الورقة من يده تمتمت بخوف : وانا فيني صبر انتظرك لين ما تكمل .. رائد ما تعرف النار اللي شابه بصدري ,. للحين مو مستوعبة اللي صار معاي .. اليوم الصبح تزوجت وأنزفيت غصب لبيت رجال ما فكرت بنسبة 1% اني باخذه .. حسيت بخوف غريب .. صار لي اسابيع وانا عايشة في هـ الرعب .. وكلها ساعات وصرت أرملة
وبكرة راح أبداء بالعدة .. كل هـ الأحداث يا رائد تخليك خايف من بكرة .. تعرف ليش ودي أعرف شو مكتوب هنا .!!
لأني خائفة يا رائد خائفة .. خائفة تكون في مصيبة ثانية يخبيها لي الزمن .. وما اقدر اتحملها
رائد تألم مما تفوهت به نجود . فكيف لفتاة بعمر الزهور أن تتحمل ما حدث لها وفي غمضة عين .. ارتسمت دمعه على خده ومسحها سريعا .. ظل يتأمل نجود وهي تنظر إلى الورقة ويداها ترتعش .. وكأنها خائفة من مصير مجهول
نجود وهي تفتح الورقة ابتلعت ريقها وقررت أن تقرا ما نحت بداخلها :
عزيزتي نجود .. أعلم اني رجل بعمر والدك أو ربما أكبر .. ولكني أحببتك من المرة ألأولى التي شاهدتك فيها .. دخلتي إلى قلبي دون استئذان .. لهذا قررت أن أجعلك زوجة .. ومن خوفي عليك مما قد يفعله ابنائي كتبت منزلي الفخم باسمك وكذلك الدار .. اجل نجود الدار الذي ورثتها عن والدي وعاهدته أن احافظ عليها إلى أن أموت .. أولادي حاولوا كثيرا منعي من أجل الاستمرار في ذلك .. كنت اقتنع بما يقولون .. وأهم في أغلاقها .. ولكني عندما كنت أدخل إلى الدار التي ضمت اناسا جرحوا من أغلى الأشخاص على قلبهم .. يرجع قلبي ينفطر وأعدل عن قراري
عشت في مشاكل دائمه مع ابنائي بسبب هذه الدار .. ولكن هـ انا اليوم وقد رحلت من الدنيا أترك هذه الأمانة بيدك
فأني متأكد بأن قلبك الرقيق ورغبتك في مساعدة الناس ستجعلك تحافظين عليها ... عنوان الدار ستجدينه خلف الرسالة .. وإذا أردتِ أي مساعدة ستجدين عنوان المحامي الذي كان معي سنوات طويلة خلف الرسالة .. وهو من أيدني وساعدني في كتابة هذه الرسالة .. إذهبي إلية وأعلمي انه سيكون لك مثل الأخ والاب .. اعتني بنفسك
زوجك المحب سليمان
نجود والدموع بدأت تنرسم على خدها عجزت عن النطق بأي حرف ..
رائد والخوف ارتسم على ملامحه : نجود وش فيك ؟! معقولة اللي أنكتب بالرسالة اثر فيك كذا ..!!
نجود مدت له الرسالة وغطت وجهها بيديها واستمرت في بكائها
رائد أخذ الورقة ووضعها جانبا ثم تمتم بحزن : نجود الرسالة جدا عادية .. وش لزمة هـ الدموع ..!!
نجود قاطعته بصوت منخفض : رائد هذي امانة .. يا ترى راح اقدر أكون قدها .. هذي ارواح مش روح وحده
رائد : نجود هذي مو بس أمانة هذي وصية وتنفيذها واجب .. وصدقيني كلنا راح نكون حواليك
/::\
سندس عجزت عن النوم شعرت بالاختناق فقررت فتح النافذة حتى تلطف هواء الغرفة .. وبمجرد ان شاهدت نجود مع رائد جن جنونها ولم تتحمل ذلك فتمتمت صارخة : إيش هذا ؟!! هذي ما تستحي ؟ زوجها ما صار له كم ساعة متوفي وهي عايشة حب وغراميات مع حبيب القلب رائد .. بس ما عليه وربي راح أخلي اللي ما يشتري يتفرج ..
تمتمت بهذه الكلمات ثم توجهت إلى حيث يوجد رائد ونجود
رائد وهو ينظر إلى نجود تمتم بحزن : يلا نجود .. لازم تروحي البيت وتفهمي أمك باللي صار .. انا ما حبيت أعلمها شيء عشان ما أربكها .. فتسمع منك إنتي أحسن
نجود وهي تأخذ نفس عميق تمتمت بحزن : زين ما سويت يا رائد ..!! أنا راح أنزل واعلمها بكل اللي صار
رائد : تـــــــ.....................!!
قاطعهم صوت مرتفع : ما شاء الله ما شاء الله .. تعالوا يا ناس شوفوا اللي ما تستحي أيش جالسة تسوي
رائد شعر بالخوف فترجل من سيارته سريعا وتمتم بصوت منخفض : سندس إنتي جنيتي ولا إيش ؟! وطي صوتك
سندس قاطعته وصوتها بدا يعلوا اكثر : وليش تباني اوطي صوتي ..!! خايف الناس تعرف حقيقة حبيبة القلب نجود ؟!
رائد قاطعها بغضب : نجود اشرف منك فاهمه ولا أفهمك بطريقتي .!! انا اقول لو تكبرين عقلك وترجعين بيتك احسن
سندس وهي تطلق صوت قهقه : هههههههههههههه عشان ترجعوا تعيشوا بغرامياتكم مره ثانية .. غلطان يا رائد
نجود ترجلت من السيارة وتمتمت بخوف : بس يا سندس كافي حرام عليك .. إنتي وين وانا وين ؟!! تتوقعين وحده فمثل حالتي تزوجت وترملت في نفس اليوم ..!! لا ومتهمة بقتل زوجها .عندها وقت تفكر باللي إنتي جالسة تفكري فيه
اشتد النقاش بين الثلاثة .. وصوت رائد وسندس بداء يعلو أكثر وأكثر .. نجود كانت تبكي بحرقة عاجزة عن التفوه
بأي كلمه .. لأن موقف مثل هذا قد يؤثر على حياتها وسمعتها ..
نجود وضعت يدها على أذنيها وتمتمت وهي تصرخ : بس يا سندس كافي .. إنتي وش اللي تبينه بالضبط هاه ..!!
سندس قاطعتها بغضب : ودي تبتعدين عن حياتي .. ما ودي أشوفك . أو حتى ألمح طيفك
نجود : طيب يا سندس كل اللي تبغيه راح يصير .. ومن بكرة راح أترك الحارة باللي فيها أرتحتي .. عن إذنك
رائد وهو ينظر إلى سندس باستحقار : إنتي وحده مجنونة ومريضة نفسيا ..عسى بس المسرحية اللي سويتيها عجبتك
سندس وهي تضغط على يديها بقوة تمتمت بغضب : كنت أبي اقهرهم وافضحهم بس في النهاية قهروني ؟ّ بس يا ترى نجود إيش تقصد يوم قالت راح تترك الحالة .!! إيه طبيعي راح تصير مليونيرة وش يخليها تجلس في هـ الحارة
/::\
نجود دخلت إلى المنزل بهدوء حمدت الله كثيرا أن والدتها قد غطت في سبات عميق .توجهت إلى غرفتها .. وبمجرد أن وضعت رأسها على وسادتها خلدت للنوم سريعا .. فـ اليوم بالنسبة لها كان قاسيا بأحداثه التي لم تخطر على بالها
/::\
فـــــــي صباح اليوم التــــــــالي وتحديد في سلطنة عمان ..
//
\\
ارتدت جود ملابسها وهمت بالخروج حتى تلتقي مع الدكتور صالح لتباشر العلاج .. دون دراية ولادها .. أخذت هاتفها وبمجرد ان وضعته في يدها سمعت صوت أتصال .. بمجرد أن شاهدت الرقم شعرت بالضيق
نورة وهي تنظر إليها : جود يا بنيتي تعالي افطري .. ابوك اليوم يقول عنده شغل ضروري وطلع بسرعه ..
جود وهي تنظر إليها تمتمت بحيرة : شغل ضروري . اموت وأعرف اشغال بابا متى راح تخلص
نوره قاطعتها بحزن : وا علي عليه طلع متكدر ومتضايق .. كأنه في شيء مزعله
جود والخوف يرتسم على ملامحها : الله يستر .. انا اقوله بسك من الشغل وخذ لك اسبوعين وريح بس مو راضي
نورة : ما عليه يا بنيتي ابوك ماله غير الشركة يشغل وقته فيها .. لو كان متزوج كان كل شيء أختلف
جود تمتمت بحزن : يعني ماما نورة قصدك أني انا سبب تعاسة بابا والعذاب والتعب اللي يحس فيه ؟!
نوره وهي تمسح على خد جود : لا يا جود أنا ما قلت كذا ؟!! إنتي فهمتي غلط
جود ودمعه رسمت على خدها : ماما نورة بابا لازم يتزوج ..
نورة وعيناها تتسع تمتمت بذهول : جود إنتي إيش جالسة تقولي جنيتي ؟!!
جود قاطعتها بحزن : ماما نورة ما ضنتي بقى من العمر أكثر من اللي راح ! وبابا ما لازم يجلس لحالة ضروري يتزوج
نورة : طيب وأمك العنود ؟!!
جود ودمعه رسمت على خدها : ماما ماتت خلاص .. وكل اللي بقى مجرد ذكريات ومصير هـ الذكريات تتلاشى
نورة : جود معقولة هذا إنتي ؟ لا إنتي اكيد مو صاحية ..!! ابوك مستحيل يفكر بغير أمك
جود قاطعتها بحزن : بابا لازم يتزوج .. بكره انا راح أتزوج وإنتي بعد ما اترك هـ البيت راح ترجعي السعودية .. ساعتها بابا راح يضل لحالة .. والفراغ اللي حاس فيه راح يكبر .!! وأنا خايفة عليه كثير
نورة : طيب يا بنيتي اللي تشوفيه .!! بس في بالك عروسة
جود ودمعه ترتسم على خدها : للحين لا .. بس نخليها للظروف .. عن إذنك ماما تأخرت كثير
نورة : الله يحفظك يا بنيتي
بمجرد ان فتحت الباب انصدمت بما شاهدته
خلود قاطعتها بحزن : كيفك جود ؟!!
جود وهي تأخذ نفسا عميقا تمتمت بنوع من الجدية : خير فيه شيء ؟!! وأعتقد كلامي اخر مره كان واضح
خلود ودمعه ارتسمت على خدها : جود وش فيك تقسين علي كذا .!! أنا صديقتك خلود .. وكنت أكثر من أختك
جود قاطعتها بغضب : إنتي قلتيها ..!! كنتي ..!! يعني من اليوم ورايح لا تعرفيني ولا أعرفك .. وما يحتاج أعيد كلامي اكثر من مره .. بس يا خلود كافي .. اللي سويتيه إنتي وأماني شيء كبير .؟. ومستحيل راح اقدر اسامحكم مستحيل
خلود وهي تبلع ريقها تمتمت بألم : طيب يا جود اللي يريحك .. بس اللي بغيتك تعرفيه أنه كل اللي صار .. صار في لحظة طيش .. وانا ندمانة على اللي صار .. وكل واحد فينا يستحق فرصة ثانية
جود قاطعتها بسخرية : فرصة ثانية .!! إنتي ما تعرفين انه اللي يغدر مره يغدر أكثر من مرة ..!! يعني نفس الأفعى
خلود قاطعتها بحزن : غلطانة يا جود .!! أحيانا جرح الغدر يخليك تتعلم كيف تخلص للشخص اللي تعزه ..!!
جود : طيب وبعدين ..!!! ما راح نخلص ..!! انا مشغولة ومب فاضية اضيع وقتي في اشياء تافهة مثل هذي .!!
خلود حرقتها تلك الكلمة فسقطت أكثر من دمعه على خدها .. تناولت تلك اللوحة ومدتها إلى جود : هذي لمياء جابتها البارحة .. ووصتني أعطيك اياها .. وتقولك سامحيها .. الظروف اللي مرت فيها خلتها ترسم اللوحة بسرعة
جود قاطعتها بسخرية : طيب بعد ما عطتك خذيتي صورة من الرسمة ؟!! طبيعي هذا شيء بسيط من افعالكم
خلود وهي تبكي قاطعتها بحرقة : بس يا جود حرام عليك .!! انا اول مره اشوفك بالشكل هذا .. معقولة الكرة والزعل اللي انزرع بداخلك خلاك توصلين لهـ المرحلة .. انا مو مصدقة انه اللي واقفه قدامي هي جود .. جود الرقيقة الحنونة
جود ودمعه رسمت على خدها : إنتي السبب خلود .. إنتي بس لو جربتي احساس انك تنطعنين بالظهر راح تعرفين ليش انا أتصرف كذا .. اللي صار مو سهل .. طمعك ورغبتك فاموال بابا خلتك تتصرفي بجنون وتجرحين أعز صاحباتك
خلود وهي تبكي بحرقة : آآآآآآآآآآه بس يا جود لو تعرفين قد ايش ندمانة ؟!!
جود قاطعتها بحزن : تأخرتي كثير خلود .. ومشكورة .. المفروض لمياء كانت تتصل فيني بدال لا تعبك ع الفاضي
خلود قاطعتها بحزن : اللي ما تعرفيه يا جود أن أهل لمياء توفوا بحادث ..
جود وعيناها تتسع : إيش ؟!!!!!!!!!!
خلود قاطعتها بحزن : حاولت اتصل عليك مره ومرتين وثلاث بس تلفونك يا اما مغلق او ما تردين على الاتصال
جود ودمعه رسمت على خدها : طيب لمياء كيفها الحين ..
خلود : لمياء البارحة تركت للبلاد وسافرت مع أختها الصغيرة ميساء .. ما بقى لهم أحد غير اهلهم اللي بالسعودية
جود : يعني لمياء خلاص ما راح ترجع للبلاد ؟!!
خلود وهي تهز براسها : لا ما أضن .. لما ضمتني لصدرها حسيت وكأنها تودعني .. بس قالت بنشوفها فحفل التخرج
جود : آآآآآآآه يا لمياء معقولة كل هذا يصير فيك وانا أكون أخر من يعلم .. يا الله إيش راح تضن فيني الحين ؟!!
خلود : جود هذي الأمانة وصلتك .. انا أستأذن الحين
جود لم تنتبه لما قالته خلود كل ما كان يشغل بالها لمياء .. ضغطت على اللوحة ثم توجهت إلى الداخل
نورة تمتمت باستغراب : يمه جود وش اللي رجعك
جود وهي تمد لها باللوحة وقد كانت مغلفة : ماما نورة أبيك تخبي هـ اللوحة .. والأهم انه بابا ما ابية يشوفها طيب
نورة باستغراب : طيب ليش ؟!!
جود : ماما نورة بعدين افهمك انا مستعجلة .. ممكن تسوين اللي اقولك عليه
نورة : طيب يا بنيتي تامري امر
/::\
لبنـــــــــــــــــان .. حيث تمنى مصعب دائما أن يكون ..
نهض مصعب بصعوبة وكل احداث البارحة كانت تدور في راسة ..! نزل إلى المقهى ليحتسي بعض من القهوة
قاطعه اتصال من خالد .. مصعب اجاب سريعا : هلا خالد .. علمني إيش الجديد .. من أمس وانا على أعصابي
خالد : خلاص يا مصعب تطمن قلت لك كل شيء تمام .. انا متصل على شان موضوع ثاني ..
مصعب : عشان إيش ..!!
خالد : انا كلمة عميد وحده من الكليات .. يعني قلت تستغل وقتك وتدرس لك كم مادة من تخصصك
مصعب وهو يشد شعره للوراء تمتم بتذمر : اوف يا خالد وهذا وقت دراسة ؟! مو كافي اللي فيني
خالد قاطعه بنوع من الجدية : مصعب إذا ودك اتم معاك للأخر ضروري تسمع كلمتي من اليوم .. والاعتراض ممنوع
مصعب : طيب يا خالد راح اسوي اللي تامرني فيه .. نجود وينها ؟!! ما كلمتني ..!! للحين حاقدة علي
خالد : مصعب خلها تطلع وتستوعب الصدمة اللي فيها .. وساعتها راح تتعود وتتأقلم أنها صارت أختك ..!!
مصعب : إذا انا للحين مو مستوعب .. كيف نجود وهي في كومة المشاكل هذي كلها
خالد : ما علينا يا مصعب مع الايام تتعود .. انا أخليك الحين عندي شغل لفوق راسي
مصعب قاطعه بألم : خالد
خالد بحيرة : هلا
مصعب : مشكور على وقفتك معاي ومع نجود .. إنت اليوم اثبت لي انه الأخوة مو بس بالدم ..
خالد : مصعب إنت مو بس أخوي ..!! لا تنسى أني انا اللي ربيتك وكبرتك بإيدي .. عشان كذا لك غلاوه بقلبي
مصعب ودمعة ارتسمت على خده : الله يقدرني واقدر ارفع راسك
خالد قاطعه بثقة : راح تقدر يا مصعب .. انا متأكد من هـ الشيء ؟!! وانت قدها .. يلا بس رغي وخلني اكمل اشغالي
خالد بمجرد أن اغلق سماعة الهاتف ارتسمت دمعه على خده مسحها سريعا وتمتم بابتسامه : واخيرا بتعقل وبتسمع الكلمة .. آآآآآه يا مصعب تعبتني معاك كثير .. اللي يسمعك اليوم ويشوفك أمس يستغرب .. سبحان اللي يغير ولا يتغير
مصعب شعر بالأرتياح من مكالمته مع شقيقه خالد .. وضع كوب القهوة ثم قرر أن يستنشق بعض من الهواء
احس بصفاء الطبيعة .. أحس ان كل شيء يعمل بهدف .. لهذا قرر ان يغير حياته ويرسم هدف لنفسه
شاهد امرأة عجوز تتكئ على عصا صغيره بالية .. كانت كل ما تتقدم خطوة تنحني تلك العصاة وتكاد تسقط بسببها .. شعر بالحزن .. شاهد محلا قريبا وتوجه إلى هناك بسرعة .. أخذ لها عصى حديثها وقوية وصلبة .. تستطيع الاعتماد عليها وتحميها من ان تقع .. ولكن بمجرد عودته لم يجدها .. قلب عينيه يمنه ويسرى شاهدها تبتعد ولكن هذه المرة كان معها فتاة تمسك بيدها .. مصعب شعر بالحزن .. قرر ان يلحق بها .. ولكنها صعدت إلى التاكسي قبل أن يصل
مصعب وهو يشد شعره للوراء : يا ربي حتى لما بغيت اغير من نفسي فيه شيء يوقف بطريقي .. سكت قليلا ثم تمتم بثقة : لا يا مصعب إيش يعني راحت .. إذا اليوم ما عطيتها العصا اكيد بكرة راح ترجع لنفس المكان واعطيها .. المهم لازم امحي الياس من قاموسي .. انا لازم اتغير .. في أخت بالسعودية تنتظر ولازم ارجع واعوضها عن كل اللي صار
.. لازم اخلي نجود تنسى كل المواقف اللي صارت بينا .آآه بس كل ما اتذكر اني حاولت اعتدي على اختي تشب نار بصدري بس هذا كان درس وتعلمت منه كثير .. ويمكن هذا أهم درس صحاني من لحظات الطيش اللي كنت عايش فيها
/::\
فـــــــــــي منزل ليان ..
استيقظت ليان ونزلت إلى صالة الطعام حيث كان الجميع ينتظرها .. باستثناء العمه ريما التي كانت تأكل في غرفتها
ليان بابتسامه : صباح الخير ماما .. صباح الخير بابا
بو بندر بابتسامه عريضة : الله يصبحك بالنور .. اشوف الوجه منور .. كل هذا عشان موعد كتب كتابك قرب
ام بندر قاطعته سريعا : يحق لها .. هذي عرس وضروري تفرح ..!!
ليان قاطعتهم بخجل : يلا عاد لا تبالغون .. ترى اروح غرفتي وافطر مع عمتي ريما .. بلا إحراجات بليز
ابو بندر : هههههههه والله والبنت تستحي
ام بندر : إيه .. لا وقامت تدلع وتتشرط علينا ..
ليان بابتسامه عريضة : آممممممم بابا مستانس اليوم كثير .. ممكن أعرف إيش المناسبة ............!!
ابو بندر : مستانس .!! إلا راح اطير من الوناسة .. حرقت قلب انسان حرق قلبي .. وقريب بحرقة اكثر وبقضي عليه !
ليان قاطعته بضيق : وليه بابا .. لو ادري انك راح تقول كذا كان ما سألتك ..!! إيش هذا .. مستانس لأنك قهرت انسان
ابوبندر : لأنه هـ الأنسان قهر قلبي من زمان .. وجا اليوم اللي اخليه ينقهر اكثر .. وموت اخوه اكبر عقاب له
ليان : بابا انت من جدك ؟!! منتبه على الكلام اللي جالس تقولة ..!!
ابو بندر : إيه يا ليان منتبه .. وعارف أنه اللي جالس اسويه هو الصح ..!!
ليان شعرت بالضيق .. فقررت ان لا تبلي ما قالة أي اهتمام .. وتواصل تناول فطورها
ام بندر تمتمت بابتسامه : بو بندر دامك فرحان وش له ما تخلي فرحتي تكمل وتخليني اشوف ........................!!!
ابو بندر قاطعها بغضب : وش فيك يا حرمة يعني ما ترتاحين إلا وتعكرين مزاجي .. خلاص هونت ما ابي فطور
ليان ونظراتها تتبع والدها تمتمت بحيرة : يمه وش السالفة ؟!! معقولة موضوع ...........!!
ام بندر قاطعتها بغضب : خلاص يا ليان صكري على الموضوع .لو ما اصريتي علي كان ما فاتحت ابوك بهـ الموضوع
ليان قاطعتها بعتب : يعني في نظرك انا غلطانة ؟!
ام بندر : إيه واكبر غلطانة .. وانا كان المفروض ما اسمعك واعلم ابوك .. شوفي هذا هو طلع متكدر من هنا ..
ليان قاطعتها بحزن :ماما هذا يوم خاص فيني وودي اشوف كل اللي احبهم حوالي .!! حتى من هـ الشي راح تحرموني
ام بندر : ابوك يقول ما بقى شيء ونبدي صفحه جديده .. تحملي لك شوي .. وكل اللي تبيه راح يصير زين كذا
ليان وهي تأخذ نفس عميق: آآآآآآآآآه بس يمه اموت وأعرف إيش تحت راسك انتي وابوي
ام بندر : كم مره راح ارجع اقولك ... وقت ما تصير الفرصة ابوك راح يجي بنفسه ويعلمك
قاطعهم اتصال من هيثم .. ليان توترت ولكنها حاولت ان تتظاهر بأنها طبيعية أخذت هاتفها ثم انسحبت بهدوء
ام بندر وهي ترمقها بنظرة غريبة : وش فيها هذي كأنه أحد صب عليها موية باردة .اه يا ليان خليتي ابوك يزعل علي
ليان بصوت منخفض : هلا هيثم ..
هيثم : وش فيك انتي وش هيثم هذي بعد .. انا راح اصير زوجك .. يعني قولي حبيبي عمري حياتي ..
ليان بدلع : خلاص لا صرت زوجك إبشر باللي يسرك ..
هيثم : اممممممممم اعتبرها لعب بالأعصاب مثلا ..؟!
ليان بغنج : خلاص هيثم لا تحرجني اكثر
هيثم قاطعها سريعا : اموووووووووووت انا في الدلع ..
/::\
استيقظت نجود بعد ان سمعت بعض الأصوات تصدر من الخارج فعلمت ان امها قد استيقظت ايضا .
توجهت إلى دورة المياه .. فتحت الصنبور البارد وبدأت بغسل وجهها .. ثم امسكت فوطة صغيرة وبدأت بإزالة قطرات المياه التي بقيت على وجهها .. أخذت نفسا عميقا .. أحست ان أخبار والدتها بما حدث أصعب مما توقعته .. ولكن لا بد من أخبارها حتى لا تسمع من الخارج .. فتحت باب غرفتها ثم ذهبت إلى حيث توجد والدتها
سويرة كانت تحمل قدرا كبيرا وبمجرد ان شاهدت نجود سقط من يديها .. نجود شعرت بالخوف فتوجهت نحوها
سويرة تمتمت غاضبة : لا بارك الله فيك وش سويتي يا الخبلة ؟!! وبعدين وش جابك هنا ؟!! لا يكون تركتي سليمان بيوم زواجك ونمتي هنا .. لا يا نجود إنتي كذا راح تجيبي أجلي ..
نجود ودمعه رسمت على خدها : يمه الموضوع أكبر من ما انتي متخيلة ؟!
سويرة قاطعتها بسخرية : يلا هاتي اللي عندك ؟!! قولي شيء يبرر تصرفك السخيف وتركك لزوجك بليلة زفافك
نجود وشفتاها ترتعش : ماما سليمان عطاك عمره
سويرة الصدمة التي اصيبت بها جعلتها عاجزة عن التفوه بأي كلمة .. اتسعت عيناها وظلت تحدق بنجود
نجود والدموع بدأت ترتسم على خدها : ماما سليمان مات مقتول بسم .. بس للحين مو عارفين من اللي قتلة
سويرة وهي تشعر بأن السعادة بدأت تغمرها : آآآآآه يا نجود انا قتلك انه إنتي حظك من السماء .. اول ما ولدتك امك انا اللي خلصتك من الموت .. وهذا انا عقب هـ السنين بإيدي احط على شفايفك ملعقة من ذهب .. بس إنتي معنده راسك
نجود وهي مصدومة من ردة فعل والدتها تمتمت بألم : ماما إنتي إيش ؟!! اقولك الرجال مات مقتول .!! وإنتي تقولي ملعقة ذهب .. حرام عليك يمه .. إنتي تعرفين انه أخر همي هو الفلــــوس
سويرة وهي تقترب منها : طيب وإيش يعني مات مقتول !! اكيد وحده من زوجاته من قهرها قتلته .. انتي وش دخلك
نجود قاطعتها بحزن : ماما انا المتهمة الأولى بقتل سليمان .. انا ماما .. ولو ما رائد وخالد كنت انا نايمه بالسجن
سويرة قاطعتها بغضب وهي تقترب منها وتشد رأسها بلطف ": إنتي إيش ما تفهمين ؟!! وش اللي يوديك مع رائد
نجود قاطعتها بحزن : يمه إيش تبيني اسوي أحط إيدي على خدي .. وابات في مكان موحش مثل السجن
سويرة : المهم ما علينا .. سليمان ما علمك إذا كتب لك شيء باسمك .. يعني تطلعين بشيء محرز من وراه
نجود قاطعتها بغضب : يمه خلاص كافي .. انا مو قادرة اتحمل طمعك وحبك للمال اكثر .. وأبيك تتاكدي أني مستحيل امد ايدي لفلس وهو مو من حقي .. كل شيء تركه لي سليمان راح أرجعة لأولاده هم احق مني فيه
سويرة بغضب : طول ما راسي يشم الهواء .. ما راح أخليك تسوي اللي براسك يا نجود .. حطي هـ الشيء في بالك
نجود قاطعتها بجدية : بس يمه تحكمتي فيني بما فيه الكفاية .. اقول لك راح انسجن .. وإنتي ما تفكرين غير بالفلوس
حرام عليك يمه كافي .. ترى الحياة فيها اشياء اهم من الفلوس .. إنتي كان غرضك البيت والمزرعة .. وهذا اهمه رجعوا لك .. عشان كذا لا عاد تطلبين مني شيء ثاني .. لأني خلاص ما راح أخلي أي أحد يتحكم بحياتي وقرارتي
سويرة بثقة : لا يا نجود راح تسوين كل اللي اقوله لك وغصبا عليك وإلا ............................!!
نجود وهي تنظر إليها بدقة تمتمت بثقة : ولا إيش ؟!!
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك