رواية احلامي المزعجة -51
انتبه يوسف من صدمته : طبعا ، اعد السيارة وانا سأتبعك حالا
خرج من الباب لينظروا الي بعضهم بوجوم لتتكلم نادين
__ ماذا حدث امي ؟ هل نور غضبت وتركت البيت
هزت الام راسها ايجابا : نعم ، ولكنها مشكلة بسيطة ستحل ان شاء الله
قال يوسف بهدوء: مظهر ياسين لا يدل على ذلك امي
__ لا تشغلوا رؤوسكم بمشاكل اخوكم الخاصة فهو سيحل مشاكله بمفرده
نظروا الي بعضهم لتكمل امهم بحزم : التزموا بتحذير ياسين وبم انه طلب ان لا نتصل بها سنلتزم بأمره
رفع يوسف حاجبيه واعترضت نهى : لا امي ، انا اريد ان افهم ماذا حدث ؟ ثم انه ليس من حقه ان يلزمني الا اتصل واطمئن على صديقتي
صاحت الام بحزم : نهى ،التزمي بأمر اخاك ولا تعصيه
تبادلت النظرات مع يوسف ليخبرها بعينيه انه سيتصرف
دوى بوق السيارة لينهض يوسف : حسنا ، سأذهب حتى لا يحيل نهاري جحيما
نظر الي زوجته : لا تذهبي بمفردك
__ لا تقلق يوسف ، سأتدبر امري
انصرف يوسف ونهضت نوارة هانم ، لتتكلم نادين
بهمس : انا غير مقتنعة بما يحدث ، ما الامر الذي جعل نور تترك البيت وتذهب
ردت نهى وهي تهمس : منذ فترة والامور غير مستقرة بينهما ندى ، الا ترين كيف كان ياسين ضائقا وهي ايضا كان الحزن ينبع من عينيها
همست انجي : وهل سنترك الموضوع هكذا دون ان نساعدهما ؟
لوت نادين شفتيها : ليس بيدنا شيء ، اذا امر ياسين بك فأمره يطاع الم تلاحظي انه نظر الي امي وجمعها معنا بالأمر
ابتسمت نهى : نعم انا ايضا لاحظت ذلك ، كانه كان ينبهها انها الاخرى يسري عليها امره
صاحت انجي : هذا استبداد
نظر لها احمد بدهشه من صيحتها المفاجئة، ليضحك : انت تتكلمين عن ياسين اليس كذلك ؟
ابتسمت انجي ليكمل: وما الجديد طوال حياته مستبد
نظرت له نادين بقوة : هلا تصمت من فضلك ، فانا ضائقة منك
نظرت لها نهى بقوة : نادين
__ نعم انا ضائقة منه ، حلى المزاح اليوم وياسين لا يطيق نفسه
انفجر عمرو ضاحكا ليتشارك معه احمد : ومن اين لنا ان نعرف ان زوجته غير موجودة ، كنا نمزح معه لا اكثر
اكمل عمرو : ثم انه لم يعترض
نهى : نعم ، كان سيحرقكما بعينيه فقط
ضحكت انجي بمرح : نعم لقد نظر بقوة تهيا لي حينها ان لو النظرات تقتل لقتلتكما
قام احمد من مكانه وقبل راس زوجته : المعذرة حبيبتي
لم اقصد ان اضايقه
اكمل عمرو : سنعتذر منه
صاحت الاختين بنفس اللحظة : لا
ابتسمتا لتقول نهى : لا تتكلما معه ثانية ، واحذرا محادثته في موضوع نور هذا ، فهو عندما يصل الي هذه المرحلة من الغضب ، لا يرى امامه ونحن بغنى عن مشاكل بينكما وبينه
وكان الله في عون يوسف ، فهو من سيتحمله اليوم
التفت الي انجي : هل ستذهبين الي الطبيبة
__ نعم
ردت نادين : سأذهب معك
نظرت نهى الي اختها بتعجب لترفع انجي راسها
وتسال : حقا
__ نعم انا الاخرى اريد ان اذهب الي الطبيبة لأستشيرها بأمور تخصني
__ حسنا لنذهب معا
*****************
ركبت بجواره السيارة ونظرت اليه بطرف عيني
وجهه لا ينم عن شيء ، هذا هو حاله عندما يغضب انفعالاته الداخلية لا تظهر على الملأ
هممت ان اسالة عما حدث ، ليقول بجمود وتسلط
__ اذا تكلمت بموضع نور او سألتني عما يدور بيننا فمن الافضل ان تنزل من السيارة وتذهب مع السائق
رفعت حاجبي بدهشة : ياسين ، انت تمزح
نظر الي وقال بقوة : لا ، احترم رغبتي ولا تتدخل
تنهدت بضيق ليكمل : ثم انني لدي من المشاكل ما يشاغلني اهم من مشكلة زوجتي المصون
هززت راسي بتفهم ليسال : ها لم تخبرني بموقفك
تكلمت من بين اسناني : حسنا ياسين لن اتدخل بالأمر
ادار السيارة على الفور وانا اشعر بالشفقة عليه من الواضح ان مشكلته مع نور كبيرة ، وانا متأكد ايضا انه السبب بها
فالحالة التي بها تنم عن شعور بالضيق من النفس وتأنيب الضمير بحيث انه لا يريد التحدث من قريب او من بعيد حتى لا يلوم نفسه اكثر من ذلك
ولكني صممت ايضا ان اصلح الامور ولو قليلا ، سأتصل بعمر لأتحمد له على سلامته وخروجه من المشفى واستشف ما موقفه من غضب اخته وذهابها الي بيته
جلست مع عمتي نحتشي الشاي: هيا قصي الي عن والدي قليلا
ابتسمت : محمد كان رائع ، شخصية فريدة كان حنون ويعاملني بلطف ، وقف بجانبي طوال حياته كان نعم السند والاخ
حتى عند زواجي وقف الي جواري رغم عدم اقتناعه بزوجي وكان يرى ان الزيجة غير متكافئة اجتماعيا ولكنه
لم يشأ ان يكسر قلبي
نظرت الي عمتها بتعجب وقالت بتردد : هل كنت متزوجة عمتي ؟
تنهدت : نعم ، ولكن عمك الله يسامحه اجبرني على ان اتركه
شهقت نور : لماذا ؟
زمت صفية شفتيها لتقول والالم يلتمع بعينيها :لأنه رأى انه لا يناسبني اجتماعيا و لا ثقافيا ولا ماديا ، و رأى انه طامع بمالي ليس الا
سالتها نور بتعاطف : هل كنت تحبينه عمتي ؟
ترقرقت الدموع بعينيها : نعم ، كنت احبه
كان ابن مدرستي ، فكأغلب العائلات الراقية كانت لدي مدرسة لتعليم الموسيقى ، كنت احبها للغاية فقد كانت رقيقة وعطوف وفي بعض الاحيان كان يأتي معها ابنها
كنت اشعر بالسعادة وانا اتكلم معه ، وعندما وصلت الي سن الرابعة عشر كان هو تخرج من الجامعة وعمل مدرسا
كنت انا بهذا الوقت كبقية فتيات جيلي اتطوع للعمل بالجمعيات الخيرية والمستشفيات قابلته مرة او اثنين بإحدى الجمعيات الخيرية كنت اتبرع للجمعية وهو يعمل مدرسا للأطفال اليتامى الذين تراعهم الجمعية
قوت صداقتنا ، لن انكر اني احببته بشدة ولكني لم اتكلم لم استطع ان اتفوه بما اشعر به بيني وبين نفسي فانا اعلم ان هذا الحب غير مجدي فنحن لن نتزوج ابدا ، ابي لن يرضى ان يزوجني من هو اقل مني اجتماعيا
ولكني لم استطع ان اتزوج من احد غيره ، لم استطع ان اتخيل ان اكون زوجة لاحد غيره ، قابلته بأحد الحفلات الخيرية وكنت بالعشرين وقتها ، وكان يتقدم لخطبتي اولاد كبارات الاسكندرية ، فاجأني انه اعترف لي بانه يحبني ويريد ان يتزوجني ، لم استطع ان اوافق ولم استطع الرفض ايضا ، اخبرته بحبي له واخبرته ان يبتعد عني فأبي اذا علم بالأمر سيحيل حياتي الي الجحيم ، اما حافظ لو علم لن يتردد وسيقتله ، امتنعت عن الخروج لفترة طويلة تصادف عدم خروجي مع وفاة والدتي لأحزن بشدة واتقوقع على نفسي اكثر واكثر ،مرت الاعوام وانا ارفض المتقدمون لخطبتي الي ان كبرت تزوج والديك وانجبا عمر لألهي نفسي به قليلا
دخلت مرحلة العنوسة تجاوزت الثلاثين وبزماننا كانت الفتاة التي تتجاوز سن العشرين ولم تتزوج تكون عانسا
فما بالك بمن تجاوزت الثلاثون ، قل الخطاب وبدأت انا الاخرى افقد الامل ، عدت للتطوع والاعمال الخيرية وبإحدى المرات ذهبت لمدرسة عمر لأطمئن عليه واسال عليه معلميه لأقابله هناك ، اكتشفت انه لم يتزوج هو الاخر
قضى سنوات شبابه ينتظرني ، وهذه المرة لم يستمع الي تحذيراتي بل اصر على مقابلة والدي وتقدم لخطبتي
ولكن ما فاجأني ان ابي وافق على الزواج وعرض عليه ان يساعده ولكنه رفض بشدة ، اثث بيت صغير كان كالجنة بالنسبة لي ، محمد امتعض من الفكرة ولكنه عندما رأى السعادة التي اعيشها ، وافق ولم يعترض
عشت معه سنتين من اجمل سنين عمري ليتوفى والدي ويعود حافظ لن استطيع ان اصف لك مدى البؤس الذي عيشنا به حافظ لقد دمر حياته لأجل ان يتركني ولكنه رفض وابى ، اباك وقف بجانبنا كثيرا ولكن مات محمد لأكون كالقشة بمهب الريح زاد حافظ من جبروته وتسلطه و باخر الامر هددني حافظ بانه سيتخلص منه اذا استمريت بهذه الزيجة التي جلبت العار للعائلة ،
سقطت دموعها ببطء وهي تكمل : تخيلي نور كنت حاملا عندما قررت ان اترك صلاح وعندما علمت رجوت حافظ ان يتركني اكمل حياتي مع زوجي وابني قلت له اني سأتنازل له عن جميع الاملاك الذي ورثتها عن والدي
ليتركني استمر بحياتي ، ولكنه رفض بشده واصر على ان اترك زوجي ، و يا ليته توقف عند هذا الحد بل لعب معي لعبة حقيرة اوهمني اني مريضة لأذهب الي المشفى واتفق مع احد الاطباء ان يجهضني
استيقظت لأجد ان الطفل الذي عشت ارجوه من الدنيا
ذهب بلا عودة
انهمرت دموعها بغزارة ، اتسعت عيناي رعبا من هذا الشيطان الذي تتكلم عنه عمتي ، لم استوعب ان يكون هناك انسان بكل هذه الكمية من الشر والقسوة ،رتبت على كتفها وحاولت تهدئتها رفعت راسها ونظرت لي : هل من يفعل ذلك بأخته ، لا يكون السبب بموت حماك
حافظ قاسي لا قلب له و امام رغباته لا يرى شيئا اخرا
ارجعي الي زوجك بنيتي اذا جاء عمك ووجدك هنا لن تري زوجك مرة اخرى ابدا ، لا زوجك ولا اخاك
انتفضت بقوة من الجملة : لماذا ؟ لا يستطيع ان يتحكم بحياتي
نظرت لي بألم : حافظ يستطيع ان يفعل اي شيء نور ، ويستطيع فعل اشياء لا تخطر على ذهن احد
اطرقت راسي ارضا : لكني لا اريد الرجوع الي زوجي ، لقد عاملني معاملة بشعة منذ علمه بان حافظ المصري عمي
تنفست بقوة : اذهبي اليه و واجهيه ، لا تتركي الامر معلقا هكذا انه يحبك نور ، من الممكن ان الصدمة شلت تفكيره ولذلك تصرف معك بطريقة خاطئة
تنهدت : سأذهب الي عمر فهو مريض واخذ وقتي بالتفكير
شهقت : مريض ، ماذا حدث له ؟
رفعت حاجبي : انه تعرض الي حادثة كادت ان تودي بحياته
اتسعت عيناها رعبا : حافظ انه السبب ، انا متأكدة
اصفر وجه نور بشدة : لماذا ؟ ماذا فعل له عمر ليقتله ؟
تنهدت العمة ك لم يفعل شيء ولكن حافظ ينتقم من محمد في شخص عمر ، يكره اخاك لأنه شبة والده
سالت وعيناها تدور بتعجب : ولماذا يكره ابي
هزت راسها بألم : لا اعلم ، لا اعلم نور
شعرت نور بصداع غريب يجتاحها من هذا العم العجيب الذي يكره ابيها واخيها بدون اسباب لتقول : عمتي سأصنع القهوة ، اتي لك بقليل منها
ابتسمت : تعالي نعدها معا
ذهبا الي المطبخ ليبتسم الخدم بسعادة لرؤية نور ويقترب منها رجل عجوز ربت على وجنتها ك حمد لله على سلامتك بنيتي
ابتسمت نور : الله يسلمك
اقترب منها الرجل : خذي حذرك من حافظ وارجو ان ترحلي قبل ان يأتي
تعجبت من مقولته لالتفت الي عمتي لأجدها تتكلم مع الطباخ وتامره بما يصنعه على الغداء سألتني ما افضله من الطعام فقلت لها اني لا اتناول الارز فانا لا اشتهيه نظرت الي بتعجب لتسالني ما الانواع التي تفضلينها نطقت بسلاسة
__ احب ملوخية الجمبري ، انها اكلة تنتمي الي الاسكندرية اليس كذلك ؟
فغرت عمتي فاها لترد : ها ، نعم ، اريني كيف تعدين القهوة
وقفت لأعد القهوة وانا اشعر بان عيني عمتي لا تتحركان مثبتتان علي بقوة
التفت لها وابتسمت لاصب القهوة بكوب عادي وفنجان لها
نظرت لها لأجد عيناها متسعتين باندهاش شديد فسالتها
بتوتر : هل تفضلين القهوة بطريقة اخرى ؟
انهمرت الدموع من عينيها وخرجت سريعا من المطبخ
لأتعجب حقا من موقفها المريب تمتمت : ماذا فعلت لاجعلها تبكي ؟
ركضت خارجة من المطبخ وانا بحالة كبيرة من الانهيار
لا افهم ما يحدث امامي ، كيف تكون عادتها كعادات محمد
كيف علمت بطريقة صنعه للقهوة ، ثم انها تشرب القهوة بنفس طريقته ، كيف هذا يحدث ، كيف ؟
لقد مات وهي صغيرة جدا فغير المعقول ان تكون تعلمت منه هذه الاشياء
ليست هذه العادات فقط طريقة حديثه ولمعت عيناها ، ضحكتها الحزينة التي كان محمد مشهور بها اذا كان متضايق ، الطيبة التي تشع من عينيه ، اخفاؤها لمشاعرها وعدم التصريح بها
الخجل الذي ارتسم على محياها عندما ذكرت زوجها
هل تكون ابنة محمد فعلا وحافظ كذب كل هذه السنوات ؟
ولكن الشبه الغريب الذي ورثته من حافظ
لا يمكن ، لا افهم ما يحدث ، لن اكب حدسي واحساسي بها
انها ابنته ، نظرت الي صورة اخيها لتحتضنها برفق وتنظر اليها مرة اخرى انهمرت دموعها : حافظ كذب عليك حبيبي ، ليموتك كمدا ونجح ببراعة كعادته
لمع الكره والالم بعينيها : اخذك مني حبيبي ، لن اسامحه مهما حييت
طرق الباب لتطل نور براسها وترسم ابتسامة متوترة
__ هلا تسمحين لي بالدخول ؟
ابتسمت بسعادة وفتحت ذراعيها لها : تعالي حبيبتي
ابتسمت نور وذهبت بهدوء لعمتها لتحتضنها الاخرى وتبكي ، انتصب جسد نور وسالتها بتوتر : ماذا حدث عمتي؟
هل فعلت شيء ضايقك ؟
نظرت لها عمتها وحسست على شعرها : لا حبيبتي ، ذكرتيني باباك ، لذلك ابكي
ابتسمت نور : حسنا هيا عمتي القهوة ستبرد ، لأني سأغادر بعد قليل لأذهب لعمر
__ لماذا حبيبتي ؟ اقضي معي اليوم ايضا وسافري غدا
فانا اجلس بمفردي ، امكثي يوما اخرا معي
ابتسمت : من اجلك عمتي ، سأمكث
**********************
ذهبت الي الطبيبة انا ونادين التي اختلفت معاملتها على الاتجاه الاخر ، فتبادلت معي الاحاديث واستمتعت برفقتها حقا
بعد انتهاء موعد الطبيبة استأذنتها اني سأذهب لمريم وطلبت منها ان تأتي معي ، رفضت بهدوء وتحججت ان بمشاغل اولادها
اوصلتني الي هناك وانا اخبرتها اني سأتصرف لدى عودتي
دخلت سريعا الي مريم وانا اتمنى ان تكون استطاعت اقناع معتز بالمجيئ اليوم
اوصلت انجي الي مريم وانا اتعجب من هذه الزيارة ولكن لما لا فهما قريبتين ومن حق انجي ان تزو ابنة عمتها
وانا خارجة فوجئت بسيارة معتز امامي ،اوقف سيارته بحيث ان لا استطيع الخروج لأزفر بضيق ، نزل بهدوء ووقف بجوار سيارتي فتحت النافذة ليبتسم : اهلا ندى
انزلي وادخلي قليلا ، اريد ان اجلس برفقتك قليلا
نظرت له بغضب : لا معتز ولن اكرر كلامي ثانية انا مع اخوتك ضدي ، هيا افسح لي مجالا لأخرج بسيارتي
نظر بحزن : حسنا ندى ،كنت اريد ان اتكلم مع صديقتي ورفيقتي كما كنت دوما
ابتسمت بسخرية : ونسيت رفيق عمرك من كان يدافع عنك دائما ، من كان تستند عليه وقت الشدائد،
انقلب وجهه بضيق والكره لمع بعيونه لتردف : اذا اعترفت بصديقك هذا ، سأعترف انا الاخرى بصداقتي معك
نظر لي بحزن وذهب ليفسح لي مجالا ، خرجت وانا اشعر بالقهر من هذا الغبي الذي لا يفهم اني مع اخوتي الي النهاية
ولكن علمت الان سر زيارة انجي لمريم فهي اتت لترى اخاها ، هل تعلم يوسف ما يحدث وراء ظهرك ؟ ام اخت معتز اوقعت بك لتستولي هي واخاها على الشركة ، ولما لا
والطفل القادم خير دليل على ذلك
انصرفت ندى من امامي وانا اشعر بالكره لهذا الياسين الذي استولى على كل شيء املكه زوجتي واختي وصديقتي
تأففت ودخلت لأرى ما تريد مريم
دققت الباب لتفتح لي الخادمة سالتها : هل الدكتورة مريم موجودة
جاء لي صوتها من الشرفة : تعالى معتز
دخل والابتسامة تشرق وجهه لتتجمد الابتسامة على شفتيه عند رؤيتها همست : مرحبا اخي
دورت على عقبي لأخرج مثل ما جئت لأفاجئ بياسر في وجهي : الي اين يا صديقي ، اجلس لنتكلم
جز على اسنانه : لا اريد الجلوس وزوجتك لي كلام اخر معها
ابتسم ياسر : هل تهدد زوجتي معتز ؟ وبوجهي ايضا
نظر لياسر بغضب ليكمل الاخر امرا وهو يدفعه الي الجلوس
__ اجلس معتز ، وعندما ننتهي من الحديث ارحل كما تريد
******************
__مرحبا عمر ،كيف حالك ؟
بخير الحمد لله ، اعذرني لم استطع ان اتي لك بالمشفى انت اعلم بحالي والان انتظر ياسين لنأتي لك معا
نعم هل علمت بما حدث ، حسنا سناتي لك ليلا ان شاء الله
لا اطمئن فياسين تصرف وستصل بعض من المعدات غدا
وادوات البناء ايضا ، ان شاء الله سننهي العمل بموعده
قهقه ضاحكا : ياسين حلال العقد ، اتمنى ان لا تكون غاضبا منه
عقد حاجبيه : حسنا اراك ليلا
ردد بدهشه : ابلغ سلامك لنور ،تردد ان شاء الله
اغلق الهاتف وهو يفكر فيما قاله عمر فهو ليس غاضبا من ياسين ثم يريده ان يبلغ سلامه لنور
هل نور لم تذهب لأخيها ، الي اين ذهبت اذن ؟
هل ياسين يكذب ، لا اعتقد فهو كان غاضبا بشده صباحا
سأبلغه ان عمر طلب مننا زيارته مساءا ليطمئن على امور العمل
تحرك من مكانه ليجد نادين بوجهه ابتسم ، فهو عاد باكرا من اجل ان يذهب بجيجي الي الطبيبة ولكن نهى ابلغته انها ذهبت مع نادين الي الطبيبة بناء على اقتراح الاخيرة
اقترب من اخته : شكرا نادين على الذهاب مع انجي الي الطبيبة ، اين هي ؟
نظر الي ما ورائها لتنظر اليه نادين بضيق : ذهبت لترى اخاها
اتسعت عينا يوسف دهشتا : نعم ، لا افهم
__ طلبت مني ان اوصلها الي مريم وفوجئت بوجود معتز امامي ، من المؤكد انها اتفقت معه ان يتقابلا عند مريم او شئ من هذا القبيل
نظر يوسف اليها لتكمل : او من الممكن انها تراه دائما وضحكت على اخينا الاصغر لتساعد معتز فيما يريده وتستولى على شركة والدك ولما لا الا تحمل ولي العهد الذي سيرث نصف ممتلكات محود صالح شوكت
جز على اسنانه بقوة وهو يحاول استيعاب ما تقوله نادين
لتنصرف من امامه ، صعد الي الاعلى وهو يشعر بصداع قوي براسه ، لا يصدق ما تقوله نادين ولكن اين هي
اين ذهبت الم يمنعها من الخروج ، الم يمنعها من مقابلة معتز والتحدث معه
امسك هاتفه واتصل بها لينقطع الرنين دون ان ترد
اتصل مرة اخرى ، ومرة اخرى لترد اخيرا
__ اهلا حبيبي
سال بجمود : اين انت انجي ؟
__ انا عند الطبيبة حبيبي
اغلق الهاتف بوجهها وهو يرغي ويزبد تكذبين انجي ، تكذبين من اجل اخيك ، وانا افعل كل ما بوسعي حتى لا تفهمي ما يفعله معنا
حسنا سنرى انجي ، هل تخدعيني ام اشتقت الي اخاك ؟
********************
دخل الي بيته وهو يشعر بذهول وندم كبير هل كل ما فعلة السنوات الماضية ، هل كان كل ذلك من اجل وهم اختلقه هو من العدم
عندما اجبره ياسر على الجلوس ، شعر بقهر كبير واشاح بوجهه بعيدا عن اخته التي رن هاتفها لتتبادل النظرات مع مريم همست لها مريم : ردي عليه واخبريه انك هنا
انقطع الرنين ليرن الهاتف مرة اخرى نظر اليها بقوة
لتنهض من مكانها وتخرج لترد على هاتفها و تأتي ووجهها
ظاهر عليه التوتر طمأنتها مريم : سأتكلم معه جيجي اجلسي الان لنتفاهم مع هذا الغبي الذي لا يستمع الي احد
صاح بقوة : مريم
نظرت له بقوة ك نعم معتز انت غبي وما اخبرتني به انجي يدل على ذلك وبقوة ويدل على ان ياسين انسان رائع لم ينسى العشرة ولم يقوى على اذيتك
صاح بقوة متأففا : هل اتيتي بي لأتكلم عن ياسين
لا انه ليس انسان رائع ونسي العشرة من وقت طويل
وخدعكم كلكم ولكنه لن يستطيع ان يخدعني
تكلم ياسر بهدوء : ما الذي فعله ياسين معتز اخبرك انه نسي العشرة بينكما
قال بكره ك انه خائن ياسر خانني ، خطف حنان من بين يدي ، لم يراعي العشرة ولا أي شيء بيننا
صاح ياسر : اخرس معتز ، اخرس ياسين لم يفعل لك شيء
قال ودموع القهر بعينيه : بل انا متأكد ، متأكد
ياسر : ما الذي متأكد منه معتز ؟ هل رايته مع حنان ؟ ام ماذا ؟
نظر اليه وقال بألم : اخبرني كي تصبح زوجتي حامل وانا عقيم
نطقت انجي : انها كانت حاملا منك يا مغفل ، لقد كانت تتناول الادوية وتتعالج مه اشهر طبيب لأنها تريد انجاب طفل منك لتقر بجانبها وتترك نزواتك
كانت تحبك وتريد ان تستقر معك ولم تشأ ان تخبرك بانها تعلم عن كل شيء ، حتى لا تضطر لترك ، عندما قلت لها انها من الافضل لها ان لا تنجب حتى تنفصل عنك بسهولة
قالت انها لن تتركك ابدا فان حياتها بدونك لا تساوي شيء
نظر لها بقوة :كاذبة انت كاذبة ، انا الذي لا يستطيع الانجاب وليس هي
ردت مريم بهدوء : الم تفكر بالعلاج معتز ؟
__ بل كنت اتعالج طبعا لأستطيع الانجاب منها ، فطفل منها كان كل املي بهذه الدنيا
قال ياسر بقوة : اذن ابشرك معتز لقد قتلت املك بيديك لان ياسين لم يلتفت الي حنان من قبل زواجكم ليلتفت اليها بعد ان اصبحت زوجتك ، ياسين كان يراعي حنان كأخت له وليس أي شئ اخر ، كان يشفق عليها من اجل ظروفها ومن اجل الحالة النفسية التي كانت تنتابها
زوجتك يا استاذ كانت تتعرض لنوبات من التشنجات عندما تغضب وكانت تذهب على اثرها الي المشفى لذلك كان يحنو عليها كثيرا ولكنه لم يلتفت اليها اطلاقا
هوى جالسا ليكمل ياسر : لم يأتي الي ذهنك ان رحمة الله واسعة وان زوجتك ممكن ان تحمل منك دون علاج اذا اذن الله ، وغاضب لان مريم نتعتك بالغبي ، بل انت غبي واحمق ايضا
انتفض واقفا وغادر سريعا وهو لا يريد تصديق ما سمعه
*******************
جالس بمكتبه يرتب امر الشحنة الجديدة يدعو الله بسره ان تسير الامور كما ينبغي
دق الباب ليرفع نظره عن الاوراق : ادخل
دخلت والدته ليعقد حاجبيه ويعيد نظره الي الاوراق ثانية
__ الن تذهب الي نسيبك ياسين ؟
جز على اسنانه غضبا : لا امي لن اذهب
قالت بقوة : لماذا ، ثم عمر من حقه عليك ان تذهب اليه وتطمئن عليه
قال بضيق : امي من فضلك ، اغلقي الموضوع
صاحت بقوة : لا ، ثم احترم نفسك وتكلم معي بأدب
نظر اليها بدهشة وقال بأسف : لم اقصد اغضابك امي
جلست على الاريكة وقالت امرة : تعال ياسين اجلس بجانبي
قام من مكانه مضطرا وجلس بجانبها شدته من يده بلطف
لتحتضن راسه صاح بضيق : امي
همست : اصمت ، هل كبرت على ان تنام بحضني ؟
ابتسم : نعم امي ، لقد اتممت السابعة والثلاثون
__ واذا اتممت الستين ، انت طفلي البكر الذي لا ازال اذكره وانا اطعمه واحممه والبسه ملابسه
احمرت اذناه وتبرم : امي ، كبرت انا على هذا الدلال ، اتي بيوسف ودلليه كما تريدي
ابتسمت ودفنت اصابعها في شعره الكثيف : هل انت غاضب مني ياسين ؟
جلس بهدوء وشبك يديه ببعضهما تنفس بقوة : نعم
ابتسمت : لماذا ؟
قال بقهر : لأنك لم تخبريني عن علاقتك بوالد ووالدة نور
شدته بحضنها مرة اخرى وتلاعبت بخصلات شعره: هل تعلم ياسين ؟
عندما رأيت نور لأول مرة كدت ان ابكي ، تذكرت كل شيء خاص بنور ، وعندما رأيت كيف يتعامل معها يوسف حلقت بالسماء كنت اظن ان يوسف يحبها ولذلك قلت لك اني سأخطبها له
تململ بين يديها لتضحك بخفة : انت كاباك ياسين غيور جدا
عبس بوجهه لتردف : كنت اتمنى ان تأتي نور الصغيرة الي هنا واضمها الي كنفي لأطمئن عليها واشعر اني فعلت شيء باتجاه صديقة عمري
ولذلك غضبت عندما رفض يوسف الزواج ولا انكر اني تفاجأت عندما قلت انك تريد ان تتزوج بها ، كنت اعلم انك لن تتحمل فكرة قربتها ممن كان له يد في موت اباك
ولكن لم يأتي بذهني ان حافظ سيخبرك بكذبته الشهيرة
لو كنت اعلم ان هذا سيحدث لكنت اخبرتك بكل شيء
اغمض عينيه ضيقا من نفسه لتساله : ماذا فعلت معها لتتركك بهذا الشكل ياسين ؟
قال بألم : ارعبتها مني امي ، عاملتها سيئا و قسوت عليها
كنت غبي لا افهم ما اشعر به ولكن هذا الحقير جعلني اراه كلما نظرت بعينيها
__ اتعلم ياسين هذا الشبه الذي يستند اليه حافظ لا اساس له من الصحة ، حافظ يشبه عمي عبد الله رحمة الله عليه ولون عينيه وشعره ورثهم منه ، ثم ان عمي عبدالله والدة حافظ كانا اولاد عم ومن الطبيعي ان تكون هذه الصفات منتشرة بالعائلة ، نور اتت تشبه والدتها ولكن ورثت اكثر صفات جدها جمالا ، لتاتي متفردة الجمال
قال هامسا : وانا اشهد امي انها جنيتي الحبيبة متفردة الجمال
ابتسمت : اذهب لعمر واطمئن عليه وتكلم مع زوجتك ياسين
سمعا صوت جلبه لينتفض ياسين واقفا وتساله بدهشة : ما هذا؟ هل هذا صوت يوسف ؟
خرج ياسين من المكتب لتتبعه سريعا : نعم امي
تناهي الي مسامعهما صوت يوسف وهو يصيح بصوت عال
لتقول امه : اذهب ياسين وانظر ماذا يحدث
__ انتظري امي ، فانا لا احبذ التدخل بينه وبين زوجته
سمعا صوت خطوات نازلة لينظر ياسين
__ انتظري
دخلت الي جناحهم وهي تشعر بالترقب فإغلاقه الهاتف بوجهها انبئها بحدوث شيء كبير
ابتسمت عند رؤيته ليصيح بقوة : اين كنت يا هانم ؟
قالت بتوتر: كنت عند مريم
__لماذا لم تخبريني ؟ التفت اليها بحدة : ولماذا كذبت عندما تكلمت معك
ابتلعت ريقها بصعوبة ليصيح بها قويا : تكلمي
__ اردت رؤية معتز واذا اخبرتك برغبتي كنت سترفض
اقترب منها وصاح بحدة : فقلت لماذا لا اخدع هذا المغفل
ذهبتي لتري اخاك ، اليس كذلك اشتقت لهذا الحقير الذي كدت ان اموت بسببه وكاد ان يقتل ياسين مرتين من قبل
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك