بارت من

رواية جروح من عبق الماضي -48

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -48

إياد وهو يحتسي كوب الشاي تمتم وهو يشخص بنظرة للأعلى : لما كانت في المستشفى وقالت أنها تحبني وتتوسلني عشان ما أتركها أشياء كثيرة تغيرت بداخلي.. نسيت كبريائي نسيت كل شيء .. لو ما الحرام كنت ضميتها لصدري
وخففت كل الحروق اللي اشتعلت في جسدها بسببي .. وش ابا أكثر من كذا يا خالد .. جود رمت نفسها بالنار عشاني
خالد : إذا الله كاتبها من نصيبك راح تاخذها .. ودام أنك متأكد أنه جود تحبك وش له خايف
إياد : جود ابوها عندها بالدنيا .. يعني لو رفض انا راح اضيع وأحلامي كلها راح تتحول إلى سراب
خالد : تركي رجال معروف وطيب .. صح أوقات يكون حذر كثير .. عاد كيف إذا الموضوع يتعلق في بنته .. طبيعي لازم يفكر ويبحث ويسأل عنك أكثر .. عشان يطمن أن عطى بنته للشخص اللي يستحقها وما يرجع يندم بعدين
إياد : طيب جود وش له حاقرتني كذا .. ع الأقل تطمني إيش اللي صاير معهم
خالد وهو يقلب الاوراق : إياد أنا وراي تصحيح وأنت راح ترجع تسالني نفس الأسئلة اللي صرت تكررها كل يوم
أياد وهو ينظر إليه بغضب : هذا جزاتي أني جالس أفض فض لك
خالد : الثقل زين يا أياد .. أنسى كل شيء وصحح الأوراق اللي قدامك .. لازم نهاية الأسبوع نكون خالصين
إياد وهو يمسك بالأوراق ويقربها منه تمتم بتذمر: اوف وهذا وقته ......
قاطعهم صوت طرقات خفيفه على الباب
إياد بجدية : تفضل
خلود : ممكن ندخل دكتور
إياد وهو ينظر إلى التقويم الذي وضع أمامه : هلا خلود فكرت ناسية الموعد
خلود دخلت وتبعتها أماني ثم وضعت الهاتف أمامه وتمتمت بثقة : تأخرنا بس يوم تعبنا لحد ما حصلنا دليل
إياد وهو ينظر إلى الهاتف تمتم باستغراب : والتلفون هذا هو منقذكم
أماني : أسمع اللي داخل التلفون وساعتها راح تفهم إيش اللي صار معنا بالضبط
خلود فتحت على التسجيل ووضعته بالقرب من إياد
عبير وهي تضحك بصوت مرتفع : والله وقربت نهايتك يا جود .نحن راح نسوي سواتنا وبعدها نحطها على راس أماني
شجون : وتتوقعين جود راح تطلع حية من جوه
عبير : شجون ما يهمنا إذا تطلع حية أو ميته .. أتفاقي كان معاك من البداية نادبها .. وجود راح تتعلم من الدرس
خلود وهي تغلق التسجيل تمتم بثقة : هذا بس أخر دقايق من التسجيل تقدر تسمعه من البداية على راحتك
خالد : خلود أماني .. نحن مالنا علاقة بموضوعكم مع تركي كل اللي يهمنا نعرف الحريقة من اللي افتعلها
اماني : دكتور أفهم من كلامك أنه ما راح نتعاقب ولا ننحرم من الجامعة
إياد : لا راح نحدد لكم يوم وترجعون تختبرون عادي .. لكن اللي موجود بالتلفون شيء خطير يمكن يقضي على عبير
خلود وعيناها تتسع : عبير بس ؟!! طيب وشجون
خالد : الفكرة كانت فكرة عبير .. وشجون ساعدتها بس .. يعني عبير راح يكون عقابها أكبر من شجون
إياد : لا مو بس أكبر .. عبير تبا أحد يربيها .. راح تنحرم من الشهادة بعد .. وتنطرد من الجامعة بسبب سوء السلوك
خلود : كل هذا ما يهمنا .. اللي أبيه منك شيء واحد تعلم جود أنه نحن ما كان ودنا نظرها
إياد : طيب وش له ما تعلمونها أنتو
أماني : حاولنا نتصل فيها أكثر من مرة .. لكنها ما كانت ترد .. الظاهر شايلة علينا كثير
إياد : طيب خلوا موضوع جود علي .. والتلفون هذا أنا راح أوصله للإدارة وبعدها بنتصل فيكم ونعلمكم ايش بيصير
خلود : مشكور دكتور إياد لولاك ما عرفت أيش راح اسوي
إياد : أنا ما سويت شيء غير أني عطيتك فرصة .. وأنتي أثبتي أنك قدها .. تقدروا تروحوا الحين
خالد وهو يشد شعرة للوراء : زين أنها طلعت من السالفة هذي كلها .. خلود أنسانه رقيقة
إياد فاطعه بابتسامة : لا يكون أنت حبيتها بعد ؟!
خالد : لا حبيبي بس متعاطف معها .. ولا تنسى أني راح أخطب بنت عمتي قريب ..
إياد : بنت عمتك إللي ولا مره شفتها .. انا ودي أفهم أنت الفاهم المثقف تتزوج بالطريقة هذي
خالد : والله عاد هذا نصيبي .. ما أقدر أثني كلام الوالدة ..
إياد : طيب خلنا نروح ناكل شيء .. من الصبح وانت كله تشربني شاي . احس بطني تخمرت

/::\

لم تكن المشفى بعيدة عن المنزل كثيرا .. كانت تبعد حوالي ربع الساعة .. أدخل سعد والدته إلى الطبيب وبقي أبا سعد في أنتظارها .. اما سعد فتصرفات نور وتجاهلها له في الفترة الأخيرة بداء يربكه .. فقرر التوجه نحوها وارضائها
نور كانت تعيش في عالم أخر .. أتصلت بحبيها كثيرا ولكنه كان يتجاهلها طوال الوقت .. وهذا ما أزعجها .. تمنت كثيرا أن تعرف ما هو سبب تغرية المفاجئ .. وخشيت أن ما يدور في بالها من وساوس قد تكون حقيقه
نور وهي تمسح على بطنها بحب : سامحني يا ولدي بس جاء الوقت المناسب عشان أبوك يرجع لنا وما يتركنا ابدا
تناولت الهاتف سريعا ثم أتصلت به بعد أن كتبت له رسالة تبين فيها أن الموضوع مستعجل جدا موضوع حياة او موت
بعد أن قراء رسالتها قرر أن يجيب على الهاتف فتمتم بصوت متذمر : خير وش عندك .. قلت لك أنسيني خلاص
نور قاطعته سريعا والكثير من الغضب تملكها : أنت وينك ؟! صار لي اسبوع أحاول اتصل عليك وانت ولا على بالك
قاطعها بتذمر : الحين هذا كل الموضوع ؟! صدق ما عندك سالفه
نور تمتمت سريعا : لحظة .. الموضوع أكبر عن كذا .. صار شيء .. ما عملنا له حساب لما كنا مع بعض في اخر مره
اعتدل في جلسته وتمتم بخوف : نور تراك خوفتيني إيش اللي صاير بالضبط
نور وابتسامه خفيفة ارتسمت على شفتيها : انا حـــــــامل ؟!!
نهض سريعا من مكانه .. لم يصدق ما سمعه فتمتم بذهول : يا شيخة إنتي تضحكين على من ؟!
نور قاطعته بغضب : أنت وش فيك .. أقول لك أنا حامل .. وتقول أضحك عليك ..
قاطعها بسخرية : ههههههههههه أنتي متزوجه وطبيعي تحملين في أي لحظة
نور وهي تحاول أن تخفي غضبها تمتمت بهدوء : انا مو حامل من سعد .. انا حامل منك أنت
تمتمت بهذه الكلمات ولم تصدق ما رأته عينيها .. سقط الهاتف من يديها ثم تناثر إلى أشلاء .. وكأن شيء أخرسها
لم يصدق ما سمعه منذ لحظات .. تمنى لو تنشق الأرض وتبلعه .. هل هذه هي حبيبته نور .. حبيبته نور خانته مع غيره .. نور التي منحها كل شيء فحرمته من كل شيء في لحظة . ضغط على يده بقوة ثم سقط شيئا من يده
كان عقدا من الألماس وضع فيه كل مصروفة من أجل أن يرضي حبه الوحيد نور .. فتناثر إلى قطع
فجأة شعر بأنه عاجز .. لم يستطع أن يتفوه بأي شيء .. سقطت دمعه على خده .. سرعان ما مسك نور من عنقها وتمتم بغضب : وش لي سمعته يا نور .. قولي اللي سمعته كله كذب .. قولي أنك حفظتي عرضي وما طعنتيني في الظهر.. تكفين يا نور قولي أي شيء ولا تمي ساكتة .. قولي انك ما خنتيني ولا خنتي عرضي
نور وهي غير قادرة على النطق .................................................. ..............
سعد وهو يضغط على عنقها بقوة : سكوتك هذا يدل على أن كل شيء سمعته كان صح .. كنت عارف ومتأكد أنه فيه أن بالموضوع .. كنت حاس أنه في أحد بحياتك .. لكن توقعت حبي لك راح ينسيك ويشغلك .. لكن الظاهر حبك له كبير
عشان كذا بعتي جسدك لأنسان مو زوجك .. خنتيني يا نور وأنتي على ذمتي .. علميني كيف طاوعك قلبك هاه
نور وهي تشعر بأنها تكاد تختنق تمتمت بصوت متقطع : سعد راح تقتلني
سعد قاطعها بغضب : وفيك عين تتكلمين .. إنتي شو ؟!! ودي أفهم بو قصرت معاك .. بعت اللي وراي واللي قدامي عشانك .. نسيت نفسي وبديتك علي .. فرشت لك الأرض ورد .. لكن حسافه وش خذيت
نور قاطعته بألم : سعد حاولت أحبك وما قدرت .. أهلي زوجوني غصبا علي كانوا بس طامعين فين .. وقبل ما تدخل أنت في حياتي هو دخلها قبلك .. حبيته من كل قلبي .. ما خنتك برضاي .. بس حبيته كثير وسلمته نفسي
سعد لم يتحمل ما تفوهت به فلطم خدها بقوة وتمتم بغضب : وبكل قواة عين تقولي أنك تحبيه .. صدق أنك حقيرة
نور والدموع بدأت تنرسم في خديها : أيه حقيرة .. حقيرة بس لأني ما قدرت أحبك .. وصدقني مو ندمانه لأني سلمت نفسي له .. لأني أحبه . أحبه يا سعد .. أحبه حتى أكثر من نفسي .. والولد هذا ثمرة حبنا
سعد شدها من شعرها وضرب برأسها على الأرضية : أنتي مو بس حقيرة راح أفضحك يا نور .... أنتي ................
نور تناولت شيء صلبا بقربها ثم ضربت سعد .. ونهضت سريعا وتمتمت بخوف : لا دروا أهلي باللي صار ما راح يتركوني لحالي .. واللي فهمته منه انه ما صار يحبني ولا وده يشوفني في حياته .. لازم تفكري يا نور لازم تتصرفي
الولد هذا لازم يعيش ولا راح اتنازل عنه .. هذا حلمي من زمان وصعب اتنازل عنه بالسهولة هذي

/::\

الممـــــــــــــلكـــــــــــة العربيـــــة السعــــودية ..

//
\\

نجود لم تتحمل بعد ما سمعت ما ألم برائد .. غيرت ملابسها سريعا ثم همت بالخروج
ولكنها سمعت خطوات تقترب منها فوقفت في مكانها .. خشيت أن تمنعها والدتها من الخروج لمشاهدة رائد
سويرة وهي ترتدي عباءتها تمتمت بغضب : هاه نجود أشوفك خرجتي من المستنقع تبعك
نجود وهي تحاول ان تخفي توترها تمتمت بثقة : حسيت نفسي مخنوقة وقلت أطلع أشم هواء .. إنتي وين رايحه ؟!
سويرة : ناقصات شوية أغراض وقلت أروح أجيبهم بسرعة وراجعه .. أنتي انثبري هنا لحد ما أرجع
نجود : طيب ماما
سويرة : لا رجعت ودي أشوف المكياج محطوط على وجهك .. سليمان وده يشوف وجوه سنعه ..
نجود : خلاص ماما أنتي روحي وكل اللي تامرين فيه بيصير
خرجت سويرة وكل بالها مع نجود خشيت أن تتصرف تصرف يحرجها أمام سليمان ويسلب منها كل شيء
نجود أطلقت تنهيده ثم استندت على زاوية قريبة وجلست وهي تضع رأسها على يدها اليمني وتفكر بعمق
آآه يا رائد معقول كل هذا صار فيك بس لأنك تحبني .! طيب دام أنك تحبني وش له ما صارحتني بالأول ؟! ليش رحت وخطبت سندس .. ما تعرف الألم اللي حسيت فيه لما عرفت بخبر زواجك .. ضنيت للحظة أنك تسوي كذا عشان توجه لي صفعة واصحى من الحلم اللي عشت فيه طول السنين هذي .. حسيت أني ما أعني لك شيء أبدا .. ضنيت أنك محيت كل اللي جمعنا مع بعض من لما كان عمري 6 سنين وشيء غريب بداء يخليني أتعلق فيك أكثر .. كل هذا خليته وراء ظهرك يا رائد . والحين بس لما عرفت أني راح أتزوج من واحد قد ابوي مرضت وحسيت بغلطتك .. طيب وينك من الأول ؟ وش هـ الأنانية اللي تملكتك .. سندس إيش ذنبها غير أنها حبتك .. ليش ودك تقسى عليها كذا .. أدري أنك طايح في الفراش بسببي .. وصدقني أني أتمنى المرض يكون فيني مو فيك .. أنا أحبك صح يا رائد .. ولا راح أنسى في لحظة هـ الحب اللي كبر في قلبي .. وإذا أنت غلط وظلمت سندس انا ما راح أغلط وأظلم سليمان .. راح أكون اجراء منك .. وأتخلى عن كل شيء وابداء لحظة جديده معاك .. صعب نحصل حب صادق في الزمن هذا .. وخايفة لا تزوجت سليمان أخسرك وأخسر كل شيء حلو جمعني معاك . وما يبقى في عقلي ذكرى وحده لك .. أحبك يا رائد
الكلمة هذي لازم تسمعها الحين .. لأني إذا ما قلتها لك الحين ما راح أقولها لك مره ثانية
سمعت صوت طرقات على الباب نهضت سريعا وتمتمت بسعادة : أكيد هذا رائد .. رائد حبيبي ., اكيد حس باللي جالس يدور بداخلي .. آآآآآآآه يا رائد ما تعرف شكثر انا مشتاقه لك وودي اصارحك اني احبك ومستحيل احب غيرك
تمتمت بهذه الكلمات ثم انطلقت للباب وهي موقنة أن من يقف خلفه هو رائد .. ولكن بمجرد أن فتحت الباب ذهلت
ووقفت مذعورة مما تشاهده .. فجأة كل ما خططت أن تقوله لرائد تلاشى سريعا .. وكأن قوة عظيمه أخرستها
ام رائد والشر يكاد يخرج من عينيها تمتمت بغضب كبير : خير وش فيك متنحة كذا ..!! بعدي وسوي درب
نجود كادت أن تسقط بعد أن دفعتها أم رائد بقوة ولكنها أحكمت قبضتها على الباب حتى عاودت الوقوف مجددا
ام رائد تمتمت بصوت مرتفع : سويرة وينك ؟!! سويرة في حكي لازم أقوله لك
نجود ورعشة غريبة سرت في جسدها تمتمت بصوت منخفض : ماما مو هنا .. طلعت من شوي
ام رائد قاطعتها بشموخ : أي أم فيهم ؟ ألام اللي تخلت عنك ؟! وإلا اللي ربتك وجالسة تصرف عليك من غير وجه حق
نجود وهي غير مستوعبة تمتمت ببراءة : وش الألغاز هذي .. خالتي قولي إيش بغيتي بالضبط عشان اقدر اساعدك
ام رائد قاطعتها بغضب : كل اللي أبغية منك تنسي شيء أسمه رائد .. رائد مو لك .. فاهمه
نجود وهي تضغط على يدها بقوة : وليش ما يكون لي ؟!! دام أثنين يحبون بعض وش له توقفين في طريقهم
أم رائد وهي ترفع يدها تمتمت بغضب : صدق أنك قليلة تربية .. بكل قواة عين تقولي انك تحبيه .. أنتي ما تستحي
نجود : نحن ما سوينا شيء غلط على شان نستحي .. كل اللي بينا مجرد حب شريف
أم رائد اطلقت قهقه تدل من نبرتها على الشماتة : طبيعي أنك ما تستحين لأنك وحده من الشارع لا صاد ولا راد
نجود وعيناها تتسع : خالتي ترى كذا إنتي زودتيها ؟!! ليش تستخدمين هـ الألفاظ الكبيرة
أم رائد قاطعتها سريعا : راح أسألك سؤال واحد بس .. وجوابك هو اللي راح يخليك تعرفي أنتي من ومن بنته
نجود وهي تعقد حاجبيها : وش سؤاله ..
أم رائد : كم مره سويرة ضمتك لصدرها وحضنتك بحب وحنان مثل ما تحضن أي ام بنتها وهي فعز حاجتها
نجود قاطعتها بحيره : ما فهمت شيء
أم رائد : نجود في حقيقة صار الوقت المناسب عشان تعرفيها .. أنتي مو من حقك تحبي ولا تتزوجي ..
نجود قاطعتها سريعا : وأي حقيقة هذا تخليني أتجرد من أبسط حقوقي هاه
أم رائد : نجود سويرة صار لها سنين كثيرة كل ما حملت ينزل الولد بس أنتي المعجزة الوحيدة اللي بقت ع قيد الحياة .. يوم سمعتي القصة هذي ما فكرتي ليش أنتي بس نفذتي منها وكل أخوانك توفوا قبلك وعددهم فوق العشرين
نجود : خالتي وش ودك توصلين له أنا مو قادرة أفهم شيء
أم رائد : وش له مستعجلة ؟! راح تعرفين الحقيقة كامله . تذكري لما قلت لك وحده مثلك ما تصلح لرائد .. ورديتي علي في نفس اللحظة أنه لي الحق أقول اللي أبيه لأنك أنتي ما تعرفين أيش هي أسبابي ..
وانا راح أعلمك عن كل الأسباب هذي وأكبر سبب أنك ..............
نجود ودمعه رسمت على خدها قاطعتها سريعا : أني أيش ؟!!
أم رائد : لقيطـــــــــــة يا نجود إنتي لقيطـــــــــة
نجود وعيناها تتسع تمتمت بذهول : إيــــــــــــــــــــــش ؟!!

/::\

ميس عادت سريعا إلى المنزل وأثناء عودتها رأت امرأتين تنظران لها من بعيد فتمتمت بحيرة : يا ترى من يكونوا ..
صار لي فتره أحسهم يراقبوني .. إيش السالفة بالضبط .. أحسن شيء أروح واسألهم
عائشة وهي تنظر لميس وهي تقترب تمتمت بخوف : العنود قومي خلينا نروح
العنود وهي مشتاقة لأن تظم أبنتها ولو لمره واحده : تكفين يا عاشة خلينا ؟! ودي أخذ وأعطي معها في الكلام
عائشة وهي تشدها من يدها : إنتي أيش أنهبلتي .. مو وقته يا العنود هذا مو وقته
العنود : صبرت 21 سنه متى راح يكون وقته علميني ؟!
ميس أصبحت قريبة منهم وتمتمت بتوتر: صار لي فترة أشوفكم هنا .. إذا محتاجين أي مساعدة علموني
عائشة : لا يا بنيتي بس أحنا نبيع شوية ملابس وقلنا نرتاح
ميس : بس أنا حسيت للحظة وكأنكم تراقبون شيء ..
العنود : إيش أسمك إنتي
ميس وهي تنظر إلى ساعتها تمتمت بذهول : وليه تأخرت .. صار موعد دواء رائد عن إذنكم
العنود وهي تأن بصوت منخفض : تعالي يا جود .. تعالي يا حبيبتي أنا أمك وين رايحه وتاركتني ؟!
عائشة وهي تضمها إلى صدرها : كافي يا الغالية .. صار لك أسبوع تنوحين وودك تشوفيها إذا مو قادرة صارحيها
العنود : ودي أصارحها بس خايفه تركي يوصله خبر ويرجع ياخذها مني مره ثانية ..
عائشة : العنود إنتي صايرة تذبلي يوم عن يوم .. أسمعيني عاد .. ما راح أجي معاك هنا مره ثانية إلا في حالة وحده
العنود وعيناها تتسع : حالة إيش
عائشة قاطعتها بثقه : لما تفكرين وتصارحين بنتك أنك أمها .. صارلنا اسبوع نراقب البنت من بعيد .. ما لاحظتي عليها أنها بدت تشك .. بكرة تسأل ويعلموها أنا لا نبيع ملابس ولا شيء كل ما فيه الموضوع أنه نراقبها
العنود ودمعه رسمت على خدها : عائشة أنتي اللي خليتيني أملك الجرأة وأجي هنا .. ليش ودك تتخلين عني
عائشة وهي تجلس بجانبها تمتمت بألم : بنتك جود من حقها تعرف من أمها .. إنتي ما تعرفين إيش حالتها
العنود : شوفي شكلها الظاهر أنها مرتاحة .. بكرة لو علمتها أني امها وين راح أعيشها .. في الدار مثلا
عائشة : إيه وش فيه يعني .. واجد بنات في الدار عايشين مع أهاليهم ..
العنود : بس وجودها هناك ما راح يخليها تحس بالأمان .. على عكس وجودها هنا
عائشة : طيب يا العنود خلاص اللي يريحك .. يلا خلينا نرجع للدار
العنود قاطعتها بألم : ودي أزور مكان ولو للمره الأخيرة تكفين .. وأوعدك سأعتها أدفن كل شيء بداخلي
عائشة : تدفنين بنتك جود
العنود : جود صارت كبيرة وقادرة تعتمد على نفسها خلي الهم والحزن لنا .. تكفين عائشة لأخر مره اطلب منك طلب
عائشة تمتمت في خاطرة : يا ربي أنا أيش سويت المفروض أني اساعدها وشوفوا أنا إيش سويت ؟! خليتها تنسى كل أحلامها وأمانيها في لحظة .. حتى بنتها راح تتخلى عنها بعد ما حصلتها .. وش هـ الحظ
العنود : عائشة يلا خلينا نروح وين سرحتي
عائشة وهي تحاول أن تخفي توترها : إيه يلا ..! خلينا نروح
/::\
سندس بقيت بالقرب من رائد الذي كان يغط في نوم عميق .. فشدة الحراة جعلته ينسى ما حولة
ميس بمجرد أن شاهدت سندس بالقرب من رائد تملكها غضب شديد : إنتي بعدك هنا ما رحتي
سندس قاطعتها بثقة : اللي نايم هنا يصير زوجي . لا أنتي ولا غيرك يقدر يحركني من هنا فاهمه
ميس : صدق أنك ما تستحين .. بعد كل اللي سمعتيه ودك تكذبي أنه رائد ما يحبك
سندس قاطعتها بدهاء : طيب وش فيها يعني .. إذا ما يحبني اليوم بكره راح يحبني .. نجود أصلا ما تصلح له
ميس قاطعتها بغضب : ومن أنتي عشان تحددي إذا تصلح له ولا لا ؟!!
سندس : في حقيقة لا عرفها رائد راح يتغير كل شيء .. حتى أنتي راح ترفضي وجود نجود بحياتك
ميس : وش اللي يخليك متأكدة كذا ؟!!
سندس : متأكدة وخلاص .. ودامك جيتي خليك عندي رائد وانا راح أروح البيت واطلب من خالد يعجل زواجنا
ميس وعيناها تتسع : إيش
سندس ابتسمت ابتسامه خفيفة ثم أنسحبت دون أن تتفوه بأي كلمة
ميس وهي تضغط على يدها بقوة تمتمت بغضب : وش اللي يخليها متأكده أنه نجود ما راح تكون من نصيب رائد
سندس بمجرد خروجها من المنزل لحقت بأم رائد حتى تتأكد بأن نجود علمت بحقيقتها
بقيت أم رائد تحكي لنجود ما حدث منذ البداية وكيف تخلت والدتها عنها وهي في الشهر السابع .. ولولا وجود سويرة وإسعافها لنجود في اللحظة الأخيرة .. لكانت نجود أسيرة للطرقات وفقدت حياتها في لحظة
نجود لم تصدق ما سمعته منذ برهه .. شعرت للحظة أن ام رائد تفوهت بهذا فقط لتغيظها ..ولكن الذكريات بدأت تعود في رأسها وهي تتذكر والدتها عندما تغضب منها كانت تردد عبارة واحدة بأنها ليست ابنتها.. وللحظة تذكرت أنها سمعت هذه الكلمات منذ لحظات بسيطة فجثت على الارض وأصبحت عاجزة عن الوقوف .. وظلت تبكي بصمت دون أن تتفوه بأي كلمه
ام رائد : الظاهر أنك اقتنعتي باللي قلته لك .. بس ترى هذي كل الحقيقة وتقدري تسألي أمك
نجود وهي تضع يديها على أذنيها قاطعتها بغضب : إنتي وش اللي تبيه مني بالضبط .. كل اللي تقوليه كذب
ام رائد : لا مو كذب وعشان تتأكدي أسألي امك .. هذا السر محد يعرفه غير أنا وأمك وأم
سندس تدخلت سريعا : خلاص ماله داعي تعرف من اللي يعرف حقيقتها .. خلينا نستر عليها لحد ما يتزوجها سليمان
وبكذا نكون سوينا لها خير ..
ام رائد : هذي ما تستاهل نسوي فيها خير .. بكل قواة عين تقول أنها راح تسوي المستحيل عشان تتزوج رائد
سندس : خالتي انا مو مثلها .. مابا أحط شيء في ذمتي .. وسليمان لو عرف بحقيقتها راح يرفض يتزوجها وبيرميها هي واللي ربتها وسهرت عليها سنين طويلة بالشارع .. وعاد إذا نجود ما فيها خير بتغدر بالأنسانة الوحيده اللي خلصتها من الموت وربتها طول هـ السنين هذي .. بس أنا متأكده أنه الغدر مو من صفاتها وراح تصون أمها
نجود نهضت سريعا وتمتمت بصوت مرتفع وهي تبكي بحرقة : اطلعوا برا .. كل اللي قلتوة كذب في كذب
سندس : يلا خالتي خلينا نروح .. المهمة أنتهت ..
نجود وهي تغلق الباب خلفهم .. اسندت كامل قواها عليه وتمتمت بألم : ليش يصير فيني كل هذا ليش ؟!!
ليش لما أحس أنه الدنيا اضحكت لي يجي شيء ويضيع علي كل شيء .. معقولة انا عشت كل السنين هذي في خدعه !
امي مو أمي .. وابوي اللي أنربط اسمه بأسمي مو بابا وحتى البيت اللي أعيش فيه مو من حقي .. كل هذي كذبة
كذبة عيشوني فيها .. وامي اللي ربتني تخلت عني وكان ودها تقتلني بعد .. انا لل ... لق.. لقيط
حاولت نجود كثيرا أن تنطق بهذه الكلمة لم تستطع فخارت قواها وظلت تبكي بحرقة وهي تصدر تنهدات تنبع عن ألمها
سويرة بمجرد أن سمعت هذا الأنين حاولت فتح الباب ولم تستطع .. فنجود كانت تسند كل قواها عليه
سويرة : نجود وش فيك ؟؟ أفتحي الباب
مصعب كان قريبا وبمجرد ان سمع أسم نجود هرول إلى هناك بسرعه وتمتم خوف : خير أيش اللي صاير
سويرة : احاول افتح الباب ومو قادرة .. أخاف نجود سوت بنفسها شيء وتروح علينا كل شيء
مصعب لم يفهم ما تفوهت به سويرة .. لأن خوفه على نجود كان أكبر.. فتسلق السور وألقى بنفسة داخل المنزل
نجود كانت تبكي بحرقة وهي تسمع الكلمات التي تفوهت بها أم رائد تتردد في كل زوايا المنزل .. وضعت يدها على أذنيها حتى تمنعهم من الأستماع ولكن دون جدوى .. بدأت كل اللحظات التي جمعتها مع والدتها تدار في ذهنها وكأنه شريط سينمائي .. كانت أيام قاسية في معظم الأوقات إلا أنها أستمتعت كثيرا بها .. ولكنها بدأت تشعر أن هذه الأيام لم يكن لها الحق أن تعيشها .. تمنت لو ماتت في ذلك اليوم الذي تخلت فيه عنها والدتها ..
ظهر طيف رائد أمامها شعرت أنها ستخسر كل شيء .. الحقيقة التي أكتشفتها ستجعلها تعيش بلا ماض او حاضر أو حتى مستقبل .. أدركت أن كلام أم رائد حقيقه فهو فعلا لا يستحقها .. بدأت نبضات قلبها تضعف وكأنها تختنق
مصعب وهو يرفع راسها من على الأرضية وابعدها عن الباب تمتم بخوف : نجود وش فيك ؟؟! ليش حالتك كذا
نجود لم تعد ترى ما يحدث أمامها .. فكل ذكرياتها أصبحت اسيرة للماضي ..
سويرة وهي تنظر إلى حالة نجود المزرية : وش فيها البنت .. شوف لونها صاير أزرق
مصعب وهو يخرج هاتفه : أعرف دكتور بيته قريب من هنا ........
سويرة وهي تنظر إلى نجود تمتمت بغضب : وهذا وقت مرضك يعني .. خلي الرجال يتزوجك وبعدها أنهاري
مصعب لم يعد يفهم الخزعبلات التي تفوهت بها وتابع حديثة مع الدكــتور

/::\

وفي مكان آخر ظل طبيبها يحاول جاهدا أن يجعلها تنطق وتخرج من سباتها ولكن دون جدوى .
ليان وهيثم تم تأجيل عقد قرآنهم بعد ما حدث لريما .. هذا ما أغضب أم هيثم قليلا ولكنها رضخت للوضع في النهاية
هيثم تمتم بصوت منخفض : ليان حبيبتي لين متى بنتم على ذا الحال .. يعني لا بغيت أشوفك اجيك المستشفى
ليان : هيثم كافي الكلام اللي سمعته من أمك .. وتقول أني انا السبب فتأجيل موضوع الخطوبة ..
هيثم : امي مسكينة لا تلوميها تبا تفرح فيني وخلاص
ليان قاطعته بألم : طيب وانا يا هيثم فكرت فيني أنت وأمك ؟! كل اللي يهمكم سعادتكم . بس اللي نايمة هنا صار لها كذا يوم تصير عمتي ! تعرف كم صار لها تصارع اللي بداخلها وللحين عاجزة ولا قادرة تنطق .. تباني انا أفرح وفي ناس ماتت بالنص.. أدري بتقول أنه الناس اللي ماتت ما أدري أصلهم ولا أعرفهم ومن متى ماتوا .. بس في حقيقه مخباية عني ولا راح أرتاح حتى اكتشفها .. هيثم أنا أحبك إيه .. بس تكفى تحملني شوي لحد ما تهداء الأمور طيب
هيثم وهو يمسك بيديها ويدلكها برفق : خلاص حبيبتي كل اللي تبينه بيصير .. بس إنتي لا تزعلي نفسك
ليان : هيثم صدقني حياتنا مو طبيعية نفس ما أنت متصور . فيه كثير من الألغاز ما راح أرتاح إلا لما أعرفها
هيثم : طيب وش راح تستفيدي لا عرفتي
ليان : لا عرفت ساعتها بعرف إيش اللي لازم أسوية .. يلا أنت روح الحين وانا برجع عند عمتي ريما
هيثم : طيب حبيبتي أنتبهي على نفسك .. وراما تسلم عليك كثير وتقول ودها تشوفك
ليان : انا بعد أشتقت لها كثير .. بس إيش اسوي غصبا علي خذيت إجازة اضطرارية بس كلها كم يوم وارجع أداوم

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات