بارت من

رواية احلامي المزعجة -46

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -46

الهاتف ولكنها وجدت ان الاتصال لازال موجود لم يقطع
وضعت الهاتف على اذنها وهي ترهف سمعها لتعلم ماذا يحدث بينهما
شعرت بالسعادة تغمرها وهي تسمع حديث زوجها الحبيب
لهذه الطبيبة الصغيرة ليطمئن قلبها وتقرر انها ستعود اليه
لن تجلس هنا دقيقة واحدة زيادة وهو يجلس بمفرده في القاهرة
اغلقت الهاتف بعدما انتهى حديثهم لتتجه الي غرفة ياسين
لتوقظه وتخبره بان عليهم العودة من اجل والده

******************

رن الهاتف بجانبه ليجبر نفسه على الاستيقاظ وينظر الي الساعة ليجد انها الخامسة صباحا ،مد يده ليرد عليه وهو يلعن من يتصل في هذا الوقت
__ السلام عليكم
انتصب جسده واستيقظت حواسه كلها وهو يسمع صوت علي لينظر بجانب عينه اليها ويتأكد انها نائمة ليتحرك بهدوء من جانبها ، فمن المؤكد ان علي يحمل اخبار غاية في السوء والا لم يكن ليتصل بهذا الوقت
همس : وعليك السلام علي ، ما الامر ؟
تنحنح علي : المعذرة لأني ايقظتك الان ، ولكن عمر تعرض الي حادث سيارة وهو يرقد في المشفى وانا اريدك ان تأتي ببسنت صباحا لترافق علياء
__ لا حول ولا قوة الا بالله ، حاضر علي ، لا تقلق
عندما تستيقظ سآتي بها اليك ، باي مستشفى هو ؟
ابلغه باسم المشفى ليغلق الهاتف وهو ينظر اليها ، لم تستيقظ الي الان مما يقلقه بشدة ، ولكنه سال الطبيب منذ قليل وطمئنه انها في الصباح ستكون بأحسن حال ولذلك يريد ان تكون بسنت ووفاء الي جوارها فهو اتصل بجمال ( زوج وفاء )وابلغه ايضا ولكنه فضل الا يبلغهما بان علياء كانت مع عمر ، حتى لا يضطربا ، وعندما تأتيان ستقدران حالة علياء ويتماسكا من اجلها

********************

بعد دخوله الي غرفة عمر جلس على الاريكة المتواجدة بالغرفة واسند راسه وهو يلوم نفسه مائة مرة على ما فعله
نظر اليه وهو يؤنب نفسه بعنف على انه لم يصن الامانة التي امنه بها عمر ، استمع الي هذا الحقير ولم يأت الي ذهنه انه قصد ان يفعل به ذلك حتى يقلب حياة ابنة اخيه
مرر يده في خصلات شعره بضيق وشده بعنف اوضح ضيقه من نفسه اقترب من عمر وجلس بجانبه ليمسك يده ويهمس : انا اسف عمر ، لم اعتني بها جيدا ، جرحتها وانا متعمد حتى تبتعد عني ، لن اقوى على العيش معها وانا اراه يطل من عينيها كل يوم
اغمض عينيه الما ليكمل : ولا اريدها ان تبتعد عني ، لا اريدها ان تبتعد عني
اتكأ على ظهر الكرسي وسند راسه عليه وهو يتنفس بضيق ليسمع همس صادر من عمر ليقترب منه سريعا
__ عمر هل تتكلم معي ؟
سمع همهمة من عمر ليحثه قائلا : انا اسمعك ، هل تريد شيئا؟
همس عمر : لا تجعلها ترى عمي ، احمها ياسين منه ، لن تستطيع ان تحتمل الصدمة ، وهو سيصر على ان يخبرها
لا تدعها تقابله ياسين
صعق من كلمات عمر ليساله : هل هي ابنته فعلا ؟
لم يجبه عمر ، ليهزه ياسين بلطف : عمر ، هل هي ابنته ؟
لم يصدر من عمر أي صوت ليزفر بضيق ويرن جرس الممرضة
لتاتي مسرعة اشار اليها في قلق : انه لا يجيبني ، توقف عن الكلام فجأة
اقتربت الممرضة من عمر وفحصته لتبتسم له مطمئنة
__ اطمئن سيدي انه لا زال نائما لم يفيق بعد
نظر لها ياسين غاضبا : كان يتكلم معي ، ثم توقف فجأة عن الكلام
ابتسمت مرة اخرى : من المؤكد انها تخاريف البنج
ردد بصدمة : تخاريف البنج
ردت وهي تنصرف : نعم ، لا يستطيع الاستيقاظ الان ، فتأثير العملية قوي ، من المحتمل ان يستيقظ بعد اربع ساعات ، واذا تحدث باي شيء الان تكون تخاريف من اثر البنج
نظر اليه بدهشة وهو يردد : تخاريف البنج
وهل هذه التخاريف حقيقية ام خيال ؟
الن تستطع ان تريحني عمر ؟ الن تستطيع ان تخبرني بالحقيقة ؟
تنهد لينصرف من امامه وهو يعلم جيدا ان ما ردده عمر كان حقيقيا ولكنه لا يريد تصديقه

*******************

جالسة بالحديقة وهي تشعر باستمتاع شديد بهذه النسمات الصباحية الرقيقة التي تلامس بشرتها بحنان وتتلاعب بخصلات شعرها في دلال
اقترب وجلس بجانبها واحاطها بذراعه ليهمس لها : احبك نور ، لا استطيع الابتعاد عنك ، ولكني اريدك ان تبتعدي عني ، لا اريدك بحياتي بعد الان ، انت تشعريني بالنفور منك ومن نفسي
رمشت بعينيها من المفاجأة وكلماته الجارحة لتجد نفسها جالسه بصحراء شاسعة لا يوجد امامها الا الرمال الصفراء
انتفضت واقفة لتنظر حولها فلا تجد الا اللون الاصفر ، التفتت تبحث عنه ولكنها لم تجده ركضت لتبحث عنه وتخبره انها لن تستطيع الابتعاد عنه ، فهو حياتها كلها
نادت عليه اكثر من مرة لتشعر بالتعب وتسقط باكيه
استيقظت على ارتطامها بالأرض واثار دموعها على خديها
بكت بألم اثر وقوعها واثر ما حدث البارحة بينهما
كان عنيفا بشكل مرعب ، ارعبها وزاد المها ولكنه نحرها ببساطة عندما ردد على مسامعها انه لا يريدها بحياته و انها تشعره بالنفور
مسحت دموعها بكفيها ووقفت ، لتتحرك ببطء ناحية دورة المياه لتستحم وترتدي ملابسها لتذهب الي عمر
فهو الان اهم من أي شيء حدث بينها وبين ياسين
شهقت بألم وهي ترى اثار يديه وشفتيه على جسدها تاركة علامات زرقاء مخيفة ، ذكرتها بالرعب الذي عاشته البارحة
اجهشت بالبكاء وهي لا تعلم ما الذي فعلته جعله هكذا
خيل اليها البارحة انه شخص اخر ، لم يكن ياسين الذي احبته و تزوجته كان يشبه عليها شخص اخر لتتذكر احلامها التي كانت تزعجها باستمرار
وضعت كفها على شفتيها وهي تنظر الي نفسها بالمرآة وعيناها تتسعان رعبا ، اذن احلامها كانت حقيقة لم يكن يريدها زوجة بقدر ما ارادها كامرأة ، والان يتخلص منها بسهولة لأنه مل منها
دخلت تحت المياه وهي تهز راسها بعنف لا تصدق هذا الاستنتاج ، كان جيدا معها الي ان تعرضت الي الاغماء
، لا تعلم سبب تغيره من ناحيتها ولكنها لن تستطيع ان تظل معه بعد ما فعله معها ، الي اين ستذهبين نور ؟
عمر بالمشفى راقد بين يدي الله ، وعلياء ايضا متعبه بشده
اذن ستنتظر الي ان يصبح اخاها بخير ،ولكنه لن يلمسها مرة اخرى ، ليس بعد ما فعله معها وبعد ما قاله لها
نظرت الي نفسها بالمرآه وتنهدت : سأنتظر الي ان يفيق عمر ويصبح بخير وسأتركه
دمعت عيناها لتتنفس بقوة وهي تهمس لنفسها : كوني قوية نور ، لا يستحق قلبك ولا حبك ، فهو يريدك ان تبتعدي عنه
ابتسمت بألم : لنبتعد عنه كما يريد

لا تبخلوا عليا بارائكم وتعليقاتكم وتوقعاتكم
موعدنا الاربعاء القادم
باذن الله
الي اللقاء

الفصل الثالث والثلاثون

جالسة امام حوض زهورها المفضل تعتني بأزهارها الغالية
وجدته يقترب بخطواته السريعة نوعا ما ليجلس بجانبها ويقبل اذنها كما يفعل دائما ابتسمت برقة ليهمس لها : احبك نور
استنشقت الهواء بقوة ليتغلل عطره النفاذ ويملئ خلايا جسدها لتنظر له بحب وترفع اناملها وتمررها برقة على ذقنه ذا الشعيرات الصغيرة وتقترب منه مقبلة شامته الحبيبة
ابتسم ابتسامته الجانبية التي تذهب بعقلها بعيدا و تجعلها اسيرة لعينيه الرماديتين ليقول والسخرية تعلو بصوته
__ انا حصلت عليك نور ، لا اريد شيء اخر ، ابتعدي عني
انكي تشعريني بالنفور
دمعت عيناها من جراح قلبها التي تنزف ،لتأن بصمت وتنهمر دموعها بغزارة ، انتفضت عندما احكم ذراعة على خصرها ليضمها اليه ، وصرخت به : ابتعد عني
دفعته بعيدا عنها لتسقط واقعة
تنفست بقوة وهي تتمتم : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
نظرت حولها لتجدها واقعة على الارض كالأيام الماضية
نفس الحلم البشع الذي يداهمها ، ليشعرها بضعفها
ويخبرها بجرحه القاسي الذي لم يذهب عن بالها ابدا
رفعت راسها لتراه ينظر اليها بجمود ويقول بغضب
__ الن نستريح من احلامك هذه ، اريد ان انام ليلة واحدة طبيعية ، لا اريد ان استيقظ من نومي كل يوم على صراخك ووقوعك الي الارض
نظرت له بألم الا يكفيه ان قلبها يئن بسببه ، الا يكفيه انه جرحها بسهولة وطلب منها الابتعاد عنه ،قالت بقوة فلقد طفح الكيل منه : لا احد يجبرك على ان تنام بجانبي ، الجناح واسع وبه اكثر من غرفة ، ثم قصركم الكبير هذا تستطيع ان تختار أي غرفة لتنام بها
تركته ودخلت الي دورة المياه لتبكي بصمت فلا تريده ان يستمع الي اناتها ولا بكائها ، شعرت بالأيام الماضية انه يقصد ان يجرحها متعمدا ، يقصد ان يؤذيها بكلماته
مر عشرون يوما عليها ، وهي تصبر وتتحمل من اجل عمر
وها هو اليوم سيخرج من المشفى بكامل عافيته
عاد سندها اليها ، ولن تحتمل هذا الياسين مرة اخرى

رفع حاجبية دهشتا منها ومن رد فعلها فلأول مرة تجيبه او ترد عليه ، لا ول مرة تعلن الحرب وترد على اساءته لها
عندما عاد مساءا بعد يوم طويل وشاق في العمل الذي يتعمد ان يمضي يومه كله به حتى لا يعود ويحتك بها او يتعامل معها كالمرة السابقة ، وجدها نائمة وهي مرتدية قميص قطني قصير الغطاء منحسر عن جسدها ليكشف ساقيها المصقولتين ويجعل قلبه يئن شوقا والما من ابتعادها عنه
فهي منذ اخر مرة لهما معا ، تتعمد ان تبتعد عنه ، وتكاد ان تتحدث معه ، لام نفسه كثيرا على عدم تحكمه بمشاعره ولا سيطرته على نفسه ، ولكن ها هي النتيجة ياسين ، عاد كلا منكما الي قوقعته القديمة وكلا منكما متمسك بها ولا يريد ان يتنازل عنها
بدل ملابسه ليأتي وينام بجوارها ضمها الي صدره بحبه الدفين الذي يخفيه هذه الايام ، لتنقلب وتبتسم له برقه
ليهمس بدون وعي منه : احبك نور
تنفست بقوة ورفعت اناملها الرقيقة لتمررها على ذقنه
وترفع راسها اليه وتقبل شامته ليشعر بقلبه يرفرف من الشوق ابتسم لها وهو يضمها الي صدره بتملك وتطلب
فهو لا يقوى عن الابتعاد عنها اكثر من ذلك
هم بان يقبلها ليرى دموعها الغزيرة تنهمر على وجنتيها ليندهش ثم يفاجأ بها تدفعه بعيدا عنها وهي تصرخ : ابتعد عني
لتقع من الفراش وهي تبكي ، لم يستوعب الامر في اوله
لينتبه انها كانت تحلم شعر بالغيرة تمزقه من هذا الذي تبتسم له وتمرر اناملها على ذقنه وتقبله ايضا
ارتدي قناع الجمود لتتحول غيرته الي قسوة فتنفلت الكلمات من شفتيه غصبا عنه ، ليجرحها مرة اخرى
نادم على ما يفعله معها ولكنه لا يرى سبيلا اخر الي التعامل معها غير ذلك ، يريدها ان تبتعد عنه ، ويريدها ان تظل بجانبه ، الغيرة تنهشه كلما راها تتكلم مع احمد او يوسف
وشيطانه يوسوس له بأشياء بشعه ، وعقله يرفض الاستيعاب
لكن يعود شيطانه للوسوسة اليس يقولون ان البنت شبيهة امها ، لم لا تكون مثلها ، نفض راسه بقوة لا نور ليس كذلك
نعم هي تشبه امها لدرجة كبيرة ولكن في الشكل فقط
صرخ ضميره بقوة : حرام ياسين ، انت تعرفها جيدا
فهي ذات اخلاق رفيعة وتربيه عالية ، همس شيطانه : اذن لماذا كان جدها يعاملها هكذا ، ارحم نفسك وعقلك ياسين ولا تفعل ذلك بها ، انها زوجتك حبيبتك ، التي لم ترى مثلها
زفر بضيق ليتمتم بألم : يا ليتني ما رايتها ولا وجدتها
احبها ولا اقوى عن الابتعاد عنها ، ولكن عقلي لا ينفك عن التفكير بما اخبرني به هذا اللعين
زفر بضيق وهو لا يستطيع ان يحكم السيطرة على صرخات قلبه المجنونة التي تنادي عليها بشوق جارف
خرجت من دورة المياه لتجده مستيقظ ، سرت الرعشة بأطرافها ، فهي لا تنكر خوفها من ردة فعله على كلامها معه
نظرت له بقلق وذهبت الي دولاب الملابس لتنتقي شيئا ساترا ترتديه فنظراته لها غير مطمئنة

انتبه لها وهي خارجة من دورة المياه مرتدية روب الاستحمام ، لينظر اليها بقوة وهو يتمنى ان نظره يستطيع اختراق هذا الروب السميك ليرى جسدها الجميل
زفر بضيق من افكاره ولعن قلبه الذي يقفز ويصرخ به بجنون ان يذهب اليها ويضمها الي صدره ويعيد الامور بينهم الي نصابها الصحيح
مرر يده بعصبية داخل خصلات شعره ليقول بتسلط : هل سأنتظر كثيرا ؟
صعقت من تسلطه الواضح بنبرة صوته لتلتفت اليه بقوة : ما الذي تنتظره ؟
نام ، فانا لم امنعك من النوم
صاح بها : حسنا اغلقي النور ، حتى استطيع النوم
زفرت بضيق واغلقت النور ، ذهبت الي دورة المياه لترتدي ملابسها ، انتهت من ارتداء ملابسها واغلقت النور وخرجت لتجد الغرفة غارقة في الظلام ،انتظرت قليلا لتعتاد عيناها على الظلام ، تقدمت لتصطدم به تفاجأت من وجوده امامها ، لتشهق بصوت مرتفع ،احاط خصرها بذراعه وضمها الي صدره بقوة : لا تخافي نور ، انه انا ، لا يوجد احدا غيري هنا
حاولت تمليص جسدها من بين ذراعيه ليقول بصوته الرخيم
امرا : توقفي ، لماذا انت عصبية الي هذا الحد
قالت بغضب: ابتعد عني
قال بحزم واللهفة تقفز من عيناه : لا ، لا اريد الابتعاد عنك
ابتعلت ريقها بصعوبة وشعرت بالخوف يدب في اوصالها
عندما بدأت يداه تتحرك على انحاء جسدها
لتصرخ بصوت مكتوم : لا اريد ياسين ، ارجوك ابتعد عني ارجوك ، لا تقترب مني
تصلب جسده ليبتعد عنها وينظر الي عينها : ليس من حقك الرفض نور ، انه حقي وانا اريدك الان
لمعت الدموع بعينيها : ولكني لا اريدك ان تقترب مني
انا متعبة واريد النوم
اقترب منها بهدوء ليحملها بين ذراعيه ، تصلب جسدها وانهمرت دموعها بغزارة ، فهي تيقنت انه سيرغمها على ما يريد ، وضعها على الفراش ليقبل اذنها برقة اختفت من شخصيته الايام الماضية : حسنا نور ، لن اقترب منك وانت رافضة بهذا الشكل ، ولكني اريد ان اضمك الي صدري لأستطيع النوم ، فانا متعب جدا واريدك الي جواري
ابتسمت داخليا وهي تسمع رقة حديثة التي افتقدتها الايام الماضية ، وشكرته في نفسها انه استجاب الي طلبها ولم يفرض رغبته عليها
لتستكين بين ذراعيه وكأنها طفل وليد عاد الي امه
كم اشتاقت اليه والي ضمته لها ، الي انفاسه التي تصطدم بعنقها وتدغدغها ، الي رائحته التي تملئ خلاياها وتشعرها بانها لا زالت بهذا الوجود
لن تكابر اليوم ستدفن روحها بين ذراعيه ، وتنسى كلماته الجارحة مقابل ان تشعر بمثل هذه السعادة التي اصبحت بعيدة المنال
************************
اغلقت الهاتف والقلق استبد بها هذا اليوم العاشر على التوالي التي تتصل به ولا يرد على هاتفه ، هاتفه الشخصي مغلق
ولا يرد على هاتف المنزل
لا تعلم رقم هاتف نور ، ولا رقم هاتف بيتها
والقلق على عمر يذهب عقلها بعيدا
قصدت ان تتصل في هذا الوقت المتأخر لتأكدها انه سيكون بالمنزل ، هل هو مسافر لذا لا يرد عليها ، ولكنه دائما يرد على هاتفه الشخصي
تنهدت بضيق ، ثم ما يجعل اوصالها ترجف بخوف
حالة السعادة التي يعيشها حافظ هذه الايام ، تشعر انه منتظر قدوم شخص ما عزيز على قلبه
امر الخادمات بتنظيف جميع الحجرات الغير مشغولة
وافرغ غرفة وقام بإعادة تأثيثها ، تساءلت بسخرية هل قرر اخيرا ان يتزوج
ثم ما يقلقها حقا انه لا يغادر القصر اطلاقا
يجلس بالشرفة السفلية وعينيه على بوابة القصر
كان احدهم سيدخل الان
__ اما زلت مستيقظة ؟
شهقت بخوف لتزفر بضيق : الم اخبرك من قبل ان تنبهني بوجودك
تجاهل جملتها ليذهب ويجلس امامها : ما الذي يوقظك الي الان ؟
ردت بغموض وهي تنظر اليه بكامل ملابسه كانه ذاهب الي احدى الحفلات : لا شيء
نظر لها مطولا لتساله : من الذي تنتظره وتعد له الغرفة الجديدة حافظ ؟
نظر امامه واجاب بشرود : من انتظرها كل هذه السنين
اتمنى انها تأتي فانا تعبت من الانتظار
عقدت حاجبيها بتعجب من جملته ليدق راسها بناقوس الخطر هو يتكلم عن نور ، نور الصغيرة
اذن حدث شيء لعمر ، فعل شيء يؤكد ان نور ستاتي اليه
صرخت به : ماذا فعلت لعمر ؟
انقلب وجهه للكراهية : لم يحدث له شيء ، الي الان يكدر علي سعادتي ويحرمني من ابنتي الغالية
نظرت اليه بحقد دفين لتقول بصوت مخنوق : انت من حرمتنا جميعا من دفء الاسرة
انت من كدرت علينا سعادتنا وهدمت بيوتنا
نظر اليها غاضبا : هل ما زلت تتذكرين هذا الاحمق ؟
لم يكن يناسبك صفية
صرخت بقوة : كان زوجي
اشاح بوجهه غاضبا : أسأت الاختيار وكان لابد من ان اقومك صفية
همت بالرد عليه ليخرسها بإشارة من يده : انا ما زلت عند كلمتي صفية ، اذا ذهبتي اليه او الي ابن اخيك المصون
ستشهدين على لحظاتهم الاخيرة
دمعت عيناها لتنهض واقفة وقبل ان تخرج من الغرفة
قال بهدوء :سأسافر الان ، سأتغيب اسبوعين ، واحببت ان اذكرك بكلمتي لا تغادري القصر لتطماني على احد من احبائك ، سأعلم وحينها لن يسعدك غضبي

*******************
جالسه بجانبه وهي تنظر اليه بحب وتتحسس ذقنه الطويلة ، فهو لم يحلقها بعد ، اقتربت منه وقبلته على خده القريب منها ليبتسم ويقول وعينيه مغمضتين : تذكري ان تفعلي هذا عندما نعود الي المنزل ، ام انكي تعذبيني هنا ، وهناك ترتجفي كورقة شجر عندما اقترب منك
اتسعت ابتسامتها : عندما نعود الي البيت سأفعل لك كل ما تريده ، ولكن لنعد فقط ، كل ما اريده الان ان نعود الي بيتنا
__ ان شاء الله عليا ، ان غدا لقريب
اعتدل بقدر ما استطاع لينظر اليها : اخبريني لماذا مستيقظة الي الان ؟
نظرت له وعيناها تدوران على وجهه الحبيب فهي الي الان لا تصدق انه عاد اليها ، لا تصدق انه يتحدث معها
لقد قضت اياما وليالي طويلة وهي تدعو ان يستيقظ من الغيبوبة ، فبعد ان نقلا الي القاهرة واستيقظت من نومها بشرها علي بانه هو الاخر على ما يرام لتذهب وتتفقده ، كانت رؤيته وهو مربوط بكل هذه الاجهزة شاقة على نفسها ، لم تخبره باي شيء خاص بها حتى لا يقلق عليها، فهي اول من نطق باسمها عندما استيقظ
تذكرت المشهد بأكمله وهي تجلس بجانبه ونور تقف الي جوارها ممسكة بيدها كلا منهما تؤازر الاخرى ، تترقبان ان يستيقظ كما اخبرهم الدكتور ياسر ،شعرت بتوتر نور و تعجبت من عدم وجود ياسين الي جوارها في هذه اللحظة الحاسمة ، لتنفرج شفتاه مناديا اياها ، اقتربت منه وتكلمت معه ليستيقظ ويتحدث معهما ، ليبتسم ياسر بارتياح وهو يخبرهم بان حالته استقرت وانهم سيجرون العملية الاخرى بعد غد
فرحت كثيرا بهذا الخبر السعيد ولم تشأ ان تخبره بأمر الطفل
حتى لا يحزن عليه ، كان كل ما يشغل بالها ان يصبح هو على ما يرام ويسترد عافيته كاملة
ولكن العملية الاخرى حدث بها مضاعفات ادت به الي غيبوبة اخرى استمرت لأيام وليالي كانت تتألم بهم وتدعو الله ان يستيقظ ، اخبرهم ياسر حينها ان هذه الغيبوبة لن تستمر طويلا ، ما تعجبت منه خلال هذه الفترة هو حال نور
فهي صامته دائما الحزن والالم يلمعان بعينيها ، ثم انها تأتي دائما بمفردها وعندما تنصرف يأتي ياسين كأنهما اتفقا على الا يران بعضهما البعض ، ياسين هو الاخر شعرت انه مهموما وحزينا ، حاولت اكثر من مرة ان تتحدث مع نور لتفهم ما بها ، ولكن نور اثرت الصمت
كانت سعادتها عارمة عندما استيقظ عمر من الغيبوبة
واصبح بخير ، و حمدا لله سيعودان غدا الي المنزل
تنهدت براحة وهي تشكر الله على اعادته اليها
__ علياء ، اين ذهبتي ؟
__ الي اين سأذهب حبيبي ، انا معك سأظل دائما الي جوارك
__ لم انت مستيقظة الي الان ؟
__ لم استطع النوم فشعور السعادة يسيطر على حواسي ويجعل النوم صعب المنال
ابتسم لها بحب ليمد يده ويشد طرحتها الرقيقة الملفوفة على وجهها البيضاوي : لماذا ترتدينها ، نحن بمفردنا
ابتسمت : ياسين يأتي دائما بهذا الوقت
رفع حاجبيه وتنهد بضيق: اشعر بمشكله بينه وبين نور ، فهما لا يتحدثان معا ولا يأتيان معا
عقدت حاجبيها : لا يأتيان معا ، نعم ولكن من اين علمت انهما لا يتحدثان معا
تنهد : انها تجلس معنا طوال اليوم لا تتكلم معه وهو ايضا لا يتصل يطمئن عليها ، ارجو ان لا تكون هناك مشكله بينهما
__ ان شاء الله ستصبح الامور جميعها بخير
__ ان شاء الله ، لا اعتقد انه سياتي اليوم ، هيا حرري خصلات شعرك الجميلة لأراها ، فانا اشتقت اليها جدا
متى ستفكين يدك ؟
__غدا ان شاء الله ، سنعود الي المنزل كما خرجنا منه
بأحسن حال
ابتسم لها ورتب على خدها برفق : نعم سنكون بأحسن حال

***********************

دلف الي بيته ليجدها تنتظره كالأيام الماضية وهي بكامل زينتها وحسنها المفرط ، شعر بجفاف في حلقه لرؤيتها في قميصها الحريري البنفسجي اللون ذو الاكمام الشفافة
كم هي جميلة و مغرية به ، هز راسه بقوة حتى لا ينجذب اليها
ابتسمت ليتوقف عقله وتدور عينيه عليها بهيام لم يستطع السيطرة عليه ، جسدها جميل وخاصة بعد ان امتلئ وزنها قليلا بسبب الحمل ، بطنها البارزة قليلا بسبب الحمل تشعره بسعادة غامرة وتخبره بوجود اسباب قوية ليكمل حياته معها
اقتربت منه ليقفز قلبه بجنون من رائحة عطرها التي شلت حواسه وسيطرت على عقله نطقت برقة ودلال : حمد لله على سلامتك
ابتسم لها عفويا : الله يسلمك
ناولته بيجامته وهي تساعده في تبديل ملابسه كما كانت تفعل
من قبل : كيف حال علياء وعمر اليوم ؟
عند ذكرها لاسم عمر تذكر سبب خلافهم ليعقد حاجبيه وينطق بنبرة غاضبة : بخير
تنهدت بضيق : علي ، هذا الامر زاد عن حده ، لقد اعتذرت بدل المرة مائة مرة ، وانت تأكدت بنفسك انني لم اخنك يوما وانت تعلم جيدا ايضا انني لم انجذب يوما لعمر ، وكل ما حدث كان بسبب تعجرفي وغروري ليس الا ، اعترف اني اخطأت ، ولكني لا اقوى على معاملتك هذه ،
التفت اليه وجلست على ركبتيها امامه وقالت برجاء : ارجوك علي سامحني ، عود كما كنت ، انا احبك وانت تعلم ذلك جيدا
اشاح بوجهه عنها ليقول بضيق : خلاص اية ، لم يحدث شيء
ولكن لا تطلبي مني ان اعود كما كنت ، لن استطيع الان
لوت شفتيها بخيبة امل ، لتبتسم بألم : حسنا ، ساعد لك الطعام
مشت عدة خطوات لتتوقف عند باب الغرفة لتعود بسرعة قليلة اليه وتطبع قبله رقيقة خاطفة على شفتيه : اشتقت اليك علي
انصرفت من امامه تاركة اياه في حالة عامة من الدهشة
ليبتسم ويتنهد بحب ويهمس : وانا ايضا حبيبتي ولكننا نحتاج الي بعضا من الوقت

*********************

لم تستطع النوم ، تفكر فيما سمعته تقلبت عدة مرات على الفراش ليستيقظ يوسف ويسالها عما بها
اضطرت انه تجيبه كاذبه انها تشعر ببعض التقلصات الطبيعية ، احتضنها ليذهب الي النوم مرة اخرى
وهي لم تستطع اغلاق عينيها ، لا تصدق ما سمعته اليوم
كانت تتمشى كعادتها بحديقة القصر فهي التسلية الوحيدة التي تستطيع الحصول عليها ، فيوسف يمنعها من الخروج خوفا عليها ، وهو ايضا لا يستطيع الخروج فالاثنان ملازمان للبيت ، ومن كانت تتسلى معها وتقضي الوقت برفقتها
مشغولة بحالة اخيها المريض ، شعرت بتغيير كبير في شخصية نور ، فلقد انطوت اكثر على نفسها اختفت ضحكتها الشقية ، وما برز اكثر في عينيها هو الالم والحزن ، لا تصدق ان كل هذا بسبب عمر ، ولكن يوسف اكد لها ان عمر لنور اكثر من اخ فهو المتبقي الوحيد من عائلتها وهو من قام برعايتها وتربيتها فاصبح الاب والاخ والسند
ابتسمت هازئة من نفسها ، فوضعها كوضع نور
توفى والدها وهي صغيرة ، لتسافر والدتها الي لندن للعلاج وتستقر هناك بسبب مرضها تاركة اياها هنا في القاهرة برفقة معتز ، ومربيتها الحبيبة ،وكان من المفترض ان يقوم معتز بما قام به عمر
ولكن معتز كان يهمه اشياء اخرى غيرها ، فحنان كانت همه الشاغل ،كان يفكر كيف يستطيع ان يفوز بها دونا عن الاخرين ، حتى بعد ان تزوج بها لم يعطيها الاهتمام التي كانت تظن انه سيعطيها اياه ، بل كان يواعد فتيات غيرها والمصيبة الكبرى ان حنان كانت على علم بالأمر
فصولات وجولات اخيها العزيز كانت حديث المجالس
لا تعلم الي الان كيف كان يهيم بحنان عشقا وكان يخونها مع اخريات ، لا تنكر انها لم تحب حنان يوما فهي كانت تشعر انها لعوب ، تحيا على غزل الرجال بها وتعدديهم لمفاتنها
ثم زاد بغضها لها عندما تزوجت معتز ، فحنان كانت تتعامل معها بشكل سيء لا تعلم سببه ، ولكن مع مرور الوقت اعتادت عليها وشعرت بالشفقة عليها فمعتز لم يكن نعم الزوج ، وشعرت ايضا ان حنان تحبه كما هو يحبها ولكن ما كان ينغص عليها حياتها مع معتز ، موضوع الانجاب
كانت تسعى جاهدة ان تنجب منه ولدا ، وعندما سالتها انجي عن السبب وقالت لها انها من الافضل الا تنجبي منه ، فالإنجاب سيشلك اذا قررت الانفصال عنه
ارتسمت معالم الدهشة على وجه حنان : لماذا انفصل عنه ؟
لا شيء في هذه الدنيا سيجعلني اترك معتز
تعجبت من ردها : ظننت انكي ستنفصلين عنه بسبب ما يفعله
ابتسمت الاخرى بألم : لا لن انفصل عنه ، بل اريد ان اتي له بطفل لتقر عيناه ، وان عاجلا او اجلا سيترك ما يفعله ويعود الي انا زوجته وحبيبته مهما فعل وانا على يقين ان ما يفعله مجرد طيش لا اكثر
ولكنها شعرت من خلال احاديثها المختلفة مع حنان ان الاخرى كانت ترى ما يفعله معتز عقاب لها هي تستحقه على اشياء فعلتها بالماضي
اقتربت هي منها في ذاك الوقت رغم فارق السن بينهما لكنها
شعرت بان حنان تعطيها ما افتقدته من وجود اخت الي جوارها ، وحنان ايضا صرحت لها بذلك ، انها تعتبرها اخت صغيرة لها ، ولذلك كانت تذهب مع حنان وهي ترى الطبيب
وتساعدها في رحلتها للإنجاب والفوز بطفل يجعل معتز يكف عن افعاله ، ولم تستطع اخفاء سعادتها عندما اخبرهم الطبيب انها حامل ، وطلبت من حنان انها تخبر معتز ولكن الاخرى فضلت ان تخبره عندما يعود من سفره ، ولكن لا تعلم ما حدث بعد ذلك استيقظت صباحا لتصدم من خبر الوفاة وتجد معتز في حاله من الهياج والغضب لم تجده بها من قبل ، ليقرر ان يسفرها الي لندن بدون سابق انذار
كانت في بادئ الامر تظن انها الرحلة الصيفية كما اعتادت تجلس مع امها شهرين الصيف لتعود الي الدراسة
لكنها فوجئت بخالها يخبرها انها التحقت بالجامعة وانه رتب امر سكنها فبيته يقع بعيدا عن لندن

يتبع ,,,

👇👇👇

تعليقات