بارت من

رواية احلامي المزعجة -44

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -44

ابتسمت وقالت بصوت محشرج : طبعا ، هل استطيع ان انسى ، كم كنت ثقيل الدم معي ؟
قهقه ضاحكا : صراحة شعرت بالغيرة من هذا العلي فحظه هذا اليوم ان جميع عملائه من السيدات الحسناوات وانا كل عملائي من الرجال كبار السن ، وعندما رايتك اول مرة شعرت بشعور غريب لم اشعر به من قبل وعندما سالتي عن علي بالاسم شعرت بغيرة شديدة تجتاحني
اكملت : ولذلك تكلمت معي بعصبية شديدة
اطرق راسه حرجا : كنت اظن انكي صديقته فانا رأيت زوجته من قبل وغضبت منه بشده ، فمن يتزوج امرأة جميلة بهذا الشكل المرعب ماذا يريد ليصادق امراه اخرى ؟
ضاقت عينها وقالت بغيرة لم تستطع اخفائها : اذن انت ترى ان ايه جميلة ؟
ابتسم : نعم ، لا احد ينكر انها فائقة الجمال ولكنها لا تروق لي
ابتسمت ليكمل : وعندما علمت منه اليوم التالي انك اخته لم استطع ان امنع نفسي من طلب الزواج منك
ابتسمت ونظرت امامها وكأنها تتذكر : عندما اخبرني علي ان احد زملائه يطلبني للزواج رفضت بحجة اني لا اعلم عنه شيء ولكن علي قال لي يومها تعرفي عليه ، سأرتب موعدا معه لتريه وتتكلمي معه واذا شعرت بالقبول نتمم الخطبة لتتعرفي عليه اكثر الي ان تقرري الزواج منه
عندما رايتك شعرت بصدمة عمري ، وكنت اريد العودة الي المنزل بدلا من تضييع وقتي معك
ولكن نظرة من عيني علي جعلتني ابتلع اعتراضي واجلس مرغمة
__ جلست ولم تنطقي بحرف وكدت ان اموت رعبا فرفضك لي واضح كوضوح الشمس الي ان تركنا علي وهو يستأذن بالذهاب الي دورة المياه
شعرت بانها فرصتي الوحيدة واذا لم اغتنمها سأفقدك والي الابد
ابتسمت: كنت سأقتله عندما تركنا وذهب ولأول مرة بحياتي لا اعرف ما المفترض علي فعله
احمرت خجلا وهي تكمل : وعندما جلست بالكرسي المجاور وهمست لي بان اتعامل معك من الان ولا اضع الموقف السخيف الذي حدث بيننا من قبل في حساباتي شعرت انك صادق و شعور عجيب بالألفة احتواني لدرجة اني نظرت اليك دون خجل لأرى اطيب عينان بالوجود
اسرتني نظرة عيناك التي تشع منها الطيبة والحنان
همس : اذا كانت اسرتك عيناي فانت امتلكتني من اول نظرة من عيناك الشقية الضاحكة
ابتعدت عنه قليلا : هل ستذهب بي الي الطبيبة غدا ؟
هز راسه بالإيجاب : وهل استطيع الرفض يا قلبي ؟ انا قلت لك من قبل انا تحت امرك

*******************

__ ياسر هاتفك يرن
طل براسه من دورة المياه : تجاهليه
__ انها رابع مرة يرن بتواصل
خرج وهو يلف المنشفة حول خصره ويجفف شعره بمنشفة اخرى
قال ضائقا : من هذا الغلس الذي يتصل دون انقطاع ؟
نظرت الي الهاتف : انه رقم غريب غير مسجل
مسك الهاتف لينظر له ويعقد حاجبيه : مرحبا
صدح صوتها العال : اين انت ياسر ؟ لماذا لا ترد على اتصالاتي ، ثم اتيت اليوم لأجد انك رتبت اجازتك دون ان تخبرني بها
دارت مقلتيه البنيتين بتوتر لينظر بطرف عينه الي مريم القريبة منه وهي تدور بالغرفة وتفرغ الحقائب فهما وصلا الي شقتهم الواقعة بالغردقة منذ قليل قال بجدية : مرحبا بك دكتورة سلمى ، الدكتور مصطفى سينوب عني بالحالات التي اتابعها وتستطيعين ان تتمرني معه
__ ماذا يحدث ياسر ولماذا تتكلم معي بجديه لم اعتدها منك من قبل ؟
زفر بضيق وهو يشعر بمدى الخطء الذي تورط به في غفلة من عقلة : من فضلك يا دكتورة انا مشغول هذه الايام فأرجوك توقفي عن الاتصال بي لتتكلمي معي بالحالات الطيبة المسئول عنها واستشيري الدكتور مصطفى فيما تريدينه وعندما اعود لنا حديث مطول معا
اغلق الهاتف بحدة ولم ينتظر سماع ردها ونظر الي مريم الذي لم تلتفت له حتى ولم تهتم بالمكالمة من الاساس
كح وهو يشعر بتوتر من ان تكون تناهى الي مسامعها صوت سلمى العال وكلماتها التي تنوه عن علاقة غير طبيعية بينه وبينها اقترب منها وهو يتفحص ملامح وجهها ابتسم بتوتر لتسال هي بهدوء : من ياسر ؟
نظر لها وهو يتنهد داخليا فهي من الواضح انها لم تسمع أي شيء مما دار في مكالمته الهاتفية : لا شيء ، انها الطبيبة التي تعمل و تتدرب معي
__ هل هي من تلامذتك ؟
__ كانت السنة الماضية ، ولكنها اصبحت طبيبة الان ، ولكنها تعمل تحت اشرافي فهي مهتمة بجراحة القلب
نظرت له وابتسمت بنعومة وسالت بابتسامة مراوغة
__ مهتمة بجراحة القلب ام مهتمة بك ؟
صعق بشده من السؤال واصفر وجهه ليقول بارتباك
ملحوظ : ما الذي تقولينه مريم ، كيف تفكري بهذه الطريقة ؟
ابتسمت وهي عيناها تشع غموضا : ما بك ياسر انا امزح معك ، انها مزحة ، ما الذي اربكك هكذا ؟
لفت ذراعيها حول عنقه : هل هذه الطبيبة الصغيرة معجبة بك حقا وهذا ما ازعجك من كلامي ؟
انتفض : لا طبعا ، انا تعجبت من تفكيرك
ابتسمت وقبلت خده بلطف : كانت مزحة حبيبي ، انا اشك بنفسي ولا اشك بك ياسر
احمر وجهه بشده و ابتلع ريقه بصعوبة ، ليبتسم بتوتر : سأرتدي ملابسي ونخرج جميعا لتناول الطعام ، هيا ابلغي الاولاد واجهزي
ابتسمت : حاضر حبيبي
تركته وانصرفت وهي تجاهد الا تضحك بصوت مسموع على مظهره المرعوب مما قالته ، تشعر بسعادة فهي تأكدت ان علاقته بهذه الطبيبة اللعوب لا تتعدى عن تبادل بعضا من الاحاديث اكيد مال اليها ياسر في خضم انشغالها هي عنه ولكنها ستستعيد الامور كما كانت
وها هو عاد كما كان لم يبلغها بسفره ولا اجازته اذن هو لم يهتم بها بالدرجة الكافية ليخبرها بأموره الشخصية ،ثم انه نسى امرها تماما عندما ابلغته بإجازتها ورتب امور عمله ليسافروا كما يفعلون دائما اذن سنعود الي القاهرة ياسر وانت لا تذكر عن هذه الطبيبة أي شيء

تنفس بتوتر وهو يفكر هل هي مزحة بالفعل من مريم
ام انها تشعر بشيء جعلها تتفوه بهذه الكلمات
ولكنها اذا شعرت بشيء لن تصمت وتتعامل معه بطبيعية
فهي لم تتغير اطلاقا في معاملتها معه ، فهي كعادتها
لا تفكر ياسر انت تفهم مريم اكثر من نفسك اذا تشك بك ستتغير ولو قليلا ، لا تتوتر بدون سبب واكمل اجازتك
كما خططت لها ، وعندما تعود الي عملك اعد الامور بينك وبين سلمى الي نصابها القديم ، وتعلم جيدا من هذا الدرس فليس كل مرة ستسلم الجرة

************************
ارتعبت من شكل الشاحنة الضخمة وهي ترى انهما متجهين اليها لتصرخ : احذر عمر
شعرت به وهو يحاول ان يتفادى الشاحنة بكل قوته
ولكنه لم يستطيع وسيارته خانته صرخ بها : اخفضي راسك
لم تستطع الحركة وصدح صوت الاصطدام عاليا لتشعر بالسيارة وهي تطير عاليا لترى صفحة السماء الزرقاء
لتنقلب وتسقط بقوة صرخت وهي تغمض عينها من قوة الالم الذي شعرت به بذراعها فتحت عيناها لتنظر اليه لتصرخ مرة اخرى وهي ترى سيارة اخرى تصطدم بهما من ناحية عمر اتسعت عيناها رعبا وشعرت بألم فظيع يجتاحها لتغلق عيناها وتذهب في سبات عميق وهي يتناهى الي مسامعها صوته الحنون : اهتمي بنفسك عليا ، احبك
فتحت عيناها وصرخت برعب : عمر
اذاها النور القوي فغلقتهما مرة اخرى وهي تشعر بالألم شديدة اسفل بطنها تأوهت بشدة عندما حاولت تحريك ذراعها
لتنتبه الي ثقل قوي به
فتحت عيناها تدريجيا هذه المرة لترى الكون ابيض امامها والضباب يغطي عيونها
سمعت صوت نور المبحوح : علياء ، هل تسمعيني ؟
هزت راسها بقوة وهي تقول : نعم
تهلهل وجه نور بسعادة واقتربت منها : حمد لله على سلامتك
هزت راسها وهي تبكي بصمت ليقترب علي منها
ويمسك يدها : هل انت بخير علياء
هزت راسها نافية لتسال : اين عمر ، علي اريد ان اراه
__اهدئي حبيبتي ، وسآخذك لتريه بعد قليل
صرخت بقوة اكبر : لا اريد ان اراه الان
خذني اليه الان ، اريد ان ارى عمر
اندفعت الممرضات الي داخل الغرفة اثر سماعهم لصراخها
بدأت تنتفض وتبكي بنحيب اكبر حاولت ان تنزع انبوب المغذي من يدها لتهرع الممرضة وتعطي اليها حقنة مسكنة تذهب على اثرها الي النوم مرة اخرى
تصلب جسدها وهي ترى صديقة عمرها واقرب من لها تنتفض بهذه الطريقة وتشيح بيدها بعنف ودموعها تنهمر بغزارة من عينيها وتصرخ منهارة مناديه على عمر
لتصمت فجأة نتيجة المسكن القوي الذي اعطته لها الممرضة

يشعر بألم كبير بصدره وهو يراها منهارة بهذا الشكل لا يستطيع ان يفعل لها أي شيء ، لا ان يعيد اليها زوجها ولا يعيد اليها طفلها الذي فقدته ، عاجز هي الكلمة التي ترددت بأذنيه وهي ابلغ كلمة تصف موقفه ، سيطر على دموعه حتى لا تنهمر منه وهو يشاهدها تذهب الي غيبوبة مرة اخرى على اثر المهدئ الذي اخذته
شد ياسين على كتفه مؤازرا له ليهز راسه بتعب
التفت ياسين الي نور واخذها بين ذراعيه ليهدئ من روعها
ويطلب منها ان تكف عن البكاء
جلس علي بجانب فراش اخته الصغيرة و أحتضن يدها بكفيه ويقبلها بحنان ثم سند جبهته علي يديه

اشار ياسين اليها لتتبعه بصمت فهي الاخرى آثرت ان تترك علي بمفرده وتعطيه بعضا من الخصوصية مع اخته الغالية كما كان يلقبها دائما
خرجت وراؤه لتجده منتظرها ونظرة الحنان تشع من عينيه
__ نور انت لم تتناولين الطعام من الصباح هيا تعالي لنتناول الطعام ونأتي لعلي بالطعام
همت بالرد عليه ليأتيها صوت علي من خلفها : اذهبي لترتاحي نور ، ولا تقلقي انا موجود هنا وسأطمئنك
نظرت اليه : لا علي ، لن اتحرك من هنا الا عندما اطمئن على علياء وعلى عمر
تنهد ليبتسم لها : عمر بخير وعلياء ايضا ، اذهبي لترتاحي قليلا ، وتعالي بالليل لتجلسي معهما
جز على اسنانه غضبا وهو يراها تتكلم مع علي ليبتسم الاخر لها ، يعلم بقرارة نفسه ان علي يتعامل معها كعلياء وهي ايضا تعتبره بمنزلة عمر ولكنه لا يستطيع ان يسيطر على غيرته المشتعلة وخصوصا ان علي اقنعها بابتسامته وكلماته القليلة ان تذهب معه ، وهو يعلم انه كان سيستغرق وقت طويل لإقناعها
انتبه على صوت علي : اشكرك ياسين ، ارهقناك اليوم
نظر اليه بعتب : لا تغضبني علي ، عمر صديق واخ ثم انسيت انه نسيبي
__ لا ياسين ، انا اعلم جيدا مكانة عمر عندك ، ولكني مشفق عليك بسبب شهر عسلك الذي لا تستطيع ان تظفر به الي الان
ابتسم ياسين بتعب : انه قدر علي ، والانسان لا يستطيع الهروب من القدر
__ اذهب انت الاخر لترتاح قليلا ، ولا تشغل راسك بموضوع الطعام هذا ، سأتناول شيء من الكافيتريا اذا شعرت بالجوع ، اذهب
تنهد ياسين ليحتضنه بقوة : اجمد علي ، ستحتاج الي قوتك كلها الايام القادمة
هز راسه موافقا على كلامه لينصرف ياسين


انهى حديثه مع علي ليبحث عنها حوله فلم يجدها
نظر مرة اخرى ليجد علي يدخل الي غرفة علياء ،توجه الي هناك ظنا منه انها بالداخل ، طرق الباب بهدوء لينظر الي الغرفة سأله علي : لماذا لم تنصرف ؟
ابتسم بتوتر : لم اجد نور بجانبي فتوقعت انها هنا
__ لا ، ممكن تكون مع عمرو ونهى
هز راسه لينصرف سريعا ، اتصل بنهى ليسالها عن نور فتجيبه بانها لم تراها منذ كان معا اخر مرة
شعر بالقلق عليها والغضب منها ليضيء عقله فجأة وتسرع خطواته وهو يتجه الي الواجهة الذي يتأكد من وجودها بها

*******************
نظر لها وهو خارج من دورة المياه ليجدها تدور بالغرفة بعصبية شديدة وتفرقع اصابعها
__ ماذا حدث ندى ؟
نظرت اليه وهي تقول بعصبية : نهى وعمرو سافرا الي الاسكندرية لياسين فاخو زوجته تعرض الي حادثة
اريد ان نعود احمد انا اشعر بعدم اطمئنان
__لا حول ولا قوة الا بالله ، اجهزي سنعود الان امي لن تستطيع ان تعتني بالأطفال بمفردها ، وخاصة ان يوسف لا يستطيع الحركة
هزت راسها ايجابا وهي تسرع بإلمام اشيائها لتعود الي القصر فهي تشعر بقلق كبير مسيطر على فكرها ولا تعلم سببه

**********************

دوت ضحكته مجلجلة يشعر بسعادة كبيرة وهو يستمع الي هذه الاخبار التي تطربه وتشعره انه يستمع الي سمفونية جميلة ، معزوفة خيالية لم يسمعها من قبل
اغلق الهاتف ليقف ويلف بخفة لا تتناسب مع سنه الكبير
ولكن تتناسب مع رشاقته الذي لا يزال يحتفظ بها كشاب في الثلاثين
وقف الي المرآه لينظر الي نفسه بفخر واعتزاز ويبتسم الي نفسه بإعجاب ، رفع اصابعه الي جبهته محيي نفسه بخفه
اقترب اكثر من المرآه وحدث نفسه بصوت عال وهو يصفق بيديه عدة مرات : رائع حافظ كعادتك دائما ، تستحق تصفيق حاد
اخيرا انتهيت من هذا الكابوس المسمى عمر
لمع الكره بعينيه وهو يكمل : كم ابغض هذا العمر الذي استطاع ان يحرمني من ابنتي الغالية
لتتسع ابتسامته وهو يزفر بارتياح : ولكننا انتهينا منه خلاص
انتهينا نور ، ستعودين الي حبيبتي ، ولن يستطيع لا محمد او هذا العمر ان يقفا بوجهي و يحولون بيننا
الدور هذه المرة على زوجك الكريه ، هذا المعتد بنفسه ولكني سأتخلص منه بطريقة جديده تجعله هو من يبتعد عنك
لتجدي نفسك بين ذراعي انا ، فانا من سيتبقى اليك نور
انا الوحيد الذي سيبقى ليحميك ويحبك نور
*********************
انطلق نحوها وهي تقف تنظر الي جسد اخيها الممد على الفراش وطنين الاجهزة يتعالى بجانبه وهو لا يشعر بما يحدث حوله
تنظر الي اخيها بحسرة وهي تشعر ان العالم كئيبا اسودا بعينيها ، لماذا لا يفهمون انها لن تستطيع الانصراف وهو ممد هكذا ، كيف تستطيع ان تحيى بدونه ، هو من تبقى لها
هو الذي رباها و فرق لها بين الصواب والخطأ هو من اغدق عليها بحنانه وبث بالقوة لروحها ، هو امانها وسندها اخيها وابيها وصديقها
انهمرت الدموع من عيونها لتشعر بقبضته الدافئة وهي تسمك كتفها مؤازرة لها
__ لن استطيع الانصراف ياسين ، لن استطيع
تنهد بحنان ليضم ظهرها الي صدره ويهمس : سيكون بخير
ظلا فترة قليلة من الوقت يقفان بنفس الطريقة لتخف دموعها ويتوقف نشيجها المكتوم
همس مرة اخرى : يجب ان نذهب نور ، انا وانت نحتاج الي قليل من الراحة ، لنستطيع ان نواصل فالأيام القادمة ستكون مرهقة وصعبة الاحتمال
هزت راسها موافقة ليرتفع طنين الاجهزة بشكل هستيري من
العناية المركزة لدرجة ان سببت الانزعاج لهما
توتر ياسين لترتعب وهي تشاهد اندفاع الممرضات والاطباء الي الداخل مسرعين
انتبها هما الاثنان ان الاطباء يلتفوا حول سرير عمر ويحاولون اسعافه
صرخت نور برعب ليحتويها هو بين ذراعيه ويلفها اليه حتى يكون ظهرها الي الغرفة ولا ترى ما يحدث
في ثواني كانوا يندفعون بعمر الي الخارج
جمد ياسين ليستوعب الامر بعد لحظات ليندفع خلفهم صائحا
__ ماذا حدث ؟
توقف احد الاطباء ليجبه : لقد فقدنا السيطرة على النزيف
انه ينزف مجددا ، ادعو له فان لم نستطع السيطرة على النزيف قضم جملته
ليتخيل ياسين ما يقصده الطبيب ليفاجئ بها تتمسك به بشده
لتسقط مرة اخرى بين ذراعيه


***********************
يلف في غرفته بعصبية سالته ونظرها لم يغفل عنه منذ مده وهي تراقب ضيقه الشديد لدرجة انه يجهد رجله المصابة
سالت باهتمام وهي تقترب منه : ماذا بك جوي ؟
ابتسم لسماع مناداتها له بكنيته المحببة من شفتيها ليقول بضيق : اشعر بالضيق
ابتسمت وهي ترغمه على الجلوس لتجلس بجانبه : نعم لاحظت ذلك ، لماذا تشعر بالضيق ؟ اخبرني
زفر بألم : لأني عاجز ان اقف بجانب اخي في وقت هو بأمسّ الحاجة الي
نظرت اليه بإعجاب لتساله بحب : هل تريد الذهاب اليه ؟
لمعت عيناه للفكرة : طبعا ، ولكن كيف ؟ انا لا استطيع قيادة السيارة
ابتسمت بخبث : انا استطيع
اتسعت عيناه : ولكن انت حامل ولن تستطيعي القيادة كل هذه المسافة
اتسعت ابتسامتها : انها مسافة قريبة يوسف ، لا تقلق
صمت قليلا وهو يفكر بما اقترحته يريد الذهاب لأخيه ولم يستطع مرافقة عمرو حتى لا يترك امه بمفردها ولكن الان بعد وصول احمد ونادين استتب الوضع وهم من سيعتنون بالأطفال
نطق وهو يفكر بصوت عال : سيارتي بالتوكيل ولم يذهب احد لاستخراجها منه
ردت بهدوء : سيارتي موجوده فانت اتيت بها في اليوم السابق لحادثتك
نظر لها : امي ماذا سنفعل معها فهي لن توافق على ذهابنا
ضحكت برقة : شعرت الان باننا تلاميذ نخطط للهروب معا يوسف
ابتسم : امام امي ياسين نفسه يعود الي المدرسة
الم تري كيف منعته من الذهاب الي الشركة منذ ايام قليلة ؟
ضحكت بقوة هذه المرة وهي تجلس على ركبتيها امامه وتساعده على ان يريح رجله المصابة: نعم لم اصدق انه سيمتثل اليها
تنهد بحب : امام امي لا يستطع ان يعترض احدنا
ردت بصوت منخفض : لن نبلغها
نظر لها لتلمع عيناه بخبث : نتسلل ليلا دون ان نخبرها بذهابنا و عندما نصل الي هناك نطمئنها علينا
ضحكت بشقاوة له ليكمل : جهزي الحقائب وبالصباح الباكر سنغادر قبل ان يستيقظ احد منهم
صفقت بيديها فرحا وهي تنتفض واقفة : هذا هو جوي حبيبي
شدها من خصرها بيده السليمة ليجلسها بحضنه : كم احب سماعها منك جيجي
نظرت له بهيام : ما هي ؟
__ كنيتي الحبيبة
قالت بنبرة مغرية : جوي
احكم قبضته عليها ليقبلها بنهم شديد وقال بصوت
اجش : عيديها
ابتعدت عنه لتقول : لا اذا تماديت معك لن نفعل شيء ، ولن نذهب الي ياسين
تركها تقف ليسال باهتمام : لماذا مهتمة للذهاب ؟
قالت بصدق : اريد ان اكون بجوار نور ، فهي وقفت بجانبي خلال قلقي عليك وكانت نعم السند لي ، ثم اني احبها واعتبرها كأخت لي و هي تحتاج مساندتي الان
ابتسم الي حبيبته الجميلة التي ظاهرها لا يعلن عن جمال روحها ومشاعرها ، فمن يرى انجي بمظهرها المتحرر وطريقتها المندفعة في التعبير عن مشاعرها وآرائها يقول انها مجنونة وسطحية وتافه وعقلها لا يشغله الا اخر صيحة في الازياء ، ولكن هو يعرفها جيدا وجوهرها ما يأسره بالفعل
فهي انسانة رقيقة حساسة تشعر بالأخرين ولا تتردد في مساعدتهم
تنهد وهو يبتسم ابتسامة شفافة صاعدة من داخله
نادها برقة لا مثيل لها : انجي
نظرت له مستفهمة ليمد لها يده ويشير لها بالاقتراب
نظرت الي عيناه لترى نظرته العاشقة التي تجعلها تهرع الي احضانه ، فلم تتردد لحظة واحدة لتهرول اليه رامية نفسها بين ذراعيه
************************
صرخ بالسائق : اسرع قليلا
يشعر بالغضب منذ ان ابلغه الرجل الذي وضعه ليراقب عمر بان نور فقدت وعيها وبغيبوبة ، لم يستطع ان يكبح جماح نفسه وهو ينزل مسرعا للذهاب اليه
وهو يشعر بالضيق منها : لماذا هي ضعيفة هكذا ؟ لماذا ترتبط بهذا اللعين ؟ ماذا سيحدث اذا تركها فهو يرى ان من الافضل ان يتركها هذا الاحمق ، فهو سيعمل على رعايتها كما لم يفعل هذا العمر
دخل الي المشفى وهو يسرع بمشيته فهو على علم برقم غرفتها
شعر بالسعادة وهو يجدها بمفردها ليدلف الي الغرفة بهدوء شديد وهو يمعن النظر بها
خفق قلبه بشده وهو يجلس بقربها وينظر لها بحنان ابوي
امسك يدها الباردة بقبضتيه محتضنا اياها وهمس :اخيرا نور
اخيرا استطعت الاقتراب منك ،كم افتقدك حبيبتي ، كم اريدك الي جواري ، كم اشعر بالألم لأنك بعيدة عني ، اشتقت اليك واليها ، انت من بقيت لي
نظر اليها متمعنا بملامحها ليشعر بحب كبير لها ويبتسم لرؤية لون شعرها الذي يعلن عن انتمائها له ، مد يده ليمسك خصلات شعرها بهدوء شديد والحنان يتدفق من عينيه
ليقترب مقبلا لجبينها برقة شديدة : سامحيني اذا كنت اخطأت معك يا ابنتي الغالية
انتبه على باب الغرفة وهو يفتح ليرفع بصره ويرى هذا الشاب الثقيل على قلبه ينظر اليه بكره شديد

جلس بجانبها وهو يتألم ، قلبه لا يتحمل ان يراها بهذا الضعف ، لا تحتمل فكرة فقدان اخيها ، وهو ايضا لا يحتمل فكرة ان عمر سيتركهم الي الابد
تنبه لعلي وهو يشير اليه من الخارج ليخرج مسرعا اليه
توجه علي الي الطبيب ليتبعه ياسين : كيف حاله ؟
ابتسم الطبيب بتوتر : انه بخير ، النزيف توقف
زم الطبيب شفتيه ليكمل : قلبه متضررا بشدة ويحتاج الي عملية سريعة ، ويحبذا ان نجريها الان ، ولكننا نريد احدا يوقع لندخله الي غرفة العمليات
نظر الاثنان الي بعضهما بقلق ليسال ياسين :لماذا الان تحتاجون الي توقيع احد منا
__ العملية خطيرة و نسبة نجاحها خمسين بالمائة فقط
اتسعت عينا ياسين ليمسك هاتفه سريعا وكأن عقله بدأ يعمل الان ،بحث عن اسم ياسر ليتصل به
جالس يتناول الطعام مع ابناؤه ليرن الهاتف فيبتسم
__ اهلا بعريسنا الغالي ، لا تقل انك اشتقت الي
__ مرحبا ياسر ، كيف حالك ؟
عقد حاجبيه لصوت ياسين الجدي : انا بخير ، هل حدث شيء ما ؟
__ احتاجك بشدة ياسر ، عمر اصيب بحادث سيارة وحالة قلبه خطيرة ولابد من اجراء عملية له وانا غير مطمئن ، الطبيب هنا يقول ان نسبة نجاحها خمسين بالمائة فقط
شحب وجه ياسر لاندفاع المعلومات التي يقولها ياسين وهو يحاول استيعابها كاملة ليقول بحزم : سآتي لك حالا على اول طائرة
اغلق الهاتف لينظر الي الطبيب : سننتظر ان يصل الدكتور ياسر منصور ، هل تعرفه ؟
اتسعت عينا الطبيب الصغير : طبعا فهو من الجراحين المشهورين
هز راسه : نستطيع الانتظار ، اليس كذلك ؟
__ نعم ولكن لوقت قصير
__ سياتي في خلال ساعة على الاكثر
__ نستطيع السيطرة على الحالة الي هذا الوقت
زفر براحة ليساله علي : كيف حال نور الان ؟
ارتعش فكة السفلي لسؤال علي الغير متوقع سيطر على غيرته ليقول بهدوء : بخير ، ستفيق بعد قليل
ابتسم لعلي ابتسامة متوترة : سأذهب حتى تجدني بجانبها عندما تستيقظ
انصرف سريعا ليذهب اليها ، فهو يعلم انها ستفيق بعد قليل
كالمرة الماضية ، ليتسمر عند رؤيته لهذا الشخص الكريه جالس بجانبها ويمسد على شعرها ، تصلب جسده ونفرت عروقه بدماء الغضب وهو يرى قربه من نور بهذه الطريقة
اتجه في عاصفة غاضبة وفتح الباب بقوة ليقف موجها نظرة كره اليه
جز على اسنانه وهو يرى ابتسامته الكريهة تلمع على شفتيه

ابتسم بسخرية شديدة وهو يرى نظرة الكره المطلة من عيني ياسين ليسخر من نفسه ، ابنتك تزوجت من هذا الشاب الذي لا تطيق وجوده ، هتف صوت داخله لنتخلص منه حافظ
قام من مكانه ليقف امام ياسين والابتسامة الخبيثة تلمع على شفتيه : ابتعد حتى اذهب فانا لا احبذ رؤيتك واكرهك كما تكرهني ولكني جئت لا طمئن عليها
ابتسم ياسين بتهكم وهو يبتعد عن طريقة ليخرجا الاثنان من الغرفة ويغلق ياسين الباب ، حتى لا تسمع نور حديثهما اذا استيقظت : ولماذا لم تطمئن على المسكين الذي سيموت بسببك ، ام انك لا تبالي به
اتسعت ابتسامة حافظ : اذن لقد اخبرك بالعداوة بيننا
نظر له ياسين متفحصا ليكمل: عجيب عمر، استأمنك على سر من أسراره الكثيرة التي لا يخبر بها احد
ألهذا الحد يثق بك ؟
ظهر الغضب جليا على وجه ياسين : اذن انت من وراء الحادثة بالفعل
نظر له وابتسم ليكمل وكانه لم يستمع الي ياسين : وهل اخبرك بباقي الاسرار ، ام اكتفى بالعداوة القائمة بيننا
نظر له ياسين بكره ليقول بحزم : لا تأتي الي هنا ثانية وانسى ان لك ابنة اخ ، هي الان زوجتي ولا اريدك ان تقترب منها ، واعلم جيدا انني لن انسى ثأري ابدا ولن انسى ثأر عمر ايضا
ضحك بتهكم : اذن لم يخبرك عمر بشأنها
ضاقت عينا ياسين ليكمل الاخر: نصيحتي ان تنسى موضوع ثأرك هذا لان لن تستطيع ان تثار من والد حبيبتك وزوجتك
نظر له ياسين وعيناه تقفز منها الاسئلة ليتبع بسخرية
شديدة :انها ليست ابنة اخي
اقترب منه بأسلوب مستفز وهمس بصوت سعيد تشوبه السخرية : انها ابنتي انا

اتمنى المفاجاة تعجبكم
والبارتين يحوزوا على اعجابكم
البارت الاول عيديتي
والبارت التاني هديتي ليكم
كل سنة وانتم طيبين
لا تحرموني من تفاعلكم و ردودكم
موعدنا السبت القادم باذن الله
القاكم على خير

مساء الخير على عيونكم يا صبايا
كيفكم واخباركم ؟
اتمنى تكونوا بخير
والعيد كان سعيد عليكم
اترككم مع البارت اتمنى يحوز على اعجابكم

الفصل الثاني و الثلاثون

يتبع ,,,, 

👇👇👇
تعليقات