رواية جروح من عبق الماضي -44
ام بندر : هلا بو بندر وش فيك فرحان كذا .. فرحني معاك
ابا بندر وهو يشخص ببصرة إلى الاعلى : اه بس لو تدرين إيش صار معاي اليوم .. الأمل اللي بقلب عدوي قتلته
ام بندر وهي تجلس بجانبه : إيش قصدك ؟!! لا يكون تقصد ثارك القديم ؟!!
ابو بندر تمتم بفخر : إيه .! اليوم كسرت قلبة .. كسرت قلبة مثل ما كسر قلب أختي وخلاها تموت قهر
ام بندر : وانت مصدق كلام أبو أمجد ؟!! يمكن يبيلك الشر
ابو بندر : إنتي إيش عرفك .!! العنود ماتت مع أولادها محترقة ..!! وما تبيني أخذ بثاري
ام بندر قاطعته بخوف : طيب وطي صوتك ؟! أخاف ريما تسمع شيء ..
ابو بندر : لين متى بنتم كاتمين السر هذا ؟! خلي ريما تعرف باللي عرفته يمكن ساعتها ترتاح
ام بندر : طيب يعني ووووووووو لـــ .................................................. ....!!
ابو بندر قاطعها سريعا : لا تكملين ؟! إلا هذا الموضوع ؟! هو الشيء الوحيد اللي راح يخلي قلب تركي ينكسر
ام بندر تمتمت بخوف: طيب اللي تشوفه
ابو بندر : روحي نادي ريما أعتقد صار الوقت المناسب عشان تعرف أنه أختها العنود ماتت محترقة
ام بندر قاطعته سريعا : تكفى لا تتهور .. ريما للحين ما شفت من جروحها .. وما ضنتي بتفرح بموت أختها
ابو بندر : لا بتفرح .. بتفرح لأن اللي خانتها خذت جزائها
ام بندر ودمعة رسمت على خدها : كنت متوقعه أنتقامك لتركي مو حبا لأختك نفس ما تتظاهر .. أنتقامك كان لمصلحة تعنيك أنت وبس .. وأنت حسبالك الناس كلها شبهك .. لا ومتأكد انه ريما راح تفرح بموت أختها ...!! صدقني غلطان
ريما وليان كانتا تمشيان بخطوات بطيئة وعندما سمعا ابا وام بندر يتبادلا اطراف الحديث ظلا ينصتان بصمت
ريما شعرت أن الموضوع يخصها وظلت تسمع بإنصات .. أما ليان لم تكن تعلم حقيقة ما يحدث بعد
ابا بندر بصوت مرتفع : الحين راح أثبت لك عكس اللي قلتيه .. ريما راح تكون أسعد وحده بالخبر هذا .. يمكن هو قديم وصار له 21 سنه .. بس ريما من فرحتها راح تعتبره وكأنه صار أمس .. والحين أثبت لك
ريما تقريبا سمعت الحوار بأكمله ..سحبت يدها من يد ليان ثم بدأت تتقدم بخطوات متثاقلة وهي غير مصدقة لما تسمعه
ام بندر بمجرد أن شاهدت ريما تقترب وضعت كلتا يديها على ثغرها وتمتمت بألم : ريما ؟!!
اما ابا بندر كان أسعد لأن ريما اصبحت تعلم بحقيقة موت شقيقتها
ريما بدأت تقترب أكثر وأكثر .. بداء الحزن يخيم على قلبها .. بدأت تسترجع ذكريات جرت الويلات لها ..
كم تمنت لو يكون هذا حلما وينتهي .. ولكن هذا الحلم بداء أطول مما يجب .. لهذا أضطرت للعيش فيه
ضغطة على يدها بقوة ثم أغمضت عينيها ببطء والدموع عرفت طريقا إلى خدها وبدأت تسترجع ماضيها الدفين
/::\
كان اليوم ممطرا أنذاك .. تعرضت السيارة التي تقل ريما إلى حادث مروري.. السائق أستدعي نقله إلى المشفى بسبب أصابته ببعض الجروح البليغة .. اما ريما فبقيت في السيارة تستنجد حتى يأست وفقدت الوعي .. كانت السيارة ستشتعل لولا تدخل تركي .. تركي كان مارا وبمجرد أن شاهد حادث السير وعدم قدرة البعض للتدخل ترجل من سيارته سريعا وبادر بإسعاف ريما كان موقفه بطوليا في عينها .. فعندما استعادة وعيها شاهدت نفسها محمولة بين ذراعي تركي .. تم إسعاف ريما .. وبقيت في المشفى يومين وكان تركي يمر بين الحين والاخر للاطمئنان عليها
ريما بداء الحب يكبر بداخلها .. ولكن الخجل الذي كانت تشعر به منعها من البوح ..
العنود كانت تأتي لزيارة شقيقتها بين الحين والأخر .. كان عمرها أنذاك 17 عشر عاما ولم تدرك مشاعر تركي بعد
بعد خروجها من المشفى علمت ريما عن مكان جامعة تركي .. فطلبت من شقيقتها العنود مساعدتها
العنود وهي تضم شقيقتها : يا عيني يا عيني ..! مين قدك يا تركي .. والله وفي ناس صارت تحبك
ريما والخجل رسم على محياها : عنود بس عاد .! لا تحرجيني أكثر .. موقفه يوم الحادث خلاه كبير في عيني
العنود : والله تستاهلين يا ريما .. وانا من إيدك هذي لهذي .. طيب يا حلوه .. أهم شيء اشوف ابتسامتك
ريما تمتمت بخوف : شوفي ما ابيه يعرف من يرسل له الرسائل .! تحطين الرسالة داخل سيارته بدون ما يحس
العنود : طيب وأنا اللي راح أكتب الرسايل صح .. كوني رومنسية واشوف افلام هندية وايد صح .!!
ريما بسعاده : فديت اللي فاهمتني انا ...!!!!!!!!!!!!!!!!
العنود : طيب طيب خلينا نتكلم في المعقول .. بس أفرضي زجاجة السيارة ما كانت مفتوحه .!!
ريما : طبيعي تكون مفتوحة في عز هـ الحر
العنود : طيب من بكرة راح اصير مرسال حبك يا جولييت
ريما وهي تطبع قبلة على خد العنود : يا عمري إنتي .. ما راح أنسى لك هـ المعروف أبدا
العنود : طيب تركي كيف راح يعرف مين إنتي ؟!
ريما : لا تخافي بعد ما احس انه تعلق فيني .! راح أصارحة بكل شيء
العنود وهي تمد لها يدها بسعادة : طيب يا عبلة اتفقنا .,............!!
.... بدأت جود تحذف الرسائل في سيارة تركي وتضل تراقب من بعيد حتى تتأكد بأنه قام باستلامها .. بقيت العنود شهرين على هذه الحال .. ولكن دون إدراك منها بداء شيء غريبا يتحرك بداخلها .. اصبحت ترتبك كل ما شاهدت تركي .. كانت تجهل ذلك الشعور ... بداء الخوف يساورها .. خشت أن تكون احبته ..!!
ريما فتحت عينيها بسرعة .. بدأت نبضات قلبها تتسارع فجأة .. وهي تتذكر ذلك اليوم المشؤم .. شعرت للحظة انها لا زالت في نفس المكان رغم مرور كل هذه السنوات .. فعادت لتغوص في ماضيها
العنود وهي تبكي بألم : ريما تكفين لا تسوين فيني كذا ...........؟!
ريما قاطعتها بغضب : وإنتي اللي سويتيه فيني شيء عادي .! إنتي بدال لا تشبكينا مع بعض غدرتي فيني وحبيتيه
العنود وهي تبكي بحرقة : ريما تكفين خليني بس اشرح لك ..! صدقيني أنا مالي ذنب .. كل شيء صار غصبا علي
دعونا نذهب قليلا إلى مكان آخر كان يردد بين زواياه تكملة القصة التي عجزت ريما عن مواجهتها طوال هذه السنين
العنود هي الأخرى كانت تتذكر تلك الأحداث وتبكي بصمت
عائشة وهي تمسح على رأسها بحب : وش فيك يا العنود .. هـ المره مين سبب دموعك ؟!
العنود وهي تطلق زفرة طويلة : آآآآآآآآآآآآآه هـ المره راح اقولك سر .. بس ما أدري إذا راح تفهميني
عائشة وهي تجلس بقربها : إنتي قولي وخلي الحكم علي أنا . أهم شيء فضفضي وطلعي كل اللي بخاطرك
بدأت العنود تحكي ما حدث وهي تشعر في كل حرف تنطقه بخنجر يغرس في صدرها .. بدأت تحكي وتحكي وفجأة سكتت وذرفت دمعه ثم التقطت أنفاسها وعادت لتتابع ما بدأته .... وبعد أن أنهت معظم حديثها طأطأت برأسها
عائشة : العنود أرفعي راسك إنتي ما سويتي شيء يخليك تزلين رأسك الأرض
العنود وهي تنظر إليها بحب : بس إنتي بعدك ما سمعتي الجزء المهم من القصة
عائشة قاطعتها بابتسامه : انا متأكدة أي شيء راح تسويه بيكون هو الصح .. إنتي مستحيل تضري احد
العنود وهي تتابع حديثها ..... آآآه يا عائشة والله اللي صار غصبا علي .. حبيته كذا من الله ..! ما كان قصدي أجرحها
في ذاك اليوم حاولت أقنع تركي .. بس اللي سمعته منه خلاني أتمسك فيه أكثر من أول
دعونا نعود إلى الماضي قليلا ..
تركي بعد تلك الرسائل الكثيرة التي بدأت تتحاذف عليه .. أعجب بذلك الكلام الذي نحت بين اسطره .. وكأن المرأة التي تراسله تعرف عنه كل شيء .. لهذا قرر أن يراقب من بعيد .. وكان في قرارة نفسة يتمنى أن تكون هي .. فلقد احبها منذ اول لحظة شاهدها .. رغم صغر سنها إلا أنها أسرته بحركاتها وعفويتها ..
فكانت المفاجأة تركي بمجرد أن شاهد العنود وهي تضع الرسالة توجه إليها مسرعا ثم وقف أمامها بشموخ وتمتم بسعادة بالغة وهو يمسك يديها بحب : هذي إنتي .؟! آه ما تعرفين شكثر سعادتي لما شفتك .. كنت أدعي ليل ونهار تكوني انتي .. والحمدلله طلعتي إنتي يا العنود
العنود بمجرد ان شاهدت تركي ارتبكت وكل جسدها اصبح يرتعش ونبضات قلبها أصبحت مسموعه وتبرد جسدها
تركي وهو يشعر ببرودة يديها : العنود من أول يوم شفتك فيه بالمشفى حبيتك ..! بس ما قدرت أصارحك لأنك صغيره
وخفت تحسين في لحظة أني ألعب بمشاعرك أو أني أقصد أهينك ..
العنود وهي تسحب يديها بهدوء والدموع رسمت على عينيها : أنت فاهم القصة غلط تركي .. أنت مو من حقك تحبني
تركي وهو يمسح دمعتها : العنود أنا احبك ولا عمري حبيت أحد كثرك .. ومستعد بكرة أجي وأخطبك
العنود بدأت تبتعد عن تركي وهي تتذكر شقيقتها ريما وكيف تجرأت وغدرت بها .. تركي لحق بها حتى امسكها من يديها بقوة وتمتم بغضب : دامك ما تحبيني وش له هـ الرسايل هاه ؟ّّ
العنود نظرت إلى السماء بنظرة حزن وحكت لـ تركي كل ما يحدث
تركي قاطعها سريعا : صدقيني ولو تبيني احلف لك .. لو كانت الرسالة من غيرك ما حركت فيني ولو شعرة
العنود وهي تنظر إليه بحزن : طيب وش اللي خلاك تضن أني أنا
تركي : لأنك طريتي موضوع الحادث فشكيت أنك أنتي ..بس ما توقعت للحظة ان أختك ريما حبتني .. اللي سويته معها كان بمقدرة أي شخص يسويه ..!! يعني كانت تصرف جدا عادي بس ريما كبرت الموضوع
العنود قاطعته سريعا : تركي حتى لو كنت احبك ولو شوي لازم ادفن الحب هذا بداخلي
تركي وهو يمسك يديها قاطعها بابتسامته الساحرة : العنود لا تقولي أنه ريما هي حبتني قبلك .. لوكان الموضوع كذا وش له تخليك إنتي تكتبين الرسايل .. المفروض أحساسها ينحفر هنا مو أحساسك تكفين يا العنود لا تحرميني منك
العنود وهي تبكي بحرقة : فكرت أنه تكون هذي اخر رسالة أرسلها لك .. بس لما وقفت عند باب سيارتك تمنيت أتم هنا ولا أفارق هـ المكان ولو للحظة .. حبك بداخلي صار يكبر لدرجة أني مو قادرة أفارقك ولو دقيقة وحده ..
تركي وهو يضغط على يديها بقوة ودمعة عرفت طريقها لخده : العنود صدقيني ريما راح تزعل يوم يومين وبعدها راح تتعود بس لا تتركيني ..خلينا نواجه كل هذي المشاكل .. وراح نخلي الزمن يحلها ..
العنود وهي تمسح دمعته بحب : أوعدك يا تركي ما اخليك .! يمكن اللي اسويه جنون بس يا محلا الجنون وانا بقربك
عائشة قاطعتها بحزن : طيب وش صار بعدين ؟!! جاء يخطبك
العنود وهي تهز راسها بالإيجاب : إيه تقدم لي في اليوم الثاني نفس ما وعدني بس ريما خربت كل شيء .. صدقيني ما الومها .. يمكن جرحها أكبر من الجرح اللي حاسة انا فيه الحين ......
عائشة : طيب وش اللي صار بالضبط
ريما هي الاخرى كانت تتذكر ذلك اليوم الذي غير مجرى حياتها بالكامل .. كانت تغط في تفكير عميق وتبكي بحرقة
العنود وهي تشدها من يدها وتبكي بحرقة : ريما تكفين انا ما اقدر أعيش من دون تركي بس إنتي عادي
ريما قاطعتها بغضب : إنتي وين والزواج وين ؟! مو ملاحظة كم عمرك ... كل هذا اللي تعيشية مجرد مراهقة
العنود قاطعتها بألم : لا مو مراهقة .! أنا أحبه وبتم أحبه .. وحبي له يفوق حبك له
ريما : طيب بكره يتزوجني وراح أخليه ينسى شيء أسمه العنود .. وإنتي بعد لازم تعودي نفسك وتنسية فاهمه .!!
العنود وهي تقف أمامها : ما راح أخليك تتهورين وتسوي اللي براسك سامعه
ريما رمت بالعنود حتى أرتطم وجهها بالأرضية ثم أخذت مفتاح الغرفة وأغلقت الباب خلفها .. ثم توجهت إلى والدها
بو صالح : هـ الرجال مجنون .. مصر إلا يبي العنود .. واقولة صغيره بس مو راضي يفهم
ريما وهي تقاطع والدها : بابا ممكن اتكلم معاك شوي
بوصالح : وش عندك إنتي بعد .. مو كافي اللي داخل دور راسي
ريما : بابا أنا راح أقولك كل شيء .. بس ما ابيك تزعل ولا تضايق ..
فحكت ريما كل ما حدث لوالدها
ابا صالح كانت ردة فعلة مخالفة تماما من التي توقعتها ريما .. فالسعادة بدت واضحة عليه : والله وعرفتي تختارين يا ريما .. هـ الرجال شهم .! ونحن ما راح نلاقي أحد مثلة .. بس وش له تقولين أنه اسمك العنود مو ريما
ريما تمتمت بمكر : بصراحة خفت أنكشف .. بس هو يقصدني أنا .. وأنتوا فهمتوا الموضوع غلط
شعر الجميع بالسعادة وتمت المواقفة على زواج ريما وتركي وهذا ما جعلها تشعر بالنصر والفخر
اما العنود فلقد تدهورت حالتها واصبحت حبيسة غرفتها .. وحال تركي كذلك بالمثل ........
انت تريد وانا اريد .................... ولكن القدر صنع كلمته بنفسه
بو صالح وصرخاته تملا القصر : أنا وحده مثل هذي تفضل تركي علي .. لا البنت هذي أكيد جنت
ريما كانت ترتدي أجمل الأثواب ووضعت في وجهها أرقى ماركات التجميل .. هذا هو حلم حياتها وسوف تتزوج ممن أسر قلبها أخيرا .. سمعت أصوات ضجيج ولكن بمجرد أن ذكر اسم تركي أتسعت عيناها .. رمت كل شيء خلفها شعرت بطعنة غريبة تنحفر في صدرها .. توجهت بماشرة إلى غرفة العنود فلم تجدها .. ازداد قلبها انقباضا .. توجهت إلى والدها راكضة والكثير من الخوف كان يتملكها فتمتمت بألم : وش اللي صاير يبه ؟!! تركي فيه شيء
بو صالح قاطعها بغضب : تركي اللي شاده الظهر فيه تركك في حفلة خطوبتك .....!! وشرد عند أختك العنود
وين أودي وجهي من الناس .. كانوا بياكلوني بعيونهم .. أنفضحنا عند الأوادم .. مو قلتي أنه يحبك.. مو قلتي انه يعتقد انك العنود شو اللي تغير .. وش اللي صاير فهموووني
ريما قاطعته وهي تنفجر باكية : إيه تركي يحبني أنا .. بس بنتك العنود أغوته وخذتة مني .. بنتك هذي مو أنسانة
صالح تمتم بقهر : آه بس لو تطيح في يديني كان كسرت راسها .. فشلتنا لا بارك الله فيها
ريما وهي تدخل في حالة هستيرية : لا مستحيل تركي ملكي أنا وبس.. انتوا كذابين تركي ما تركني تفهمون ما تركني
تمتمت بهذه الكلمات فسقطت مغشي عليها ......!!
في المشفى .. كان الدكتور يخبر الأهل بحالة ريما .. وبسبب الصدمة التي مرت بها جعلتها عاجزة عن الكلام
بو صالح أنفجر غاضبا : طيب إيش الحل ؟!! مستعد أسفرها في أي مكان تنصحنا فيه
الدكتور قاطعه بحزن : ريما راح تقدر تتكلم مره ثانية في حاله وحده .. إذا هزها موقف شديد وخلاها تنفجر
ريما تذكرت هذا الموقف وتمتمت وعيناها تملئهما الدموع بصوت متقطع : ال ... ال .. الع .. العنود مالها ذنب
تمتمت بهذه الكلمات وسقطت مغشي عليها
ليان وعيناها تتسع : عمتي ريما تكلمت .. مستحيل ........!! إيش اللي صاير بالضبط .. ومن هذي العنود ؟!
بو بندر وهو يقطع حبل أفكارها : ليان أيش فيك تعالي ساعدينا وخلينا نوديها المستشفى .!! عمتك تموت وأنتي تفكري
/::\
ميس بعد أن ذهبت نجود لتلتقي برائد ولت خارجة وتوجهت إلى المنزل بسرعة .. دون أن تشعر سويرة بوجودها
ظلت تنتظر رائد أمام الباب .. شاهدت خطوات رائد تقترب منها ولكن وجهة لم يكن يبدوا عليه ملامح الفرح
ذهبت إليه مسرعة وتمتمت بخوف : رائد إيش اللي صار
رائد كان خائر القوى .. توقع أن إفصاحه عن حبه سيغير أمورا كثيرة في حياته .. ولكن ما قالته نجود وتلك الحقيقة التي أتعبته غيرت مجرى الأمور .. كان خطان واضحان من الدموع على خده ..
ميس وهي تجعله يستند عليها تمتمت بخوف : رائد إيش اللي صار
رائد قاطعها بألم : نجود عمرها ما حبتني يا ميس ............. عمرها ما حبتني .. أنا وانتي فهمنا كل شيء غلط
مرضها حزنها دموعها ما كان عشاني أنا ..!! نجود فيه بحياتها واحد ثاني بس مو أنا / مو انا يا ميس
ميس قاطعته سريعا : رائد أنت إيش اللي جالس تقولة .. صدقني نجود تحبك .. يمكن قالت كذا عشان .........!
رائد قاطعها سريعا : تكفين يا ميس لا تخليني عايش في الكذبة هذي أكثر من كذا
ميس : رائد البيت يبعد عنا كم خطوة لازم تشد حيلك .. المهم أنك جربت .. بس أنا حاسة أنه فيه شيء غلط
رائد قاطعه بسخرية ممزوجة بألم : ههههههه وين الغلط ؟! أنها تحب غيري .. ولا مره خطرت على بالها
ميس وهي تحاول أن تجعلة يستفيق مما هو فيه : رائد تكفى خلاص .. انا شسويت فيك .. حسبالي راح أساعدك وانا قضيت عليك .. شوف كيف لون وجهك مخطوف وحالتك لا تسر لا عدو ولا صديق الحين امي أكيد راح تشك في شيء
رائد وعيناه تنظر إلى نافذة نجود تمتم بألم كبير :
عندك خبر !
إنّي جمعت من التعاسة
كل شي ،،
و إن الدفا اللي يجيني من { حنانك ~
هو غلاي !
و إن الأمل لو راح
يعاتبني عليّ ،،
و إن العتاب أصعب لي من درب الخطايا
في عناي ،،
و ان العمر [ لحظة بدونك ]
موت حي !!
وان الهيام اللي بـ عيوني نابع
من ،، وفاي ،،
ميس وهي تضمه إلى صدرها تمتمت بحزن كبير : رائد تكفى أصحى من اللي أنت فيه خلاص ..
رائد قاطعها بصوت حزن مكسور : تكفين يا ميس رجعي لي نجود .. قولي أنها كذبت علي ومستحيل تحب غيري
ميس ودمعه رسمت على خدها : وش اللي تبيني أقوله إذا أنا مو فاهمه شيء ..
رائد بداء يضعف أكثر وأكثر وتمتم بصوت شبه مسموع : نجود تحبني صح ميس نجود تحبني
/::\
سلطنــــــــــة عمـــــــــــــــــــــــان
//
\\\
أجتمع مجلس إدارة الجامعة بشكل مفاجئ .. فلقد وصلتهم معلومة من تسبب بتلك المشكلة
خلود وأماني اقلقهم الأجتماع كثيرا .. فقررا أن ان يترويان وينتظران ما سيحدث
ولكن بمجرد أن شاهدا دكتور إياد يقترب منهم نهضت خلود سريعا والكثير من الخوف تملكها
اماني وهي تنظر إليها بتعجب : خلود إيش فيك ؟!! بلاك مفزوعة كذا
خلود وجسدها أصبح يرتعش فجأة وكأنها مذنبة فعلا : دكتور إياد جاي هنا وشكلة معصب كثير الله يستر
أماني ولون وجهها تغير فجأة : لا تقوليها . .
إياد وهو يقف أمامهم تمتم بغضب : أخر شيء توقعته منك .. إنتي بالذات يا خلود تضرين جود ..!! وعشان إيش .!!
عشان أنك أنسانه طماعة وكان ودك تستولين على ثروتها أنتي وأماني .. خلاص يا خلود كل شيء صار مشكوف
مو إنتي اللي جيتي عندي المكتب وسويتي نفسك خايفة عليها كثير..! دام أنك ودك تضريها وش له تساعديها هاه
خلود وهي تستند على المقعد من هول الصدمة .. نست ما تفوه به إياد .. تناست ماذا سيكون مصيرها في الجامعه
كل ما كان يشغل بالها هو ماذا ستقول لجـود بعد أن تعلم بحقيقتها وحقيقة من أمنتها على أسرارها .. ذرفت دمعه ولم تستطع التفوه بأي كلمة وما هي إلا لحظات تمتمت بسرعة : دكتور تكفى لا تقول لجود شيء
إياد قاطعها بسخرية : كل شيء صار واضح يا خلود .. وجود لازم تعرف من أي نوع أنتي .! عشان تتخذ الحيطة المره الجاية وتعرف تختار خوياتها زين .. والحين مجلس الإدارة ينتظركم .. وانا راح أروح المستشفى وأعلم جود بكل شيء
خلود قاطعته سريعا وهي تبكي بحرقة : تكفى دكتور جود لا تعرف باللي يصير .. أنا ما استحمل أشوف نظرات الغضب فعيونها .. جود هذي صديقة عمري .. أطردوني من الجامعة سووا اللي تبون بس لا تحرمني من جود أرجوك
أماني قاطعتها بألم وهي الاخرى ضلت تبكي بحرقة : دكتور خلود مالها أي ذنب هذي لعبة لعبتها عبير وشجون
إياد قاطعها بسخرية : لا تحاولين خططكم صارت مكشوفة .. عبير وشجون علمونا بالمخطط اللي نفذتيه مع خلود
ومحاولة أغراء أبوها بتذكيره بزوجته المرحومة ..!! وكل هـ الأمور صدقوني ما تنصب في صالحكم
أماني : بأيش تبيني أحلف لك أنه أنا وخلود مالنا ذنب باللي صار أنت تعرف شكثر شجون وعبير يكرهون جود
إياد قاطعهم بحزن : المشكلة مو من اللي يحب جود المشكلة اللي يكرهونها ما ضرونها بس اللي حبوها خسارة
خلود وهي تضع يديها على وجهها تمتمت بحرقة : يعني أنا راح أخسر جود ..... أكيد جود راح تكرهني
إياد قاطعهم بغضب : الحين تروحوا وبسرعة لمجلس الإدارة .. وجود أنا راح أوقف معاها لحد ما تتخلص من صدمتها
اماني وقفت أمام خلود وتمتمت صارخة : خلود إيش فيك ساكتة .. هذا مو وقت تفكرين بجود .! مستقبلنا راح يضيع
خلود وهي تنظر إليها تمتمت بحزن : بس جود أهم من هذا كله .. جود صارت جزء من حياتي
/::\
عبير وشجون كانتا تتابعان الأمور من بعيد ..
عبير تمتمت بسعادة : شفتي يا شجون كل اللي سويته صب في مصلحتنا عكس ما كنتي متصورة
شجون قاطعتها بغضب : عبير اللي سويتيه راح يدمرنا القصة ما أنتهت هنا أماني ما راح تسكت
عبير قاطعتها بسخرية : طيب وين الدليل .. لا يا حلوه دوافع خلود واماني أكبر من دوافعنا وهذا ينصب في مصلحتنا
شجون : بس أنا مو مطمنه خير شر .. جود مستحيل تصدق هــ الشيء
عبير : بس لو عرفت بتخطيطهم الوصخ ساعتها كل شيء راح يتغير
شجون : ما باقي إلا أسبوع وعسى الموضوع يعدي على خير .........
/::\
في المشفى بقى تركي بجانب جود طوال النهـــار لكنة شعر بالإرهاق من تعب السفر وقرر الذهاب ليرتاح قليلا
جود شعرت بالملل ولكن وجود الدكتور صالح أشغلها قليلا
جود تمتمت معاتبه : طيب وش له تخلى حمدان يروح بروحه .!! الحين بجلس أحاتية
دكتور صالح قاطعها بحزن : حمدان في إيدٍ أمينه بس في أنسانه أهم محتاجة لوجودي قربها
جود قاطعته بسعادة : لا يكون تقصدني أنا .. وبعدين شوفني ما فيني إلا العافية .. بس وجع الراس مو راضي يروح
صالح وهو يضغط على يديه بقوة تمتم بحزن : أن شاء الله راح يروح .. أوعدك أني اسوي المستحيل عشان يروح
جود قاطعته بابتسامه : عمي صالح وش فيك ؟!! كله وجع راس .. بحبة بندول أكيد راح يروح
صالح قاطعها بحزن : بس أنا أبي اقولك شيء مهم .. شيء راح يغير مجرى حياتك كلها ......................!!
قاطعهم صوت الباب وهو ينفتح ظهر من خلفة إياد وتمتم بسعادة : أسف شكلي جيت في وقت مو مناسب
صالح قاطعه بابتسامة : لا عادي تفضل ..!! وإذا جاي تطمن على جود تراها بخير وما عليها إلا العافية
إياد قاطعه بابتسامه : لا الموضوع مو بس كذا .. الإدارة هي اللي أرسلتني هنا عشان نتابع اللي صار
دكتور صالح : خلاص إذا أخليكم تاخذون راحتكم وبرجع بعدين أكمل سوالف مع جود .. دير بالك عليها تمام
إياد نظر إلية باستغراب ثم ابتسم ابتسامة بسيطة .. وتناول كرسي وجلس بالقرب من جود
جود وهي تشعر بأن نبضات قلبها تكاد تخرج منها طأطأت براسها وهي تلعب بأطراف أصابعها
إياد أحس بالتوتر الذي تملكها فأحب أن يلطف الجو قليلا فتمتم بابتسامة : هاه كيفها العنيدة اليوم ..!!
جود أزعجتها الكلمة قليلا فنظرت إلية بنظرة غريبة وتمتمت بجدية : الظاهر أنك جاي ترفع ضغطي إذا مو غلطانة
إياد شعر بالراحة قليلا من ردة فعلها فلقد اشتاق لحركاتها المشاكسة والتي كانت في أغلب الأحيان تزعجه
جود وهي تعقد حاجبيها : وش فيك ساكت ..!! إذا عندك شيء قوله وأختصر علينا
إياد بابتسامة ساحرة تمتم بهدوء تام : بس حبيت أتطمن عليك .. والظاهر أنك رجعتي مثل أول واحسن ولله الحمد
جود : إيه الحمد لله
إياد : طيب ما علمتيني وش اللي خلاك ترمي نفسك بنص النار مع أنك ما كنتي موجوده هناك أصلا
جود قاطعته بثقة : خلود كانت موجوده هناك .. وحبيت أني أساعدها
إياد ابتسم ابتسامة بسيطة وتمتم بثقة : بس خلود علمتني أنها حاولت تمنعك وما قدرت .. نعتبر هذي كذبة بيضاء
جود تغير لون وجهها فجأة ولكن هذا لم يمنعها من أن تجيبه بشكل سريع : من خوفي عليها ما أنتبهت
إياد : وما عرفتي أنه خلود هي كانت السبب وراء دخولك هناك .. بالتخطيط مع أماني طبعا
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك