بارت من

رواية جروح من عبق الماضي -39

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -39

دكتور عمران : الورم بمنطقة خطيرة بالراس ونسبة نجاحها 1 % بس
دكتور صالح : لا مستحيل كل هذا كذب في كذب .. جود مستحيل تموت.. والله ابوها لو عرف بيموت فساعتها
دكتور عمران : أنت خلنا نفاتح جود بالأول وبعدها يصير خير

/::\

إياد وهو يضع يديه على رأسه : آآه يا جود ودي أفهم إيش اللي خلاك تسوي كذا ؟! معقولة تكوني .!! لا جود بنت عاقلة يمكن سوت كذا لأنها تعزني كدكتور وبس .. أكيد ما فيه شيء ثاني \
خالد بعد أن علم بالخبر اتى سريعا وتوجه إلى إياد وتمتم بخوف : كيفها إياد ...
إياد وهو يشد شعره للوراء تمتم بتوتر : ما أدري يا خالد حالتها صعبة .. الظاهر الدخان أثر عليها كثير
خالد : ما عليه إياد أنت هدي أوضاعك .. ان شاء الله ما عليها إلا العافية
إياد قاطعه سريعا : ما راح أرتاح إلا لحد ما اشوفها بعيني .. خالد لو صار لجود شيء بكون أنا السبب
خالد : إيش قصدك بأنت السبب ؟!! اللي صار مكتوب ومقدر
إياد : لا يا خالد جود دخلت هناك بعد ما كانت تضن أني أنا موجود بالمكتبة .! يعني كان ودها تساعدني
خالد وعيناه تتسع : يا شيخ ؟!! لا تقولها
إياد : هذا اللي حاصل
خالد : يعني جود تحبك
إياد بمجرد أن تفوه خالد بهذه الكلمات أرتبك ولم يعلم كيف يجيب وأكتفى بالنظر إليه بصمت
خالد : وانته بعد تحبها يا إياد
إياد قاطعه بغضب : خالد أنت إيش اللي صاير فيك بالضبط ؟ البنت سوت كذا من باب الأحترام
خالد : طيب والحب اللي يشع من عيونك
إياد قاطعه بابتسامة سخرية : لا تغرك العيون يا خالد .. كثير عيون خداعة

/::\

وفي مكان أخر كانت تهاني وخلود ينتظرون بقلق
تهاني وهي تبكي بحرقة : والله لو صار فيها شيء بجن
خلود قاطعتها سريعا : ان شاء الله ما راح يصير عليها شيء أنتهي هدي نفسك بس وأدعي لها
ولم تنهي كلامها حتى شاهدت أماني تقف بعيدا فتملكها الغضب وتوجهت نحوها وتمتمت بألم : أرتحتي الحين
أماني وهي ترتعش تمتمت بخوف : والله ما كنت أدري بيصير كذا خلود .. شجون وعبير خدعوني
خلود وعيناها تتسع : كنت متأكده أنه هذيلا ورى السالفة كلها .. بس أكيد طردتهم من الجامعه بتكون على إيدي
أماني قاطعتها بخوف : لا يا خلود تكفين لا فضحتيهم انا بنفضح
خلود : اماني أنتي إيش فيك .. جود دخلت في وسط الحريق والله العالم بحالتها .. مستحيل اسكت .. وانتي تحملي نتيجة افعالك ؟! ما توقعت للحظة أنه الكراهية راح توصلك لهـ الدرجة .. في وحده كانت راح تخسر حياتها بسببك
أماني وهي تمسك يدي خلود تمتمت بحزن : والله ما كنت عارفة إيش اللي ناويين عليه انا بعد مخدوعة
خلود قاطعتها بسخرية : مخدوعة في إيش ؟
اماني وهي تبكي بحرقة : وربي انخدعت فيهم حسبالي بس يبون يهزئوها نفس ما فهمت ما كنت عارفة بموضوع الحريق .. انا كنت أنتظر إشارة من شجون وبعدها أروح اقول لجود أنه إياد بالمكتبة ما كنت أدري انه السالفة وراها حريق .. عبالي كلها تمثل في تمثيل .. صدقيني يا خلود .. انا ما أبي أضر جود تكفين صدقيني
خلود وهي تأخذ نفس عميق : طيب ممكن تفهميني إيش اللي صار بالضبط .. ومن الأول عشان أقدر أفهم
أماني والدموع تنحفر على وجنتيها تمتمت بألم : تذكرين أخر مره كنا نسولف فيها عن جود وخطتي أنه أخذ ابوها شجون وعبير سمعوا كل شيء وهددوني إذا ما سويت اللي يقولوا عليه راح يعلمون جود بكل اللي صار..ساعتها الدنيا
دارت فيني ووافقت بدون ما أنطق أي كلمة .. عبير فهمتني أنها بس راح تخوف جود وتهينها قدام صاحباتها وتفضحها أنها تحب إياد .. ما كنت أدري أنهم راح يولعون بالمكتبة .. صدقيني يا خلود أنا مستحيل أضر جود .. يمكن
اكون حاسدتها على الخير اللي فيه بس وربي ما كنت قاصده اللي صار .. خلود ساعديني إذا حد عرف أنا راح انتهي
خلود تمتمت بتوتر : خلاص يا أماني هدي نفسك .. الظاهر أني لازم اسكت لأني انا بكون من ضمن اللعبة
اماني وعيناها تتسع : إيش قصدك
خلود : عبير وشجون مثل ما هددوك راح يهددوني .. عشان كذا الأفضل نسكت ونتكتم ع الموضوع ونعتبرها حادثة
اماني وهي تنظر إلى الدكتور إياد تمتمت بخوف : طيب دكتور إياد وجود أكيد راح يفضحوني
خلود : ما أعتقد .. أنتي بس هدي نفسك وخلي الموضوع هذا علي .. انتظريني هنا أنا بروح اشوف دكتور إياد
إياد وهو يضغط على يده بقوة : ولييييييييييييييييييييييه ما كأنهم طولوا .. أخاف يكون صاير فيها شيء
خالد وهو يضغط على كتفه : ما عليها إلا العافية إن شاء الله ..
خلود وقفت أمامه وتمتمت بتردد : هاه دكتور كيفها جود
إياد : والله لسة ما فيه أحد طلع .. ما بيدنا شيء غير نستنا .. وندعي لها
وماهي إلا لحظات حتى خرج صالح والكثير من الحزن يكسوا عينيه .. وهذا جعل الخوف يدب في قلوب الجميع
خلود وهي تتوجه إليه سريعا تمتمت بخوف : دكتور كيفها جود .. عسى ما صاير شيء بس ..!!
دكتور صالح : لا تطمنوا جود ما عليها إلا العافية .. بس من شدة ألدخان صابها أختناق وحلينا الموضوع
إياد : الحمد لله .. نقدر نشوفها ..
دكتور صالح : اكيد تقدرون بس يا ليت واحد واحد .. يلا عن إذنكم عندي شغل مهم وضروري أخلصه
خلود : دكتور إياد تقدر تشوفها انت بألأول .. انا راح أروح اطمن البنات
خالد : انا بعد راح أرجع الجامعة عشان أطمن الجميع .. وأحاول اعرف من ورا المشكله هذي
إياد وهو يأخذ نفس عميق : طيب يا خالد .. وأتمنى تطلع بنتيجة .. هذي أرواح بشر وما يصير نتلاعب فيها كذا
خلود بمجرد أن سمعت هذا الكلام أصابها التوتر وقررت الانسحاب بهدوء
خالد : تطمن إياد صدقني اليوم ولا بكرة راح ينكشف كل شيء .. يلا روح تطمن على جود وخلني أنا اطمن البقية
إياد : طيب خالد اللي تشوفه .. ثم توجه مباشرة إلى حيث توجد جود .. دخل بهدوء كانت جود تغط في سبات عميق
وبعض أثار الحريق تغطي خدها ملك القليل من الجراءة فأخرج منديلا فبداء بإزالة ذلك السواد
جود كانت تحت تأثير المهدئ فتحت عينيها ببطئ وتمتمت بابتسامة : إياد أنته بخير
إياد وهو يشعر بالسعادة لأن جود فتحت عينيها تمتم سريعا : إيه انا بخير دامك بخير ...... جود ليش سويتي كذا
تمتمت جود بتلك الكلمات ثم عادت لتغط في نوم عميق وهي غير واعية لما يحدث بعد ..
إياد شاهد بعض الخصلات متناثرة على عينيها فمد يده ثم أبعدها للوراء .. وهو يتأمل جود بتمعن شديد ..شعر ان هناك شيئا غريبا بداء يسري بجسده نبضات قلبه أصبحت متسارعة .. وجوده بقربها جعله يشعر بالتوتر .. حتى كاد يتأكد بأنه أحبها فعلا ... وقع في حب تلك الفتاة التي أغضبه عنادها .. ولكن سرعان ما ابعد هذه الأفكار من راسه وأعتبر أن كل ما يحدث له هو مجرد شعور بسيط ولا علاقة له بالحب .. قاطعه صوت أنين
إياد والخوف بداء يتملكه فوضع يده على رأس جود وتمتم بألم : جود فيه شيء يعورك ؟! إنتي بخير
جود وهي تأن بألم تمتمت لا شعوريا : إياد وينك .. إياد لا تخليني وتروح .. انا .. انا .. انا .. انا أحبك
أياد وعيناه تتسع : إيـــــــــــــــــــــش ..؟؟!!

/::\

فــــي المطــــــــــــــــار

ميساء تمتمت بحزن : يا الله مو مصدقة أنهم راحوا .. كثير ونسونا
بو سعد : هذي الدنيا يا بنيتي الأوقات الحلوه تمضي بسرعة
سعد وهو يطبع قبلة على رأس والدتة بعد ان شاهدها تبكي : يمه وش له لزمة هـ الدموع
أم سعد وهي تبكي بحرقه :أحس أني أشتقت لهم كثير .. ليتهم جلسوا كمان شوي
لمياء وهي تعانقها : مامي يا حبيبتي كلها كم شهر وبنروح نزورهم ما بيدنا شيء غير نصبر . إنتي لا تضيقي بنفسك
بو سعد : سعد قوم يا وليدي وودنا البيت جلستنا هنا ما من وراها فايدة الجماعة راحوا خلاص
ميساء تمتمت بحزن : بشتاق حق أروى كثير
لمياء تمتمت بصوت منخفض : بس بتشتاقي حق أروى ولا في شخص ثاني
ميساء تمتمت بدلع : بطلي هـ العيارة .. بعدني صغيره على هـ السوالف
لمياء : إيه صدقتك ههههه .. وما هي إلا لحظات حتى قاطعهم صوت جوالها فتمتمت بابتسامه هذي خلود خليني أشوف ايش عندها .. هلا خلود كيفك
خلود :إعذريني لمياء بس بغيتك تمري على أغراضي نسيتهم في الجامعة وما أضن برجع مره ثانية ما أقدر أخلي جود
لمياء تمتمت بخوف : خلود ترى كذا خوفتيني .!! إيش فيها جود عسى ما شر ؟!
خلود : سالفة طويلة عريضة .. أحكي لك عنها بعدين ..
لمياء : المهم طمنيني جود بخير
خلود : إيه ماشي حالها تعدت مرحلة الخطر ..
لمياء : خطر !! وش السالفة ؟!!
خلود : صارت حريقة بالجامعة وجود كانت موجوده هناك .. بس الحمد لله إياد اقدر يطلعها ويسعفها ..
لمياء بألم : وعسى ما حد تأذى
خلود : لا تطمني الحمد لله كل شيء عدى على خير ..
لمياء : الحمد لله .. خلود تعالي نسيت اقولك أني انا اليوم أجازه وما رحت الجامعة شوفي وحده من صحباتك
خلود : إيه أوكي مو مشكلة أشوفك
ميساء : إيش صاير لمياء عسى ما شر
لمياء وهي تأخذ نفس عميق : إيه هذي جود تركي اللي كلمتك عنها .. الظاهر صايرة عندها مشكلة ومنومة
أبو سعد بمجرد أن سمع أسم تركي وقف مذهولا مكانه وتمتم بخوف : لمياء إيش قلتي أسمها ؟!
لمياء بابتسامه: بابا إيش فيك أنته بعد لا يكون تعرفها
أبو سعد : تعرفي أسمها الثلاثي ............
لمياء : بصراحة ما أنتبهت كل اللي أعرفه أنه أسمها جود وابوها تركي وهو رجل أعمال معروف .. وقضى نص حياته بالسعودية .. يعني صار لهم 7 سنين من رجعوا .. هذا كل اللي أعرفة .. لا يكون تعرفها بابا
ام سعد تمتمت بصوت منخفض : بو سعد اللي يدور فبالي هو نفسه اللي يدور في بالك
بو سعد : بالضبط .. انا لازم أروح المستشفى وأعرف أسمها بالكامل
أم سعد : طيب إيش راح تقول للبنت
بو سعد وهو ينظر للمياء : لمياء إيش رايك تروحي تزوري صاحبتك انا بعد عندي صديق مريض وبمر عليه
لمياء : اوكي بابا انا موافقة
ميساء : بس أنا تعبانة وما أحب ريحة المستشفى رجعوني البيت وبعدها روحوا وين ما تبوا
سعد : ميساء ما راح يطولوا .. والبيت بعيد .. خلينا نروح المستشفى بالأول ولا تنسي نور ترجع اليوم
ميساء : خلاص عشان عيونك الحلوه بس أنا موافقة .. يلا خلونا نروح ..


/::\


بقي على إقلاع الطائرة دقائق بسيطة .. مهند كان ينظر إلى ساعته بدهشه .. شعر اليوم بأنها ثمينه .. لأنها ستبعده عن هذا المكان الذي لم يحبه بسبب وجود لمياء فيه .. كان يكره ضعفها ورقتها .. حاول أن يجعلها فتاه قوية ولكنه عجز عن ذلك .. لهذا بداء يكره شخصيتها ووجودها بقربة ..
أروى لم تفارق الابتسامة شفتاها .. فاهتمام سعد بها جعلها تشعر بأن لها قيمه .. فسرحت بكل ذكرياتها معه
أما أركان أخرج شيء صغيرا من جيبه .. وظل يتامله بحب .. كان عباره عن ساعه صغيره نحت بها أسمه ..
أغمض عينيه ليستعيد تلك الذكريات مع من عشقها وأدمن حبها ميساء ..
ميساء وهي تنظر إلى ما حولها تمتمت بسعاده : راكان أنته عن جد تجننننننننننننن .. سعد راح يفرح كثير
راكان : طيب يا حلوه إيش رايك ندخل لأن الموضوع راح يطول
ميساء تمتمت بابتسامه وهي تشده من يده دون وعي لتصرفاتها : أوكي يلا تعال ..
راكان شعر بالسعادة تتغلغل من يده لتصل إلى باقي جسده وقف مكانه مذهولا ولم يستطع أن يتقدم خطوه واحده
ميساء وهي تعقد حاجبيها تمتمت بتعجب : بتدخل معاي ولا إيش سالفتك بالضبط ..
راكان تمتم بتوتر : إيه أكيد ..
قضى راكان وميساء في المحل حوالي ساعه .. طلبت من الصائغ تجهيز ما طلبته على أن ينتهي منه بسرعه .. وافق الصائغ على طلبها بعد ان أخبرته بأنه موضوع ملح ومهم .. وطلب منها الأنتظار لأيام بسيطة فقط ..
بعد مرور هذه الأيام كانت ميساء تريد أن تشكر راكان على فكرته التي أذهلتها فابتاعت له ساعه صغيرة من فضه بعد أن طلبت أن يحفر بداخلها أسم ( راكانوه ) .. وضعتها في مغلف صغير ثم دستها في حقيبة سفره .. ووضعت بجانبها رسالة صغيره تخبره فيها عن مدى سعادتها بأنها تمتلك أبن خالة مثله وهذه الهدية هي عربون شكر له ..
راكان لم يعلم بموضوع الهدية إلا بعد ساعات بسيطة من رحيلة .. لهذا قرر أن يضع لها هي الأخرى ذكرى راكان مهندس ويحب النحت كثيرا .. توجه إلى أقرب محل نحت فأخذ مجسم ونحت عليه دب صغير وكتب اسفله أنا لمياء المرجوجة .. ووضع بين قوسين عبارة (( أبو الشباب )) .. وضعها في كيس ثم طلب من أروى أن تدسها في غرفتها
فتح عينيه ببطء وتمتم بخوف : يا ترى هديتي راح تعجبك يا ميساء ؟!!


/::\


وفي مكان أخر كانت تنتظر هناك بخوف ..
نور : يا الله لو طلعت حامل كل اموري راح تنحل .. الولد هذا راح يكون فعلا ثمرة حب .. وراح أدبر خطة وأتخلص من سعد .. كذا ما راح يكون له عذر ورقة طلاقي بتكون عندي وفوق كل هذا أنا حامل بولده بس أن شاء الله اكون حامل
قاطعها صوت من بعيد : نووووووووووور
نور وهي تتجه نحو الصوت بخطوات متسارعة تمتمت بخوف : هاه ريم بشري عسى النتيجة مو سلبية
ريم تمتمت بسعادة : لا تطمني مبروك إنتي حامل
نور والدموع تتساقط من عينيها لا إراديا : انا حامل ما أصدق
ريم قاطعتها بابتسامة : إنتي حامل وأضن هـ الخبر راح يفرح سعد كثير .. تستاهلون كل خير
نور بمجرد أن ذكر اسم سعد شعرت بالضيق فتمتمت بينها وبين نفسها : لا هـ الولد مو لسعد هذا بالنسبة لي ذهب .. لا مو ذهب جوهرة راح أستغلها عشان أحقق كل اللي في بالي .. سعد مو لازم يعرف بموضوع حملي .. لازم أتصرف بسرعة واتطلق منه قبل ما تكبر بطني .. الحين جاء وقت الجد يا سعد .. أنا من حقي أعيش سعيدة حالي حال الناس
ريم وهي تقطع لها حبل أفكارها : نور وين سرحتي ؟!!
نور قاطعتها بجدية : سمعي يا ريم هـ الخبر ابيه يتم بيني وبينك سعد يمكن يجي هنا فأي لحظة ..ما ابيك تعلميه بشيء
ريم تمتمت وهي تضحك : اه تبي تكون للبشارة من نصيبك .. طيب ما يصير خاطرك إلا طيب أخليك انا الحين
نور وهي تمسح على بطنها : لا تزعل مني طيب لأني راح استغلك كثير .. بس بكره تفهم أنه كل هذا عشانك


/::\

المملــكة العربيــــــــة السعودية

//
\\
أنهت نجود امتحانها وكانت سعيدة بما قدمته .. قررت أن تحتسي كوب شاي لتبعد بعض من الأرق الذي سيطر عليها
شاهدتها سندس من بعيد ثم توجهت نحوها بخطوات ثابته وتمتمت بابتسامه : نجود إنتي هنا كيفك ؟!!
نجود بمجرد أن شاهدت سندس توترت ..عرفت بأن وجودها قريبة منها سيجر عليها مصائب كثيره .. فاكتفت بالسكوت
سندس قاطعتها بجدية : نجود إيش فيك ؟!! اممممم الظاهر ما حليتي زين بامتحان اليوم
نجود وهي تهز رأسها بالموافقة : إيه بالضبط .. يمكن لأني ما درست زين حسيت الامتحان صعب شوي
سندس قاطعتها بسخرية : إيه الله يكون بعونك .. أجل أنا بصراحه بدعت .. مسكين رائد ما قصر طول الليل وهو ساهر معي .. لا ووصاني بعد إذا ما فهمت إي جزء أتصل عليه على طول وراح يوضح لي الصورة .. ياااه أنا كثير محظوظة بواحد مثل رائد .. يلا وش أريد أكثر من كذا.. رجال يحبني ويقدسني لا وتهمه مصلحتي أكثر من نفسه .. يا لبى قلبه
نجود ضغطت بقوة على مجموعة الكتب التي كانت تحملها وتمتمت بابتسامه وهي تحاول أن تخفي قهرها :الله يسعدكم
سندس قاطعتها بحماس : لا وأزيدك من الشعر بيت .. امس طول الليل ما نام بس لأنه خذ لي عطر وانكسر عليه
نجود ظلت تحدق بها باستغراب وهي غير قادرة على التفوه بأي كلمة
سندس قاطعتها بسعادة : طيب أسأليني ليش .؟! ووش سالفة العطر ؟!!
نجود وهي تبلع ريقها تمتمت بصوت منخفض : إيه قولي أسمعك ..
سندس وهي تضحك بصوت مرتفع : أنا أقولك .. طبعا أمس أتصلت برائد ولا رد علي وبعدها أنا عصبت ورسلت له رسالة تبين له قدرة .. وعاد رائد ما تحمل زعلي وعلى طول راح وأشترى زجاجة عطر من أفخم العطور الفرنسية .. يلا لو انك ما تعرفين شيء عن العطور بس مو مشكلة بكرة أجيب لك واحد لا سافرت فرنسا مع حبيبي رائد .. المهم اكملك السالفة .. زجاجة العطر أنكسرت وظل طول اليوم يعتذر مني ووعدني يجيبلي بدال الزجاجة عشر .. صدق رومنسي .. نجود يحق لي أتغلى عليه صح .. وبعدين أنا راح أصير زوجته يعني طبيعي يدللني وادللـه ولا أنا غلطانة
نجود وشفتاها ترتعش تمتمت وهي تحاول ان تخفي حزنها وغيضها : أيه الله يوفقكم رائد طيب ويستاهل وحده مثلك
سندس قاطعتها بغنج : لا والصبح لما صحيت صحيت على صوته وهو يغني لي (( أنا أحب غيرك ))
نجود أتسعت عيناها وتمتمت لا شعوريا : يحب غيرك ...........؟؟!!
سندس وهي تنظر إلى تحركات نجود بتمعن تمتمت بسخرية : إيه أنا مثلك بس لما سمعت تكملة الأغنية أرتحت
نجود وهي تضع يدها على كوب الشاي تمتمت بخوف : تكمله ؟!!
سندس : إيه .. طبيعي كل أغنية ولها تكملة .. وبدأت سندس تترنم بالأغنية
انا أحب غيرك ؟!! أنا أحب غيرك ؟!! وش فيني أنجنيت ؟!
نجود لم تتحمل كل ما تسمعه .. يداها أصبحت ترتعش حاولت ابعادها عن كوب الشاي دون أن تحدث أي ضجة ولكن كل ذلك خانها فانسكب كوب الشاي على الطاولة .. وهذا ما جعلها تقف مذهولة وهي تحاول ان تبعد كتبها
سندس وهي تنظر إليها بنظرة فيها من الحنكة الكثير : نجود إيش فيك عسى ما شر ..
نجود وهي تتناول منديلا قريبا وتمسح ما سكبته تمتمت بهدوء : لا ما فيه شيء .. تناولت كتبها وقررت الانسحاب .. سرعان ما تورات أنظارها عن سندس ارتسمت دمعه على خدها وتمتمت بغضب : رائد انت أغبى انسان شفته بحياتي .. إيه يا رائد أنته غبي .. غبي لأنك ما شفت شكثر أنا أحبك .. وفضلت حب سندس على حبي لك .. غبي لأنك ما حسيت بالمشاعر اللي بدت تكبر فيني يوم عن يوم وانا قريبة منك .. غبي لأنك عاهدتني تحميني من جور الزمن وغدره وتركتني في نص الطريق .. رائد انا اكرهك
أكرهك كثر ما تحب سندس .. أكرهك كثر ما خليتها تكبر بعينك يوم عن يوم .. اكرهك لأنك فضلتها علي أكرهك ..
سندس كانت تنظر إلى نجود من بعيد وهي تهرول بخطواتها وتكاد ان تتعثر في أحيان كثيره .. ابتسمت ابتسامه صفراء ثم تمتمت بسعاده : راح أخليك تكرهين رائد يا نجود .. راح اضغط عليك عشان تبعدي عن طريقنا وتخليني أرتاح من التفكير .. راح اسوي كل اللي اقدر عليه لحد ما أمسح رائد من قلبك .. راح أخلي حبك له يتحول لكره
ميس كانت تبحث عن نجود من مكان لأخر لتراجع معها أجوبة الامتحان .. بحثت عنها كثيرا ولكن لم تجدها .. ظلت تقلب عينيها يمنه ويسرى حتى شاهدت جدارا يخرج منه ظلا صغيرا فتوقعت أنها نجود فتوجهت نحوها
نجود وهي تبكي بحرقة : ليش يا رائد ليش ؟!! انا الغبية لأني حبيتك . انا الغبية لأني خليت العلاقة بيني وبينك تتجاوز الاخوة .. بس رائد انا خايفة كثير .. باقي اسبوع وتخلص اختباراتي وامي راح تزوجني من رجال قد جدي .. رائد تعال وخلصني من كل هذا .. تعال وصحيني من هـ الحلم المزعج نفس لما كنت صغيرة واخاف من شيء احصلك واقف على راسي وتعلمني ان هذا حلم وراح ينتهي بسرعة .. .تكفى تعال وخلصني
أمتدت لها يد ناعمه ومسحت على كتفها بهدوء
نجود أغمضت عينيها وظلت تدعوا بصمت ان يكون من يقف خلفها هو رائد .. ولكنها أدركت أخيرا بأنها في الجامعة
ولا مكان لرائد بين أرجائها فتحت عينيها سريعا .. ومسحت الدموع المتساقطة على خديها وهمت بالنهوض ..
ميس وهي تقف أمامها : نجود إيش فيك عسى ما شر .........؟!!
نجود شعرت للحظة بان الدنيا اصبحت سوداء في عينيها وكادت أن تسقط ولكنها أستندت على جذع الشجرة
ميس والكثير من الخوف يتملكها : نجود إيش فيك ؟!! وش له عيونك حمراء كذا .. تكلمي لا تسكتي
نجود وهي تضع يدها على رأسها تمتمت بتعب : ميس تكفين خليني لحالي ...
ميس تمتمت بغضب : كيف تبيني أخليك شوفي حالتك وبعدها تكلمي ..!
نجود ضغطة على يدها بقوة وتمتمت بغضب : أنتي قلتيها هذي حالتي وانا حره فيها ممكن تتركيني الحين
ميس وعيناها تتسع تمتمت بذهول : نجود من جدك
كان الكثير من الألم يعصر ذلك القلب الصغير .. لم ترد أن تبدوا ضعيفة أمام ميس .. شعرت بأنها ضعيفة .. مكسورة . مشتتة .. كل شيء أنتهى بالنسبة لديها .. ظلت تمشي بخطوات ثابته .. همها جعلها تنسى وجود ميس قربها
ميس ودمعه رسمت على خدها : الصبح كانت فرحانه كثير إيش اللي تغير .............
سندس وهي تحضنها من خلفها : بوووووووووووووووووم مفاجئة
ميس مسحت دموعها بسرعه ثم تمتمت بسعاده : زوجة أخوي هنا .. يا مرحبا يا مرحبا
سندس : ايش تسوي هنا ؟!!
ميس : أدور على نجود .. بس ما لقيتها كان الارض انشقت وبلعتها
سندس :إيه شفتها من ساعه كانت ما على بعضها .. وبصراحه كلمتها و ما كلمتني .. عشان كذا سالت وحده من صاحباتها وعلمتني أنه الأمتحان كان صعب ونجود ما حلت إلا كم سؤال وهذا راح ياثر على معدلها
ميس : لا مستحيل .. الظاهر أنك ناسية أنه نجود اشطر بنت في الجروب
سندس تمتمت بغضب : والله هذا اللي صار .. مو حابة تصدقي بكيفك ..! عن إذنك
ميس وهي تطلق زفره : آآآآآآآآآآآآآه يا نجود دامك شفتي سندس أكيد قالت لك شيء يغثك .. لحد متى بس لحد متى ؟!!


/::\


شعر وكانه في كرة مجوفة .. كره لا يوجد بداخلها سوى الظلام .. شعر بالاختناق من هذا الوضع ففتح عيناه بسرعه
مالك شعر بالسعادة لأنه استعاد وعيه : عمي تركي أنته بخير
تركي وهو يمسح على رقبته : ما أدري يا مالك بس حاس بألم هنا .. مو قادر أتنفس
رائد قاطعه بابتسامه : لا تخاف الألم اللي حاس فيه سببه الغده وأنا وصفت لك كم حبه راح تساعدك .. بس هاه من اليوم ورايح ما ابيك تتعب نفسك .. والحين ممكن اقيس ضغطك عشان نتطمن أنه ما راح تصير مضاعفات
تركي وهو يمد بيده اليسرى تمتم بحزن : آآآآه وش اللي بقالي عشان أفرح وأنبسط فيه .. حياتي عبارة عن كابوس
رائد قاطعه بحب : لا يا عم تركي أنته توك شباب واللي يشوفك يقول انك اصغر عني .. لا تبالغ
تركي وضع يده الاخرى على صدره وتمتم بحزن : بس لا مرض هذا وش الفايدة في الشباب
رائد : يا عمي الدنيا كلها ابتلاء .. وكل شيء ترى باجره أهم شيء لا تتعب نفسك
تركي وهو يطلق زفره صادرة من أعماق صدرة : انا لله وأنا إليه راجعون .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
رائد تمتم بابتسامه : إيه كذا .. خلك متفائل والدنيا راح تنبسط لك .. أهم شيء التشائم ممنوع .. وهذا الضغط رجع طبيعي .. وظل يقلب يديه يمنه ويسرى وتمتم بسعادة .. ما شاء الله دبت الحيويه
ابتسم تركي ابتسامه صغيره .. شعر ان اسلوب رائد سلس لهذا أحبه سريعا
رائد وهو يقلب يده يمنى ويسرى شاهد شيئا غريبا .. فاتسعت عيناه فجأة وتمتم بذهول إيش هذا
تركي وهو ينظر إلى يده تمتم بابتسامه : هذا رمز العائلة .. يعني شيء وراثي تناقلناه من جيل لجيل
رائد سرح بفكرة لبعيد كان عمر نجود أنذاك ثمانية أعوام.. وكان قد اشترى لها فستان العيد فارتدته
رائد : الله نجود صايره حلوه كثيره
نجود وهي تطبع قبلة في خده : شكرا رائد . بكرة راح اكبر واشتري لك انا بعد
رائد وهو يضحك : هههه بتشتريلي فستان ؟!!
نجود : لا بشتري لك كورة .. أنت تحب الكورة كثير
رائد وهو يشدها من يدها ويطبع قبلة على خدها : تسلمي حبيبتي .. ولمح شيئا غريبا في يدها وتمتم بابتسامه : نجود إيش هذا
نجود تمتمت ببراءة : هذي كورة وهذي كوره وهذي كورة .. بكرة اكبر وأعطيك وحده منهم .. تمتمت بهذه الكلمات ثم أنطقلت وانضمت بين صفوف الأطفال الذي كانوا يحتفلون بصباح العيد .. ويتلقون الهدايا من الجميع
تركي وهو يقطع له حبل أفكارة : هاه لحد وين وصلت ؟؟؟؟!!
رائد وهو ينظر إلى تلك العلامة بتمعن .. كانت شبيهه تماما بتلك العلامة التي تحملها نجود تمتم بذهول بداخلة : معقولة تكون نجود بــنــته .................................................. .........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!
جرح آخر آنطوى .. ولكن ترك خلفه آلكثير ..
احداث قد تغير مجرى الرواية بالكامل
ما مصير البعض بعد ما انكشفت له بعض الأسرار
وما حال من امتلاء قلبه بالهموم
اسئلة كثيرة واحداث جديدة ترقبوها السبت المقبل ..
وإلى ذلك الحين اترككم في حفظ الله ورعايته
ولا تنسوني من دعائكم والدعاء لوالدي بالرحمة والمغفرة .. وعسى الله يان يبلغنا رمضان ونحن في أتم الصحة
ملاحظة مهمه ..
وقت تنزيل البارت لن يكون بعد صلاة المغرب .. ربما على الساعة الحادية عشر ..
وكل عام والجميع بخير
ودي
kesat 3thab
الجــــ جروح من عبق الماضي ــزء الســابــعـ, عشـــــــــرkesat 3thab

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات