رواية احلامي المزعجة -37
شعر بغضب فعلي من وصفها لآخوه باللطف والمرح ليتذكر انه السبب بأذية يوسف ، لا ينكر احساسه بالذنب اتجاه اخاه
فهو السبب الرئيسي لأذيته ، ولولا العداوة القائمة بينه وبين معتز لكان يوسف ينعم بحياة طبيعية ، كان تزوج ممن احبها واستقر معها ، لم يكن ليتزوج بهذه الطريقة دون علمهم
ردد عقله انت السبب ياسين لا تنكر ، تحمل نتيجة افعالك ولكني لم افعل شيء والي الان لا اعلم سبب العداوة التي بيني وبين معتز ، تذكر اول مرة قابل بها معتز بعد وفاة حنان ،كان ذاهب ليعزي السيد عبد العزيز وراه هناك
تقدم منه بهدوء وهو يربت على كتفه : البقاء لله معتز ،
اعلم ان مصابك غال ولكنه قضاء الله وقدره
رفع عينيه اليه لا ينكر دهشته من نظرة معتز التي تملئها الكره ليجز الاخر على اسنانه ويقفز واقفا ويلكم وجهه بعنف
شعر بصدمة عنيفة من اللكمة حاول استعادة توازنه ليلكمه معتز مرة اخرى شعر بالغضب يتصاعد براسه لتبدا مشاجرة عنيفة بينهما ، لم يستطع احد ان يفكهما عن بعض
ولكن ياسين تفوق عليه فبنية معتز الجسدية ضعيفة طوق ياسين عنق معتز بذراعه بقوة
ليقف ياسر بوجهه : اتركه ياسين هل جننتم ،ماذا تفعلون ؟
رماه بعيدا عنه ووضع يده على انفه الذي يسيل منه الدم بغزاره : لا اعلم ،اساله انه مجنون لكمني دون سبب
نظر معتز اليه بكره وهو يحاول ان يقف على قدميه ويمسك ذراعه بألم : ايها الخائن الحقير ، انت السبب بوفاتها فلولا خيانتك لي لكانت تحيا الان
هم بالرد عليه ليسكتهم صوت السيد عبد العزيز بحزم
__ اصمتا انتما الاثنان ، لا اريد سماع أي شيء ، لم تحترما وجودي ، ولم تحترما الظرف الذي نمر به
انصرفا من فضلكما وكفانا ما اتي من وراءكم
هزته برقه لينتفض من ذكرياته : ياسين ما بك ؟ انا اتكلم معك
هز راسه بضعف : لا شيء ، سرحت قليلا
انتظريني حتى انهي اجراءات خروج يوسف ونعود الي المنزل
********************
__ اهلا محمد ، لا سأعود بعد غد ان شاء الهه
كيف ذلك ، ولكن موعد السداد بعد عشرون يوما
لا طبعا انا اسدد القرض شهريا ولم أتأخر ولا مرة
غريب ، لا اعلم ، سأراجع الاوراق التي بحوزتي عندما اعود ، اسمعني جيدا ، اريد ان ترفع لي قضية اطالب بها بورثي من ابي اعلم اني تأخرت في هذا الامر ولكني احتاج الي ورثي الان ، شكرا محمد وانا سأذهب الي البنك لأرى ما يمكنني فعله
لف ليجدها واقفه امامه تبتسم فتح لها ذراعيه لتتسع ابتسامتها وتتقدم ناحيته شدها اليه قبل ان تقترب منه واحتضنها وقفت تنظر من الشرفة الي البحر بتموجاته الزرقاء ليسند راسه على كتفها
__ ها حبيبتي ، سعيدة بالرحلة
__ الحمد لله انها اسعد اوقات حياتي
__ تريدين الخروج ام نمضي سهرتنا هنا
__ لا انا اشعر بالتعب قليلا ، لنمضي سهرتنا هنا
سألها بلهفة : ما بك ؟
ابتسمت : لا شيء عمر ، معدتي تؤلمني قليلا من الواضح اني اصبت بالبرد
__ حسنا ، هيا بنا الي الداخل ، حتى لا تمرضي فعلا
*****************
وصلوا الي القصر ليسند ياسين يوسف ويدخل به
دلفوا جميعا لتنتفض السيدة نواره من رؤيتهم وتتقدم منهم سريعا : ماذا حدث ؟ ماذا اصابك حبيبي ؟
ابتسم يوسف : لا شيء امي ، أتدلل عليكم فقط لأعلم مدى حبك لي وهل انا ما زلت اخر العنقود ام اخذتي مني اللقب
نظرت له بعتب : انت الغالي حبيبي مهما فعلت
صاح ياسين : يا سلام ، لأنه مريض يأخذ لقبي ، كفاه انه اخر العنقود
وصل يوسف بمساعدة ياسين الي الاريكة ليجلس عليها
__ يا اخي انا مريض ، ترفق بي وتنازل عن لقبك حتى اشفى
رد ياسين بصدق : بل اتنازل لك عن عمري لو احببت يوسف
ابتسم يوسف بامتنان : اعلم اخي ، الله لا يحرمني منك
قطع جو المودة الرائع الذي يحيط بهم صوتها بنبرته الباردة
__ ماذا حدث لك يوسف ؟
التفت اليها ياسين : لا شيء ، تعرض الي حادث
لفت عيناها : حادث سيارة اليس كذلك ؟
هز راسه ياسين ايجابا لتكمل هي بكره ونظراتها مثبته على
انجي : اذن اخاك العزيز قرر التخلص منه ، لأنه تزوجك
وما الجديد انه مجرم ، وليس اول مرة يكون سببا بموت احدهم
صاح يوسف غاضبا: اصمتي نادين ، لا نريد تفاعلك اليوم
ولن تفرق معك اذا مت او عشت فانت لا تشعرين اساسا
جزت على اسنانها لترفع راسها بكبرياء وتغادرهم بصمت
نظر له ياسين وقال بقوة : لا تتكلم معها بتلك الطريقة ثانية
فهي تخفي مشاعرها وثورتها على زوجتك بسبب خوفها عليك ليس الا
رد يوسف بخجل : سأعتذر منها ،ولكن غضبت منها ياسين اليس لي احترام حتى لو تكره انجي او لا تحبها تتعامل معها جيدا لأجل خاطري
انحنى على اخاه وقال بصوت منخفض : انت تعلم جيدا ان معتز هو من وراء الحادث
خفض يوسف بصره ليكمل ياسين : اذن انت متأكد يوسف
هلا تقص لي ما حدث ؟
__ لا شيء ياسين المهم اني سالما ، ارجوك توقف عن التكلم في هذا الموضوع لا اريد ان تضطرب انجي ويذهب ابني الذي انتظره بفارغ الصبر نتيجة حماقة معتز
__ حسنا لأجلك فقط يوسف
**********************
دخلت الي جناحها الفارغ وهي تشعر بجرح كبير من كلام يوسف ، انا لأشعر كيف يتهمني بمثل هذا الاتهام الا يشعروا جميعا كيف احبهم ام عمت عيونهم عن حبي المتدفق ناحيتهم
تذكرت مقولة حنان لها ان لا احد يشغل راسه بها وبما تريده
فهي غير مرئية بالنسبة اليهم جميعا
شعرت بقلبها يتمزق وهي تتقدم ناحية المرآه وتنظر الي نفسها ، نعم كانت غير مرئية لهم جميعا حتى اخاها
رغم انها جميلة ولكن لم تكن بجمال حنان هذه الفتاه اليتيمة ابنة اخت السيد عبد العزيز ، توفى والديها بحريق اشتعل بمنزلهم لتنجو منه الطفلة التي كانت تقضي ليلتها عند جدتها وخالها الغير متزوج ، ليقيم الخال مقام الام والاب حتى عندما تزوج ، رحبت زوجته بها وعاملتها افضل من اولادها فلم يرزقها الله الا ولدا وحيدا وبعد سنوات كثيرة من عدم الانجاب فكانت حنان ابنتهم الكبرى الدلوعة ، التي تجاب لها طلباتها مهما كانت
حتى امها نوارة هانم كانت تحنو عليها بشكل مستفز لنادين ، وكانت تنصف حنان في كل الاحوال عليها ، وعندما تتذمر نادين تقول لها انها يتيمة نادين لا تنعم بحنان الاب وعطف الام مثلك
سخرت وهي تتذكر لم ارى بحياتي عطف الام لأنك امي كنت تتدخرينه لياسين الغالي وحنان اليتيمة
ثم لن تنسى ابدا صدمتها القاسية يوم اصرت حنان به ان تأخذ هدية والدها التي اهدها لها يوم نجاحها بالشهادة الاعدادية فأعطها لها ياسين غصبا عنها ، نعم اتى لنادين بهدية افضل منها واغلى لكنها كانت تريد هدية والدها
ومنها شعرت بتبرم من الجميع لماذا يفضلون تلك الغريبة عليها ؟ ما بها لتجذب الجميع اليها بهذا الشكل ؟
وعند وصولهم لآخر المرحلة الثانوية شعرت ان الثلاثي المقرب اليها يحوم حول حنان بشكل ملفت للنظر ياسين يجيب طلباتها ومعتز يتفنن في اسعادها ورفقتها اينما تريد واحمد يحب ان يتكلم معها ويمزح كعادته المفضلة لتسالها بحسن نية ما الامر بينها وبينهم لتجيب بغرور جميعهم معجبون بي ندى وهذا امر طبيعي هل تتخيلين ان احد منهم سيلتفت اليك ، لا تحلمي ندى بما لا طاقة لكي به لتهمس بفحيح : هل تتخيلي ندى ان احمد من تهيمين به حبا سيلتفت اليك ويتركني انا ، انه حلم جميل كفاك ان تحلمي به فهو يحبني انا ويريد ان يتزوجني
شعرت بالصدمة تسيطر عليها من وضوح مشاعرها لترد ببرود لا تعلم من اين اتى : من قال لكي اني افكر في احمد انه ابن عمي واخ لي كياسين بالضبط ، هل جننت انا واحمد تربينا معا ونشائنا كالأخوة ، ولكن اخبريني حنان من المفضل لك من بينهم
ردت الاخرى بتعالي : من يليق بي طبعا ياسين ، ولكني افضل رفقة معتز فهو مرح ليس ثقيلا كياسين ثم انه يلمح لي بمشاعره و احيانا يصرح ولكني ادعى عدم المعرفة ، لكن احمد لا افكر به اطلاقا
نظرت لها مصدومة : انا لا اصدق انك تفكرين بمثل هذه الطريقة ، من منهما تحبينه
ردت بلا مبالاة : لا احد ، لا هذا ولا ذاك ، بل ارى من الانسب ، والانسب لي ليليق على جمالي ونكون متفردين لا احد مثلنا هو ياسين ، هو الاغنى والاجمل و لكن معتز لا بأس به ، فاذا لم يقترب ياسين اكثر من ذلك فمعتز موجود ومنتظر اشارتي ، واذا تقدم الي ياسين بالطبع سأوافق
شعرت انها ستهوى مغشيا عليها من حقارة هذه الحنان التي لا يعلم عنها احد وكل ما فكرت به ان تنقذ اخاها من براثن تلك الوضيعة التي لا تعلم الحب بل تتلاعب بهم كما تريد وفعلا اخبرت ياسين ليصفعها بقوة على اتهامها لحنان بانها تلعب عليهم جميعا ولا تحب احدا منهم يومها عنفها بشده وقال ان هذا الكلام لا يخرج من فتاه متربية مثلها
وانها تشوه سمعتها من اجل الغيرة عليه لا اكثر
لتنقلب هي الاخرى لشخصية جديدة غلفت نفسها ببرود المشاعر وانعدام الاحاسيس لتخرج شخصية جديدة غير الشمس المشرقة كما كان يلقبها احمد
تنهدت وهي تتذكر احمد وكيف كانت تقضي برفقته احلى اوقاتها لتبتسم بحب عندما تذكرت خفقات قلبها له ولكن هي من دفنت تلك الخفقات عندما علمت من حنان انه يحبها ويريد الزواج منها ولكن ما قهرها حقا انه تقدم الي خطبتها بعدما وافقت حنان على معتز وتزوجا بسرعة عجيبة
تعجبت منها نادين رفضت طبعا عرضه للزواج بسبب انها لن تستطيع ازاحة حنان من طريقها وستظل عائقا امامها
لتصر امها على الخطبة وتستنجد بياسين الذي يرغمها على الموافقة ، كان ذلك بعد ان مضى ياسين في سفره الي الخارج لإكمال دراسته هو وياسر اربع سنوات كانت اكملت بها دراستها ، لم تقوى على الوقوف بوجه ياسين لتوافق على مضض ولكن ترفض فكرة السفر مع احمد الان
عقدت قرانها وهي تشعر بالحاجز النفسي بينها وبين زوجها يزيد فتؤجل الزواج سنة بعد اخرى لينهى ياسين دراسته
ويعود وينقلب كل شيء كما كان فالسيدة حنان عادت الي طبيعتها في التقرب الي ياسين وبالتبعية الي احمد اوقات تواجده بمصر لتشعر هي بالكره والنفور منهما كيف لا يلاحظان ما تفعله ، لتشعر هي بمشاعر معتز وغيرته كيف لا تشعر فهما الاثنان متساويان كلا منهما يدق قلبه الي حبيب مشغول باخر ، تذكرت الحديث الذي دار بينها وبين معتز
في احد الايام كان يسهران بإحدى النوادي الليلية وكان واضح عليه الغاضب من رقص زوجته مع ياسين
سالته بهدوء :ما بك معتز ؟ هل يوجد شيء يضايقك؟
__ أيعجبك ، ما يحدث ندى ، انها تستفزني بكل الطرق
__ انت السبب معتز غيرتك عمياء وتضيق عليها الخناق اكثر من اللازم ، اترك لها مساحة من الحرية
__ احبها ندى ، وهي تعلم ذلك جيدا وانت ايضا
نظرت له بطرف عينها : تحبها معتز ،هل من يحب يخون وكل ليلية من واحدة لأخرى ، لا تكذب على نفسك معتز فانت لم تحبها يوما كانت لك هدف بعيد المنال وحصلت عليه وكأي طفل مدلل عندما حصل على لعبته رمى بها من النافذة عندما اشبع رغبته
قال بسرعة وتهور : لا والله ، فانا حصلت عليها من قبل الزواج ولكني صممت على الزواج منها على الرغم من رفضها
اتسعت عيناها على اثر الصدمة : نعم ، ما الذي تقوله معتز؟
شعر بالإحراج ليفضفض معها ولما لا فهي صديقته المقربة
__ نعم انا وحنان كانت بيننا علاقة من قبل الزواج انت تعلمين انني احبها وهي تحبني فحدث بيننا خطا صغير ولكن الان انها زوجتي وهذا الخطأ كانه لم يكن
ابتسمت وهي تعلم الان لماذا غيرت حنان هانم مخططها من ياسين وحولته الي معتز ، اذن الخطأ البسيط الذي يتكلم عنه معتز وضعها بمأزق ولكن زواجها من معتز انهى هذا المأزق ، ليعود ياسين ويعود مخططها للزواج من ياسين
ومع خيانة معتز المتكررة لها عندها سبب وجيه للطلاق منه والزواج من اخيها العزيز الذي من المؤكد ينتظر اشارتها فهو منذ عودته يأتي ويذهب معها كيفما تريد هي
شعرت بالقلق على اخيها وعلى معتز ايضا لتمتم بهدوء
__ معتز اسمعني جيدا ، لا تدع ياسين يقترب منها اكثر من ذلك ، اذا كنت تريد زوجتك تظل معك ابعدها عن ياسين
وابعد ياسين عنكما هذه الايام ، ولا تجعله يقترب منها ابدا
وحاول ان تخلص لها هذه الفترة حتى لا تنتهزها فرصة هي الاخرى لتذهب الي احد اخر
حسن النية هو ما سيطر عليها لتخبره بهذا الكلام الغبي
الذي فهمه معتز بشكل اخر ليشك بزوجته وانها تخونه كما يخونها لتحدث المشاجرة بينهما وتتوفى حنان على اثرها
لن تنسى ابدا يوم ان اقتحم معتز العزاء وهو يمسك ذراعه بألم ويصيح بها اخبري السيد عبد العزيز بما قلتيه لي
اليس اخاك المحترم هو من تسبب بما نحن فيه اليس هو من ضحك على زوجتي وخانني معها نظرت له بصدمة لتغادر العزاء راكضه دون سماع البقية ، وهي لا تتخيل انه يتهم ياسين بهذا الاتهام البشع ، ولكن ماذا تفعل فخياله المريض صور له اشياء لم تحدث اطلاقا
ويومها قررت ان تحول زواجها الصوري الي زواج فعلي ستبتعد عن كل شيء وتذهب الي اخر الدنيا مع حبيبها الذي يحب امرأة اخرى غيرها ولكنها تحبه ، ماذا ستفعلين نادين ، لنستخدم رداء البرود فهو ممتاز في مثل هذه المواقف
انتبهت عليه واقف خلفها ويقول بصدمة : انت تبكين ، لماذا حبيبتي ، حدث شيء وانا بالخارج ام تبكين بسبب حادث يوسف
مسحت دموعها المنهمرة غصبا من ذكرياتها المريرة
لتقول ببرود : انا متعبة واريد النوم ، من فضلك اتركني انام
زفر بضيق منها ليخرج ويغلق الباب خلفه لتنهمر دموعها مرة اخرى بصمت
دخل الي بيته وهو يشعر براحة عجيبة تتملكه كعادته عندما يدخل الي البيت ولما لا فالبيت به كل شيء يتمناه بل هو محسود على ما يمتلكه زوجة جميلة يحبها وابنة رائعة الجمال كأمها والصفات كعمتها الغالية علياء
نعم هي تشبه علياء بتصرفاتها طيبتها ومرحها والشقاوة التي تطل من عينيها تذكره بها ، ابتسم وهو يتذكر اخته الحبيبة
ويتمنى لها السعادة ، ادار بعينيه في البيت ليتعجب من سكونه تحرك ليبحث عن زوجته وابنته بهدوء
فتح غرفة جنى ليجدها نائمة ابتسم واقترب منها مقبلا جبينها ودثرها جيدا بالغطاء
ليتوجه الي غرفة نومه اقترب ليسمع صوت ضحكاتها
ليتعجب نظر الي ساعته ليجدها الحادية عشر تساءل مع من تتكلم الان ارهف سمعه ولا يعلم لماذا ليسمعها تقول بسعادة
__ لا تتخيلي منظره وهو غاضب وعيناه محمرتان وهذه المفعوصه تصرخ طلقني ، لا اريد ان اتزوجك
بردت ناري بغبائها ، وعلى الرغم اني كنت اخطط لتحدث مشاجرة فعلية بينهما الا ان غبائها تحكم بها ووفر علي الكثير
صمتت لتكمل : لا خلاص هذه الصفحة طويتها من حياتي
فكرامتي ردت الي بعد ما بعثرت كرامته عليا الغالية
شعر بصدمة عمره وهو يستمع الي كلامها لم يكن يتخيل انها تنظر الي صديقه وزوج اخته ، لم يكن يريد تصديق ما يسمعه واراد ان يتخيل انها تحكي عن شيئا اخر غير هذا ولكن تصريحها باسم اخته محى كل التخيلات ليتركه اما حقيقة عارية بشعة التكوين والخلقة ، فتح الباب بعنف
لتبتسم له كعادتها اغلقت الهاتف وهي تنظر اليه متعجبة من مظهره ، ليقترب منها بهدوء قاتل ويجلس على الفراش
__ مع من كنت تتكلمين ؟
ابتسمت وقامت لتاتي له بملابسه كالعادة : انها سماح حبيبي
نطق بقوة : ولماذا تحكين لها عن مشكلة علياء مع زوجها
وقعت الملابس من يدها لتقول بارتباك : لا لم احكي لها عن شئ
قفز واقفا امامها ليهوي بيده صافعا اياها : لا تكذبين
شهقت من صدمة وقوة صفعته ليمسكها من شعرها بعنف ويقول بحرقة : ماذا فعلت لك لتستغفليني ، انا اية ، انا علي احببتك كما لا يحب رجلا امراه لتخونيني بهذه الطريقة
تستغفليني ، قلبك مع صديقي واخي الذي لم تلده امي
زوج اختي الغالية ، لهذا كنت رافضة لزواجهما ، وعندما لم تستطيعي اقناعي تحولت الي علياء لتملئي اذنيها على عمر
انهال عليها بالصفعات : انت السبب بالمشكلة بينهما اذن
صرخت بقوة وركضت منه وقالت بألم : لم اخنك علي صدقني ، والله لم اخنك ، انا كنت اريد الانتقام من عمر لا اكثر
نظر لها وقال بقهر : لماذا ؟ ماذا فعل لكي عمر ؟
نظرت اليه وصمتت ليضحك ساخرا : لأنه لم يركع الي حسنك الفتان وجمالك الطاغي اليس كذلك ؟
لم يكن غبيا كصديقه ، بل عزيز النفس وواسع الادراك اختار من تصونه وتحفظه ليس من تشعر بالإهانة لان رجلا لم يعيرها اهتمامه
نطق بقوة وثبات : انت طالق يا هانم ، لا اريد ان اراك وانسي ان لك ابنة
خرج سريعا من الغرفة بل من الشقة كلها لتهوي هي ساقطة بالأرض وتبكي بندم وحرقة على ما خسرته
*******************
جالسة بين ذراعيه وسط فراشهم وهو يتلاعب بخصلات شعرها الحريرية البنية قبل عنقها بلطف لتنكمش
__ نور ، لا تنكمشي هكذا تشعريني باني اوذيك بمشاعري
خجلت واحمرت اذناها ليضحك هو ويشدها من اذنها بلطف
__ لا تخجلي تكلمي معي اخبريني عن مشاعرك
ترددت لتهمس له : واذا كنت لا اعلم ماذا ينتابني ، لا اعلم لماذا ارتجف من قربك ولماذا اشعر بالبرودة في اطرافي عندما تتجرا اكثر وتقرب مني لفت اليه وقالت بعينين صادقه وشفافة : لا اعلم ياسين
ابتسم : انت خجولة لا اكثر والانتظار هكذا لن يفدنا بشيء نريد ان نقترب مرة فمرة حتى يذهب الخجل ويظل الحب فقط ، لن ازيد هذه المرة عن المرة الماضية ولكن تحمليني قليلا ، فانا ساجن هكذا انت قربي ولا استطيع الاقتراب منك ، ارحمي حالي قليلا
ابتسمت لتخفض نظرها بخجل ليعتبره هو استجابة لطلبه فيقترب منها ببطيء وهدوء وهو يدعو الله ان لا تبكي هذه المرة
**********************
احتضنها مهدئا : خلاص نور ، كفي عن البكاء لقد توقفت
اعلم اني حمار ولم افي بوعدي لك ولكني لم استطع ان اكبح نفسي عنك ، اسف حبيبتي والله ولكنه غصبا عني
اكمل مازحا : توقفي فانا سببت نفسي لأجلك ، أتريدين سماعها ثانية انا حمار لأني لم
ابتسمت من بين دموعها ووضعت اصابعها الرقيقة على شفتيه مقاطعه لمقولته فقبلها بلطف لتبتعد عنه ليمسكها بحزم وقوة
__ لا تبتعدي ، لن افعل شيء اخر ، اريد ان انام لأني سأذهب الي الشركة غدا ، ولن اسمح لك بالابتعاد عني
هيا ، لننام كما اعتدنا وانسي ما حدث
هزت راسها ايجابا ليحتضنها بين ذراعيه ويضع راسه بجانب راسها ويقبلها برقة بالغة ويهمس
__ لن اتعجل نور فانت لي مهما طال الامر
ابتسمت بتعجب لمقولته لتغفى عيناها هي الاخرى ويذهبان
في النوم
ابتسمت وهي تفتح عيناها على وجهه القريب لتشعر بالحب يمتلكها قبلها بنهم كعادته مؤخرا لتصبح قبلاته اكثر تطلبا
ويصبح هو اكثر عنفا وقوة ، حاولت التخلص منه لكنها لم تستطيع ، دفعته عنها اكثر من مرة ولكنه لم يستجب
غصبها ليقول بأنفاس ساخرة : انت لي دائما وابدا ولن يتمتع بك احدا اخر ، فانا احصل على ما اريده تذكريها دائما
بكت بنشيج حاد ورعب وصرخت صرخة مدوية عندما رفع راسه لينظر الي عينيها لتكتشف انه ليس ياسين
شعر بضربات خفيفة على صدره لتزداد الضربات قوة ليتمتم اهدئي نور لم اقترب منك انا نائم حبيبتي
لينتفض مذعورا من نومه على بكائها الحاد ونشيجها المميت
لينظر اليها تأكد انها تحلم عندما راها تضرب الهواء بذراعيها لتصرخ بقوة ، فلم يكن امامه الا ان لطمها على خدها بقوة خفيفة استيقظت على اثرها على الفور
قالت برعب وخرجت منها الكلمات مبعثرة : من هذا ؟ من ؟
لم يكن انت ؟ انه شخص اخر
بكت بقوة : لا اعرفه انه مقيت لقد حاول ، احميني ياسين منه
اتسعت عينيه رعبا لتتأكد له ظنونه اذن لقد تعرضت للاعتداء بالفعل وهذا ما يرعبها ، اقشعر بدنه لما تخيله
ومسكها بقوة : من هذا نور اخبريني ؟ من هو ؟
من الذي اذاك وانا اقسم ان اقتله
__ لا اعرفه انه بالحلم ، لا اعرفه ، ابعده عني ياسين
احتضنها برقة مطمئنا وهو يشعر بالغل والقهر يزداد بنفسه
اه يا نوري هل تعرضت لمثل هذه البشاعة ؟ لا اعلم ماذا افعل معك ؟ ولكن من الواضح اننا سنحتاج لوقت اطول حتى تتخطي هذه الازمة
غفت بين ذراعيه مرة اخرى ليضعها برفق على الفراش
وهو يشعر انه كالأسد المحبوس لا يستطيع ان يفعل شيء الا اللف والدوران في قفصه
من الواضح انها لا تتذكر ما حدث لها ولا من الشخص المسئول عن ذلك ، سأستشير مريم فهي ستستطيع ان تخبرني بما علي فعله
******************
ابتسم عند وصوله الي الفيلا فهما اليوم عادا من شهر عسلهما القصير المختصر الي ست ايام دلفا الي الداخل
ليرن هاتفه نظر له ليجيب بهدوء : اهلا محمد ، كيف حالك ؟
نعم انا وصلت الان ، صرخ بحده : نعم
كيف حدث ذلك ؟ ان مهلة السداد ثلاثة اشهر ، وانا لم أتأخر عن السداد ولا مرة
اتسعت عيناه تعجبا : جاء لك من يومان امر بمثولي امام النائب العام لماذا ؟
محمد هل تفهم ما تقوله انت من يومان فقط ابلغتني بإخطار البنك كيف صدر حكم برفضي للسداد ومثولي امام النائب العام ، الي اين اذهب انا وصلت للتو
انتظر قليلا الباب يرن ، لا افتح كيف محمد بالله عليك
اتجه الي الباب ليجد فرقة من البوليس امامه ليزفر بضيق
نعم انهم هنا محمد ، لا تقلق سأتصل بك غدا فانا سأخرج بالغد فأوراقي سليمة وانا اعلم من وراء ذلك
نظر الي الضابط ليقول بمرح قبل ان يتكلم الاخير
__ نعم انا عمر محمد عبد الله المصري
واعلم ان مطلوب القبض علي ، تفضل سأذهب معك
التفت الي علياء المصدومة من تصرفه
__ لا تتصلي بأحد سآتي غدا ، ولا تقلقي علي ، سأعود
لا تبخلوا علي بارائكم وردوكم وتوقعاتكم
وموعدنا القادم ان شاء الله يوم الاربعاء
وباذن الله تبقى فيه مفاجاة
بس موعدكوش على حسب ظروفي
القاكم على خير
صباح الخير يا صبايا
اسفه جدا على التاخير
بس ادوية البرد مدروخاني طول النهار
ويدوبك حالا قدرت ارفع راسي شوية وانا حاسه انها متزنه
اتمنى ان البارت يعجبكم
وينسيكم تاخيري عليكم
اترككم مع البارت
اتفضلوا
الفصل الثامن والعشرون
نظرت اليه وهو يرتدي ملابسه وعقدت عزمها ان تتكلم معه
تنحنحت : ياسين
التفت اليها مبتسما : نعم حبيبتي
__ اريد ان اذهب الي عملي فلا ارى فائدة من جلوسي بالبيت الان ، ثم انك اكيد ستحتاجني بغياب يوسف
عقد حاجبيه : لا نور ، اكملي اجازتك ، ثم أرأيت من قبل عروس تذهب الي العمل قبل انتهاء شهر من زواجها
نظرت اليه وعيناها تقول ولماذا انت ذاهب قبل ان يمضي اسبوعان على زواجنا ليبتسم لها ويكمل :والله نور لولا حادث يوسف لكنت اخذت ثلاثون يوما كاملة لشهر عسلنا و لكنها ظروف خارجة عن ارادتنا
بوزت ليقرص خدها بلطف : لا تغضبي اتمي الاسبوعان ثم تعالي الي العمل كما تريدي
__ ماذا افعل وانت غير موجود ؟
__ اجلسي مع امي او نادين او انجي او اخرجي للتسوق
اخرج لها بطاقته المصرفية : خذي اذا اردت الذهاب للتسوق
__ لا معي البطاقة التي اعطيتني اياها من قبل
__ جيد ، لن أتأخر لا تقلقي سآتي على الغداء
__ تعود سالما ، من الممكن ان اذهب الي علياء ونخرج سويا
__ افعلي ما يحلو لك حبيبتي
انحنى ليحتضنها ويقبل وجنتها : سأذهب
اتبعته :سأنزل معك لأصبح على امي واتناول معها الفطور
لف لها وعيناه تشع منها السعادة : امي
__ نعم ، فهي تحبذ ان نجتمع كلنا على مائدة الطعام
نظر لها بتعجب : من اين علمتي بهذا الامر ؟
ابتسمت باتساع : جدتي كانت تحبذ هذا الامر ايضا انه نوع من الاطمئنان علينا وكانت تغضب مني او من عمر اذا تخلفنا عن احد مواعيد الطعام
وصلا الي الاسفل ليجدوا العائلة كلها مجتمعة بما فيهم يوسف ابتسمت نوارة هانم ليقول : صباح الخير
__ صباح النور حبيبي ، تعالي نور اجلسا لتناول الطعام
__ كيف حالكم جميعا وانت بالأخص يا هادم سعادتي
ضحك يوسف : انا بخير يا اخي العزيز ، واسف لهدم سعادتك
تعجب الام : ماذا فعل ياسين ؟
__ لا شيء امي ، ولكني سأضطر للذهاب الي الشركة بدلا من الاستاذ الذي كنت اعتمد على انه سيسد مكاني اثناء اجازتي
انقلب وجهها : تذهب الي الشركة ، لا طبعا لن تذهب
نظر لها ياسين بتعجب : لماذا امي ؟ ان العمل سيحتاج وجودي
احتدت : لن تذهب الي عملك قبل ان تتم اسبوعان على الاقل من زواجك
__ ولكن امي
اشارت بيدها بحزم : انتهينا ياسين ، ولو على الشركة اتصل بعمك عبد العزيز ليباشر امور العمل هو يعلم عن الشركة اكثر منك ومن اخاك
خذ زوجتك وسافروا الي أي مكان ، انا اجلت الحفل الي ان يفك يوسف رجله على الاقل
__ ولكن امي الحفل كان لأجل نادين
رفعت عيناها لتنظر الي امها وقالت ساخرة : لماذا هل انا المتزوجة حديثا؟ ثم انا لا اريد أي شيء
قالت الام بهدوء : احمد مد اجازته اسبوعان اخران
صاحت نادين : نعم
التفت الي زوجها : لماذا لم تخبرني ؟
قال ببرود متعمد : حاولت البارحة ولكنك كنت متعبة وتريدين النوم
نظر لها نظره مستفزة ليحمر وجهها غضبا وتصيح بغضب
__ ولكني اريد العودة الي منزلي والاولاد لديهم ارتباطات هناك
قال بقوة : اخفضي صوتك ، واذا كان على الاولاد وممارسة الرياضة يوجد اكثر من نادي جيد بمصر سأشترك لهم به
قالت بغضب اعمى : الا تفهم اريد العودة ؟
نظر لها نظرة غاضبة قوية : لن نعود نادين لا الان ولا بعد ذلك ، سأنتقل الي هنا ، ارتاحي فقد مللت من التنقل وسنجلس هنا واذا لم يعجبك كلامي اضربي راسك بالحائط انه كثير بالقصر
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك