رواية احلامي المزعجة -34
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تتذكر وصايا الخالة عائشة لها وان تعتني بزوجها ولا تعامله الند بالند
هزت راسها وقالت داخليا : سامحيني خالتي ولكني لن احني راسي لهذا الياسين
__ سننصرف نحن علياء ، علي اتي بالخارج ويبارك لك نور
ابتسمت نور : ابلغوه سلامي واني سأنتظره بالعرس غدا
ردت وفاء : طبعا كلنا سناتي ، لا تقلقي
لكزت علياء : ادعي اخاك لدخول وانا سأدخل بالفيلا
ابتسمت علياء وذهبت لتدعو علي ان يدخل الي الحديقة
*********************
جالس بوسط صديقاه الغاليين على قلبه يضحكون جميعا ويتذكرون الايام الخوالي
رن هاتفه : اين انت عمرو ؟
سيارتك مرة اخرى القي بها في القمامة واتي بسيارة جديدة عمرو ، سئمت منك ومن سيارتك
ما بها نهى ؟ انقلب وجهه :حسنا لماذا لم تبلغني ؟ سأذهب حاضر ،اعرفها جيدا لن تصمت الا عندما ننفذ ما تريد
سأذهب حالا
اغلق الهاتف ليسال ياسر : ماذا هناك ؟
زفر : عمرو سيارته تعطلت ويوسف ذهب اليه ولكن ما يضايقه حقا اصرار نهى ان يذهب الي عمر ليأتي بأشياء تخص نور
قال بضيق : لا اعلم لماذا لم تبلغني ولماذا يذهب زوجها ليأتي بأشياء زوجتي ،شيء عجيب هذه الفتاه يتوقف عقلها عن العمل احيانا
كتم ياسر ضحكته فغيرة ياسين واضحة
__ سأضطر الي الذهاب ، تعال احمد
رد ياسر : لا اتركه فانا اريد الجلوس معه وسأوصله عندما ننتهي من السهرة
__ الن تعود ؟
__ سأحاول ، سلام
**********************
وصل الي الفيلا
ليرى علي خارج برفقة اخوته البنات
نزل من سيارته ليتقدم منهم بهدوء ويسلم عليهم ويصافح علي بمودة كبيرة ويسال عن احواله
انصرف علي ليتنفس هو بقوة ويمني نفسه بان يراها
اركز ياسين وقاوم شعورك قليلا
وضع يده على قلبه وانت اهدئ قليلا حتى نستطيع ان نتعامل مع هذه الجنية التي سحرتنا
دلف الي الحديقة ليرى الزينة المعلقة والطاولات المرصوصة وبواقي البالونات ليبتسم من الواضح انها كانت تقيم حفل ليلة الحناء
لمعت عيناه هل تحنت كما تفعل اغلب العرائس
تخيل لون الحناء ورسمته على بشرتها الوردية ليخفق قلبه بشده ، اعقل ايها الغبي لا تفكر في هذه الاشياء
فهي تحتاج لتهذيب وتأديب على تشكيكها في حبك لها
دار بعينيه ليراها بوسط الحديقة مرتدية لفستان رقيق لونه بنفسجي غامق قصير يصل الي منتصف الفخذ بأكمام ولكن ظهره عار ، فنصف ظهرها لا يغطيه شيء
اقترب منها ليتأكد مما يراه ، نقوش الحناء المرسومة على ساقها اليمنى والفراشة المرسومة بالمنتصف بين عظمتي ظهرها ذهبت بعقله
ولكن ما زاد جنونه حقا تذكره لرؤية علي خارج من الفيلا
ليضرب راسه سؤال هل علي راها هكذا
تقدم منها بسرعة
خرجت بعد دخول علياء لتساعدها بترتيب الحديقة
شعرت بأحد ورائها لتلتفت وتجده بوجهها
شهقت فزعا فهي لم تكن تتوقع وجوده قفز قلبها بحب له ولرؤيته واشتياقها اليه زاد من الأمها وضعت يدها على صدرها لتخفف من نبض قلبها الجنوني كادت ان تقفز الي حضنه ولكنها تمسكت بالكرسي جانبها وقالت بهدوء
__ ياسين
لمع الغضب بعينيه وسال بقوة : هل رآك علي هكذا ؟
عقدت حاجبيها من اسلوبه والغضب الذي يلمع بعينيه
رددت بتعجب : علي
رد بنبرته الغاضبة : اه نعم ، لقد قابلته وهو خارج من هنا
رفعت حاجبها الايمن وقالت ببرود : هل تغار ام لا تريد لاحد ان يرى تحفتك الجميلة التي اشتريتها بمالك
جز على اسنانه غضبا ومسك ذراعها بقوة : تهذبي معي ، وردي علي ، ولا تدفعيني لفعل شيء نندم عليه ، لم تجربي غضبي الي الان ، ولا اريد ان اريك اياه
صاح بقوة : ردي ، هل رآك علي هكذا ؟
تملصت من يده القوية : اترك ذراعي ، لم اراه اصلا
فهو دخل الي الحديقة وانا كنت بالداخل
خفف من قوته على ذراعها وتنهد براحة وادار بعينيه على وجهها الجميل وفستانها المقفول من الامام بأكمامه كأمام الفراشة ليتذكر الفراشة المرسومة على ظهرها وجدها تتفحص ملامحه فقال وابتسامته الجانبية تلمع على شفتيه
__ اشتقت الي ، اليس كذلك ؟
ادارت بعينيها على تفصيل وجهه الاسمر الجميل لتجذبها ابتسامته الجانبية ، لطالما جذبتها اليه هذه الابتسامة الرائعة وخصوصا انها تجعل الشامة التي بجانب شفتيه تلمع وتظهر
نبهها سؤاله الي ما تفعله لتذهب نظرة الحب عن عينيها وتعود نظرتها المتحدية لتلمع وتقول ببرود : لا
اتسعت ابتسامته ليشرق وجهه وهمس وهو ينحني ويضع راسه براسها : كاذبة ، انا استطيع قراءة عيناك نور
وعيناك تقول الكثير
ابعدت راسها بعيدا عنه ونظرت الي عينيه متحدية : وانا ايضا استطيع قراءة عيناك وعيناك تقول انك مت شوقا لي
اعتدل واقفا وهو يقول بنبرة رقيقة واصابعه تدور بحركة دائريه حميمة على ذراعها : ولم لا اشتاق
طبيعي ان اشتاق الي زوجتي الجميلة ، ولا استطيع السيطرة على شوقي اليها عندما اراها وهي متألقة هكذا
قال جملته وهو يدور بعينيه على جسدها كله بتفحص لذيذ
حاولت ان تتخلص من قبضته لكنه امسكها بقوة سال هامسا
__ هل توجد نقوش حناء اخرى بجسدك غير هذه ؟
نقل كف يده سريعا ليمرر اصابعه بمنتصف ظهرها على الفراشة
حركته جعلت جسدها يتصلب دفعت جسده بعيدا عنها
وعيناها تلمع : انت وقح
مسكها من ذراعها مرة اخرى وقال بقوة : تهذبي ، قليلا
ولا تنسي اني زوجك
لمعت عيناها : طلقني
ابتسم بسخرية : في احلامك حبيبتي ، ولو كنت افكر ، الان لغيت الفكرة من يرى حسنك الفتان لا يستطيع ان يبتعد عنك
جزت على اسنانها غضبا من هذا الوقح ليكمل وهو مستمتع بنظرة عيناها المتحدية الغاضبة
__ الن تجيبي على سؤالي ؟
نطقت بحده : لا
همس بأذنها وهو يقاوم الضحك : سأكتشف غدا حبيبتي ، لنتركها مفاجأة ، بل اروع مفاجأة
انتفضت من جملته وقالت بتحدي : في احلامك ياسين
مط شفتيه : بل هو واقع ، لا تهيئي نفسك اني سأتنازل عن حقوقي الشرعية ، انها حقوقي نور وانا احب ان اخذ حقي كاملا
شحب وجهها من كلامه ، لتقول بارتباك : لماذا اتيت ؟
تنحنح ولم يفته ارتباكها : نهى طلبت مني ان اتي لأجلب اشياء تخص سيادتك
قالت بقهر : نهى قالت ان عمرو من سياتي ليأخذها
نطق بهدوء : هل جننت نور ؟ لن اسمح لاحد ان يقترب من أي شيء خاص بك ، ولو بالصدفة
ضاقت من تملكه العجيب ليكمل هو : فمن الممكن ان تقع عيناه على شيء يخصك وانا لا احب ان اتخيل مجرد تخيل الفكرة
زفرت بضيق : ولكني لن اعطيك اياها
ابتسم : لماذا ؟ انا زوجك ، ثم انك نسيت ان اشيائك موضوعه عندي بجناحي واستطيع رؤيتها كما اريد
تلون وجهها الي الاحمر وتلعثمت : نهى اخبرتني انها اغلقت غرفة الملابس والدواليب الخاصة بي واتت لي بالمفاتيح
ابتسم بخبث : حقا ، ونهى لم تخبرك ان معي نسخة اخرى من المفاتيح فمن حقي انا ايضا ان ارتب ملابسي بغرفة الملابس والدواليب
امتقع وجهها من فكرة رؤيته لملابسها واشيائها الخاصة
ليكتم ضحكته بداخله لم يشأ ان يخبرها انه لم يدخل الي الجناح منذ وصول اشيائها به
بل ينام باي غرفة اخرى بالقصر حتى يدخلا الي جناحهما معا ، و ان نهى رتبت اشيائه قبل وصول اشياء نور بيوم او اثنين ،حدث نفسه ولكن ماذا افعل معك نور تدفعيني الي الجنون
لمعت براسه فكرة : هل تعلمين نقوش الحناء هذه جميلة مرسومة ببراعة وستكون اجمل عندما ترتدي قميصك الحريري الوردي اللون ذو السلسلة الفضية عليها
اتسعت عيناها رعبا مما يقوله لتقول من بين اسنانها
__ انت وقح بالفعل ، لماذا ترى ملابسي ؟
مسكها بقوة مرة اخرى ليقربها منه : قلت لك تهذبي ولا تجعليني افكر بإعادة تربيتك من جديد ، ثم انت وملابسك واشيائك ملكا لي يا زوجتي العزيزة
تأوهت من ذراعها لتزداد غيظا منه ومن تفاخره بملكيتها
نطقت بغضب : لست ملكا لاحد ، ابتعد عني
__ بل انت ملكي ، ولا تحاولي لن ابتعد عنك
لمعت الدموع بعينيها : تزوجتني من اجل المشروع لماذا مصر على اتمام الزواج ؟
تنهد : انت غبية نور ، ولن اتعب نفسي معك لإفهامك شيء واضح امامك ولكنك تفضلين عدم الرؤية
اشاحت بوجهها عنه ليسال بهدوء : لماذا لم تسالين عمر عن سبب شراكتي له ؟
رفعت راسها بكبرياء : انا لا اشك بأخي ،فانا متأكدة انه لن يبيعني اليك ، ومتأكدة انا ايضا انك اجبرته على اتمام الزواج بهذه السرعة
ابتسم بسخرية : من الجيد انك لا تشكين بأخيك ، اذن حملتيني لوحدي اوهامك كلها
تنهد بخيبة امل منها ومن تفكيرها ونظرتها الضيقة للأمور
__ ظننتك ذكية نور ، لامعة لا تسيطر عليك الافكار الغبية
ولكن فاجأتني بتفكيرك هذا، أتت بأشيائك لأذهب فانا تأخرت
نظرت اليه وقالت : اوعدني انك لن تراها
ابتسم : لا ، من حقي ان اراها ،ولكني لن افعل فانا اريد رؤيتها عليك ، ستكون الرؤية افضل
نفخت بقوة ليقترب منها بهدوء ويمسكها من ذراعيها ويقربها اليه : ماذا تريدين نور ؟
اجبرها على وضع عينيها بعينيه : هل تريدن الطلاق فعلا ؟
نظرت اليه وسالته بعينيها ان يفهمها سر شراكته لأخيها
تنهد بقوة : اسالي اخاك نور ، فهو من يخول له ان يجيب عليك
قالت برقة : انا اسالك انت ، ما السر في اتمام الزواج بهذه السرعة ؟
__ لن اجيب عن هذا السؤال نور ، انكي تجرحينني بشدة
الم تشعري كل هذه الفترة كم انا اريدك جواري ؟
__ هذا هو السبب فقط ياسين
ابتعد عنها وظل واقفا امامها
__ الكلام معك بدون فائدة ، وانا سئمت من الحوار
ستاتين بأشيائك ام انصرف ؟
نطقت بتحدي : لا اريد منك شيئا ، اذهب
اشاحت بيدها له ان يذهب ليمسك يدها وهي بالهواء ويسحبها منها ويقربها اليه نظر الي عينها وقال بقوة : تعلمي ان تتعاملي معي بأدب ، لا تشيحي بيدك في وجهي ثانية
ارتبكت بقوة من نظرة عيناه الغاضبة لتتلعثم قائلة
__ لم اقصد ،ليقفز التحدي بداخلها : بل قصدت فانا ضائقة منك
__ صدقيني نور ستخسرين الكثير اذا دفعتني للتعامل معك بالقوة
نظرت اليه بغضب لتخفض بصرها بعيدا عنه ليقع على ذقنه الغير حليقة لتتعجب من اول معرفتها به وذقنه تلمع كنجوم السينما ، اول مرة تراه هكذا تمالكت رغبتها في وضع اناملها على ذقنه لتعلم ملمسها
وكانه شعر بها فوضع يدها التي بيده على ذقنه
وقال بهدوء : سأحلقها غدا انشاء الله ، حتى تكون ملساء ولا تؤذي بشرة زوجتي الرقيقة
انقلب وجهها وتلون بالأحمر القاني وازداد احمرارا عندما قبل باطن كفها بتطلب شديد
نزعت كفها منه سريعا لتبتعد عنه : اذهب ياسين
تنهد : حسنا سأنتظر الي الغد نور ، فان الغد لقريب
همت بالخروج لمساعدة نور بترتيب الحديقة لتجد ياسين واضع راسه براسها ويتكلم معها
ابتسمت وقررت عدم الخروج عادت الي الصالة ليسالها عمر بتعجب : الن تخرجي لتساعدي نور ؟
ابتسمت : ياسين بالخارج وانا فضلت ان اتركهما يتحدثان
بمفردهم
وقف ليخرج ويرحب بزوج اخته لتمسكه من يده
__ الي اين انت ذاهب ؟
__ سأذهب اليه ، فهو ببيتي ولابد ان ارحب به
ارتبكت : اتركهما قليلا ليتحدثا ثم اخرج لمقابلته
نظر لها بتفحص ليقترب من النافذة وينظر الي الخارج ليجد ياسين قريبا من نور ، شعر بضيق من قربه اليها هكذا وما ازاد ضيقه انه شعر بانهما يتشاجران حول شيء ما
هم بالخروج لتمسكه مرة اخرى : عمر ، انتظر قليلا
فانا اشعر بان بينهما خلاف اتركهما يتصالحان
قال بغضب : علياء من فضلك ، اتركيني
__ لماذا انت غاضب الان ؟ انه زوجها ومن حقه ان يضمها بصدره او حتى يقبلها
انتفض من جملة زوجته ليلمع الغضب بعينيه وصرخ بها : اصمتي من فضلك
انتفضت من صرخته لتجلس بعيدا عنه وهي غاضبة
مسح وجهه بكفيه كعادته ليتخلص من الضيق المسيطر عليه
وجلس بجوارها يعلم ان ردة فعله عنيفة عليها
__ علياء راعي شعوري قليلا حبيبتي ،فنحن معشر الرجال مشاعرنا معقدة قليلا
انت الان زوجتي فعليا ولكني لا استطيع تقبيلك اوان اضمك الي صدري امام علي رغم ان هذا من حقي ولكني اراعي شعوره ، وانا الاخر لا اتخيل فكرة ان ياسين يحتضن نور او يقبلها ، فكيف احتمل ان تقذفيها مباشرة بوجهي هكذا
ضحكت : انتم مرضى يا معشر الرجال
يا باش مهندس انت قبلتني وانا خطيبتك ومستاء جدا من فكرة ان يقبل ياسين زوجته ، هذا مرض ليس تعقيد للمشاعر
انها زوجته عمر
نفخ بضيق : اعرف هذا جيدا ، و من فضلك لا تعيدين الكلام ثانية اشعر بالدم يقفز الي راسي
ابتسمت بتعجب :انت صادق بالفعل ، عمر كنت اتخيلك ذو عقل حديث متفتح
عقد حاجبيه : كيف ؟ لا انا في هذه الاشياء متحجر ومن ايام الحكم العثماني ، واذا علي انا اريدك ان ترتدي الحجاب و اليشمك مثلما كانوا يفعلن السيدات ايام محمد علي باشا
ضحكت بصخب على جملته : لا ، لنعد كما كنا واذهب لتجلس مع اختك و زوجها كالحرس الملكي
ابتسم تلقائيا لضحكتها : ولكني جاد فيما اقوله
انقلب وجهها لتصمت وتقول بدهشة : تريدني ان ارتدي اليشمك
ضحك : لا طبعا ، انا اتكلم عن الحجاب
خفضت راسها لتقول بهدوء : هل ستجبرني ؟
اقترب منها اكثر : لا مع انه من حقي ولكني اطلب منك
هزت راسها : اعطيني فرصة لأجهز ملابس تليق بارتداء الحجاب
ابتسم لتكمل هي : سنسافر بعد غد كما خططنا وعندما نعود سأفعل ما تريده
احتضنها بين ذراعيه : حسنا حبيبتي ،سأذهب لأسلم على ياسين ، اعتقد ان هذا الوقت كافيا لهما
هزت راسها بتعجب من هذا العمر فمن الواضح ان عقليته منغلقة كانت تظن انه ذو عقل متفتح تحرري كأبناء طبقته
ولكن من الواضح ان عقله منغلق اكثر من علي
فكم مرة طلب منها علي ارتداء الحجاب ولكنه لم يصر كما فعل مع زوجته و بسنت او وفاء وامها كانت السبب فكانت دائما تقول له اتركها على راحتها علي وكان يستمع اليها
وها هي الان ستسمع كلام عمر على الرغم من انه لن يجبرها ولكنها تريد ان ترضيه
*********************
خرج ليجد الحديقة
فارغة الا من وجود نور
سال بدهشة : اين ياسين ؟
قالت والدموع تخنقها : ذهب
شعر بها ليقترب منها ويأخذها بين ذراعيه : ماذا حدث ؟
هل تشاجرتما ؟
نطقت والدموع تتلألأ بعينيها : عمر ما السر وراء اتمام الزفاف بهذه السرعة ؟
استيقظت باليوم التالي وعيناها متورمتان من كثرة البكاء
في الليلة السابقة لتتنهد بضيق عندما تكلمت مع عمر وقصت له ما حدث بينها وبين ياسين
صاح بها بشدة وتشاجر معها و افهمها ان لاوجود لهذه الاشياء التي تملئ عقلها وانه اتفق مع ياسين على الشراكة بالمشروع بعد خطوبتهما
ولا علاقة لها بالعمل ولكن ما جعلها تذرف الدموع حقا هو غضب اخيها منها بسبب انها ظنت ان ياسين اجبره على تزويجها اياه قال لها بحزن : هل انا ضعيف في نظرك يا نور ، الا تعلمين انك اغلى من روحي وانا لن ازوجك الي أي شخص حتى لو كان بهذا الامر موتي
انعاد المشهد امام عيناها وعمر يصرخ بها غاضبا
__ ثم الا ترين كم يحبك ياسين ؟
هل انت عمياء ، الناس جميعا لاحظوا كم هو متيم بك وانت لا ترين ولا تشعرين ، ظننت انك ستكونين مختلفة عنها
ستشعرين بمشاعر الحب وتقدريها
ارتبكت من مقولته ليجز هو اسنانه غضبا سالته بتعجب من بين دموعها : من انت تقصد من ؟
زفر بضيق : لا شيء ، خانني التعبير لا اكثر
امسكها من ذراعيها : نور كوني كما ربيتك حبيبتي
لا تفكرين بمثل هذه الطريقة ، اقسم لك ان مشروع الشاليهات لا علاقة لك به ولا بزواجك
__ اذن لماذا اتممت زواجي بهذه السرعة
__ اف منك نور ، انها قسمة ونصيب
افرحي بليلة زفافك ولا تدعي الاوهام تسيطر عليك
ولكنها تشعر بالفعل ان وراء الاسراع في الزفاف شيئا ولكن عمر يخفيه عنها
من التي كان يقصدها عمر بكلامه
عقلها سينفجر من الصداع الذي اصابها من كثرة التفكير والبكاء
تنهدت وهي تقف من الفراش لتشعر بالترنح وانها ستقع
من ثقل راسها
استندت على الفراش و شعرت بالبكاء يسيطر عليها من جديد
ولكنها رفعت راسها وقررت ان تأخذ حمام بارد يهدئ مشاعرها ويخفف من الصداع والاغماء الذي يسيطر على راسها
**********************
__ صباح الخير يا عريس
ابتسم بسعادة من اللقب : صباح النور
__ انتهز الفرص لتاتي بسيرتها وتقول اسمها قال مقلدا صوته الرخيم نور
ضحك بخفه ليساله : لماذا مستيقظ باكرا هكذا ؟
__ اريد ان اخذك للحلاق واكون بخدمة اخي العزيز وعريسنا الغالي
__لكني سأذهب وحدي
قاطعه : ياسين ارجوك لا تحرمني من فرحتي بك
اعلم جيدا انك غاضب مما فعلته ولكن اريد اليوم ان تنسى خلافك معي وغضبك مني وتسمح لي بان اوضح لك فرحتي بزواجك
تنهد : حسنا يوسف ، ولكن الن تجلس مع زوجتك فهي كانت متعبة البارحة
ابتسم : لا هي الان افضل ثم ان امي ونهى معها
ونادين ايضا ، الم تقابلها الي الان ؟
هز راسه نافيا : لم ارها البارحة رأيت احمد وجلست معه وسالت عليها امي قالت انها نائمة
تعجب يوسف : لا اعلم ياسين ، اشعر بانها غير طبيعية تتعامل مع احمد بطريقة عجيبة وتتعامل معنا ببرود ولا كأننا عائلتها
__ لا تشغل راسك يوسف ، نادين مزاجية الشخصية وتتبدل في دقائق من الممكن ان تكون متعبة او شيء لا اكثر
رد على اخاه بدبلوماسية ولكنه يعلم انها تغيرت تغيير جذري بعد وفاة حنان فهي كانت صديقتها المقربة
ووفاة حنان احدثت شرخ بنفسها ، ولكنه لا ينكر دهشته من اتمام زواجها سريعا بعدها واصرارها على السفر مع احمد
بعد ان كانت رافضة فكرة السفر رفضا باتا
__ هاي ، ياسين الي اين ذهبت ؟ هيا حتى لا نتأخر عن موعدنا مع الحلاق
__ لم ارتب موعدا مع الحلاق
__ انا فعلت ، لماذا تنام بغرفة المعيشة هنا ؟
__ لا يوجد سبب معين ، لماذا تسال ؟
__ لأني اراك تنام كل يوم هنا منذ ان فرشت الجناح بالأثاث الجديد
__ وبم انك ملاحظ واكيد استنتجت السبب لماذا تسال يا ظريف ؟
__ لأني اعلم انك لن تقول السبب الحقيقي
وانك لا تريد الدخول الي الجناح بدون زوجتك العزيزة
قال بغضب باسم : يوسف اصمت احسن لك ولا تجعلني افرغ ضيقي بك ،او ابتعد عني واتركني وحيدا
قهقه يوسف ضاحكا : لا سأصمت فانا اليوم سألتصق بك وافعل لك ما تامر به
اكمل بامتنان : شكرا لك ياسين على ما فعلته البارحة مع انجي ، لن انسى لك هذا الموقف ابدا
مسكه من اذنه كما كان يفعل وهو صغير
__ كم مرة قلت لك لا تشكرني على أي شيء ، ثم انه واجب هل تشكرني على واجبي نحو زوجة اخي
انتبها على صوت ضحكات نهى : مظهرك يضحكني بشده يوسف ، تذكرت عندما كان ياسين يعاقبك وانت صغير
ضحك يوسف ساخرا منها : اصمتي
__ لا تضايقه نهى من فضلك
رفعت حاجباه تعجبا : يا سلام ، الان لا تضايقيه ، حسنا
سأصمت
جلست بجوار ياسين وقالت مازحة : يويو ، هل ستذهب بي عند زوجتك المصون
انفجر يوسف ضاحكا على تعابير ياسين المدهوشة من نداء نهى له وقال بتعجب : من هذا اليويو ؟
قال يوسف من بين ضحكاته : انت اخي
__ على اخر الزمان ياسين بك شوكت يقولون له يويو انتبهوا على نبرتها الساخرة ليرفع نظره اليها ويبتسم
__ نهى تقول ما تريده
وقف ليسلم عليها لتقابله هي ببرودها ابتسم : حمد لله على سلامتك ، سالت عنك البارحة امي قالت انك نائمة
قال بسخرية : كثر خيرك المهم عندك انك اطمأنت على احمد اليس كذلك ياسين ؟
جز على اسنانه من طريقتها المستفزة : واطمأنت عليك انت الاخرى ندى
__ لا تناديني بهذا الاسم ثانية ، كنت واضحة معك من قبل في هذا الطلب
__ بعد اذنك لدي ما يشغلني اليوم نادين ، سأتشاجر معك في وقت لاحق ، نورتي مصر
قال جملته الاخيرة بضيق ليقوم منصرفا
نظر يوسف ونهى الي بعضهما بدهشه من العداء الواضح بين نادين وياسين لتقول نهى : ما بك نادين لماذا تتعاملي مع ياسين بهذه الطريقة ؟
صاحت بغضب : لا تتدخلي فيما لا يعينك نهى ، اهتمي بشئونك الخاصة
انتفضت نهى من ردها ليشعر يوسف بغضب فعلي من طريقتها في معاملتهم صاح بغضب : ما بك ؟ لماذا تتعاملين معنا بهذه الطريقة الغريبة ؟
اشاحت بوجهها بعيدا ليلتفت الي نهى : هيا نهى تعالي لنذهب لرؤية ياسين واذا تريدين ان تذهبي لنور سأوصلك لها
خذي انجي معك ايضا ولكن اهتمي بها حتى لا تتعب مرة اخرى ، وانا سأخذ يمنى معي
__ لا تشغل راسك بيمنى فعمرو سيراعيها اليوم انا اتفقت معه البارحة
هز راسه لينصرفا الاثنان من امامها لتشعر بغضب فعلي من هذه العائلة التي لا تلق بالا لها ولا لغضبها
ولكن من هي انجي الذي يتكلم عنها يوسف ؟
يمكن خطيبته ، لا تستبعد ان يكون اخاها خطب دون ان يبلغوها
*********************
__ نور ارجوك توقفي عن البكاء قليلا شيري تعبت من تصليح زينتك ، كلما صلحتها انت تفسديها ثانية
قالت من بين دموعها : احاول علياء ولكني لا استطيع
__ عندما تأتي نهى الان هي وانجي ماذا ستقولان
__ اين ذهبتا ؟
__ صعدا الي الرويال سويت الذي ستقضيان به ليلتكم لترتبا اشيائك واشياء ياسين
اذا اتيتا ووجداك تبكين ماذا سيقولون ، انا الي الان لا اعرف لماذا تبكين ؟
شيري بذلت مجهودا خرافيا لتغطية اثار عيناك المتورمتان ماذا ستفعل الان؟
__ سأتوقف الان
قالت جملتها لتنفجر بالبكاء ثانية توترت علياء بشدة واقتربت منها : لماذا تبكين نور اخبريني ؟
هل تشاجرت مع ياسين البارحة ؟ نور ردي علي
هزت راسها نافية
همست علياء : هل انت خائفة ؟ لا تخافي حبيبتي الامر ليس مرعب الي هذا الحد
نظرت بذهول الي علياء لتفهم ما تتحدث عنه لتستوعب ما تقوله علياء : اصمتي علياء من فضلك فانا لا افكر بهذا الامر ؟
نفخت علياء ضائقة : لماذا تبكين اذن ؟ توقفي عن البكاء الساعة قاربت على السابعة
هزت راسها ايجابا لتمسح دموعها في لحظة دخول نهى وانجي الي الجناح
********************
واقف بوسط أصدقائه ببدلته السوداء وقميصه الابيض
يشعر بسعادة كبيرة تمتلكه اليوم ، فها هي ليلة العمر تقترب منه ، يشعر بقلبه يقفز بجنون حبيبته في غضون ساعات قليلة ستكون بجانبه دائما
كم هو شعور جميل ان يتمتع بها الي جواره طوال العمر
ابتسم تلقائيا عندما تذكرها وحاول ان يتخيل شكلها وشكل فستانها ستكون مبهره كما اعتدت ياسين
انتبه على يد عمر وهي ترتب على كتفه
__ مبروك ياسين ، الف مبروك لن اوصيك على نور
انت وعدتني من قبل ستحملها بداخل عيناك مهما حدث
ابتسم : الله يبارك فيك عمر ، لا تقلق يا صديقي بل سأحملها بداخل قلبي لا تخف
__ هيا استعد لان الزفة ستبدأ
هز راسه موافقا ليذهب عمر من امامه ويتبعه الي الداخل في صمت
اتسعت عيناها انبهارا عندما دخل الي الجناح وراء عمر
من رؤيته لها في فستانها الابيض مغلق الصدر الي حافة الرقبة ليظهر جمال عنقها واكمامه المصنوعة من الجبير المفرغ ضيق الي الخصر ومنفوش قليلا شعرها مرفوع ومزين بطرحة جميلة قصيره وزينتها رقيقة ورائعة مثلها
ابتسم ابتسامة جميلة مشرقة مفعمة بالحب
وتقدم منها بهدوء ليقبل راسها
رفعت نظرها اليه بارتباك لتراه وسيما اكثر من المعتاد
ليبتسم اليها احدى ابتساماته الرائعة التي تذهب بعقلها بعيدا
عندما تقدم منها خفق قلبها بشدة لتشعر بانتقالها الي عالم اخر بقبلته الرقيقة لجبينها
همس : مبروك نور ، اعلني الهدنة قليلا حتى ينتهي الزفاف اريدك ان تستمتعي بحفل الزفاف الذي تعبت بترتيبه حتى يحوز على اعجابك
ابتسمت وهزت راسها موافقه ، لا تعلم ياسين فانا لم اعلن الحرب لأعلن الهدنة ، قلبي يسلم اليك عندما اراك
ولا اعلم ماذا افعل معك ، عمر اقسم ان الذي افكر به اوهام
وانا اصدقك واصدقه ، ولكن قلبي يشعر بخوف
ولا اعلم لماذا الخوف يمتلكني هكذا
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك