رواية احلامي المزعجة -33
انصرف الجميع ليبقى يوسف وسأله بهدوء : ياسين هل انت متعب ، هل حدث شيء بينك وبين نور كان هو السبب لاقتحامها الاجتماع بهذه الطريقة ، وتشتت ذهنك بعدها
نظر اليه وقال بضيق : لماذا لم تنصرف يوسف ؟
تنهد : انتظرت ان اسال عن اخي
نظر حوله : لا اجد احد من اقاربك هنا يوسف ، من فضلك انصرف
نظر اليه وشعر بالضيق ليرد بتحدي : لن تجد احد حولك ياسين ، لابد ان تنظر الي المرآة لترى من اقصد
فانت اخي شئت ام ابيت
رد ساخرا : اه ،نعم ، ولذك ذهبت لتتزوج دون علمي ، ورغم انفي وازدتها بانك لم تبلغني ووقفتني بموقف لا احسد عليه امام من ينتظر الفرصة ليشمت بي
اكمل بحزن : ممتاز يوسف جرحتني في الصميم ، هكذا الاخوة والا فلا ،ارجوك يوسف لا تتكلم عن الاخوة بيننا ثانية فانت علمتني درس لن انساه ابدا مهما حييت
شعر يوسف بغصة عميقه واجفل من جملة اخاه الحزينة
لينصرف بضيق وحزن من المكتب بدون ان يسلم على نور
التي اصلا لم تنتبه اليه
وقف بالحد الفاصل بين غرفة الاجتماعات ومكتبه
لينظر اليها لا يعلم ما بها ولكنه يشعر بان وراء اقتحامها المكتب هكذا عاصفة قوية قادمة
نطق بهدوء وهو يتقدم منها وينحني مقبلا لوجنتها : مرحبا حبيبتي
انتفضت واقفة وهي تدفعه بعيدا عنها وقالت بقوة : توقف
اندهش من ردة فعلها غير المتوقعة لينقلب وجهه من نظرة عينيها المتحدية ليقول بهدوء ونبرة قوية : ما بك نور؟
ردت لتخرج الكلمات من بين اسنانها : لما ذا تزوجتني ؟
تعجب من السؤال ليرد بدهشة : نعم ، انت تعلمين
رفعت راسها : لا اعلم ، ما سر السرعة من هذا الزواج ؟
نظر لها وهو لا يفهم شيء ، لا يفهم ما بها ولا يفهم لماذا الدموع تتلألأ بعينيها والتحدي يلمع على ملامحها
زفر : ماذا حدث نور؟
سالته بقوة : لماذا لم تخبرني عن شراكتك لعمر في مشروع الشاليهات
ابتسم : ولماذا اخبرك هذه امور خاصة بالعمل لا علاقة لك بها ؟
ردت بسخرية : خاصة بالعمل ، ام خائف من ان اعلم كم دفعت ثمنا شرائك لي
انتفض من مقولتها ليرد بغضب : ماذا تقولي هل جننت نور؟
صرخت ليخرج ما تشعر به مبعثرا كأفكارها : جننت نعم ساجن قريبا من صدمتي بك انت واخي العزيز ، فأنتما اتفقتما على اتمام المشروع وكنت انا الثمن
صاحت والدموع تنهمر منها : والعجيب ان الناس تظن اني من سعيت وراء سيادتك لأنك صيد ثمين ، لي ولأخي ، لا يعلمون انك تطاردني من اول معرفتي بك ، كل شيء كان مزيفا ، كل شيء ياسين
حنانك وحبك وكل شيء، كل شيء ، كنت تفعل كل شيء لتقعني بشباكك فعندما استعصيت عليك ، قلت ولما لا سأتزوجها ثمنا لأشارك بمشروع الشاليهات ، ولكني لا اعتب عليك بل اعتب على شقيقي الذي باعني من اجل النهوض بعمله على حسابي
ينظر اليها بدهشة كبيرة مما تقوله لا يعلم ما السبب وراء انهيارها ، ولكن جرحته بشده عندما أتهمته بان مشاعره ناحيتها مزيفة
نطق بقوة عندما توقفت عن الكلام : هل انتهيت نور ؟
نظرت اليه والدموع تجري على خديها ليكمل
انت لا تستحقين شيء نور ،بعد مصارحتي لك بمشاعري واعترافي لك بحبي ليل نهار تتهميني بان كل شيء مزيف
انت لا تمتلكين قلب نور ، ابتسم ساخرا : ولا عقل ايضا
وانا نادم بشدة على خفقات قلبي نحوك
تسمرت من جملته الاخيرة ، عندما بدأ يتكلم ندمت على هجومها العنيف عليه ولكن عند مقولته الاخيرة
مسحت دموعها بظهر يدها وقالت بقوة : نادم اذن نحن على البر كما يقولون ، طلقني
نظر اليها بحدة وانكشف له انها تفتعل المشاكل لتطلب الطلاق ، الي هذه الدرجة رافضة للزواج مني
قفزت الشياطين امام عينيه ليتجه اليها وينطق بقوة وهو يقترب منه ويمسكها من ذراعها بقوة
__ في احلامك نور ، انا لست صغيرا لتلعب معي هذه اللعبة السخيفة
هزها بشدة : لا اريد سماع هذه الكلمة مرة اخرى
واذا ضايقك كلام الناس باتهامك اني صيد ثمين ، تخيلي ما سيقولنه اذا طلقتك قبل الزفاف بخمسة ايام
لا تستبعدي ان يقولون اخذ ما يريده وتخلص منها
امتقع وجهها من كلامه وزاد خوفها منه ومن شدته
دفعها بقوة ضئيلة بالنسبة اليه ليقول بقوة امرا
__ اذهبي الي بيتك ولا اريد ان اراك الي يوم الزفاف
انصرفت على الفور وهي ترتجف من لمعة الغضب والقسوة التي راتها بعينيه ، وتلوم نفسها على شعورها نحوه
واعترافها بحبها له ، فكرة انه سعى اليها من اجل المشروع تمزقها وفكرة ان اخاها باعها من اجل شراكة ياسين يمزقها ايضا ، ولكنها لا تستطيع ان تتخيل ان عمر يفعل ذلك ، اذن هذا الياسين اجبره على ان يوافق على تزويجها اياه
هطلت الدموع من عيونها بغزارة وهي تتذكر اسراع عمر بتجهيز الخطبة دون اعلامها ثم عقد القران دون اعلامها ايضا واجبارها على موعد الزفاف والسرعة في تحديده
اذن هو من وراء ذلك كله ، مسحت دموعها وعينيها تلمع بتحدي
حتى لو تفعل كل هذا من اجل حبك لي ياسين ، لن استسلم لك بسهولة وسأمزق قلبي اربا قبل ان يخفق لك
موعدنا القادم
الاثنين
ان شاء الله
مساء الخير على عيونكم يا صابيا
كيفكم وكيف احوالكم ؟
اتمنى تكونوا كلكم بخير
اتمنى ان البارت اللي فات يكون حاز على اعجابكم
واتمنى ايضا ان البارت القادم يحوز على اعجابكم
بس مهم انكم تبلغوني بارائكم وتعليقاتكم على البارتات
الغالية ممتازة تسلمين على ردك
انا قريته بس هو تقريبا اتحذف
كل شكري لكي انك عبرتيني ورديتي
اترككم مع البارت ويارب يعجبكم
الفصل الخامس والعشرون
__نور استيقظي، هيا، لا اعلم ما بك اليوم
المفترض انك تكوني بقمة سعادتك ، فاليوم حنتك يا عروس
فتحت احدى عينيها وتأففت : اغلقي الستائر علياء ، اريد ان انام، اشعر اني متعبة
ابتسمت علياء وهي تفتح النافذة ليدخل نسيم الهواء العليل
__ لابد ان تستيقظي فأمامنا اشياء كثيرة علينا ان نفعلها
والوقت قصير
شدت الغطاء من عليها وهي تضحك لان نور تحاول الامساك به : هيا استيقظي
نفخت بضيق : من يوم زواجك من عمر واصبحت ثقيلة الدم مثله تماما
رفعت حاجبها وقالت وهي تضيق عيناها : عمر ثقيل الدم ،
ام انك تغارين لأنك لا تتمتعين بخفة ظله ومرحه
قالت جملتها الاخيرة بحب لتبتسم نور : كم الساعة يا مدام علياء ؟
قذفتها علياء بإحدى الوسادات ووجهها احمر : سخيفة
الساعة الان التاسعة ، سأذهب لأوقظ عمر هو الاخر
تنهدت وهي تشعر بضيق مما يحدث حولها ، لا تريد ان تفعل أي شيء غير النوم ، الايام الماضية لم تفعل أي شيء بخصوص زواجها ،علياء تكفلت بكل شيء هي ونهى حتى اشيائها الخاصة وملابسها ذهبت علياء ورتبتها بدلا منها بناء على رغبة عمر فهو لم يستسغ ان تذهب الي بيت ياسين قبل الزفاف وهي شعرت بسعادة شديدة لهذا القرار العمري فهي لا تريد رؤية زوجها العزيز بل وتشعر بنقمة عليه بسبب اصراره على الزواج منها ، لا تضحكي على نفسك نور انت تحبيه بل قلبك يخفق بشده من اجله ، لا يجب ان يشعر هو بذلك لا يجب ان يشعر اني ملك له كما اراد هو
زفرت بضيق وهي تقف من الفراش قبل ان تسحبها منه علياء المرة القادمة
********************
__ ياسين انت هنا
سالت نهى بدهشة
رفع نظره اليها بتعجب من دخولها الي المكتب بهذا الوقت المبكر رد بنبرة هادئة : صباح الخير نهى
ابتسمت وهي تقترب منه وتغمز بعينها: صباح النور
بانت معالم الضيق على وجهه، وانتبهت اليها نهى
لتسال بهدوء : هل حدث شيء بينك وبين نور ؟
عقد حاجبيه : لماذا تسالين ؟
رد بهدوء : لا شيء ، لا اراك تتكلم معها كثيرا ، ثم انك ضائق وبشده هذه الايام
__ لا شيء نهى ، توتر ما قبل الزفاف
ما الذي اتى بك الي المكتب فانت نادرا ما تدخلي الي هنا
__ امي طلبت مني الاهتمام بالمكتب وترتيبه واغلاقه
__ كيف حال يوسف ؟
ابتسمت : بخير ، الا تنوي ان تسامحه ؟
زفر بضيق : اغلقي الموضوع نهى ، لا اريد التكلم الان
__ عموما هو بخير وذهب ليأتي بنادين واحمد من المطار
لا اعلم لماذا تأخرت هكذا في المجيئ امي غاضبة منها بسبب تأخرها
انقلب وجهه من كلام نهى وهو يعلم جيدا سبب تأخر اخته في المجيئ ، فهي ستاتي من اجل الشكل العام للعائلة وخاطر والدته ،فهما ليسا على وفاق دائما
نظر الي نهى التي تدور بالغرفة وترتبها تنهد : سأذهب لأنام
فانا لم انم من البارحة
اتسعت عيناها من الصدمة : لماذا ياسين هل انت مريض ؟
__ لا ولكن الارق يلازمني هذه الايام
ردت نهى بمرح : تعد لياليك قبل وجود نور بحياتك ، غدا بإذن الله ستنام قرير العين وهي متواجدة بجانبك
ابتسم بسخرية وهو يخرج من المكتب
انام قرير العين بجانب انسانة خالية من المشاعر والأحاسيس
لم تفكر ولو دقيقة واحدة قبل ان تتهمني بان مشاعري مزيفة
لم تستطع ان تشعر بما اكنه لها ، لم تستطع معرفة مدى حبي لها ، عمياء وغبية وعديمة الاحساس
لم تكلف نفسها ان تسال اخاها عن سبب مشاركتي له بالمشروع
هز راسه ضائقا من غباء حبيبته وما يزيد ضيقه قلبه الذي يتمزق من الشوق اليها
عند وصوله الي اعلى السلم تناهى اليه صوت رقيق يتأوه
ادار بصره ليرى مصدر الصوت فوجد زوجة اخيه واقعه بالأرض وتتأوه الما
اقترب منها وسال بهدوء : ما بك ؟ هل وقعت ام ماذا حدث ؟
تألمت وهي تضع يدها على بطنها : اشعر بألم فظيع ببطني
وضع يده حول خصرها ورفعها من الارض
__ قومي لأذهب بك الي المشفى
__ لا شكرا سأنتظر يوسف
نظر لها بقوة : لماذا ؟ لا تخافي لن اؤذيك
تلعثمت وهي تقول : يوسف امرني بان لا اخرج من البيت الا برفقته
ابتسم من موقف اخيه العجيب : لا تقلقي سأخبره بانا من صممت علي ذهابك للمشفى فانت تبدين متعبه للغاية
هل تستطيعين ان تسيري الي الاسفل ؟
هزت براسها ايجابا ،فهم بان يتركها لتترنح وتكاد ان تسقط ثانية امسكها بقوة : استندي علي الي ان نصل الي السيارة
وصل بها بعد قليل الي المشفى وأدخلها الي الطوارئ وهو يشعر بقلق فهي لم تتوقف عن التأوه طول طريقهما الي المشفى
خرج الطبيب ليساله : ما بها ؟
ابتسم الطبيب : لا تقلق فهي بخير ، انت اكيد زوجها
اطمئن هي بخير والجنين بخير ولكنها تحتاج الي الراحة التامة ، واذا تستطيع ابعادها عن التوتر العصبي
سيكون من الافضل لها وللطفل ، انا اعطيتها حقنة تثبيت حتى لا يحدث شيء وتفقد الجنين
اهتم بتغذيتها و اتي لها بهذه الفيتامينات والادوية والحقن
وتستطيعان الانصراف الان لو احببت
هز راسه بهدوء وهو يتجه الي الغرفة التي تمكث بها ليطرق الباب ويسمعها تأذن له بالدخول
ابتسم وهو يدلف الي الداخل : الطبيب قال انك بخير
ونستطيع الانصراف ، هيا بنا
وقفت بهدوء ليسال هو : هل تشعرين بتحسن ؟
__ نعم
دخلت الممرضة بكرسي مدولب جلست عليه لتأخذها الي الخارج وينصرفا من المشفى
*********************
دخل الي القصر وهو يسندها خوفا من ان تقع مرة اخرى
ليجد امه واقفة بنصف البهو هي ونهى وتشرفان على تجهيزات الحفل الذي سيقام الليلة
رفعت امه حاجبيها تعجبا منه ونظرت له بقوة لتاتي نهى مسرعة : ماذا حدث ؟
__ لا شيء ، تعبت قليلا واخذتها الي المشفى
اصعدي بها الي الاعلى واهتمي بها نهى
__ حاضر ، تعالي انجي
بلع ريقه وتنحنح وهو يقترب من امه وعيناها تنظران اليه بتساؤل : وجدتها واقعة على الارض امي والطبيب اخبرني انها لابد ان تبتعد عن التوتر العصبي ويلزمها الراحة التامة حتى لا يتأثر الطفل
ابتسمت و تلألأت الدموع بعينيها : لن تتغير ياسين اليس كذلك ؟ شهامتك تفوق أي شعور اخر
__ ستغضبين امي اذا اخبرتك اني لا اكن لها أي شعور بالكراهية ، كلما تذكرها نهى امامي اتذكر الفتاه الصغيرة المزعجة التي كانت دائما برفقة يوسف
لا استطيع كراهيتها امي ، فلا ذنب لها بما فعله معتز او ما سيفعله
__ لماذا اذن تقاطع اخاك الي الان ؟
__ انا غاضب من يوسف امي ، وصدقيني لو كان اتى وقال لي انه يريد الزواج منها ، كنت سأزوجه اياها غصبا عن معتز
رتبت على صدره : انسى غضبك اليوم وغدا واعطي لآخاك الفرصة ان يفرح بك
__ ولماذا هو لم يعطيني الفرصة لأفرح به ؟
قالت بنبرة حزينة : انا حزينة بشده لأنه اضاع فرحتي به
ولكني اقيم الحفل اليوم ليتعارفوا اقاربنا بعروسته ولا يفاجئوا بها في عرسك
هز راسه بحزن : سأصعد لأنام فانا محتاج الي النوم بشده وارجوك امي لا اريد أي ازعاج
************************
نزلت من سيارة اخيها لترفع راسها الي القصر وتنظر اليه بحزن دفين ، فهي تشعر براحة كبيرة وهي بعيدة عن هذا القصر ، فذكرياتها الحزينة بهذا القصر اكثر بكثير من السعيدة ، زفرت بضيق لولا الشكل العام للعائلة لكانت لم تحضر الي حفل زفاف اخيها
ابتسمت بسخرية من هذا الاخ الذي لم يعيرها اهتمامه طوال حياتهما معا ، فجعلها تشعر دائما انها ليست باخت له
كان حنون ومراعي لشعور الناس جميعا ما عداها ، يهتم بنهى ويوسف وحتى حنان وهي كأنها لا وجود لها بحياته
انتبهت ليد زوجها تربت على كتفها : نادين ، يوسف يتكلم معك
ازاحت يده من على كتفها بقسوة والتفت الي يوسف
وابتسمت ببرود : نعم يوسف ، ماذا قلت ؟
ارتبك اخاها مما فعلته مع احمد : لا شيء كنت اتحمد اليك بالسلامة ، هيا الي الداخل فأمي تنتظركم على احر من الجمر
دخلوا جميعا ليسبقهم الاطفال الي جدتهم مهرولين اليها يسلمون عليها ليتبعهم احمد ويحتضن زوجة عمه
بحب كبير : كيف حالك امي ؟ اشتقت اليك كثيرا
ابتسمت نوارة هانم بحب وود كبيران : وانا الاخرى احمد ، فغلاتك من غلاة ياسين ، كيف حالك بني
__ الحمد لله بخير ، اشتقت اليكم والي مصر ، ولكن للأسف لم استطع اخذ اجازة اكثر من اسبوع ، ولكن ان شاء الله على اجازة الكريسماس سناتي ثانية ،اين عريسنا الغالي ؟
__ نائم ،فهو يشعر بالتعب قليلا ، ارتاحوا قليلا وعندها سيكون استيقظ
واقفة تتأمل المشهد الذي يحدث بين زوجها وامها
حدثت نفسها بسخرية مشهد مكرر و معاد نادين
الم تشاهديه من قبل ، لماذا تتعجبين فامك تتعامل مع احمد كما تتعامل مع ياسين بالضبط ، فهما اغلى اثنين عندها
اغلى منك انت شخصيا
تقدمت من امها واحتضنتها ببرود وابتسمت ابتسامة متكلفة كيف حالك امي ؟
ابتسمت امها بهدوء : بخير حبيبتي ، كيف حالك انت ؟
ردت ببرود : بخير ، ولكني متعبة واريد ان ارتاح قليلا
انصرفت من امامهم ببرود قاتل جعل زوجها يزفر ضائقا
وقال بارتباك : اعذريها امي ، فالرحلة طويلة ومتعبة
هزت راسها بتفهم لترتب على كتفه : اذهب انت الاخر لترتاح ، قبل ان تبدا الحفل ليلية
انصرف صاعدا خلفها وهو يشعر بغضب شديد من زوجته التي تمتلك قلب كالصخر
*********************
واقف مذهول مما يحدث امامه احمد ومشاعرة المتدفقة نحوهم لا يتعجب من موقفه فهو تربى بهذا القصر وحتى بعد وفاة والديه ظل معهم وابوه راعاه كما كان يرعاهم ، نشا فرد من هذه العائلة ، نوارة هانم من ربته فوالدته توفت وهو بعمر العامين ووالده توفى وهو ابن العشر سنوات
وشقيقته المشتركة معهم بالدم تتعامل معهم ببرود لا مثيل له
تعاملها معه في المطار ومع امه الان ادهشه بشده
تنبه من افكاره على صوت امه : يوسف
هز راسه حتى يتأكد انه لا يتخيل بان امه تتكلم معه
نظر اليها لتناديه مرة اخرى وهي تحرك يدها امام وجهه __ يوسف ، زوجتك تعبت اليوم وياسين ذهب بها الي المشفى
تأكد الان انه يحلم وهو مستيقظ فاذا كانت امه تتحدث معه بالفعل ولكن ما تقوله ضربا من الخيال
سال بتردد : امي تكلميني انا
جاهدت حتى لا تضحك على تعبير وجهه : نعم اكلمك ، لا ارى احد اخر امامي
__ المعذرة ماذا قلتي ؟ فلم انتبه ؟
_ زوجتك تعبت اليوم واخاك ذهب بها الي المشفى اذهب لتطمئن عليها
نظر الي امه وهي تتحرك من امامه ليشعر بالدموع تتدفق من عينيه ليتقدم منها بسرعه ويحيطها بذراعيه ويقبل راسها
__ المعذرة امي ، لا تغضبي مني ارجوك ، ولكن شعرت انه الحل الامثل لأتزوج ممن احب ،ارجوك امي سامحيني
__ خلاص يوسف ، الموضوع انتهى
فكت يديه من حولها وهي ترتب على خده بحنان : اذهب لتطمئن على زوجتك
ابتسم ليمسك يدها التي على وجهه ليقبلها وذهب ليطمئن على زوجته
*******************
دخل الي جناحهما المعد بالقصر في عاصفة غضب
جز على اسنانه بقوة ضيقا منها ، بحث عن اولاده
فلم يجدهم من الممكن انهم يلعبوا بحديقة القصر
اتجه اليها على الفور فهو يتجنب ان يتشاجرا امام اولادهم
فتح الباب بقوة من كمية الغضب التي يختزنها بداخله
لترفع اليه عينيها ببرود متعجبة من دخلته القوية
زفر بضيق من نظرتها الباردة وقال بغضب ونبرة منخفضة
__ هل تستطيعي افهامي لماذا تتعاملين مع امك بهذه الطريقة ؟
ابتسمت بسخرية : انت غاضب من طريقتي مع امي
قال بضيق : بل مع كل الناس نادين
انت تتعاملين معي انا شخصيا ببرود لا افهمه ، على الرغم انك تعلمين اني احبك جدا
قالت بهدوء : انت لا تسأم احمد من هذا الحوار
اعلم انك تحبني وانا لا اتعامل معك ببرود ، هذه طبيعتي
الم تعتد على الي الان ؟
قال بغضب مكتوم : نادين انا ابن عمك ، واعرفك جيدا لم تكوني بهذا البرود من قبل
ونحن صغار كنتي كالشمس متوهجة تنشرين السعادة والمرح وتشرقين على حياة من حولك
قال جملته بنبرة حب صادقة لتتغير نبرته الي الحزن والحيرة
__ لا اعلم ما الذي غيرك ؟
سيطرت على خفقات قلبها وقالت ببرود تعمدته : احمد ماذا تريد الان ؟
نفخ بضيق : لا اريد شيئا نادين ، ارجوك حسني تعاملك مع والدتك قليلا
ابتسمت بسخرية طبعا ولم لا تدافع عن امي فهي من اصرت علي لأتزوجك ، بل فرضتك علي لأتزوجك ، فانت كنت ولا زلت عندها اهم مني ومن رغباتي وشعوري
***********************
فتح عينيه ليجد احلى ابتسامة امام وجهه ليبتسم بدوره
__ صباح الخير خالو ، هيا استيقظ ، خالتي نادين اتت هي واسراء واسماء واسلام ، وعمو احمد
ضحك عليها وهي تسرد العائلة بأكملها امامه اكملت ونحن جميعا نلعب مع خالي يوسف وزوجته اسلام يقول عنها انها جميلة جدا
ضحك بقوة على جملتها ليسالها بهدوء : هل سمعه خالك ؟
ضحكت بخفة وبراءة : نعم وطرده من الغرفة
ولكن بعد قليل سمح له بالدخول ليلعب معنا
ضحك من جنون يوسف المشهور به ، فبرغم انه قريب من يمني جدا ويدللها بطريقة تستاء منها نهى الا انها تفضل ان تلعب مع يوسف ، في بادئ الامر تعجب ولكن عندما رأى يوسف وهو يلعب معها ، علم السبب فيوسف يتحول الي طفل صغير اثناء لعبه
__ افسحي لي مجال لأقوم واذهبي لتلعبي معهم وانا سآتي وراءك
صرخت وهي تخرج راكضة : سأنتظرك
ابتسم وهو يفكر في طفلته الكبيرة التي اشتاق اليها بشده
لن يستطع التعامل معها بقسوة ولكنه غاضب بالفعل هذه المرة ، تنهد راسه سينفجر من تفكيره بها وبطريقة التعامل التي ستكون بينهما وهما زوجين فهي عنيدة جدا وهو لن يتحمل تحديها له
اه نور ، ستجبرينني ان اتعامل معك كالأطفال
**********************
بعد ان غادروا الاولاد غرفتهم التفت اليها
__ أما زلت متعبة حبيبتي ؟ هل ضايقك الاولاد ؟
__ لا اطلاقا بل سعدت باللعب معهم جدا ، وانا الحمد لله بخير
__ اخبريني بما حدث ، فلم استطع اتكلم معك امام الاولاد
توترت فهي لا تعلم ما ردة فعله على خروجها بدون علمه وبرفقة ياسين
قصت له ما حدث لينظر لها : لماذا لم تتصلي بي؟
__ كنت ذاهبه لنهى ، ووجدني ياسين على الارض
__ حسنا ، انت الان بخير ، لا تبذلي أي مجهود كما امر الطبيب
يشعر بحب لهذا الاخ الذي شهامته تحركه يعلم انه كان من الممكن ان يترك زوجته كما هي او يبلغ نهى عن امرها ولكن ياسين مختلف
قرر ان يذهب اليه مرة اخرى ليتكلم معه ، فهو من اخر موقف لهما بالمكتب لم يتكلم معه ، وياسين يتجنب رؤيته
تنهد وهو يتجه الي خارج الغرفة
***********************
دخلت الي الفيلا بعد يوم طويل متعب في صالون التجميل
وعلياء تجبرها على كل شيء
فهي تشعر بعدم رغبة فعلية لان تفعل أي شيء
تذكرت كلام عاملة الصالون وهي تنصحها بان تفرح من اجل نفسها فليلة العمر تأتي مرة واحده وحتى اذا لم تكن تحب عريسها فلتفرح من اجل نفسها
ما يتعبها ويؤلمها انه تحبه بل تهيم به حبا ولا تريد ان تعترف بذلك امامه ولا تشعره انها سترضخ لأوامره
يجب ان يشعر بكرهها ناحيته الكره فقط نور
دارت بعينيها في حديقة الفيلا لتشعر بالصدمة
__ علياء ، ماذا فعل عمر بالحديقة ؟
ابتسمت علياء : انها حفل ليلة الحناء نور ، انا من اقترحته
شعرت بصداع فعلي من صديقتها لتكمل : وطبعا دعوت جميع اقاربنا
ابتسمت علياء باتساع : بل جميع الصديقات والاقارب
والمعارف ايضا
كتمت غيظها مما يحدث حولها : سأذهب لأنام
صرخت علياء : نعم ، لا حبيبتي اجهزي وارتدي الفستان الذي انتقيته لكي ، ولا تشعري بالحرج فجميع المدعوات سيدات ، اؤكد انهن من السيدات ، هيا فالحفل على وشك ان يبدا
زفرت بضيق وملل لتشعر انها ستضرب علياء اليوم وهي تكمل : المحنية ستصل بعد قليل نور ، لا تتأخري حتى تنتهي من رسم الحناء قبل وصول المدعوات
صعدت والغيظ يملأها من ترتيب علياء ليلة للحناء وعمر من نفذ بدون استشارتها
و لا حل امامها الا الرضوخ لعلياء فهي تعلم ان هذه طريقة علياء لتظهر فرحتها بها
*********************
نزل الي الاسفل ليجد احمد جالس مع والدته ليبتسم باتساع
__ اهلا بالعريس ، اخيرا ستتزوج
ابتسم ياسين واحتضنه بود : اهلا بك يا ابن عمي العزيز
حمد لله على سلامتك
__ الله يسلمك ، كيف حال ياسر ؟ واخباره هو ومريم ؟
__ انهما بخير سأقابله الليلة ان شاء الله واكد علي ان تأتي معي انت وعمرو ويوسف
غمز بعينه : بم انها ليلة توديع العزوبية ،ياسين ما رايك ان
نقيم لك حفلا لتوديع العزوبية
ضحك ياسين : لا اريد حفلا لتوديع العزوبية ام انك تريد المرح تحت رايتي
ضحك بقوة وهو يهز راسه ايجابا ليكمل ياسين : ألا تخاف من زوجتك ان تقلب حياتك جحيما اذا علمت بأمر حفل توديع العزوبية
انقطعت ضحكته وقال بداخله لا يهمها ان افعل أي شيء المهم ان ابتعد عنها
ربت على ركبته : الن تقص علي من هي التي سرقت قلبك المنيع ؟
ابتسم وزحف اللون الاحمر الذي وجنتيه ليضحك احمد بشده
__ لا استطيع تصديق ما اراه امامي ، انت تحبها فعلا
ابتسم ياسين وتنهد بقوة ليكمل الاخر :لا نحن نريد ان نتحدث قليلا
فانت وصلت لدرجة اعلى من الحب يا عزيزي
__ تعال لنقابل ياسر ونتحدث معا بالطريق
__ الن تنتظر يوسف وعمر ؟
__ عمرو ابلغني انهما سيتأخران قليلا لا اعلم لماذا
__ هيا
*********************
عند نهاية الحفل وانصراف معظم المدعوات جلست بتعب
فصديقاتها اصروا ان ترقص كما تفعل أي عروس
استمتعت بالحفل جدا ، ولكنها تعبت بشدة و تريد ان تنام
تشعر براسها ثقيلا وجسدها مهدود من كمية المجهود الذي بذلته اليوم
ابتسمت لها بسنت بحب : مبروك نور ، الله يتمم لكي بالخير
__ الله يبارك فيك ، كيف حالك الان ؟
__ انا بخير الحمد لله ، اريد ان اسالك عن احوال عمر وعلياء ، فانا لا اريد سؤال علياء حتى لا تفهم اني اتدخل بحياتها ولكني قلقة عليها واريد الاطمئنان فحسب
ابتسمت نور : انهما بخير وعلى ما يرام
ويخططان لحفل زفافي دون علمي واخباري بخططهم
بل ما يحدث ، ان اختك العزيزة تخطط وعمر ينفذ
تنهدت براحة وابتسمت : يريدان اسعادك نور
__ اعلم ، ولذلك انا مستسلمة لهما ، زوجة على لم تأتي
لماذا ؟
__ هكذا افضل ، هي لا ترتاح معنا ولا معك
اراحتنا من وجودها الليلة
ابتسمت نور من صراحة بسنت المشهورة بها : ولكن انت ووفاء نورتم الحفل ، اشكركما على توجدكما معي
ردت وفاء هذه المرة : انت كعلياء بالضبط وامي كانت تنتظر عرسك كما كانت تنتظر عرس علياء
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تتذكر وصايا الخالة عائشة لها وان تعتني بزوجها ولا تعامله الند بالند
هزت راسها وقالت داخليا : سامحيني خالتي ولكني لن احني راسي لهذا الياسين
__ سننصرف نحن علياء ، علي اتي بالخارج ويبارك لك نور
ابتسمت نور : ابلغوه سلامي واني سأنتظره بالعرس غدا
ردت وفاء : طبعا كلنا سناتي ، لا تقلقي
لكزت علياء : ادعي اخاك لدخول وانا سأدخل بالفيلا
ابتسمت علياء وذهبت لتدعو علي ان يدخل الي الحديقة
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك