رواية جروح من عبق الماضي -33

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -33

الهاتف واتصلت به ولكن وجدته مغلق فأيقنت أنه لم يصل بعد .. رمت نفسها فوق السرير ثم قررت الاتصال بصديقتها خلود
خلود كانت تحدث الاستاذ إياد وعلامات التعجب ظاهرة على وجهها فتمتمت بذهول : والله دكتور ما ادري عنها شيء
إياد وهو يحاول أن يخفي ملامح الخوف من وجهه تمتم بثقة : أنا ما أحب أحد يتغيب من صفي كذا .هذا يسموه تسيب
خلود تمتمت بلا مبالاة : دكتورنا اعذرني لكن أنته جيت على أخر السنة وما باقي على الاختبارات إلا ذا الاسبوع .!! يعني لو حد فينا تغيب مجبور تعذره .. هذي أخر سنة ولازم الكل يجد ويجتهد عشانها .. ولا مو صح كلامي ؟!
إياد قاطعها سريعا : إيه ما قلنا شيء!! بس جود صار لها أكثر من ثلاثة أيام متغيبة
خلود بابتسامة عريضة : بس هي طرشت إجازة مرضية .. يعني كل أمورها في السليم
إياد شعر أن خلود أحرجته فحاول التهرب سريعا ثم تمتم بغضب : بس خليها تفهم أن هذا بيأثر على درجاتها
خلود وهي تنظر إليه بتعجب : وش فيه هذا محتر كذا ؟! يمه منه كلني بقشوووري .. لمحت جود تتصل ثم تمتمت بصوت مرتفع : دكتور إياد هذي جود إيش رايك تكلمها وتتفاهم معها بخصوص الدرجات ..
إياد شعر بالإهانة من كلام جود فتوجه بخطوات ثابتة إلى مكتبة دون أن يعيرها إي اهتمام
خلود تمتمت بتذمر : إيش فيه هذا ؟؟!! ولا شي عاجبه ..!! صدق مغرور
جود تقاطعها بابتسامة : وأنتي دايما كذا بس تتحلطمين !!
خلود وعيناها تتسع : آوووف إنتي وينك يا الدوبة هذا دكتور إياد اقلقنا كل يوم يوتر أعصابي بسببك
جود شعرت ببعض التوتر بمجرد ان تفوهت باسم إياد فتمتمت بثقة وهي تعتدل في جلستها : وش له يسأل طيب ؟!!
خلود : والله ليش ما أدري .! بس الظاهر مو مقتنع بموضوع مرضك
جود قاطعتها سريعا : بس انا فعلا مريضة وأفكاري ملخبطه هــ اليومين !!
خلود : ههههههههه مريضة .!! مو علي أنا ماما .. يلا علميني وين رحتي .. ويا ويلك لو ضحكتي علي
جود وهي تنظر إلى شاشة جوالها تمتمت بخوف : خلود أخليك الحين بتصل فيك بعدين .. عندي مكالمة
خلود : جود لحــــظة ..........!! ........................ .. يالله صكرت ..!! كنت ابا اسالها عن ابوها اوف بس
جود والخوف يتملكها وهي تضغط على زر الرد : عمي صالح ..!! طمني كل الامور تمام
صالح بابتسامة : لا تخافي يا جود .. أنا جهزت كل شيء وبغيت اعلمك بعد بكرة راح نسافر إذا شاء ربك
جود : تروح وترجع بالسلامة .. أعذرني عمي مرض ابوي خلاني انسى أطمن على حمدان وكيف صارت حالته
صالح : لا تخافين كل شيء تمام .. ألا ما علمتيني ابوك وينه فيه .. اتصل عليه وجوالة مغلق
جود وعلامات الحزن ترتسم على ملامحها: رجع السعودية
صالح قاطعها سريعا : بس حالة ابوك ما تسمح له يتحرك من مكانه ... جود إيش اللي صاير معاه بالضبط
جود وهي تهز راسها تمتمت بحزن : والله ما أدري إيش أقولك يا عمي .. بروحي ما فاهمة شيء
صالح : الله يعينك يا بنيتي .!! طيب أخليك الحين .. عندي شغل ولازم أخلصه قبل لا اسافر
جود والألم يسيطر عليها : طيب يا عمي اللي يريحك .. اليوم راح امر المستشفى واتطمن على حمدان


/::\


وفــــــــــــي إحدى آلمدآرس الثانوية
كانت المعلمة تشرح درس اليوم .. ولكن ميساء كان يشغل بالها ردة فعل راكان الغريبة .. ولما غضب منها هكذا
ريا وهي تضربها على كتفها : إيه يا حلو .أنتبه للدرس قبل لا يلاحظوا ناس شرودك وينقضوا عليك .. يتمنون لك الزلة
ميساء وهي تبعد كتفها جانبا تمتمت بصوت منخفض : اوووووف ريوه مالي خلقك !! لا تسندري راسي بحركاتك
ريا وهي تلعب بالقلم : طيب وش اللي خلاك تسوين كذا ..!! ما تحسي نفسك أنك جرحتي مشاعرة
ميساء تمتمت بألم : أيه أدري أني جرحته .. بس هو صايرة أعصابه مشدودة وما يتحمل مني كلمة
ريا قاطعتها بتعجب : طيب ما فكرتي ليش راكان صاير يتصرف معك كذا
ميساء : وش يعرفني انا ؟!! بس الظاهر المقلب اللي سويته لمهند للحين مأثر عليه .. لأنه خذ من اخوة كف محترم
ريا : ميساء ليش ما شكيتي للحظــة أنه راكان ...............................................!!
قاطعهم صوت من بعيد يبدو من نبرته الغضب والغيض : أي اللي هناك لا يكون هذي حصة سوالف وانا ما ادري
ميساء وعيناها تتسع : يمـــــــــــه صــــادتنا
ريا وهي تتمسك بطاولتها جيدا تمتمت بخوف : جاك الموت يا تارك الصلاة .. كله منك ..!!
المعلمة وهي تقترب منهم بخطوات ثابتة تمتمت بغضب : ممكن تفهموني إيش اللي صاير هنا
ميساء قاطعتها سريعا : كانت تبا مني قلم وعطيتها عشان تسجل اللي تقوليه أول باول صح رورو
ريا بتوتر تمتمت سريعا : إيه صح اللي قالتة .. صح صح
المعلمة تمتمت بخبث : إذا صح وش له تتلعثمين كذا ............!!
ريا وعيناها تتسع أكثر تمتمت بثقة : انا ما تلعثمت .. طبيعتي كذا
المعلمة تمتمت بغضب : طبيعتك هاه ......!! يلا اشوف انتي وياها برا
ميساء وهي تأشر على الخارج تمتمت بذهول : برا يعني برا
المعلمة : أيه يعني برا الفصل يا شاطرة يلا أشوف
ميساء وهي تشد ريا من يدها تمتمت بصوت منخفض : زين الحين خوفك فضحنا وش فيه لو جمدتي قلبك شوي
ريا : ميسو إيش تبيني اسوي .. بصراحه هذي ذيبه كلتني بعيونها .. تخلي العاقل يتجنن
المعلمة تمتمت بغضب : ريا قلتي شيء
ريا وقفت مكانها وتمتمت بذهول : ما قلت غير سلامتك .. وأن شاء الله ما راح أعيدها
المعلمة تمتمت بغرور : حسبالي بعد .. يلا اشوف فارقن
ميساء أغلقت الباب خلفها ثم همت بالذهاب ولكن يدا اشتدت وامسكتها : إنتي انهبلتي وين تبي ؟!!
ميساء : لا يكون تبيني اتم واقفة هنا .. واللي رايح واللي جاي يتشمت علي .. لا يا ماما
ريا : وش اللي ناوية عليه طيب
ميساء : ريا افكاري متلخبطة .. راح أدور لي فصل فاضي واجلس فيه .. وانتي إذا ودك تجلسين هنا براحتك
ريا : طيب و....................!!
ميساء قاطعتها سريعا : خليها تولي زين ..


/::\
وفــــــي مكان آخر .. تختلط فيه مشاعر الحب والخيانة
كان يجلس وهو مسند إحدى يديه على الطاولة والأخرى أسند بها راسه المثقل بالهموم .. كانت تنظر إليه من بعيد وهي تحاول جاهدة أن تفهم سر تلك النظرات الملبدة بالحزن والانكسار .. توجهت نحوه ببطء ووضعت يدها على راسه
رفع عينيه بتعب .. كانت الدموع غارقة في مقلتيه .. سكت قليلا ثم تمتم بألم : اللي جالسين نسوية صح
مسحت على راسه بحب ثم تمتمت بابتسامه : وش اللي صاير فيك .. مو هذا اللي كنت تبغية يصير من زمان !!
قاطعها سريعا وهو يشعر بأن هناك ألما في قلبة يجعله يتقطع : بس عذاب الضمير اللي عايش فيه إيش سببه
أجابـــته دون تردد أو خجل : عذاب الضمير اللي حاس فيه ماله داعي .!! نحن ما نقدر نغير شيء..الفأس وقع بالرأس
استرسل بدمعة على خده ثم تمتم بألم : عارف أنه الفاس طاح بالراس !! بس مو على راسك على راسي انا
قاطعته وهي تحاول أن تخفي الغضب الذي تملكها : يعني قصدك اني مرتاحة من اللي جالس يصير
نهض سريعا من على كرسيه ثم قاطعها بغضب : إيه .. انتي مرتاحة كثير لأنك قدرتي توقعيني بين ايديك .!!انا ما انكر أني احبك . بس كان لازم أحترم رابط الزواج وابتعد عنك .. ليتني بقيت في السعودية ولا جيت هنا .. نور اللي صار بسببك إنتي ؟! وكل شيء صار لازم ينتهي وفي هـ اللحظة
قاطعته سريعا وعيناها تغرغر من الدموع : لا يكون ودك تخليني ......!!
لم يتحمل دمعتها .. كان يشعر بالضعف بمجرد أن يشاهدها تبكي .. وضع يديه على خدها ثم مسح دمعتها وتمتم بألم : يمكن يكون لك إيد باللي صار .. بس انا بعد أعتبر مسؤول ولا راح أتخلى عنك .. بس انا حاسس نفسي مشتت ولا عارف كيف اتصرف .. أو حتى أنقذ نفسي من الوضع هذا
وضعت رأسها على صدرة وتمتمت بحب : خلنا نروح من هنا ونرجع السعودية .. كذا محد راح يقدر يبعدنا عن بعض
قاطعها بألم : نحن في مجتمع شرقي .. الكل لا دروا باللي سويناه يمكن راح يقيموا علينا الحد !!
تمتمت بابتسامة ممزوجة بألم : خلهم يجلدوني أو حتى يذبحوني بس أموت وانا قريبة منك .. أنته دنيتي كلها
مسح على راسها بحب ثم تمتم بألم : انا مضطر أروح !! اكلمك بعدين
شدته من يده سريعا ثم تمتمت بأمل : راح نروح مع بعض صح !! ما راح تتخلى عني ............
نظر إليها بتمعن ثم أدار بظهره وتوجه للخارج دون أن ينطق بأي كلمة .......
أما هي فشعرت بالسعادة لانها ستحقق مرادها قريبا فتمتمت بثقة : ما باقي إلا القليل واتخلص منك يا سعد واعيش حياتي .!! حياه أخترتها انا بنفسي وعن أقتناع .. مو حياة رسمها لي امي وابوي وكلها مبنيه على طمع وجشع


/::\
في إحدى زوايا الجـــامعة ..
كانت تجلس تحت ظل تلك الشجرة الضخمة .. لطالما أحبت ظلالها .. كانت تعتبرها مثالا للصبر والتحمل .. ابتسمت ابتسامة لم تدري ما سببها ثم تمتمت بألم : يا ترى لما تمدي ظلالك للناس فيه مره وحده سمعتي كلمة شكر ..اكيد لا
انا بعد نفسك .. أحسك تشبهيني كثير .. غامضة وصبورة ولا قادرة تعبرين عن مشاعرك للغير .. مع أنك كل ما تحسين أنه انسان جلس تحت ظلك تسيطر عليك سعادة غريبة .. حتى لو ما قالك شكرا .. يكفي انه حس بحاجته لك .. لكن انا
مكفني وجودة قربي .. حتى لو ما حس فيني .. لما أشوفه قدامي انسى كل شيء قاسي صار لي معاه .. احس نفسي طفلة صغيرة ومحتاجة لحنانه .. يمكن هو اوقات يبعد عني كثير .. بس انا قلبي وحبي له يقربني له اكثر .. حب مكتوب له الضياع ونهاية قاسية حزينة .. مو من حقي أحب مهند ليش أني ضعيفة ولا قادرة افرغ القوة اللي بداخلي .. عشان يلتفت لي لازم اظهر له الصورة اللي يحب يشوفها هو .. لكن لا مو لمياء اللي تسوي كذا .. راح اظل لمياء بقناعاتي ومبادئي حتى لو خسرت حب مهند .. أهم شيء ما أخسر ذاتي .. لأني لو خسرت ذاتي راح أخسر معاه كل شيء


/::\


راكان شعر بحزن كبير يتملكه .. ظل يقود سيارته إلى طريق مجهول .. حتى أحس أنه وصل إلى وجه مقطوعه .. صحراء قاحلة .. وكأنها هجرت منذ سنوات .. أوقف سيارته ثم مسح الدموع التي لم تنقطع من عينيه منذ أن فارق ميساء .. وبعدها ترجل منها بكل هدوء وظل يتأمل ما حولة ثم تمتم بألم : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه بس ليت قلبي مثل هـ الصحراء ما يحمل شيء .. لا مشاعر ولا عذاب ولا هموم .. ليتني مت قبل ما نبض قلبي بحب ميساء .. ميساء اللي الزمن غيرها .. لما كانت صغيره كانت قمة في الحنان والنعومة .. بس الحين صارت انسانه ما تعرف توزن الكلمة .. تجرح ولا هي حاسة على نفسها .. آآآآآآآآه بس !! ودي ارجع للسعودية وأنسى كل اللي صار .. انسى أني قطعت أشغالي ومصالحي وتركت الدنيا باللي فيه بس عشان اشوفها .. اشوف ضحكتها اللي حنيت لها كثير .. لكن إيش اللي شفته يا حسرة !! حتى الضحكة اللي كنت متلهف اشوفها كانت ضحكة ناتجة عن استهتار ولا مبالاة .. وش اللي غيرك يا ميساء .. وربي ما تمنيت شيء من الدنيا هذي كثر ما تمنيتك تكوني قربي !! واشبك إيدي بإيدك .. تمنتيك تكوني زوجتي .. بس اليوم أنتي فهمتيني وخليتيني أشوف اللي ما كان ودي اشوفه أو حتى اسمه .!! ليش يا ميساء ليش !!
ظلت التساؤلات كثيره في ذهن راكان ولم يجد لها حل واحد !! لم يتحمل تلك الخسارة لذا جلس على تلك الأرض الناعمة المغطاة بالرمال ثم حفر حفرة صغيرة ووضع راسه فيها وتمتم بألم : ليتني مت ولا سمعت اللي قلتيه !!
ليت الأرض انشقت وبلعتني ولا أشوف نفسي في عينك صغير .. آآآآآآآآآآآآه يا ميساء قتلتيني وانا بعدني حي
الله يرحم حبنا اللي قتلتـــــيه,,,,,,جفت دموعي والبقا في حيــاتك
يا للاسف كل الاسف ما بكيتيه,,,,,,انتي الغرور اعماك مع حب ذاتك
انتي بديتي الحب وانتي نهيتيه,,,,,,اقري عليه الفاتحه في صـــــلاتك


/::\


نعــــود للجـــــــامعة ..
اماني كانت ملامح الغضب ظاهرة عليها .. كانت تتصل ولكن في نهاية الأمر تضع الهاتف بجانبها
خلود تمتمت بحيرة : أماني إيش فيك ؟!!!
أماني : إيش فيني بعد .. لما حسيت أني بديت أكسبه وأكسب قلبة رجع يبتعد عني مره ثانية
خلود : طيب إنتي هدي نفسك .. تركي رجال أعمال معروف !! إذا بنته مو ملحقة عليه إنتي بتلحقي عليه
أماني قاطعتها سريعا بصوت عال : إذا هي بنته أنا راح أصير زوجته !! يعني حقوقي راح تختلف عن حقوقها فاهمه
خلود وهي تضع يدها على شفتي أماني تمتمت بصوت منخفض : بس كافي فضحتينا
اماني أبعدت يدي خلود ثم تمتمت بتذمر : يا شيخة روحي عني بس !! من اليوم وساير مالك شغل فيني فاهمة
خلود وهي تشدها من يدها ثم اخذتها لمكان هادئ تمتمت بغضب : الظاهر بديتوا تنسوا افضالنا عليكم ؟!!
اماني وعيناها تتسع : حقك راح تاخذية بالكامل .!! بس انا ما راح اسكت عن هـ الوضع وتركي هذا بجيب راسه
خلود تمتمت وهي تعض على اسنانها بغضب : طيب يا اماني سوي اللي يريحك .. ولا ندمتي أنسي وحده اسمها خلود
اماني قاطعتها بسخرية : ما راح أندم !! ولا حتى راح ألجا لوحدة مثلك .. كل اللي سوته كم شغله وجالسة تمن علي
خلود قاطعتها بغضب : الظاهر نسيتي يا شاطره .. انه كل اللي إنتي فيه بسببي وبإشارة وحده مني كل هذا بينهد ع راسك . عشان كذا خليك عاقلة !! ولا تخلي العشرة والمصالح اللي جمعتنا تنتهي كذا !! واللي أعرفة عنك أنك فهيمة
اماني تمتمت بغيض بعد ان احرجتها خلود : إنتي كنتي بس سبب .. والباقي كان بجهدي أنا
خلود قاطعتها بسخرية : ههههه طيب يا أماني .. دام كل هذا صار بجهدك انتي .. انا راح اعلم تركي وجود باللي صار
اماني قاطعتها وهي تحاول أن تخفي توترها وخوفها : ما تقدري ليش انك تعزي جود كثير وما ترضي على زعلها
خلود : بس أنا كذا راح أكسبها !! من قال لك اني راح أحط شيء على راسي !! افعالك تتحمليها بنفسك
اماني وهي تضغط على يد خلود بقوة تمتمت بخوف : خلاص خلود انا اسفه وحقك علي !! بس تكفين لا تعلمين جود
خلود وهي ترمقها بنظرة كبرياء تمتمت بثقة : خليك عاقل !! وساعتها ما راح تشوفي إلا اللي يسرك .. عن إذنك
اماني وهي تضغط على يديها بقوة تمتمت بغضب : تعايريني يا خلود !! طيب انا راح اوريك ؟!! صبرك علي بس
سمعت صوت قهقهة تصدر من خلفها فأدارت بظهرها ثم أتسعت عينيها فجأة وتمتمت بذهول : أنتــــي ؟؟!!
عبير وهي تضع يدها على كتف اماني تمتمت بثقة : شجون الظاهر فيه أعداء كثير لحبيبتنا جود
اماني قاطعتهم سريعا بغضب : جود صديقتي ومثل اختي .. وعمرها ما كانت عدوتي ولا راح تصير !!
شجون وهي تطلق ضحكة : اسمعي عبير . يعني بكرة راح تاخذ ابوها .. لا وبالمؤامرات . تبا جود تحبها وتحترمها
اماني تمتمت بغضب : هههههه انتوا الثنتين ما عندكم سالفة .. وعلاقتي مع جود محد له شغل فيها فاهمين
شجون وهي تشدها من يدها : سمعي يا أماني خلود قوية ولو أتحدت مع جود راح تصير أقوى .. يعني بالمختصر المفيد انتي راح تخسري كل شيء ,, بيتك .! نفسك !! وحتى اهلك واحترامك لنفسك .. بس ولا تخافي نحن عندنا الحل
اماني وعيناها تتسع وهي تفكر في كلامهما جيدا تمتمت بذهول : خلود مستحيل تخوني لانه هي بعد لها مصلحة
عبير تمتمت بسخرية : ههههه يا حلوة فكري زين .. انتي حسستي خلود انك يمكن تخونيها في أي لحظة .. فعشان تحمي نفسها طبيعي راح تتحذر منك .. فخليك في النص .. اكسبي خلود واكسبينا بعد وما راح تخسري
قاطعتها شجون سريعا : وانا وعبير نوعدك قبل ما تتكلم خلود وتفضحك راح نقص لسانها قص ونجيبة لحد عندك !!
اماني تمتمت بعد تردد طويل : طيب وإيش المطلوب مني ؟!!
عبير وهي تضع يدها على خاصرتها تمتمت بسخرية : إيش قصدها الحلوة !!
اماني : ههه انتي وشجون مستحيل تسون شيء منيه والدرب اكيد فيه ورى الشي هذا سر .. فاختصروا وخبروني
شجون وهي تمسح على كتف اماني بحب تمتمت بثقة : كلامك عين العقل بس طلبنا نحن صغير وما بيكلفك كثير
اماني : طيب ممكن اسمع طلبكم .. وانا لحالي بفهم إذا صغير ولا لا
شجون تمتمت بثقة : إسمعـــــــــــي يا أماني .. وبعدها قرري طيب .. وتأكدي انك راح تكوني المستفيدة من كل هذا ..
الممــــــــلكة العربيـــة السعـــوديــــــــــــــــــــــة


//
\\


خرجت عائشة برفقة العنود و كان كل جسدها يرتعش من شدة الخوف ..
العنود وهي تشد يد عائشة تمتمت بحرقة : عائشة تكفين خلينا نرجع
عائشة تمتمت بغضب :لا العنود ما راح ترجعين إلا لما تشوفين بنتك ..انتي ما راح ترتاحي إلا إذا قريتي عينك بشوفتها
العنود وهي تستند على حجر قريب وضعت يدها على رأسها وتمتمت بألم : انا من يوم تخليت عنها خسرتها .. خسرتها
عائشة قاطعتها بثقة : لا ما خسرتي شيء ؟!! اللي صار كنتي مجبورة تسوية .. وبنتك أكيد راح تتفهم وتقدر وضعك
العنود وهي ترفع يديها أمام عائشة تمتمت بحرقة : شوفي أيديني كيف ترجف .. ماضي صرت أتهرب من 21 سنة !! وفجأة أجي بكل أرادتي عشان أعيد فتح الصفحــة هذي اللي طويتها من زمان .. الموضوع صعب علي كثير
عائشة جلست بقربها مسحت على راسها وتمتمت بألم : متى راح تفهمين انك ما بتقدري تعيشي إلا إذا واجهتي ماضيك
العنود قاطعتها سريعا وهي تنفجر باكية : ومن قال لك اني ودي أواجه الماضي .. طول عمري عشت مع دموعي ولا اشتكيت .. ولا احد حس فيني غير جدران الغرفة اللي لمتني .. عائشة اللي ودك تغيرية صعب يتغير ..
عائشة تمتمت بحزن : ما فيه شيء صعب .. العنود نحن قطعنا نص الطريق تكفين خلينا نكمل .. ثم سكتت قليلا .. بعدها تمتمت وهي تصدر ضحكة خفيفة بقصد مداعبتها والتخفيف عنها : ترى على فكرة انا مو مضايقة على شانك انتي لا لا !! بس بصراحة فيني فضول وودي اشوف بنتك جود اللي ضحيتي بكل هذا عشانها .. يا ترى حلوة ولا شينة
العنود قاطعتها سريعا ودمعة رسمت على خدها : إلا فلقت قمر .. للحين صورتها في بالي ولا راح تفارقني أبد
عائشة وهي تشدها من يدها : أجــل بطلي دلع وخلينا نتوكل .. واللي كاتبة الله بيصير
العنود نهضت بصعوبة كانت تجر قدميها بخطوات متثاقلة إلى الأمام ولكن تفكيرها بماضيها القاسي ضل يعيدها للوراء
قاطعها صوت عائشة وهي تسال امرأه مرت من أمامهم : لو سمحتي ندور بيت أم جود ........
قاطعتها المراءة بابتسامه : قصدك بيت أم نجود .. هذاك هو البيت .. عن إذنكم
عائشة وهي تبتسم : مسكينة الظاهر الحرمة هذي ما تسمع .. العنود شوفي البيت نفسه صح
العنود وهي تسترق النظر من خلف ذلك الحائط تمتمت وغصة في قلبها : إيه نفسة .. بس الظاهر غيروا فيه شوي
عائشة قاطعتها ": العنود شوفي هناك في بنت طلعت .. اكيد بنتك جود .. ما شاء الله تبارك الله وش زينها
العنود بمجرد ان رأتها شعرت أن قوها قد خارت استندت على عائشة وتمتمت بألم : عائشة هذي بنتي .. كبرت وصارت قد حالها ..!! ليتني بس اقدر اقرب منها وأحضنها .. ليتني اضمها وأشم ريحتها .. ريحتها من لما كانت صغيره ما فارقتني .. يا ترى هي بعدها نفس الريحة ولا تغيرت وتغير كل شيء معاها
عائشة وهي تضمها إلى صدرها : هونيها وتهون يا الغالية ..!! أهم شيء تشبعي من شوفة بنتك
العنود وهي تمعن النظر فيها جيدا تمتمت بألم : لو اجلس اشوفها العمر كله ما راح اشبع منها .. مو كافي 21 سنة حرموني منها .. وش باقي من العمر أكثر من اللي راح .. آآآآه يا جود لو ما صار اللي صار كنتي الحين بحضني
في الحقيقة لم تكن نجود هي الواقفة أمام الباب ولكن كانت صديقتها ميس التي كانت تنتظر شقيقها رائد
ميس وهي تنظر إلى ساعتها : يا ربي وينه هذا .. مو قال نص شوي وجاي .. صار لي خمس دقايق واقفة هنا
أدارت برأسها قليلا ثم لمحت العنود وعائشة وتمتمت بذهول : من هذولا !! وش فيهم يشوفوني كذا .. أحسن شيء اروح واشوف إيش عندهم .. من أشكالهم باين عليهم أنهم غرب عن المنطقة واكيد يبون مساعدة
/::\
عائشة وهي تشد العنود من يديها :العنود خلينا نروح الظاهر أنه بنتك شافتنا ..
العنود وهي تحاول أن تحرك قدميها تمتمت ودمعة رسمت على خدها : ما قادرة امشي يا عائشة رجولي خانتني
عائشة وهي تشدها بشكل أقوى : العنود تكفين سوي شيء .. حاولي .. بنتك بدت تقرب منا أكثر
العنود وهي تجلس على تلك الصخرة تمتمت بحزن : وش فيك ما تفهمين اقولك ما قادرة امشي ..!!
وصلت ميس أخيرا .. ابتسمت عندما شاهدتهم وتمتمت بحب : الظاهر انكم غرب عن المنطقة .. ودكم أي مساعدة
عائشة ويداها ترجف : مشكورة يا بنيتي ما تقصرين .. بس ننتظر السيارة ... روحي انتي ولا تشغلي بالك
ميس : لا ما يصير اروح واخليكم هنا .. اقلها خلوني اضيفكم ... اكرام الضيف من طبايعنا وعاداتنا
العنود كانت تتأملها بتمعن .. ووجهت اذناها لصوتها حتى تترنم بذلك الصوت الذي حرمت منه سنوات طويلة
ميس وهي تقترب من العنود وتطبع قبلة على راسها تمتمت بخوف : وش فيه خالتي الظاهر عليك انك تعبانة
العنود شعرت برغبة كبيرة للمس وجه ابنتها كما كانت تعتقد .. فرفعت يديها ثم مسحت على خدها وظلت تبكي بحرقة
ميس استغربت من تصرفاتها ولكن ما كان منها إلا أن تجاريها شفقة على حالها
عائشة وهي تمسك يد العنود تمتمت بابتسامة : السيارة جت روحي يا بنيتي ولا تشغلي بالك
ميس وهي متعجبة من حالهم تمتمت بذهول : طيب اللي يريحكم .. اسـتاذن انا
العنود مسكت يد ميس فجأة وتمتمت بحزن : إيــــــــــــــش إسمــــــــــــــك يا بنيتي
ميس ابتسمت ثم تمتمت بحب : اسمــــــــــــي وقاطعها صوت من بعيد ..كان صوت شقيقها رائد
ميس بابتسامه : أخليكم انا مضطرة أروح خويتي كثير تعبانة وضروري تشرب الدواء في وقته عن إذنكم
بمجرد ان غادرت شعرت العنود أن السنوات التي حاولت أن تتناسها عادت إليها من جديد .. بالماضي هي من تخلت عن يدي ابنتها بعد أن كانت جود محكمة القبضة جيدا .. اما اليوم جود هي من ابعدت يدها عن يد والدتها
العنود تمتمت بحرقة : خذيني من هنا .. خذيني من هنا يا عائشة .!
عائشة : طيب وش رايك نمشي .. الظاهر فلوسنا ما راح تكفي عشان ناخذ سيارة
العنود لم تستمع إلى ما قالته عائشة .. فلم يكن يشغل بالها إلا صورة ابنتها التي كانت قريبة منها بشكل كبير
وما هي إلا لحظات بسيطة حتى تمتمت بحزن عميق : عائشة ودي اشوف المستشفى إذا بعدها موجوده !! ودي اشوف حالتها بعد سنوات من العذاب اللي عشت فيهم بسببها .. المستشفى القديمة هذي هي اكبر سبب خلاني ابتعد عن بنتي
عائشة وهي تمسح على رأسها بحب : طيب يا العنود ما يصير خاطرك إلا طيب .. راح نسأل عنها واكيد بنحصلها
العنود قاطعتها سريعا : حتى لو غيروا الشوارع وصارت اجدد .. أحساسي والالم اللي بداخلي راح يخليني أوصل لها


/::\


رائد تمتم بابتسامة : ميسوا من هذولا حبيبتي ..!! أول مره اشوفهم
ميس : لا هذيلا ناس غرب .. الظاهر يدورون على احد ؟! بس فيه وحده تكسر الخاطر وحيرتني كثير ؟!
رائد وهو يعقد حاجبية تمتم بحيرة : حيرتك من أي ناحية
ميس : كانت لا بسة نقاب .!! بس مطلعه شعر ومغطية فيه وحده من عيونها .. كانت تشوفني بنظرات غريبة!! نظرات كلها حب وحنان ..حسيت كأنها ما ودها تفارقني لحظة..مسكت ايدي بقوة ..حاسة يا رائد أن ورا الحرمة هذي سر كبير
رائد تمتم بحب : ما عليه يا ميس .. يمكن شافت فيك بنتها أو ذكرتيها بأنسان غالي .. تصير اشياء مثل هذي
ميس وهي تطلق زفرة طويلة تمتمت بحزن : هاه جبت اللي وصيتك عليه
رائد وهو يمد لها بكيس الادوية تمتم بحب : تفضلي ..!! كيفها الحين ؟!!
ميس قاطعته سريعا : لا تشغل بالك ؟!! هي الحمد لله أحسن . الحين راح اخليها تاخذ أدويتها وارجع البيت على طول
رائد بحزن عميق : امانه يا ميس ديري بالك عليها .!! انا عندي شغل ولازم ارجع المستشفى واخلصة
ميس بابتسامة حزينة : لا تشغل بالك يا اخوي .. راح اكون معاها خطوة بخطوة .. سير وشوف شغلك
قاطعهم صوت قهقهات من بعيد يبدو على صاحبها وكأنها يسخر منهم : ما شاء الله الحبايب هنا
رائد بصوت منخفض وهو يضغط على يديه بقوة : ميس روحي داخل
ميس كانت تنظر لتصرفات مصعب الغريبة بتعجب .. حاولت فهم هذا الشخص كثيرا ولم تستطع فتوجهت للداخل بهدوء
رائد تمتم بغضب : خير يا مصعب عندك شيء وودك تقوله ؟!!
مصعب : لا بس المفروض تكون واقف على الباب هذا فاشر بأصبعه على باب منزله مش هنا !! ولا أنا غلطان
رائد والغضب يكاد يتآكلة : اسمعني يا مصعب خلك بعيد عني احسن لك !! ما ودي تصير مشاكل بسبب طيشك
مصعب ابتسم ابتسامة ثم تمتم بسخرية : لا تخاف ما راح تصير مشاكل بسببي لأني عن قريب راح اتزوج
رائد بمجرد ان تفوه مصعب بهذه الكلمات بلع ريقة بصعوبة ثم تمتم والكثير من الخوف يتملكه : ومن هذي
مصعب نظر إليه باستخفاف ثم تمتم بسخرية : وأنت وش له مدخل نفسك فأمور ما تخصك .. عليك بسندس وبس
رائد وهو يضغط على يده بقوة تمتم بلا مبالاة : الله يكون بعون اللي راح تبتلي فيك ؟!!
مصعب قاطعه بغضب : والله يعين أختي اللي راح تتزوج انسان قلبة مع أنسانة غيرها .. مسكينة سندس

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات