رواية احلامي المزعجة -32
همت بالرد عليه ليسكتها بقبله لطيفه : سأذهب ، سلام
قامت خلفه الي باب الغرفة لتمسكه من يده وهو يهم بالخروج
لتجعله ينحني اليها وتطبع قبلاتها على خديه
__ لا تتأخر ، تعود الي سالما ان شاء الله
احتضنها بين ذراعيه بحب : ان شاء الله ، لن أتأخر لا تقلقي
رفع راسه ليجد ياسين بوجهه ابتسم له بتلقائية ليرفع الاخر حاجبيه وينزل على الفور
زفر بضيق : يا لك من عنيد ياسين
******************
نزل مسرعا وهو يفكر هل نور ستصبح بكل هذه المودة بعد الزواج ام ستظل متصلبة كما هي ،لا ينكر انه شعر بالغيرة قليلا لما شاهده منذ قليل بين اخيه وزوجته فبرغم من كل المشاكل المحيطة بهما الا انهما لم يتشاجرا بل ما شعر به البارحة واليوم انهما متمسكان ببعضهما ولا ينويا الافتراق
سعيد من اجل اخيه ، وكان سيسعد اكثر لو جاء يوسف وطلب منه ان يتزوج حينها كان سيزوجه لشقيقة معتز رغما عن انف معتز نفسه
خرج مسرعا ليذهب الي الشركة يريد الانتهاء من اعماله مبكرا ليتفرغ لموعده الصباحي مع نور
فهو ينتظر صعودها اليه لتفي بوعدها وتسمعه احب كلمة الي قلبه من شفاهها العذبة
تنهد بحب وهو يدخل الي مكتبه لينقلب وجهه ويجز على اسنانه ضيقا من رؤية الجالس امامه
**********************
استيقظ بالصباح ليشعر بسعادة لم يختبرها من قبل
فالليلة الماضية كانت اجمل ليلة بحياته ، عادت حبيبته كما يعرفها سابقا ، عادت علياء حبيبة قلبه و روحة ومن تسكن حواسه كلها ، تكلمت معه بكل شيء حتى الم فقدانها لامها
تنهد بحب وهو ينظر الي ظهرها العاري الظاهر بسبب انحسار الغطاء عنه ، اقترب منها بهدوء وعيناه تلمعان بلهفة وحب كبيران ليطبع قبلة عميقة بمنتصف ظهرها تململت على اثرها ليطبع العديد من القبلات الملهوفة السريعة
شعرت بأنفاسه الدافئة على ظهرها لتشعر بقبلته العميقة التي ايقظتها على الفور وسببت باندفاع الدم الي وجنتيها وكل جسدها لتشعر بالحرارة تسري به ليتبع قبلته الاولى بقبلات عديدة سريعة جعلتها تشعر بوهج لا تستطيع تحمله
قالت بهمس : عمر ، توقف
ضحك : قومي ايتها الكسولة ، اريد ان ارى وجهك اليوم
فانا استيقظ على رؤية وجهي كل يوم ، واليوم اريد ان ارى اجمل ما خلق الله على الارض ، هيا استديري لأرى وجهك
شدت الغطاء عليها الي ما تحت ذقنها و لفته بإحكام عليها واستدارت اليه
امسك الغطاء ليسحبه لتمسكه هي بقوة وهي تصرخ : عمر ارجوك
قال برجاء : علياء اتركيه ، من اجلي حبيبتي
هزت راسها نافية بقوة : لا ، اتركه انت ، وتوقف عما تفعله
مط شفتيه واصطنع البراءة : لا افعل شيء ، اريد ان ارى ملاكي الجميل في الصباح ، هل هذا كثير علي
ابتسمت : ليس كثيرا حبيبي ، ها انا ذا
رمشت بعينيها وابتسمت ليبتسم لها بحب : صباح مبارك حبيبتي ، اليوم صباحيتنا وما يقهرني حقا اني سأضطر ان اذهب الي العمل
سحبها الي حضنه واحتضنها بذراعه : المعذرة حبيبتي
لان العمل على اشده هذه الايام ولن استطيع ان اخذ اجازة
__لا تعتذر عمر ، انا مقدرة لظروفك
ولكن لا تتأخر على الغداء ، سأحضره بنفسي
قال بجدية : ماذا قلت لك امس ؟ عروسي الجميلة لن تدخل الي المطبخ ، لا تدعيني اكرر الكلام علياء ، فانا امل سريعا
ولكن اجهزي سامر عليك ونخرج نتغدى سويا
تنحنحت : ونور
قام واقفا وهو يقول : ما بها ؟
__ الن تذهب معنا ؟
__ بالطبع سأخبرها لتاتي معنا ، سأذهب لاستحم ،ليتبع وهو يغمز بعينيه :هلا تأتي معي ؟
تلون وجهها للأحمر القاني وهزت راسها نافية
ليضحك هو ويقول بخبث : اه لو كنت استطيع ان امكث اليوم بالبيت لكنت تنهد بقوة : ولكن ماذا افعل ساعدني يا ارحم الرحمين
انفجرت ضاحكة على مظهره وهو يتأفف من عمله
لتتنهد وتمسك قميص بيجامته المرمي على الفراش وتحتضنه
بحب اه عمر كم تمنيت هذه السعادة معك ،وها انا الان احقق اهم حلم لدي ، لا استوعب الي الان ان هذا يحدث اشعر اني بحلم جميل اخاف ان استيقظ منه
دعت هامسه : ربي ادمها على نعمة واحفظها من الزوال يا رب العالمين
********************
__ماذا تريد معتز ؟ ما الذي اتى بك اليوم ؟
ابتسم بخبث وعيناه تلمع بالكراهية : جئت لأرى نتيجة اجتماع مجلس الادارة ياسين
فانا سمعت ان احدهم ستسحب منه الثقة قريبا
جز ياسين على اسنانه ليهزا ساخرا : اه ، والمجلس سيجتمع من دون علمي ، ام انك جننت وتتخيل الاشياء
ضحك بسخريه ليضم ياسين قبضتيه بقوة حتى لا يلكم وجهه
__ سترى ، ولماذا يخبروك اذا كانوا سيسحبون منك الثقة ياسين
هم ان يرد عليه لتدخل عبير : السيد عبد العزيز بالخارج ومعه كامل بك ، ومنير بك
شعر بان قلبه يهوي من ضلوعه اذن يوجد بالفعل اجتماع لمجلس الادارة وهو لا يعلم عنه شيء
افاق من تفكيره على ضحكته الكريهة الساخرة
__ اراك بعد الاجتماع ياسين اقترب منه لينظر اليه من قريب ويضع عيناه البنية بعينيه الرمادية بتحدي
__ ارجو ان لا تأخذ مكتب اباك معك ، فانا اريد الجلوس عليه ، فنوعه جيد ، جيد جدا
انصرف وهو يقهقه ضاحكا ليشعر الاخر انه سينفجر
ولكنه لابد ان يسيطر على اعصابه ليستطيع ان يتكلم مع الاثنان اللذان بالخارج فهما اكبر مساهمين بالشركة وهما من يستطيعا التأثير على باقي الاعضاء
خرج من مكتبه ليجد الاثنان بانتظاره ابتسم بهدوء
__ اهلا تفضلا لنتكلم بالداخل
لمح نظرة سريعة بين كامل بك ومعتز توتر هو منها ليتبعاه الي الداخل
ابتسم بحب : اهلا استاذي
نظر له مطولا وقال بضيق : اهلا معتز ، كيف حالك ؟
اقترب منه : انا بخير ، كيف حالك وحال بقية الاسرة ؟
رد ونبرة الضيق لا تفارقه : بخير الحمد لله
قال بنبرة رقيقة : الن تسامحني يا سيدي ؟
نظر اليه وقال بمرارة : اسامحك ، لماذا هل فعلت شيء يستحق ان اغضب منه ؟
__ استاذي ، لا تجعل ياسين يملئ راسك بالأفكار ضدي
قال بحزم : لا تدخل ياسين في كل شيء خاص بك
فياسين لا علاقة له بالأمر وانت تعلم ذلك جيدا
كفى ما تحمله من اخطائك ، لا تبحث له عن اخطاء جديدة تفعلها وتحملها اليه
__استاذي
اشار له بيده مقاطعا : كفى معتز ، لا اريد سماع اتهامك لياسين مجددا ، فانا اعرف ياسين جيدا ، واعلم انه مستحيل ان يفعل ما قلته لي مسبقا ، ثم اني طلبت منك من قبل اني لا اريد رؤيتك فانت تتسبب في فتح جروحي القديمة
انصرف من امامه ليشعر الاخر بقلبة يتمزق حزنا ، لا يعلم ما الذي يجعل السيد عبد العزيز لا يصدقه بل يحمله ذنب وفاة حنان ، رفض الاستماع اليه مسبقا ، وكلما يذهب الي منزله يرفض مقابلته ، لا يريد شيء غير انه يشعر انها قريبة منه كما كانت والسيد عبد العزيز واسرته من تبقوا له من ذكراها
قال بتوعد ونبرة منخفضة : سأقتلك ياسين ولكني سأحرق قلبك اولا
**********************
ابتسم بسعادة عند انتهاء الاجتماع وجميع من بالمجلس راضيين عن اداء الادارة والشركة
طبعا كامل بك حاول ان يعثر على اخطاء قانونية وهندسية وادارية ولكن وقوف السيد عبد العزيز معه و يوسف ايضا
شكلا جبهة قوية امام الادعاءات التي لا صحة لها
كم يشعر بالامتنان لهما ، وما يفرحه حقا يوسف
لم يكن يتوقع انه سيكون سند وظهر قوي يستطيع الاعتماد عليه ولكن من الواضح ان الولد الصغير اصبح رجلا كبير
يستطيع الاعتماد عليه بالفعل
حسنا يوسف سأختبرك في فترة اجازتي لقضاء شهر العسل
واذا كنت عند حسن ظني سأمنحك منصب اداري مهم
طلت عليه وهو في خضم افكاره بابتسامتها الجميلة
__ هل مسموح لي بالدخول ؟
اتسعت ابتسامته ليشرق وجهه : طبعا ، انت الوحيدة التي مسموح لها بالدخول دون استئذان
تقدمت الي الداخل : كيف حالك ؟ سمعت ان مجلس الادارة مجتمع ، هل كل شيء على ما يرام ؟
قام واقفا ليستقبلها : الحمد لله
فتح لها ذراعيه لتشير اليه بعينيها انهم بالمكتب وهزت راسها نافيه
لوى راسه معاتبا ليقترب منها وينحني مقبلا اياها على وجنتيها اللتان تحولتا الي اللون الوردي بسبب ما فعله
همس بأذنها : نورت المكتب حبيبتي ، تعالي لنجلس فانا اريد التحدث معك ولا تنسي وعدك لي
ابتسمت بحب وخفضت راسها خجلا ليدفعها بلطف بيده باتجاه الاريكة ليجلسها عليها ويجلس بجوارها ويحيطها بذراعه همس : نور
رفعت عيناها اليه ليكمل : ردي علي
ابتسمت برقة : نعم
زمجر بلطف : نور
ضحكت ليشدها اليه مقربا : هيا انطقي
ابتسمت لتخفض بصرها : نعم حبيبي
رفع راسه ليتنفس بقوة وهو يشعر انه لا يريد شيء اخر
فكل أمانيه تتحقق هي بحضنه وتحبه ،ردد عقله لا أريد شيء اخر
قال برقة : ردديها نور ، فانا اريد سماعها
ابتسمت لتقول بحب خالص وهي تشعر ان وقت الاعتراف قد حان : ياسين
نظر اليها بحب لتكمل هامسة وهي تضع عيناها بعينيه
__ احبك
لمعت عيناه الرمادية بدفء وبريق استعصى عليها فهمه
لينحني مقبلا اياها بلهفة شديدة
وقال من بين قبلاته : احبك نور ، احبك اريدك بجواري من الان
ذابت بين ذراعيه وقبلاته الملهوفة لتشعر فجأة بانزعاج خفيف و عدم القدرة على التنفس حاولت التملص من قبلاته
والابتعاد قليلا، ولكنها لم تستطع فهو محتضنها بقوة
انتفضت بقوة عندما دب الذعر بجسدها لأنها لا تستطيع التخلص من ذراعيه المحكمين عليها ،لتنهمر دموعها بغزاره
انزعج جدا من دموعها التي بللت شفتيه وشعر بالغضب يعصف براسه وبجسده كله ،اشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يفكر لماذا ترفضه بهذه الطريقة ، يشعر جيدا بحبها له ، واليوم اعترفت له بمشاعرها ، فما الذي يخيفها لهذه الدرجة
نظر اليها ليجدها تبكي ليقترب منها وسال بهدوء يخفي الاعصار الذي يشعر به : لماذا تبكي نور؟
اخبريني نور، ما الذي فعلته ازعجك لدرجة ان تنهمر دموعك بهذه الطريقة ، اخبريني
نظرت اليه بعينين دامعتين لا تعلم لماذا تجزع وتفزع وتنتفض هكذا ، لا تعلم بماذا تجيبه عن تساؤلاته
ولكنها شعرت باختناق وظلمة وبرودة تسري في اطرافها لتطرد دفء وسخونة أنفاسه وقبلاته
برودة تزحف فتغطي على حلاوة شعورها به
فتشعر بانها تغرق ولا تستطيع التنفس ولا تستطيع الحركة فيترجم عقلها الاحساس بدموع غزيرة وانتفاضة مخيفة
تنهد وهو يحاول قراءة عيناها اللتان باتا عذابه
يشعر بالحيرة في نظراتها ، كأنها لا تعلم السر وراء خوفها منه ، من الممكن انه يكون خجل ، او خوف من التمادي وهما ليس بزوجين فعليين
مسح دموعها برقة وقال وهو يتنهد : خلاص نور، كفى بكاء، لن اقبلك ثانية الا عندما يتم الزفاف و نتزوج
فانا لن احتمل رفضا اخر منك ، او خوفا وفزع بهذه الطريقة واتمنى ان يخف خوفك هذا الي ان يحين موعد الزفاف
سكتت وحاولت السيطرة على اضطراب مشاعرها
لتركن راسها على كتفه ، لم يستطع السيطرة على ابتسامته وهي تميل لتسند راسها على كتفه احاط كتفيها بذراعه ليضمها اكثر الي حضنه ويسند راسه على راسها
قال برقة : لم تساليني عن شهر عسلنا نور؟
ابتسمت وقالت بصدق : لا يهم ياسين ، المهم ان اكون معك
ضمها الي صدره اكثر وهو يتنهد ويضم كفيها بيده
عقله لا يستطيع التوقف عن تفكيره في السبب وراء انتفاضتها وخوفها وبكائها
فها هي تعترف بحبها له وانها لا يهمها اين سيذهبان كل ما يهمها ان تكون معه لماذا الخوف اذن ؟
تنهد بعمق وهو يحاول ازاحة هذه الافكار عن راسه
ليسالها مجددا : حقا نور ، لا يهمك ان تعرفي اين سنذهب
نظرت اليه : يهمني ان اكون معك ، ولكن لا يضر ان اعرف اين سنذهب ؟
__ سنذهب الي اليونان ، فانا احب جزر اليونان ثم انك ستستمعين بها ، انا واثق من ذلك
ولكن سنسافر بعد الحفل الذي ستقيمه امي بعد اسبوع من زواجنا
زفر بضيق : انت تعلمين العادات القديمة المتوارثة
وامي لابد ان تفعل كل شيء كما قال الكتاب
ضحكت على ضيقه وعلى فكرة ان احدا ما يسيطر على ياسين ويرغمه ان يفعل ما لا يشاء
__ حبيبي ، انها تريد ان تفرح بك ، فكما تقول نهى انت الغالي
نظر لها بحب : ماذا قلتي ؟
__ قلت انك الغالي
قال من بين اسنانه بغضب باسم : نور انت تعلمي ماذا اقصد
ابتسمت بخبث : لا اعلم ، اكملت وهي تقف
سأنصرف لعملي ، وسأخذ اجازة من غدا بناء على اوامر السيد عبد العزيز
ابتسم : اذن السيد عبد العزيز هو من امرك ان تأخذي اجازة والا لما كنت فكرتي بها من الاساس
قالت بتلقائية : لا يوسف من قال لي اني من المفترض ان اخذ اجازة لترتيبات الزفاف الاخيرة وانا استأذنت السيد عبد العزيز وسمح لي ، سآتي بعد غدا لأسلم الاوراق التي بحوزتي
وانصرف
نظر اليها وسال بضيق : متى تكلمت مع يوسف ؟
__ منذ قليل فهو من اخبرني عن اجتماع مجلس الادارة
هز راسه بضيق لتسال بتوتر : ماذا فعلت معه ياسين ؟
نظر لها بعينين متسائلتين عن ما تقصده
لتردف بنبرة متوترة : في موضوع زواجه
قفز واقفا وقال بنبرة جليدية : من اين عرفتي ؟
انتفضت من قفزته والجليد الذي وصلها من صوته لتقول بسرعة : من يوسف ، هو من اخبرني
__ وعلى أي اساس اخبرك
خفضت راسها وقالت بضيق : انا ويوسف اصدقاء ياسين ، ثم انا من العائلة الا لو سيادتك تعتبرني غريبة
قالت جملتها الاخيرة وهي تشد عليها بعتب
امسك كتفيها : لا نور ، ولكن هذا الموضوع يثير اعصابي
ومن فضلك لا تتدخلي به ، ارجوك نور
هزت راسها ايجابا ليسالها : ما رايك ان تتغدي معي اليوم
بمطعمك المفضل ؟
لمعت عيناها : لا راي لي ، سأفعل ما تأمر به
اندهش من جملتها ليقول بمزاح : من الواضح ان هذا المطعم يروضك
ضحكت بسعادة : الم اقل لك من قبل ؟
نظرت الي ساعتها : سأذهب لأكمل عملي ، ونتقابل بعد انتهاء العمل
قبل وجنتها بقبلة خاطفة : سامر عليك بمكتبك ونخرج سويا
__ سأنتظرك
************************
يشعر انه سينفجر من الغيظ ، منذ ان ابلغه كامل بك ان مجلس ادارة الشركة ، لم يسحب الثقة من ياسين ، بل الاجتماع انتهى وهم مبهورين بأداء سير العمل
وهو يشعر بالغضب يجتاحه ، الا يوجد لهذا الياسين نقطة ضعف يدمره منها ، أسيظل شامخا لا تهزه الرياح مثل الجبال
سأم منه ومن قوته ، حدث نفسه فكر قليلا معتز
تذكر الفتاه الذي قابلها من قبل بمكتبه وكان ياسين يتلوى من الغيرة عليها عندما اقترب منها
وعرف بعدها وهو بالحفل التي دعته اليه مريم انه خطبها
وسمع بعد وقت قصير انه عقد قرانه
ابتسم بسخريه : اذن هذه الفتاه من سرقت قبلك وعقلك ياسين
سأحرمك منها كما حرمتني من زوجتي ياسين والبادي اظلم
************************
دخل من باب الفيلا ليبحث بعينيه عنها ، فكر قليلا
من الواضح انها بالدور العلوي فالجو هادئ هنا
صعد السلم بسرعة ليتناهى اليه صوت التليفزيون قادم من الجناح ليبتسم بمكر ويتقدم بهدوء شديد
عاد مبكرا جدا عن موعدهم المتفق عليه ليفاجئاها
لا ينكر انه شعر بالشوق يمزقه في الوقت الذى قضاه بعيدا
اليوم عنها ، وبم انه لم يستطع التركيز بالعمل قرر العودة اليوم مبكرا ليروي ظمأه قليلا
فتح الباب بهدوء ووقف ينظر مسحورا لملاكه الجميل الذي دخل الي حياته لينيرها
وجدها نائمة على بطنها وتشاهد التليفزيون تأكل عنب وترتدي بيجامة حريرية وردية اللون مكونة من شورت قصير وتوب حملات ليظهر نصف ظهرها ، شعرها الغجري الاسود مرفوع عن ظهرها ، ليظهر لون بشرتها الخمري وتكتمل الصورة الخلابة بملامحها المصرية
لتظهر كاميرة فرعونيه جميلة
اقترب على اطراف اصابعه وهو مأخوذ من جمال اميرته
ليجلس على طرف الفراش بهدوء وينحني ليقبلها بعنقها
قبله عميقة حاول ان يبث اليها بها كل مشاعره
شهقت بفزع فهي لم تسمعه عندما اتى لتنتبه الي ما ترتديه لتسحب الغطاء عليها
كان اسرع منها فمسك الغطاء بقوة وشده شدة قوية ليأتي اليه الغطاء وهي معه وتستقر بحضنه
ضحك ضحكة مجلجلة عندما وجدها بين ذراعيه
ليهمس بأذنها : أرأيت ، الغطاء خانك واتى بكي الي
احمرت وجنتاها بشده وقالت هامسة : اتركني
ابتسم : هل انا مجنون لأتركك ؟ لا حبيبتي
اطلبي أي شيء اخر
__ حسنا ، الم توعدني اننا سنخرج لتناول الغداء بالخارج ، انا جوعانة ، اتركني لأرتدي ملابسي ونخرج
همس : ليس الان ، فالغداء في الرابعة وسنضطر لانتظار نور حتى تأتي
ابتسمت باتساع وقالت بتلقائية: نور لن تأتي معنا ، ستخرج مع حبيب القلب ، لتتناول الغداء معه
عقد حاجبيه : حبيب القلب
اندهشت من الغضب المرسوم على ملامحه وارتبكت وهي تقول : اه ،ياسين
انقلبت ملامحه : لماذا لم تبلغني ؟
ردت بهدوء : انا تكلمت معها لأقول لها على الغداء ، فقالت لي واوصتني ان ابلغك
ظهر الضيق على ملامحه لتكمل بهدوء
عمر خوفك على نور الان لا سبب له ، فهي ستذهب مع زوجها ، ومن المفترض ان تفرح لخبر كهذا فها هي تركت عنها الخوف ، وتتصرف بتلقائية لا تجبرها ان تعود لما كانت بالسابق
سكت مفكرا بما قالته علياء ، شعر بالضيق من اللقب التي اطلقته زوجته على ياسين ، فمعنى ان علياء تنطقها بهذه العفوية انها معتادة على نطقها مع نور
لا يعلم لماذا الضيق يمتلكه وهل السبب الغيرة على اخته ام مما نطقت به زوجته
انتهزت فرصة انشغال ذهنه عنها وتفكيره بشقيقته
لتهم بالقفز من بين ذراعيه ليمسكها بإحكام وهو يضحك
__ الي اين يا قطتي الشقية ، لا مفر ولا سبيل للهروب مني
*********************
عاد الي القصر
ليجد امه بمكانها المعتاد وقف لينظر لها قليلا
يريد ان يذهب ويسلم عليها يقبل راسها و يمزح معها كما اعتاد ولكنه غاضب مما فعلته البارحة ولا يريد الصدام معها ثانية
تنهد بحرقة وصعد الي الاعلى ليستمع الي ضحكات يعرفها جيدا ، ابتسم فهو يعلم صاحبة الضحكات ويعلم ايضا السبب في هذه الضحكات ، وكما توقع دخل الي حجرته ليجد نهى تتكلم وانجي تضحك ، يعلم اخته جيدا فهي مرحة وخفيفة الظل ، وعندما يجلس معها يتعب من كثرة الضحك
قال بابتسامة : اضحكوني معكم
ابتسمت نهى : اهلا اهلا ، تعال
كنت اقص على انجي بعضا من فضائحك
ضحكت انجي مرة اخرى ليصفر وجهه وينظر الي اخته متوعدا : نهى ما الذي قلتيه لزوجتي
اصطنعت البراءة : لا شيء ، ارد اليك احد مقالبك ، التي فعلتها معي ومع عمرو
ضحك : قلبك اسود نهى
هزت راسها : نعم
قامت : سأذهب انا لأعد الغذاء ، وسأنتظركما لنتغدى سويا
اتجهت لتخرج لتلتفت اليه عائده وتحتضنه
__ مبارك اخي ، وتقوم جيجي لنا بالسلامة ،ولكني عاتبه عليك لماذا لم تخبرني ؟
ابتسم : الله يبارك فيكي نهى ، ولا تغضبي فانا انشغلت لا اكثر ابتسم بمرارة : انت الوحيدة من باركت لي بعد نور
سالت بدهشه : هل اخبرتها؟
__ نعم كنت احتاج ان اتكلم معها ، فهي قريبة من ياسين وستنقل اليه وجهة نظري
ردت بحنان : لا تيأس يوسف سيتحسن الوضع ، لا تقلق
تركته ليلتفت الي زوجته ويجلس بجانبها : ما الامر الذي اخبرتك به نهى ؟
ضحت مرة اخرى وقبلته على خده : حمد لله على سلامتك
ولا تقلق لم تكن تتكلم عنك ، كانت تتكلم عن يمني وشقاوتها
رد بهدوء : على العموم انت تعلمين بفضائحي كلها
ابتسمت : نعم ، فانا اعرفك اكثر من نفسي
********************
دخلت الي مكتبها في الصباح واخذت تجهز الملفات التي لم تنتهي منها وستسلمها الي السيد عبد العزيز اليوم
لتباشر اجازتها من الغد
__ كيف حالك يا استاذة ؟
لفت بحده الي الصوت لتجده واقف بثقل دمه مستند بكتفه الي الباب ويبتسم ابتسامة صفراء متكلفه
ردت بجديه ولفت تكمل عملها : اهلا يا باش مهندس ، أي خدمة
تقدم بهدوء ووقف خلفها : لا جئت ابارك لكي ، فانا سمعت بموعد الزفاف
شعرت بالقلق من وقوفه ونبرته لفت اليه لتنظر وقالت بهدوء
الله يبارك فيك ، عقبالك
نظر اليها واتسعت ابتسامته : انا ، ان شاء الله وسأقتضي بمديرنا العزيز واتزوج امرأة جميلة مثله ، واشارك اخاها ايضا
عقدت حاجبيها بدهشه فالعمل بين عمر وياسين ليس مشاركة بل مقاولة اخذها عمر من الباطن كما فهمت
اكمل بابتسامة ودودة : من الواضح انكي لا تعلمين
ردت بحدة فهي تكره هذا الاسلوب الملتوي : اعلم ماذا ؟
__ ان ياسين شارك عمر بمشروع الشاليهات سيمول المشروع ،وعمر من سيقوم بالتنفيذ
ياسين سعى لتنفيذ المشروع اكثر من مرة ولكن كل مرة لا يستطيع ولكن هذه المرة نجح ببراعة ولكني تعجبت منه لماذا يفعل امرا كهذا ، ان المشروع سينسب الي شركة عمر ونحن لا نستفيد شيئا
اكمل بخبث وصفاقة : ولكني فهمت عندما علمت بأمر زواجكما ، انه يفعله من اجلك بالطبع ، فمن الواضح انه يرضي عمر من اجلك
مد يده ليصافحها ليكمل وصفاقته تزيد : مبروك نور على الزواج والشركة لم اكن اتوقع انك من هذه النوعية ، كنت متأكد انك مختلفة عن باقي النساء ، ولكني وجدتك مثلهن جميعا ولكنك رميتي شباكك حول الصيد الأثمن ، فانا لا اكن شيئا بجانب ياسين العظيم
عندما لم ترفع يده لتصافحه امسك يدها بقوة وشد عليها مصافحا : اهنئك على ذكائك
ترك يدها لينصرف وهي بحالة من الذهول الملم بها
جلست وجسدها ينتفض من كلمات هذا الوقح
فكرت قليلا لتتراءى لها الصورة اذن هذا سبب ان عمر اسرع بالزواج ، وياسين بالطبع وافق ، فما يضره من بعض النقود سيشتريها بها طوال العمر
صرخ قلبها لا نور انه يحبك ولكن اخي باعني مقابل المشروع لا طبعا لا اصدق ان عمر يفعل امر كهذا
اذن لماذا قبل ان اتزوج بهذه السرعة
هل ياسين ساومه من اجلي ام هو من عرضني عليه
ستجن من كثرة الافكار التي تقفز في عقلها
من منهما فكر وخطط واجبر الثاني على التنفيذ
هل هو ياسين ام عمر ، ام الاثنان خططا واجبراها هي على تنفيذ ما خططا اليه
ولأنها عنيدة وقوية انتفضت واقفه وهي مصرة على ان تعلم ماذا يحدث من حولها
صعدت الي مكتبه سريعا واندفعت الي الداخل
لتركض عبير ورائها : نور انتظري، استاذه نور انتظري
رفع راسه دهشة من اقتحامها للمكتب ليعقد حاجبيه وينظر لمن حوله فهو كان باجتماع هام لتحديد سير العمل بالفترة القادمة وخاصة فترة اجازته وسفره
تعجب بشده وشعر بالقلق من ملامح وجهها وادهشه عبير وهي تتبعها بسرعة وعندما اصبحت امامه تمتمت : لم استطع ان امنعها
شعر بإحراج كبير من الموقف وخاصة بعد جملة عبير
ولإنقاذ الموقف ابتسم وقال بمرح : وهل تجرؤ عبير على منع زوجتي من الدخول علي انه مكتبها تدخله كيفما تشاء وباي وقت ، تفضلي انت عبير واتي بكوب من العصير للأستاذة
التفت اليها وقال امرا : انتظريني قليلا نور
جلست وهي تشعر بإحراج كبير من اقتحامها للمكتب بهذه الطريقة وخصوصا بعد نظرات التعجب التي وجدتها بعيون كلا من السيد عبد العزيز ويوسف ولم تفتها بالطبع ابتسامة طارق الخبيثة
لامت نفسها ليرد عقلها سريعا، وكيف لي ان اعلم انه بمنتصف اجتماع مع مديرين الاقسام
لماذا التهور نور ؟ تعاملي معه بذكاء وحكمة لتعلمي ما تريدينه ، كيف ان اتعامل معه هكذا ، ستجن قلبها يؤلمها من تخيلها لفكرة انه اجبر اخاها على ان يزوجها اياه من اجل العمل ، ويشتد المها اكثر عندما تتخيل ان عمر من عرضها على ياسين لأجل ان يتمم مشروعه
ولا تتخيل احد الامرين ولكنها لا تجد سببا لإسراع زوجها بهذا الشكل الا هذا الامر البغيض الذي يؤلمها
فركت كفيها بتردد والم لتلعب بخصلات شعرها بعصبية
لا يوجد شيء امامها الا الانتظار والقلق والتفكير
نظر اليها وهي جالسة تفرك يديها بتوتر وتلعب بخصلات شعرها بعصبية ليشعر بقلق فعلي يداهمه فهي غير طبيعية
تنبه على صوت يوسف وهو يربت على يده بخفة وهمس له بجانب اذنه : ياسين ما بك ؟ السيد انور يكلمك بتكاليف المشروع الجديد ، وانت لا تستمع اليه
نظر الي اخاه ليقول بصوت عال : المعذرة يا حضرات سنكمل الاجتماع بعد الظهر ، تفضلوا
نظر السيد عبد العزيز ليوسف ليهز الاخر اكتافه وراسه بمعنى انه لا يعلم ماذا يحدث
انصرف الجميع ليبقى يوسف وسأله بهدوء : ياسين هل انت متعب ، هل حدث شيء بينك وبين نور كان هو السبب لاقتحامها الاجتماع بهذه الطريقة ، وتشتت ذهنك بعدها
نظر اليه وقال بضيق : لماذا لم تنصرف يوسف ؟
تنهد : انتظرت ان اسال عن اخي
نظر حوله : لا اجد احد من اقاربك هنا يوسف ، من فضلك انصرف
نظر اليه وشعر بالضيق ليرد بتحدي : لن تجد احد حولك ياسين ، لابد ان تنظر الي المرآة لترى من اقصد
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك