بارت من

رواية جروح من عبق الماضي -2

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -2

وها أنا اليوم امسك قلمي وأقرر أن أروي قصة العنـود وتركي بأدق تفاصيلها .. وأهم الالام التي تكبدوها من أجل هذا الحب .. وأهم المفارقات التي حدثت لهما .. والمواقف المؤلمة التي مرو بها
.. وأتمنى أن تكون عظة وعبرة للجميع ..
فأحيانا كثيرة يجب أن نتبع ما يختاره لنا القدر .. لا ما نريده نحن ..
يتبع
تكملة الجزء ...
اليوم مضى على حمل العنود 7 أشهر.. كانت تلك السيدة العجوز والتي كانت تناديها العنود بأمي سلمى تهتم بها طوال
تلك الفترة , حتى خففت عنها القليل من آلآلم الذي يعتصر ذلك القلب المثقل بالهموم .. ويتحمل مشقات أكبر من سنه
كانت تحمد الله ليله نهار لأنه استجاب لدعواتها وأرسلها في طريقها .. ولكن عند حدوث الطلق لم تكن موجوده بقرب العنود .. ذهبت لتبيع البخور الذي تصنعه امام أحدى الطرق .. لم تدري العنود ماذا تفعل أو كيف تتصرف .. الألم بداء يزداد وصراخها بداء يعلو .. شعرت بالخوف لأنه بقي شهران على موعد ولادتها ..
سمعها صاحب المنزل المجاور ووافقت بعد إصرار منه أن يأخذها إلى المستشفى ..
وصلت إلى ذلك المستشفى البالي في حي فقير .. كانت جدرانه بالية .. شعرت بالخوف لكن الألم الذي كانت تشعر به
جعلها تتناسا وجودها في هذا المكان البالي .. المهدد بالسقوط .. فأخذوها إلى غرفة الولادة مباشرة كانت ولادة مبكرة
كما شخصها أحد الأطباء .. ويجب إجرائها فورا لأن أي تأخير سيجعل العنود في خطر
:
:
بعد مرور 7 أشهر تلقى تركي أتصال من الدكتور يخبره بأن النتائج حدث فيها بعض من اللبس وانه لا يعاني من أي مرض خطير هذا ما جعل نوبة من الغضب تسيطر على تركي ,, فصعد إلى أول طائرة .. ثم توجه للمشفى مباشرة .. وهو يشعر بأنه سينفجر .. فهذه الغلطة البسيطة حولت حياته إلى كابوس مملوء بالخوف
تركي وهو يهز كتفي الدكتور تمتم بغضب : انته شو اللي قلته من كم ساعة ؟!
الدكتور وهو مطأطأ برأسة : تركي مصير أي دكتور يغلط ونحن غلطنا ..صار لنا شهور ندور عليك بس ما لقينا لك اثر
تركي والشرار يكاد يخرج من عينيه : ليش..! انته عرفت شو كان قاعد يصير فيني طول هألأشهر .. كنت أتمنى الموت أكثر من أي شي .. والحين جاي تقولي بكل سهولة انه انا ما فيني سرطان وراح أعيش حياتي بشكل طبيعي
الدكتور وهو يهز راسه : تركي ما صار شي المفروض تفرح .. وكل شيء أنكسر يتصلح
تركي جثى على الأرض وتمتم بحرقة : تباني أفرح وانا جرحت بسكين قطعة مني .. ما حبيتها تعيش عند إنسان
مريض .. خليتها وهي فأشد حاجتها لي .. زوجتي طلعت حامل .. كانت جايه تبشرني وانا قضيت عليها.. طلقتها قبل ما أخليها تنطق بكلمه وحدة .. العنود هذي دنيتي وبسبتك انت خسرتها خسرتها .. والله العالم بحالها الحين
الدكتور وهو يجلس بجانبة : هدي نفسك يا تركي .. للحين عندك وقت سير دور عليها وأكيد بتحصلها
تركي قاطعه بغضب : طبيعي أدور عليها .. وأنته لازم تساعدني
الدكتور بحيرة : كيف أساعدك ؟!!
تركي وهو يداري دمعته : تسأل عنها في كل المستشفيات .. وانا بستخدم نفوذي وأكيد بحصلها .. وغلطتك هذي بتدقع ثمنها غالي .. ولا تضني راح أتساهل في هـ الموضوع .. راح أخليك تعيش نفس الألم والعذاب اللي عشته
الدكتور وهو يهز راسه : لا حول ولا قوة إلا بالله .. يعني إذا عندك سرطان تروح وتطلق زوجتك ؟!! شو هـ المنطق !!
:
:
العنود أدخلت إلى غرفة الولادة .. كانت تبكي وتأن من الألم .. شعرت أنها بحاجة إلى تركي كثيرا .. كم تمنت وجوده بجانبها في هذه اللحظة .. فتمتمت بألم : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه وينك يا تركي ليش خليتني ورحت
الممرضة وهي تمسح على راسها : العنود لازم تساعدينا .. إنتي في وضع حرج .. علمينا وين زوجك .!! حتى لو أحد من أهلك ..!! لازم أحد يوقع على العملية .. ما يصير نخترق القوانين ونسويها كذا
وقبل أن تنهي الممرضة كلامها .. غطى الظلام حياة العنود .. فغطت في سبات عميق .. الكل شفق على حالها وقرروا أن يباشروا في عملية الولادة لأن أي تأخير سيودي بحياتها وحياة طفلها الذي تحمله
:
:
تركي ضل يباشر في اتصالاته عله يجدها .. ولكن دون جدوى .. وهذا ما جعل قلبه يعتصر من الألم
تركي وهو يدور في شوارع المدينة : هلا صويلح .. شو الجديد عندك
صويلح : سألت عنها في كل مكان بس محد شافها او لمحها
تركي وهو ياخذ نفس عميق : لا حول ولا قوة إلا بالله شكل موضوعنا بيطول بخليك الحين منصور يتصل
منصور بابتسامه : تركي لقيت زوجتك العنود ..
تركي وهو يعتدل في جلسته : عطني العنوان بسرعة ........................ أها طيب الحين ساير صوب هناك
:
:
بعد ثلاث ساعات خرجت العنود من غرفة العمليات .. واستطاعوا أن ينقذوها في آخر لحظة
العنود بدأت تستعيد وعيها .. وبدأت تحس بإعياء شديد فتمتمت بألم : أنا وين ؟!!
الممرضة بابتسامه : إنتي في المستشفى وما شاء الله تبارك الله .. اللهم صلي على النبي جبتي أحلي بنوووووووووو................................!!
وقبل أن تنتهي من جملتها قاطعهم صوت من بعيد ... حريق حررررررررررررررررررررريق حريييييييييييييييييييييق
الممرضة بخوف وهي تنزع المغذي من يد العنود : العنود قومي أنفذي بجلدك .
العنود وهي تشعر بخوف كبير تمتمت بتعب : بس أنا ما قادرة أتحرك
الممرضة توجهت إلى الخارج وتمتمت بغضب : خلاص جلسي مكانك وأقري على روحك الفاتحة
العنود بتعب وخوف شديد : طيب وبنتي .. بنتي جوووود لازم أروح وأشوفها وأنقذها .. تكفين تعالي ساعديني
ظلت تصرخ وتنادي تطلب المساعدة .. ولكن لا حياة لمن تنادي .. فالكل كان مشغول بإنقاذ نفسة
تمالكت نفسها وتناست الألم الذي ينهش بجسدها وتوجهت مباشرة إلى غرفة كان مكتوب عليها عبارة خطها يوشك
على الزوال (( غرفة حضانة الأطفال )) الصراخ بداء يعلوا .. الخوف بداء يتملك العنود .. أخذت تبحث وتبحث .. الدخان حال بينها وبين رؤية ابنتها .. ولكن مع ذلك لم تيئس أغمضت عينيها لتبعد ذلك الدخان المتراكم أمام عينيها .. وفجأة دون أن تدرك وقعت خشبة على رأسها .. وسقطت طريحة ع الأرض لا حول لها ولا قوة ..
:
:
تركي وصل بعد الحريق بنصف ساعه تقريبا .. أصبح عاجزا لم يدري كيف يتصرف .. أخذت بنات أفكاره تدور في رأسه وأخذ يررد عبارة واحده .. العنود .. وولدي .. وبدون أي شعور منه توجهه راكضا نحو الداخل
الممرضة وهي تحاول منعه من الدخول : لو سمحت أخوي ممنوع تدخل ..
تركي أبعدها وتمتم بغضب : مو على كيفك زوجتي وولدي داخل
الممرضة بغضب : انته ما تشوف حال المستشفى تتوقع فيه أحد داخلها حي .. انا أقول أعقل وأركد فمكانك
تركي أبعدها عن طريقة مجددا وتمتم بعصبية : هذي حياتي وانتي مالك شغل فيها .. فاهمه !!
دخل تركي الغبار كان يغطي كل مكان .. أصوات الصراخ بدت تتلاشى تقريبا .. توجهه مباشرة نحو الحضانة .. وكانت
هناك طفلة تغط في نوم عميق .. حسب ما رأى تركي لم يكن أحد موجودآ غيرها فتوقعها ابنته فأخذها معه ..
ظل يبحث عن العنود ولكن الاخشاب التي سقطت عليها حالت بينها وبينه .. حينها فقط أدرك انه فقدها وللأبد
صرخ صرخة جعلت العنود تستفيق من سباتها : آلعنــــــــــــــــــــــــــــووود .. وينك يا عمري !! ليش رحتي وخليتيني
انا محتاج لك يا الغلا .. أبوس ايدك لا تخليني وتروحي .. انا غلط .. بس تكفين ارجعيلي .. إرجعيلي يا العنود
العنود بدأت تستفيق شيئا فشيئا وتمتمت وبصوت مبحوح : تركي انته هنا ..!! تعال انا حيه ما مت
تركي وصوته بداء يعلو : العنود وينك ؟!! قولي أي شيء تكفين .. إنتي مستحيل تموتي .. انا اللي لازم اموت
:
شعرت ان صوتها ضعيف بدأت تختنق من تلك الرائحة لم تستطع الصراخ لتطلب من تركي بأن يساعدها
بدأت الفتاة التي أخذها تركي تختنق لهذا أضطر أن يخرج ويترك العنود خلفه متوقعا بأنها أصبحت في عداد الأموات
أما العنود كانت قلقله على ابنتها جود .. كانت تتمنى لو تراها لمرة وأحده .. تمنت لو تصرخ حتى تسمع صوتها
وفجأة سمعت صراخ طفلة من بعيد .. تمالكت العنود بعض الشجاعة وتوجهت نحوها .. لم تستطع ان تراها جيدا ..
ولكنها كانت جد مقتنعه انها أبنتها .. قلبها هو من أخبرها بذلك .. كانت النيران تتصاعد من حولها .. أرادت ان
تخلصها وتمنحها الحياه من جديد .. فــجود هي ثمرة حبها لتركي .. ضغطت على شفتيها بقوه وأغمضت عينيها
ومدت يديها نحو الفتاه وانتشلتها من بين الحريق .. سقط أحد أعمدة الحديد على يد العنود .. كتمت تلك الصرخة
بداخلها .. فجأة لمحت عمود كان سيسقط على أبنتها جود وبدون أي شعور وجهت جسدها نحوه لتمنعه من السقوط
عليها .. ولكن شعرت بان ليس جسدها كان يحترق بل حتى وجهها .. ولكن خوفها على ابنتها جعلها تنسى الالم الذي
ينهش كل جسدها .. أخذت جود الذي صوتها بداء يتلاشى وتوجهت نحو الخارج .. فالمكان أصبح خاليا .. سوى من
بعض رجال الاطفاء .. علمت ان جسدها ووجهها أصبح مشهوا لهذا ضللتهم وغادرت بدون أن يشعروا بوجودها ..
تحسست ملامح وجهها .. وكانت الدماء تتصبب بغزارة بكت وبكت وبكت وفكرت ثم في النهاية قررت
كان يوم ولادتها هو من أصعب أيام حياتها .. فتلك المشفى القديمة البالية لم تحترق إلا في هذا اليوم .. شعرت بأنها لا
تستحق بأن تشعر بالسعادة .. فقررت أن تتخلى عن كل شي حتى ابنتها جود .. وتذهب بعيدا لكي لا تسمح لهم برؤية
العنود القوية فتاة ضعيفة مشوهه .. أرادت العزلة .. لم ترغب أن ترى ذلك الجمال والحسن التي كانت تتمتع به ..
اصبح كسرة سوداء مشوهه .. أخذت تبحث عن مكان تأتمن فيه ابنتها ولكن دون جدوى .. فقررت أن تترك هذا الشي
للوقت .. لعله يساعدها ويجد حلا مناسبا يرضيها .. ولكن الوقت بداء يطول .. الشوارع اصبحت خاليه .. إبنتها جود
كانت جائعة .. ولم يكن يوجد حليب في صدرها .. فهي لم تتناول شيئا منذ البارحه ولا حتى قطرة ماء .. صراخ جود بداء يعلو .. حاولت أن تسكتها حتى لا ينتبه عليهم أحد أو يشعر بوجودهم ولكن لم يحدث كما تمنت
.........: سلوووم تعال الظاهر فيه وحده حلو تبا توصيلة
سلوووووووووووم : ايه والله صادق نصور .. انته يا الحلو شو رايك ناخذك معنا اليوم .. صدقيني بترتاحين
شعرت العنود بالخوف .. ضمت جود لصدرها بقوة .. وشعرت ان خطواتهم بدأت تقترب منها
نصور بخبث : ارفعي راسك وخلينا نتفاهم بالهدوء افضل
العنود بخوف : .,,,,,,,,.........................
سلوم وهو يشدها من شعرها : الظاهر هذي ما ينفع معاها الطيب
شد من يدعو سويلم رأسها بشدة .. فتلاقت أنظارها مع صاحبه الآخر .. لم تكن تدري كيف أصبح حال وجهها بعد !! ولكن ردت فعل نويصر جعلتنها تقتنع تماما بأن مظهرها أصبح بشع وبشع جدا ..
نويصر بخووف : اللهم اسكنهم في مساكنهم .. سويلم الشردة الظاهر هذي ساحرة
سويلم بدون شعور أخذ يركض نحو صاحبة ووقعت مرآه بجانب العنود .. انتابها الفضول أرادت أن ترى كيف أصبح
حالها .. ترددت قليلا ولكن في النهاية امتلكت القليل من الشجاعه ووجهت تلك آلمرآة نحو وجهها المشوه
هنا تصادمت الحقيقة بالواقع .. شعرت بالأنكسار والذل وبدون أي شعور سقطت آلمرآة من يديها ودخلت في حالة
إنهيار وبكاء شديد .. ودار حوار بينها وبين نفسها من جديد (( لماذا يحدث لي كل هذا ؟؟!! لماذا يا تركي ؟!! جعلتني اذهب إلى هذه المسشتفى البالية .. حرمتني من كل شي .. تركي تركي تركي .. ظلت تكرر أسم تركي والحقد يعتصر بداخلها .. تركي هو سبب مآسآتي .. كم تمنيت أن أرآه في ذلك اليوم .. لأصب جم غضبي عليه .. ولكن ابتسامة إبنتها جود الغير تلقائية جعلتها تنسى ما اصابها .. ضمتها لصدرها وواصلت المسير وهي تغطي وجهها بخصلات شعرها المتناثرة ظلت تمشي حوالي ساعة كاملة وبعدها شعرت بالتعب وغفت بدون أي شعور منها .. ولم تستيقظ ألا على رجل صلبة تضربها بكل قسوة .. لتعلن لها عن بداء يوم صعب
العامل : ماما قوم انا يريد ينظف مو فاضي مشان إنته .. روح نام فيه بيت مال أنته
كانت مطأطئة رأسها ... آخذت جود بكل هدوء ثم واصلت المسير حتى وصلت لقرية مكتظة بالسكان وتوجهت نحوها
سمعت صراخ بداء يعلوا من أحدى بيوتها فظلت مكانها تتأمل علها تدرك ما يحدث
العجوز وهي تصرخ وتنوح بشكل غير طبيعي : بنتي .. بنتي ما تت .. مستحيل ما اصدق
أم خالد : استهدي بالله يا وخيتي ما يصير اللي تسويه بنفسك وبعدين الدكاترة قالولك انتي كبيرة في السن وما يصير تحملين .. لكنك أصريتي وحملتي .. وهذي النتيجة ولدتي طفل معاق ..!! والموت كان مقدر له
العجوز قاطعتها بغضب : انتي روحي برااااااااااااا ما أبي أشوفك يلا برا
هنا دارت الأفكار في رأس العنود .. بلعت ريقها والتقطت بعض أنفاسها وتوجهت نحوها : السلام عليكم
العجوز بعصبية ممزوجة ببعض الدموع : خير وش تبين ؟!!
بدون أي مقدمات مدت العنود يديها وهي ترجف والتي تحتضن جود بحب لتسلمها لتلك العجوز وتمتمت بإنكسـار : هذي بنتك .. بنتك حيه ما ماتت .. الظاهر انهم فهموا الموضوع غلط .. بس هي مريضه وديها للمستشفى
إنتشلت تلك العجوز جود من بين يدي العنود بقوة .. حتى شعرت العنود للحظة بأن يديها قد تنكسر .. أخذت تقبل جود بكل حب وحنان .. ومن ثم مسكت يدا العنود وأخذت تقبلها وتنهال عليها بعبارات الشكر ..
العنود بحزن : أمانه يا خاله تسميها جود .. إذا كنتي حابه تشكريني عن جد .. ولا تنسين ضروري تاخذيها للمستشفى
العجوز تمتمت بفرحه والسمع كان معها ضعيف : ما يصير خاطرك إلا طيب .. راح اسميها نجود
لم تستمع العنود لما تفوهت به تلك العجوز فقد كانت عيناها مركزه على فلذة كبدها جود .. والألم يعتصر قلبها .. لم تستحمل الموقف وقررت الهروب بصمت.. ولكن هناك يدا سبقتها وحالت بينها وبين ذلك وقالت بصوت أجش : إنتي جنيتي ولا إيش سالفتك بالضبط ؟؟!! تتخلين عن بنتك ؟!!
العنود بخوف : .................................................. ..........................
أم خالد بعصبية : بلاك ساكته .. اكيد هذي البنت نتيجة غلطة .. حطي عقلك براسك ورجعي بنتك
( نتيجة غلطه ) هذه العبارة جعلت العنود ترتعش وتنكسر مثل طير ضعيف لا حول ولا قوة له
أم خالد بعصبيه : وش فايدة دموعك الحين .. إنتي غلطي ونصيحه مني لا تعالجين الغلط بالغلط
بدأت أم خالد توجه تلك الطعنات إلى ذلك القلب الضعيف دون أن تشفق لحال تلك المسكينه
طأطأت العنود براسها ثم تمتمت بحزن : أتقي الله يا حرمه .. هذي بنتي بنتي .. هي مو بنت حرام
ام خالد قاطعتها بعصبية : أجل ليش تعطينها هالعجوز إللي مب قادرة تعتمد حتى على نفسها .. ما فكرتي كيف بتربي
بنتك .. لا تقولين فقيره وما عندي فلوس .. الفقر عمره ما يخلي الأنسان يوصل لهـ المرحلة ويتخلى عن فلذة كبده ..
لم تستحمل العنود هذه الكلمات القاسية رفعت رأسها ثم بدأت تبعد خصلاتها المتناثره على وجهها .. لم تتحمل أم خالد هذا المنظر وتجمدت مكانها .. لم تعرف ماذا تقول .. كانت تتسائل في نفسها هل ما تراه حقيقه
قاطعتها العنود بحزن والدموع بدأت تنهمر على خديها : عرفتي ليش تخليت عن بنتي .. إذا انتي ما قدرتي تستحملي
تشوفيني .. أجل كيف تبين بنت صغيره تشوف هـ الوجه وما تعيش بالخوف .. انا ما ودي اتخلى عنها .. بس قدري كذا وملزومه ارضاء فيه .. يا ريت مره ثانيه لا تظلمين الناس قبل ما تعرفين حقيقتهم عن إذنك
أم خالد وهي تشدها من يدها تمتمت بصوت مكسور : سامحيني
العنود بابتسامه ذابله ممزوجة بحزن : خلي بالك على بنتي .. وباكر لا عرفت الحقيقه تكفين لا تخليها تكرهني
ام خالد وهي تهز راسها : طيب انا عندي لك شور .. ولا سمعتيه راح تتسهل امورك .. بس يبيله شغلة ساعه
:
:

عنــــــــد تــــركي

تركي وهو يمسح على راس جود بحب ويبكي بحرقة: سامحيني يا جود انا اللي حرمتك من أمك .. أمك ماتت .. مو بس
إنتي اللي خسرتيها .. حتى أنا خسرت جزء مني .. ما أدري كيف بقدر أعيش من غيرها .. شهور وانا كنت
عايش في عذاب .. كيف والحين عقب ما خذاها الموت مني .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا العنود سامحيني .. كل اللي صار لك
انا السبب فيه ... يا ترى بقدر اسامح نفسي .. ولا بعيش طول عمري فعذاب الضميـــر .. يتمتك يا جود .. وظلمة امك . يا ترى باكر لا كبرتي وعرفتي الحقيقة راح تسامحيني .. ههه إذا انا مب قادر أسامح نفسي أنتي كيف بتسامحيني .. طبـــع قبلة على جبهتها .. ثم تركها تغط في نوم عميق وتوجه للخارج ليكمل بكائه على حبيبته العنود ..
:
:
العنود تركت أبنتها في ذلك المنزل وهي تشعر وكأنها خسرت شيء أخر كان مهم في حياتها .. أحست للحظة أنها بدأت تدفع ثمن غضب والدها عليها .. خسرت الكل في لحظة .. حتى نفسها لقد خسرتها بعد أن تشوه وجهها
العنود وهي تبكي بحرقة والم شديد : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا جود سامحيني .. باكر لا كبرتي وشفتي وجه أمك راح
تعذرييني .. انا تخليت عنك مش لأني ما ابيك .. لا يا بنتي بس انا ما ودي أخليك تعيشين في خوف .. امك صار
وجهها يخوف .. الكل صار يخاف يقرب منها .. آآآآآآه يا رب محد بقالي غيرك أتمنى تساعدني وتحفظ لي بنتي
بدأت الحراره تزداد لم تتحمل العنود ذلك وسقطت طريحة على تلك الأرضية الصلبة وجدها بعض المارة ونقلت للمشفى
:
:

بعــــــــد مرور 21 عـــــــاما

عاد تركي مع إبنته جــــود وأستقـــر في السلطنة وباشر أعماله التجارية وكان عمر جود أنذاك 14 عاما
اما العنود فقد أختفت ولم يعلم أي احد عنها شي .. ونجود كبرت وترعرت في منزل تلك العجوز التي ارهقها الكبر
ابطــــال الروايـــه
عــــــائلة تـــركي .. (( سلطنـــة عمـــان ))
تـــركي .. رجل أعمال ناجح .. فقده لزوجته وحبيبته العنود جعلته يجابه الحياه بكل صعوباتها .. ولم يمنعه أي شي من
تحقيق ما يسموا إليه .. ربما اصبح عمره في الأربعين إلا أنه ما زال وسيما .. وكل الفتيات يتمنين نظرة منه .. كانت
نظرات الوقار منحوتة على وجهه .. والكبرياء مرسوما في عينيه .. وجسده الصلب الضخم كان ميزه اساسيه تميزه عن غيره من بني جنســه .. ولكنــه سخر جل حياته لابنته جود فرفض الزواج حتى يعوضها فقدانها لوالدتها
جــود فتاة جمالها غير عادي .. شعرها أسود كسواد الليل عيناها واسعتين كل من ينظر إليهما يغرق بين تلك الرموش
الطويلة الداكنة وعيناها السوداويتان .. وجهها تكسوه ملامح البراءة .. خداها ورديان اللون وتتوسط خدها الأيسر
غميزه.. طولها مقبول .. عنيده لأبعد الحدود .. وهذه صفه زرعها بداخلها والدها .. رغبة منه بأن تصبح جود شبيهه
بحبيبته العنود في كل شي .. تمضي أغلب وقتها في الأسطبل .. بجانب فرسها .. تدرس في الجامعه تخصص تربية رياضيه ..
الـــــساعه السابعه صباحا
.. توجه تركي نحو غرفة جــود .. دخل الغرفة بهدوء ووجدها تغط في نوم عميق .. ملامح أبنته جود ذكرتــه بحبيتة العنود ظل يداعب شعر جــود وسرعان ما سرح في ماض قد ولى وانقضى
العنود وهي تفتح عينيها شيئا فشيئا وتمتمت بابتسامه ممزوجه بحب : تركي إنته صحيت
تركي بحب : ايه حبيبتي .. قلت أصحى بدري عشان أتأمل هالوجه الملائكي
العنود وهي تمسح على خده بحب : هالكثر أنا حلوه
تركي يقاطعها بثقه : كل جمال الدنيا أنرسم فيك .. ربي لا يحرمني منك
العنود ابتسمت ابتسامة خفيفة وهي تحضنه بحب : ولا يحرمني منك حبيبي
أنرسمت على تركي دمعه .. وظل تائها يفكر بالعنود .. ولكن مداعبته لخصلات شعر ابنته جعلها تستيقظ
جود بخوف : يبه وش فيك ؟!! ليش تبكي ؟!! شي يعورك
تركي بابتسامه وهو لا يزال أسيرا لماضية تمتم بحب كبير : أبكـي وانتي قربي يا العنود
جود بابتسامه : يبه يعني كل يوم لازم أذكرك اني مش العنود .. صار لك عشرين سنه وانته تناديني العنود
تركي ولون وجهه تغير كالعاده : شسويلك يوم طلعتي تشبهين أمك هالكثر ..
جود وهي تهز راسها ابتسمت ابتسامة خفيفة وطبعت قبلة على خد والدها وتمتمت بحب : فديت اللي يستحون
تركي بابتسامه وهو يحاول أن يخفي الحزن الذي انحفر بداخله منذ عشرون عاما : طيب يا حبيبتي ما ودك تفطرين ؟!
جود بدلع وهي تنظر إلى ساعتها تمتمت بغنج : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
تركي قاطعها بخوف : وش صار عليك خوفتيني ..!!
جود توجهت سريعا نحو الحمام ( اكرمكم الله ) وتمتمت بصوت مرتفع وهي تصدر قهقه خفيفة : بابا صارت الساعة سبعة وللحين ما جهزت نفسي وراي جامعه .. وابا أشوف الكسندر بعد ..
تركي وهو يفتح النافذة ويتأمل الاسطبل تمتم بألم : آآآآآه يا جود أتمنى أعوضك عن كل شي عشان امك تسامحيني
.................................................. .........
.............................................
............................
عـــائلة سعـــــــود (( سلطنـــــة عمــــان ))
بو سعـــــد رجل حكيم فـــي الخمسين من عمره..يتصرف بحكمه..يمتلك شركة ذاع صيتها في فتره صغيره من تأسيسها
أثبت وجوده والكل يكن له التقدير والاحترام ..
نصــرى أم سعد : زوجــة مثالية .. أمراة طيبه .. معروفه بعدلها وحنكتها .. سعــــودية الأصل
سعـــــد : يبلغ من العمــــر 25 عاما .. مهندس .. عيناه ناعستان عسلية اللون .. ابيض .. وسيم جدا .. متـزوج
لميـــاء : تبلغ من العمر 21 .. جميله .. بيضاء عيناها خضراوان .. وشعرها يميل إلى اللون البني ...
تخصص ( فنــــون ) وهذه السنة الأخيرة لها في الجامعة .. اهم ما يميزها هدوئها الدائم
ميســـاء : تبلغ من العمر 16 عاما .. شعرها قصير لا يكاد يصل إلى كتفها .. دلوعه ورقيقة إلى أبعد الحدود .. عيناها عسليتان .. قصيره بعض الشي .. تملك من الجمال ما يميزها عن غيـرها .. وتتميز بخفة دمها
نــور : زوجة سعــد .. جميــله جدا..قوامها ممشوق ..شعرها طويل وأسود .. مشاعرها إتجاه سعد بارده جدا .. ممرضه .. سعـــوديــة الأصل .. تزوجت من سعد طامعة في ماله . . ولكنها أدركت بأنها لا تستطيع تحمله
:
لمياء شاهدت الساعة وتوجهت مباشرة إلى غرفة شقيقتها الصغرى ميساء
لمياء وهي تبعد الغطاء من على رأس شقيقتها : ميووووووووووووسه يلا قومي صارت الساعه سبعه وراك مدرسة
ميساء وهي تعقد حاجبيها تمتمت بصوت منخفض : ولييييييييييييه لميوه خليني ارقد .. مالي خلق أداوم
لمياء وهي تجلس بجانبها : مش على كيفك .. عندك خمس دقايق إذا ما صحيتي أعلم عليك سعد
ميساء بمجرد أن سمعت أسم سعد نهضت سريعا وتمتمت بقهر : يا الله بصباح خير .. خلاص هاذاني صحيت
لمياء بابتسامه ساحره : اممممممم والله محد عارف لك غير سعد .. ولا امي وأبوي بيخلوك على راحتك
:
:
نور تمتمت بصوت مرتفع : انته متى راح تفهم .. قتلك لا تسوي كذا ومع ذلك سرت وعصيت امري
سعد تمتم بحزن كبير : ودي أفهم إنتي وش فيك . كل هـ الموال ليش أني خذيت موبايل جديد للمياء
نور بعصبية : نحن تونا متزوجين وفي بداية حياتنا .. ما يصير تصرف على أهلك في الطالعة والنازلة
سعد وهو يقترب منها تمتم وهو يعض على شفتية : سمعيني يا بنت الناس .. قتلك كله ولا أهلي .. ما أعرف ليش انتي
تتصرفين معاي كذا .. يمكن ليش انك عارفه إني أحبك وما أقدر اعصي لك امر .. بس أنا خلاص تعبت من هـ العيشة
نور أول ما حست أنه سعد قريب منها أبتعدت وتمتمت بصوت منخفض : سعد محد قالك تاخذني .. وانته عارف ...؟؟!
سعد يقاطعها بضيق : طيب وش فيني انا .. انا خذيتك برضااااك .. أدري انك كنتي رافضتني بالأول بس بعدها رضيتي
نور تمتمت بسخرية : رضيت فيك غصبا علي .. سعد أنا ودي احبك بس مو قادرة
سعد وهو يشدها من كتفيها تمتم وهو يصك على أسنانه بقوة : أنتي فحياتك شخص من قبل ؟!! تكلمي .. إنطقي
نور وهي تبتلع ريقها تمتمت بثقة : سعد انا ما أسمح لك تقلل من قيمتي كذا .. سعد أبي منك شوية وقت
سعد وهو يحاول أن يخفي دمعته تمتم بألم : صار لي سنتين وانا صابر عليك .. لين متى يا نور لين متى ؟!!
نور وهي تأخذ حقيبتها : اووووووووووووووووف انا ما ناقصة قلق من الصبح !! عن اذنك أخاف أتأخر ع المستشفى
سعد قاطعها بصوت مرتفع : نور لا كلمتك توقفين مكانك ..!! نوووور .. نور وقفي
نور مشت بخطوات ثابته ولم تهتم به..إسند بجسده المثقل بالهموم على السرير وأنخرط بالبكاء كعادته منذ زواجه من نور .. حبه لها جعله يتمسك بها رغم كل عيوبها .. حاول كثيرا الانفصال عنها ولكنه لم يستطع
نور بمجرد صعودها السيارة أخرجت هاتفها وأدخلت رقم دولي وتمتمت بصوت ممزوج بدلع وغنج : هلا حبيبي
....... قاطعها بغضب : نور وينك ؟!! صار لي زمان أتصل عليك وانتي ولا على بالك
نور وهي تاخذ نفس عميق تمتمت بسخرية : اووووف لا تذكرني سعد 24 ساعه لاصق فيني طفشت
........ بقهر : اوف لا تذكريني متى راح تجي السعودية عشان تزورين اهلك .. حدي مشتاق لك
نور بقهر : صارلي شهرين احاول مع هالخبل وهو مب راضي .. بس ولا تحاتي خابرني ذكيه وبدبرها وبنشوف بعض
....: طيب إنتي صار لك سنتين من تزوجتي وللحين ما خبرتيني من هذا سعيد الحظ ..!!
نور بعصبية : انته متى راح تفهم ..!! اسمعني إذا تبا رضاي لا عاد تسألني هـ السؤال يلا بااااي
.............: الو نور ردي علي .. ليش ما راضيه تخبريني ؟!! لا يكون أنا أعرفه ؟! نوووور نور وينك

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات