بارت من

رواية احلامي المزعجة -26

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -26

عقد حاجبيه تعجبا مما تقوله لينتبه انها تتكلم عن خطوبة اخاها : اقصد عرسنا نور ، انه بعد خمسون يوما
شعرت بألم في معدتها من ذكره للتوقيت
لترد ببطيء : لم افعل شيئا ، انا انتظر بعد عقد قران عمر لابدا بالتجهيزات الخاصة بي
نظر لها مطولا : حسنا ، سآتي لكي بشيك مهرك غدا
ردت بسرعة : انا لا احتاج شيئا ، عندي ما يكفيني
نظر لها بغضب : انت مجنونة ، انه مهرك ولابد ان تأخذيه
ان هذا الامر ليس اختياريا
اخرج لها بطاقة بنكية ليمدها اليها : تفضلي
نظرت اليه بتعجب : الم تقل غدا ؟
صمت دقائق فهو يعلم انها سترفض ما سيقوله ولكنه سيصر عليه : انها نقود لكي ، لا دخل لها بالمهر
نظرت له بتفهم : لماذا تعطيني اياها ؟
__ انت الان زوجتي ومن حقك علي ان اعطيك نقود
كمصروف
لمعت عيناها بغضب : انا لا احتاج منك نقود ، فانا لدي مرتبي ، واخي لا يتركني احتاج شيئا
قال بهدوء : انت زوجتي ومن حقك علي شرعا ان اصرف عليك ، ومن فضلك لا تعترضي
مد يده لها بإصرار وعيناه تلمع بتسلط عجيب
اخذت البطاقة على مضض فهي لا تريد افتعال المشاكل معه
فقررت ان تأخذ البطاقة ولا تستعملها
نظرت الي النيل واتكأت على الحاجز المعدني و تنفست بعمق ليأتي ويقف خلفها ويحتضنها بين ذراعيه ويستنشق رائحة شعرها الزكية
طبع قبلة عميقة على خصلات شعرها الجميل ليسند ذقنه على كتفها اليسار ويهمس بدفء : من الواضح انكي تحبين النيل كثيرا
شعرت انها تسافر الي عالم الاحلام وهي تستكين بين ذراعيه
والسعادة تحلق حولها ، همسته بجانب اذنها اشعرتها بنبضات حلوة الاحساس ترفرف في جوانب قلبها
اجابته وهي مأخوذة بحبه : انه ذكرى من ابي ، سأظل اذكرها الي الابد
شعرت انها تريد ان تشاركه احب ذكرى الي قلبها فأردفت
__ الليلة السابقة لوفاة والدي استيقظت فجرا من النوم على انفاس ابي الحنون ليبتسم بوجهي ويهمس لي انه سيأخذني الي الخارج قفزت من الفراش لأتبين ان نور الصباح لم يظهر في السماء ، ولكن ماذا يهم فانا سأذهب مع ابي ارتديت ملابسي كيفما اتفق فكنت صغيرة قاربت على اتمام السبع سنوات لأهرول اليه ونخرج سويا اتي بي على ضفاف النيل ،وجلسنا معا الي ان اشرقت الشمس
كان يتكلم معي ولكني لا اذكر معظم كلماته ولا افهم ما اذكره فالكلمات التي اذكرها لا معنى لها
ولكن ما احببته حقا مشهد الشروق كان رائعا وهميا اخذني الي عالم جميل ولا زال صوت ابي يهمس في اذني ان الشروق معناه بداية يوم جديد بأمل جديد و رزق جديد
واحتمال كبير في تغير احوال الناس الي الاحسن
وجملته الاخيرة لن انساها ما حييت بل اتخذتها مبدا اساسي في حياتي ، لا تيأسي ابدا نور الا عندما لا تشرق الشمس
حينها استسلمي الي الياس
بعدها اخذني والدي وتناولنا الفطور وعودنا الي منزل جدي
احتضنني بحنية فائقة الي ان نمت
اختنق صوتها وهي تغالب دموعها عن النزول
لاستيقظ واجد البيت يعمه حالة من الحزن ، لاكتشف انه مات ذهب ولن يعود
توقفت عن الكلام فلن تستطيع النطق بحرف زيادة الا ان انفجرت في البكاء

شعر بارتياح كبير عندما بدأت بالكلام عن ذكريات خاصة تضمها هي وابيها فمن معرفته بها الفترة القصيرة الماضية
شعر انها كانت ترتبط بابها ارتباط كبير فهي تذكره دائما
وان علاقتهما كانت قوية مثله هو وابيه
وعندما ابلغته انها اخر ذكرى لها مع والدها شعر بحزن طفيف يلم به الي ان اختنق صوتها بالدموع وهي تخبره انه استيقظت لتجد اباها رحل
شعر بقلبه يتمزق على هذه الرقيقة التي لم تشملها الدنيا بالرعاية فاختطفت منها والدها
فعندما توفى والده كان كبير ولكنه لم يسلم من احساس خانق ووجع كبير في فقدان الاب
فالأب هو السند والعزوة والحائط الذي ترتكن عليه بتعبك واليد التي تشد من ازرك وبفقدانه تشعر بمرارة كبيرة في حلقك لا تفارقك مهما حييت
ضمها بحنان وحب وهو يحاول ان يبلغها انه سيكون دائما بجوارها وسيحاول تعويضها عن الذي فقدته ، رغم انه يعلم جيدا ان الذي فقدته عزيز و غال وليس له مثيل
ولكنه سيحاول
اراد الهائها قليلا ليسالها بهدوء : لا تذكري امك بتاتا نور
هل لم تكوني مقربة اليها ، ام صغر سنك هو السبب
فكرت قليلا لتجد عقلها خال من أي ذكرى ولو طفيفة لامها
لتهز راسها بدهشة : لا اعلم ولكني لا اتذكر لها أي شيء
ولا اعرف السبب
مط شفتيه تعجبا : كنتي صغيرة واحتمال كبير انك لا تتذكريها لذلك
هزت راسها موافقة : احتمال كبير
لفت جسدها لتواجهه : الا تريد النزول الي الاسفل حتى تشاهد الشو الروسي ؟
ضحك بمرح: لا ، يكفيني انك بجانبي
ابتسمت ليشعر انه يحلق من السعادة ليحاوطها بذراعيه اكثر
لتحمر بخجل وهي تنتبه انها قريبه منه لهذه الدرجة
شعر بخجلها ليبتعد قليلا : نور ، انا حجزت قاعة الفرح
ردت بدهشة : نعم
لتشعر بالغضب مما فعله : دون ان تستشيرني
نطق بهدوء : لقد سالتك اكثر من مرة ، وانت تجيبين لا اعلم اختر انت ، وهذا ما فعلته ، بحثت عن القاعات ووقع اختياري على القاعة الكبرى لفندق جراند حياة
حجزت لكي جناح لتستعدي به وحجزت لنا رويال سويت لنمكث به يومان بعد الحفل
أ تريدين شيئا خاصا بالفرح ؟
كانت مذهولة مما يقوله فهو يرتب كل شيء دون علمها ولكنه محق فهو سألها اكثر من مرة في الهاتف وهي تجيبه ان يختار هو المشكلة انها لا تفقه أي شيء عن هذه الامور ولا تعلم من تستشيره بها
زفرت بضيق عندما وجه اليها سؤاله : مثل ماذا ؟
ابتسم : مثل ترتيب خاص للكوشة ، حضور مطرب معين لإحياء الحفل ، فقرة معينة توضع بالبرنامج ، طعام معين
اختيار قالب الحلوى الخاص بنا ، اشياء كهذه
شعرت بصداع فعلي مما يقوله وانها المفروض عليها ترتب
كل هذه الاشياء سالته : من اين عرفت كل هذا ؟
ابتسم بحب : نهى ، اخبرتني بكل هذه الاشياء وقالت لي اسال عروسك فهي لابد ان تختار معظم هذه الاشياء
ليردف بمرارة حاول ان يكتمها : لا تعلم ان عروسي غير مهتمة اصلا بعرسها
تنحنحت بخجل : لا والله بل انا انتظر الي ان ينتهي حفل عمر وسأتفرغ الي ترتيبات عرسي بعد ذلك
هز راسه وهو يقول داخليا سأنتظر نور ، سأنتظرك الي ان تنتهي من عرس اخاك
__ ياسين ، هل من الممكن اخذ اجازة الي نهاية الاسبوع
لأني سأبدأ بتجهيزات الحديقة لإقامة الحفل
__ طبعا ، ولكن ابلغي السيد عبد العزيز غدا
__ حسنا ، هيا لننزل الي الاسفل فانا اشعر بالجوع
ابتسم : هيا حبيبتي
******************

دخل الي غرفته

 بعد ان جلس برفقة عمته قليلا ثم تركها وهو يتمنى لها ليلة سعيدة
نظر الي ساعته ليجدها الواحدة بعد منتصف الليل
زفر بضيق فهو يشعر بالقلق على نور ومستحيل ان ينام وهي بالخارج يعلم جيدا ان ياسين سيراعها ويحافظ عليها
ولكنه اعتاد على رعايتها ومن الواضح انه سيظل وقتا حينما يعتاد على فكرة انها اصبحت تحت رعاية شخص اخر
ادار بصره على محتويات الغرفة حوله فهو يمكث بغرفة والداه فغرفته والغرفتين اللتان بجوارها ينتظران وصول عروسه وخاليتان من الاثاث
شعر بالضيق يكتم على صدره حينما وقعت عيناه على الصور الفتوغرافية الموضوعة في الغرفة
اقترب ليراها جيدا معظمها لامه وابوه بمفردهما
او وهو معهم نقل عيناه من صورة الي اخرى وهو
يتبين ان بعضا منها كانت بأول زواجهم وضحكت امه صافية رائعة تدل على السعادة
ثم صور وهو معهم كانت تضحك ضحكة متكلفة حدث نفسه اكيد من اجل الصورة الي صورة اخرى توجد بها نور
ليرعى انتباه ان ملامح امه متغيرة جذريا فهي ازدادت نحولا وشحوبا ولم تكن تضحك اطلاقا
سال نفسه هل عمته على حق ؟ ام كانت تحاول ان تخفف عنه
ليقع بصره على اخر صوره معلقه على الجدار كانت تضم اباه وامه وعمه ، امه تقف في المنتصف بين عمه واباه والاثنان ينظران لها ، كلاهما تلمع نظرات الحب بعينيه وهي تبتسم ابتسامة مشرقة
ليضرب ذهنه ذكرى مقيته على قلبه لم يشأ اخبار عمته عنها تزيده غيظا وقهرا
تناول الصورة من على الحائط ليقذفها بغضب على الارض
لينكسر البرواز الي قطع صغيره ، تناول الصورة ودموعه متحجرة بعينيه وهو ينظر اليها مرة اخرى ليمزقها بكل قهر
تنبه على صوت سيارة بالخارج من المؤكد انها نور
مسح وجهه بكفيه كعادته ليتخلص من توتره وحزنه حتى لا تلاحظ نور الضيق عليه
ونظر من النافذة ليري سيارة ياسين متوقفة بالخارج ولا اثر لنور
عقد حاجبيه دهشة وقرر ان يذهب ليرى ماذا يحدث و لماذا لم تدخل الي البيت الي الان
*******************
اوقف السيارة ليمد يده ويمسك يدها ويطبع بباطن كفها قبلة عميقة تنقل مشاعره اليها
لتبتسم هي بخجل وتسحب يدها بهدوء منه وهي تشعر انها تحترق من قبلته
قال بصوت هادئ وابتسامة شقية ترتسم على شفتيه وهو يقترب منها : هل يمكنني ان اقضي ليلتي عندكم ؟
ابتسمت بحب :طبعا ، يوجد سرير فارغ بغرفة عمر تستطيع قضاء ليلتك عليه
انقلب وجهه و عقد حاجبيه : عمر ، لا سأذهب الي بيتي
قالت ببراءة : لماذا ؟ تفضل عندنا ، اخاف عليك من قيادة السيارة فمظهرك متعب
قال من بين اسنانه : انزلي
ضحكت برقة وهمت بالنزول ليمسكها من يدها : سأشتاق اليك كثيرا ، سامرك غدا كما اتفقنا
هزت راسها بموافقه ليردف : سأنتظرك الي ان تصعدي الي غرفتك لأطمئن عليك
ردت مؤنبة : ياسين انا امام المنزل وانت ستظل واقفا الي ان ادخل من الباب لا يوجد داع ان تنتظر ان اطل عليك من النافذة
هز راسه بخيبة امل : لا توجد لديك ذرة من الرومانسية نور
ضحكت : لا والله ولكن اريدك ان لا تتأخر اكثر من ذلك
فالساعة قاربت على الثانية صباحا وانت لديك عمل غدا
__ سأتأخر انا المدير ، هيا اذهبي واسمعي الكلام من فضلك
اقتربت منه بهدوء لتقبل خده بقبلة خاطفة وتنزل بسرعة من السيارة
لم يستوعب ما حدث الا عندما سمع صوت اغلاق باب السيارة ليبتسم بحب ويلمس مكان قبلتها ويتنهد بعمق
نزل من السيارة ليجدها اختفت بالداخل لتتسع ابتسامته وهو يهمس : هانت نور ، سيمر الوقت سريعا

دخلت الي المنزل وهي بقمة سعادتها ، لتجد عمر بوجهها اقتربت منه وهي تبتسم
__ اما زلت مستيقظ عمور ؟
ابتسم لرؤيتها سعيدة هكذا : نعم ، لم استطع النوم وانت بالخارج
احتضنته بحب : الله لا يحرمني منك
__ هيا اذهبي لتخلدي الي النوم وانا الاخر سأستيقظ باكرا
__ تصبح على خير
صعدت السلم سريعا وهي تتذكر ياسين لتندفع الي شرفتها لتجده واقف مستند الي سيارته وهو ينتظرها
اتصلت به ليرد سريعا
__ جبانة
__ نعم
__ جبانه نور ، انت جبانة لماذا ركضتي مبتعدة عني؟
ضحكت بخجل : اذهب الي بيتكم او ادخل لتنام بجوار عمر
__ الا يوجد اختيار اخر لديك ؟
ردت بجدية : تصبح على خير
__ وانت من اهله ، سلام
*******************
__ هيا قصي لي ما حدث البارحة بالتفصيل
ضحكت بخفة : كان يوما ممتعا ، وياسين رفيق هايل وصديق رائع
اكملت الاخرى : وحبيب ؟
قالت بخجل : وحبيب لا مثيل له ، شعرت بسعادة لم اشعر بها من قبل ، اجهزي بعد حفلتك مباشرة لننزل سويا لشراء الاشياء الخاصة بجهازي ،و لتشتري انت ايضا ما ينقصك
ضحكت باستهزاء : لا شيء ينقصني ، اشتريت كل شيء
امي لم تستريح الا عندما اغلقت الحقائب الخاصة بي
الشيء الناقص هو شراء الاثاث
__ عمر انتقى بعض الاشياء على ذوقه ومنتظر موافقتك
غام وجهها فجأة عند ذكرها لعمر لتنتبه نور لذلك التغير
__ هل تشاجرت مع عمر ؟
ارتبكت: ها، لا كلانا متوتران بسبب الحفل فقط
شعرت انها لا تريد التحدث فآثرت الصمت فهما الاثنان قادران على حل مشاكلهما بأنفسهم
سالتها بعد قليل : هل ستقابلين بسنت هناك ؟
__ نعم ،اتمنى ان يكون الفستان مضبوط حتى لا اتوتر اكثر من ذلك
__ لا تقلقي، سيكون مضبوطا عليك
قالت برجاء : يا رب
***************
هتفت نور بانبهار عند رؤيتها لعلياء
__ واو ، روعة علياء الفستان مضبوط ورائع عليك
سالت لتتأكد : حقا ؟
ابتسمت بسنت باتساع : جميل علياء ، شكلك يأخذ العقل تجنين
التفت الي نور : هيا نور لنرى فستانك انتي الاخرى
دخلت نور لتقيس فستانها
لتصرخ من الداخل : علياء هذا ليس فستاني
كتمت علياء ضحكتها : بل هو
خرجت وهي مرتدية الفستان وعيناها غاضبتين
__ كيف ؟ ليس هذا التصميم الذي طلبته
__ الا تتذكري نور لقد قلت لكي سأختار لك لون الفستان وتصميمة
سالت بسنت : اليس رائعا عليها
قالت بسنت بانبهار : بل اكثر من رائع
نظرت نور الي الفستان بالمرآه من جديد لتقترب منها علياء
__ تحفة فنية يا نور واللون العنابي عليك يزيد جمالا وتألقا
نظرت نور وكادت ان تبكي وهي تقول : انه عاري علياء
__ لا افهمك يا نور انه بدون اكمام وصدره عار الا ان فتحة الصدر ضيقة والظهر ايضا ، سيعجب ياسين كثيرا
تلون وجه نور بحمرة الخجل لذكر علياء اسمه وتذكرها لنظراته الحميمية التي شملها بها عندما كان ينظر الي فستانها البارحة
تنبهت الي بسنت : لا يحتاج أي تعديل ، هيا لنذهب ، صحيح نور امي اكدت علي انها تريد ان تراك
هزت راسها : حسنا ساتي معك ، فانا مشتاقة اليها كثيرا
انصرفتا من عند المصممة وذهبت عند علياء بالبيت
سالتها الاخيرة وهما جالستان في غرفة علياء ونور تشاهد ما اشترته علياء : نور ، ما اخبار عمتك معك ؟
تنهدت نور : انها لطيفة معي ، تتكلم معي جيدا وترعاني انا وعمر منذ ان اتت ، ولكني اشعر بشيء غريب علياء ، فهي لا تتعامل معي كما تتعامل مع عمر اشعر انها تحب عمر عني ، كما اشعر ان في حد فاصل بيني وبينها وهي لا تستطيع ان تتخطاه
__ من الممكن انها تفضل الذكور عن الاناث
__ لا اشعر ان الامر له علاقة بالشبة الكبير بيني وبين امي
ضحكت علياء : ممكن انت تعلمي ان في بعض العائلات لا تتفق زوجة الاخ مع اخته
__ الحمد لله اننا متفقات معا
__ الحمد لله
سمعا طرقات على الباب لتفتح علياء : امي لماذا اتيتي كنت ناديتنني ، وانا اتيت لكي
__ انا لست مريضة ، وجئت لأرحب بنور ، فمنذ فترة لم اراها
قامت نور لتحتضن خالتها بحب : كنت جئت انا الاخرى لكي خالتي
ابتسمت لها الخالة بحب : تعلمين نور انت وعلياء واحد
واذا كنت سأنصحها لتستقر مع زوجها فانت الاخرى واجب علي نصحك
عقدت كلا منهما حواجبها من كلام الخالة
لتبتسم الخالة عائشة وتقول : اجلسا بجانبي
جلستا بجانبها لتأخذهما بحضنها : لابد لكما انتما الاثنان قرصة اذن حتى تعتدلا مع زوجيكما
لابد على المرأة ان تستمع الي زوجها وان لا تضع راسها براسه ، كوني حكيمة وتعاملي معه بلطف تكسبيه طوال عمرك
بعد فترة من الوقت استمتعت فيها بالجلسة مع الخالة عائشة التي اغدقت عليها من نصائحها وتكلمت معها بكل ما يدور في خلدها دون ان تطرق الي احلامها
و اوصتها هي و علياء بياسين وعمر
رن هاتفها لتجد انه ياسين ردت بحب : السلام عليكم
لتجد صوته الغاضب يجلجل في الهاتف : اين انت يا هانم ؟
عقدت حاجبيها من طريقته وردت بهدوء : عند علياء
__ الا تتذكرين اننا اتفقنا اني امرك اليوم ؟ ثم الساعة تجاوزت الحادية عشر وانا ببيتكم من اكثر من ساعة
اجهزي سآتي لأقلك
نظرت الي الهاتف بغضب بعد ان اغلقه في وجهها واملى عليها اوامره
نظرت الي خالتها لتبتسم الاخرى : انه قلق عليك ومحرج انك تركتيه ينتظر كل هذا الوقت نور
فكري دائما في اسبابه قبل ان تغضبي واعذريه دائما
تنهدت بحيرة لتبتسم : حسنا خالتي سأنصرف
احتضنتها الخالة بحب كبير ورتبت على كتفها بحنان
__ نور ، اهتمي بأخيك وعلياء ولا تنسي زوجك فهو يحبك كثيرا
__ حاضر خالتي
نزلت لتجده واقف امام السيارة وواضح عليه الغضب فوجهه محمر وعيناه تلمعان بالغضب
تقدمت منه بهدوء : مساء الخير
نظر لها بغضب : اركبي الي سيارتك، وسأتبعك بيننا كلام هام ولابد من توضيح بعض الامور
دخلت الي سيارتها وهي تشعر بالريبة من موقفه
******************
__علياء حبيبتي تعالي بجانبي
جلست بجانب امها ووضعت راسها بحضنها
__ ما بك علياء ؟
__ لا شيء امي ولكني متوترة قليلا بسبب الحفل
مسحت على شعرها بحنان : علياء انا امك ،هذا الكلام تقوليه لبسنت ، لنور ليس لي ، انا ملاحظة انك لا تتكلمين مع عمر هذه الايام اطلاقا
فضلت الصمت فهي لا تريد ان تفتعل المشاكل قبل الحفل بيومين
تنهدت امها : على راحتك علياء ، لكنني ساقل لكي كلمتين اسمعيهما جيدا وافهميهما
عمر يحبك كثيرا ، و هو الوحيد الذي سأطمئن عليك معه
ولتعلمي جيدا انت ملكة مع زوجك وببيتك ولن تكوني ملكة باي مكان اخر حتى لو عند اخيك علي الذي يفضلك على نفسه
اندهشت مما تقوله امها لتسالها :كيف ؟ عمر اقرب لي من علي
__ نعم حبيبتي ، الزوج يصبح اقرب لزوجته من اهلها ، لا تفرطي في عمر علياء ، فلن تجدي من يحبك او يرعاك مثله
ابتسمت علياء لتخفي الضيق الذي شعرت به من حديث امها
فهي شعرت ان امها تعطيها وصايا اخيرة
نفضت راسها من هذه الفكرة السوداوية لتسال امها بدلال
__ هل يمكنني النوم بجانبك هذه الليلة امي ؟
ابتسمت بحنان وهي تحتضن راسها : طبعا ، حبيبتي الليلة وغدا وبعد غد حتى ليلة زفافك
اعترضت : خطوبتي امي
رتبت على راسها : زفافك علياء ، بالنسبة الي زفافك حبيبتي
******************

دخلت الي منزلها 

ليتبعها هو بصمت ، قابلهما عمر ليقل لياسين : تفضل بالمكتب ياسين ، ونور ستاتي اليك حالا
هز راسه موافقا ليدلف الي الداخل ليمسكها الاخر من رسغها ويسحبها الي المطبخ معه
تاوهت : عمر ذراعي تؤلمني ، ما بك ؟
تركها وهو يضع كاسين بصينيه وملؤهما بالعصير
و رد من بين اسنانه : الا يوجد لديك قطرة دم واحدة ؟
احرجتني وحرجتي زوجك ، ظل جالسا منتظر حضرتك اكثر من ساعة حتى وجهه احمر من الغضب و الضيق والخجل مني
لماذا لم تبلغيه انك ستذهبين الي علياء كما اتصلت بي وبلغتني ، نور اعتدلي احسن لك ، ولا تكوني كصديقتك العزيزة لا تشعر بما حولها ، كل ما يهمها نفسها فقط
نظرت له مصدومة فلأول مرة ترى عمر غاضبا هكذا
وجملته الاخيرة اشعرتها بان في خلاف فعلي بينه وبين علياء
وهو يكتم غضبه منها
اكمل بضيق : خذي الصينية واذهبي ولا تفتعلي المشاكل معه
تقدمت وهي تلوم نفسها ، فهي لا تنكر انها نست امر ياسين
لم تتذكر اطلاقا اتفاقهما ، بلعت ريقها بصعوبة وهي تعلم انه غاضب ، تذكرت تحذير يوسف لها وان غضبه قوي كشخصيته لتشعر بارتعاده تصري بأوصالها
دخلت وهي تسيطر على خوفها منها وابتسمت عندما وجدته ينظر الي البوم صور لها وهي صغيرة ويبتسم
وضعت الصينية من يدها لتجلس بجانبه وتناوله كاس العصير : تفضل


جلس ينتظرها فهو يعلم جيدا ان عمر سيؤنبها من اجله فلا ينكر ان عمر احرج عندما سأله عن نور واجابه انها عند علياء ، واستشف عمر انه لا يعلم ، وضحت نظرة الغضب بعينيه ، وعندما تأخر الوقت ، شعر ان عمر ضائق من اخته
فاستأذنه انه سيذهب اليها وسياتي بها
عند جلوسه وجد البوما للصور مفتوح امامه ، استنتج ان عمر كان يريه لعمته ، فهي كانت حاضره على الموقف بأكمله وعندما تأخر الوقت استأذنت منهما بتهذيب لتخلد الي النوم
وقعت نظره على الصور ليرى فتاه رقيقة بشعرها البني وعينها المتدرجة بين اللونين الاخضر والعسلي
تنظر الي الكاميرا وتضحك ببراءة ليظهر سقوط سنتيها الاماميتين ابتسم بحب وهو يمسح بأصابعه على الصورة
و يفكر اذا رزقه الله بابنة منها ستكون جميله هكذا
شعر بدخولها ليرفع نظره اليها وجدها تبتسم له ليزول ضيقه منها ، حدثه عقله اركز قليلا ، وعاتبها على ما تفعله معك
تناول منها الكاس وهو ينظر لها من بين اهدابه السوداء الكثيفة
قالت بهمس : المعذرة ياسين ، لا تغضب ولكن الخالة عائشة اصرت ان اذهب اليها ولذلك تأخرت فالحديث اخذني ولم اشعر بالوقت
قال بمرارة : بل نسيت نور ، نسيت امري وموعدنا
قالت وهي تحاول اخفاء ارتباكها : لا تتوهم اشياء لا وجود لها ، تأخرت لا اكثر
زفر بضيق : لماذا لم تتصلي بي وتبلغيني ان أجل الموعد الي وقت اخر
لم تجد ما تقوله فآثرت الصمت ك لأنك نسيت نور
همست : اسفة
حاولت ان تغير التوتر الذي سيطر عليهما
تناولت الالبوم من بين يديه لتقول مازحة : هل رأيت كم كنت قبيحة ؟
__ قبيحة ، كنت ولا زلت جميلة بل رائعة الجمال
ابتسمت : انت تجاملني اليس كذلك ؟
اقترب منها وهو يتنهد بحب : لا طبعا انا اقل ما اراه امامي
احمرت خجلا ليقول بجدية : نور تصرفاتك معي لا تعجبني
ولا تليق بي ، تعاملي معي جيدا ، فصبري كاد ان ينفذ
هزات راسها بنعم : حاضر ، والله انا لا اقصد اغضابك
ارجو ان تصدقني
__ مصدقك ، لي طلب اخر
__ تفضل
__ لا ترتدي شيئا قصيرا هكذا مرة اخرى على الجينز
فمظهرك ملفت الي حد كبير وانا لا اطيق ان ينظر احد اليك
انتفضت واقفة لتنظر الي المراة : انه طويل ياسين وواسع ايضا
__ لا قصير ، انه بالكاد يصل الي حد جيب البنطلون
تنهدت بصبر : حاضر
عادت لتجلس الي جواره : اما زلت غاضبا ؟
هز راسه نافيا ليسحب الالبوم ثانية ليري بقية الصور
هتف بدهشة : انت تشبهين امك للغاية ، ومن يراك لا يستطيع التفرقة بينكما الا من لون الشعر فهي شعرها اقرب للأصفر ، وانت شعرك بنيا محمرا
__ نعم ، لم اصدق عمر الي ان اراني الصور
نظر لها بحب : من اين اتيت به فهو لونا مميزا وليس لونه كلون شعر اباك
__ لا اعلم بالطبع ، اكيد الله وهبني شيئا فريدا كما وهبك لون عيناك الفريد فعائلتك بأكملها لون اعينهم بنيا
ضحك بخفة : نعم ولكن انا ورثت لون عيناي من جدي رحمة الله عليه ، جدي لابي
كان وسيما عندما تأتي الي القصر ساريك صورة له حولتها انا من الابيض والاسود الي الوان كالصور الان
امي تقول اني اشبهه اكثر من ابي ، فيوسف هو من شبه ابي الي حد كبير
ابتسمت لانطلاقه معها بالحديث فهي تشعر بالسعادة عندما يتكلم معها عن نفسه واهله تشعر انها قريبة منه
نظر الي ابتسامتها الجميلة والسعادة التي تطل من عينيها
ليتأمل ملامحها الخالية من الزينة وشفاهها الوردية عقد حاجبية بتفكير ليسالها : هل تضيعين احمر للشفاه ؟
تعجبت من سؤاله لترد بتلقائية : لا ، لا اضع اي من الزينة بوجهي
نظر اليها و الشوق لوصالها يملأه ليقترب منها ويحيطها بذراعيه : هذا لون شفاهك الحقيقي
احمرت من قربه وشعرت ان الدم سيقفز من وجنتيها لتهز راسها بالية ، وكأنها اعطته اشارة انتظرها ليفعل ما يريده
فانحني عليها برقة شديده ليقبلها بلهفة رقيقة
شعرت بانها تغرق في حلم لذيذ فهي لا تعلم الي اين تذهب معه ، لتنزعج مرة واحدة من قبلته التي اصبحت متطلبة اكثر من الاول ، وشعرت بانها لا تستطيع ان تأخذ انفاسها
وان جسدها تسري به قشعريرة باردة ، ليداهم ذاكرتها حلمها المزعج لتتحول القشعريرة الباردة الي انتفاضة خائفة
كان يحلق بعالمه الخاص ،وهو يستمتع بتقبيلها الذي طالما انتظره ليشعر بها تتصلب بين يديه لتنتفض فجأة بين ذراعيه
توقف عن تقبيلها وهو يشعر بالانزعاج من ردة فعلها غير المتوقعة
نظر اليها بصمت ليرى الدموع والخوف بعينيها
__ ما بك نور ؟ هل اذيتك ؟ تضايقت مني
حاولت السيطرة على خوفها حتى لا تزيد من الانزعاج الواضح عليه هزت راسها نافية لتسقط دموعها التي لم تستطع السيطرة عليها
انتفض بجزع من شلال دموعها المنهمر ليحتضنها مهدئا بين ذراعيه : ماذا بك نور ؟

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات