رواية احلامي المزعجة -24
غير متفقة مع شخصيته
هي صغيرة ، مدللة ، متحررة ، اعتادت ان تلقي بالأوامر فتجاب فورا ، ومحمد يريد من تتعامل معه بالعقل والحكمة وهي بعيدة عنهما تماما
كانت تتعجب من ان هذه الفتاه تربت على يد اللواء اسماعيل الذي طالما حكى والدها عن صرامته وقوته
تنبهت من افكارها على يد عمر تهزها بلطف : عمتي ، اين شردت ؟ انا اتكلم معك
ابتسمت بضعف من الذكريات : معك حبيبي
__ حسنا ، هيا معي لتبدلي ملابسك وتستريحي من عناء السفر
******************
جالسة تفكر بما قالته اختها وتشعر بالريبة من الوضع بأكمله لتنتبه على من يطبع قبله دافئة على وجنتها
لتلتفت اليه بابتسامة : عدت باكرا اليوم
__ اذا تريديني اعود ، سأعود
ضحكت وهي تشده ليجلس بجانبها : لا طبعا ، انت تبحث عن حجة لتعود الي العمل
__ لا والله ، عدت باكرا من اجلك ، اشتقت اليك
اتبع جملته وهو يضع راسه على فخذها
__ ما بك حبيبتي ؟ اشعر بشيء يشغل راسك
حدثته كأنها تحدث نفسها : اية ذهبت بعلياء لتشتري لها هديه اوصاها بها علي
عقد حاجبيه تعجبا : حسنا ، ما المشكلة ؟
__ الا تعلم اية وبرودها ؟ اخاف ان تضايق علياء
__ حقا لا اعلم كيف علي متحملها ، فهما الاثنان غير متفقين اطلاقا
تنهدت بقهر : انا السبب في معرفتهما ، ولكنها لم تكن كذلك حينما صادقتها
__ لا تتضايقي حبيبتي ،
اكمل بصعوبة : بسنت ، اريد ان اطلب منك طلبا
شعرت بالتوجس مما سيقوله لتقول بهدوء : أمرني
__ اريدك ان تقللي حركتك هذه الايام
شعرت بالضيق مما قاله : محمد ، انت تعلم جيدا ان هذا احتمال بعيد المنال وخصوصا هذه الايام ، فالطبيبة قالت ان مدة العلاج تتراوح بين ستة او ثمان اشهر و انا اتناول الدواء منذ شهرين فقط
__ اعلم هذا بسنت ، ولكن من فضلك اسمعي الكلام ونفذي ما اقوله لكي
انتفضت واقفة لتصيح غاضبة هذه المرة والدموع تخنقها : قلت لك من قبل تزوج وانت لم تستمع الي
لتتركه وتدخل الي غرفتهما وهي تبكي
اغمض عينيه من موقفها لا يقصد ابدا ان يجرحها
نفخ بضيق ليجر نفسه ويذهب خلفها
دخل الي الغرفة ليجدها مستلقية على الفراش وتبكي بصمت
جلس بجانبها واحاطها بذراعه : لماذا غضبتي بسنت وانت تعلمي جيدا اني لا اقصد ما فهمتيه
وانني لن اتزوج عليك ابدا ، مهما حدث بل اريد ان اطمئن عليك فحسب انت تخشين اجراء العملية والطبيبة اخبرتنا ان تتناولين الدواء وتقللي حركتك وتهتمي بصحتك جيدا حتى لا نلجأ الي خيار العملية ، فلماذا تغضبين مني ؟
__ اسفة محمد ، ولكن كلما تذكرت اني السبب في تأخير حلمك بالأطفال اشعر بالضيق من نفسي
نظر اليها بحب : انه قدرنا حبيبتي ولا تحملين نفسك شيئا لا دخل لكي به ، هيا نخرج لنتناول الطعام بالخارج واوصلك انت وعلياء الي مصممة الفستان ، اليس موعدها اليوم ؟
ابتسمت اليه بحب لتذكره الموعد : نعم
__ اذن هيا
قاربت على انتهاء عملها ، تطبع على الحاسب وهي تزفر بملل
اليوم ممل على غير العادة بسبب غياب سناء ، وزادت ضيقتها من حوارها مع يوسف فهي تلوم نفسها على تعاملها مع ياسين ، ولكن الخوف من اجبرها على ذلك
تنبهت لوجود شخص اخر معها بالغرفة لتلف بكرسيها ناحية باب الغرفة
لتراه واقف بطوله الفارع وعيناه الرماديتين لتبتسم بوجه
ابتسامة جميلة
تشعر بالحب يجري بعروقها ، كم اشتاقت اليه والي رؤيته
واذا لم تحكم عقلها قليلا كانت رمت نفسها بين ذراعيه
مسكت بحافة مكتبها وكأنها تتشبث بها حتى لا تفعل أي فعل لا يحمد عقباه فقلبها يدق بعنف ويأمرها بانه يريد الاستكانة بين ضلوع هذا الياسين
نطقت بحب لم تستطع اخفائه : مرحبا
لم يستطع منع نفسه اكثر من ذلك ، فمنذ الحوار الذي دار بينه وبين يوسف وهو يلوم نفسه على عدم دعوتها للخروج ولا مرة بعد موقف عقد القران ، يعلم جيدا بينه وبين نفسه
انه اتخذ من حوار يوسف حجه قوية ليجبر عقله على النزول اليها ورؤيتها ولو من بعيد
وكلما تذكر ان يوسف راها اليوم تشتعل نيران الغيرة بصدره
فكيف يراها اخاه وهو لا ،هو احق برؤية جمالها الاخاذ والاستمتاع به ، هو احق بالتكلم معها وجها لوجه ليرى ابتسامتها التي ترد له روحه والعند والغضب الذي يلمع بعينيها دائما ليجعلاه يشعر بانه على قيد الحياة
نزل اليها سريعا فبعد هذا التفكير لم يستمع الي مقولة عقله السخيفة الذي لا معنى لها الان
وعند وجوده بالدور الذي به مكتبها اسرع خطاه
ليحبس انفاسه امام مكتبها وهو يراها من ظهرها ورائحتها تتسلل الي رئتيه وتملئ صدره فيشعر بان شوقه يزداد
لم يرد تنبيها انه موجود حتي يستمتع بالنظر اليها ويستطيع ايضا السيطرة على شوقه ولهفته اليها
قلبه يدق بجنون ويجبره على الاقتراب بينما عقله يأمره بالتروي والحكمة وان لا يظهر بمظهر الضعيف امامها
حافظ على كرامتك ياسين ولا تهدرها
عندما لفت اليه شعر انه سيقدم على فعل لا يحمد عقباه
وعندما ابتسمت شعر بان قلبه ينتزع من بين ضلوعه ويذهب اليها طواعيتا وتبخر كلام عقله عن الكرامة والثقل
كل ما يريده الان قربها ودفنها بين عظامه
عندما تكلمت شعر بانه يسمع احلى انغام في حياته وعلى الرغم من انه يسمع صوتها كل اليوم بالهاتف الا ان له تأثير مختلف وهي امامه ، كلمتها بسيطة الا ان تأثيرها عليه اقوى من كل كلمات الغرام
عندما ظل واقفا ولا يتقدم منها قامت من كرسيها
لتقول بتهذيب : تفضل
وكأنها تعطيه سببا ليفعل ما يتمناه
تقدم منها بخطوة سريعة ليحتضنها بين ذراعيه بشوق ولهفة
وهو يهمس : اشتقت اليك حبيبتي
انتفضت من سرعته ناحيتها لتفاجئ بنفسها بين ذراعيه
وعلى الرغم من شعورها بحلاوة عناقه التي اخبرتها بمدى اشتياقه اليها
الا ان عقلها نبهها انهم بالشركة
دفعته بلطف، وهي تقول بارتباك: ياسين توقف
تنهد بنفاذ صبر و قهر ليبتعد عنها ويجلس على كرسي بالغرفة وقال بغضب
__ الا تشعرين نور ، الا تمتلكين قلبا كسائر الناس
اشتقت اليك وتنازلت عن كرامتي لاتي اليك وعندما تصرفت كما املى علي قلبي تأمرينني بالتوقف
شعرت بغصة في حلقها فنبرته بقدر ما كانت غاضبة كانت حزينة
نطقت بهدوء : لم اقصد مضايقتك ، فكرت اننا بالشركة وهذا ليس مقبول هنا
ابتسم بسخرية : واذا كنا بمكان اخر كنتي ستتركينني احتضنك كيفما اشاء
شعرت بصعوبة السؤال فاذا جاوبته بنعم تفتح له مجالا
كلما كانا بمفردهما ان يحتضنها كما شاء
واذا قالت لا سيغضب منها وهي لا تريده ان يغضب
فكرت قليلا لتجيب بابتسامة : أ تعلم انا الاخرى اشتقت الي المشاجرة معك
ردد بدهشة : المشاجرة
كتمت ضحكتها : اه نعم ، انت اتيت اليوم لكي نتشاجر اليس كذلك ؟ مظهرك يدل على ذلك
شعر بانها تتهمه ليرد مدافعا عن نفسه: لا طبعا ، لماذا اريد ان اتشاجر معك ؟
جئت لكي
بتر جملته وهو يتنبه لما تفعله هذه الجنية ليبتسم بإعجاب
__ انت تتهربين من الاجابة
ضحكت بمرح من فهمه لها : ما الذي جعل مديرنا العظيم يتنازل ويشرفنا بزيارته
رد بجدية وقال امرا : اجهزي بالسادسة و النصف سأمر لاصطحابك للعشاء
ردت والعند يملئ عينيها :انت تامرني
تحداها قائلا بهدوء : نعم ، انه حقي انت زوجتي ام نسيت
شعرت بالتملك في صوته والعجيب انها فرحت بتملكه لها ولكنها لن تشعره بذلك
__ لم انسى ولكن هذا لا يعطيك الحق ان تجبرني على الخروج ، ثم لم اصبح زوجتك فعليا
رد ببرود استفزها : بلى انت زوجتي وانا لدي كل الحق لإجبارك على فعل ما اريده
ليردف وهو ينصرف من امامها : وبمناسبة تهربك من الاجابة على سؤالي ، انا لدي كل الحق ان اضمك كيفما اريد بالوقت والمكان الذي اريده ، ولا يحق لكي الاعتراض
اكمل امرا : انصرفي الان حتي تستطيعي ان ترتبي نفسك قبل الموعد وهذا امر فانا المدير
وابتسم بتملك : الي اللقاء يا زوجتي العزيزة
فتحت عيناها تعجبا منه ، لتعقد حاجبيها وهي تفكر
هذا اسلوب جديد يتعامل به معها
شعرت بالغضب يملئها والعند يتفجر بداخلها لم تؤمر يوما بحياتها ليأتي هذا الياسين ويقتحم حياتها
انتي غبية ، اعطيته سلاح يستخدمه ضدك كلما اراد شيئا
قال انتي زوجتي واستطيع اجبارك
لتتذكر انه قال ان من حقه ان يضمها كما اشاء
كيف جرؤ على قول شيء كهذا
مسكت كوب القهوة وتمنت ان يكون مازال امامها لتقذفه به في راسه
لمعت عيناها بتحدي وهي تفكر الم يعد لها سيطرة على حياتها بعد الان
زفرت بضيق ولمعت عيناها بتحدي : سنرى ياسين ، سنرى
****************
زفر بضيق منها ومن معاملتها الجافة التي تتقنها جيدا
يعلم جيدا انها تحبه فعند اول لمسه منه تذوب بين ذراعيه وعندما عانقها منذ قليل شعر بلهفتها اليه وصدق ايضا ان سبب دفعتها اليه ان الموقف لا يليق بهما ، ولكن لا يعلم لماذا هي متصلبة معه هكذا
استفزته لدرجة كبيرة عندما تلاعبت معه لماذا لم تجبه عن سؤاله وتريح قلبه
لن يجبرها يوما على فعل ما لا تريد ، ولكن هي من اجبرته على التفوه بهذه التفاهات
فهو ليس ديكتاتورا ممكن ان يكون متسلطا قليلا ولكنه يحبها كما هي بشخصيتها العنيدة القوية ولن يسع يوما لإرغامها على التغير
ابتسم داخليا ولكنها تستحق ان تتأدب قليلا حتى تفصح عما بداخلها ولا تكون متصلبة هكذا في تعاملها معي
كم كانت رائعة اليوم
طل من مكتبه على عبير وهو يبتسم : عبير هل يوجد مواعيد اخرى اليوم
دهشت عبير بشدة فهو من اسبوع لم يبتسم ولا مرة حتى عن طريق الخطأ
ردت : ها
ضحك من تعابير وجهها : مواعيد ، هل عندي مواعيد اخرى
شعرت انها جنت حتما هل هو يضحك لتفيق على سؤاله
__لا سيدي
__ حسنا، سأنصرف، سلام
نزل وهو يشعر بالسعادة فزوجته ستخرج برفقته اليوم
تنهد كم هي كلمة رائعة النغمات ، وكم رائع ان تظل برفقته دائما
ركب سيارته وخرج من الشركة ليراها سائرة باتجاه الشارع الرئيسي ابتسم بتعجب هل امتثلت لأمره وذاهبة الي البيت
ولكن اين سيارتها لمع عقله فمن الواضح انها ستستقل سيارة اجره لتعود بها
عقد حاجبيه وهو يقول بالفعل تستحقي تأديبا نور
امسك هاتفه واتصل بها وهو يبطئ السير
رن هاتفها وهي تسير بملل فالسيارة صباحا لم تعمل واتى بها عمر وهي متفقه معه على ان يأتي ليعود بها لكن عندما ابلغها ياسين بأمر العشاء وامرها بالانصراف فكرت ان تستقل سيارة اجرة وتعود سريعا فهي تحتاج فعلا ان ترتب نفسها قبل الخروج معه ولن تستطيع انتظار عمر ان يأتي وهي على علم بانه مرتبط مع العاملين بمنزلهم
رن هاتفها لتجد انه من يتصل
زفرت بغضب لترد من بين اسنانها : نعم
كتم ضحكته من الواضح انها غاضبه من اوامره لها
سال ببرود : اين انتي ؟
__ عائدة الي البيت
__ ممتاز ، تستحقين ان اتي لك بالحلوى
رددت باستنكار : حلوى !
__ نعم ، هكذا افعل مع يمنى حينما تمتثل لأوامري
قبضت الهاتف بشدة و انزلته من على اذنها وهي تجز على اسنانها بغضب وهمت ان ترميه من يدها
لتعود اليه وتقول بغضب حقيقي : ماذا تريد ياسين ؟
كاد ان ينفجر ضاحكا وهو يرى ردة فعلها
ليرد ببرود : انتي بسيارتك اذن
جزت على اسنانها غضبا : لا
ضحك ساخرا : كيف عائدة الي البيت اذن ؟
__ سيارتي تعطلت صباحا ، وسأستقل تاكسي
تقدم بالسيارة سريعا ليقطع طريقها قال امرا : اركبي
تفاجأت من تواجده امامها كعفريت العلبة لدرجة انها شهقت بصوت عال
نظر لها بتصميم وهو يشير من داخل السيارة ان تركب
بجواره
مطت شفتيها باستياء من تسلطه لتركب الي جواره وتصفق الباب بشدة
رفع حاجبة الايمن من صوت الباب ليلتفت اليها
__ ما هذا يا انسة ؟
ردت بنفاذ صبر : ماذا ؟
__ نور ، تعلمي ان تتعاملي معي بتهذيب ، ولا تستفزيني ،
الي الان انا اتعامل معك بهدوء واسيطر على اعصابي
لكن لا تختبري صبري
كادت ان تنفجر بوجهه لكنها تذكرت كلام يوسف و ان هذا المتسلط المتغطرس كان يائس بدونها لتقرر ان تغير استراتيجية تعاملها معه
ابتسمت برقة وقالت بدلال قصدته : لم افعل شيء ياسين يستحق ان تغضب منه
فغر فاه بسبب لهجتها التي تقطر دلال ليشعر بالحرارة في جسده عند رؤيته لابتسامتها
لف وجهه بعيدا عنها ليتجنب النظر اليها
ليسال بجدية : لماذا لم تخبريني ان سيارتك ليس بحوزتك ؟
اقتربت منه وهي تكتم ضحكتها على رؤية وجهه المحمر
__ لم تعط لي فرصة ، انصرفت كالديك الشركسي بعد ان امرتني بالانصراف
قالت جملتها الاخيرة وهي تمط شفتيها الي الامام ممثلة الغضب منه
اتسعت عيناه لوصفها له ليقل من بين اسنانه
__ انا كالديك الشركسي
وضعت يدها على فمها : هل اغضبك وصفي
لتقترب منه وتهمس بجانب اذنه : انه مدح سيدي ، الا تعلم ان الديك الشركسي جميل المظهر معتد بنفسه
وان كنت غاضب ، المعذرة
طبعت قبلة خاطفة على وجنته لتعود الي مكانها سريعا
عند اقترابها منه شعر بان قلبه يقفز كالمجنون بصدره وعندما همست بإذنه بانها تمدحه شعر ان سيطرته على افعاله اصبحت معدومة ، لينتفض من قبلتها الغير متوقعة
والذي كان يحلم بها مرارا ، ضغط على مقود السيارة بشدة الي ان ابيضت انامله حتى لا يسمح لنفسه ان يلمس وجنته مكان قبلتها
وهو يفكر ماذا تريد هذه النور ، وما الذي تغير لتتصرف بهذه الطريقة الغريبة على شخصيتها
فطالما حاول اقناعها مرارا و سائلها ان تقبله بالهاتف وهي تجيب بالنفي القاطع
نظر اليها بجانب عينه ليرى ما الذي تغير ليرى التوتر ظاهر على وجهها ، اذن هي لا تريد تقبيله فعلت شيء بتسرع دون التفكير به وها هي تلوم نفسها على فعلتها
فكر بخبث حسنا نور ، سأعتبر هذه دعوة منك ، ولكن سأستغلها بالوقت المناسب
جلست بسرعة بعيدا عنه، لتنكمش على نفسها وتحبس انفاسها بترقب لما سيفعله ، وهي تلعن عقلها ونفسها على ما فعلته بتسرع ، ما هذا الغباء الذي اصبحت به ؟
كيف سيتصرف الان ؟ وبماذا سيرد عليك الان ؟
وكيف سيرى تصرفي معه ؟
والمزيد من الاسئلة تتدفق الي عقلها ، وهي تلوم نفسها على فعلتها الشنعاء ،حدثت نفسها بتهكم لا تريدين اغضابه
لعله يغضب ويضرب راسة بأكبر حائط ، ماذا ستفعلين الان ان التفت اليك وضمك الي صدره او حاول ان يقبلك
اتسعت عيناها بصدمة وهي تتخيل الفكرة نفسها
توترت لدرجة انها اهتزت من تخيلها لما ممكن ان يفعله
وحجته جاهزة وواضحة فانت زوجته ،يا لكي من غبية
تنبهت على صوته وهو يناديها : نور
انكمشت على نفسها عندما اقترب منها : ماذا بك نور؟
قالت بتوتر : لا شيء
__ حسنا انزلي ، وصلنا
تنفست بقوة وهي تسمع جملته ليعقد حاجباه من امرها
نزلت وقفلت الباب لتنحني امامه : تفضل ، ادخل تغدى معنا
__ اشكرك ، لا تنسي موعدنا ، سلام
دخلت الي حديقة الفيلا لتسمع عمر وهو يتحدث مع احد لتتعجب من الذي برفقته
عندما راها اتسعت ابتسامتها : تعالي نور ، انظري من هنا
عمتي جاءت لتحضر حفل خطوبتي
ابتسمت نور وهي تتأمل عمتها فكم اشتاقت اليها
لتنتفض العمة عند رؤيتها بهلع وتدقق بملامحها وتنظر الي شعرها بلونه المميز وتتذكر حديث دار بين اخيها وزوجة اخيها تناهى الي مسامعها ولكنها تناسته او حاولت تناسيه
موعدنا القادم الاربعاء ان شاء الله
مستنية ردودكم وتوقعاتكم
مساء الخير يا صابيا
كيفكم عاملين اية ؟ عسى تكونوا بخير
بشكر الناس اللي ردوا عليا البارت اللي فات
ولي عودة بردود عليكم تفصيلا
البارت المرة دي طويل واخذ مني وقت ومجهود كبير
اتمنى يحوز على اعجابكم
و خصوصا انه بارت فيصلي
يعني من اول البارت اللي جاي القصة حتاخد منحنى اخر
اسيبكم مع البارت
لا تبخلوا علي بردودكم وتعليقاتكم
العائلات المذكورة بالقصة لا تمت للواقع بصلة
فهي من وحي خيالي
واذا كانت هناك عائلات واقعية بنفس الاسماء
فهو مجرد تشابه اسماء غير مقصود
الفصل الثاني وعشرون
دخلت الي حديقة الفيلا لتسمع عمر وهو يتحدث مع احد لتتعجب من الذي برفقته
عندما راها اتسعت ابتسامتها : تعالي نور ، انظري من هنا
عمتي جاءت لتحضر حفل خطوبتي
ابتسمت نور وهي تتأمل عمتها فكم اشتاقت اليها
لتنتفض العمة عند رؤيتها بهلع وتدقق بملامحها وتنظر الي شعرها بلونه المميز وتتذكر حديث دار بين اخيها وزوجة اخيها تناهى الي مسامعها ولكنها تناسته او حاولت تناسيه
سال بتوتر : ما بك عمتي ، نور تسلم عليك
رسمت ابتسامة باهته : لا شيء ولكني متعبة من السفر وشعرت بدوار خفيف
تقدمت منها نور لتحتضنها : مرحبا بك عمتي ،اشتقت اليك
لتحتضنها الاخرى بحضن خالي من الود والدفء
__ وانا الاخرى حبيبتي ، اسمحا لي اريد الراحة قليلا
نظر لها عمر مطولا :تفضلي عمتي
نظرت لها نور بتعجب لتلتفت الي اخيها وتساله : ما بها ؟
لما تنظر لي وكأنها رات شبحا ؟
توتر : لا شيء انها متعبة لا اكثر ، انت اتية مبكرا ، لم تنتظريني هل شعرتي بالتعب ؟ ام حدث شيء بالعمل ؟
ردت وهي تكتم غضبها : لا ذاك ولا تلك ، ياسين طلب مني الخروج وانا استأذنت لاتي باكرا واستعد
هز راسه فرحا : تطور ملحوظ و ممتاز ، حسنا اذهبي لتستعدي كما تريدي
هزت راسها بموافقة وهي تنصرف ، ليجلس هو على كرسيه ويتنفس بعمق فمن الواضح ان عمته تعرف الحقيقة او استنتجتها عندما رات نور ، فالحقيقة واضحة لمن يدقق النظر قليلا
ولكنه لا يريد ان تعرف نور بهذه الحقيقة فهي لن تحتملها
سيتكلم مع عمته بهدوء وتروي حتى لا تبين لنور أي شيء
*****************
رن هاتفها لتجدها علياء
__ اهلا ومرحبا بعروستنا الغالية ، كيف حالك ؟
ابتسمت : انت العروسة ليس انا ، انا بعد ثلاثة ايام ان شاء الله، كيف حالك ؟
__ انا بخير ،وانت؟
__بخير والحمد لله ارتدي ملابسي لأذهب الي المصممة هل ستقابلينني هناك
تأوهت بضيق: تصدقين نسيت الموعد تماما
__ حسنا ، اجهزي سريعا لنتقابل هناك
__ لن استطيع فانا لدي موعد مع ياسين
ضحكت الاخرى ضحكة طويلة مرحة
لتقل نور بضيق : كفي عن الضحك من فضلك
كتمت ضحكتها لتسالها : اين ستذهبان؟
__ سنتعشى خارجا
__ اخيرا حنيتي على الفقير ليراك
__ علياء عندما اعود سأقص لك ما حدث بالتفصيل
ولو متفرغة غدا تذهبي معي للمصممة
__ حسنا سنؤجل الموعد للغد
__لا تأجلي موعدك ، اذهبي وانا سأذهب بمفردي
__ لا سأذهب معك غدا ، ولولا انني مواعدة بسنت كنت اجلت موعدي لنذهب سويا
__ حسنا ، عندما اعود سنتكلم
__ عشاء سعيد مفعم بالمشاعر
ضحكت : لك يوم فنحن السابقون وانتم اللاحقون
توترت من مقولة نور : حسنا ،سأتركك فلابد من انك تستعدين ، سلام
__ سلام
قفلت من صديقتها لتستعيد كلمات اية وتفكر بها جيدا
لا تعلم لما تشعر بان اية لها علاقة بالحرف الذي يحتفظ به عمر الي الان ، ولما لا فمن يرى اية لا يستطيع ان لا يعجب بها ، فهي جميلة بشكل مرعب
واسمها يبدا بنفس الحرف الذي يحتفظ به
شعرت بقلبها يئن الما ، هل مازال يكن لزوجة اخيها مشاعر حب ، هل تزوجها ليتقرب من اية
شعرت بالصداع يمزق عقلها وقررت ان تؤجل موعد المصممة للغد فهي تريد النوم لتستريح من التفكير
*********************
دخلت الي الغرفة التي عدها لها عمر لتمكث بها
تبينت انها غرفة جداه ، جلست على الفراش بضعف
والذكريات تندفع بعقلها لتعود بها الي الماضي
__ نور انت تعلمين انها ابنتي
ابتسمت ابتسامة باردة : نعم ، لا افهم ما تقوله
زفر بضيق : لا ،تفهمين ، هذه ابنتي ، ولا اعلم الي الان كيف تستمري في هذا الزواج الذي يجلب لك التعاسة
اقترب منها لتلفح انفاسه وجهها : انت تحبيني نور ، وانا اشعر بذلك
دفعته عنها بغضب : انا احب زوجي و من الاحسن لك ان تكف عن مضايقتي والا ابلغته
ضحك ساخرا : بماذا ستبلغينه ؟ ان نور ابنتي
ليردف بخبث : وانك اسميتها الاسم الذي اريده انا
بعدت وجهها عنه ضائقة : كف عن ترديد هذه الخرافات
قال بنبرة عاشق متيم : لماذا تصديني نور ، انا احبك
__ انت لا تحب احدا اخر غير نفسك ، وانا غلطت غلطة عمري كلها عندما فكرت بشيء اخر غير ذلك
لتردف بقسوة والكره يملئ صوتها : ابتعد عني والا سأحيل حياتك جحيما ، واحذر كيدي فان كيدي عظيم
حينها لم تستطع مجرد تخيل الفكرة نفت ما سمعته وتناسته الي اليوم المشؤم يوم مشاجرة اخويها وخروج محمد وهي تعلم انها لن تراه مرة اخرى
قفزت الذكرى الي عقلها وهي ترى نور
وهي جمعت بين اكثر شخصين تكرهما بحياتها فهما من تسببا بفقدها لآخاها الغالي واحب واقرب شخص لها
فنور جمعت بين ملامح زوجة اخيها ولون شعر اخيها
الذي ورثه عن امه ، حافظ يشبه امه لدرجة كبيرة
لا تعلم ، كيف تتعامل مع نور ، لا تريد ان تكدر على عمر
حفل زفافه
تنبهت من افكارها على صوت طرقات على الباب
لتقول بهدوء : ادخل
دخل عمر الي الغرفة بهدوء : كيف حالك الان عمتي ؟
ابتسمت بحب : بخير الحمد لله ، تعال حبيبي اجلس بجانبي
تقدم ليجلس الي جوارها ليتنحنح : عمتي اريد التكلم معك بأمر هام
نظرت اليه : تفضل حبيبي
شعر بصعوبة في التحدث معها فكيف يقل ما بداخله
زفر نفس طويل : عمتي ما سبب هلعك عندما رايتي نور منذ قليل ؟
ارتبكت : لا شيء فاجأني الشبة بينها وبين امك ، لم اكن اتخيل انها تشبهها الي هذا الحد
قال بنبرة ميتة : فاجأك الشبة بينها وبين امي ، ام لون شعر عمي الذي ورثته منه
اتسعت عيناها رعبا مما يقوله عمر : ماذا تقول ؟
ابتسم بانكسار :ما سمعتيه عمتي ، انا اعرف الحقيقة
انتفضت واقفة لتحتضن راسه بين يديها وتضعها بصدرها
__ حبيبي ، انها خرافات ،عمك حافظ مجنون لا تستمع اليه
ابتسم ودمعت عيناه وشدها من يدها ليجلسها الي جواره
ليقول بضحكة مصطنعة : اجلسي عمتي ، انا لم اعد طفلا
انا رجل الان ، واستطيع ان اعرف الفرق بين الجنون والحقيقة
حزنت على ابن اخاها وملامحة الحزينة على الرغم من ابتسامته : من اخبرك ؟ حافظ ؟
__ لا ، جدي رحمة الله عليه قبل موته اخبرني واوصاني بنور خيرا
وحلفني الا تعلم الحقيقة وان لا اتركها تعود لعمي مهما حدث ، هذه الحقيقة اوضحت كثير من الامور كانت تشغل تفكيري
يتبع ,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك