بارت من

رواية جروح من عبق الماضي -23

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -23

نور : تقدر تقول كذا
سعد : طيب يا حلوه إنتي اللي ربحتي .. المهم متى بطير طيارتك ..
نور : والله ما أدري تعرف عمتي متكتمه حيل .. بس الحين سايرة صوب هناك .. وش رايك اشوفك قبل لا اسافر
سعد : طيب حبيبتي من عيوني .. ثواني وأكون عندك
نور بحب : طيب حبيبي أنتظرك .. اغلقت هاتفها ثم أرتدت ملابسها وأخت حقيبة خالية لتلعب الدور كما يجب

/::\

تركي كان في المطار يترقب طيارته أن تقلع .. امسك هاتفه وظل يقلبه يمنه ويسرى .. كم تمنى ان يسمع صوتها .. فحنينة لزوجته السابقة يجره إلى أماني .. ضغط رقم هاتفها وقرر الاتصال
كانت اماني تتناول وجبة أفطارها قبل ان تمر عليها خلود .. بمجرد أن سمعت صوت هاتفها وشاهدت رقم تركي غمرتها السعادة .. هل يعقل ان يجبره شوقه لي أن يتصل وفي هذه الساعة المتأخرة..فضغطة زر الرد فأجابت بأدب :هلا استاذ
تركي بابتسامة : وش قلنا يا أماني
أماني وهي تعض على شفتيها وتمتمت بحب : أسفـــه .. امرني تركي بغيت شيء .. عسى ما شر
تركي : هههه وش فيك خايفه كذا .. ما صاير إلا كل خير .. بس حبيت ابلغك أني بسافر ..
أماني والصدمة مرسومة على ملامحها : تسافر وين ؟!! وليش ؟!!
تركي : هههه ما تلاحظي أنك تسألي كثير
أماني بخجل : أسفــه ..
تركي : المهم أنا بسافر في عمل ويمكن اضل يوم او يومين .. على حسب طبيعة الشغل
أماني : طيب تركي .. أفهم من كلامك أنه اليوم ماله لزمة أداوم
تركي : بالضبط .. دايم انا مو موجود في المكتب .. ماله لزمة دوامك .. فخذيها اجازة ما بقى على أمتحاناتك شيء
أماني : مشكوور تركي .. تروح وترجعلنا بالسلامة ان شاء الله
تركي بحب : طيب أماني ديري بالك على نفسك
أماني بدلع وغنج : وانته بعد دير بالك على نفسك .. مع السلامة .. أغلقت هاتفها ثم رمت جوالها وظلت تدور في غرفتها مثل المجنونة .. أدركت أخيرا أن تركي وقع بين يديها .. وستودع حياة الفقر إلى الابد ..
خلود وصلت لمنزلها للتو ثم توجهت لغرفة أماني مباشرة وذهلت من تصرفات أماني الغريبة .. أماني بمجرد ان شاهدت خلود أمسكت بيديها وأخذتا تدور معا .. خلود كانت تبتسم وهي غير مدركة ما يحدث تماما
خلود : أماني بس كافي دوختي راسي .. وش صاير
أماني : خلاص يا خلود .. فرجت فرجت .. عن قريب راح أصير زوجة تركي
خلود والفرح يغمرها : لا يكون طلب إيدك
أماني : طلبها بس مو بشكل مباشر .. أهم شي انه متمسك فيني .. تركي صار يحبني .. تركي كل الطعم
تخيلي امس بالليل اتصلت فيه عشان اخذ اجازة بحجة أني مريضة .. واليوم يقول انا بيسافر كم يوم وخذي أجازه
يعني من زود ما صار يفكر فيني نسى اني كلمته بالليل وخذيت إجازة منة
خلود وهي تضمها لصدرها وتمتمت بفرح : الف مبروك حبيبتي .. ومبروك عليك الملاييين
أماني : وانتي بعد مبروك عليكي نص مليون .........!!
تعالت قهقهتهم فرحا بأهم مستجدات الأمور .. فظلتا يخططان للمستقبل القريب .. والخطوة التالية التي يجب أتخاذها

/::\

الممــــــــــــــــلكة العربيـــة السعـــودية

//
\\
شعرت بألم شديد في راسها ولم تقوى على تحمله .. أدركت ان هذا الألم سببه البكاء الطويل على رائد .. حاولت قدر المستطاع النهوض ولكن دون جدوى فقدماها خانتاها .. أحست بالضعف يسري بجسدها .. فجلست على سريرها وهي ممسكة برأسها .. الذي تشعر بأنه سينفجر في أي لحظة .. ولكن جرحها في قلبها أعظم .. لم تعد تتحمل نسيان ما حدث لها مع مصعب من جهة وخسارة رائد .. اصبح الخوف أسيرها .. شعرت ان هناك ذئاب تنتظر الفرصة لتنقض عليها
قاطعها صوت والدتها وهي تتمتم بغضب : نجود أنتي للحين في فراشك
نجود بتعب : يمه تعبانة شوي .. خليني أرتاح
سويرة وهي تبعد الغطاء عنها وتمتمت بكره : نجود شغل البيت كثير من بيخلصه يعني!! لا يكون تبيني أخدمك بهالسن
نجود بتعب : ماما بس اليوم .. حاسة بتعب فضيع ..
سويرة : إلا تعالي لما رجعت البيت كنتي نايمه !! وين رحتي وخليتيني
نجود بتوتر : هاه!! ما رحت مكان ماما .. حسيت بتعب ورجعت البيت أرتاح
سويرة وهي تسمع طرقات على الباب : رايحه أفتح الباب وراجعة .. ويا ويلك إذا حصلتك في سريرك
نجود وهي تشد شعرها للوراء : آآآآآآآآآآآه يا نجود يا ترى وش راح يكون مصيرك .. من جهه رائد ومن جهه مصعب .. هالمره سلمت منها بس المره الجايه كيف راح اتخلص منه .. يا رب خذ روحي وريحني قبل ما يحقق مصعب اللي فبالة .. مصعب ناوي على الشر .. خصوصا بعد اللي صار البارحة .. نهضت بصعوبة وتوجهت نحو والدتها
سويرة بمجرد أن فتحت الباب اتسعت عيناها وتمتمت بخوف : هذا أنته
سليمان بابتسامة : إيه هذا أنا .. وش فيك كأنك شايفة جني
سويرة : إنته شفت الساعة كم عندك ..!! وش فيك جاي من فجر الله .. لا يكون شفتنا بمنامك
سليمان : بصراحة طول الليل ما نمت .. حسيت أني محتاج لزوجة وعن قريب
سويرة والخوف يتملكها : إيش قصــدك !!
سليمان : سمعيني يا سويرة أنتي عارفة ايش قصدي زين .. عشان كذا كلمي بنتك ودي اسمع رايها الحين !!
سويرة بتوتر : نجود كثير تفكر بمستقبلها .. وما ضنتي موضوع الزواج بيشغل بالها
سليمان بابتسامة : طيب يا سويرة .. بهالطريقة راح تخسرين المزرعة وبيتك بعد
سويرة والحيرة تتملكها : إيش !!
سليمان قاطعها بثقة : نص العقد يقول إذا تأخرتي عن دفع قيمة المزرعة لمدة خمس سنوات البيت راح يصير من نصيبي
سويرة وعيناها تتسع والصدمة مرسومة على ملامحها : إيـــــــش !!
سليمان بنفاذ صبر : وش اللي إيش ..وبعدين انا ما عندي وقت أشرح لك يا ليت تروحي تخبري بنتك بموضوع الزواج
سويرة وهي لم تستفيق من الصدمة التي سيطرت عليها تمتمت بألم : أي زواج !!
سليمان بغضب : سويرة ايش فيك . بس معذورة أنصدمتي أنه نص العقد يقول كذا .. بس أيش أسوي زوجك كان كثير محتاج للمال .. وهو اللي كتب العقد وانا كل اللي سويته أني وقعت علية .. يعني أنا أنصدمت مثلك .. معقولة في ناس حبهم للمال يخليهم يبيعون أقرب الناس لهم ..!! سبحان الله دنيا غريبة .. تمتم بهذه الجملة وكأنه يسخر منها
سويرة تمتمت بغضب : سويتها يا مسيعد .. سويتها وفرط في بيتك .. كل هذا عشان تتزوج ست الحسن والدلال
سليمان : وانا مستعد افرط في المزرعة والبيت اللي يسون ملايين عشان بنتك نجود ..
نجود كانت قريبة منهما وسمعت كل ما دار بينهما .. لم تصدق ما سمعته .. دمعت عينها الصدمة سيطرت على ملامحها
سليمان بمجرد أن راى نجود أبتسم ابتسامة صفراء وتمتم بثقة : وهذي نجود هنا وش له ما تاخذين رايها

/::\

رائد هو الآخر لم يستطع النوم .. كان الارق واضح على ملامحه .. أخذ حماما ساخنا ثم توجه إلى طاولة الطعام
ميس قررت عدم الذهاب للجامعه .. كانت تشعر ببعض التعب من حفلة البارحة .. فأرادت أن ترتاح قليلا
ام رائد كانت جدا سعيدة بزواج ابنها .. شعرت اخيرا بأنها سترتاح من شبح نجود الذي كان يسيطر عليها منذ مده
ميس بابتسامة وهي تطبع قبلة على خد والدتها : صبــــآح الخيـــر يا أغلى ماما بالكون
ام رائد بابتسامه عريضة : أيه حدي مرتاحه .. وأخيرا شفت رائد متزوج من البنت اللي تناسبه
ميس : هههههه فاهمه عليك ماما .. بس نجود طلع رائد أخر همها .. يعني ماله داعي تشغلي بالك
بمجرد أن سمع رائد كلام ميس ضغط على يده بقوة ثم توجه نحو الطاولة وظهرت ملامح الغضب على وجه
ميس والحيرة تتملكها : هاه وش فيه الحلو ماد البوز شبرين
رائد رمقها بنظرة غضب دون ان ينطق باي كلمة .. ميس فهمت تلك النظرة وجلست على مقعدها بهدوء
أم رائد : هاه رائد وش رايك في سندس .. زين ما أخترت صح
رائد وعيناه مركزة على كوب الشاي : ايه يمه .. طول عمره ذوقك حلو .. ومالنا راي من بعد رايك
أم رائد : عسى الله يوفقك يا رائد .. وتقر عيني بشوفة عيالك ..
رائد : ان شاء الله يمه .. الايام تمضي بسرعة وراح تصيرين أحلى جده
ميس تقاطعه : طيب رائد متى العرس عشان نجهز كروت الدعوة
رائد رجع يرمقها بتلك النظرة وكأنه يلومها ثم تمتم بثقة : بدري على الزواج راح نأجلها شوي .. نفهم بعض بالاول
ام رائد : وش له تأجل يا رائد .. دامك أمتلكت عجل الموضوع وحول زوجتك
رائد : يمه ما يصير .. لازم أفهمها وتفهمني .. عشان الأمور ما تتعقد بينا بعدين
أم رائد والحزن يتملكها : طيب بكرة أموت وانا مو شايفه عيالك
رائد قاطعها بخوف : يومي قبل يومك ..
أم رائد : طيب دام كذا خل زواجك بعد شهر
رائد : يمه .. صح إنتي غالية بس هذي حياتي .. وانا أختارها متى تبتدي .. وأتمنى تفهميني وتقدرين موقفي
ميس وهي تحاول أن تلطف الجو : رائد صح نسيت اسألك .. أمس نجود تركت لي مكتوب وخبروني أنه عندك!!
رائد تغير لون وجهه إلى اللون الأصفــــر .. ولكنه حاول قد المستطاع ان يتمالك نفسه ..
أم رائد والخوف يتملكها : رائد وش له لون وجهك صار مخطوف كذا
رائد بثقة : لا يمه بس شكلي ما نمت زين
ميس تقاطعه : طيب المكتوب وين .. نجود إيش كانت كاتبه فيه !!
رائد : طيب وش اللي راح تكتبه نجود يخليك خايفة كذا ..................!!
ميس والتوتر يسيطر عليها : هــــــــــاه !! لا ولا شي .. بس ودي أعرف ايش كتبت
رائد وهو ينهض من على كرسيه : ميس كل اللي استلمته بوكيت ورد .!! أما إذا موجود فيه كرت ما ادري الصراحة
ميس تقاطعه بخوف : طيب البوكيت وينه
رائد يقاطعها بغضب : وش دراني أنا فيه ................!! عن إذنك
ام رائد : يمه على ولدي وش فيه معصب كذا !!
ميس : يعني وين بيكون خلى البوكيت !!!
أم رائد : ميس وش فيه هالبوكيت اللي يخليك خايفة ومرعوبة كذا !!
ميس وهي تحاول أن تخفي توترها : ولا شيء ماما .. خليني افطر عشان امر على نجود واتطمن عليها
أم رائد : دامك راح تروحي مع نجود .. وصيها تقلل زياراتها لهنا .. تعرفين سندس تغار كثير
ميس والحزن يتملكها : يعني تبيني اقولها لا تجي بيتنا ولا ايش
أم رائد : هذا اللي عندي .. نجود تقلل زياراتها لهنا فاهمه .. انا بروح غرفتي عن أذنك
ميس وهي تضع الملعقة جانبا تمتمت بألم : الله يكون بعونك يا نجود .. من وين تحصليها من ماما ولا من سندس !!

/::\

خرج رائد والحزن يتملكه .. فتح باب سيارته بقوة ثم اسند راسه على الكرسي وعيناه مركز على النافذة التي أعتادت نجود أن تقف عليها كل صباح .. ولكن هذه المرة لم يشاهدها .. ربما لأنها قررت عدم الذهاب للجامعة .. كان يدرك تماما أن ما حدث لها البارحة كان قاسيا جدا .. ولكن ما كان يقلقه هل كان مصعب معها !! السؤال الذي لم تستطع نجود أجابته عليه وأبعاد كل الشكوك التي تدور في رأسه .. شد شعرة للوراء واطلق زفرة ثم تمتم بألم
من يوم غبتي وَ التعَب - يگتب – على وَجهي أرق !
من يوم غبتي وَ السهَر ~ ما گفّر . . الذنب وَ غفى !
مدري ؛ ب / موَت من العطش ؛ وَإلآ ؛ ب / موَت من الغرق !
من روحتگ وَأنآ " انتظر " وَ أعشّم جروَحي شفآ ’’
مامرّ في صدري عذر الاّ رميته وَ ~ احترق ~
حتى استحيت من الضلوع ليآ نشدتني / مآلفى ؟! }

/::\

سندس كانت حزينة بعض الشي .. بسبب تصرفات رائد الغريبة ليلة البارحة .. أرجعت شعرها للوراء ثم توجهت نحو غرفة الطعام .. وبمجرد رؤيتها لمصعب تضايقت قليلا فجلست بجانبه بكل هــدوء وأخذت تتناول أفطارها
مصعب تمتم باشمئزاز : وش فيها الحلوة ماده البوز شبرين ..!!
سندس رمقته بنظرة واكملت فطورها دون أن تنطق بأي كلمة ..
مصعب : لا نشوف شيء جديد اليوم .. ممكن أعرف ايش سر هالنظرات اللي كليتيني فيها من على الصبح
سندس :يعني معقولة تكون توأمي وفي ليلة زواجي حتى ما فكرت تكلف نفسك وتسلم علي
مصعب : آها .. ولا كذا السالفة .. سندس أنتي تعرفين غلاتك عندي .. وغيابي كان لمصلحتك
سندس : إيـش قصدك لمصلحتي .. مصعب أنته مخبي علي شيء ولا إيش سالفتك بالضبط !!
مصعب بخبث : بسألك سؤال واحد وجاوبيني عليه بكل صراحة ......!!
سندس : مصعب لا تلعب بأعصابي .. قول أيش اللي يدور في راسك وخلصني ترى اللي فيني مكفيني
مصعب وهو يمسح على ذقنه : رائد تم معاك طول السهرة ولا خلاك وراح
سندس : لا طلع وقال عنده حالة خطيرة ولازم يروح يشوفها ..
مصعب : وإنتي سمعتي الكلام هذا بأذنك ....!!
سندس : رائد طلع عني بطريقة قريبة . بس لما سألت خالد قالي كذا ..
مصعب بابتسامة صفراء : طيب وأنتي إيــــش رايك
سندس والتوتر يسيطر عليها : وش اللي تقصده من ذا السؤال
مصعب : دوري في راسك زين .. رائد ما تصرف تصرف يثبت لك أنه ما كان ناوي يروح المستشفى
سندس وهي تتذكر أخر كلمة تفوه بها رائد فتمتمت سريعا : كل اللي قاله نجود .. نجود في خطر
مصعب : أها وهذا اللي بغيت أوصلة
سندس : يعني قصدك أنه رائد ما كان في المستشفى .. وكان عند نجود .. لا مستحيل ........ هو فعلا نطق أسم نجود بس ما اضن بيملك الجرأة ويروح عندها في ليلة كتب كتابة .. مستحيل يا مصعب مستحيل .. وهذي كلها مجرد شكوك
مصعب : ههههه أفا يا سندس تتوقعين اخوك ينطق كذا من فراغ .. انا شفت وسمعت بعيني ..!!
سندس وعيناها تتسع : إيش اللي سمعته يا مصعب .. لا تلعب بأعصابي
مصعب : نجود طلعت لانها ما استحملت تشوف حبيب قلبها ينزف لصديقتها اللي هي أنتي !! فطلعت من الصالة وهي تبكي .. بس لمحت رائد يتأملها بنظرة حزن .. وبعدها شكيت باللي ناوي عليه .. وظليت أمشي وراهم
سندس بخوف : وأيش اللي شفتـــــه
مصعب تمتم بخبث : نجود دخلت البيت ........ ورائد بساعتين تقريبا دخل وراها .. وبعدها ما عرفت إيش صار
سندس بغضب : مستحيل يا مصعب .. كل اللي قلته كذب فكذب .. رائد صارحني بحبي له . رائد يحبني
مصعب بضحكة استهزاء : طيب يا فالحة .. انا قلت اللي عندي والباقي عليك ..!! عن إذنك
سندس وهي تضغط على يدها بقوة وتتمتم بحقد:والله لو طلع اللي قاله مصعب صدق بتكوني نبشتي قبرك بأيدك يا نجود .. كل اللي لازم أسويه اخلي كم أسبوع يمضي وساعتها بنبش وراء الموضوع وبتتضحلي الحقيقة اللي ابيها

/::\

سلطنـــــــــــة عمـــــــــــــان

\\
//


كانت تركض في ممرات طويلة .. تمنت لو تنتهي بسرعه حتى تصل لوجهتها المقصودة .. ظلت تركض حتى رأت ذلك الشخص وهو مطأطأ برأسه وكأن حزن العالم يتربع براسه .. فتوجهت نحوه ولا زال الخوف يسيطر عليها
بمجرد أن سمع الخطوات تقترب منه رفع رأسه وتمتم بابتسامة : جود إنتي هنا
جود وهي تجلس بجانبة وتمسح على كتفه : أنا وعدتك راح اضل معاك طول ما فيني عرق ينبض
... : عسى الله يطول عمرك يا بنتي ويكثر من أمثالك
جود وهي تطبع قبلة على رأسه : طمني يا عمي مبارك حمدان كيفه .. وش اللي صار عليه .!!
مبارك والدموع بدأت ترتسم في عينيه : ما ادري وش صار فيه يا بنيتي .. صحيت الصبح وحصلته يرتعش ويزقر على أمه وأبوه .. الظاهر صورة الحادث للحين منحوتة في فكرة .. أنا خايف تأثر عليه بعدين يا جود
جود بحب : عمي دام انا موجوده ما راح يقصر حمدان أي شي .. حمدان اعتبره ولدي
مبارك وابتسامة ارتسمت على وجهه الحزين .: ههههه ولدك وأنتي بهالسن
جود وهي تمسح على يديه : إيه ولدي .. انا تربيت بدون أم وفاهمة احساس حمدان كيف !!
مبارك : آآآآآآه يا جود .. لو كل البنات مثلك كانت الدنيا بخير
جود : فيه كثير مثلي .. وحمدان راح اضل أكفله لحد ما اشوفه واقف على رجله
مبارك ابتسم ابتسامة حزينه ورفع يديه واخذ يدعو لجود بدوام الصحة والعافية ..
/::\
دعوني أعرفكم عليه قليلا على حمدان .. حتى لا تختلط عليكم الرؤية .. وتتضح لكم الصورة جيدآ
مبارك رجل كبير في السن يبلغ من العمر الثامنون .. وهو جد لحمدان .. حمدان الذي خسر اهله عندما كان في الثالثة من عمره في حادث سير يقشعر له الأبدان ... كان عمر جود أنذاك 17 عاما .. شهدت تلك الحادثة المؤلمة ..
وشفقت على حال حمدان ومن ذلك اليوم قررت جعل حمدان على كفالتها .. لعلمها بالأجر العظيم الذي ستناله جراء ذلك .. ولم يدري احد بذلك ..مبارك رفض الفكرة في البداية ولكن اصرار جود جعله يقتنع .. فهي مدركة أن مستلزمات الأطفال كثيرة ومبارك بسبب كبر سنه لم يستطيع ان يلبي كل رغباته .. لهذا عاهدت نفسها ان تكون لحمدان الأم والأخت والأب .. وان لا جعلة يشعر بإحساس اليتم ولو للحظة بسيطة
دكتور صالح
شخصية جديد ستنظم لأبطال روايتنا.. وهو من عمر تركي وصديقه المقرب ( يكنى بصديق العائلة ) يحب جود كثيرا .. كان معها منذ أن كانت طفلة .. وأصبح تقريبا يعرفها .. يحرس دائما على راحتها .. ويذكرها بفحوصاتها اللازمه كل حين .. وهو الشخص الوحيد الذي تستطيع أن تثق به وتأتمنه على كافة اسرارها دون أن تشعر بالخوف
نعود للــــــــــــرواية ..
جود بمجرد أن شاهدت صالح توجهت نحوه وتمتمت بابتسامة : كيفك دكتور صالح
دكتور صالح : يا هلا جود كيفك .. زين شفناك .. يعني حمدان جابك لحد عندنا
جود بابتسامة : لا تبالغ عاد .. المهم طمني ولدي كيفه
صالح بابتسامة : ولدك بخير .. الظاهر قصرتي في حقة هالكم يوم وهالشي خلاه ضعيف كذا
جود بحزن : أيه انا ما انكر هـ الشي .. بس أوعدك ما راح أعيدها
صالح بابتسامة : طيب يا جود راح نشوف
جود تقاطعه بثقة : تتحداني .............!!
صالح : ههههه لا ما نقدر عليك .. المهم ما علينا .. صار لك فترة ما جيتي عشان نسوي لك فحوصات
جود بابتسامة : ليش شاك أني مريضة لا سمح الله
صالح : وجهك صاير لونه اصفر .. يعني أكيد في شي .. إلا إذا كنتي تحبي وانا مأ أدري
جود أرتبكت من كلام صالح وتمتمت بثقة : انا وين والحب وين !! خلني أروح أشوف حمدان أحسن
صالح بابتسامة : ههه مسكينة يا جود .. ليت عندي بنت نفسك .. لو ولدي كبير شوي كان خطبتك له
مبارك بابتسامة : تستاهل جود ... بنت رقيقة .. تحب ترسم الابتسامة على وجوه اللي حواليها
صالح : الله يعطيها على قد نيتها .. جود تستاهل كل خير .. والحمد لله على سلامة حمدان


/::\


جود دخلت بهدوء .. كان حمدان يغط في نوم عميق .. جلست بجانبه ومسحت على شعره ثم طبعت قبلة على خده
أحس حمدان بوجودها قربة .. تغير لون وجهه بمجرد رؤيتها بقربه .. ابتسم وتمتم بتعب : ماما أنتي هنا
جود وهي تضمه لصدرها : يا روح الماما أنته .. يلا قولي إيش اللي زعلك وخلاك تصير مريض
حمدان بعد تردد طويل تمتم بحزن : أشتقت لماما وبابا
جود وهي تحاول أن تخفي دمعتها : طيب حبيبي حمدان أنا وين رحت !!
حمدان : ماما جود أنا كثير أحبك .. بس أنتي ما اشوفك دايما .. جدي ما يحب يلعب معاي كثير
جود وهي تمسح على راسه : بس جدك مبارك كبر حبيبي .. ولازم تعذره
حمدان : طيب أنتي ليش ما تزوريني ..............!!
جود بابتسامة : متى أخر مره شفتني فيها ورحنا الملاهي مع بعض .!!
حمدان بتعب : من يومين بس
جود : آها يعني أنا غبت عنك بس يومين .. سامحني يا حمدان بس ظروفي كانت صعبة شوي
حمدان : ماما جود أنتي راح تخليني نفس ماما وبابا صح ..
جود وهي تضمه لصدرها ودمعه أرتسمت على خدها : لا حبيبي ما راح أتخلى عنك ابد .. واعتبره وعد مني
حمدان وهو يبكي على صدرها : لا تخليني ماما جود .. انا وايد أحبك
جود وهي تبكي بحرقة : يا بعد عمري يا حمدان ... اموت ولا اتخلى عن شعره من راسك
مبارك قاطعهم بابتسامة : آممممممم وش فيكم قلبتوها ميتم
جود وهي تمسح دمعتها : هلا عمي مبارك حياك .. هاه بشر إيش قالك الدكتور
مبارك بابتسامة : كل خير يا بنيتي .. رخصونا والحين راح نرجع البيت
جود : آمممممممممممم طيب وش رايكم أوديكم لأحلى مطعم واخليكم تفطرون على حسابي ..
مبارك : خليها بالليل يا بنيتي .. عندي شغل
جود : خلاص إذا بالليل موعدنا
حمدان قاطعها بتعب: وراح نروح الملاهي .............!!
جود : لا اليوم ما أعتقد .. لانه حبيب الماما تعبان ولازم يرتاح .. وفي عطلة الاسبوع راح نروح ان شاء الله موافق
حمدان بابتسامة : طيب ماما جود
مبارك لم يستحمل هذا المنظر ودمعة عينه وتمتم بحب : عسى الله يطول بعمرك.. ونحمده يوم حطك بطريق هاليتيم
جود : عمي ........... حمدان مو يتيم لا تزعلني منك .. أنا وانته وين رحنا
مبارك بابتسامة : خلاص يا بنيتي ولا تزعلين .. يلا خلونا نروح عشان ما تتأخرين على جامعتك
جود وهي تأخذ حمدان من فوق سريره وتحمله بين ذراعيها : يلا حمدان راح اوصلك للسيارة بأيدي
مبارك : نزليه يا بنيتي حمدان ثقيل
جود : لا والله يا عمي وزنه مثل الريشة .. الظاهر انه ما ياكل زين .. وشكلة نازل عشرة كيلو .. يلا خلنا نتوكل
مبارك : جود وش له تعاندين يا بنيتي .. روحي جامعتك وانا راح أوصل حمدان البيت وبعدها أروح لشغلي
جود بابتسامة : عمي مبارك وش له مكدر نفسك كذا .. ما أعتقد راح أروح الجامعة .. اللي بنسوية الحين نوصلك على المزرعة وبعدها راح نروح أنا وحمدان البيت وأعرفه على حصاني الكسندر مو قلت تبا تشوفه مودي !!
حمدان بفرح : هيه أبا اشوفه
جود بابتسامة : خلاص فزنا عليك عمي ..!! راح نوديك للمزرعة وانا وحمدان نرجع البيت تمام !! ونلتقي المساء
مبارك بخوف : بس أنتي قلتي ما ودي أبوك يكتشف هالشي !!
جود : تطمن عمي مبارك بابا مسافر .. ويمكن يرجع بكرة أو اللي بعده .. يلا عاد عمي أخرتنا
مبارك : ههههههه طيب يا بنيتي خلونا نتوكل
/::\


بدأت محاضرة إياد وعدم تواجد جود في القاعة وتره .. خشى أن يكون اصابها مكروه .. وقرر ان يوجه سؤاله لخلود
: خلود إلا صديقتك جود وينها ؟!!
خلود : والله ما أدري دكتور إياد .. أتصل فيها وتلفونها مغلق ..
إياد : طيب .. إذا خلونا تبدأ المحاضرة
شجون وهي تفرك أصابع يديها : وش هـ الحظ .!! غيابها عن الجامعة خرب علينا كل شي ..!!
عبير بخبث : لا حبيبتي .. خليها تسرح وتمرح .. باكر راح تبكي بدال دموعها دم .. خلينا نهدي اللعب شوي
شجون بغضب : طيب أهم شي نخلص من هالموضوع باسرع وقت .!! صرت كارهه شوفتها بالجامعه
عبير بخبث : هههه كل هذا عشان دكتورنا الوسيم سأل عنها
شجون : أقول إسكتي بس ..!! مالت عليهم ثنيناتهم . تفوهت بهذه الجمله بصوت مرتفع
إياد شعر وكانه هو المقصود وتمتم بغضب : إيش ؟!!!!!!!!!! شجـــون قلتي شيء
شجون بتوتر : لا دكتور ولا شيء .. كلمه طلعت مني كذا .. لا تشغل بالك
إياد بغضب : هذي محاضره .. وهـ الكلام الفاضي تقوليه لا خلصنا .. إذا سمعت كلمة ثانية راح تنحرمي من المحاضرة الجاية .. وهذا أنا علمتك .. فخليك عاقل اخير لك ..
شجون وهي تحاول أن تخفي غضبها تمتمت بهدوء : طيب دكتور إياد ما راح أعيدها
/::\

/::\
في آلمطآر كآنت نور تحمل حقيبة وهي تقف بمقربة من عمتها
خديجة والحيرة تتملكها : أموت وأعرف وش له ماخذه هـ الأغراض معاك .. لا يكون نويتي تسافري
نور بابتسامة : ههههه لا عمتي وين اسافر !! بس أنتظر صديقتي عشان أعطيها هالاغراض أختها بتسافر اليوم
خديجة : لو أني موب فاهمه شيء بس يلا مو مشكلة ..أشوفك على خير
نور وهي تقلب عينيها يمنه ويسرى : راح أجي معاك .. يعني عشان آودعك
قاطعها صوت سعد من بعيد وهو يصرخ بأعلى صوته : نــــــــــــــور
نور شعرت بالارتياح لأن سعد جاء أخيرا وهذا سيبعد عنها كل الشكوك أدارت بوجهها نحوه ثم ابتسمت
سعد وهو يقترب منها ويمسك بيدها تمتم بحب : تروحي وترجعي بالسلامة
نور وهي تقترب منه قليلا وتضع راسها على صدرة : توقعت ما راح تجي و تشوفني ..!!
سعد : نور تعرفين غلاتك عندي .. ما اقدر ارفض لك طلب .. قلبي ما يطاوعني
نور بابتسامة : الله لا يحرمني من طيبة قلبك ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات