رواية جروح من عبق الماضي -19

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -19

لمياء ابتسمت من تصرفات ميساء الطفولية .. والتي تضفي جو المرح على سكان البيت .. تذكرت تلك الورقة التي أعطتها جود .. أخرجتها واخرجت صورة جود أيضا ..وفتحت تلك الورقة الصغيرة وظلت تقراء ما فيها وهي تمسك باليد الأخرى صورة جود .. حاولت الدمج بين تلك الشخصية .. وبين صورة جود .. علها تستطيع ان تصل إلى نتيجة
الممــــــــــلكة العربيـــة السعـــودية
/::\
انتهت ميس وسندس من التسوق ثم عادتا للمنزل وبقيت ميس مع سندس لتساعدها في ترتيب بعض الاغراض
سندس : إلا ما قلتيلي يا ميس كيفها ست الحسن والدلال ؟!!
ميس بتعجب : مين قصدك ؟!!
سندس بابتسامة فيها نوع من الاستهزاء : لا تسوي نفسك مو عارفه ولا فاهمه شيء
ميس تقاطعها بثقة : بس انا جد مو فاهمه إنتي إيش تقصدين بالضبط ..!!
سندس تمتمت بغضب : اللي اقصدها نجود يا ميس .. نجود .....!!
ميس : ايه نجود .. وش فيها نجود ؟!! وأنتي ليش معصبه ومتحاملة عليها كذا ؟!
سندس : ميس انا اعرف انه نجود تحب رائد .. وكانت راسمه عليه .. وحبها لرائد واضح في عيونها
ميس قاطعتها بثقة لتحاول أن تبعد الشك الذي يسيطر على فكر سندس : غلطانه يا سندس .. العلاقة بين نجود ورائد علاقة أخوة لا أكثر ؟!! وبعدين لو كانت تحبه كنت أنا أول وحده راح تعرف بهالشي ؟!!
سندس : هههه حسبالك أنا غبية
ميس : إذا بتظلي تقولي كلام نفس هذا .. فعذريني يا سندس إنتي راح تكوني اكبر غبية
سندس : طيب ممكن تفهميني .. سر النظرات اللي بين نجود ورائد .. وأهتمام رائد في نجود كل هذا وش يعني
ميس وهي تحاول أن تخفي توترها : ما يعني شيء أبدا .. نجود يا سندس تربت معاي في بيت واحد .. ورائد كان يعتبرها نفس أخته الصغيرة .. كان يدللها نفس ما يدللني .. ما كان وده يحس أنه نجود للحظة فاقدة أحساس الأخوة
سندس تقاطعها بألم : طيب يمكن رائد يحبها مثل أخته وبس ؟!! لكن نجود .. أنا متأكدة أنها تحبه كحبيب
ميس وهي تهز براسها : لا يا سندس غلطانة .!! وبعدين وش اللي صار وخلاك تقولي كذا
سندس : مرضها ؟!! نجود مرضت لما عرفت انه أمك ما تبيها تكون زوجة لرائد
ميس : سندس إنتي إيش فيك ؟!! نجود كانت مريضة قبل ما يصير الموضوع ؟!! ولما سمعت كلام ماما زاد عليها مرضها .. مو عشان هي تحب رائد !! لا يا سندس !! بس لأنها كانت تعتبر ماما أمها !! وأمي جرحتها جرح عميق .
سندس :آآآآآآه يا ميس انا كثير افكر .. صرت خايفة من باكر .. خايفة حبي لرائد يخليني انسانه مو واعيه لتصرفاتها
ميس بحزن وهي تمسح على كتفها بحنية : سندس خوفك ماله داعي !! انا شفت انه العلاقة بينك وبين نجود متوترة كثير وما حبيت أناقشك .. بس دامك فتحتي هالموضوع خلينا نحط النقاط على الحروف ... سندس نجود كثير تحبك .. لا تنسي الصداقة اللي جمعت بينا طول هالسنين .. لا تخربيها بسبب شيطان شوه عليك الحقائق .. رائد لو ما يحبك إنتي كان ما تقدم وتزوجك .. ونجود لما سكتت عن أهانتك مو عشان تحب رائد لا .. بس نجود كذا ما تحب تجرح احد
سندس وهي تحتضن ميس : الله لا يحرمني منك يا ميس .. تصدقين اشتقت لنجود حيل ..
ميس بابتسامة ممزوجة ببعض الارتياح : طيب وش رايك نروح نسلم عليها !! ونفتح صفحه جديدة ..
سندس : طيب ..

/::\

نجود كانت ممسكة بألبوم الصور .. وهي تستمتع بالنظر إلى الذكريات التي جمعتها مع ميس وسندس .. كانت تتألم كثيرا لأنها ستخسر سندس ورائد وقعة واحده .. دمعت عينيها .. لم تتمالك نفسها .. كم تمنت أن تكون ميس بقربها لتشكو لها همها وضعف حالها .. وضعت البوم الصور جانبها .. ثم وضعت يدها على انفها .. كانت تشتم رائحة رائد التي تبقى القليل منها في يديها .. ضمت يدها إلى صدرها .. وأطلقت زفرة طويلة
سويرة وهي تطرق باب الغرفة : نجود صاحية ؟!!
نجود وهي تنهض سريعا : هلا يمه بغيتي شيء ؟!! ترى انا سويت كل اللي قلتي عليه ..
سويرة : ايه بس باقي تنظفي .. لا خلصتي روحي كملي تنظيف .. عشان ما تتأخري على جامعتك
نجود باستغراب : طيب ماما أخلص من إيش ؟!!
سويرة : ميس وسندس عند الباب ...
نجود والتوتر يتملكها : سندس !! اللهم أجلعه خير
توجهت مباشرة نحو البوابة الرئيسية .وبمجرد ان اطلت براسها رات ميس وسندس والأبتسامه مرسومه على شفتيهما
نجود وهي تحاول أن تخفي توترها : هلا حياكم تفضلوا
سندس : نجود بصراحه الوقت متأخر وانا ودي اختصر .. ودي ننسى كل اللي صار ونفتح صفحه جديدة
نجود وهي مصدومة مما تسمع .. لم تستطع التفوه بأي كلمة ووجهت انظارها إلى ميس
ميس وهي تهز رأسها بالأيجاب : نجود يلا مدي أيدك وبوسوا بعض .. واعتبروا اللي صار ما صار
نجود ابتسمت ثم ذهبت لتطبع قبلة على خد سندس
سندس : سامحيني يا نجود .. خوفي من اني أخسر رائد خلاني أتصرف بالهمجية هذي
نجود بحنية : لا سندس ما صار إلا الخير .. أهم شيء راح ترجع صداقتنا نفس أول
سندس بابتسامه : ايه .. ولا راح اشك فيك ابدا
ميس وهي تصفق بيديها : هييييييييييه انواع الحماس .. يلا بسكم كذا أنهوا السيناريو .. ورانا جامعات ولازم ننام
نجود : ما يصير تروحوا كذا .. أقلها اشربوا شيء
ميس : هههه يا هبله .. أجليها لبكرة ..
نجود : طيب اللي يريحكم
سندس : يلا اجل أنا بروح الحين تصبحون على خير
ميس ونجود : وانتي من اهله
نجود بابتسامه والدمعة عرفت طريقا إلى خدها : شكرا كثير ميس
ميس وهي تمسح دمعتها : ولو نجود ما سوينا شيء .. وبعدين هالكم يوم صايرة حساسة كل شوي تبكين ؟!!
نجود : ناجلها لبكرة .. رائد علمني أنك رحتي السوق مع سندس .. أكيد الحين تعبانة وودك تنامي
ميس : إيه ..... وكثير تعبانه .. باكر اشوفك واعلمك طيب
نجود : طيب
ميس : يلا تصبحين على خير يا الغالية

/::\

رائد كان يحكي ما حدث له مع نجود لصديقة ليث .. السعادة كانت تشع من عينية .. ظل لساعات طويلة يتكلم عنها وعن شخصيتها البسيطة التي تجمع كل معاني الحنان والصبر والقدرة على التحمل .. ليث بدأت شكوكه تكبر يوم بعد يوم بأن رائد يهيم حبا بنجود .. ولكن شيء ما يمنعه للاعتراف بذلك فأبتسم ابتسامة حيرت رائد
رائد والحيرة تتملكه : ليث وش فيك تضحك
ليث : ما لاحظت شيء ؟!!
رائد : لا ..!! وش اللي مفروض الاحظه وما لا حظته ؟!!
ليث : صار لنا ساعه جالسين بالمقهى .. وطول الوقت تتكلم عن نجود .. ما باقي إلا بيتين شعر
رائد بابتسامه : أنسانه رقيقة مثل نجود تستاهل أكثر عن كذا
ليث بخبث : طيب ممكن أعرف سندس وين موقعها من الأعراب
رائد والابتسامة تتلاشى من بين شفتيه : ردينا يا ليث
ليث بابتسامه : لا ردينا ولا شيء ..!! عقلك في راسك وتعرف خلاصك .. خلنا نكمل قهوتنا ونمشي

/::\

وفي أحد الشقق الفخمة كان مصعب يلهو مع بعض من اصدقائه .. إلا عبدالله الذي كان يخدمهم وينفذ لهم طلباتهم طوال اليوم .. اضطر لفعل هذا من أجل الانتقام لموت شقيقته الوحيدة ..!!
مصعب والسيجارة بيده : عبدالله تعال شاركنا .....
عبدالله وهو يتأمل حالهم بشفقه : لا مصعب أنا مرتاح كذا ..
سعيد ورائحة الخمر تفوح من فمه : خله يا مصعب .. ولد فقر .!! يشوف الدنيا بس من زاوية وحده
مصعب وهو يتمتم بسخرية وقد كان مفرطا في الشرب : إيش اسوي حبيته وخليته صديقي .. لو أعرفه أنه متحفظ كذا .. كان ما صديت صوبه ولا عبرته .!! بس الحين خلاص طاح الفاس بالراس .. بلشه وأبتلشت فيها
عبدالله : الله يسامحك يا مصعب
وكلها لحظات وفتح الباب .. كان صديقهم فارس ولقد احضر بعض من الفتيات الأجنبيات
مصعب وهو يصفق بقوة : يا ويلي عليك يا فارس .. دحين بتحلى السهرة ..!!
سعيد وهو يتوجه نحو إحدى الفتيات وتمتم بابتسامه عريضة : مرحبا
..... : مرحبا
سعيد وهو يصعب عليه تكوين جمله بسبب حالة سكره : انتي من ؟ لا لا غلط !! لحظة بس خليني أجمع الجمله (( وات )) وات إيش ياربي وأت ايش .. بل كيف نسيتها اليوم سألت دكتورنا مؤيد عن اسمه بالانجليزي وقلت له وتز يور نيم
.... : ماي نيمز كاتيا
سعيد وهو يضحك بقوة : يمه منها .. جاوبت بدون ما أسألها
مصعب وهو يلعب بخصلات شعرها : ههههههه هذي مبين عليها قوية .. وانا بصراحه أتنازل عنها لك .. وخلني في القمر المستحي اللي هناك ................
عبدالله تمتم في نفسه : وانا وش مجلسني هنا .. احسن شيء اتوكل .. عالم ما تدري وين تودي فلوسها


تعبت وانا اشكــــــــي ..
كل اللي في قلبـــــــي ..
(( كلهـــمـ )) يسمعونــي .. كلــ|ن| يجاهلنــــــــي ..
لاهمســـــــهـ ولا كلمـــــهـ ..
عطـــــوني * لـــــــو * كلمـــهـ ..
لــو هـــي ,, نصــــيـــ ح ـــــهـ ,,
وشــ حــــال اللـــــــــــي .. فقد (( أع ــــــز )) من روح ـــــــــهـ ..!
مـــرت الايام بسرعه .. الثانية تتبعها الثانية والساعة تسبقها الساعة .. واليوم تلو اليوم حتى مضى اسبوعا
وأهم مجريات الاحداث التي حصلت مع أبطال روايتنا خلال تلك الأيام المطوية ببعض الذكريات والدموع
أولا جود ..
بعد الاصطدام الذي دار بينها وبين إياد والمعرفة بحقيقة زواجه .. تغيرت حالتها .. أصبحت منطوية على نفسها .. حتى والدها اصبح يشاهدها قليلا .. تعجب من حالها . بالكاد تتناول القليل من الطعام كانت تبرر بأن سبب تصرفها هذا هو اقتراب موعد الامتحانات .. ولكن والدها شك بالموضوع .. لم يكن أمامها احد تفضفض له سوى ألكسندر كانت تقضي معه معظم وقتها .. تعبر له عن ما يدور في مكنوناتها .. لأنها عاجزة أن تخبر والدها بسر تعلقها بإياد وانها أصبحت تهيم به حبا .. فمن الطبيعي أن يرفض أي اب أن يستمع لكلام مثل هذا .. فلابد ان تنجرح كرامته ..تلك كانت حياة جود في المنزل .. أما في الجامعة وخصوصا في القاعة التي تجمعها مع إياد .. كانت في البداية تجلس في المقدمة أما الان فأصبحت تجلس في المؤخرة على أحدى زوايا القاعة حتى تتجنب الاخذ والعطاء مع اياد .. وبمجرد ان تنتهي المحاضرة تخرج راكضة حتى لا يقرا إياد الحزن الذي اصبح يتملكها .. تلك كانت حالة جود .. كان الاسبوع طويلا بالنسبة لها .. تجرعت فيه أقسى كؤوس الالم .. أحست انه يمضي ببطء شديد .. وأقسى ما كان يؤلمها رؤية اياد
/::\
ثانيا إياد
إياد كانت أيام الأسبوع بالنسبة له عادية .. تعجب قليلا من تصرفات جود .. كان يجهل السبب وراء ذلك .. لكنه احس انه بداء يشتاق لها .. كان اذا شعر ببعض الملل ذهب ليشاكسها حتى يكسر الروتين اليومي الذي يجعل يومه بطيئا تجاهل جود لوجوده كان يغضبه . لم يكن يعلم ما هو السر وراء ذلك .. كان يسترق النظر لها من نافذة مكتبة عندما تمر من امامه .. احس بأنه بداء يشتاق لها .. فجود تركت طابعا خاصا في قلبة ولم يعد يقوى على تحمل فراقها
/::\
تركي ........
اصبحت اماني تهمه كثيرا .. شعر أنه بداء يتعلق بها .. ففي كل يوم تبرز صفه من أماني شبيهه بصفة حبيبته العنود
كانت تذكره بها في كل حركه من حركاتها حتى في همسها وطريقة كلامها وتعاملها مع المواقف
اماني احست بذلك وشعرت بالسعادة .. خصوصا ان تركي اصبح الان مقرب منها .. وشعرت أنها ستكسبه عما قريب
وتودع ايام الفقر والحاجة .. خلود هي الاخرى كانت سعيدة بما يستجد من تطورات
/::\
لمياء ..
مضى اسبوعا كامل كان يحمل بين مكنوناته بعض من مشاعر الشوق والحنين إلى الماضي .. كانت تتمنى رؤية مهند بعد هذه السنين الطويلة منذ أخرة مره شاهدته فيها .. فحكم عمله يمنعه من القدوم مع عائلته كل عام .. شعرت انه لم يتبقى سوى القليل .. مهند سيكون اليوم في منزلهم وسوف يتشاركون وجبة العشاء معا .. وهذا ما جعلها سعيدة .. والسعادة التي كانت تشعر بها لمياء أنصبت في مصلحة جود .. فبسبب سعادتها استطاعت أن تنتهي من رسم جزء كبير من صورة العنود .. ولم يتبقى لها سوى اللمسات الاخيرة ..
/::\
نـــور
نور كان اسبوعها ايضا حافلا بلحظات الشوق .. فاخيرا سترى حبيبها المجهول .. حبيبها الذي حرمت منه منذ أن تزوجت سعد ولم تره منذ ذلك الوقت .. فاليوم سيجتمعان ويعوضان سنين الحرمان تلك .. وعلاقتها مع سعد اصبحت متوترة اكثر .. لم تعد تتحمل وجوده بقربها ..كانت تمارس حقوقه الزوجية وهي مجبرة حتى لا يشك سعد في أي شيء
/::\
سعـــد
كان اسبوعه مؤلما .. احس بالبرود الذي اصبح يتملك نور .. لم يعد يتحمل هذا .. وكلما احس بالضيق توجه نحو شاطئ قريب وبكى عليه وشكى كل همومه .. كان يتمنى أن يمنحه الله القوة حتى يستطيع أن يجبر نفسه على مواجهة نور وحبها الذي اصبح يستوطن كل خلية من خلايا جسده .. ليرتاح من كل هذا العذاب والألم
/::\


شجون
هي الأخرى أسبوعها كان حافلا بالأحداث .. كان حقدها أتجاه جود وإياد يكبر .. ظلت تخطط بحكمة .. حتى يحدث كل ما تريده حسب ما خططت له .. فالغلط قد يسبب مشكلة كبيرة قد تودي بحياة الكثيرين .. .خططت ولم يتبقى سوى التنفيذ
/::\
أما عن أبطالنا في الممــــلكــة العربيـــــة السعــــودية
/::\
نبدأ بنجود الذي قاست أشد أنواع العذاب .. فزواج رائد بات قريبا .. لم تقتنع حتى اليوم بأنها ستخسره للأبد .. ولكن ما يؤلمها اكثر كيف ستنظر إليه وهو يجلس بالقرب من أمرأه غيرها يتشابك معها الأيادي وتترنم اصابعهم بالوان الحب
وتحكي عيناه لها قصة حب وإخلاص سيظل يرافقهما إلى الأبد .. أصبحت حبيسة لغرفتها .. لم تتمنى أن تضع نفسها في هذا الموقف .. ولكن اصرار ميس وسندس يجبراها لحضور حفل الخطوبة .. طوال الأسبوع ظلت تعيش صراعات عده .. حتى أصبح وجهها شاحبا .. وتملكها المرض لمدة يومين كاملين .. فأصبحت طريحة الفراش ..
/::\
رائـــــــــــــــد
قضى اسبوعه مع ليث يتنقل من مكان إلى أخر ... ليأخذ بعض الأغراض الضرورية والتي ستلزمه في يوم حفل خطوبته .. ولكن الامر الذي كان يدهش ليث بأن رائد طوال الوقت كان يتحدث عن نجود ويتذكر طفولتهما معا
لم يكن رائد سعيدا .. لأن نجود كانت تشغل باله كثيرا .. خصوصا بعد أن علم بمرضها .. لم يدرك بعد ما هو الشعور الذي يكنه لنـجود .. أو ربما نستطيع القول بأنه يكابر ويخفي مشاعرة .. لأنه لا يؤمن بشيء أسمه حب في هذا الزمن
/::\
سنــــدس
ربما تكون هي الوحيدة من أبطال روايتنا الذي مضى عليها اسبوعا من أجمل ايام حياتها .. فأخيرا سترتبط برائد .. رائد الذي تعلقت بحبه منذ أن بلغت العاشرة من عمرها .. ها هو حب الطفولة بدا يكبر وسيكلل عما قريب بالزواج
كانت خائفة بعض الشي .. إلا أنا السعادة التي تحس بها جعلتها تقهر هذا الأحساس .. مرض نجود عكر صفوها قليلا .. كل شكوكها بدت تتضح لها يوما بعد يوم .. ولكن ميس كانت تحاول جاهده حتى لا يتفاقم الشك لدى سندس
/::\
ســـــويرة
كان موضوع المزرعة يوترها كثيرا .. كانت تتمنى أن تفاتح نجود بموضوع الزواج .. ولكنها كانت مدركة تماما لو فاتحتها الان قد تعكر صفوها .. وقد كانت تشك بأن هناك ما يشغل بال نجود .. لهذا اتفقت عند سليمان أن يتحدثا بالموضوع بعد أن تنهي نجود دراستها .. ووافق سليمان بعد اصرار من سويرة ..
/::\
ليــــان
لم تتحمل فراق هيثم وراما .. خصوصا بعد الحاث الذي تعرضت له راما .. كانت تتمنى كثيرا أن تطمئن على حالها .. ولكن كبريائها كان يمنعها من الاتصال .. راما تغيبت اسبوع كامل عن المدرسة .. شعرت ليان بالضيق .. توجهت نحو عمتها ريما وفضفضت لها كل ما في مكنوناتها ..!! كانت ريما تستمع بتمعن .. ولكن بعد خروج ليان من الغرفة تنتهي ليلة ريما بدمعه تلطخ ذلك الخد النحيل المكسور .. دمعه ربما الكثير ممن حولها يجهل سببها
/::\
هيــــــثم
أشتاق لليان كثيرا .. لم يعد يقوى فراقها .. تكلم مع والدته وشقيقته ونصحتاه أن يتخذ خطوة حتى يعرف قرار والد ليان .. وهكذا لن يكون فكر ليان مشغولا بالخوف من رفض والدها وتعود العلاقة إلى سابق عهدها ..
راما هي الاخرى اشتاقت لليان .. توسلت والدها كثير أن يتصل بها وتسمع صوتها ولو لمره واحده .. ولكن هيثم كان دائما يغضب منها ثم يولي خارجا .. دون أن يعيرها أي اهتمام .. ولكن قلبه كان يعتصر ألما وحزنا
/::\
أمجــــد
شعــر أخيرا بالنصر .. علم ان ليان لن تستطيع رفضه .. لأنه أخذ الموافقة من والدها وهذا ما أراحه قليلا
فليــان لن تستطيع أن تقف في وجه ابيها .. وكل ما يقوله سيكون عبارة عن أوامر ويجب تنفيذها
:
هذه هي أهم الأحداث التي مر بها ابطال روايتنا .. اسبوعا كان طويلا ع البعض .. والبعض الأخر مضى عنده سريعا
اليوم وفي هذه الساعة .. سيعلن يوم جديد .. وسيتوحد قلبان مع بعضهما على الأرجح ..
كانت الزغـــاريد تعلو .. والضحكات تتسارع .. في أحدى القصور الملكية الفخمة .. حانت اللحظة .. هنا ستكون نهاية الحب والامل الذي أحست به نجود من علاقتها برائد .. اليوم سينتهي كل شيء .. شيء لم يكن له بداية لهذا أنتهى بنهاية عابرة .. هنا ايضا وفي هذا المكان ستبدا قصة جديده .. قصة حب سندس لرائد .. قصة كللت بالزواج .. ربما رائد لم يكن يعلم بحقيقة مشاعر سندس .. ولكن اليوم ستتضح الامور للجميع .. فالكل سيكتشف حقيقة قد تغير مجرى حياته
/::\


ارتدت نجوت عباءتها وغطاء شعرها .. كانت تتمنى ان لا تذهب إلى هناك .. فهي اليوم سترى اسواء كابوس في حياتها .. حبيبها رائد سيزف إلى صديقتها سندس ..كيف ستتحمل ذلك .. ولكن هي مجبرة على الذهاب حتى لا تشك سندس بشي
سويرة بمجرد رؤيتها لنجود تمتمت بغضب : نجود إيش هذا ؟!!
نجود وهي تمعن النظر في نفسها والخوف يتملكها : وش فيك يمه ..!! أنا سويت شيء غلط
سويرة : إيه سويتي !! فيه احد يروح حفلة خطوبة وشكله كذا
نجود وهي تضع يدها على خدها : يمه تعرفيني أنا ما احب أحط مكياج على وجهي .. حتى علبة مكياج ما عندي
سويرة وهي تأخذ كيس صغير كان موضوع بجانبها : بس اليوم غير .. اليوم صديقتك سندس راح تتزوج لازم تفرحين لها .. وبعدين ميس حلت الموضوع وجابت لك علبة مكياجها وبلوزة بعد . . ووصتني أخليك تطلعي حلوة ..
نجود وهي تأخذ الكيس تمتم بألم : طيب ماما ثواني وراجعه
فتحت نجود الكيس ووجدت رسالة من ميس تقول فيها : غاليتي نجود أعلم مقدار ما تقاسيه .. وأدرك تماما مقدار الالم الذي يعتصر قلبك .. حتى لو لم تبوحي بمشاعرك أتجاه أخي إلا أني قرأت حبك له في عينيك .. أعلم أني أحملك اليوم فوق طاقتك .. ولكن تحملي ذلك لأجلي .. وأفعل ذلك لأجل سعادة رائد .. رائد الذي احببته منذ صغرك .. وتشاجرتي معي كثيرا حتى تأخذي أكبر جزء من وقته .. ولكن كل ذلك لا يهم ألأن فهو من قرر حياته مع من ستكون
أحضرت لك بعض الاغراض .. إريدك أن تكوني سيدة الحفل .. أنتظرك بشوووق .. شقيقتك ميس
//::\\
إبتسمت ابتسامه خالطها الكثير من الدموع .. شعرت أن هناك من يحس بحزنها وهذا خفف عليها قليلا .. اغلقت الرسالة ووضعتها جانبا .. وتوجهت نحو المرآه ومسحت دموعها وتمتمت بجدية : لازم تكوني قوية يا نجود
لم تكن نجود تعرف الكثير عن كيفية وضع المكياج .. ولكن حاولت قدر المستطاع فوضعت القليل من البودرة والبلاشر ثم زينت شفتاها بمرطب يميل لونه إلى اللون الوردي .. وأخذت الكحل ورسمت عينيها حتى اصبحت بارزه .. تأملت نفسها في المرآه شعرت وكأن شيء ما ينقصها .. أرجعت غطاء شعرها للوراء ثم أخذت بعض من خصلات شعرها وزينت بها جبهتها .. وأفردت باقي شعرها الذهبي للوراء .. أخرجت البلوزة التي اختارتها ميس ثم ابتسمت لأنها ناسبتها وكأنها صممت لها .. تذكرت أن هناك بروش أهداها إياه رائد فأخذته ووضعته في صدرها .. وضعت بعض البرفان ثم توجهت نحو والدتها .. وهي متشوقة لتشكر ميس على ما فعلته لها ,,
سويرة بابتسامة وهي منذهله من جمال نجود : يمه وش هـ الجمال .. تبارك الله تعالي أبخرك أخاف احد يحسدك
نجود بخجل : يمه لا تبالغين عاد .. المهم من راح يوصلنا
سويرة : السيارة صار لها ساعة واقفة براء ..
نجود شعرت أن اللحظة باتت قريبة .. حاولت قدر المستطاع أن تتمالك نفسها حتى لا تشك سندس بأي شيء
قررت أن تدفن حبها .. ما دام رائد سعيدا يجب أن تكون هي أيضا سعيدة .. فسعادته من سعادتها
سويرة : نجود وش رايك ننزل لمحل قريب وناخذ بوكيت ورد
نجود : طيب ماما اللي يريحك .................


/::\
كانت سندس متوترة .. والدتها وسلوى حاولا قدر المستطاع أن يمتصا ذلك التوتر
سلوى بابتسامة : وش فيك ترجفين كذا
سندس : ما أدري يا سلوى .. خايفه بالحيل .. أحس كل جسمي يرجف
سلوى : حبيبتي هونيها وتهون .. وبعدين كل الشغلة ساعتين وينتهي كل شيء .. هدي نفسك
أم خالد لم تتمالك نفسها وانهمرت بالبكاء .. ذهبت سندس وضمتها لصدرها ..
أم خالد بصوت شبه متقطع : مو مصدقة أنه بنتي الوحيدة تزوجت
سندس : يمه بعدني ما تزوجت هذي مجرد حفلة خطوبة ..
أم خالد بابتسامة بسيطة : ربي لا يحرمني منك يا الغاليه
سندس تقاطعها بحب : ولا يحرمني من هـ الابتسامة يا الغالية ............!!
قاطعتهم ميس بابتسامه عريضة هي ووالدتها : يلا صار الوقت عشان عروستنا الحلوه تطل أحلى طلة
سندس : ميس خليك جمبي ترى كثير خايفة
ميس : عارفة أنك كثير خايفه .. بس تبين الصراحه إنتي ما عندك سالفة
سندس بتعجب : كيف يعني ما عندي سالفة ؟!!
ميس : يعني الموضوع مش مستاهل هـ التوتر .. ومن لما عشت مع اخوي ولا مره شفته ياكل أنسان
ضحك الجميع من كلام ميس إلا سندس ألتي تمتمت غاضبة : تبين الصراحه إنتي اللي ما عندك سالفة
ميس وهي تحاول تهدئة الموضوع : طيب يا ماما هدي نفسك .. اسحب كلامي .. يلا خلينا نروح
سندس بابتسامة ممزوجة بقليل من التوتر : طيب .. خلينا نروح ..


/::\
كان رائد هو الاخر متوتر لم يشعر بتلك السعادة التي يحس بها الجميع يوم زواجهم .. أحس ليث به وتمتم بتوتر : رائد إيش فيك ؟!! إضحك شوي .. الكل عينه عليك ..
رائد : ليث ما ادري وش اللي صار علي .. حاس نفسي مضايق ومخنوق
ليث والخوف يتملكه : رائد إيش فيك ؟!! مو على أساس زواجك كان مبني على قرار واضح وصريح ومقتنع فيه
رائد : ليث أحس فيه شيء ناقصني .. مو عارف افكاري متلخبطه
قاطعهم مصعب بابتسامه ساخرة : والله وراح تتزوج أختي .. لا وتوأمي بعد . شوف الدنيا كيف صغيره
رائد وهو يحاول أن يخفي غضبة وتمتم بهدوء : هذا حكمة القدر .. والواحد ما ياخذ غير نصيبة
مصعب : إيه صح .. محد ياخذ غير نصيبة .. وعلى طاري النصيب عن قريب راح نتزوج أنا ونجود
رائد وهو يضغط على يده بقوة وتمتم بقهر : لا تجيب طاريها على لسانك فاهم
مصعب بابتسامة سخرية : هههههه يا بابا نجود تحبني .. وطاريها على لساني في كل لحظة تشاو يا حلو
رائد كان يريد أن ينهض ليلقنه درسا ولكن ليث قاطعه بغضب : رائد كبر عقلك ..!! مو ناقصين فضايح


/::\
دخلت سندس على انغام الموسيقى الهادئة والكل بهر من جبالها الأخاذ .. ذهبت ميس لتستقبل الحضور
وصلت نجود والكل أصبح ينظر إليها .. رغم بساطة ما وضعته إلا أن جمالها شد الجميع ولفت أنظارهم
سويرة بغضب : يمه منهم .. لا بارك الله في عين ما تصلي على النبي .. شوفي كيف راح ياكلوك بعيونهم
نجود بابتسامه تخفي خلفها حزن كبير : يمه لا تبالغين ....
ميس بمجرد رؤيتها لنجود توجهت نحوها وضمتها لصدرها : يا هلا بالغالية .. طمنيني كيفك
نجود وهي تحاول جاهده ان تتظاهر بالسعادة : مشكورة كثير يا ميس
ميس وهي تطبع قبلة على خد نجود : طالعة تهبلين .. الحريم راح ياكلوك بعيونهم
سويرة : خليك عندها .. وانا بسير اشوف أمك يمكن محتاجة شيء
ميس بابتسامه : طيب خالتو .. نجود طمنيني كيف اوضاعك
نجود : لا تخافين علي يا ميس .. الواحد ما ياخذ غير نصيبة
ميس:طيب وش رايك تروحي وتسلمي ع سندس وتباركي لها وتسلميها البوكيت بنفسك ..رائد ما باقي إلا شوي ويدخل
ولم تنتهي من تمتمت هذه الكلمات حتى رات الاضواء تسلط على البوابة .. فعلمت ان رائد سيدخل
زاد الموقف صعوبة على نجود .. توجهت نحو إحد الزوايا ومسحت دمعتها ..
رائد كان يمعن النظر في الحضور .. وكأنه يبحث عن شخص يرجع له الراحة التي فقدها ..
ظل يمشي بخطوات ثابته حتى وصل إلى سندس .. أعجبته رقتها وجماله الأخذ .. ثم طبع قبلة على رأسها
لم تتحمل نجود هذا المنظر وأغلقت عينيها .. ودون شعور استرسلت دمعه على خدها .. وتمنت لو لم تحظر .. شعرت أن الموت سيكون أهون لها مما تراه الأن ..


يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات