بارت من

رواية جروح من عبق الماضي -14

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -14

خالد : جاني أتصال من كليتك .. ويقول غيابك كثر .. وبكذا راح يضطر يطردك
مصعب بضحكة سخرية : ههههههههه خله يطردني .. انا مفكر أسافر لبنان واكمل دراستي هناك
خالد : ما شاء الله .. أنته خليك فالح هنا .. وبعدها فكر بلبنان وغيرها
مصعب : طيب يا خالد .. هدي نفسك .. تيكت إيزي .. تشاااو يا حلو
خالد بنفاذ صبر : وبعدين مع ولدك يا يمه .. تصرفاته صارت تتعبني
ام خالد بحنية : ما عليه يا خالد .. أنته أخوه الكبير.. باكر الدنيا تعلمه ويكبر .. روح شغلك وتتسهل


/::\
/::\

سلطنـــــة عمـــــان

//
\\
::
لم يتحمل إياد ردة فعل جود فذهب خلفها راكضا وهو يصرخ : جود لحظة .. خليني أفهمك بس
جود كانت تشعر برغبة كبيرة في البكاء لم تكن تدرك ما سبب هذا الشعور .. ولما شعورها بـ الغيرة بمجرد أن رأت شجون بالقرب من إياد .. كانت تلك الأفكار تدور في رأسها متجاهله توسلات إياد وصراخه
إياد وقف أمامها مباشرة حتى اصطدمت به دون أن تدرك وكادت أن تسقط ولكن أياد تدخل سريعا وحال دون ذلك
إياد : انا أسف ..!! بس كان ودي أشرح لك اللي شفتيه ..!!
جود لم تتحمل ذلك فنزلت دمعه على خدها .. طأطأت برأسها حتى لا ينتبه إياد لها
إياد : جود إيش فيك ..!!
جود : ................................................
إياد وهو يهز برأسه : ممكن نتكلم طيب
جود تمتمت بجدية : ما فيه شي بينا على شان نتكلم فيه.. وباقي على المحاضرة نص ساعة عن إذنك
إياد بجدية : جود أعتقد انك تعرفين شجون أكثر عني
جود قاطعته بسخرية : وانت ما تفوت شي ..!! على طول ناوي تستغل الفرصة
إياد : جود إنتي مو فاهمة شيء ..!! شجون كانت تهددني
جود بسخرية : هههههههه تهددك ..!! ليش طفل صغير تخاف منها
إياد بغضب : إنتي مو فاهمه شيء ..!! مو فاهمه .,..!! انا الغلطان أني فكرت أبرر موقفي لوحده مغرورة مثلك
جود لأول مرة ترى إياد يكاد ينفجر غيضا .. لم تستطع أن تتحمل تلك النظرة فأكتفت بالسكوت
إياد نفذ صبره هو الاخر وتوجه نحو مكتبه .. وكانت شجون تنتظره هناك بشوق ولهفة .. وبمجرد ان رآها ضغط على يده بقوة ثم شدها من يدها ورمى بها خارج المكتب وهو يصرخ بصوت مرتفع : حطيها في بالك يا بنت الناس .!! انا مش من النوع هذا فاهمة .. وحركاتك السخيفة هذي تسويها عند دكتور ثاني .. مو عند تاج راسك إياد.!!
/::\
شجون شعرت بالغيظ مما قالة إياد .. فكل من كان يمشي توقف فجأة ليفهم ما يحدث .. وهذا جعل شجون تنحرج أكثر .. فأياد أهانها أمام الجميع . الكل كان ينظر لها نظرة استحقار .! لم تتحمل تلك النظر وتمتمت بصراخ : هيييييييي أيش فيكم .. صدقتوا هـ المسرحية .. هالمثالي اللي يدعي المثالية كان يحاول يتحرش فيني بس أنا صديته وجود شاهدة
جود كانت مذهولة مما ترى .. ولكن كلام شجون جعلها تندهش أكثر .. الأنظار كلها توجهت نحوها .. في صف من تقف ..!! في صف إياد الذي بداء يشغل تفكيرها مؤخرا .. أم شجون التي تحتقر تصرفاتها .. لم يكن أمامها سوى طريقة واحده وهي تجاهل كل ما يحدث .. تاركة إياد وشجون خلفها .. وكأنها لا تبالي بما حدث منذ قليل
إياد تعجب من ردة فعل جود .. كان يتمنى كثيرا أن تقف في صفه .. ربما لأنها تعرف قليلا من هو إياد .. ولكنها لم تبالي به .. وكأن كل ما يحدث لا يعني لها شيئا .. عاد إلى مكتبه وأغلق الباب خلفة
شجون وهي تضغط على يدها بقوة : طيب يا إياد راح تعرف من هي شجون أنا اوريك صبرك علي بس ..
/::\
ظلت تمشي وكل ما كان يحدث بين إياد وشجون يدور في مخيلتها .. كانت تمسح على خده بحب وهو لم يحرك ساكنا .. كل ذلك جعلها تنفجر غيضا .. كانت تتمنى لو تنتقم منهما معا .. لم تفهم ما هي هذه المشاعر التي تملكتها .. استندت امام كرسي قريب وأخرجت تلك الورقة الصغيرة التي نسأت قراتها والتعليق عليها ليلة البارحة . فتحت تلك الورقة واشتمت بها رائحة عطر غريبه لأول مرة تشتمها .. انتابها القليل من الفضول فبدأت بالقراءة
عزيزتي جود .. قبل أن تقري ما بين سطور هذه الورقة سينبعث منها عبيرا غريبا .. عبيرا قد غير حياتي بأكملها .. ذلك العبير هو عبير أمك وشذاها .. ما زلت أحتفظ بعلبة عطرها حتى اليوم فلم يتبقى لي سوى رائحتها ..
والدتك كان أمراءه عنيدة يتملكها الكبرياء والثقة مثلكِ تماما أو ربما تكوني أنتي مثلها وأنا متأكد من جملتي الأخيرة .. ابتسمت جود ثم أكملت ما خط بين تلك الأسطر ..
طلبتي مني أن أصف والدتك .. لا أعتقد أن هذه السطور البسيطة ستكون كافية لوصفها .. ولكن يكفي أن تقفي قليلا أمام المرأة وترفعي شعرك للأعلى بعد أن تشديه من الأمام ثم تربطيه من الخلف وسترين صورة أمك ..
فأنتِ تشبهينها كثيرا .. كانت أمك تحب هذا اللوك كما كانت هي تسميه هههه .. فهذا يجعلها تشعر بكبريائها وشموخها .. وأجمل ما كان يميزها شامة فوق شفتيها وكذلك تحت عينها اليسرى .. وهذا ما يجعلها تبدو أجمل ..
يصعب علي وصفها .. ولكن يكفي أن اراكِ كل يوم أمامي فأنت في نظري هي العنود .. انتِ مثل والدتكِ تماما
ابتسمت جود مما قرأت .. ورغم قلة السطور إلا أنا هذا سيساعدها لتساعد لمياء في رسم والدتها .. فجود من شخصيتها وتفكيرها الأ محدود أدركت تماما كيف كانت العنود .. فتوجهت مباشرة نحو لمياء ..
/::\
/::\
إياد كان ينظر إليها من بعيد .. كان شيء غريب يشده إليها .. أدخل يده في جيبه وأخرج منه سلسال شبيه بالسلسال الذي تملكه جود .. كان يتعجب كيف وصل لجـود ..!! فوالده لم يصنعه إلا له .. كانت تدور في رأسه الكثير من التساؤلات .. وكان من بينها
هل يعقل أن نكون أقرباء ..!!
أو يكون والدها شقيق لأبي .. أو ربما زملاء دراسة ..
لم يستطع أن يصل إلى حل مقنع يجعله يفهم ما الذي يدور حوله .. كذلك ما فعلته شجون اليوم جعله يتوتر أكثر ...
وعادت به الذاكرة إلى الوراء عندما كان في إحدى الدول العربية يعمل محاضرا منذ حوالي العام
كان كعادته منهمكا في تحضير الدروس .. وأهم المقالات التي يحتاجها طلابه لامتحانهم النهائي ..
حتى دخل عليه المدير ومعه رجل يعرف من هيئته أنه صاحب مكانه في منطقته
إياد بابتسامه : هلا والله .. تفضلوا حياكم
.... بصوت أجش : أنا مو جاي لأتفضل ..!! انا بدي أفهم ليش عملت هيك مع بنتي ..!!
إياد تمتم باستغراب : إيش اللي عملته
... بغضب أكبر من ذي قبل : هلا بدك تقول ما عملت شي ..!! لك أنته ما بتستحي ..!!
إياد وأنظاره تتوجه نحو المدير : دكتور أكرم ممكن أفهم شو اللي صاير ..!!
أكرم وهو مطأطأ رأسه : شو بدي احيكلك .. إنته سودتلي وشي ..!! ليش عملت هيك ..!! طول عمرك فطين
إياد بتعب : إيش فيكم ..!! أنا ما سويت شي ..
قاطعه بغضب : نسرين تعالي لهون لشوف
دخلت نسرين وهي مطأطئة رأسها وعلامات الضرب قد نحتت على وجهها
إياد والخوف يتملكه : نسرين وش صاير فيك
قاطعه بغضب : وهلا راح ساوي فيك نفس ما سويت فيها .. يا بلا شرف
إياد والذهول يسيطر عليه : شرف
نسرين بصوت منخفض : إياد انا حامل
إياد بتعجب: طيب إيش اسوي لك ؟!!
وقبل أن ينتهي من جملته لم يجد نفسه إلا وهو ساقطا على الأرض بسبب ضربه قويه تلقاها من والد نسرين
إياد وهو يمسح الدم الذي سال من أنفه تمتم بغضب : ممكن أفهم إيش اللي صاير .. وليش هذا يتهجم علي !!
ابو نسرين : يا عديم الشرف .. اضحكت على بنت صغيره وخليتها تحمل منك
إياد لم يستوعب ما يحدث .. تمنى لو أن الأرض تنشق وتبلعه بأكمله .. فيبدو أن نسرين قد نفذت كل تهديداتها .. بعد أن حاولت أن تغويه ولكنها فشلت .. وهي لم تعتاد على الفشل بسبب جمالها الذي لا يقاوم وتمتم بتعب : سويتيها يا ..!
نسرين بثقة : هلا بدك تحط المصيبه على راسي .. إنته اضحكت علي وقلت أنك راح تتزوجني
إياد بثقة : إسمعني يا أبو نسرين انا بنتك هذي ما لمستها .. والطب الحين تطور .. وتقدر تكتشف هذا بنفسك
ابو نسرين لم يبالي بما قاله إياد ووجه كلامه إلى أكرم : اليوم ينهي كل اموره هون وبدي تشلحوه من الجامعه .. وتهينوه قدام الكل .. عشان يكون عبرة لمن أعتبر .. وكلامي هاد يتنفذ بالحرف الواحد ..
إياد قاطعه بجدية : والله أعتقد لكل جامعه قوانين .. والمتهم لا يعتبر متهم حتى تثبت إدانته
ابو نسرين بشموخ : أكرم انا حكيت اللي عندي .. وكل اللي قلته يتنفذ فاهم ..!!
أكرم : ان شاء الله ..
إياد وانظاره موجهه إلى أكرم : معقولة أنته تشك فيني
أكرم بجدية : إياد راح أرفع فيك تقرير انته ما راح تقدر تزاول مهنتك مرة ثانيه حتى تثبت برأتك عن إذنك ..
إياد بصراخ : بس هذا ظلم .. انا ما سويت شيء .. وانته أكثر واحد عارف من تكون نسرين
/::\
وقف أمام مغسلة صغيره وبلل شعره بالماء .. ليطرد كل هذه الأحداث التي حولت حياته إلى كابوس لا يطاق ..
فجبروت أبا أكرم جعله غير قادر على استرداد كرامته التي فقدها هناك .. وأي خطاء الان قد يعرض مهنته إلى الخطر
ظل الجميع ينتظر إياد ليبدأ محاضرته .. ولكن تلك الذكريات القاسية جعلته حبيسا في مكتبه
خلود بتوتر : تتوقعين استاذ إياد ما راح يجي
أماني بثقة : ههه أكيد ما راح يحضر ..!! اصلا هو له وجه بعد اللي سواه
عهود : بس هو ما سوى شي ..!! الكل عارف حركات شجون الماصخة
اماني بسخرية : هههههه والحبيب ما صدق .. وما قاوم مداعباتها التي لا تقهر .. عذر اقبح من ذنب
جود لم تتحمل هذه التفاهات التي تفوهت بها اماني وتمتمت بغضب : انتي ليش تتهميه ..!! كنتي موجوده معهم
اماني بسخرية : حبيبتي لو كان ما صاير شيء بينهم كان جاء وعطانا المحاضرة ولا فكر بشي
خلود قاطعتها : جود انتي ما سمعتي شجون شو تقول
جود بغضب : إيش قالت بعد
خلود : قالت عدم حضور إياد للمحاضرة دليل على أنه مفتشل من اللي سواه .. وكل اللي قالته هي هو الصح .
وقبل أن تنهي خلود حديثها نهضت جود وتوجهت نحو شجون لتسمع ما تقوله .. وفعلا كلام شجون لمن حولها أكد كل ما قالته خلود .. ظلت تنظر إلى شجون بغضب .. وكادت أن تلتهما بتلك النظرات الحاذقة
شجون بسخرية : خير الحبيبه فيها شيء .. ولا مقهورة أنه إياد فضلني عليها
جود لم تبالي بما قالته وولت خارجة وهي تمشي بخطوات ثابته .. والكل متعجب من تصرفها الغريب .. وكأنها تحضر مفاجأة ستدهش الجميع بها .. وهذا ما وتر شجون فهي أكثر واحده تعرف من هي جود وما تنوي فعله
/::\
أستند على الطاولة وأغمض عينيه وهو يحاول بأقصى قوته ان ينسى تلك الحادثة المؤلمة لكن دون جدوى .. شعر بالضعف ورغبة جامحة للبكاء .. ولكنه كونه رجل صلب استطاع ان يتمالك نفسه ويمنع تلك الدمعة من السقوط
سمع خطوات خفيفة بدأت تقترب منه .. شعر بالخوف هل يعقل أن تكون شجون ..!!
امتدت تلك اليد ومسحت على كتفه بحب .. وهذا ما جعل إياد يتوتر أكثر
ولكن قطع صوتها الناعم كل مخاوفه : دكتور إياد انته بخير
شعر بالسعادة .. تمنى للحظة أن تكون جود قريبة منه .. فلهذه الفتاة تصرفات غريبة تجعل الشخص يشعر بالأرتياح بالتعامل معها .. رغم كل ما يقال عنها وعن غرورها إلا أن هناك قلب أبيض يتملكها .. رفع رأسه وظل يتأملها بعمق
شعرت جود بالخجل من تصرفه ثم تمتمت : امممم الظاهر ما في محاضرة اليوم
إياد قاطعها والحزن بادا على ملامحه : جود أنتي مصدقتني ..!! أني مستحيل اسوي هـ الشي صح
جود قاطعته سريعا : مو مهم تثبت لي انا هـ الشي .. في ناس كثيرة تتمنى تثبت لهم عكس اللي ينقال عنك
إاياد والحيرة تتملكه : أيش قصدك ..!!
جود : وجودك هنا يخلي المشكلة تتفاقم .. وأحسن شي تواجها
إياد : خلاص أنا فاهم قصدك عدل .. بس اللي يخليني مضايق مو اللي صار لي مع شجون سبب ثاني كان ماضي
جود : خلى موضوع الماضي لبعدين .. يلا الحين امشي قدامي .. فات نص المحاضرة وهذا مو من صالحنا ..
نبا نتخرج ونرتاح..
إياد بضحكة خفيفه : طيب تفضلي .. وانا جاي وراك
جود تمتمت بابتسامه : طيب ننتظرك ولا تتأخر
إياد قاطعها بصوت مرتفع : جود شكر
جود اكتفت بابتسامه عجز إياد عن فهمها ..
كانت تتمنى أن تبقى معه قليلا حتى تحاول أن تفهم ما يدور في مخيلته .. ابتسمت مجددا ثم انصرفت بهدوء


/::\
/::\
كــانت نور تغط في نوم عميق .. اما سعد فلقد خرج قليلا إلى الحديقة ليستنشق بعض الهواء .. كان تائها ويفكر .. كان يشعر بالخوف من أن تتلاشى سعادته ولا تكتمل .. كم تمنى أن يرى طفلا يستقبله أمام باب المنزل ويناديه بكلمة بابا ..
أصبح متلهف إلى هذه اللحظة .. وتمنى كثيرا أن تكون لحظة أخبار نور بحملها منه قريبه .. شد شعره للوراء واطلق زفرة طويلة .. أدرك أن الخوف والتوتر سيؤثران على علاقته مع نور وقرر ان يتصرف بحذر
استيقظت نور على صوت منبه جوالها .. بحثت عن سعد ولم تجده .. وهذا جعلها تشعر بالارتياح قليلا .. فقررت أن تأخذ حماما ساخنا .. لحين عودة سعــد .. أخذت جوالها ثم توجهت إلى الحمام .. فتحت الماء على أخره ثم أدخلت الشريحة وجلست على إحدى الزوايا وبدأت تعيش أجمل لحظاتها مع حبيبها المجهول ..!!
شعر سعد بالضيق .. وقرر ان يتوجه إلى المنزل ليطمئن على نور ولكن أتصال لمياء حال دون ذلك
سعد بابتسامه : الظاهر شايفتنا بمنامك
لمياء بحزن : سعد والله حرام عليك لكم وحشة .. طولتوا كثير
سعد : يعني إشتقتلونا
لمياء : هههه لا إشتقتلك بس إنت ..!! ولا نور ما تهمني
سعد قاطعها بغضب : لمياء
لمياء وهي تضحك بقوه : ههههه خلاص خلاص .. هدي نسحب كلامنا ... نور تاج راسنا
سعد بابتسامه : والله إنتي تاج راسها
لمياء : من صدقك
سعد : تصدقين عاد تمنيت أتزوج وحده مثلك .. بس سبحان الله الظاهر ما فيه غير لمياء وحده
لمياء بابتسامه : أكيد ما فيه غيري .. المهم متى راح تنورون البيت
سعد : اليوم المساء راح نرجع
لمياء والسعادة تغمرها : من صدقك سعد
سعد بابتسامه خفيفه : إيه لمياء من صدقي
لمياء : الله يفرحك نفس ما فرحتني .. يلا بخليك الحين عندي محاضرة
سعد : طيب يا ليوناردو دافينشي
لمياء تقاطعه بثقة : لا أنا احسن من ليوناردو ترى انته مال أول
سعد : وليه .. خلاص يا ماما انا أعترف إني من العصر الحجري
لمياء : ههههههههه اوك لا رجعت بنتفاهم .. والحين خلني أشوف محاضراتي
سعد : اوك حبوبه سلمي ..
/::\
/::\
أنهت مكاملتها .. ثم أخذت حماما ساخنا .. وفور انتهائها توجهت إلى المطبخ لتبحث عن شيء تأكله
سعد وهو يقف خلفها : نور حبيبتي إنتي صحيتي
توترت من وجود سعد المفاجئ .. فللحظة ضنت أنه غير موجود .. وخافت ان يكون قد سمع شيئا
سعد وهو يقترب منها : نور شو فيك ..!!
نور وهي ترتمي بصدره تمتمت بخوف : خوفتني بعد شو
ابتسم ثم مسح على رأسها بحب وتمتم : أنا اسف يا الغلا ..
نور : افرض أني الحين حامل ..!! وش راح تستفيد لو طاح الولد
سعد بتوتر وهو يحاول أن يخفي غضبة : كافي يا نور السالفة مش مستاهله ..
نور بغضب : بالنسبة لك مو مستاهله .. بس انا اخاف .. ما حسيت عليك يوم دخلت
سعد بنفاذ صبر : طيب يا نور انا اسف ..
نور تمتمت بداخلها باستحقار : اووووف انا ما أدري كيف رضيت أتزوج واحد مثل هذا .. بلا شخصية .. طول الوقت وهو يردد عبارة وحده .. انا أسف .. اوف متى الله ياخذ أمانته ويفكني منه مره وحده
سعد بألم : نور شو تبغين بعد ..!! قتلك أنا اسف .. وبعدين ترى السالفة مو سويانه
نور بغرور : ما أبغى منك شي .. بس أعصابي هـ الفترة تعبانه.. محتاجة أتم بروحي شوي .. عن إذنك ..!!
سعد وهو يضغط على يده بقوة تمتم بألم : آآآآآه يا نور .. الظاهر ما راح تتغيرين أبد .. لحد متى راح أسمح لحبك يخليني ضعيف .. يمكن انتي تقدري تعيشي كل حياتك بعيدة عني .. بس انا ما أقدر أعيش ثانية من غيرك
/::\
/::\

المملكـــة العربيـــــة السعـــودية ..

//
\\
::
شعرت أن الوقت يمضي ببطء .. تألمت لأنها استيقظت متأخرة .. ولم تذهب للجامعة .. كان رائد يشغل كل تفكيرها .. ولم يكن يشتت ذلك سواء وجودها في الجامعه .. فلقد تعودت أن تلهي نفسها بقراءة بعض الكتب .. لتتناسى رائد
كانت تغط في تفكير عميق .. ودمعتها بدأت تغرغر في عينيها ..
سويرة انتبهت لتلك الدمعة وتمتمت بخوف : نجود إيش فيك عسى ما شر ..!!
نجود لم تنتبه لما قالته والدتها .. ونزلت دمعه على خدها
سويرة والشك يساورها : نجود إيش فيك خوفتيني ..!! صار لك كم يوم مو على بعضك
نجود وهي تنتبه لنفسها مسحت دمعتها سريعا وتمتمت بثقة : وش فيني يمه .. أحاتي بس هـ الامتحانات
سويرة وهي تهز رأسها : حسبالي عندك شيء ..!! يا بنيتي طيعيني وتزوجي .. ترى ..........!!
نجود تقاطعها بألم : يمه تكفين .. ما باقي إلا هـ الكورس .. لا تصعبيها علي
سويرة : طيب راح يجيك يوم وتنديمين ..
نجود باستغراب : اندم على إيش ..!!
سويرة بجدية : تندمين على سنين عمرك إللي ضيعتيها بالدراسة .. وما انتبهتى لنفسك
نجود بنفاذ صبر : لا حول ولا قوة إلا بالله .. خلاص يمه وانا راضية ..
سويرة : والله عاد بكيفك .. وترى فيه وقت عشان تلحقين على نفسك ..!!
نجود وهي تسمع الباب يطرق تمتمت بتعب : يمه الظاهر فيه أحد عند الباب خليني أروح أشوفه ..
سويرة : اوووووف هـ البنت راسها يابس ما أدري على من طالعة
/::\
/::\
كان مسترخي على كرسي وهو يشد شعرة إلى الوراء .. غارقا في بحر أفكاره .. وكأنه يحمل فوق رأسه هموم الدنيا
أنتبه صديقه ليث لما يحدث وتمتم بخوف : رائد إيش فيك .. اهل سندس رفضوا زواجك منها
رائد وهو يطلق زفرة طويلة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا ليث .. وش تباني اقولك بس
ليث وهو يجلس بجانبه : معقولة رفضوا ..!! طيب ليش
رائد قاطعه بتعب : لا تطمن ما رفضوا .. وكتب للكتاب على نهاية الاسبوع
ليث بابتسامة : طيب المفروض تفرح .. وأخيرا اللي بغيته بيصير .. وانتصرت علينا أنا وميس .!!
رائد بتعب : ودي أفرح .. بس في شي بداخلي يمنعني
ليث : طيب فضفض يمكن أقدر أساعدك ...!! ونوصل مع بعض لحل يناسبك
رائد بحزن : يا ليث .. إلا هـ الموضوع صعب أصارحك عنه .. ليش أنه يخص ناس ثانية
ليث : رائد بس انا صديق عمرك .. يعني إلا راح يدور بينا تأكد أنه ما راح يطلع ..
رائد وهو يطلق زفرة طويلة : وش أقولك بس .......!! وسرح بفكرة لما دار بينه وبين والدته ليلة البارحة
/::\
/::\
رائد بعتب : يمه ممكن تفهميني إيش قصدك .. من أنه نجود بلا اصل
ام رائد : وش فيك يا رائد .. تراها مجرد كلمة عادية .. قلتها كذا .. لا شعوريا
رائد بثقة : يمه انا رائد .. وإنتي بالذات كتاب مفتوح بالنسبة الي
ام رائد : إسمعني يا رائد هذا اللي عندي .. كتاب مفتوح ولا مصكر .. هذا شي يرجع لي .. وكل اللي عندي قلته
رائد : يمه ولو قتلك أني ودي أخذ نجود وطلبت سندس بس عشانك ..!!
ام رائد والذهول يسيطر عليها : رائد من صدقك كنت تبا تتزوج نجود
رائد بثقة : إيش فيها نجود .. جمال ولا عمري شفته بحياتي .. وأخلاقها ما عليهن كلام .. يعني ما في شي يعيبها
ام رائد بقهر : طيب وجمالها هذا تتوقع أنه جمال سعودي ..!!
رائد بجدية : إيه وش فيها يعني ..! ياما في سعوديات مثل نجود وأحلى بعد .. ولو أني اشك انه فيه أحلى من نجود
ام رائد شعرت بالغيرة فتمتمت بغضب : لا يا رائد .. غلطان .. ولو كانوا شبه نجود أكيد فيهم عرق أجنبي
رائد : إيش قصدك يمه .. انا دكتور ومقتنع بكل شيء قلتيه أنه غلط فغلط
ام رائد : ما قصدي شي .. اللي ودي تعرفه وتحطه حلقه في إذنك .. نجود تشيلها من بالك
رائد بثقة : يمه انا راح أكنسل خطبتي من سندس .. واتقدم لنجود .. إلا إذا عرفت السر اللي تخفيه عني
ام رائد والخوف بداء يسيطر عليها : رائد إنته أكيد انهبلت .. تبا تكسر كلمتي عشان وحده مثل نجود
رائد : يمه نجود تربت على إيدك .. وانا عمري ما شفت عليها شي غلط .. ونجود تفهمني من دون ما أنطق
ام رائد تقاطعه : الغلط مو من نجود الغلط من أهلها
رائد : إيش قصدك يمه
ام رائد بثقة : بقولك بس بشرط ..!!
رائد بجدية : إيش شرطك يمه ..!
ام رائد : توعدني تشيل نجود من راسك ..!! ولا تفكر بيوم أنها يمكن تصير حلالك
رائد بثقة لأنه أوهم نفسه بأن نجود لا تعني له شيئا : أوعدك يمه .. بس صارحيني
أم رائد : اسمع السالفه يا ولدي .................................................. .........................الخ
رائد وهو يشعر بأن الكون اصبح كخرم إبرة تمتم بألم : يمه أنتي أيش تقولين ..نجود تصير ....!! لا يمه مستحيل
ام رائد قاطعته سريعا : ايه وشي أكيد انه أمها أجنبية ..!! عيون زرقاء وشعر أشقر ... وبياض غير طبيعي
رائد وهو يشد شعره للوراء والذهول لا زال مسيطر عليه : مستحيل يمه مستحيل .. أكيد فيه شيء غلط .. نجود مو لقيطة .. صعب أصدق كل اللي قلتيه .. تكفين يمه قولي انه اللي سمعته مجرد كذبه .وكلامك هذا نابع عن حرقة بداخلك
ام رائد : لا يا رائد هذي كل الحقيقة .. نجود لقيطة .. عشان كذا ما ودي تصير زوجه لك .. يمكن البنت تكون شبه امها
رائد يقاطعها بثقة : لا يمه .. نجود غير .. نجود تربت على إيدك .. قمة في الأدب والاحترام
ام رائد : بس حتى الرسول يقول العرق دساس
رائد وهو يشعر نفسه بأنه سينفجر تمتم بألم : كافي يمه .. إرحميني الله يخليك .. حاس نفسي بختنق عن إذنك
ام رائد : يمه ولدي .. وش فيه صار شكله كذا .. لا يكون يحبها ..!! اكيد لفت راسه .. هذي ما تحشم أحد
/::\
/::\
كانت ميس تشعر بالحزن .. فغياب نجود عن الجامعة جعلها تشعر بالوحدة ..
ميس بألم : آآآآآآآه يا ميس .. الظاهر لازم تتعودين من اليوم أتمين لحالك .. نجود كافي صدمتها برائد اكيد الحين راح تخليني .. اكيد راح تحاول تبتعد عن كل شي يذكرها برائد .. وانا ما ألومها .. إللي فوضعها ما ينلام .. حبته وكتمت هـ الحب بداخلها .. واصعب شيء لما تحس أنه الحب من طرف واحد بس .. الله يلوم اللي يلومك يا الغاليه ..
قاطعها أتصال سندس .. بمجرد أن رأت أسمها شعرت بالضيق .. فهي سبب تذبذب علاقتها مع نجود
ظلت سندس تعاود الاتصال مرات عديدة .. حتى يأست ميس واجابت على سندس: هلا سندس
سندس بابتسامه : وينك يا حلوه .. ليش ما تردين
ميس : اسفه .. التهيت شوي والتلفون ع السايلنت
سندس بفرح : طيب ما علينا .. وش رايك نروح السوق سووا
ميس : والله ودي يا سندس .. بس حيل مشغولة ..
سندس : وش اللي شاغلنك طيب
ميس : الأمتحانات على الأبواب .. وانا ما سويت شيء ..
سندس : ميس إنتي مو منتبه أنه الأسبوع القادم حفلتي انا ورائد .. المفروض تفرحين وتنسي الدراسة شوي
أحرجت سندس ميس وحاولت أن تتدارك الموقف : هههه أمزح معاك يا فالحة .. متى ما بغيتي .. مريت عليك
سندس وهي تشعر بالارتياح بعد ما سمعت قهقهة ميس : الساعة خمسة .. إذا يناسبك طبعا
ميس بألم : طيب راح أمر عليك .. أخليك الحين عندي محاضرة ..


/::\


فتحت باب المنزل رأت رجلا يقارب السبعين .. ابتسم لها ابتسامة صفراء .. شعرت بان هذا الرجل ليس بالغريب عليها .. وملاحمة تبدو مألوفة جدا .. بحثت في عقلها حتى عرفته وتمتمت بذهول : معقولة ..!!
.............: ههههه وش فيك يا بنت .. بلاك تصارخي كذا
نجود بسعادة : عمي سليمان ..! هذا إنته
سليما بابتسامة : هيه أنا سليمان بس ماني بعمك .. إلا إنتي من ..!!
نجود بابتسامة : ولو عمي سليمان .. انا نجود .. ما تذكرتني
سليمان بغضب : إلا تذكرتك .. وبعدين كلمة عمي ما أحبها .. ولا عاد اسمعها منك مره ثانية
نجود بتعجب : طيب اللي يريحك
سليمان وهو يتأملها بعمق وتمتم بداخله : ما شاء الله كبرتي وصرتي احلى من اول ..!! والله وطحتي يا سويرة
نجود لم تستطع تحمل تلك النظرات .. حاولت الهروب ولكن وقوف والدتها خلفها حال دون ذلك
سويرة بمجرد ان رات سليمان أنتابها الخوف .. علمت أنه جاء ليطالبها بحق سلبته منه منذ مده طويلة
سليمان وهو يقطع حبل أفكارها : بلاك يا سويرة ما فيه السلام عليكم
سويرة تمتمت بتوتر: هلا سليمان حياك .. تو ما نور البيت
نجود : يمه أنا بسير أجهز لكم شيء تشربوه عن أذنكم
سويرة بصوت واطئ : وش اللي جابك بعد هـ السنين كلها !! انا قلت نسيتنا وارتحت من شرك

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات