بارت من

رواية جروح من عبق الماضي -13

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -13

يتبقى سوى دقائق بسيطة ليقنع نفسه بأن نجود لا تعني له أي شءي .. وتعلقه بها كان مجرد شفقة على حالها .. كانت الكثير من الأفكار تدور في رأسه .. ولكن هناك شيء غريب يشده لها ..كان يرغب في رؤيتها ولو لثواني معدودة .. كان يريد أن يطمئن قلبه على حالها .. أخذ هاتفه وولى خارجا عله يستطيع أن يبعد هذه الأفكار من رأسه ..
:
نجود هي الأخرى لم يكن حالها أحسن من حال رائد .. بل كانت تقاسي اشد العذاب .. فاليوم ستخسر رائد وللأبد .. وما يؤلمها أكثر.. لن يكون لها الحق بالاحتفاظ بهذا الحب .. شعرت بان احتفاظها به سيجعلها تخون صديقتها سندس .. شعرت بأنها تكاد تختنق .. وتوجهت نحو النافذة لتستنشق بعض الهواء .. وبمجرد أن فتحتها تصلب كل جزء في جسدها .. دقات قلبها كادت تخرج من مكانها .. جسدها بداء بـ التعرق .. هل يعقل أن يكون هو .. دققت النظر فيه
جيدا .. حتى تأكدت من شكوكها .. كان رائد بداخل سيارته يسند رأسه على الكرسي وأنظاره موجه نحو نافذة نجود
كانت سعيدة وحزينه بنفس الوقت .. عجزت أن تفهم ماذا يدور في رأس رائد .. هل يرغب في التلاعب بها فقط
أما رائد بمجرد أن رأى نجود تطل من النافذة .. ترجل من سيارته ووقف أمامها .. كان يريد أن يطمئن قلبه الصغير عليها .. حاول أن يرى ملامح وجهها ولكن الظلام الدامس حال دون ذلك ..
نجود لم تتحمل هذا .. شعرت بأن رائد يتلاعب بها .. نزلت دمعة من عينيها وأغلقت النافذة بقوة
بمجرد أن سمع صوت النافذة تغلق شعر وكأن قلبه أنقبض .. أحس بالألم .. دمعة عينه .. لم يفهم ما السبب الذي جعل قلبة ينقبض هكذا.. تجاهل كل هذا وفكر بخطوبته من سندس .. فلقد أتخذ قراره ولا يحق له أن يتراجع الآن ..
لجــــ جروح من عبق الماضي ــزء الــســادـــس
//
\\
//
التَلآعَبْ بِـ المَشَآعِـرّلاَ تِسٍميهًا شَطَـآرَهْ ..
..( كَمْ نَدِيّمٍ زَآدْ هَمَـہ
وَ السَبآيّـبْ مِـنْ نَديّمَــہ ..مَـآ يِجُوّزْ إنَـڳ تِصَلِيّ
قَبِـلّ تَبَدا بِـالطَهَــآرَهْ ..
..( وَ لآ يَجٌـوّزْ إنَڳ تِحِبْ
وَ نِيتَڳ مَـآ هِيّ سَليّمَـہ
::
عاد رائد إلى المنزل وكل فكرة مع نجود .. كان طوال اليوم يفكر بها .. والحوار الذي دار مع والدته شل كل تفكيره .. أحس بأن نجود تحتاج إليه كثيرا .. كان يتذكر وعوده لها وبأنه لن يتخلى عنها .. وها هو اليوم في أول محنه يتركها
دخل إلى المنزل بهدوء .. لم يكن يرغب أن يرى أحد الحزن الذي يستوطن عينيه ..
ولكن ميس انتبهت للحزن الذي رسم على ملامحه وتوجهت نحوه
ميس والخوف يتملكها : رائد إيش فيك .!!
رائد صدم من وجود ميس امامه فتمتم بتوتر : هاه !! وش فيني يعني .. موضوع الخطبة شاغل فكري ..!!
ميس تقاطعه بخوف : متأكد أنه هذا هو السبب ..!!
رائد قاطعها بجدية : وش اللي يخليك متوهمة أنه في سبب ثاني وراء قلقلي وخوفي ؟!!
ميس تمتمت بشموخ : تصرفاتك تخليني أشك ..!! رائد أنا أختك .. وعيونك بالنسبة لي كتاب مفتوح حتى لو تهربت !!
رائد وهو يكفت بيدية تمتم بثقة : طيب وش قريتي في عيوني يا محلله ..!!
ميس تابعت كلامها بثقة كبيرة : أنته ما تبي سندس ..!! وزواجك منها بس عشان ترضي ماما
رائد أحس وكأن ميس وجهت خنجرا لصدره .. فتمتم غاضبا : هذي ألأمور الصغار اللي مثلك ما يدخلون فيها فاهمة ؟!
ميس تقاطعه بغضب : بس أنا مو صغيره .. وإذا مو مصدق شوف شكلك بالمراية وساعتها راح تتأكد من صحة كلامي
رائد وهو يضغط على يدها بقوة تمتم وهو يصك على اسنانه : أتأكد من إيش !!
ميس والدموع بدأت تنهمر على خديها : تتأكد من ولا شي .! وبـ يجيك يوم وبتندم .. والله راح تندم يا رائد .. وراح أشوف ساعتها غرورك وثقتك الزيادة في إيش ينفعوك !! وعلى فكرة ترى الحب مو عيب . بطل إيدي بروح غرفتي
ترك رائد يدها .. وظل يتساءل ما هو سبب غضبه ..!! هل يعقل أن يكون قد أغرم بنجود حقا .. قرر أن يكون مجنونا ولو لمره في حياته .. توجه نحو غرفته .. وجرته خطواته إلى مرأه قريبة وظل يتأمل وجه .. شعر وكأنه أول مره يشاهد هذا الوجه .. وجه غريب لا يشبه الوجه الذي إعتاد أن يراه كل يوم .. كان شاحبا حزينا .. عيناه ذابلتين .. شد شعره للوراء .. وضغط على يده بقوة .. فلقد كره أن يكون ضعيفا هكذا .. ولكنه بداء يقتنع ولو قليلا بكل ما قالته ميس
نظر إلى ساعته ووجدها قد قاربت التاسعة .. قرر أن يرتدي ملابسة بسرعه حتى لا يتأخر
أم رائد ظلت تجهز الهدايا بحب وميس تنظر إليها بنظرة حزينة
أم رائد وهي تضع يديها على خصرها تمتمت بعتب : بدال لا واقفة هناك تعالي ساعدي أمك
ميس : يمه أنتي ع العين والراس .. بس ما ودي أحط إيدي على شيء أنا مو مقتنعة فيه ..
ام رائد وهي تقترب منها تمتمت بغضب : ما شاء الله ويعني لا تزوج رائد من نجود راح تكوني مقتنعة أكثر
ميس قاطعتها بألم : يمه مو مهم عندي من يتزوج رائد !! كل اللي يهمني أشوف أخوي مرتاح
أم رائد قاطعتها بثقة : بس رائد مرتاح والضحكة شاقه حلقه إذا مانك منتبه
ميس : هههههههه هذي مشكلتكم ماما تكذبون الكذبة وتصدقونها عن إذنك ..
أم رائد : هـ البنت ما أدري متى بتكبر عقلها .. كل تفكيرها يعتمد على عاطفتها
/::\
/::\
أما نجود لم تكن أحسن حالا منه .. ضمت كتابها لصدرها .. وظلت تبكي بحرقة .. شعرت أن قلبها يعتصر من الألم ..
لم تعد تتحمل التفكير بأن رائد سيكون مع غيرها .. فكيف ستسمح لفتاة أخرى أن تسلبها حب حياتها .. تملكها القليل من الجنون .. كانت تتمنى أن تذهب وتوقف هذه الخطبة .. تمنت لو سندس توقف هذا كله .. ولكنها مدركة تماما بأن سندس تهيم حبا بـ رائد فمن المستحيل أن تفرط في شعره من رأسه .. شعرت برغبة في الصراخ .. ولكنها كتمت صراخها بداخلها خوفا من أن تشك والدتها بأي شي
ظلت تبكي لساعات طويلة .. حتى تورمت عيناها .. ثم غفت بعد عناء طويل دون شعور منها
/::\
/::\
مضت ثلاث ساعات على تبادل الأحاديث بين رائد وخالد .. وطلبوا رسميا سندس .. وحانت لحظة اللقاء
خالد بابتسامه : حتى لو كنت جارنا يحق لك تشوف عروستك لو دقايق بسيطة
رائد وهو يحاول أن يخفي حزنه تمتم بسعادة : طيب اللي يريحكم ..
كانت نظرات أم رائد تراقب سندس جيدا .. وهذا ما جعلها تتوتر أكثر
سندس بابتسامه : ميس أيش فيها أمك ..!! نظراتها تحرجني
ميس كان فكرها مشغول مع صديقتها نجود .. التي كانت مدركة تماما أنها تقاسي مرارة العذاب وحدها .. نزلت دمعه من عينيها لا شعوريا .. وهذا ما جعل بعض من الأفكار السوداء تدور في رأس سندس
سندس : ميس وش لزمة هـ الدموع
أدركت ميس ما فعلته من لحظات وشعرت بالخجل وتمتمت بحب وهي تحتضن سندس : مش مصدقة أنه في وحده ثانيه راح تجي و تشاركني رائد .. كنا طول أيام حياتنا مع بعض بدون وسيط .. بس أنتي قلبتي المعادلة كلها
سندس بجدية : متأكدة انه هذا السبب
ميس بتوتر : أكيد هذا السبب الوحيد ..
سندس : ولو أني مو مرتاحة بس بعديها لك هـ المره
قاطعهم خالد من بعيد : سندس حطي شيء على راسك وإلحقيني
سندس وهي تخفض رأسها خجلا : طيب يا أخوي
ام رائد وام خالد بدأتا بالزغاريد .. والدعاء لهما بأن يوفقهما الله .. وتقر أعينهم بمشاهدة ذريتهم ..
..ميس كانت تنظر إلى ما يحدث بعين حزينة .. شعرت أن هذا الزواج لن يكون مكللا بالنجاح
دخلت سندس خافضة رأسها .. ورائد كان ينتظرها بمقربة من الباب .. نظر لها نظرة بسيطة وسرعان ما تحاشاها وجعل نظراته مركزه على الأرض .. ملكت سندس القليل من الجرأة ورفعت رأسها للأعلى .. وتفاجأت من تصرف رائد وهذا جعلها تشعر بالضيق ... لم تتحمل الموقف .. وقررت الانصراف ولكن صوت رائد من بعيد أوقفها
رائد وهو يحاول أن يصلح ما افسده : وين تو الناس ..!! بعدني ما شبعت من شوفتك ..
أنحرجت سندس قليلا ولكن ما قالة رائد جعلها سعيدة جدا فاكتفت بابتسامة بسيطة على شفتيها
رائد وهو يقترب منها : طالعه قمر ما شاء الله
سندس بصوت شبه مسموع : تسلم .. هذي عيونك تشوف كل شيء حلو
رائد وهو يطلق زفرة طويلة تمتم بابتسامه : عسى الله يقدرني واقدر أسعدك ..
/::\


أنقضت تلك الليلة على خير .. تم تحديد موعد قران رائد وسندس بالأسبوع المقبل .. ..
البعض كان سعيدا .. ولكن البعض الأخر كان يتجرع مرارة الحزن والعذاب
فهكذا طبع الحياه .. حزن وفرح ..\\


/::\
/::\

سلطنــــــــة عمــــان الساعة السابعة صباحا

::
//
\\
جود كانت طوال الليلة السابقة حبيسة غرفتها .. لم تكن تملك القوة الكافية لمواجهة والدها .. تركي كان قلقا عليها فتوجه نحو غرفتها ليطمئن على حالها .. وجدها تغط في نوم عميق طبع قبلة على جبينها وهم بالخروج
ولكن صوت جود الحزين قاطعه : بابا أنا اسفة
تركي بابتسامه وهو يدير لها بوجهه : جود إنتي مو قلتيلي ما سويتي شيء غلط ؟َ
جود قاطعته بثقة : إيه
تركي : طيب وش له تتأسفين
جود : لأني ضايقتك
تركي وهو يطبع قبلة على جبينها : مستحيل أتضايق منك يا روحي .. يلا قومي ترى الكل مشتاق لك حتى ألكسندر
جود بابتسامه شاحبة : يعني مو زعلان مني
تركي وهو يطبع قبلة على خدها : فيه أحد يزعل من روحه يا عمري إنتي
جود أرتمت في صدر والدها وضلت تبكي بحرقة
تركي وهو يمسح على رأسها بهدوء : جود أيش فيك حبيبتي ..!! قلت لك مو زعلان أمسحي دموعك
جود بألم : بس أنا صايرة أضايقك كثير ..
تركي بحب : جود قلت لك إنتي بنتي الوحيدة ومستحيل أتضايق منك
جود : خلاص بابا أوعدك ما راح أخليك مره ثانيه بروحك .. راح أكون قريبة منك بالحيل
تركي : يا عمري إنتي .. يلا قومي تروشي وأنا أنتظرك تحت
جود وهي تطبع قبلة على رأسه : طيب يأ أحلى بابا
/::\
/::\
استيقظت أماني على صوت هاتفها .. أمسكت الهاتف بصعوبة وتمتمت بغضب : خلود مو وقتك
خلود وهي تبتسم : هههه يا حلوه صارت سبعة
أماني نهضت من سريرها بشكل جنوني وتمتمت بخوف : من صدقك
خلود : والله صارت سبع
أماني بتعب : أووووووووووووف توقعت تركي بيشفق على حالي بس حسافه ولا حتى عبرني
خلود : أماني نسيتي شو قلتيلي قبل .. كل شي يجي وحده وحده
أماني : يلا مو مشكلة اليوم يطنش وباكر يتعلق فيني أكثر
خلود : طيب خبريني وش صار معك حدي متحمسة أعرف
أماني : لما أشوفك أقولك سلام
خلود : سلامين يا حلوه
/::\
/::\
لمياء استيقظت مبكر .. أخرجت مصحفها .. وظلت تقرا بعض من السور حتى الساعة السابعة ..
أم سعد وهي تقترب منها تمتمت بخوف : لمياء حبيبتي شكلك ما نمتي .. كأنك صاحية من بدري
لمياء وهي تطبع قبلة على رأس والدتها : ما جاني نوم وقلت أفتح كتاب الله وأقراء شوي
أم سعد بابتسامه : زين سويتي .. عسى الله يرضى عليك يا بنيتي
لمياء : رضاء ربي برضاك عني يا الغالية
أم سعد : أكيد راضيه عليك يا ابنيتي .. وأختك ام الحسن والدلال بعدها نايمة
لمياء وهي تضحك : ههههههه شوفة عينك ماما .. أنا ما أدري كيف وافقت وسمحت لها تجي تنام معاي
ام سعد : طيب صحيها على السريع ما فيه وقت .. ما بقى شيء على طابور المدرسة
لمياء تمتمت من تحت غطائها : أولا سمعت كل شيء قلتيه لميوه .. ولو ما كنت خائفة ما كنت جيت غرفتك
وثانيا : ماما أنا صاحية من بدري .. بس كنت أسمع لصوت لمياء وهي تقرا ما شاء الله عليها يجنن ..!!
ام سعد وهي تنظر إلى لمياء : البنت هذي صاحية ولا تحلم
لمياء وهي تبتسم : ههههه علمي علمك ماما
ميساء قاطعتهم : ماما أنا صاحية لا تحشي فيني ترى أسمعك
ام سعد : ههههه هـ البنت مجنونه .. سمعتيني أحش فيها
لمياء : ما عليك منها يمه .. هذي عياره
ام سعد : وانا ما علي من عيارتها .. يلا خلصوا وتعالوا أفطروا
ميساء : طيب ماما أنا زعلت خلاص ..
ام سعد وهي تغمز للمياء : كله واحد عندي هههه يلا لمياء ابوك ينتظر
لمياء وهي تكمل ما بدأته والدتها تمتمت بصوت مرتفع : جايه وراك يمه
ميساء نهضت من سريرها وتمتمت بصوت عال : من صدقكم بتلخوني بروحي .. لحظة انا جاية افطر بعد
/::\
/::\


بعد أن أنهت فطورها توجهت نحو إلكسندر حتى تطمئن على حاله .. فهي لم تره منذ البارحة وكانت قلقة بعض الشي
ولكنها تفاجئت عندما لم تجد إلكسندر موجود في أسطبله فأخذت تركض بشكل جنوني تبحث عن موسى حتى وجدته
جود والخوف يتملكها وكانت لهث بطريقة غريبة : موسى ألكسندر وين
موسى بابتسامه : ههههههه لا تخافين حسيته تعبان شوي ووديته فمكان الهواء فيه قليل عشان ما يتضاعف مرضه
جود بخوف : يعني إلكسندر مريض .. موسى تكفى لا تخبى علي شيء
موسى : ما عليه إلا العافية جاء الطيب وعاينه وقال كلها يومين ويصير أوكي
جود تقاطعه : طيب هو فأي إسطبل ..!!
موسى بمجرد أن أشار إلى الإسطبل توجهت جود نحوه راكضة .. كان ألكسندر متعب قليلا .. وقرأت في عينيه ملامح الحزن فاحتضنه وتمتمت بحب : زعلان مني صح
صهل بصوت منخفض ثم داعب خدها بوجهه الناعم
جود وهي تطبع قبله على جلده الناعم : الكسندر أنته لازم تفهمني أنا أمر بوقات صعبه .. أنته الوحيد إللي احسك تفهمني وقريب مني كثير.. عشان كذا ما ابيك تمرض ابد تمام .. وأنا أوعدك اللي صار أمس ما يتكرر ..
/::\
/::\


الجــــامعة الساعة الثامنة والنصف صاحبا
//
\\
/::\
كان أنيقا كعادته ببدلته الرسمية التي إعتاد ان يرتديها كل صباح .. كانت ملامحه تذهل كل من يراه .. كان يمشي بشموخ وكأنه يريد ان يناطح السماء .. كانت شخصيته مجهولة بالنسبة للجميع وليس بالنسبة لجــود
كانت هناك عيون تترقب حضوره بشوق وشغف .. فلقد أخذت عهدا على نفسها أن توقعه في شباكها ..
توجهت شجون نحود إياد ووقفت أمامه بكل ثقة وتمتمت بغنج : صباح الخير
إياد بابتسامه شاحبة : هلا شجون .. خير فيه شي
شجون وهي تتظاهر بالحزن : ايه فيه ..!! ما ينفع أقولك هنا .. اقدر اكلمك في مكتبك
إياد وهو ينظر لساعته وتمتم بثقة : باقي على المحاضرة نص ساعه بس .. أجليها لبعد المحاضرة أفضل
شجون قاطعته بجدية : بس الموضوع مستعجل .. حياه أو موت
بعد إصرار كبير من قبل شجون .. طلب منها إياد أن ترافقه إلى مكتبه ..
/::\
.. ركنت سيارتها جانبا ثم ترجلت منها بكبرياء .. كانت الثقة تشع من ملامح وجهها .. وضعت السماعات التي اعتادت ان ترتديها ووضعت موسيقى هادئة حتى تسترخي لحين موعد محاضرة إياد .. إياد الذي أشغل تفكيرها بسبب غموضه الدائم .. قررت الاسترخاء قليلا وبعدها تفكر بأهم الإهانات التي تتوقعها أن تصدر من قبل إياد ..
/::\
وضع حقيبته على الطاولة .. ثم طلب من شجون الجلوس لـ تقول ما عندها
كان الباب مفتوحا .. فتوجهت شجون نحوه وأغلقت الباب وكل أنظارها مركزة عليه
توتر إياد من تصرفها ولكن حاول أن يخفي ذلك قدر المستطاع فتمتم بغضب : لهالدرجة موضوعك سري
شجون تابعت حديثها ونوع من النعومة تصدر منها : ايه سري للغااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااايه ههههههههه
إياد بغضب : شجون إيش هـ الحركات ..!! وبعدين لا ضحكتي وطي صوتك لو سمحتي .!!
شجون وهي تقترب منه أكثر وتمتمت بخبث : المفروض أنا أتوتر مو أنت ..!!
إياد بجدية : ومن قالك إني متوتر ..!!
شجون وهي تمسح على خده بحب وتهمس في أذنه : حبيبي ترى كلكم مارين علي .. وفاهمه عليكم عدل
/::\
كانت مستمتعة بسماع الموسيقى .. وهي تتأمل الجامعة بعمق .. ظلت تمشي في ممراتها وهي تحاول أن تسترق نظرة من هنا وهناك .. ولكن فجأة توقفت .. ذهلت مما رأت .. وكأن شيء وقع على رأسها وجعلها عاجزة عن الحراك
تمتمت بذهول .. هل يعقل أن يكون هذا إياد..أمعنت النظر جيدا حتى تأكدت من شكوكها
شجون أصبحت قريبة من إياد .. وبعد أن حاول أن يبعدها تمتمت شجون بجدية : هي انت خليك عاقل ..!! أي حركة راح ألم كل اللي فالجامعة عليك .. وبعدها راح تدخل للتحقيقات مالها اول من تالي .. وفي النهاية تنطرد من الجامعة فأعقل وخلني على راحتي .. وابيك تعرف شيء واحد ما فيه أحد رفضني وجلس على كرسيه ..
/::\
تملكت جود رغبة جامحه في الصراخ .. شعرت بشيء غريب لم تفهم معناه .. كل ما أرادته هو إبعاد شجون عن أياد
فتحت الباب بطريقة غريبة ثم تمتمت بغضب والقهر يكاد يخرج من عينيها : ما شاء الله .. وش اللي جالس يصير هنا
شجون غضبت من دخول جود المفاجئ .. ولكن إياد كان أسعد .. فجرأت شجون أذهلته .. ولم يتصورها ابدا هكذا
شجون بغضب : هي أنتي من سمح لك تدخلين هنيه ..!!
جود رمقت شجون بنظرة أستحقار ثم وجهة أنظارها إلى إياد وتمتمت باستهزاء : هههههههههههه هذي أخلاقك يا دكتور القيم والأخلاق .. منفرد مع وحده مثل هذي ولحالكم ..!! يا حسافه بس ..!!
إياد ذهل مما قالته جود فقاطعها سريعا : جود ترى أنتي فاهمه الموضوع غلط ؟!!
شجون تقاطعه بجدية : حبيبي ما عليك منها ! من هذي عشان تبرر لها تصرفاتك . نحن واعيين على اللي جالس يصير
جود وعيناها تتسع أكثر تمتمت وهي مصدومة : حبيبي .......!!
شجون وهي تقترب منها تمتمت بثقة : إيه انا حبيبته وقولي أنك مقهورة ليش أنه عينك عليه
إياد بغضب : شجون طلعي برع .. ولي تصرف ثاني معاك فاهمه ..!!
جود : لا خليكم هنا .. أنا أللي طالعه ...
إياد قاطعها سريعا : جود خليني أفهمك
جود لم تبالي بما تفوه به وضلت تمشي بشموخ ..
/::\
/::\

المملكة العربية السعــــــــودية

::
//
\\
استيقظت على صوت العصافير .. كان جسدها يؤلمها .. تعجبت من نفسها لماذا نامت على الأرضية وليس على سريرها .. جمعت شعرها المتناثر ثم عقدته بيديها وتوجهت نحو دورة المياه لتغسل وجهها المثقل بـ الهموم .. نظرت للمرآه وذهلت مما تراه .. علمت أنها ظلت تبكي طوال الليل .. ظلت تمسح على الأنتفاخات التي حدثت تحت عينيها لتخفيفها ولكن دون جدوى .. وجهت انظارها نحو الساعة .. ثم شهقت شهقة فالوقت أصبح متأخرا .. وكلها لحظات صغيره حتى سمعت مزمار السيارة يعلو وهذا ما وترها أكثر .. فتوجهت نحو دولابها وأخرجت أول بدله رأتها أمامها
سويرة بتوتر : يا ربي بلاها هذي .. معقولة نايمه ..!! مو على أساس ما تباني أحرمها من الجامعه .. الظاهر حطت عقلها في راسها .. وراح تترك الجامعه لحالها .
نجود وهي ترتدي غطاء شعرها وتجمع كتبها المتناثرة بسرعة : يا ربي .. أخاف السيارة تروح عني
سويرة قررت الدخول لغرفة نجود لتعرف ما يحدث : نجود أيش فيك
نجود والدموع بدأت تغرغر في عينيها : يمها ليش ما صحيتيني
سويرة بخوف : نجود بلاها عيونك كذا
نجود بتوتر : عيوني ..!!! لا أكيد هذا من كثر النوم لا تشغلي بالك
سويرة تقاطعها بجدية : بس أنا أول مره أشوف حالتهم كذا
نجود وهي تحاول أن تتجاهل تساؤلات والدتها تمتمت بجدية : يمه أنا لازم أروح .. تأخرت كثير .. عن إذنك
سويرة والشك بدا يساورها : تصرفات هـ البنت صايره غريبة هالكم يوم .. ولازم أعرف إيش فيها ..!!
بدات تمشي بخطوات متسارعة حتى تلحق بالسيارة التي تقلها .. وبمجرد أن فتحت الباب وجدتها قد غادرت
نزلت الدموع من عينيها وتمتمت بحزن : يا الله ..!! كيف راح أروح الجامعه الحين .. المحاضرات مهمه والأمتحانات ع الأبواب .. اوووووووووووووف ليش أنا حظي طايح كذا ..!!
/::\
/::\
كان يشعر بالضيق منذ ليلة البارحة .. أصرت عليه والدته أن يتناول فطورة ولكنه رفض واصر على رأيه .. ثم طلب من ميس أن تلحق به فور إنتهائها .. فتح باب سيارته ووجه أنظارة إلى منزل نجود .. وأندهش مما يراه .. كانت خافضة رأسها .. وبعض خصلات شعرها الأشقر تناثرت على وجهها لأنها سرحته بشكل سريع .. توجه نحوها لا إراديا
شعرت نجود بأن هناك شخص يقترب منها .. رائحته مميزه بالنسبة لها .. رائحة تسري مع كل نفس تستنشقه
قاطع بنيات أفكارها بحب : نجود خير فيه شيء ..
تجمد جسدها .. لم تقوى على الحراك .. قرب رائد منها يجعلها ضعيفة .. مشاعر كثيره اجتاحتها .. ولكنها قررت أن تتجاهلها وتتجاهل رائد أيضا .. وتوجهت نحو الداخل
رائد لم يسمح لها ان تتجاهله هذه المرة وشدها من يدها وتمتم بغضب : نجود ممكن أفهم ليش تعامليني كذا
نجود هناك رعشة غريبة سرت بجسدها .. رائد ممسك بيديها .. تناست بأنه غاضب .. فقربه منها يجعلها سعيدة
رائد بحنية : نجود أنا أسف .. بس تصرفاتك صايرة غريبة ..!! طول الوقت حزينه .. إيش فيك
نجود وهي تسحب يدها بهدوء .. أمتلكت بعض الجرأة وتمتمت وهي تشعر بأن الألم يكاد يخنقها : رائد لو سمحت سندس راح تصير زوجتك .. وما ودي تشوفك واقف معاي ..!! أخاف تفهم غلط
رائد تمتم لا شعوريا : نجود أنا ولا أحد يهمني كثرك .. أنتي وبس .!! وودي أشوفك دايم مرتاحه
شعرت بالسعادة .. فكلام رائد جعلها تشعر بالأرتياح قليلا فتمتمت وهي لا تزال خافضة راسها : وليش مهتم فيني
رائد بابتسامه : طيب أرفعي راسك وراح أجاوبك
نجود رفضت طلبه .. فلو رفعت رأسها سيكتشف كل الحزن الذي نحت على وجهها وتمتمت بجدية : ما يهمني أعرف
رائد : هههه نجود إيش فيك .. وش فيك عصبتي فجأة ..!!
نجود لم تعيره أي أهتمام .. وعادت إلى المنزل ..
رائد وهو يضغط على يديه بقوة تمتم بغضب : آوووووووووف منك يا نجود وش له تعذبيني كذا ..!
/::\
/::\
خرجت ميس واستغربت من وجود رائد أمام منزل نجود وتمتمت بسخرية : رائد شكلك غلطان .. بيت سندس وراك
استفاق رائد من سباته .. لم يدرك حتى الأن ما السبب الذي جعله يتوجه نحود نجود لا شعوريا .. شعر بشعور غريب .. حمد الله كثيرا بأن أحدا لم ينتبه .. وتوجه سريعا نحو سيارته ..
ميس : رائد إيش فيك ..!!
رائد : لا بس ...........
ميس : رائد إيش فيك .. ترى جد خوفتني
رائد : ميس .. انا انا حبــــيــ ...............!!
ميس قاطعته بخوف : حبيت إيش ..!! ليش كلامك صاير بالألغاز
رائد وهو يحبس غصة بصدرة تمتم بألم : هاه .. ولا شي .. خلينا نروح
/::\
/::\
استيقظ مصعب متأخرا .,. فهو كعادته شاب مدلل ودائما يتأخر على محاضراته .. وهذا ما يجعل خالد يغضب
خالد : وبعدين يا مصعب وبعدين
مصعب : وليه ..!!! يا الله بصباح خير .. يا أخي انته شايفني بمنامك
أم خالد : مصعب وطي صوتك ..!! هذا أخوك الكبير
مصعب : يمه ترى رجيتوا راسي .. بأخوك الكبير .. ترى أنا صار عمري 21 يعني مو صغير
خالد : والدليل سهر بالليل والصبح ما فيه جامعة
مصعب : خالد محاضراتي تبدا عشرة .. ليش حار نفسك كذا
خالد : بس الكلام اللي وصلني مخالف تماما من اللي جالس تقوله
مصعب وهو يضع يدية على خصره تمتم بكبرياء : وش اللي سمعته أتحفنا
خالد : جاني أتصال من كليتك .. ويقول غيابك كثر .. وبكذا راح يضطر يطردك
مصعب بضحكة سخرية : ههههههههه خله يطردني .. انا مفكر أسافر لبنان واكمل دراستي هناك
خالد : ما شاء الله .. أنته خليك فالح هنا .. وبعدها فكر بلبنان وغيرها
مصعب : طيب يا خالد .. هدي نفسك .. تيكت إيزي .. تشاااو يا حلو
خالد بنفاذ صبر : وبعدين مع ولدك يا يمه .. تصرفاته صارت تتعبني
ام خالد بحنية : ما عليه يا خالد .. أنته أخوه الكبير.. باكر الدنيا تعلمه ويكبر .. روح شغلك وتتسهل

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات