رواية احلامي المزعجة -12
نظر الية معتز و عيناه مشتعلة من الغضب و التحدي : سنرى
جلس الى كرسي مكتبه : لما اتيت اصلا ؟
__ جئت اطمئن على ممتلكاتي ، لا تخف سأنصرف
ضحك هازئا : اخف منك ،لا بالطبع فلتاتي كما تشاء ولكن لا اريد رؤية وجهك الجميل في مكتبي ، تفضل فانا لدي ما يشغلني
نظر الية بغرور وثقة : سيصبح مكتبي في القريب العاجل
نظرا الى بعضهما في تحدي وغرور لينصرف الاخر في تعال كالطاووس
هتف يوسف بكره واضح : اصبح كريه ، ليلتفت الي اخاه : ما الذي حدث ليتغير هكذا ؟
رد ياسين بضيق واضح : لا اعلم فلا تسالني
__ من الواضح انك لست بمزاج لتستمع الي ما حدث ، حسنا سأذهب الى مكتبي
لم يرد على اخاه ليردد الا خر : ياسين ، انت تسمعني
زفر بضيق : اذهب يوسف ،أتريد الاذن كالصغار
ابتسم بهدوء : هل انت غاضب مني لشيء محدد فعلته ؟
__ يوسف انا ضايق من الاصل ،فلا تزيد من ضيقتي
__ حسنا سأذهب انا ،سلام
اشار اليه بيده وهو يشعر بالضيق والخنقة لرؤية هذا المعتز نظر حوله ليتأمل مكتبه قليلا فهو مكتب والده مؤسس الشركة
لم يريد ان يغير به شيء حتى يظل يشعر بوجود والده بجانبه دائما
ردد بهدوء :رحمة الله عليك يا ابي
سقط نظرة على ملف للأوراق موضوع على الاريكة ، استعجب من مكان تواجده هكذا
قام من مكانه لينظر ما هذا الملف ، انحنى ليلتقطه ليتغلغل عبيرها في انفه ، سحب الهواء المحمل بعطرها ببطيء وستنشقه باستمتاع ، مد يده ليلمس مكان ما كانت نائمة وزفر بهدوء ليتمدد على الاريكة
حدث نفسه :هكذا تعذب نفسك ياسين ، أفعلا انا كما يقول لي ابي ، اتخلى عن احلامي بسهوله ، ولكني لا استطيع ان ادمر اخي واحلامه ، افق يا رجل ان اخاك غير مهتم من الاساس ، نعم ان مظهره غير مهتم ولكن من الممكن انه يخفي مشاعره ، هل تتكلم عن يوسف انه لم يخفي مشاعره يوما ان وجهه ككتاب مفتوح للناس ، سأتكلم معه لأعرف اذا كان مهتم بها ام لا
نظر الملف القابع بين يديه ، ليعتدل في جلسته وينظر بداخله ، انه ملف العقد التي كانت تمضيه منه
من الواضح انها نسيته ، قفزت له فكرة ليراها مرة اخرى ، هو متأكد انها غاضبه من صراخه عليها امام يوسف ومعتز
و لكنه لم يحتمل مصافحتها لمعتز ، زفر بضيق ليقل لنفسه لابد من ان تتحكم في نفسك اكثر من ذلك
دخلت الى مكتبها وجلست وهي تشعر بالضيق
__ ما بكى اليوم نور ، لم ارك بهذا الشكل طوال الاسبوع الفائت
__ لا شيء ولكنى متعبة قليلا
__ السيد عبد العزيز سال عليك اكثر من مرة
عند ذكر السيد عبد العزيز تذكرت ملف العقد ، لابد من انها نسته في مكتبه ، بوزت بغضب ماذا ستفعل الان
لا تريد ان تصعد الى هناك ، فاقت على صوت سناء
__اين ذهبتي ؟
__ الى لا مكان، انا هنا نظرت اليها بدهشة : ماذا تفعلين ؟
سناء وهى تلم احتياجاتها بسرعة : انا مغادرة
نظرت نور الى ساعتها : ولكنها الواحدة و النصف
__ نعم انا اخذت اذن من السيد عبد العزيز فلابد ان اذهب الى مدرسة الاولاد اليوم فكالعادة ابني الاصغر محمود يفتعل المشاكل ويورط بها اخوته
ضحكت نور من شكوى سناء : ربنا يهديه لكى
__ ما اجمل ضحكتك
التفتا الاثنان الى الصوت لتجده واقف بجسده يسد مدخل المكتب ويردف :سمعت انكى متعبة ،فجئت اطمئن عليك
نظرت اليه بغضب لتلتفت الي سناء التي ابتسمت في وجهها وعيناها تقول : الم اقل لكي؟
تقدم بهدوء و مشيته تدل على ثقته بنفسه : كيف حالك استاذه سناء ؟
ردت بسخرية :بخير الحمد لله يا باش مهندس، كيف حالك انت ؟
جلس بهدوء على الكرسي المقابل لمكتب نور : انا بخير ، التفت الي نور وقال برقة مفتعلة : الف سلامة عليك نور
ردت بغضب والشرار يتطاير من عينيها : الاستاذة نور من فضلك
ابتسم ابتسامة جميلة : الف سلامة عليك يا استاذة نور
كحت سناء لتقول : حسنا سأذهب انا نور ، اراكي غدا
نظرت اليها نور : بإذن الله
غادرت سناء المكتب
التفتت الى الكائن القابع امامها وقالت بضيق ونفاذ صبر : أي خدمة يا باش مهندس
ابتسم ليقول بثقة : طارق ، ناديني طارق فانا لا احب الرسميات
ردت بحدة و صوت عال : انا احبها ،ومن فضلك لا تتعدى القواعد العامة في التعامل معي
رد بهدوء استفزها : ما هي القواعد العامة للتعامل معك ، انا لا اتذكر اني درستها في كلية الهندسة
تجاهلت ظرفه ومزحته الثقيلة على قلبها : من فضلك ، اذا كنت لا تريد امر يخص العمل فانصرف
فانا مشغولة بعملي ، شرفت مكتبي يا باش مهندس
تفاجأت بصوته الرخيم : ماذا تفعل هنا طارق ؟
نظرت الية لترى الغضب واضح بنظراته ولكنها غير موجه لها بل موجه للشخص الاخر الذى قام منتفضا
وتلعثم ليقول : كنت سأنصرف حالا ، فقد جئت اطمئن على الانسة
هزت راسها في استياء منه وهو يقل : سرني التكلم معك يا استاذة نور ، شد على جملته الرسمية
ليردف باحترام جم : بعد اذنك
زفرت بضيق لانصرافه ، لتتجاهل وجود ياسين و وقوفه على باب مكتبها ومدت يدها الى ملف اخر مزدحم بالاوراق
تشغل عينيها به بعيدا عنه فهي لا تريد ان تراه ، غاضبة منه ومن اسلوبه المتذبذب في التعامل معها
نظر اليها في هدوء وهو مبتسم اعجابا بها فهو سمع حوارها مع طارق ، اعجبه قوة شخصيتها و ردها القوي على طارق مما جعله يلتزم حدوده معها ، تذكر اول مقابلة له معها و وقفها بوجه في قوة تخالف طبيعتها الرقيقة
كاد ان ينفجر ضحكا عندما امسكت الملف لتتشاغل عن وجوده امامها ، تأكد من غضبها ولكن عندما بدأت قراتها للملف كان ستنفلت الضحكة من بين شفتيه ، فالملف مقلوب وهى تمثل دور المشغولة جيدا ، سيفقد عقله منها اذا ظل واقفا هكذا
تقدم الى الداخل في هدوء تنحنح : يا استاذة ، هل تعلمت ان تقرأ بالمقلوب
قال جملته الاخيرة وهو يعدل من وضع الملف الذى بين يديها ، ليردف بضحكة حقيقية : اذن انت فريدة من نوعك
واضافة جيدة لشركتنا
ارتبكت من الموقف السخيف الموضوعة به عند اكتشفاها لان الملف مقلوب فعلا ، و مما ازاد ارتباكها ومضايقتها اكتشافه للأمر، كادت ان تضحك على مزحته واطراءه لها وخصوصا ان ضحكته مست قلبها وذكرتها بوجوده في منزلها سيطرت على نفسها لتنظر اليه بغضب و قالت بمهنية : أي خدمة يا سيادة المدير
ابتسم وابتلع الجفاف في لهجتها : انت غاضبة
رفعت عينيها لتنظر اليه فتجد نظرته الدافئة تشملها بذلت مجهودا اضافيا لتسيطر اكثر على قلبها
و رددت : أي خدمة يا سيادة المدير
تنهد بضيق لمعاملتها له : نعم يا استاذة ، وضع الملف الذي بيده على المكتب امامها : نسيت اوراقك
انتبهي في المرات القادمة
نظرت اليه بغضب لتقول : هل تلمح انى مهملة
__ لا طبعا ، بل انصحك نصيحة صغيرة ليردف باستفزاز : بما اننا اصدقاء ، اليس كذلك
قالها بشقاوة جعلتها تشعر بانه طفل ذا عشر سنوات من العمر
ردت بتأنيب : اعتقد اننا في الشركة يا سيادة المدير وانا مجرد موظفة هنا
عيناها لمعت بالتحدي وهى تذكره بكلامه ليبتسم بهدوء : نعم واشار الى الملف المقلوب : لكنك موظفة فريدة من نوعك
انفلتت منه ضحكة غصبا عنه فلم يكن يريدها ان تفهم انه يسخر منها
احمر وجهها من الغضب وضحكته زادتها غضبا لتقول بحدة : اشكرك على الملف ، أي خدمة اخرى
انحنى ليقرب وجهه منها: نعم
نظرت اليه لتجد وجهه قريب جدا منها ، مما جعلها ترتد الى الوراء
اكمل بصوت خافت : لا تغضبي نور ، ستفهمين في يوم من الايام بالتأكيد
اعتدل ليخرج من المكتب ليجد السيد عبد العزيز في وجهه ونظرات التعجب والدهشة تملئ وجهه
__ ماذا تفعل هنا ياسين ؟
وجود السيد عبد العزيز اربكه بالفعل واشعره بانه طفل ممسوك بجرم اقترفه
اردف السيد عبد العزيز بهدوء : من الجيد انك اتيت ، فكنت سأذهب اليك ، تعال معي الى مكتبي
هز ياسين راسه موافقا ليسال السيد عبد العزيز : نور ،اين العقود ؟
رفعتها :انها هنا
__ حسنا اعطيها للسكرتيرة الخاصة بي
__ حاضر سيدي
غادر المكتب بهدوء ليتبعه ياسين وهو يعلم جيدا لابد ان السيد عبد العزيز شعر بشيء فلهجته لا تحمل الود الدائم له
دلفا الي مكتب السيد عبد العزيز
ليسال الاخير بتأنيب : ماذا كنت تفعل ياسين ؟
رد بهدوء : كنت اتى بالعقود التي وقعتها
نظر له متفحصا : ما عمل عبير اذن لتأتى انت بالعقود
اردف بلوم : ياسين انا رايتك منذ دخولك الى المكتب فقد كنت بالغرفة المقابلة لغرفة نور ، تعاملك معها غريب
ام انك اصبحت الان كطارق تحوم حول الفتيات الجميلات
رد بسرعة : لا طبعا استأدى ، انت تعرفني جيدا ، لم اتعامل هكذا طوال عمري
__ ولأنى اعرفك جيدا ، اسالك ياسين ، هذه الفتاه تعاملك عجيب معها منذ البداية ، فعندما اجرت المقابلة حاولت التخلص منها ، ثم عندما علمت انها توظفت هنا كدت ان تأمرني ان افصلها من الشركة ، والان كل دقيقتين في مكتبها
ماذا يحدث بحق الله اجبني
ابتلع ريقة بصعوبة فهجوم السيد عبد العزيز اربكه : هل ستصدقني ؟
جلس امامه : ياسين انت مثل ولدي بالضبط ، رايتك تكبر امام عيناي ، فانا كنت صديق لوالدك وانا من الاوائل المؤسسين للشركة ، كنت دائما مبهورا بك ، اتمنى ان يكون ولدى مثلك عاقل متزن ذكى ويعتمد عليك ، وعندما عملت بالشركة اثبت حسن ظني بك و حسن ظن اباك ايضا لدرجة انه اسند لك جزء كبير من مهامه، فلقد تفوقت سريعا وقفزت بالشركة
من نجاح الى اخر ، وعندما توليت الادارة استمرت الشركة من نجاح الى نجاح
ملخص ما اريد قوله ، انا دائما اثق بك واكيد اصدقك ، انا لا أحاكمك بني ، انا اريد معرفة التغيير الذى طرا عليك
ساد الصمت بينهما للحظات نظر اليه السيد عبد العزيز له فيهما ليردف : حسنا ياسين ، لا تخبرني
ولكن ، خذ حذرك انك بالشركة ولا تنسى انها موظفة هنا وانت المدير
نظر اليه بدهشه فكلامه معناه انه يعرف بمكنونات صدره
ابتسم السيد عبد العزيز في وجهه وقال مديرا لدفة الحوار : سمعت ان معتز جاء اليوم هنا
انقلب وجهه لذكر هذا الشخص ليزفر بضيق: نعم
__ هل قال لك شيء جديد
__ لا نفس الكلام ، فلا يوجد لديه جديد ، فهو يعلم الموقف القانوني لوضعه ، هو يأتي ليضايقني لا اكثر
__ لا تحزن يا بني سيكل في يوم و يكف عن المجيئ
__ لا اعتقد ، انه يحفر من ورائنا ، حتى يتمكن من الايقاع بي بأي شكل ممكن ويستولى على الادارة ، فلا تنسي انه لديه الكثير من الاسهم
__ ان اوراقك كلها سليمة ياسين فلا تخف
__ انا لست خائف ، انا لا اريد ان تأتيني الضربة من الخلف ، فأريد ان اكون مستعد لكل الاحتمالات
قام من مكانه لينصرف : اعذرني استاذي فاني شغلتك معي
ربت على كتفه بهدوء ومحبة ابوية : لا تقل هذا ، انا في خدمتك دائما بني
__ سأنصرف
اوصله الي الباب ليشد على يده : لا تنسى ما قلته لك
هز راسه متفهما وانصرف بهدوء
***********************************************
دخل الى مكتبه ليجده جالس في استقبال السيدة عبير ، هتف بسعادة واضحة
__ اهلا عمر ، كيف حالك اليوم ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك انت ؟
__ الحمد لله ، هل انتظرت طويلا
__ لا شربت فنجان من القهوة فقط ، اقدم لك الاستاذ محمد محامى زميل لي يهتم بالشئون القانونية لشركتي
المهندس ياسين مدير الشركة هنا
تبادلا كلمات التحية المهذبة فيما بينهما ليقول ياسين : تفضلا الى مكتبي
التفت الى عبير : ابلغي يوسف ان يآتي الي
__ حاضر سيدي
دخلوا ثلاثتهم الي المكتب ليجلس الى مكتبه ويجلسا الاثنان امامه تحدثا قليلا عن العمل
اطرق يوسف الباب بهدوء: هل طلبتني
__ نعم ، تعال
تهلل وجه يوسف بالفرح : اهلا ، كيف حالك يا باش مهندس عمر ؟
قام له عمر واقفا يصافحه ويرد عليه : انا بخير الحمد لله ، كيف حالك انت الاخر
تبادلا التحية وتعرف يوسف على الاستاذ محمد ليقول ياسين لهما
__ حسنا اترك يوسف والاستاذ محمد يتفقا على الشكل القانوني الذى سنتعامل به ،وتعال اكلمك انا عن المناقصة والى اين توقفت وما المواصفات المطلوبة
بعد مرور ساعة
كان واقف يودع عمر بابتسامة : من الواضح اننا سنتعامل بعد الان كثيرا
رد عمر بابتسامة : ان شاء الله
محمد : سرني التعرف عليك والعمل معك ،يوسف
__ بل انا من زدت شرف للتعامل معك ، انت خبرة لا يستهان بها
ضحك محمد ليصافح يوسف عمر : الن تطمئن على نور ، فهي متعبة من الصباح
عقد عمر حاجبية وقال بلهفة و خوف : ما بها ؟
__ انها منذ الصباح متعبة ، وعند الظهر اصابتها اغماءه ، الا تعرف انها متعبة
__ كان واضح عليها من الصباح ، ولكن تصل الى اغماء ، هل تدلني على مكتبها
__ بالطبع ، تفضل
التفت الى محمد : محمد انصرف انت ، سأطمئن على نور ثم انصرف
__ ما بها ؟
__ ان يوسف يقل انها متعبة
__ حسنا ، سأنصرف انا وسأطمئن عليها لاحقا ، سلام
كاد ان يقتل يوسف لإبلاغه لعمر عن خبر مرضها ، فهي لا تريده يعلم حتى لا يلومها ، ولكنه سعيد لان عمر سيهتم بها
فلن يقلق بعد الان ، وعند سماعه لمحمد يقول انه سيطمئن عليها لاحقا ، عمل عقله سريعا
من هذا ، وما مدى قربه منها ، وكيف سيطمئن عليها ؟ هل يرتبط بها بأي شكل سواء رسمي او غير رسمي ؟
من الممكن انه متقدم اليها فهو من سن عمر تقريبا او اصغر قليلا ؟ ولكن اكيد كان يوسف سيعلم بالأمر
تنهد داخليا من اين ساجدها من يوسف ، ام طارق ، ام محمد ، وما خفي كان اعظم
قرر انه سيكلم يوسف اليوم ، واذا تأكد مما راه من عدم اهتمام اخيه بها سيتقدم لها رسميا
فتح عينيه من الصدمة لما توصل له ، فلم تخطر فكرة الزواج نهائيا على عقله قبل الان
حدث نفسه ما المشكلة ؟ سأفرح امي ،وافرح انا ايضا بحبيبتي ابتسم عندما تذكرها
لينتبه الى عبير تهزه بلطف : سيدي ، ما بك ؟لما انت واقف هكذا ؟
__ ها ، لا شيء
دخل بسرعة خجل من نفسة ، وهو يفكر اذا استمر وضعه هكذا سيجن قريبا
طرق الباب بهدوء: استاذة نور ، كيف حالك الان ، معي لك مفاجأة
رفعت نظرها من الاوراق : اهلا يوسف ، بخير الحمد لله
دخل عمر وراءه لتهتف : عمر
قامت لتسلم على اخاها ليسلم عليها بحنان فائق : ما بك نور ؟ يوسف يقول انكي أصبيتي بالإغماء
نظرت الي يوسف متوعده لتقول بهدوء : لا شيء ، مجرد تعب بسيط لا تشغل بالك
__ نور لما انت عنيدة هكذا ، طبعا تعرضت للإغماء لأنك لم تتناولين فطورك في الصباح واشك انكى تناولت الطعام الي الان
__ عمر من فضلك اخفض صوتك قليلا ، نحن لسنا في المنزل ، وانا بخير الان
تنحنح يوسف من الارباك فلم يكن يعلم ان عمر سيؤنبها هكذا : حسنا سأترككما
قالت بنبرة خاصة : شكرا لك يوسف
ابتسم ليقول مغيظا لها : لا شكر على واجب
بعد انصراف يوسف
التفت اليها عمر : اجمعي احتياجاتك لتنصرفي معي
دهشت منه : ما هذا عمر ؟ انى في العمل ، ولا استطيع الانصراف الان
قال بعند : خذي اذن من ياسين
ابتسمت : عمر هذا هو ما جعلني لا اعمل معك ، لن اخذ اذن وسأنصرف في موعدي
زمجر بها : انت عنيدة جدا ، انصرفي معي الان ، حتى استطيع ايصالك الى المنزل ، فانا مشغول الى المساء
__سأتصرف عمر ، اذهب الي عملك حتى لا تتأخر
جز على اسنانه من عندها وقال بضيق : حسنا ، لا تنسي اليوم سنذهب لشراء الشبكة
ضحكت بهدوء : لن انسى اخي ،لا تقلق
قام لينصرف : عمر ،ارجوك لا تغضب مني
__ انا لست غاضبا نور ، انا قلق عليك
__ لا تقلق
__ حسنا سأذهب ، تغدي جيدا ، ولا تنتظريني الى ان اتى ، اوعديني
__ اوعدك
__ سلام
******************
عند انصرافه من الشركة لمحها جالسة بمكتبها
طرق الباب بهدوء : ما هذا نور ،الا زلتي هنا ، لما لم تنصرفي الى الان ؟ ان الساعة تجاوزت الخامسة
وقفت بهدوء : سأخلص هذا العقد سيدي وانصرف
__ لا بنيتي ، العقد ينتظر الى الغد ، اما انت لا تجلسي هنا بعد مواعيد العمل ، مفهوم
هيا لتنصرفي معي
__ حاضر سيدي
لملمت اشيائها لتأخذ حقيبتها وتنصرف بجانب السيد عبد العزيز
__ انظري كيف الشركة فارغة الا من عدد محدود من الموظفين ومعظمهم من الرجال ، لا تتأخري الى الان ثانية بنيتي
ارجعت طرف قصتها خلف اذنها وقالت بتوتر : حاضر سيدي
__ اتمنى ان لا اكون ضايقتك بكلامي ولكنك مثل بناتي وانا خائف عليك
سيطرت على الغصة التي اجتاحت حلقها ، فان فراق اباها اثر على حياتها جدا ، اشتاقت اليه جدا وجملة السيد عبد العزيز اثرت على مشاعرها
__ لا سيدي لم اتضايق ، ويسرني انك تعتبرني مثل بناتك
انفتح باب المصعد لتخرج من مقر الشركة وتودع السيد عبد العزيز لينصرف هو
كان في الدور الاسفل في الشركة ليراها واقفه من المؤكد انها تنتظر تاكسي
خرج وراءها : نور ، نور
التفتت اليه : ماذا تريد يوسف ؟
ضحك : انت غاضبة من اجل انى ابلغت عمر عن تعبك
__ نعم ، ان عمر يخاف على جدا ، وسيؤنبني لمدة ايام على هذه الحادثة
__ اسف ، لم اقصد ،ماذا تفعلين ؟
__ انتظر تاكسي ليوصلني الي البيت
__ للأسف لدي بعض الاعمال لابد من انجازها ، والا كنت اوصلتك
ردت سريعا : لا لم اقصد هذا ، سأستقل تاكسي
__ نور ، انا مثل عمر وليس بيننا هذه الاشياء
__ حسنا اذهب حتى تنجز اعمالك
__ نعم ، اراك غدا
انصرف مسرعا وهو يبتسم بخبث فلم يشئ بإعلامها انه واقفه في الاتجاه الخاطئ ولن يمر عليها تاكسي من هنا فلابد من ان تتمشي قليلا لأول الشارع حتى ينفذ ما براسه
الفصل السادس عشر
أنطلق الى اخاه في جراج الشركة فلقد شاهده متجه الى الجراج منذ قليل
شاهده يتحرك بالسيارة ،نادى بصوت عالي وهو يركض: ياسين، ياسين
اوقف السيارة لينزل منها وعلامات الخوف على وجهه : ماذا حدث ؟
__ لم يحدث شيء، اريد ان اطلب منك شيئا
نظر اليه مستفهما ، ليردف الاخير: من فضلك ان نور متعبة
وتنتظر تاكسي بالخارج ، هل تسمح بتوصيلها ،من اجلي
عم الوجوم على وجهه ، وبهت من الصدمة فها هو اخاه يطالبه بما لا يحتمله
رد ببرود اتقنه : لما لا توصلها انت؟
ابتسم يوسف داخليا فأخاه تعمد البرود ، برغم انه يقصد استفزازه ليرد بابتسامته المعهودة: للأسف ، لدي بعض الامور التي يجب ان انهيها ، والا لقمت بتوصيلها بالطبع
لمح الان الغضب يلمع في عينان ياسين ليردف بسرعة
__ ها ياسين ،أستوصلها انت ،ام ماذا ؟
ابتلع ريقة بصعوبة ليقل بجفاف : حسنا ، سأوصلها
لا يعلم لما حشر نفسه في هذا الجحيم ، يقوم بتوصيلها من اجل اخية ، تجلس بجانبه ولا يستطيع التصرف معها بحريته
فهي من اجل اخيه ، ستصبح ملكا لأخية
شعر بالصداع يزداد ليقسم عقلة الى نصفين من الالم
خرج بالسيارة بهدوء من الجراج ، ليراها واقفة امام مدخل الشركة ، عند النظر اليها ،شعر بانها تحاصره من جميع الجهات ، تنفس بعمق حتى يتخلص من هذا الحصار الذي يتحول الى احتلال في غضون ثواني
وقف باليه ، وفتح باب السيارة من الداخل ليقول بهدوء : اركبي
واقفة تنتظر أيا من سيارات الاجرة لتاتي وهى تشعر بتعب شديد فهي لم تؤكل أي شيء من الصباح ، فكرت انها من الممكن ان تكون واقفة في الاتجاه الخاطئ
لكنها لا تستطيع المشي ، فاذا تحركت ولو قليلا ستتعرض الى الاغماء ثانية ، لا مت نفسها على رفض عرض عمر في انها تذهب معه ، ولامت نفسها ايضا على عدم تناولها الفطور
لتفاجئ به هو وسيارته المرسيدس امامها يقف بهدوء ويفتح باب السيارة ليقول لها تركب معه
اندهشت في بادئ الامر ، وانحنت لتساله : ماذا تريد؟
زفر بضيق : تفضلي لأوصلك
تعجب من سؤالها فالأكيد ان يوسف اقنعها بركوب معه بدلا منه لأنه مشغول
ردت باستغراب : لا شكرا ، سأستقل تاكسي
غضب ليجز على اسنانه : لما ، ان شاء الله
لا تأمنين على نفسك معي
ليردف بالجملة التي يختزنها في صدره ويقولها بغضب ومرارة : ما الفرق بيني وبين يوسف لتذهبي معه وانا لا
رفعت حاجبيها بدهشه وهزت راسها بعدم استيعاب :ماذا تقول؟
ترجل من السيارة بغضب : الم تكوني ستذهبين مع يوسف ليوصلك ، لماذا لا تركبين معي اذن ؟
آها نسيت انا ، انه مختلف عني فهو حبيب القلب
لم تستطع التماسك ولا السيطرة على مشاعرها
__ اخرس ، لم اركب مع يوسف ابدا ولا يوجد شيء بيني وبينه من الاساس ، ولن اسمح لك مرة اخرى بهذه المعاملة واذا كانت على الوظيفة ، فانا لا احتاجها ، سأقدم استقالتي
لأريحك مني نهائيا
الغضب الذي دب في اوصالها جعلها تمشى مسرعة وهى تدق الارض بأقدامها غضبا ،تتجمع الدموع بعينيها وتشعر باختناق روحها ، لم تتعرض لسوء الظن من قبل ابدا
ومنه هو بالخصوص كان سوء الظن ازهاق لروحها
ظنت انه مختلف عن الاخرين، ظنت انه يفهمها جيدا من نظراته التي تخترقها ،لا تعلم لما هي حزينة ولكنها تشعر انها مثقلة بالهموم
فغر فاه استيعابا ودهشه مما قالته فقد الجمه ردها وعندما فهم ما قالته كانت اختفت من امامه ، لا يعلم أيفرح من انها لا تحب اخيه ،ام يحزن على الموقف الذي ستتخذه منه بعد الان ،ليفاجئ بانها قالت انها ستستقيل اذن لا يوجد بعد الان الن يراها مرة اخرى ، رن السؤال في عقلة لينتفض من مكانه بسرعة ويركب سيارته وينطلق ورائها سيفهمها الان ما يحدث ،حتى لو ذهب الى منزلهم
*************************
عبر بخطواته باب شقته بحزن وهم يجتاح كيانه ، فالمنزل لا يطاق بعد رحيلها عنه ، والشقة تذكرة بجميع الاحداث التي مرت به وبها معا سواء كانت سعيدة او حزينة
عطرها لازال في الاجواء ، ينتظرها ان تأتي لتستقبله كعادتها ترتمي بأحضانه وتقبله على وجنتيه كما كانت تفعل دائما ، ولكن اين هي رحلت عنه لتجعله في شقاء دائم
زفر بضيق وهو يرمي بجسده وروحه المنهكة على الاريكة التي طالما ابتلعتهما معا ليزداد عطرها في الهواء كثير من الاصدقاء نصحوه بان يترك هذا المنزل حتى يستطيع النسيان ولكن هذا المنزل الذكري الوحيدة التي بقيت منها
شعر بعبيرها يزداد ليتخيلها بجانبه فاحتضنها ويغلق عينيه ويسقط نائما
***************************
لم يتعب في ان يلاحقها فعند اول الشارع وجدها واقفة ركن سيارته معترضا طريقها لينزل مسرعا ويقف امامها ويمسكها من كتفيها
__ نور ،من فضلك اسمعيني
فوجئت به يعترض طريقها بسيارته وينزل منها مهرولا اليها
لتسرع خطواتها لكنها لم تكن سريعة بما فيه الكفاية
ليسد بجسده الضخم بالنسبة اليها الطريق
ويخبرها بان تستمع اليه
نظرت اليه في حدة والغضب يقفز من عينيها
__ من فضلك ابتعد عني ، ولا تضع يدك على ثانية
انتفض من لهجتها ليتمتم : اسف لم اقصد ان امسكك هكذا
ولكن من فضلك اسمعيني
هتفت بحدة : ماذا تريد ؟
__ اريد الاعتذار عما قلته لكى ، فلم اقصد ما فهمتيه
__ لا بل قصدته وانا لست غبيه ، فكان معناه واضح
كوضوح الشمس
تنهد باضطراب : ممكن ان اطلب منكي شيئا
رفعت حاجبيا : لا ليس ممكنا ان تطلب مني أي شيء
نحن الان خارج العمل وليس بيننا أي علاقة لتطلب مني شيء
قال بتوتر: السنا اصدقاء؟
نظرات عيناها الغاضبة والحدة المرتسمة على وجهها
جعلته يزفر بضيق ويفرك يداه في بعضها
__ استحلفك بالله نور ، لا تغضبي ،واستمعي الي
لمح ان وجهها يلين ليكمل : هل من الممكن ان تأتي لنتكلم في أي مكان ،فلن ان استطيع ان اتكلم معكى هكذا والمارة يشاهدونا ،من فضلك
أي مكان نور تختاريه انت ، اريد ان اتكلم معك
__ حسنا ولكني لن اركب سيارتك
__ لماذا ؟
رفعت حاجبها الايمن بغضب وهي تجز على اسنانها لتنطق عينها بما قاله من قبل
ليقول مسرعا : حسنا استقلي سيارة اجرة وسأتبعكما انا
هزت راسها بنعم ، وهي لا تعلم لما وافقت على عرضه من الاساس ، حدثت نفسها شيء بصوته حسها على الموافقة
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك