رواية استيقظت من سباتي لاجلهم -6
أجابت بخوف :جدتي وماذا عن والدة عبدالرحمن وما قلته
قلت لها :لا عليك هذه الأمور لا احد يسأل عنها الخطوبة سوف تتم وهذا هو المهم هذه أمور جانية سوف تنسى ولايوجد من يتذكرها في معمعة الاستعدادت
أبلغي أمنة ووالدها سوف يعرف كيف يتصرف
عندها جاءني صوت رانية الذي ملئ بشجن الفرح وهو تقول : جدتي ماذا أقول
ولكي أمنع عنها وعن نفسي الحرج قلت لها :قولي مع السلامة وأن لم تقوليها سوف أغلق الهاتف
وبالفعل أغلقت الهاتف لأدع حفيدتي تعبر عن فرحتها بطريقتها الخاصة
اذا كنت أنا اشعر بمزيج عجيب غريب من المشاعر فكيف هي وهي صاحبة القلب الذي يتلهف لسماع خبر يريحه
اما أنا في كل مرة اشعر أن يقظتي أحدثت أثر في عائلتي اشعر بفرح ينعش روحي
التي شاخت
هل أخبركم سر اشعر وكأني عدت الى شبابي وأن هؤلاء الأحفاد هم أبنائي
بقدر هذه الفرح اشعر بغصة عندما أتذكر خلود تلك الزهرة الجميلة التي لم أتعرف عليها من الداخل مثلما تعرفت عليها من الخارج
خلود أيتها الغائبة الحاضرة بماذا كنت ِ تفكرين وكيف انحدرت الى تلك الهواية أين كان الجميع عنك
ياترى هل كنت أستطيع إنقاذها لو كنت الجدة التي عليها أنا
هل كنت سوف أرجعها الى جادة الصواب واحتوي تمردها
استغفرت ربي وتعوذت من الشيطان الذي أن يفسد عليه فرحتي
وقلت بصوت خرج من أعماق نفسي الفرحة الحزينة
قدر الله وما شاء فعل
الحمد لله
بعد يومين أنتشر خبر خطوبة رانية وبدأت الاستعدادات لهذا الحدث السعيد بالعائلة
وما أن وصل الخبر الى ساهرة حتى أتت عاتبة ولائمة
عاتبة علي لأني لم اخبرها ولائمة لسهيلة وسيف كيف وافقوا على هذا الكهل زوجا لأبنتهم
كانت تتكلم وأنا احرك سبحتي تارة مستغفرة وتارة حامدة لربي
هل تعتقدون ساهرة أربكها صمتي على العكس من ذلك
فتحت موال جديد أسمه زواج عبدالرحمن بالسر من إحدى النساء وذكرتها بالاسم
عندها تكلمت وقلت : ساهرة خافي الله في أبنتك هذه أمرأة الكل يعرف عنها أنها امرأة صالحة وعمرها كبير ولا حاجة لها بزوج في مثل هذا العمر
أجابت باندفاع : هي بعمر زوجته السابقة
أجبتها بتذمر واضح : ساهرة حياة عبدالرحمن وزوجته لا شأن لنا بها وحياته قبل أن يأخذ رانية لا شأن لنا بها عبدالرحمن إنسان خلوق وتدينه واضح جدا وبره بوالديه مضرب للأمثال
ثم قلت : اخبريني هل ماذكرت صحيح ام خطأ
أجابت بتلعثم :صحيح ولكنه كبير على رانية
أجبتها : عمره مناسب لرانية وسيف وسهيلة مقتنعين به والفتاة قبلت به
البقية عليهم أن يفرحوا لا أن يعترضوا لأن الاعتراض ليس من حقهم
تلميح واضح جدا ولكن ليس على ساهرة التي قلبت الموضوع رأس على عقب عندما قالت : يبدوا أن رانية على علاقة به رأيتها ذات يوم تترجل من سيارته
عندها قلت بصوت عالي : استغفر الله وأتوب أليه
وقلت بعدها : ساهرة أتقي الله لا ترميها بما ليس فيها سيف هو من طلب من عبدالرحمن إيصال رانية مع أبنته عندما تعطلت سيارة الخط الذي يقلهم
ولكي ابعد الشبه قلت :كنت حاضرة عندما اتصلت رانية تخبر والدها
أخرجتني ساهرة من هدوئي وقلت لها بحدة :ساهرة ألا تتمنين الخير لابنة حماك
أجابت بذعر : بالتأكيد أتمنى ولكن ...
قاطعتها قبل أن تكمل كلامها وقلت : انتهى الموضوع واستعدي مع هبة لحضور عقد قران رانية
قالت : بهذه السرعة
قلت لها : لايوجد ما يؤخرهم , ولكي أنهي الموضوع استأذنتها لكي أصلي وأتقرب الى خالقي بدل أن اجالس ساهرة التي لن تكف عن نميمتها
وهي بدورها استأذنت وانصرفت
أكملت صلاتي ونظرت الى الساعة ووجدتها تشير الى الرابعة عصرا هذا موعد خروج ندى من المدرسة
اتصلت بالبيت وجاءني صوت أبنتي مرحبا ومهنئا بخطوبة رانية وبعد تبادل الأحاديث طلبت منها أن تخبر ندى بأني أريد رؤيتها
والحجة اشتياقي لها وكيف أن الدراسة أبعدتها عن زيارتي
دخلت وهي بنفسية مختلفة تماما شعرت بالفرحة تشع بعينيها وهناك ثقة عالية بنفسها شعرت بها من خلال مشيتها الواثقة
هناك شيء تغير بهذه الفتاة جلست بعد السلام وتبادل الأحضان لأنني فعل كنت بشوق لها
وكانت المفاجئة عندما قالت : جدتي اعرف ماذا تريدين مني
ومن ثم قالت بتصميم : أنا غير موافقة أنا لست لعبة بيده وأرجوك جدتي مثلما ساعدتني بالوصول الى هذه المرحلة ساعدني في تخطي خطوبته وقفي بجانبي في رفضي له
هذه الخطبة أن وصلت لوالدتي معناها ملحة سوف تبدأ ولن تنتهي
تركتها تفرغ ما في جعبتها وتلقي حقدها الدفين على محسد بكلمات كنت واثقة أنها خرجت من فمها دون علم قلبها وبغفلة عن عقلها
وعندما أنتهت
قلت لها : هل انتهيت ِ ام أن هناك ما تودين قوله
كان جوابها عيون تتحرك بدهشة
قلت لها : هل تركتي كلمة لم تقوليها بحق أبن اخي وأنت ِ تعرفين معزتي له دون أن تتفوهي بها
أطرقت رأسها أرضا ً وحاولت الكلام ولكني سبقتها بقولي :
لو كان ما تفوهتِ به فيه شيء بسيط من حقيقية مشاعرك لوقفت معك
ولكنك تفكرين بعقل المراهقين وتسترجعين بعقلك كل ما شاهدته من مسلسلات لا علاقة لها بالواقع
ثم قلت : استيقظي من سباتك وانظري للموضوع جيدا
هذا محسد الذي قتل الخوف من ألله داخلك وجعلك تستغفلين اهلك وتقضين معه أوقات تقضين يومك بأكمله تفكرين بها
جاء يطلبك بالحلال وتتمنعين وعندما طلب منك مواعدة بالحرام لم تكوني تتمنعين
ثم قلت بصوت مرتفع : انظري بعيني وقولي جدتي أبن أخيك لا أرغب به زوجا ً وليبحث عن نصيبه في مكان اخر
وأنا سوف اتصل به واخبره بكلامك وأرشح له ألف واحدة وأقنعه بخطبتها وبعد اقل من أسبوع تكونين أول الحاضرين لعقد قرانه
انتظرك أنظري الى عيني ورددي ما قلت
كان الصمت هو رد ندى ودموع تساقطت من عينيها هي تأكيد على أن حب محسد لا زال يسري بعروقها
لم تأخذني الرأفة بها
فهده الصغيرة تسعى لقتل حلمها بعنادها , محسد رغم كل ما حصل شاب جيد
يصلح أن يكون زوج لها وهي رغم كل ما حصل لازالت تحبه
وهناك نقطة يجب أن يلتقيا فيها
بعد صمت
كفكفت دموعها وقالت : جدتي محسد يتصل دائما على الرقم الثابت واخشي أن يكتشف والدي او والدتي وأنتي تعرفين الباقي
قلت لها :هذا لن يتكرر بعد الآن اخبريني بغيره
لتقول :
جدتي لن أقول أن حب محسد انتهى داخلي ولكن هناك أمل أبندى داخلي وارتباطي من محسد يعني قتل هذا الأمل
ثم قالت :جدتي هل تذكرين طالبة أسمها الهام قمت ِ بتدريسها في صفوف محو الأمية
حاولت استذكارها ولكن دون جدوى
لتقول ندى : هذه الطالبة أصبحت من أفضل مدرسات اللغة العربية بالمنطقة
وهي كلما تراني تقول جدتك بعد الله هي سبب وصولي إلى ما أنا
قلت لها : لا أذكرها
لأرى ندى تقول بحماس : جدتي هي تقول انها كانت بعمري عندما جاءت لصفوف محو الأمية وكانت متزوجة ولديها طفل وأنتي كنتِ تدريسهم وسمحتي لها باصطحاب طفلها
قاطعتها عندها لأني تذكرت تلك الفتاة التي كان عمرها 18 سنة ولكن شكلها يعطي 14 سنة
التي جاءتني متوسلة بأن اسمح لها بأن تصطحب صغيرها للعدم وجود من يعتني به
وسمحت لها بعد أن طلبت منها أن تعدني بأن تكون الأولى على دفعتها
وفعلا ً أوفت بوعدها
قلت لندى بتساؤل : ندى كيف أصبحت ألهام مدرسة
قالت بحماس كبير : لقد نجحت في محو الأمية وأنهتها بما يعادل الابتدائية والتحقت بالمتوسطة ومن ثم الإعدادية وحصلت على معدل في الثانوية ودخلت الجامعة
ثم قالت بإعجاب : جدتي لو تسمعيها عندما تتكلم عن ما واجهته في حياتها من اعتراضات من قبل أهل زوجها ورغم وقوف زوجها إلى جانبها ولكنه أحيانا ً يتأثر بكلام أهله وكانت تتحمل من اجل أن تكمل دراستها
وكانت النتيجة أنها أصبحت أحسن مدرسة لللغة العربية بالمنطقة
جدتي أنا ظروفي أفضل بكثير منها لقد زرعت داخلي الأستاذة ألهام أمل
يكاد يساوي حب محسد في قلبي
ثم قالت بتوسل : جدتي ساعديني أن احتفظ بالاثنين
جدتي محسد لن يعترض الآن وأن أخبرته برغبتي سوف يوافق ولكني واثقة أنه سوف يجبرني على أن اقبل بما يرضيه أن ارتبطنا
ثم قالت بحزن : جدتي أنا اعرف محسد جيدا وهو يعرف جيدا أنا ضعيفة أمامه
قلت لها : وهذه مشكلتك التي أوقعتي نفسك بها بتهورك وبتسرعك بإقامة تلك العلاقة الغير سوية ولابد لكِ أن تتحملي أخطائك وتسعين لإصلاحها
أجابت بانكسار: جدتي أرجوك ِ كفي عن تأنيبي فلقد انبتي نفسي بما فيه الكافية
وأنا إلى الآن احصد نتائج ما فعلت فهاهو محسد يتقدم لخطبتي وأنا في رأسي الف فكرة أريد أن أحققها وحب محسد عائق لها كنت اعتقد في ما مضى أن الزواج بمحسد هو حلمي الوحيد
اليوم أدركت أن في حياتي أحلام أخرى لاتقل أهمية عن الزواج بمحسد
جدتي اخبريني كيف اتوصل لحل يرح قلبي وعقلي
قلت لها بجدية : فكري بالموضوع وتوصلي لقرار يريحك أنا لن أفيدك في هذا الموضوع
حاولت أقناعي ولكني كنت مصرة على موقفي هذه الصغير يجب أن تتخذ قرارها بنفسها
حتى لا تدع الآخرين شماعة لأخطائها في يوم ما
وحتى تستطيع أن تواجهه ضعفها إمام محسد وتدافع عن أملها
فأن ساعدتها هذه المرة سوف تبقى ندى الضعيفة التي تلجئ لي دائما
اما أن هي ساعدت نفسها عندها سوف تكون أول خطوة لها في الطريق الصحيح
غادرت ندى دون أن أجد لها حل لأنها هي من يجب أن تجد هذا الحل
أنا واثقة إنكم تريدون معرفة كيف وصلت الأمور إلى هذه الحد
وما الذي غير رأي محسد
لن أطيل عليكم سوف أخبركم تفاصيل زيارتي لمنزل أخي
أوصلني مثنى إلى منزل أخي بعد إلحاح من زوجة أخي ام لبيد من اجل أن أزور منزلهم الذي قاطعته طويلا ً
وبالفعل دخلت المنزل وجدت ام لبيد لديها اجتماع مع بعض العاملات اللواتي يعملن لديها
بعد السلام الذي يمتاز بروح الدعابة الذي تمتاز به زوج اخي
كانت تريد إنهاء الاجتماع دون أن تنهي السبب الذي من اجله أقيم الاجتماع
ولكني لم أقبل بذلك وأخبرتها بأني سوف أتابع التلفزيون بينما هي تنتهي من عملها
أجابت بمرح : أنتي لست غريبة محسد يجلس بالداخل يشاهد التلفزيون ولا يشاهده
هذا الشاب يقلقني لا ادري ما به لديه نوبات سرحان لاتنتهي
تركتها دون أن اعلق على حالة محسد
دخلت صالة المنزل ووجدت محسد محاط بغيمة من الدخان ورائحة الصالة لا تطاق من كثر تدخينه
قلت : السلام عليكم
وتوجهت الى الشباك وأزحت الستارة جانبا ً وفتحت الشباك
لكي يتجدد هواء الصالة
أما محسد فقز من مكانه وأطفئ تلك المؤذية التي كان يتنفسها
وتقدم لي بوجه مبتسم ابتسامة حزينة جدا
ورحب بي
بحفاوة كعادته
ما أره أمامي هو محسد بالتأكيد ولكن هناك شيء انطفأ داخله
جلست بقربة وتبادلنا الأحاديث عن إخوته وعن أبنائي وبارك لي خطوبة رانية لعبدالرحمن وأثنى عليه وعلى أخلاقه وعلى قوة شخصيته
وبعدها اخذ يكيل المدح المبالغ فيه على حفيداتي
إلى أن قال : كنتِ تعرفين
أجبته وأنا اجهل تماما ً مايقصد : ما الذي كنت اعرفه
قال : علاقتي بندى
قلت له بحد: تظن نفسك ذكي وتقتحم حرمة منزلي وتستغفلني دون أن يكون لي علم
استغليت خوف تلك الصغير منك وأقمت معها علاقة لاترضاها على اختك
ثم قلت بتأنيب وعتب : هل أبقيت لي احترام بفعلتك هذه
أجاب بسرعة : لكي كل الاحترام عمتي غرضي شريف معها ويشهد الله على ما أقول
قلت له باستهزاء واضح : ومن قال في منزلي ذات يوم أنه شبه مرتبط مع أخت صديق له
ووصفها بالفتاة المهذبة التي لا تقيم علاقة تستغفل بها أهلها
اجبني لمن هذا الكلام
كان جوابه نفسا ً قويا ً خرج من أعماقه
قال : كنت واثق أنها متواجدة في مكان ما في منزلك وكانت في تلك الفترة لحوحة جدا وأردت عقابها لكي تكف عن الإلحاح
ثم قال بأسف : لم أكن أتوقع أن بعقابها أعاقب نفسي معها
ثم قال بصدق : لاوجود لأخت ذلك الصديق كل مافي الأمر أنني كنت متضايق جدا من اندماجها بالعلاقة معي كنت أرغب بقربها وأرغب بأن تبتعد عني برغبتها وتقول كفى ما يحصل عيب
ولكنها كانت تقترب أكثر كلما قسوت أكثر
أجبته بحدة :صغيرة وجدت فيك فارس أحلامها وتعلقت به مثلما تتعلق ببطل مسلسل شهادته وقربك من العائلة صور لها أن الطريق الذي تسير به أمن ونهايته سعيدة
ثم قلت بتساؤل : هل كنت تريد من فتاة صغيرة مثلها لم تكمل الدراسة وتوقفت عنها بمرحلة مبكرة أن تعرف ما يخبئه شاب على مشارف الثلاثين
انت الكبير وقعت بالخطأ ورميت خطأك على عاتق تلك الصغيرة
كل ذنبها انها فتاة وانت شاب خطأك يغتفر وخطأها يعلقه المجتمع طوقا في عنقها
حتى موتها الله يغفر الذنوب والبشر المغفرة لديهم أمر مستحيل
أجاب بخجل : عمتي لا تعاتبيني وجدي لي حل
حفيدتك ترفض تماما ً الكلام معي وصل بي الامر بأن هددتها بإبلاغ والدها عن علاقتنا ففضلت أن أبلغه وتأخذ عقابها على أن تكلمني
عمتي كل ما أريد خطبتها وهي تضع العراقيل بطريقي
تضع شرط تعرف جيدا أني لن اقبل به تريد أكمال دراستها حتى الجامعة
بربك عمتي أن هي أكملت دراستها حتى الجامعة احسبيها كم سنة تحتاج
هل هذا منطقي
لا أخيفكم أمرا ً شعرت بزهو كبير بهذه الحفيدة الذكية التي استطاعت أن تقلب الأدوار فبعد أن كانت في موقف ضعف وهو في موقع قوة أصبحت الآن هي في موقف قوة وهو الضعيف الذي يريد رضاها
قطع حديثنا دخول أم لبيد
جلست بجابني وقالت : هل أستطعتي معرفة ما بال هذا الشاب يحرق نفسه بالتدخين
ليجيب محسد بخبث : يريد الزواج بحفيدة العمة والعمة لاتريد مساعدته
ليتهلهل وجهة أم لبيد وتقول بفرحة كبيرة : بشرك الله بالخير دع العمة علي, أنا من سوف يقنعها فقط اخبريني هل هذا كلام جد أم كلام مزح
ليقول محسد بإصرار : بل هو كلام جد وعم وخال وكل الأقارب فقط اقنعي العمة
عندها تكلمت قائلة : الأمر ليس بيدي بيد والدها و والدتها وبيدها هي قبلهم جميعا
لتجيب ام لبيد : من هي من حفيداتك
ليجيبها محسد بحالمية : انها ندى الشقية صاحبة العيون العسلية
إجابته والدته بتأنيب مازح : اخجل ياولد جدتها موجودة
ليجب بتملك : أتكلم عن زوجة المستقبل هل تكلمت عن فتاة غريبة
أجبته : ألا أن تصبح زوجة المستقبل احترم شيب عمتك
اقترب مني وقبل رأسي قائلا : لعمتي كل الاحترام اتمنى أن تغفر لي كل زلاتي
فهمت تلميحه ولم أعطه جواب لكي لا يتمادى
وغادرنا وتركني برفقة والدته التي لاحديث لها سوى ندى وكيف سوف تدللها
وتترجاني أن أقنع ابنتي وزوج أبنتي
لتنتهي الزيارة بندى مثلما بدأت بندى
أستغفر الله وأتوب اليه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
السلام عليكم
اسفة لى التأخير كونوا على ثقة تنزيل الاجزاء بمنتدين امر مربك
خاصة مع حرصي على الرد على ردودك المثرية
تفضلوا الجزء ولي عودة للرد على ردودكم
قراءة ممتعة
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر
الخضر والماء والوجه الحسن هكذا قال الشاعر
كان لديه وجه حسن واحد واجد نفسي أكثر حظا ً منه وأنا أرى نفسي بين كل الوجوه الحسنة لأحفادي وأبنائي وزوجاتهم
رغم الاختلاف الطبقي والاختلاف الثقافي ألا أن هناك انسجام ربما فرضته الطبيعية الربانية التي نحن فيها
حتى تعليقات ساهرة المقصود والمبطنة وكأنها غير مقصود لا تلقى لها صدى وجوابها ضحكات وتحويل كلماتها إلى نكات
حتى برودة سندس وعمليتها أصبحت طرفة يتندرون بها وتطلق هي الضحكات عليها
هذه النزهة الجميلة كنت احرم نفسي منها وانعزل في منزلي ولا أشاركهم الخروج إلى الطبيعية الجميلة في المنزل الذي تملكه العائلة خارج حدود المدينة وصخبها
كانت الجلسة النسائية رائعة وبحضور العروستين رانية التي أصبحت خطوبتها رسمية وندى التي انتشرت خطوبتها في العائلة ولم تحدد بعد بموافقة أو رفض
أما أجواء الرجال فلعب الشباب وضحكاتهم وتشجيع الكبار ومشاركتهم كلها تؤكد أن الأجواء لديهم رائعة جدا
خطوبة الفاتنين أعاد للعائلة الثقة ببناتها رغم الحزن الذي يترقرق بعيون مريم وإبراهيم ولكنهم يشاركون الجميع فرحهم ويحاولون جاهدين لملمة جراحهم
كانت نزهة من العمر بالنسبة لي
وزاد النزهة مرحا مثنى وإحراجه لرانية وندى
فلقد اقتحم مثنى جلسة النساء بعد أن أستأذن بالدخول عليهن
دخل وتوجه مباشرة الى حيث تجلس ندى ورانية متجاورتين وألقى السلام بعد أن جلس واحتضن الاثنتين معا ً وبدأ بكلام عادي عن الدراسة والدرجات
وبعدها اخرج هاتفه وبدأ بالكلام قائلا : أهلاً وسهلاً الف الف مبروك هنيئا ً لك
كنت سندا خفيا لك
ليقول بعدها : أبا عوف هل تريد أن أبلغ سلامك لأهلك مستقبلا فهي تجلس بقربي
وألقى نظرة خبيثة على رانية التي شهقت شهقة قوية وكادت عينها تحرج من محجريهما من هول صدمتها
وقفزت من مكانها وحاولت الهرب ولكن يد مثنى كانت أسرع من حركتها وأجلستها في مكانها رغم اعتراضها الصاخب بحركة جسمها و الصامت جدا جدا في تعبيرها بصوتها خشية أن يصل صوتها الى ذلك الذي يلتقط ما يدور من خلف سماعة جهازه
أجلسها مثنى وهو يتكلم مع عبدالرحمن قائلا : يا بختك ويا حظك يا أخي امتلأ رأسك شيبا ً وها أنت تتزوج بفتاة بعمر أبنتك ليطلق بعدها مثنى ضحكة عالية على الكلام عبد الرحمن المعترض على كلامه
ليقول مثنى : لاتخشى شيئا الفتاة عندنا لاتغصب يعني وافقت عليك بإرادتها وتورطت بعجوز مثلك
كل هذا يحدث وسط ضحكات النساء وتعليقات سندس التي تؤنب مثنى وهو لايبالي بها
وخجل رانية التي أصبح وجهها قطعة حمراء
وتنفست الصعداء بعد أن أغلق مثنى هاتفه
لتقف باكية قائلة : عمي أحرجتني لما فعلت ذلك
ليجيبها ببرود مقلدا لهجتها : عمي أحرجتني
ألإحراج مدته أقصاها فترة خطوبتكم التي سوف تكون قصيرة وبعدها لسانك لن يكف عن ترديد أسم عبدالرحمن وسوف تشكريني على هذا الوقت الممتع
لتحرج رانية غاضبة دون أن تتكلم من المكان الذي نجلس فيه
لأخرج من صمتي وأقول له : مثنى لقد بالغت في إحراج رانية ,لازالت الخطبة في أولها
ليجب : لا عليك دلال بنات تجديها من الداخل سوف تطير من الفرح هذه الحركات ليست على مثنى
لتستغل الموقف ساهرة قائلة :سندس زوجك ليس بالهين خذي حذرك خشية أن يأتي بالثانية دون يخبرك
لتجيب سندس بثقة : مثنى لن يفعلها ثقتي به حدودها تبدأ ولا تنتهي
ليجبها مثنى بمرحه المعتاد : قلبي أنتي هل هناك رجل اسعد مني
لينظر اتجاه ساهرة قائلا : أن فعلتها لن أفعلها وحدي سوف يكون أخي يوسف معي
وهذا وعد مني
لتقول ساهرة برعب : أعوذ بالله منك اتقي الله يوسف لن يفعلها أنا واثقة
ليجيب مثنى بتهكم : أتمنى أن تكون ثقتك بمحلها
حاولت ساهرة الكلام
ولكن مثنى ضغط على هاتفه وتكلم مع الشخص الذي في الجهة الأخرى قائلا : أهلا بأبا المتنبي
لتقف ندى هذه المرة مسرعة ولم تدركها يد مثنى لأنها كانت مستعدة
وانطلقت مسرعة ومثنى يركض خلفها
وأصبحا بعيدان عن مرمى بصرنا
لتقول سندس : الله يكون بعون ندى ورانية إلى أن تتزوجا سوف يحرجهما مثنى دون توقف
لتجيب ساهرة التي تغيرت ملامح وجهها بعد أن اسكن مثنى الشك بقلبها :أعانك الله عليه كيف تتحملين هذا الكم من المرح فمعه لا يمكن معرفة متى المرح ومتى الجد
لتجيب سندس ببرود : لا تشغلي بالك أن استطيع تميز لحظات مزحه عن جده فمثنى كتاب مفتوح بالنسبة لي وروحه المرحة تعطيه وضوح أكثر لأن أي تغير يحدث له يُلتقط بسهولة عليه
لتجيب ساهرة بلهفة : هل ما قاله عن إقناعه ليوسف بالزواج مزح أم جد
لتجيب سندس بمراوغة : هذه المسألة لا تتعلق بزوجي تتعلق بزوجك أنتي ادري به
لتصمت ساهرة مرغمة
بصراحة أعجبني رد سندس لتي أوقفت تدخل ساهرة
ويبدو أن مطاردة مثنى لندى انتهت دون أن يحصل منها على ما يريد من إحراج يصبغ لها وجنتيها
ليأتي إلى حيث نجلس لاهثا بعد مطاردة ندى
ليقول موجها الكلام لام ندى : هل جُنت أبنتك حتى ترفض محسد
لتقول سارة : هي لم ترفض وأنا أوضحت الأمر للخالة أم لبيد
الفتاة تريد إكمال دراستها وتريد أن تضع هذا الأمر شرطا يقسم محسد على تنفيذه
ليجيب مثنى بتهكم :بربك هل تقفين معها في هذا الشرط المجنون ما الذي ينقص محسد حتى يرضى بشرط أبنتك
ليقول بعدها : كوني على ثقة سوف لن يقبل بهذا الشرط المجنون وسوف يضيع على أبنتك زوج لن يعوض
لتقول سارة :صدقني أنا لا أقف معها بالعكس أنا مع محسد وهذه نقطة خلاف بيني وبينها ولكن الخالة أم لبيد عندما سمعت شرطها شجعتها وأيدتها ووعدتها بأن تحصل على هذا القسم من محسد رغم أنفه
ومحسد يتصل بي يريد مني إقناعها بالعدول عن شرطها لان هذا الشرط معناه ضياع اكثر من 10 سنوات من أحلى سنين عمرهما في الدراسة ولانشغال عنه وعن بيته
لتقول بعدها سارة بحيرة : وندى تعد بأنها لن تقصر وأنا اقف حائرة بين الاثنين
ليقول مثنى : دلالكم زائد
عندها جاء دوي وقلت بحدة : الدلال لا علاقة له بندى مطلقا فأختك تعرف جيدا مدى تحمل ندى للمسؤولية ومدى حسن تصرفها
لتقول سارة معاتبة : أمي هل تقفين معها من اجل أن يضيع محسد من يدها
قلت لها بتأكيد : محسد لن يضيع وأن ضاع سوف يأتها من هو أحسن منه
أبنتك لا ينقصها شيئا حتى تقتنصين الفرص لها دعيها تقرر بنفسها وتحدد مستقبلها وقفي معها وليس عليها
واخبروا محسد بأن شرطها نهائي وها الموضوع يجب أن لا يطول بالمفاوضات
أما أن يوافق على شرطها ويعقدوا القران وأما أن يرفض الشرط وكل شخص يذهب في نصيبه
لتقول سارة : وهذا ما سوف يحصل فلقد مللت من هذا الوضع وخاصة أن احد اقارب والدها قد لمحت والدته بخطبتها بعد أنم عرفوا بخطبة محسد لها وينتظرون النتيجة ليتقدموا أن لم تُقبل خطوبة محسد
ليجيب مثنى: الله يكتب لها ما فيه خير لها
ولكن محسد برأي هو الأفضل
ليعم الصمت على المكان
وينصرف مثنى ليبدأ الكلام مع سارة عن خطوبة ندى بين مؤيد لشرطها وبين معارض له
دون تدخلي طبعا لأني اجد هذا الموضوع يخص أثنين فقط هما محسد وندى
انتهت النزهة
وتوجهنا الى منازلنا بأجسام متعب وأرواح مرتاحة
ما أروع الأفراح وتعب تجهيزاتها وتلك الضجة الضاحكة التي ترافقها وتلك أللألوان الزاهية من الملابس التي تتلقفها الأيدي
وتلك العيون التي تحدق ببعضها لتلتقط الجمال في كل مكان تشاهده
لتختلف النظرة بين منبهرة مما ترى وحاسد لما ترى وغير مبالية لما ترى
وجاء يوم الفرح يوم عقد قران رانية وعبدالرحمن
ابنة عبدالرحمن كانت فرحتها ظاهرة عليها حتى فاقت فرحتها فرحة والدة عبدالرحمن التي كانت فرحتها هادئة جدا لأن طبيعة هذه المرأة هادئة وليس لأنها غير فرحة
أحيانا ً من المريح معرفة طبيعة الشخص حتى لا تأخذها الظنون إلى أمور لا علاقة لها به
مع أني من مَن يفضلون الظن الحسن على الظن السيئ لأن الظن الحسن ليس بالناس بل في من خالق الناس الله سبحانه وتعالى
ربما تتسألون عن خطبة ندى
لنترك العروسة في ارتباكها بعقد قرانها
وأخبركم عن ندى القوية التي رفضت بإصرار القبول بالخطوبة ما لم يعدها محسد
بإكمال دراستها الجامعة
حاول محسد بمختلف الطرق أن يجبرها على التخلي عن شرطها
جاءني ذات يوم بلحية غير مهذبة وملامح ذابلة
استغربت وضعه الذي لايلق بمهنة العسكرية المرتبة
ولكن زال استغرابي بعد معرفتي بأجازته التي طلبها من اجل ترتيب أوضاع خطوبته التي لم ترتب مطلقا
طلب مني متوسلا ً أن اقنع ندى بالتخلي عن شرطها
وأجبته بلا مبالاة واضحة بأن الموضوع يخص ندى وحدها ويخصه هو بعدها
أن شاء القبول تمت الخطوبة وأن شاء عدم القبول ندى ليست أخر أمرأة بالعالم
وربما نصيبه بعيدا عن ندى
وأخبرته بقصد واضح عن رغبة أقرباء والد ندى في خطبتها بعد أن يحدد موضوع خطبته منها ,حتى يستطيع أن يحدد خطواته بصورة جيدة وبمعرفة مسبقة لواقع الحال
فكان الموضوع أشبه بالصاعقة حلت على رأس محسد لم يستطع الكلام ولم يستطع الصمت ولم يستطع الجلوس ولم يستطع الحركة كان يتنقل بمكانة ويحرك يده ويضعها خلف رأسه وبعدها ينزلها يحاول الكلام ويبدوا أنه أضاع الكلام
كنت أقف مذهولة ولائمة لنفسي إمامه حاولت تهدئته بقولي :كلامهم مجرد تلميح
ولكن كلماتي لم تلقى قبول لدى محسد
ولم تجعله يتكلم كل ما فعله توجه للهاتف منزلي
وضرب بعصبية واضحة على أزراره وبعد ثواني أطلق العنان للغضب الذي ملأ صدره
وعندها عرفت مع من يتكلم وبرقم من اتصل
وانتم بالتأكيد عرفتم هويته
اجل إنها ندى التي خاطبها محسد بدون سلام وأمامي قائلا : أفعليها ووافقي على غيري لتجدي كل رسائلك التي بعثتها على هاتفي في هاتف خطيب السوء الذي سوف تخطبين له
وأغلق الهاتف وأنهار بالمقعد المجاور له
عندها لم تأخني به الرحمة وقلت له :محسد اخرج من منزلي وندى حتى وأن وافقت عليك أنا من سوف تقف بوجهك
أخرج ولا أريد أن أراك ثانية منذ اليوم لا يوجد لدي أبن اخ اسمه محسد
لينهض ويقول بغضب واضح :هل تجدين ما يحدث منصف بالنسبة لي حفيدتك تريد أن تنهي شبابي بدراستها أن وافقت على شرطها
وتريد أن تنهني بقبولها لخطوبة ذلك التافه أن لم أوافق على شرطها
تجلس في منزلها تأمر وأنا اكتوي بناري وتريدين مني أن أتصرف تصرف العقلاء
وهل بقى لدي عقل لكي أتعقل
ثم قال بغضب وعناد :
لن أغير ما قلت ندى لي من غير شروط
وخرج ولم اره ثانية كل ما وصلني أن الخطوبة أوقفت دون أن تلغى
وعلت الزغاريد بدخول عبدالرحمن الذي استقبلته أبنته التي بدت أختا ً له أكثر منها ابنة
كان مشهد البنت مع أبيها مشهد رائع فلقد احتضنته وقبلت جبينه وارتمت على يده وقبلتها وسحبها لأحضانه
وتكرر المشهد مع والدة عبدالرحمن ولكن الأدوار اختلفت فعبدالرحمن هو الذي قبل جبين والدته ويدها وسط دعواتها له بالتوفيق
ثم جاء دور رانية التي لم ترفع رأسها مطلقا كانت ترتدي ثوبا اخضر بلون الفستق
مزين بقطع كرستال في الصدر ومخصر على جسدها الجميل بإكسسوارات هادئة جدا تليق بما ترتدي
تقدم منها عبدالرحمن وسلم عليها باليد لأن الحشد لايسمح له بغير هذا السلام
وجلس بقربها
ولأن الحفلة كانت بحضور محدد مقتصر على الأهل وبعض الأصدقاء المقربين
جلس عبدالرحمن مع رانية أمام الجميع كان الموقف محرج جدا لهما
لذا تقدمت سهيلة منهما وأخرجتهما الى الصالة الداخلية بعيدا عن الأنظار المركزة عليها
بيني وبينكم كنت أرى عمر عبدالرحمن كبير على رانية ولكن رغبتها به كانت توقف هذا التفكير عندي
وعندما رأيتهما معا وجدت فارق العمر غير واضح تماماً
غادروا ورافقتهم دعواتي ودعوات كل محب
تمضي الأيام ونرزق بطول عمر فيها نتمنى أن نكون قضيناه بطاعته سبحانه وتعالى
حلت علينا العطلة الصيفية والفرح يحيط بنا فعروسنا نجحت للمرحلة الرابعة من الجامعة وحدد زواجها في العطلة الربيعية
وندى الطموحة نجحت بتفوق أذهل الجميع وزاد ثقتها بنفسها وزاد في تمسكها بطموحها
وخطبتها بمحسد متوقف بالاتفاق مع العائلتين دون مشورة الخطيبين
والأسباب تعرفونها لاحقا
هل تريدون معرفة أين أنا
أنا في اطهر بقعة على وجه الأرض أنا في مكان يشرح الصدر بالفرح دون فرح مكان التفاؤل فيه عنوان والسلام فيه سكن
انه ملاذ الجميع ومنى الجميع
الجدة في مكة بيت الله الذي نشتاق له ونحن فيه ونخشى من الأيام وعلى الأيام فيه
نتمنى أن تكون الأيام طفل صغير لنهدهده وينام ولا تمضي أبدا لكي لانغادر هذا المكان الطاهر
بقى يومان ونرحل من أرض مكة وكم أتمنى أن أنام وأصحو وأرها أصبحت عمر بأكمله وليس يومان
سهيلة وسيف تكفلا بكل ما يتعلق بالهدايا بعد توصيات مني ولأني لا أريد ضياع الوقت في شراء الهدايا
أجد الوقت الذي اقضيه في الحرم المكي وقت لايقدر بثمن
دعوت الله من أعماقي أن يعم السلام على الإسلام ويرزق أبنائي وأحفادي حج بيته
ويهديهم إلى الطريق الصحيح
وأن تكون خلود وما حصل لها امتحان رباني يجتازوه برضى وقناعة
وأن يرزق سعد ولدا صالحا يكون سندا له ولابنته وأن ينسى خلود وأيام خلود تماما
هل تذكرون سعد زوج خلود
كان لي لقاء معه يوم سفري
كنا نريد أن نستقل السيارة برفقة مثنى ومودعين من قبل كل من في البيت
وقبل أن أركب نظرت الى منزل سعد ووجدته يترجل من سيارته وبرفقته ابنته وزوجته التي كانت عبارة عن قطعة سوداء
سبحان الله كان سابقاً مع خلود لايبالي بما ترتدي فعين المحب كانت لاترى الأخطاء أبدا
بدت زوجته ممتلئة قليلا
تقدمت نحوه فهو لن يتقدم نحونا أبدا لأن هناك قطعية بينه وبين أخواله هو من حددها ورفض كل طرق التواصل
ولكن قلبي يأبى أن يخضع لهذه القطيعة ومهما كان جفاءه سوف أتحمله لأن ما حصل له ليس بالأمر الهين
قلت :السلام عليكم
تقدم مني وقبل رأسي وقال : وعليكم السلام تذهبين وتعودين بالسلام وعمرة مقبولة بأذن الله
شكرته ودعوت لله أن يرزقه حج بيته وتقدمت زوجته وسلمت بحفاوة بالغة ويبدوا من صوتها أن أحوالها مع سعد أصبحت بأحسن حال
إجابة بكلمة واحدة :آمين
قلت : يبدوا أن هناك ضيفا قادم لكم واخ لرفل سوف ينافسها في محبتكم
لتجيب تبارك بمرح: رفل لن يأخذ مكانها احد سواء كان صبي أو فتاة
أجبتها :حفظك الله يا أبنتي وجزيتي خيرا وسهل الله عليك والدتك ان شاء الله ورزقك بر من تلدين بأن الله
لتجيب بخجل واضح بصوتها : الله يحفظك جدتي
اكتفيت بهذا المقدار من الحديث لأني لا أريد أن أتكلم أكثر فأثير الجرح الذي بدأ يندمل
فوجه سعد المشرق وتحسن حاله الجسدي والنفسي وعلاقته مع زوجته التي تبدوا في أحسن حالها
كلها أمور تؤكد أن سعد بدأ يتماثل للشفاء من مرض اسمه خلود
انتهت اليومين بسرعة كنت أخشاها وها نحن نطير إلى وطننا وكلنا شوق له ولمن فيه وكلنا شوق بالعودة الى الديار المقدسة ثانية
مع أرض مكة يختلف الشوق تماما نرى أنفسنا لانعرف أولويات الشوق كيف تكون فنحن نرغب بالبقاء فيها ونرغب بالعودة لوطننا
فهنيئا لكم يا ساكنيها ويامن اتخذتموها وطننا
كان الاستقبال في المطار من قبل رجال العائلة الذين انظم لهم عبدالرحمن
الذي تقدم مني ومن سهلية وقبل كل منا على رأسها
لتتفوه سهيلة بكلمات جعلتني اضحك عليها
فما أن ابتعد عبدالرحمن
حتى قالت سهيلة :يشعرني وكأني تجاوزت ال 80 عندما يلقى السلام علي
اجبتها ضاحكة :أطال الله عمرك بطاعته وتتجاوزين ال80 بأذن الله
لتشهق شهقة قوية وتقول : الله يحفظك خالتي 80 كثير جدا علي
الخير فيما اختاره الله
كانت جدتي تقول هينة لينة وبالفعل رزقها الله ميتة مثلما كانت تردد
فلقد توفاها الله وهي نائمة نامت كعادتها كل يوم ولم تستيقظ لصلاة الفجر
وعندما تفقدناها كانت الروح قد غادرت جسدها منذ ثلاث ساعات
رحمها الله
قلت :رحمها الله ورزقنا ميته مثلها أصابت جدتك بقولها هينة لينة
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك