رواية مأساة بلا دموع -6
التفتت لابوها : هااه..وش قلت..؟؟
ابو فهد يضحك : خلاص تم.. بس متى بتروحين
العنود تحب ابوها : مشكووور يا احلى ابو في الدنيا.. عادي الوقت اللي انتي فاضي فيه..
ابو فهد بتفكير : الثلاثاء والا الاربعاء زين..؟؟ لاني ما توقع افضى قبل كذا..
العنود وهي قايمه : تسلم .. الله لا يخليني منك..
وراحت تتصل في عفاف.. تقولها وتفرح قلبها.. اكيييييد زيارتها هالمره بتكون مميزه وحافله...!!!
**************
وصل للبيت.. كان متوقع ان امه او حتى وفاء الحين في سابع نومه... لكنه تفاجئ بانوار الصاله مولعه.. و امه صاحيه وجالسه تتنتظره.. حس بالم يعتصر قلبه... وجا وحب راسها وجلس جنبها...
ام عبد العزيز : الحمد لله على السلامه..
سعد بخجل : الله يسلمك.. وشلونك يمه..؟
ام عبد العزيز: لوني.. انت شايفه.. وش تبي تسأل...؟؟
سعد : اوووووووه ست الحبايب زعلانه علينا..
ام عبد العزيز: الحين صرت ست الحبايب..
سعد : افا والله.. يايمه اذا ما كانت انتي.. اجل من بتكون..؟؟
ام عبد العزيز: خل عنك اللواقه.... وقلي وينك فيه للحين..؟؟
سعد : يمه الله يهديك بس... رجال وش طولي ووش عرضي.. وتقولين وينك فيه..؟؟
ام عبد العزيز: والله يا وليدي من خوفي عليكم.. اسأل..
سعد : الله يسلمك والله.. كان عندي شغل.. خلصته وجيت...
ام عبد العزيز: شغل في هالليول..؟؟
سعد ويحاول ما يوضح وين كان : ايه والله يايمه.. امر طارئ..
ام عبد العزيز وهي قايمه بتدخل غرفتها تنام : الله يوفقك ياوليدي.. و تصبح على خير..
سعد بعد ما راحت امه... جلس يراجع الاحداث اللي مرت به اليوم... ما يدري اذا هالتصرف اللي اتصرفه صح.. والا انه تهور وبالغ في ردة فعله.. ما كان فيه امامه الا الخيار الصعب.. والا الامور اكيييييد راح تزداد سوء.. وهالشئ يمكن يضر العايله كلها... هو يشوف انه تصرف بالطريقه الصحيحه وما يمليه عليه ضميره.. لكن الله يستر وما تكون النتيجه عكسيه وتضر كل الي حولـــــــه....!!!!!!!
الجزء السابع
بعد ما طلع سعد من عندها.. حست ان بعض همها انزاح.. على الاقل الحين عندها احد تشكي له وترمي شوي من الحمل عليه.. صحيح كان المفروض تقول لواحد من اخوانها.. لكن حكم القوي.. بعض الاوقات الاخوان يكونون بعيدين كل البعد عن اخواتهم... لكنها ما كانت ناويه اصلا تقول لاي كائن عن اللي قاعد يصير داخل اسوار مملكتها... مهما حصل بينها وبين زوجها كان لابد يكون طي الكتمان...
كان هذا لسان حال ام فارس.. اللي من بعد ما طلع من عندها سعد.. وهي بدت تنفذ اللي اتفقو عليه.. سعد اعطاها جزء من الامان اللي كانت مفتقدته... بدت اول شئ بغرفة المكتب.. كانت طيلة مدة البحث وعينها على الباب تخاف من دخول زوجها المفاجئ عليها... طبعا ما حصلت اللي تبحث عنه.. طلعت لغرفة النوم.. كانت واقفه عند طرف السرير بترفعه... وما حست الا بشئ يشدها بقوه من يدها... التفت... والا تتفاجئ بعيون حمرا... تطالعها بقسوه... ماكان قدامها غير انها تفلت من يده.. لكن كان حاكم قبضته عليها...
ابو فارس : وش قاعده تسوين..؟؟؟
ام فارس : وش قاعده اسوي يعني... قاعده ارتب السرير...
ابو فارس : ترتبين...؟؟؟!!!!!
ام فارس كانت مرخيه يدها في قبضته... وما حست به الا شد عليها اكثر...
ابو فارس : انتي عارفه ان الكذب ما راح ينفعك... احسن لك اعترفي...
ام فارس : اعترف بايش...؟؟؟
ابو فارس ويده تشد شعرها : اهي كلمه وما راح اعيدها.... يا تنعدلين.... يا تطلعين من بيتي...
هنا ام فارس انفجرت فيه... بعد ما خلصت نفسها من بين يديه : بيتك...؟؟!!!! من متى ان شاء...؟؟ ناسي ان البيت مسجل باسمي... ناسي ولا اذكرك...
ابو فارس وهو يجلس : ههههههه... ذاكر... بس نسيني....هههههههه...!!!!!!
ام فارس بعد ما شافت الحال اللي وصل له زوجها... طلعت من الغرفه ودموعها تطيح بدون ما تحس... ما كانت ابدا متصوره ان حياتها في يوم من الايام راح توصل لهالمستوى...اهي ما تدري ليش تحول زوجها اللي كان يموت على ترابها.. لانسان جشع... نذل.. حقير.. همه الوحيد انه يشكك في مصداقيتها... ويضربها على الطالعه والنازله.....!!!!!!!!!!!
بعيد عن كل اللي قاعد يصير على ارض الوطن... كانت هناك قلوب عايشه في الغربه... تقاسي البعد لوحدها... وعبد العزيز اولهم.. كان جالس في البلكونه لوحده... بعد ما طلع سامر معصب... ودخل محمد لغرفته وقفلها... كان واقف بينهم ما يدري باللي يصير.. ولا واحد منهم راضي انه يفتح الموضوع... او حتى يناقشه قدامه... مل منهم وطلع من عندهم... وكلها دقايق وتفرقو الاثنين... وظل لحاله... يفكر في رجوعه لبلاده.. شهرين مده بالنسبه له كثيره... امنيته انه يرجع اسرع من كذا... لكن ماله الا الصبر.. رجع يطالع الجو اللي برى.. كان عنده مساء... وكل شئ ظلام... وخيوط الليل منسدله على كل ركن من حوله... دخل لداخل.. صار يدور شوي وبعدين رجع وفي يده دفتر مذكراته... مهما ابتعد عن بلاده مستحيل ينسى شئ مثل هذا.. كان هذا هو القاسم المشترك بينه وبين يوسف... كانو يحبون يقرون... وفي نفس الوقت يكتبون اللي يجول في خواطرهم.. فتحه.. وبدى يتصفح.. لحظات تمر عليه وهو على حاله... وفي الاخير سجل كل اللي داخله...
***
بامكاني اختصار لحظات الالم...
الغربه...
المعاناة...
المراره...
لكن ليس هناك متسع من الوقت للقضاء على أغنية الحب والهيام...
العشق والوجد...
وأساطير الغرام الهائمه بين قصر ضلوعي...
الملتـــــاع..
المشتــــاق...
لكل نسمة حب..
ولكل همسة عشق...
ولكل وردة امتنان...
***
نختصر المسافات...
في كل المساءات...
المتشحه برونق العطــاء...
المتلونه بالصفــاء...
المتصفه بالنقــــاء....
كالنجوم المتلألأت في السمـاء..
وكالغيوم في الفضــاء...
طيــور حــب أبـــدي...
***
أعلن حكام قلبي عليك بالقضاء...
تحفك سلاسل مخضّبه بالدمــاء...
مزدانه بلمعه رضـــاء...
وبنظرة ارتواء...
وبلمسة استواء...
وبقدسية الحب العذري...
على موعـــــد بلقاء...
تحت خيوط الليل الظلماء...
ويطـــــول اللقــاء...
حتى ينكشف المســــاء...
***
ترك الدفتر مفتوح... ورجع لداخل.. راح يشوف محمد وش عنده... كان لازم يحط حد لكل اللي قاعد يصير...
*******************
" لا ما يصير يمه..."
كان هذا صوت هدى تحاول في امها تقولها وين راحت..
ام معاذ بصوت مقزز : لا والله.. ناقصتك انا تجين تحاسبيني..؟؟؟
هدى : يمه الله يرضى عليك.. كان بامكانك تقولين لي او لمنى .. او لاي احد عن هالطلعه... مو من الباب للطاقه تطلعين..
ام معاذ بعصبيه : وبعدين..؟؟ كم مره قلت لك لا تتدخلين.. عارفتك ياهويد.. بتروحين تفتنين علي عند ابوك..!!
هدى : يمـــه.. وش هالكلام..؟؟
ام معاذ : بس ولا كلمه.. هذا اللي ناقصني... على اخر الزمن بنتي تحاسبني...!!!
معاذ داخل : وش عندكم صوتكم واصل لاخر الدنيا...؟؟
هدى : تعال شف امــ....
وقطعت كلامها يوم شافت امها تطالعها بنظرات بتاكلها...
ام معاذ : ابد وانا امك... نتناقش في موضوع العريس اللي جاي لاختك..؟؟؟!!!!
هدى ظلت تطالع امها بتعجب : ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
معاذ : لا..؟؟ من ولده..؟؟
ام معاذ : ما عليك منه انت اصلا رديناه..!!!! الحين تعال قلي.. وش صار على شغلك عند عمك... قلتو له ولا توكم..؟؟
معاذ : لا يمه الله يهدي ابوي.. كل يوم يقول بكره...
ام معاذ : ابوك شغله عندي..!!!
معاذ يلتفت على هدى : قومي جيبي لي شئ آكله.. جــــوعـــااااان..
ام معاذ : بسم الله على وليدي... ( وبعصبيه تلتفت على هدى ) قومي ما تسمعين...؟؟
هدى اللي قامت وهي خلاص ما هي مستوعبه كلمه بعد سالفة الخطبه... " على كيفها امي ترفض وتقبل... لا وحاطه العين على يوسف... وتبغى توظف معاذ عندهم في الشركه.. والله كملت..!!!"
ما حست الا بمنى تصدم فيها... وتقوم تصارخ...
منى : هييي.. عميا... ما تشوفين...!!!
هدى: الله اعلم من اللي ما يشوف..
منى : الحمد لله.. اكبر ما فيها عيونها ولا تناظر...!!!!
ودخلت لداخل..
وهدى راحت تجهز لاخوها الاكل...وتحمد ربها انها عاقل ولا كان الحين مشاكلهم واصله اخر الدنيا..
*****************
بيوم الاثنين..طلعو عفاف وغاده للمشغل..بما انه زواج صديقة غاده قريب... راحت تسوي بروفات لفستانها.. ظلو قرابة الساعه... وبعدين رجعو البيت... كانت غاده منهد حيلها.. بس في نفس الوقت تحس بسعادة لصديقتها اللي بتتزوج... وفي داخلها تتمنى لها التوفيق في حياتها الجديده... دخلت البيت.. وعلى طول اتجهت لغرفتها مرورا بالصاله اللي كان الكل مجتمع فيها ما عدا يوسف...
مهند وعينه على غاده : السلام لله...!!!!
عفاف تبتسم : السلام عليكم...
ام يوسف : وعليكم السلام... هاه خلصتو..؟؟
عفاف تجلس : لا بعدنا...
غاده وهي واقفه : يمه تبغين شئ باروح فوق... منهد حيلي..
ام يوسف : براحتك..
راحت غاده.. ومهند ما صدق تروح : اقول عفاف.. حلوه الفساتين..؟؟
عفاف بطرف عينها : وليش تسأل...؟؟
مهند : هههههه... عشان اورط غاده...
عفاف : وشلون..؟؟
مهند : ما عليك انتي بس قولي..
عفاف بخبث : آسفه والله.. اعذرني ما اقدر...
مهند بتهديد : طيب.. ؟؟!!!
عفاف : هههههههههههه
ام يوسف : اقول اعقل وانا امك... اثقل شوي..
مهند : يمه حرام عليك... اثقل زياده... وش بيشيلني بعدين...؟؟
عفاف : ههههههه...
ام يوسف تلتفت على عفاف : وانتي شعندك.. كل كلمه والثانيه ضحكتي..!!
عفاف : يمــــه...!!
ساره : خلوها تضحك... من زمان ما ضحكت الضعيفه.. " وتقصد زيارة العنود اللي مفرحه عفاف "
عفاف تطالعها وكاتمه ضحكتها...
امل : يمه ما جا سعد اليوم..؟؟
مهند من سمع امل سرح في عالمه... كان يشوف سعد.. الشاب الحيوي.. اللي ضحكته ما تفارق شفاته.. الحين قمة الكآبه عنده... ما صار يطيق أي شئ...حتى زيارته لنا خفت... يا ترى وش عندك يا سعد مخبيه علي....؟؟
ما انتبه الا على هزه بكتفه.. التفت.. كانت امل...
مهند : خيــر..؟؟
ساره : اللي ماخذ عقلك... ( وتغمز بعينها ) يتهنى به...
مهند ويقلد ساره : "اللي ماخذ عقلك.." هههيي...بايخه..!!!
عفاف تكلم مهند : غريبه ما رحت للشركه..؟؟
مهند : مالي نفس.. لولا الله ثم الوالد.. كان علوم..!!
عفاف : يمه وين يوسف ما شفته اليوم...؟؟
ام يوسف : في غرفته...
عفاف قايمه : باروح اشوفه...
في غرفتها... مرتميه على سريرها... تطالع في الالبوم... من اول ما اخذته.. وهي كل يوم تقفل على نفسها.. وتجلس تتأمل صورته... كانت هي الملاذ الوحيد لنار اشواقها... احساسها بعد اول مره شافته وجها لوجه... ترك انطباع عندها ان سعود لها طال الزمان ولا قصر... كانت كل ما تتذكر كلام صديقتها عهود... تحس بخوف... ما تدري اذا علاقتها بسعود مرتبطه بس بقلبها... كانت ما تفكر بعقلها... كل ما تجي هالخاطره في ذهنها تحاول تتحاشاها... مسكت صوره وطلعتها من الالبوم... كانت صورته وهو في لندن الصيف الماضي... كان لابس بنطلون بيج وجاكيت اسود... وخصل من شعره منسدله على جبهته... مع انه ماكان بالوسامه اللي تلفت... لكن القلب وما يهوى... ظلت فتره تتأمله... تسترجع لحظات ياما مرت عليها... وياما ليالي ضاع النوم منها... والسبب واحد.. سعود وما فيه غيره...
فجأه.. حست بنغزه في صدرها... ما تدري بسببها... لكنها متأكده ان احساسها هالمره قوي..
سمعت دق على الباب... بسرعه لمت الصور ورجعتها في الالبوم... مهما كان ماكانت ابدا تحب احد يدخل في خصوصياتها...
غاده : مين..؟؟
عفاف : اناااااا...فوفو...
غاده تفتح الباب : اهلين... أي خدمه..؟؟
عفاف تدخل : أف... وش فيك..؟؟
غاده راحت للكمبيوتر وجلست على الكرسي : تعباااااانه...!!
عفاف : ليش..؟؟ يوجعك شئ...؟؟
غاده : مو مسألة وجع... احس بطفش... بضيقة صدر.. أحس فيه احد تعباان... ما ادري... ما ادري وشلون..؟؟
عفاف تقرب من اختها : نفس الحاله...؟؟!!!!
غاده : والله مو ذنبي... انتي عارفه ان هالشئ اقوى مني... ربي اعطاني هالموهبه لحكمه... سبحان الله.. ما ادري بها.. لكني متأكده انه بيجي يوم واعرف...
عفاف تواسي اختها : خلاص حبيبتي.. ارتاحي... وحاولي تدعين لهاللي في كربه ان الله يفرج عنه...!!!
غاده : ان شاء الله...
طلعت عفاف من الغرفه...
اما غاده اللي حست ان دموعها بدت تطيح... كان مو باستطاعتها توقف نزولها... كانت تحس بانفاسها كاتمه على صدرها... وبسرعه قامت للتلفون... رفعت السماعه... ودقت ارقام تعرفها زين... وتعرف انه ما فيه احد في دنياها ممكن بيحس كثرها... بالالم والمعاناة.....!!!!
*************
بعد اللي صار اخر مره له... ماكانت قادره تفهم السبب اللي خلاه يبكي بهالالم ... ما امداها تركته عشر دقايق الا وتلقاه يبكي... مستحيل يكون كلامي معه اهو اللي بكاه... انا ما اعتقد اني قلت له شئ يجرحه او يحسسه باللي هو فيه...
كانت هند جالسه عند المسبح... تسترجع الاحداث اللي صارت لها مع فيصل... وتحاول تبحث السبب اللي خلاه يسوي كذا... هي من قبل لا يصير لفيصل الحادث وهم قريبين من بعض... بحكم انها البنت الكبيره... فكانت دايما تحاول تجمع قلوب اخوانها على بعض... كانت مي هي الوحيده اللي تحب تتمرد عليهم... دايما عايشه عالمها الخاص...
هند ظلت سرحانه تفكر بطريقه تخلي فيصل يتخلى عن عناده... ويراجع المستشفى او احد مراكز التأهيل المتخصصه... وما حست الا بمي جايتها...
مي وهي تجلس وعليها عبايتها : واخيرا....!!!
هند بنظره متفحصه : نعـــم...؟؟
مي : وينك انتي.. قلبت البيت فوق تحت.. وما حصلتك الا هنا...
هند : ليش..وش فيه..؟؟
مي : مو الله يسلمك اليوم موعد بروفه فستاني.. وابغاك تروحين معي السوق... وبعدين نطلع على المشغل..
هند : لا يا حبيبتي... توك تقولين لي... والله ما اقدر اروح...
مي : ليــــش...؟؟
هند : مزاجي ما هو برايق اليوم... اجليها ليوم ثاني...
مي : لالالا.. وش أأجل...
هند : طيب قولي لغاده تروح معك...
مي : لا اتوقع انها راحت...
هند : والله ما ادري عنك...
مي : خلاص باخذ معي مضاوي..!!
هند : بكيفك... بس قولي لامي اول..
مي قايمه : بااااي..
هند : لحظه لحظه..
مي : هااااه..
هند وتناظرها من فوق لتحت : بتروحين بهالشكل....؟؟!!!!
مي باستغراب : أيـــه..
هند : بهالعبايه....؟؟؟
مي تطالع عبايتها : وش فيها..؟؟
هند بسخريه : لا سلامتك... بس تفتن شـــوي...!!!! مالقيتي افتن منها...؟؟!!!!
مي : والله عبايتي وانا حـــــره...!!!
هند : لا ما انتي حره... انتي عارفه ان شكلك كذا يلفت الانتباه... بتخلين الشباب يلتفتون لك... ومستحيل يخلونك في حالك...
مي : والله محد قالهم يطالعون...
هند : هههههه... حلوه والله... تلبسين هاللبس وتقولين لهم لا يطالعون..
مي : اووووف... وبعدين يعني.. بتخليني اروح ولا شلون..؟؟
هند : روووحي... بس ترى فيه رب بيحاسبك...!!!!
مي ما اهتمت للي قالته هند... وكأنها ما صدقت تشوف حبل النجاة.. عشان تهرب من واقعها اللي يرفض الشئ اللي قاعده تسويه...
وهند في الجانب الثاني تدعي الله يحفظ اختها من هوى نفسها....!!!!!
***************
بعد ما طلعت من عند غاده... اتجهت مباشرة لغرفته... تعرفه اذا ما طلع من الغرفه... معناته جالس يا يقرا.. يا يكتب وحده من معلقاته...!!!
اول ما دخلت... حست بالهدووووء يعم المكان.. مما أكد ظنها... واتجهت على طول لغرفة المكتب... وهناك حصلته جالس على مكتبه..ومنسجم مع واحد من كتبه.. ولا حس بها يوم دخلت عليه..
عفاف وصلت لعنده... وطلت في الكتاب اللي في يده... وحطت يدها قدام عيونه...
عفاف بمرح : نحــن هنـــا...!!!!
يوسف بعد ما استوعب وجودها : مرحبا بقدومكم..
عفاف وهي تجلس على طرف الطاوله : وش تقرا..؟؟
يوسف : اذا خلصته اقولك...
عفاف : وش معنى..؟؟
يوسف : لانك اختي واعرفتك... ما راح توقفين حنّه الا اذا اخذتيه مني..
عفاف : هههههه... خلاص صار يبغى لنا نغير الاسلوب...
يوسف : جربي.. وبتشوفين.. اصلا عيونك تفضحك...
عفاف : اوف..اوف...اوف... وصرنا نعرف للغة العيون..
يوسف بابتسامه : انتي وش فيك اليوم..؟؟
عفاف : اووووهووو... ياربي.. انتو اللي وش فيكم علي... ما تبغون احد يستانس وينبسط شوي...
يوسف : لا انبسطي واستانسي محد منعك... بس فرحينا معك...
عفاف وهي توقف وتسوي له حركه بيدها بمعنى لا : سوووري... هذا الشئ الوحيد اللي ما اقدر اقوله..!!!
يوسف : احلى... والله اطورنا.. وصار عندنا اسرار...!!!
عفاف بغرور : اكــيــد.. مو اخت يوسف بن ابراهيم...
يوسف : في هذي صدقتي..!!!
عفاف : الله يقطع الغرور...!!
يوسف : اتركي عنك الانانيه... ولا تسبين...!!!
عفاف : ههههههههااي...
يوسف : لو سمحتي اذا عندك موضوع يستدعي البقاء... فاوجزي ما لديك في غضون دقيقتين.. فقط لا غير...
عفاف : لا والله..؟؟ فقط لا غير... هييي.. ترى احنا بالبيت مو بالبنك..!!
يوسف : هههههههه...
وتسمع نغمة مسج على جوالها... خافت تفتحه قدام يوسف... وعشان ما ينتبه غيرت الموضوع على طول...
عفاف : احم احم..
يوسف : هاااه... قولي..؟؟
عفاف : ما اعرف وش اقولك... بس احس الوقت بدري على هالكلام... وعشان كذا ابغى اخذ رايك في شئ.. اذا ممكن...؟؟
يوسف وهو يسكر الكتاب ويحطه على المكتب.. ويحط يده على خده : كلي عيووون صاغيه...!!!!
عفاف : يوســــف..!!
يوسف باستهبال : ههههه... آذان صاغيه.. ولا يهمك..
عفاف تطالعه بدون ما تتكلم...
يوسف : يالله عاد.. قولي..
عفاف : فرضا...فرضا ان احد جا واتقدم لي... وش بيكون ردك..؟؟
يوسف : على حسب...؟؟
عفاف : على حسب ايش...؟؟
يوسف دار بعيونه كأنه يفكر : اذا هو رجّال يستاهل.. ليش نرفضه..!!!
عفاف ما كانت متوقعه ردة فعله ابدا... وفي نفس الوقت ما تعرف وشلون توصله انها للحين خطبتها لولد عمها قايمه... حتى لو كان ماهو بموجود..
يوسف : وانتي ليش تسألين..؟؟
عفاف ارتاعت من سؤاله.. وما عرفت وشلون ترد عليه... لكن انقذها جوال يوسف اللي بدا يرن...
يوسف يرد : وعليكم السلام... مرحبا... الحين.. وين بالضبط...؟؟ بالشركه..؟؟ طيب الوالد عندك..!!
اها.. ان شاء الله... حياك الله... وقفل الجوال... واخذ شماغه.. وقام بسرعه بيطلع... وهو طالع التفت لعفاف...
يوسف : راجع لك... ولازم اعرف الموضوع... وغمز لها بعينه وطلع...
عفاف كانت عايشه بدوامه... كانت بتفضح حبها.. المفضوح....!!! وبتقول بكل بساطه ليوسف عن السالفه... وهي على بالها انه على علم بالموضوع...
فتحت الرساله الواصله لها... وللاسف... كانت من نفس الرقم اللي دايما يجيها ازعاج منه... وهالمره كاتب لها..
" الا ياصاحبي ليش القطيعه..
مع الايام صارت لك طبيعه..
وانا مدري علامك..يارفيقي..
قطعت الزياره والدنيا وسيعه..
شغل مدري جفا مدري زعل...
او ان الكبرياء يامرك وتطيعه..
على فكره ترى الوصل..
هو حياة العمر ..
وهو غايه ربيعه "
هزت راسها بأسى... وقامت تطلع واهي خلاص يائسه من هالموضوع... او حتى مجرد وجود حل له...؟؟
*************
قفلت الخط... وهي تحس براحه... على الاقل فيه احد حس فيها... فيه احد سأل عنها... كان من الممكن انها تعيش الالم لوحدها.. لكن اتصال غاده.. اثبت لها العكس... كانت تسترجع كل كلمه سمعتها منها.. وكل حرف نطقت فيه... كانت بكلامها تبان اكبر من عمرها... كانت اول كلمه قالتها " عمتي..." وصاحت... كانت تبكي ببكاء عمتها اللي ينتقل لها عبر صوتها المتحشرج... عبر نفسها المتقطع من اثر الضرب والاهانه.. والظلم.. والشك... وكل انواع الحرمان... بكل بساطه قالت ام فارس كل اللي صار لها لغاده... حستها قريبه منها.. بحيث اها ممكن تصون سرها وتحفظه...
جلست فتره في مكانها.. جالسه مثل ما كانت قبل المكالمه... تفكر كيف انها قالت اللي صار لها بكل سهوله لشخصين.. وتتحسس شعرها اللي انشد بكل وحشيه.. وتمسح على كل خصله منه.. في محاوله يائسه لاعادة الامان لكل شعره فيه...!!!
.
.
بعد ما حكت لها عمتها عن اللي صار لها... وعن حال زوجها اللي تبدل دون سابق انذار... وكأن عاصفه هائجه مرت في سماهم... وحطمت كل اواصر الحب والموده اللي كانت بينهم... صارت تشوف الدنيا بعينها احقر من انها تفكر فيها... اذا عمتي اللي كانت اسعد انسانه على وجه الارض هذا حالها... فكيف بالناس اللي عايشين بظلم وقهر والم عمرهم كله...؟؟ كيف باللي عاشوا على امل البقاء.. وفاجئهم الفناء...؟؟
غطت وجهها بكفيها.. وراحت في نوبت بكاء مريره.. على واقع عمتها المؤلم... وعلى ضمائر نامت في زمن الغفله....!!!!!
****************
كان يوم الثلاثاء يوم طويل وممل على العنود... اللي اضطرت انها تكمله لوحدها بحكم غياب عفاف عن كليتها.. وهالشئ زاد من شكها... كانت واقفه تنتظر غاده تعطيها غرض من عفاف حبت توصله لها... وما انتبهت الا على جميله وهي تلف بها لجهتها بكل وقاحه... ارتسمت على وجه العنود علامات القلق والارتباك... لو كانت عفاف او وحده من صديقاتها موجودات كان ما تجرأت انها تلمسها..
جميله بابتسامه : هاااااااااي العنود..
العنود باشمئزاز : اهلين..
جميله : وينك مالك شوفه..؟؟
العنود : والله تعرفين المحاضرات والـ...
جميله تقاطعها : اها.. وين عفاف اجل..؟؟ ولا درت انك بتشوفينها اليوم وقصرت العنوه...؟؟!!!
العنود استغربت من وين عرفت جميله عن زيارتي لعفاف : هاااه..؟
جميله : اقول العنود.. انتي غبتي فتره صح..؟؟
العنود بضيقه وتطالع ساعتها : ايه..
جميله : طيب هذا دفتر المحاضرات.. شوفي اللي ناقصك... وكمليه.. وعلى راحتك متى ما خلصتي رجعيه..
العنود منصدمه تطالعها وهي تدس الدفتر في يدها.. وحتى ما اعطتها فرصه للرد.. بمجرد ما سلمت الدفتر.. اختفت بين البنات...
العنود كانت في داخلها تغلي... ما تدري تضحك على حال جميله... ولا تبكي على حالتها..
جات عندها غاده واعطتها الغرض... بحكم ان العنود صديقة عفاف من زمان.. فكانت تمون على الكل... بما فيهم غاده.. اللي وصلت وهي تشوف جميله تبتعد عن العنود... لكنها ما وضحت لها أي شئ..
سولفت معها شوي.. وعلى اساس انها بتشوفها ببيتهم.. طلعت بسرعه.. وهي تدعي ربها يخلصها من جميله ويفكها منها..
بعد ما وصلت البيت.. ما اهتمت بدفتر جميله ولا غيره... كان كل همها... اثنين.. ما تستغني عنهم.. ابوها.. وامها... كان معظم وقتها يروح في جلستها بينهم.. كانت تشوف طلباتهم.. وتعطي امها علاجها اذا احتاجت.. وحتى اهي كانت تحس بقيمتها واهي في وسطهم... اول ما وصلت سلمت عليهم.. واستأذنت انها تطلع لغرفتها تبدل وتنزل... بعدما وصلت غرفتها.. علقت عبايتها وشنطتها..و رمت بالدفاتر على سريرها... استغربت من شئ طاح من دفتر اللي اعطتها اياه جميله..وكان هالشئ صدمه للعنود..
ما توصل الوقاحه بها ان تعطيني مثل هالاشياء..
كانت بكل خبث ودناءة.. حاطه في وسط الدفتر صور شباب... وعلى كل صوره رقم جوال.....!!!!!!!!!!
الجزء الثامن
باقي ربع ساعه بس... وتوصل صديقتها..
كان البيت كله في حالة استنفار.. عشان عفاف اللي قالبته فوق تحت... كان نادر جدا ان العنود تزورهم.. كانو يجتمعون اكثر شئ في المنتزهات.. في دور التحفيظ... لكن بالبيت.. قليل..
مهند داخل : الله الله... وش ذا كله... ليكون عندكم عرس وانا ما ادري...؟؟!!
ام يوسف تطالع عفاف بنظرات حب : ان شاء الله قريب..!!
عفاف انتفضت من هالكلمه.. ولفت تروح للمطبخ تكمل شغلها...
مهند : لا يمه من جد وش عنكم اليوم... احد بيزوركم..؟؟!
ام يوسف : ايه وانا امك.. صديقة عفاف بتزورها..
وتمر غاده تركض.. كان شكلها يضحك وهي مستعجله... شعرها مو مرتب... ولبسها مبهدل.. وحالتها حاله...
مهند : ههههههههه.... شفتي يمه هالخبله...!!
ام يوسف تضحك : هههههه... خلها في حاله.. ما نقصنا لسانها...
مهند قايم ويهمس : يمه.. مسوين حلى..؟؟!!!
ام يوسف تعرف حركاته : لا... جايبين جاهز..
مهند : بس... يكفيني...
وراح للمطبخ يرفع ضغط البنات شوي... وامه من وراه تضحك على خباله...!!!
.
.
.
بعد ما راح للشركه... حصل الوضع مقلوب فوق تحت... دخل مكتب ابوه وحصله يكلم واحد من الموظفين بعصبيه واضحه على ملامحه...
يوسف وعينه على الموظف : السلام عليكم
ابو يوسف التفت له : وعليكم السلام..
يوسف يجلس : مساك الله بالخير... وش عندكم...؟؟!!!!
ابو يوسف بانفعال : تعال تفاهم معه... ما عاد فيني عقل للتفاهم... اعصابي تلفت خلاص انتهيت...
يوسف : خلاص الغالي... ولا يهمك.. بس وش مسوي اهو..؟؟
ابو يوسف يلتفت على الموظف : قله.. قله عن سواد وجهك...!! قله انك رفست النعمه برجلك..!! قله انك خنت اليد اللي انمدت لك!!... قله...!! وش عندك ساكت...؟؟ انطق...!! حسبي الله ونعم الوكيل...!!!
يوسف يوقف : خلاص يبه.. ( ويكلم الموظف ) يالله رح لمكتبي... والحين جاي لك..
طلع الموظف..ولا ظل الا يوسف وابوه... بعد ما عرف الموضوع على طول طلع لمكتبه... والنار تغلي في داخله... يوسف معروف بحنكته ودهاءه... وقدرته في السيطره على الوضع مهما كان... مع شدته وقوة اعصابه.. الا ان احن منه مافيه...!!!
.
.
.
طلع مهند من البيت بعد ما ضايق خواته شوي... ونكد على غاده اللي ما يستانس الا اذا يرفع ضغطها..!! وهو بالسياره اتصل على جوال سعد...
.
.
سعد في هالوقت كان جالس مع امه.. يشرب شاهي.. مروق الرجال لا هامه لادوام ولا غيره...!!! دخلت عليهم وفاء... كان شكلها مترتبه ومستعده للطلعه...
وفاء : سعد بتطلع..
سعد : لا بادخل..!!!!!
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك