رواية بين الامل والالم اسطورة -6

رواية بين الامل والالم - غرام

رواية بين الامل والالم اسطورة -6

طارق وقد كان على وشك الخروج : أمنتني ما أعلم ..
أم طارق نادت عليه وبإصرار: وقف أنا رايحه أجيبها ..
طارق باعتراض : لكنـــ
قاطعته بصرامة قلما تظهر وبالذات لطارق : بس تقعد عندنا لين
أطمن عليها وبعدين الله يستر عليها ..
أذعن طارق لقرار أمه وخرجت وخرج هو خلفها وتقابلا في الصالة
أمسكت أم طارق الإنتركوم : ألو جولي الساعة عشرة تعالي
مع السايق للمستشفى ok .
جولي : ok madam .
خرج طارق وركب سيارته بي ام دبليو الجديدة السوداء وانتظر
أمه حتى ركبت وتحرك بسيارته ..
**************************
حزمت أمل حقيبتها وصلت الضحى وجلست تنتظر الساعة الثامنة
والنصف ويكون قد مضى على الأمر 72 ساعة نظرت للساعة المعلقة
على الحائط ورأتها قاربت على الثامنة والثلث أي بقي لها عشر دقائق
لبست عباءتها وحملت حقبتها وهي تهم بالخروج توقفت تنظر إلى المرأة
التي دخلت عليها والتي لم ترها منذ ثلاثة أيام أقبلت المرأة وابتسمت
لأمل التي رفعت نقابها تقدمت إليها وسلمت عليها أمل بينما قابلتها
المرأة باحتضان دافئ ..
أم طارق : شلونك يا بنتي .
أمل بابتسامة : الحمد لله بخير وأنتي يا خالتي ..
أم طارق : الحمد لله ..تساءلت ..أشوفك لابسه وين رايحة ..
أمل : خلاص كتبت لي الدكتورة خروج عندي أوراق باخذها وبروح ..
أم طارق بعفوية فهي تعلم مسبقاً أنها بلا منزل والحقيبة تثبت ذلك
: وين بتروحين ..
تألمت أمل للمرة الألف من هذا السؤال وأخفت ضيقها وردت بغموض
: أرض الله واسعة ..
أم طارق باعتراض : لا لا , والله ما تروحين إلا معي لين ربي ييسر أمرك ..
أمل باعتراض هي الأخرى : لا خالتي ما أقدر .. لا تحلفين ..
أم طارق بحنق : والله أن تروحين معي ولا كلمة ثانية ..
أمل استسلمت تحت ضغط المرأة وقالت بمحاولة أخيرة للتملص
: خالتي بس اليوم ..
أم طارق بجديه : لااا لين ربي يحلها ..
أمل باستسلام تام : على أمرك خالتي ..
أم طارق وقد هدأت : يا بنتي ما قلتي لي أسمك ..
أمل : خالتي أسمي أمل ..
أم طارق : عاشت الأسامي يا بنتي وأنا أم طارق .
أمل : عاشت أيامك ,, خالتي أنتي أم الدكتور طارق .
أم طارق بابتسامة فخر بابنها : إيوه ..
كتمت أمل ضيقها "يعني أنا بعيش معه في نفس البيت يا ربي هذا
يكرهني وأنا كمان , ما أبي أسكن عندهم بحاول مره ثانيه معها " ..
أمل بتردد : خالتي كيف أسكن عندكم وأنتي عندك شاب في البيت ..
أم طارق وقد فهمت ما يدور في نفس أمل : شوفي إنتي حتسكنين
في ملحق الضيوف وهذا الملحق له باب خارجي وماله إلا باب
واحد يطل على الصالة..
أمل بامتنان : خالتي ما أدري كيف أشكرك ..
أم طارق : إيش قلنا ما فيه بين البنت وأمها شكر ..
أمل : تسلمين .. تطلعت للساعة فوجدتها تقارب التاسعة والنصف
أي أنها تأخرت ما يقارب الساعة وأكملت .. خالتي بعد إذنك في
أوراق ضرورية أبيها ..
أم طارق : إرتاحي أنتي وأخلي طارق يجيبها لك ..
وقفت أمل : لا خالتي معليش أنا أبي أجيبها ..
وقفت أم طارق هي الأخرى : خلاص أنا بنتظرك في الاستقبال ..
أمل : طيب .. مع السلامة ..
خرجت الاثنتان إلى الردهة ثم تفرقتا كل واحدة سلكت اتجاه ..
أوقفت أمل في طريقها ممرضة محجبة ويغطي وجهها نقاب وتلبس
معطف طويل وفضفاض ..
أمل : لو سمحتي أختي ..
الممرضة : نعم ..
شكت أمل في الصوت وكأنها تعرفها : ممكن وين مكان المختبر ..
الممرضة وصفت لها مكانه وعندما همت أمل بالمغادرة أوقفتها الممرضة
الممرضة : أنتي المريضة اللي وكلني الدكتور طارق أسهر عندها ..
أمل : إيوه .. ليكون إنتي الممرضة ..بصوت فرح ..ما شاء الله
مبروك الله يثبنا وإياك على الطاعة ..
الممرضة بامتنان : مشكووووور على النصيحة والحمد لله أنا الحين
مرتاااااحة ..
أمل بفرحة : العفو .. إنتي لا توقفين عند نفسك لا كملي وانصحي
زميلاتك وأهلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((الدين النصيحة )) ..
الممرضة : إن شاء الله .. آسفة عطلتك ..مع السلامة .
أمل : مع السلامة ..
********

عند المختبر ..

وصلت و وتقدمت إلى مكتب استعلام القسم .. وقفت عند أحدى
الموظفات ..ألقت التحية وردت عليها الموظفة ..
أمل : لو سمحتي نتيجة تحليل باسم إبراهيم ..
الموظفة بحثت لثواني في الحاسوب ثم فتحت إحدى الأدراج وأخرجت
ظرفان الأول كبير توقعت أمل أن يكون نتيجة التحليل والآخر عرفته
واستغربت لماذا يعود لها ..
مدت الموظفة الظرفان لأمل : خذي ..
أمل باستغراب : ليش الظرف الثاني .؟؟
الموظفة : الدكتور طارق طلب أن يكون مع النتيجة ..
شعرت أمل بغضب شديد من تصرف طارق وتمالكت أعصابها .. شكراً
..ثم انصرفت ..
مشت أمل في الردهة بغضب كانت تريد تفريغه استغفرت ووقفت أمام
المصعد تنتظره وهي تحاول تهدءة نفسها وما هي إلا لحظات حتى
توقف المصعد وخرج منه طارق ..
تنحت عن طريقه وهي تشعر بالغضب يتصاعد من رؤيته ولكن ذكرت
نفسها أنه رجل غريب ولن تكلمه ستوصله المبلغ بطريقة أخرى
.. مر من أمامها ولم ينتبه لها وعندما التفت إليها لاحظ ما تحمله فعرفها ..
كانت تهم بالدخول إلى المصعد عندما سمعت صوته يناديها ..
طارق باستهزاء : يــا أخت ..
التفتت له ولم تتكلم ..
طارق بغضب مكتوم و بأمر: إذا كلمتك ردي علي ..
هزت رأسها بلامبالاة مقصودة حتى تغيظه وردت : بأي صفة أكلمك ..
رفع إحدى حاجبيه بسخرية ونظر لها بازدراء : بصفتك , أمممممم
..وضع سبابته عند صدغه وكأنه يفكر وأكمل .. خلينا نقول ضيفة
ثقيلة فبيتنا ..وبسخرية.. ينفع ؟؟
أحست أمل بالذل وجرح كبيييير في كبريائها وقالت بثقة مصطنعة
: شوف أنا ما جبرت أمك تاخذني معها مادامك موب راضي أجلس
عندكم وأكون ضيفة ثقيلة عليكم ..رفعت كتفيها بلامبالاة.. خلاص
إذن ما بروح مع أمك وخذ ..مدت له ظرف المال .. ما أحتاجه ..
أحس بغضبه يتزايد حتى أحمرت عينيه وكادت تطلق شرراً وتكلم
بين أسنانه : شوفي أولاً أنا ما أحد يطول لسانه علي , ثانياً بتروحين
مع أمي غصب(ن) عليك موب عشانك لااا عشانها هي مابيها تشك
في الموضوع والله العالم يمكن إنتي خدعتيها ومثلتي دور الطيبه
والشريـــــــــــــــفة ..مد الأخيرة بقصد.. عشان تسكنين عندنا
, ثالثاً حتصيرين ضيفة ثقيلة لشــــــــــــهر أو أقـــــــل ومالك دخل
بأحد ولا تحتكين بأخواتي أبـــــــــــداً وبعدها تخرجين بكرامتك ولا
أنا أخرجك بطريقتي ..جر الظرف من يدها ورفعه ورماه عليها
باحتقار واصطدم بصدرها ثم سقط وانتثر المال و دار عنها ومشى
قبل أن ترد عليه..
أما هي .. بلغ عندها الحنق والغضب أقصاه وأحست وكأن سكيناً
حادة سلطت على قلبها مزقت ما تبقى منه وتركته ينزف ألماً وذلاً
وكبرياءً مهدورة ثم انحنت وحملت المال وصعدت المصعد فانفجرت دموعها ..
******
ركبت السيارة بمحاذاة أم طارق بعد أن حملت الخادمة الحقيبة
ووضعتها في الخلف وتحركت السيارة ..
غرقت السيارة في السكون لمدة خمس دقائق لا يسمع إلا صوت
المحركات حتى قطعت الصمت أمل تتساءل بصوت هامس بسبب وجود السائق ..
أمل بهمس : خالتي عندك بنات ..
ابتسمت أم طارق تحت الغطاء وردت : عندي ثلاث بنات ثنتين كبار
ووحده صغيره وحفيدين بنت وولد بعد ..
أمل : ما شاء الله إنتي جده ..وتساءلت ..هم عيال الدكتور طارق ..
أم طارق : لا عيال بنتي الكبيرة شهد ..وأكملت بحزن.. طارق ماتت
زوجته وحالياً موب متزوج بس ..تنهدت وقطعت كلامها .. خلينا من
هذي السيره إللي تكدر لكن ما قول غير الله يهديه ويتزوج عشان
يرتاح قلبي وينسى إللي حصل ..
أسكتت أمل فضولها وكاد تستفسر عما حصل ولكن رأت أم طارق
تمسح عينيها من الدموع وحدثت نفسها "مصيري أعرف وكل شيء
بيتوضح مع الأيام " ووضعت يدها على كتفها لتهدئها: خلاص خالتي
لا تكدرين خاطرك دموعك غالية , إن شاء الله حيجي هو بنفسه
ويقولك زوجيني ..
أم طارق برجاء : الله يسمع منك ..
في هذه اللحظة توقفت السيارة أمام باب القصر ..
كادت تفلت من أمل شهقة عندما رأت جمال القصر وروعته
وحدثت نفسها "اللهم ارزقنا الجنة " ..
ترجلتا من السيارة ودلفتا إلى داخل القصر وخلعت أم طارق
عباءتها وحقيبتها ومدت بها للشغالة وأدارت رأسها لأمل ..
أم طارق : أمل حبيبتي شيلي عباتك واجلسي ..
هزت أمل رأسها نفياً وجلست على إحدى المقاعد المفردة
: لا خالتي كذا مرتاحة ..
فهمت أم طارق مقصدها : يا بنتي اعتبري نفسك ببيتك ..
ابتسمت أمل بامتنان وحدثت نفسها "كيف راح يكون بيتي
ولا أرتاح بعد كلام ولدك اللي سم بدني فيه " وردت
: مشكوره خالتي ..
هزت أم طارق رأسها ورفعت الإنتركوم وضغطت عدة أرقام
ثم تكلمت : ستي جيبي إثنين عصير وصحن حلا وصحن
فطاير ok.. وضغطت زر أخر ثم أكملت .. شادن أنزلي أنتي
و شذى عندي ضيفه بسرعة ..
شادن : حاضر ماما ..
أقفلت أم طارق سماعة الهاتف وأدارت رأسها لأمل وابتسمت
لها : شادن الحين جايه ومعاها شذى أما شهد في بيت زوجها
على العصر أو المغرب تيجي عندنا ..
ردت أمل الابتسامة وبهدوء : الله يخليهم لك ..
بعد دقائق ..
أطلت من الدرج الحلزوني الذي يتوسط الصالة الواسعة فتاة
تبتسم بشقاوة وفرح و تتقافز على درجات السلم بخفة وهي ترتدي
بنطلوناً من الجينز وقميصاً باللون السماوي بتفرعات كحلية
اللون يصل منتصف الورك وبربع كم وبفتحة واسعة عند الصدر..
.. كتمت أمل ضيقتها من لباس الفتاة ولم تتكلم ..
تقدمت منهما الفتاة وألقت التحية بابتسامة وتقدمت من أمها
وقبلت رأسها واقتربت من أمل وسلمت عليها باليد ثم اقتربت
وسلمت بالخد ..
وجلست على كنبة تتوسط الكنبتين بين أمها وأمل وبادرتهم بالكلام ..
شادن : شلونك ماما ..التفتت إلى أمل .. أخبارك ..وابتسمت لأمل..
ردت الاثنتان بــ ((الحمد لله ))
أم طارق : شادن هذي أمل , أمل هذي شادن بنتي عمرها ثمنطعش .
شادن بابتسامة : تشرفت أمول ..
أمل ردت لها الابتسامة : الشرف لي يعني أنتي نفس عمري ..
تفاجأت الاثنتان من كلامها وكل واحد منهن جال بفكرها ما يناقض الأخرى
وردت شادن بسرعة : بـــــالله والله توقعتك أصغر وجهك
مررررره بيبي فيس ..
ضحكت أمل بخجل ..
وعلى النقيض فأم طارق كانت تظن العكس وحدثت نفسها
"يا الله مره صغيرة إذا كان الحين عمرها ثمنطعش أجل يوم تزوجت
كم؟؟ , ياربي مسكينه تعذبت من صغرها الله يكون فعونها بإذن الله
أوقف معها و ما أتركها إلا إذا تطمنت عليها "
أحضرت الخادمة ما طلبته منها مخدومتها ووزعت الأطباق والعصير وذهبت ..
أمل بتساؤل لشادن : تخرجتي من الثنوي ..
شادن بمرح : لا لسه السنه هذي رايحه ثالث ..سألتها.. وأنتي ؟؟
أمل بحزن : لا أنا تركت الدراسة بعد ما خلصت من أول ثنوي ..
شادن بتساؤل : ليش ؟؟ ماتحبي الدراسة ...
أمل : لا أنا أحبها بس ظروف حصلت لي وتركتها ..تستفسر منها ..
شادن ليش مو المفروض إنتي متخرجة الحين ..
هزت شادن رأسها إيجاباً : إيوه لكن وأنا فصف ثالث متوسط
صار لي حادث مع السواق والشغالة ..وأكملت بحزن.. صرت ما
أتحرك و تعالجت سنه كاملة والحمد لله شفيت ..وابتسمت بمرح
.. وشوفيني الحين مثل الحصان ..
أمل : قولي ما شاء الله ترى ما يحسد المال إلا أصحابه .
شادن : ما شاء الله
تكلمت أم طارق بعد أن كانت مستمعة لنقاشهن : أمل مدي يدك
اشربي عصيرك وكلي ترى باين الضعف عليك فالمستشفى أغلب
وقتك على المغذي..
شهقت شادن : ليش كانت في المستشفى ..أدارت رأسها لأمل
.. أمول إيش فيك تعبانه ؟؟..
هزت أمل رأسها نفياً وردت بحزن : لا بس ولدي ..وأنزلت
رأسها لتمسح عينيها من الدموع ..
أشارت أم طارق لشادن أن تصمت وقالت بهمس : أقولك بعدين ..
رفعت أمل رأسها وتكلمت بجمود : خالتي ممكن توريني
الغرفة أبي أرتاح شوي قبل الظهر ..
أم طارق : طيب ..وكلمت شادن .. شادن ودي أمل جناح
الضيوف عشان ترتاح ..
نهضت الفتاتان وتقدمت شادن أمل إلى الجناح ودخلتا بصمت .
شادن : أمول تعالي شوفي غرفة النوم والحمام (تكرمين)
داخل من هنا ..وأشارت إلى نهاية الردهة..
وهنا الصالة والمطبخ التحضيري ..وهي تشير إلى المكان
الواقفتان فيه .. وهذا الباب وراه مجلس ..وهي تشير لباب مقفل ..
أمل : مشكوره حبيبتي ..ومشت متجهة إلى غرفة النوم
.. تعالي معي نسولف شوي ..
هزت شادن رأسها باعتراض : لا إنتي ارتاحي و العصر نتقابل ..
أمل : إن شاء الله , قولي لخالتي مابي غداء ..
شادن : حاقولها إن شاء الله , مع السلامة..
أمل : مع السلامة ..
خرجت شادن من الجناح ودخلت أمل غرفة النوم لترتاح ..
*******************************

بعد صلاة العصر ..

كانت جالسة في الصالة وهي تتطلع إلى المنزل ودقت تصميمه
وتناسق ألوانه وأشكاله وهي تحدث نفسها "ما شاء الله لا قوة
إلا بالله إذا كان هذا الإبداع والجمال من صنع البشر كيف أجل
صنع رب البشر وهو اللي بنا الجنة بيده الكريمة سبحانه
’ يا رب ترزقنا الجنة ’ " انتبهت لصوت طرق على الباب وقفت
وسارت باتجاه الباب وفتحت وكانت تقف أم طارق وخلفها بناتها
شادن و شذى حيتهن ودعتهن للدخول وعندما مرت بجانبها شذى
أمسكت أمل بيدها برفق ونزلت لمستواها وقبلتها على وجنتيها وسألتها ..
أمل بابتسامة : إيش اسمك يا حلوه ؟؟
شذى : أنا سدى .
أمل بضحكة : ياقلبو ياناس الله يسعدك ..وقبلتها مرة أخرى
ووقفت وسارت بها إلى حيث تجلس أمها وأدارت ظهرها متجهة
إلى المطبخ لجلب القهوة التي صنعتها بعد أن صلت العصر أوقفتها أم طارق ..
أم طارق باستغراب: وين رايحة يا بنتي ..
أمل : بروح المطبخ سويت قهوه حاجيبها ..
أم طارق معترضة : لا لا أنتي تعبانه تقومين تضيفينا ..وأدارت
رأسها لشادن و نهرتها .. قومي روحي جيبي القهوة ..
أمل باعتراض : لا ياخالتي والله ما تقوم أنا أجيبها إلا إذا تعتبريني ضيفة ؟؟
أم طارق بنفي : لا والله والله إنك بنتي و أغلى بعد ..
صرخت شادن باعتراض مصطنع : أوووووووه لا طاح كرتنا
أجل ..وحدثت شذى.. شذوي قومي قومي راحت علينا أمل الظاهر
بتكوش على الحب كله..
ضحك الجميع على أسلوب شادن الساخر ..
أمل بضحكة : ههههههه الله يقطع شرك شدون ..وسارت باتجاه
المطبخ .. بعد إذنكم حاجيب القهوه ..
أحضرت أمل القهوة وطلبت شادن من إحدى الخادمات عبر
الإنتركوم إحضار الحلوى وجلسن يتجاذبن أطراف الحديث الذي
بدأته شادن بسؤال إلى أمها : ماما أبوي متى حيجي ؟؟
أم طارق بهدوء : اليوم طيارته توصل الساعة 9الليل ..
شادن : أها السايق حيجيبه ..
أم طارق : لا ,طارق إذا خلص الدوام راح يستقبله ..
شادن : بس مررره طول في سفرته هذي ..
أم طارق : أيوه اليوم يكمل له شهر من سافر ..
صمتت الاثنتان ونظرتا إلى أمل التي تتطلع لهم بتساؤل ..
ضحكتا عليها ..
شادن بضحكة : هههههههه , أمل والله لوتشوفين وجهك تموتين
ضحك كأنك طفل يبي يسأل لكنه متردد وخايف , قولي اللي عندك ...
خجلت أمل وأكتست وجنتيها باللون الوردي وضحكت بخجل
: ههههه , أمممم , ليش أبوك مسافر ؟؟
شادن : الله يسلمك أبوي بزنس مان يعني دايماً يسافر بس هذي
المرة طول..
أمل : أها الله يوصله بالسلامة ..
أم طارق و شادن : آمين
شادن : أمول انتي فأي مدرسة درستي .
أمل : فمدرسة القريه ..
شادن بتساؤل : ليه انتي مو من جده؟؟ ..
أمل : إيوه من جده بس القريه مش بعيده من جده يمكن 30 كيلو
وهي موب قريه بالمعنى الصحيح هي أقرب للحاره بس أحنا نسميها قريه ..
شادن : ليش هي يعني موب متطوره ..
أمل : لوسألتي هذا السؤال قبل أربع سنوات لو كان قلتلك خرابه
لكن الحين متطوره ومسفلته وكمان البيوت مجدده وأشكالها حلوه
يعني بختصار صارت حلووه مره ..
شادن : ما شاء الله ..تساءلت.. انتي متى آخر مره زرتيها ؟؟..
أمل بحزن : قبل أسبوع ..أخفضت عينيها حتى لا تريا الدموع التي
تجمعت فيها..
سكتت الاثنتان عندما رأيتا حالها ..
أم طارق : شادن روحي دقي على شهد شوفيها حتيجي ..
وقفت شادن وقد علمت أن أمها تريد أن تنفرد بها أمسكت بشذى
الصامته فهي تكون هادئة عن الأغراب وتكلمت : طيب ..وخرجت..
بقيت الاثنتان صامتتان إلى أن كسرت أم طارق حاجز الصمت .
أم طارق بتردد : أمل أبسألك سؤال أتمنى تجاوبي عليه إذا ما عندك مانع ..
رفعت أمل رأسها بعد أن مسحت عينيها : سمي يا خالتي ..
أم طارق : سم الله عدوك ..بتردد.. أممممم , أمل إيش اسم أمك وأبوك ..
اكتسى الحزن أمل وقالت بهدوء : ليش خالتي ..
أم طارق بجديه : لأني مشبهتك على وحد أعرفها من زمان ..
أمل : أها .. أبوي اسمه إبراهيم ناصر الـ...... وأمي اسمها ساره
بس ما أعرف إيش لأني ما عرفت عنها إلا قبل أربع سنوات بس ..
تفاجأت أم طارق "ياربي والله إني عرفت إنها بنتها مره شكلها
" وسألت بحذر : ليش هي وينها عنك ؟؟
أمل وقد دمعت عيناها : خالتي سلمى قالت لي إنها ماتت بعد ما
ولدتني بيوم و أنا ما أعرف شيء عنها غير اسمها .
تسابقت دمعات أم طارق وشهقت ثم بكت بقوه ..
خافت أمل على أم طارق واقتربت منها وجلست على ذات المقعد
وهي تبكي لبكاها : خالتي إيش فيك ليش تبكين ؟؟
أم طارق بين شهقاتها : يعني إنتي بنتها وهي ماتت لا لا ما صدق
كنت انتظر متى يجي اليوم اللي بنتقابل فيه لكن ..واستمرت تبكي
بألم وحرقة على فراق صديقتها .. أمل ما تدرين إيش كانت لي أمك
, ساره كانت أغلى صديقه لا مو صديقه أخت وأغلى من خواتي
عشنا مع بعض من صغرنا لين صار عمرنا 12 سنه وبعدها
..شهقت وبكت وأمل تبكي متأثرة من بكاها .. بعدها ما شفنا بعض
دورت عنها لكن ما لقيت لها أثر لكن ما فقدت الأمل إني بيوم
أقابلها لكن يوم شفتك حسيت إنك بنتها نفس شكلها وكلامها و
هيئتها ولما تأكدت آآآآآآآه ياليتني ما عرفت وأبقى على أمل
إني يوم ألتقيها ..
أمل ودموعها تجري : ياخالتي انتي عرفتي أمي وعشتي معها
وتكلمتي معاها لكن أنا إيش أقول أنا ما شفتها أبد , خالتي أحس
شي ناقصني من وأنا صغيره أدور على ذا الشي لكن ما لقيته
..شهقت بألم.. وما أحد عوضني خالتي أبوي كان يكرهني وسلمى
كمان وأنا ما أعرف السبب من يوم و أنا صغيره أنضرب بس إذا
خرجت وأبوي شاف وجهي وبدون سبب ..ومسحت دموعها بيديها
ولكنها عاودت الانهمار.. لكن عرفت السبب متأخر ومتأخر كثييييير
يا خالتي أبوي مسحور .
ضمتها أم طارق وهي تبكي بصمت : أنا راح أعوضك ولا أخليك
إنتي بنت الغاليه وأبوك يتعالج بإذن الله ..
أمل ببحة ومازالت مستمرة بالبكاء : خالتي أبوي كل يوم عن
الثاني يتعب أكثر شفته قبل أسبوع ظنيته شبحه خايفه يموت من
يبقالي بعده خآآآآآآآيفه ما ألقى أحد حوليني والله أموت ..
ضمتها أم طارق بعد أن تماسكت ومسحت دموعها : بسم الله عليك
..زادت في احتضانها .. وأنا وين رحت يا أمل والله ما أتركك وأبوك
كل اللي فيه من السحر وإن شاء الله ينفك عنه ..
أحست أمل بالدفء في حضن أم طارق وأغمضت عينيها ودموعها
تجري على خديها : خالتي احضنيني أحس البرد سكن فيني
, خالتي لا تتركيني وحدي..
أم طارق حضنتها بقوه : أمل أنتي بنتي وما أحد يتخلى عن بنته
ومن اليوم رايح تناديني يمه وما برضى تقولين لي يا خالتي أبد ..
ابتسمت أمل وهي في حضن أم طارق وردت : حاضر يمــــــــــه ..
*********
فيـــ ~ ركن من الوادي
كانت هناك وردة حمراء بهية
تألقت بجمال
ونثرت عبيرها
فشدت كل من نظر إليها
مر بها الألم
شده حسنها
حاول اقتلاعها
أبت إلا الصمود
ولكنه لم يتوقف عن المحاولة
حتى انتزعها بعنف عن أرضها
حملها بين يديه
نظر لها بازدراء
وألقها في مكان
مظلم
موحش
باااارد
وغادر
تركها تواجه العطش والخوف و البرد
وحــــــــــــيده
تحول لونها الأحمر الزاهي
إلى البنفسجي الكئيب
حاولت النهوض
لتبتعد
ولكنها لم تقوى
مر زمن طويل و هي تصد الموت بشرسة
وأتى يوم
هبت نسمة دافئة
أنعشت بقايا روحها
وكسر وحشة الظلام نور ضعيف قادم من بعيد
نهضت بما تبقى لها من قوة
و رأت النور القادم إليها
فأيقنت أنه الأمل
وصرخت ببهجة
((أرى بصيص من الأمل))
*****************************
نهايــــــــــــــــ الجزء السابع ـــــــــــــــــــــة
******************************
سبحان الله العظيم


سبحان الله

&< ~^((الجزء الثامن))^~ >&

~[(هل رحل الألم ؟؟)]~.
.... صرخت : لاااااااااااااااااا
وانفجرت تضحك عليهما عندما رأت وجهيهما ولم تستطيع الوقوف من الضحك فجلست ومسحت عينيها من الدموع ووضعت يدها على صدرها وتنهدت : أوووه والله أشكالكم تحفه .
تكلمت أم طارق بعصبية تظهر في صوتها : الله يقطع شرك فجعتينا إيش بلاك ..
تكلمت شادن بجديه مضحكة وقد لاحظت يدي أمها محتضنة يدي أمل : قولوا إيش تسوون ها وانتي يا ست أمل خلاص أخذتي أمي على كذا بروح أنتظر أبوي وأعسكر عنده قبل ما تكوشي عليه هو الثاني ..
ضحكت الاثنتان عليها وتكلمت أمل وقد دفنت نفسها في حضن أم طارق : روحي أصلاً صارت هذي أمي وحدي ..رفعت رأسها لأم طارق .. صح يمه.
ابتسمت أم طارق بحنان : صح يا روح أمك ..
شادن باعتراض ساخر : لأه لأه ما يصحش الكلام ده دنا كدا حزعل ..واقتربت منهما وحاولت إبعاد أمل عن أمها فتوقفت عندما رأت دمعة سقطت من عيني أمل وأكمل بجديه بعد أن ابتعدت .. أمل والله ما أقصد أزعلك سامحيني أنا أمزح أبي أبعد جو الحزن عنكم لما شفتكم تبكون ..
رفعت أمل رأسها من حضن أم طارق ومسحت الدموع من خديها : لا يا عمري والله موب زعلانه لكني أول مره أحس بالحنان والدفا وأن عندي أهل أتمنى ما يخلوني ..
دمعت عينا شادن واقتربت من أمل وحضنتها بقوه : أمل انتي أختي ومستحيل أتركك سمعتي مستحييييييييييل ..
*********************
بعد أن صلت المغرب وجلست لتكمل أذكار المساء سمعت صوت الإنتركوم فنهضت ورفعت السماعة وسمعت شادن تلقي التحية وردت عليها ..
شادن : أمل بعد شوي حتيجي شهد ونتجمع في الحديقة أقابلك من الباب الخارجي طيب ..
أمل : لحظة , أخاف أخوك ولا أبوك يجو وأحنا برا ..
شادن : لا يا عمري ما سمعتي أمي تقول طيارته توصل تسعه ودوام طارق يخلص ثمانيه يعني لسه بدري ..
أمل : خلاص شوي وأخرج ..ثم أغلقت السماعة ..
وقفت ودخلت غرفة النوم ووقفت أمام حقيبتها وفتحتها ورأت أمامها قميص أحمر اللون لإبنها إبراهيم حزنت لفراقه ولكنها لم تبكي وحدثت نفسها "أنا على الوعد يا إبراهيم بإذن الله " فرغت الحقيبة من محتوياتها وفرزت ملابس إبنها ووضعتها في كيس صغير ورفعتها في مكان بعيد في الخزانة حتى لا تراه مجدداً ..
ورفعت لها قميص بني بورود تركوازية اللون بأكمام حائرة وتنوره طويلة من الجينز الباهت و تحممت بسرعة ولبست ملابسها بالإضافة إلى شالاً باللون التركوازي وضعته على رأسها تحسباًً لدخول أي أحد .. وخرجت لهم كما وصفت لها شادن ..
سارت قليلاً ثم وجدتهن يجلسن على كراسي من الخيزران تتوسطها طاولة من الزجاج موضوع عليها بضعة صواني مغلفة وترامس القهوة الشاي بالإضافة للعصير ..
سلمت عليهم وجلست وكانت تجلس أم طارق وفي حضنها شذى وبجوارها شادن فجلست هي على الكرسي المقابل لهما ..
أمل : أخباركم ..
الكل : الحمد لله , وأنتي ..
أمل : الحمد لله , خالتي ..
قاطعتها أم طارق : ها إيش قلنا ..
ابتسمت أمل : يمه متى حتجي شهد ..
أم طارق بابتسامة وهي تنظر لساعتها الفخمة : هي خلاص على وصول ..
أمل : أها ..تساءلت.. كم أعمار عيالها ؟؟..
أم طارق : أمممم أظن إياد سنتين وكم شهر أما ريناد عشره شهور ..
أمل : الله يخليهم لها ..
أم طارق و شادن : آمين ..
في هذه اللحظة سمعوا أصوات أطفال فعلموا أنهم وصلوا فقفزت شذى بفرح وهتفت : إياد دا إياد دا ..
وهرولت حيث سمعت الصوت ..
ضحكوا جميعاً على حماستها وقالت أم طارق بصوت عالي : شذى بشويش لا تطيحي ..
صرخت الصغيرة من بعيد : تيب تيب ..
أمل بضحكة : يا عمري وكمان توقف ترد وتجري ..
شادن : هي أصلاً من تسمع صوت إياد تنط وتروح له مثل البرق..
أم طارق : يا عمري عليها تفرح فيه لأنها وحدها ما عندها أحد مثل عمرها تلعب معاه ..
شادن : هذا لأنك جبتيها في الوقت بدل الضائع بعد ما كبرنا ..
..... : إلا غيرانة عشانها أخذت حب أبوي كله ..
رفع الكل رأسه ووجدن شهد التي تحمل في يدها طفلة جميلة جداً تلبس فستانا قصير لفوق الركبة ويربط من الأعلى بخيوط رفيعة على الأكتاف ، وبالقرب منها إياد وشذى الممسكة بيده ..
ألقت التحية ورد عليها الجميع وتقدمت من أمها وقبلت رأسها ويمناها ووضعت ريناد في حضنها وتقدمت من شادن وسلمت بالخد ثم اقتربت من أمل وابتسمت لها وبادلتها أمل الابتسامة ومدت يدها وصافحتها وقبلتها بالخد كذلك وجلست بالقرب منها ..
شهد : أخباركم ..
الكل : الحمد لله ..
أدارت شهد رأسها لأمل : أمل صح ..
هزت أمل رأسها إيجاباً وابتسمت : إيوه ..
شهد : يوووه شادن صجتني من الظهر كل شوي تدق علي تسأل متى أجي عشان أشوفك ..ضحكت عندما رأت شادن تهددها .. ههههههه لا صراحة خوفتيني ..أشارت لها شادن بألا تكمل.. لا بقول , وتقول كانت حتنجن عليك وحبتك بقوووه ..
أحرجت أمل وأحمر وجهها : وأنا كمان حبيتها والله ..
ضحك الجميع على شادن التي أحرجت واحمر وجهها من الغيظ وقالت بتهديد : هيييييين إن كان قلت لك شي مره ثانيه ..وأدارت رأسها لأمل .. تسلمين يا عمري ..
وقفت أمل وسارت إلى أم طارق ومدت يدها : يمه هاتي ريناد بسلم عليها ..
مدت أم طارق الصغيرة لأمل وحملتها وجلست على المقعد المجاور لها وقبلت الطفلة بحب وحنان : يا دلبو تزنن ما شاء الله ..أدارت رأسها لشهد..مررره حلوه بنتك ما شاء الله تشبه لمين .. أجلست أمل الطفلة بحضنها فأمسكت الطفلة بطرف الشال تلعب به ..
شهد بتفكير : أمممممم والله مادري أظن تشبه وحده من عماتها ..
شادن : إيوه أظن تشبه أريام .
شهد : إيوه صح مرره تشبهها .
أمل : الله يخليها لك بس لو تلبسينها فستان بأكمام أحسن ما شاء الله بنتك بيضاء والناس عيونهم ما ترحم وترى سمعت من وحده أن بنتها جاتها عين بسبب ملابسها دايماً قصير وعلاقي والبنت الحين مريضة مررره ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات