رواية استيقظت من سباتي لاجلهم -4
قطعت الصمت بقولي :جدتك فضولية وتريد أن تعرف من المتصل الذي اقلق نظرات حفيدتها
أجابت بابتسامة باهتة :أنها أمنة
أجبتها :علاقتكما قوية ما شاء الله
اجابت : نعم ثم قالت بعدها :جدتي انا اعرف قصة محسد وندى واعرف كيف استطعتِ اخرج ندى من أزمتها
ثم قالت بعد أن أخذت نفس يزيل ارتباكها :فهل يمكنني ان اطلب منك حل ما أنا فيه وسوف أكون قانعة بقرارك فيه لأن التفكير بما أنا فيه أصبح يؤلمني
أجبتها وهناك بركان من الشكوك ثار داخلي :ان قدرني الله سوف أكون لكي عوننا وسندا
أجابت بدون لف ودوران :والد أمنة يريد الزواج بي
الإجابة مفاجئة رسمت علامات الدهشة على وجهي
وهي التقطت هذه لعلامات ورسمت علامات إحباط على وجهها وقالت :جدتي هل أكمل ام الغي الموضوع تماما
أجبتها بصورة مباشرة : هل هناك علاقة بينكما
أجابت باندفاع :جدتي لا توجد ولن تكون علاقة بيننا ومن هذه اللحظة اعتبرِ الموضوع منتهي
جدتي إنا لست خلود إنا رانية ابنة سيف الذي يتهافت على طلب قربه الجميع لن اخذل أبي أبداً
ثم قالت بصوت باكي :جدتي كفوا عن مقارنتنا بخلود فلقد خنقتمونا
كانت هي تجلس على الأريكة وأنا اجلس في مكاني أرضا ً
نهضت واقتربت منها وجلست بقربها ووضعت يدي على يدها وقلت لها :أنت في عمر يمكنه أن يتصور ما حل بنا ولا يستغرب تصرفاتنا وإنا لم اتهمك ,أنت ِ من تحسست ِ من سؤالي
ثم قلت تأتين وتقولين والد صديقتي يرغب بالزواج بي وهو لم يتقدم الى اهلك فكيف عرفتي بالأمر
الا يدعوا ذلك للشك
أجابت :جدتي أمنة هي من أخبرتني برغبته
ثم قالت: هل تريدين ان أقص عليك الحكاية كاملة
أجبتها :نعم ارغب وارغب بأن تكون الصراحة هي أساس حوارنا
أجابت :أعدك إن تكون الصراحة هي الأساس
وبدأت بسرد الحكاية
وقالت : كنت في الجامعة انتظر السائق الذي يوصلنا أنا ومجموعة من البنات
اقتربت فتاة منا عرفنا من ارتباكها وخجلها أنها في الصف الأول
قالت :السلام عليكم
ورددنا عليها السلام
وبعدها قالت : هل خط النقل عندكم يمر بمنطقة ....
إجابتها إحدى الزميلات : نعم
قالت : هل لديكم مكان شاغر
وبالفعل كان لدينا مكان شاغر لأن إحدى المشتركات أجلت الدراسة لهذا العام لأنها تزوجت في العطلة الصيفية ولديها مشاكل بالحمل ففضلت أن تحافظ على حملها وتأجل دراستها
أخبرتها الزميلة :نعم يوجد لدينا مكان شاغر
وأصبحت أمنة مشتركة معنا بالخط وبحكم كوننا آخر البنات يوصلنا الخط توطدت علاقتنا كثيرا
وفي احد الأيام رأيتها تسير برفقة شاب يبدو في أواسط الثلاثينات
استغربت الأمر واستنكرته أيضا فآمنة رغم قصر معرفتي بها أألا أنها تملك أخلاق عالية مع التزام ديني كبير
وكان استغرابي كبير عندما رأيتها تمسك بيد الشاب وتذهب معه في سيارته
لا أعرف كيف انقضى ذلك اليوم حاولت الاتصال بها ولكن شركة الاتصالات في ذلك اليوم أعلنت عن صيانة للشبكة وتم قطع الاتصالات
لذا بقيت أترقب اليوم التالي وبالفعل ما أن وصلنا الى الجامعة وانفردت بها
سألتها بغضب : أمنة من هذا الشاب الذي كنت ِ معه أمنه لايغرك الشكل والسيارة
بعض الشباب يستغلون بنات صف اول وانبهارهن بالحياة الجامعية لإقامة علاقة تكون الفتاة فيها ضحية بنظر نفسها ومجرمة بنظر المجتمع
وما أن انتهيت حتى انفجرت بالضحك والحمد لله كانا قد وصلنا للكلية التي ندرس فيها وهي للبنات فقط
قاطعت ضحكتها وقلت غاضبة : لما تضحكين أمنه أنا أنصحك ولو كنت ِ لاتعنين لي شيئا لما وجهت لكِ النصيحة ولو كنت أرى فيك فتاة غير خلوقة صدقيني لما كلفت على نفسي هذا العناء
ثم أردفت : أنت ِ فتاة أخلاقك عالية ومن المؤسف أن تكون ضحية لحظة إعجاب عابرة
عندها اقتربت مني وقبلتني وقالت : أنا محظوظة بتواجد صديقة رائعة وأخت كبرى مثلك
ثم قالت بنبرة فخر: أطمأني عزيزتي
من رأيتني معه هو حبيبي الذي لن يصل له حبيب أنه أبــــــــــي
توسعت عيني بدهشة
لتغلقهما أمنة بطريقة مرحة
وقالت : والدي تزوج وهو بعمر الـ 15 ووالدتي كان حملها سريعا بأخي وبمجرد أن اصبح عمر أخي شهرين حملت بي
لذا عندما نشاهد مع والدنا يظنونا اخوته الصغار وليس أبنائه الكبار
بعدها أصبحنا أكثر قربا ً من بعضنا وفي احد المرات تعطلت السيارة بنا في منتصف طريق العودة كل الفتيات اللواتي معنا أخذن سيارة أجرة أقلتهن الي منازلهن
ألا أنا وآمنة أهلينا ترفض ركوبنا بسيارة أجرة
هي اتصلت بوالدها أنا اتصلت بوالدي
وحظر أبي وأبيها في وقت واحد كان والدي مرتبط بعمل مهم
وبمجرد أن رأى والد أمنه طلب منه أن يقلني معهما ويبدو أن هناك علاقة أخوية عميقة بينهما
لأن والد أمنه عامل أبي وكأنه أخاه الأكبر الذي يكن له احترام كبير وأبي عامله وكأنه أخاه الأصغر الذي يستطيع الاعتماد عليه
وكان لركوبي معه بالسيارة والتعرف على نبرة صوته وتعامله الحنون مع أمنه هي نقطة تحول في مشاعري اتجاه والد أمنة ونقطة تحول في حياة والد أمنة لأنه فكر بالارتباط والزواج
كنت منصته لكلامها ولكن هذه النقطة أثارتني
وقلت لها : وهل من يحترم أباك وكأنه أخاه الكبير يفعل هذا
قالت : جدتي أمنه هي من طلبتني لوالدها أخبرتك منذ البداية بذلك وأنا صادقة اقسم لك ِ
وأنا من أرفض أن يتقدم لي خشية أن يُرفض لأنه أرمل ولديه أولاد بعمري تقريبا
جدتي أخشى أن افقد أمل الارتباط به
جدتي صدقيني مشاعري معه عذرية لم أدنسها مطلقا بما يسئ لأخلاقي
كوني واثقة أنا لم اكلمه مطلقا وهو لم يحاول ذلك
جدتي اخبريني ماذا افعل
ثم قالت بتوسل وجهيني مثلما وجهتي ندى التي عجزت أنا على أن أوجهها رغم عمق علاقتي بها
ثم أردفت بحزن عميق : ساعديني لأتخلص من مشاعري اتجاهه أو ساعدني لكي ......... صمتت وأنزلت رأسها حتى كاد يسقط في حضنها وقالت :
حتى أرتبط به دون أن تحدث مشاكل وتنتهي العلاقة الأخوية بينه وبين أبي وأعمامي
أخبرتها : هل تعرفين العمر الذي يفصل بينك وبينه
أجابت :14 سنة ثم قالت انه نفس العمر الذي يفصل بين عمتي وزوجها
قلت لها :نعم انه نفسه
ثم قلت : ولكن زوج عمتك لم يسبق له الزواج ولم تكن لديه عائلة وأولاد
قالت : ولكنك تعرفين قصة والد أمنة جيدا ً
عندها أخذتني الذكريات لبعيد لليوم الذي أتاني به مثنى ضاحكا وهو يقول : اليوم زواج القزم من العملاقة
اعرف جيدا أن فضلوكم وصل أقصاه لمعرفة ما حكاية القزم والعملاقة
الحكاية هي
عبد الرحمن صبي عمره 15 سنة ولكن مظهره يوحي بأن عمره 12 سنة
لديه خال وحيد وهو أبن عم لوالده يعمل في وزارة الكهرباء
رحل هذا الخال بعد شهر من زواجه نتيجة خطأ في موقع عمله
المرأة التي تركها هي ابنة عمه الوحيدة اليتيمة
كان الاقتراح أن يتزوجها والد عبد الرحمن ولكنها رفضت وبشدة كانت رغبتها أن تبقى على ذكرى زوجها ولن تتزوج أبدا ً ولكن أبا عبد الرحمن رفض وخيرها بينه وبين ولده الصبي عبد الرحمن الذي يصغرها بـ11 سنة وقبلت بعبد الرحمن المراهق على أن تقبل بأبيه وتفجع ابنة عمها المفجوعة أصلاً بوفاة أخيها الوحيد
وكان الزواج الذي أنتشر بين أقران عبد الرحمن باسم زواج القزم من العملاقة
لان عبد الرحمن كان في حينها قصير مقارنة بزوجة خاله ممشوقة القوام
وكان زواجهم حديث ذلك الوقت وطرفته التي لا تنتهي فعلى الرغم من عزلتي في حينها ألا أن زميلات المهنة اللواتي كن يترددن علية كن يتكلمن عن عبد الرحمن وزوجته وكيف حملت منه بوقت قصير وغيرها من الاحاديث التي تتندر بحملها من صبي صغير وهي المرأة الواعية
لم أقابلها مطلقا فمعرفتي مقتصرة على والدة عبد الرحمن فقط ولكني كنت أقول بنفسي دائما عندما يذكر اسمها أعانها الله على كلام الناس الذي لا ينتهي
وبعد أربعة سنوات على زواجهم رزقوا فيها بولد وبنت توفت نتيجة إصابتها بسرطان الثدي الذي لم يمهلها طويلا ً
وبقى عبد الرحمن يربي صغاره بمساعدة والدته ويعمل من اجل أن يوفر لهم ما يحتاجون رغم حالة والده المادية الفوق المتوسطة
وأكمل عبد الرحمن دراسته الجامعية تخصص قانون وسياسة وفتح مكتب للمحاماة
واستقل ببيت لوحده وهو وبكل صدق فخر لكل الشباب
ومثنى أبني يعتز به أخ وصديق
ولكن يبقى السؤال هل أبنائي يوافقون عليه كزوج لإحدى بناتهم ؟؟؟
هذه هي مهمتي القادمة
فرجل مثل عبد الرحمن يستحق فتاة مثل رانية وفرق العمر 14 سنة فرق لا بأس به أن كانت الفتاة مقتنعة
ولكني لن أبث الأمل بروح رانية
لأعمل دون درايتها اولا .
أول خطوة لي هي استدعاء مثنى من اجل معرفة رأيه بعبد الرحمن وخطوبته لرانية فهو صديق مقرب له وبالتأكيد يعرف خبايا شخصية عبدالرحمن التي لايعرفها احد
وحضر مثنى وملأ البيت ضجيج لان هند تخشاه كثيرا وتخشى كل من يعمل بالمجال الطبي فهي تظنهم يحملون أدواتهم دائما معهم وبالأخص الإبرة
ومثنى لا يقصر في إخافتها فهو ما أن يدخل حتى يضع يده في جيبه مدعيا استخراج الإبرة وهند تركض بأقصى سرعتها مع الصراخ العالي وتختبئ في غرفة المخزن العلوية ألي أن يخرج مثنى
جلس مثنى بقربي وكعادته لا يكف عن ذكر مدير مستشفاها الرجل الستيني الذي يرغب بأن يزوجني إياه ويفخر بأن يكون زوج والدته
مثنى شخصية مرحة لأبعد الحدود فهو عندما يتكلم تظنه يمزح ولكنه يعاود تأكيد كلامه بطريقة جادة عندما يقول : امي أن كان لديك رغبة بالزواج لا عليك بشوارب أبنائك فقط أخبريني وأنا من سأزوجك
وأنا اخبره بصدق :بعد عينا والدك لا يوجد رجل يملأ عينيا
هذا هو مثنى
بعد أن انتهى من مزحه وجده
قلت له : مثنى أرغب بأن أتكلم معك بموضوع مهم وأتمنى أن نتناقش به جديا
أجاب مثنى بمزح لايستطيع التخلي عنه : عينيا لكي وأن أردتي أذناي فهما أيضا لكي وما رأيك بـــ
قاطعته بعتب :مثنى لتكن جاد معي رجاءا ً فالموضوع لا يتحمل المزح الموضوع يتعلق بمستقبل شخصين يا حبذا لو كنت أكثر جدية بالكلام معي
أجاب بملامح اتخذت طابع جدي : ما الأمر امي لقد أقلقتني
قلت له لكي أزيل الشك الذي احتل نبرة صوته : لا تقلق بني الموضوع خير أن شاء الله
أجاب :أن شاء الله
قلت له : الموضوع ببساطة والدة عبدالرحمن أتت لي وتقدمت لخطبة رانية لعبدالرحمن
ارتسمت معالم الدهشة مخلوطة بابتسامة على وجه مثنى وقال : عبدالرحمن ألــ ام شخص أخر غيره
أجبته : هو هل هناك شيء يتعلق به يمنع هذا الارتباط
أجاب بفخر : لو كانت لي ابنة تصلح لأن تكون زوجة له لما ترددت مطلقا على عرضها له
ثم أردف عبدالرحمن إنسان متزن المسؤولية جعلت منه نموذج نادر للرجل المتزن أحيانا أجد نفسي إمامه وكأني أخاه الصغير وهو أخي الكبير
أنا موافق وأبارك هذا الزواج
ثم قال بطريقة مازحة : ياله من رجل محظوظة وحظه نادر بين الرجال فبين ألف رجل هناك رجل واحد زوجته تودع قبله وهو يبدأ حياة جديدة بأنثى جديدة
يعني يجرب صنفين من النساء يالة حظه
كان يجلس بقربي فضربته على ساقه وقلت له : وجهت عينك نحو الرجل والموضوع لا زال بأوله وتبدوا متحسرا على حالك وأنت من تزوجت بعمر صغير ولم تتحمل أن تأتي لبلدك وتتزوج تزوجت بالغربة ولتحمد الله على زوجتك وحسن أخلاقها
أجاب بنبرة جادة : والشرع حلل لي أربعة وأنا ارغب بثانية ليس لتقصير بزوجتي ولكني أجد في نفسي الاستطاعة النفسية والمادية
أجبته باستنكار : هل أنت جاد يامثنى
أجاب : لما لا هل هو حرام
أجبت : بالتأكيد ليس بالحرام ولكن ما لا أرضاه لابنتي لا أرضاه لبنات الناس
ثم قلت بحزم : مثنى ألزم حدودك ولا يغرك الإشكال التي تقابلها وأن حسنت أخلاقها الزواج مسؤولية قبل أن يكون مزاجية وتغير أجواء عاطفية
أن تسلل الملل إلى حياتك الزوجية حاول أن تعيد السعادة لها ولا ترمي كل المسؤولية على زوجتك الحياة الزوجية حياة مشاركة حقيقية
يعني أن حدث تقصير فلن يتحمله طرف دون الأخر
أجاب : ومن قال أن سندس مقصرة بالعكس هي غير مقصرة تماما ً وحياتي معها غير مملة ولكني أريد الثانية لرغبة بنفسي والشرع أحله لي
أجبته : تحليل تعدد الزوجات لم يوجد للمزاجين بل وجد لمن يحتاج هذا التكرار اما من مَن الله عليه بحياة سعيدة ومستقرة ورزقه بنين وبنات
زواجه بثانية يعتبر نوع من أنواع البطر
أجاب لكي ينهي الموضوع : أمي أنا لن أتزوج غدا كل ما في الموضوع هي فكرة تراودني ربما أفعلها وربما لا
ثم قال : لا تجعليها قضية
ثم شدد بكلامها عندما قال :هي فكرة و فقط .
أجبته: هداك الله وصدقني لن تجد مثل سندس وأن نفذت فكرتك فلن يوجد خاسر غيرك سوف تدخل القلق لحياتك السعيدة
هداك الله يابني ودعنا نرجع لعبدالرحمن واخبرني هل تعتقد أن سيف سوف يعارض على زواجه بابنته
أجاب بثقة : لا لن يعارض مطلقا فسيف يكن حب وتقدير واحترام لعبدالرحمن يوفق تقديره لنا نحن إخوته وهو دائما يردد بأن عبد الرحمن أخانا الخامس
أجبته : حسنا ً هذا يسهل مهمتي
أجاب مثنى : ما رأيك أن تأخذي رأي الفتاة أخشى أن يجبرها سيف على القبول بعبدالرحمن ووضع العائلة لا يتحمل مأساة أخرى
قلت له : أعوذ با الله من المأساة رانية فتاة عاقلة ولقد كلمتها بالموضوع و وافقت أن وافقوا أهلها
أجاب بارتياح: على بركة الله هل ترغبين أن أفاتح سيف بالموضوع
أجبته : لا داعي لذلك أنا من سوف أفاتحه
أجاب: علي أن العب بأعصاب عبدالرحمن قليلا
ذلك المحتال يخطب ابنة أخي دون أن يخبرني أولا
أجبته محذرة : لا تتكلم مع عبدالرحمن فهو لم يتكلم معك خشية أن يحظى بالرفض فيفقد صداقتك ومحبة إخوتك وخاصة سيف فأرادها سرية بيني وبين والدته دون أن يكون بالصورة ودون أن تكونوا أنتم بالصورة أن حصل قبول كانت الأفراح وعاتبه كما تشاء وأن حصل رفض لن يكون من خلالكم, نحن النساء من نتكفل بإيصاله
ثم قلت بتأكيد : لاتحرج الرجل لنحصل على الموافقة وبعدها أحرجه كما تشاء
أجاب بتذمر : أضعتي علي فرصة لن تعوض ولكني سوف أعوضها مضاعفة عندما تحصل الموافقة
ونهض وقبل رأسي وقال : ادعي لي بأن تكون يدي بيد عبدالرحمن
أجبته : بل أدعو لك براحة البال والسعادة مع زوجتك وأطفالك
أجاب بمرح : هذه أول مرة أجد العجوز لا ترضى بأن يتزوج أبنها ثانية وتحرق قلب كنتها
أجبته : العجوز ام وقبلها زوجة وأعيد عليك كلامي ما لا أرضاه على نفسي أولا وعلى بناتي ثانيا لا أرضاه على بنات الناس
هذا موضوع لا علاقة له بالكنه والعجوز
ثم قلت لإنهاء الكلام : اذهب هداك الله يا بني
خرج مثنى بصخب مثلما دخل بصخب لأنه أوهم هند بأنه يتحرك على سلم المنزل لذا تعالت صرخاتها
بينما هو توجه خارج المنزل
خطوتي الثانية هي بيت سيف
كونوا بالقرب
أستغفر الله وأتوب أليه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
السلام عليكم
تفضلوا الجزء واسفة على التأخير
ولي عودة للرد على تعليقاتكم القيمة
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر
وها أنا ادنوا من خطوتي التالية وقبل أن أصل لبيت سيف التقيت بماجد الذي كان يود الكلام ولكني صددته بنظرة غاضبة
لا أدري لما أجد في نفسي قسوة على هذا الشاب
ربما لان المصيبة التي وقعت لنا كبيرة وتصرفاتها بعدها كانت ناتجة عن عقل صغير
هداه الله
دخلت لبيت سيف من باب المطبخ المشرع دائما
طرقت الباب الداخلية وجاءني صوت سهيلة قائلا : أيها الطارق تفضل فأنا وأبو حارث في الصالة
ونفذت ما طلبت ودخلت
وما أن أصبحت على مرمى بصرهما حتى نهضا من جلستهما وحضروا لاستقبالي
واعتذرت سهيلة على طريقتها باستقبالي قائلة : أنها كانت تظنني ماجد الذي طال انتظاره لحارث واتى يستعجله
قلت لها : لا داعي للاعتذار فأنا لست غريبة ولم يكن الاستقبال بهذا السوء
علقت على كلامي قائلة : ان دخولك علينا يزيد البيت بركة خالتي
أجبتها بامتنان: حفظك الله وسهل لك أمورك
وجلست حيث يجلسون وإمامهم مائدة مُلئت بالتمر والجوز والشاي والمعجنات في جلسة اعتادوا عليها عصر كل يوم
قدمت لي سهيلة كوب الشاي
وقربت مني ما موجود على مائدتهم
وبدأنا كلامنا ونحن نتدفأ بالشاي ونستلذ بالمعجنات التي تعدها سهيلة
ابتدأت الكلام موجهة الكلام لهما وقلت : ما رأيكما أن تم تجاوزكما وخطبت رانية مني
كانت علامة الدهشة مرسوم بشكل واضح على ملامحهما
قلت قبل أن يتكلما : هل أصلح لهذا ام لا دخل لي
أجابت سهيلة بسرعة : خالتي ماهذا الكلام أنتي أمنا جميعا ولن الشرف أن تخطب رانية منك
ثم أردفت كل ما في الأمر أنني تفاجئنا قليلا ً
ثم قال سيف : أمي أنت تعرفين جيدا بمدى فرحتي بعودتك للاهتمام بشؤوننا وان لم أبدي هذه الفرح فأنت بالتأكيد تعرفيها
ولكن يا أمي رانية مصرة على إكمال دراستها ولا ترغب بالزواج
وأنا أخبرك بصراحة لن اقبل أن تجبر أبنتي
أن كان الشخص يستحق واقتنعت به رانية
فكلامك يمشي دون أدنى شك اما أن لم تقتنع فالتمسي العذر لي يا أمي
أجبته : بارك الله فيك بني الشخص يستحق ورانية أتركها علي
أجاب : على بركة الله ولكن اخبريني من هو
أجبته :أنه عبدالرحمن الـ .. والدته طلبت مني مفاتحتكما وبعدها يتقدموا بشكل رسمي
توسعت عينا سيف بفرحة : وقال ونعم الرجل
ولكن ما كنت أتوقعه حصل عندما قالت سهيلة : ولكنه متزوج ولديه أبناء تقريبا بعمرها أفكاره لن تكون أفكار شباب مطلقا ً فهو اعتاد على حياة الكبار
قاطعها سيف : أنا وافقت رانية فلا يوجد ما يمنع هذا الزواج
ثم أردف قائلا هذا الرجل نسبه اشتريه بالمال فكيف ارفضه وقد جاء يطرق بابي
وماهذا الكلام تفكيره تفكير كبار ,قالها سيف مستهزئا ً
ثم أردف بحزم الرجل كلنا نعرفه ونعرف ظروف زواجه لو كانت زوجته على قيد الحياة لما وافقت مطلقا ولكنها رحلت رحمها الله ومن حق عبدالرحمن أن يحيا حياة الشباب التي حرم منها
ثم قال موجها ً كلامه لي : امي أنا موافق بعد موافقة رانية
وخرج دون أن يسمع لسهيلة
شعرت بتأنيب ضمير اتجاه سهيلة
وقلت لها بصدق : سهيلة أنا آسفة لتصرف سيف يبدوا أنه كان يتمنى هذه الخطوة من عبدالرحمن
أجابت بحركة من رأسها بمعنى نعم ثم قالت : انه لولا رفضي لعرض رانية على عبدالرحمن لعرضها منذ زمن سيف عند عبدالرحمن ويتوقف تفكيره , يجده إنسان مثالي
ولكن خالتي أنا لا أجد فيه زوجا ينعش شباب رانية أجده سوف يضيف كهوله لشباب رانية ويفقده بريقه
أجبتها : ماهذا الكلام أنه رجل ولا يوجد رجل يضيف كهولة على المرأة ما لم تكن لديها استعداد لهذه الكهولة
ها أنت ِ مثلا اكبر من سيف بثلاث سنوات هل شعرتي يوما أن سيف ضعيفا إمامك وفرق العمر بينكما مؤثر على حياتك
هل أستصغرتي سيف يوما
هل نظر لك سيف يوما بنظرة تدل على انه يشعر بك كبيرة عليه
عزيزتي عبدالرحمن شاب يريد الزواج دعي تجربته السابقة خلف ظهرك ولا تفكري بها هو رجل يريد أن يعيش شبابه واختار أبنتك شريكة له
أجابت سهيلة بعيون شاردة : وأبنائه ,لديه ولد وبنت الا تجديهم عقبة في حياته وحياة زوجته ومدخل للمشاكل
أجبتها : وهل المشاكل تحتاج مدخل ,هل الزوجان اللذان يسكنان وحدهما لا توجد بينهما مشاكل
أجابت : خالتي هذا وضع مختلف
أجبتها بحدة : أنت ِ تضعين العراقيل
أجابت : لا أجد فيه زوجا يسعد أبنتي
أجبتها : وهي تجد فيه زوجا يسعدها
سقط كوب الشاي من يد سهلية ولم تبالي به
لأنها قالت بصوت مخنوق : خالتي هل رانية على علاقة به
ثم وضعت يدها على رأسها وقالت فضحت والدها
أجبتها بتحذير : لا تتفوهي بكلام لا وجود له الفتاة لا علاقة لها به ولكني كلمتها قبل أن أكلمكم وهي موافقة عليه وشعرت بها تميل له
هذا فضلا عن علاقتها القوية بابنته
ثم قلت : وأظنك تعرفين بهذه العلاقة
أجابت بحسرة :الفتاة لعبت بعقل أبنتي وأقنعتها بالزواج من والدها
أجبت : أبنتك لا تحتاج من يلعب بعقلها ابنتك أحبت عبدالرحمن
ثم قلت بلهجة تبعث الخوف بنفسها : هل ترغبين أن تصبح علكة تتناولها الأفواه
لأنك أن رفضت سوف تتأثر نفسية أبنتك وعندها يربط تأثرها بخطبة عبدالرحمن
ويقال أبنة فلان احبت والد صديقتها الذي تقدم لخطبتها وتم رفضه دون سبب
وتفتحين علينا أبواب نحن في غنى عنها
الفتاة تحبه والرجل أخلاقه وسمعته ووضعه كلها جيدة جدا
فالرفض في هذه الحالة ضرب من الجنون وقلة فهم
اخبريني سهيلة ما رأيك
كانت سهيلة شاردة الذهن ولم تجبني
ولكنها نهضت
دون أن تستأذن وبعد اقل من خمس دقائق جاءت برفقة رانية
جلست رانية منكسة رأسها بينما سهيلة هناك بركان داخلها رسم لوناً احمر على ملامحها
قالت سهيلة موجهة الكلام لرانية : هل عبدالرحمن هو سبب رفضك لخطابك
كان الصمت سيد الموقف
وسهيلة رددت كلامها بغضب
قاطعتها قائلة : سهيلة ما بك لما تتصرفين هكذا
قالت : خالتي قدري وضعي أريد أن اسمع منها وأنا انتظر الجواب
وأتاها جواب رانية الخافت عندما قالت : أمي لن اقبل به دون رضاك ِ
لأني أريد التوفيق في زواجي به وأن قبلت به دون رضاك فلن احصل على ما أرجوا
ونهضت وقبل أن تنصرف قالت : أخبري والدي أني غير موافقة وانهي الموضوع ولا تتكلمي به معي أبدا لأنه انتهى تماما بالنسبة لي
ثم قالت بغصة :وليؤجل حديث الزواج الى ما بعد تخرجي
وخرجت وتركتنا ننظر للفراغ الذي خلفته ورآها
التفت الى سهيلة قائلة :أيرضيك ما حصل
قالت بغضب : صغيرة ولا تعرف مصلحتها
أجبتها : ألم تكوني صغيرة ذات يوم مثلها وتعلق قلبك بشاب اصغر منك
هل تذكرين أم نسيتي
أربطي الموضوعين معا وتخيلي أنك فقدت حب ذلك الشاب وكانت أمك ِ السبب
حاولت المقاطعة ولكنني أسكتتها بحركة من يدي
وقلت لها : لو كان عبدالرحمن رجل هناك ما يعيب أخلاقه او التزامه الديني أو أن يكون عاق بوالديه او متهاون في تربية أبنائه او متهاون بسمعة أبنتك
لكنت أنا أول من يقف معك ويشجعك على رفضه
ولكن عبدالرحمن عكس ماذكرت
وفي النهاية هي أبنتك
استأذنت منها وهي لم تحاول إيقافي
عدت إلى منزلي وأن اخشي أن تتحول خطبة رانية إلى مشكلة بين سيف وسهيلة وتكون نفسية الفتيات هي الضحية لأنهن يتأثرن كثيرا ً في توتر الأجواء بين سهيلة وسيف
هذا ما لاحظته في تلك الأيام التي كان فيها سيف في قمة توتره من قضية خلود
لذا قررت أن استدعي سيف لمنزلي لكي أنبهه على اخذ سهيله بالطيب والكلام الجميل
من اجل أقناعها
توجهت للحمام لكي استعد لصلاة المغرب وبعدها اتصل بسيف
أنهيت صلاتي المتبوعة بقراءة ما تيسر من القرءان واتصلت بسيف
الذي كان على مقربة من المنزل عائداً من الجامع
دخل سيف واستقبلته هند بحفاوة وهو كعادته لا يقصر معها يعطيها مبلغ من المال
ليس بالبسيط لذا تطير من السعادة عند رؤية سيف
تقدم إلى حيث اجلس وجلس بقربي
سألته إن كان يرغب بتناول الطعام معي
أجاب بوقتٍ آخر لأن سهيلة سوف تفسر الأمر وكأنه زعل وتحدي وهو يريد أن ينهي الموضوع على خير
استحسنت رأيه وهذا شجعني أكثر لفتح الموضوع معه
قلت : بني سيف أرفق بسهيلة فهي أم وتهمها سعادة ابنتها
لا ترغمها على القبول بهذا الزواج وخذها باللين واللطف
أجاب بأريحية عالية : امي سهيلة عندما تصبح عصبية تكون قراراتها غير واعية لذا لن أنقاش الموضوع معها وهي بهذه العصبية وبنفس الوقت أن لم تفرغ عصبيتها تبقى تغلي من داخلها ولن تتوصل لنتيجة عقلانية في قراراتها
ثم قال بضجر :لذا علي أن أجد طريقة لكي تفرغ سهيلة عصبيتها وبعدها نتناقش بالموضوع
كنت صامته فهو أدرى بطباع زوجته ..لأن سهيلة بالنسبة لي امرأة ذات عقل موزون
بينما من يصفها سيف امرأة يتحكم بها غضبها
عموما نحن البشر لنا أمزجة متعددة وأحيانا ًنظرتنا لمشاكل الآخرين فيها عقلانية أكثر من نظرتنا لمشاكلنا
قلت له : رانية تأزمت كثيرا فهي لا ترغب بمشاكل بينك وبين والدتها لذا قالت بحضور والدتها أنها لاترغب بهذا الزواج
أجاب بثقة : امي لا عليك سوف يصلك ما يسعدك ما دامت رانية موافة والرجل لا يوجد ما يعيبه
سهيلة وتفريغ غضبها هي مسؤوليتي وبعدها سوف تعود سهيلة العاقلة التي تعرف كيف تتخذ قراراتها
أجبته مازحة : أهل مكة أدرى بشعابها
ضحك قائلاً : أصبتي أهل مكة أدرى بشعابها
ثم أردف : ألم يأخذك الشوق لها
قلت له بصدق : وهل ينتهي شوقي لها
قال : استعدي في العطلة الصيفية سوف اصطحبك أنتي وسهيلة أن شاء الله
قلت له : بشرك الله بالخير دائما , سوف استعد منذ الآن
نهض وقبل رأسي وودعني قائلا : دعواتك فليس من السهل تفريغ غضب سهيلة
قلت له : سهل الله لك كل صعب
وانصرف بحفظ الله
بعدها تناولت عشائي وجلست مع هند وهي تتابع تلك المسلسل التي أذهبت بعقلها تماما
وخطرت لي فكرة قررت أن أطبقها عصر الغد فكلام مثنى عن الزوجة الثانية أقلقني وخطوبة رانية أشغلتني عنه
وانتهى اليوم وجاء صباح اليوم تالي لاجديد فيه سوى أنه ثقيل جدا لأنني كنت فيه مترقبة لإخبار سيف مع سهيلة وكنت اعد الساعات لكي يأتي العصر
وكانت عيني لا تتوقف عن النظر الى الساعة
حتى قيلولتي البسيطة لم استمتع بها
وبمجرد أن أصبحت الساعة الرابعة ارتديت عباءتي وتوجهت لمنزل مثنى لأرى كيف يعيش مع سندس وما سبب تفوهه بذاك الكلام
طرقت بابهم وأتاني صوت سندس قائلا : من الطارق
أجبتها :إنا أم سيف
فتحت الباب بسرعة وقبلتني بكل احترام
وطلبت مني الدخول بكل احترام
سندس إنسانة ذات أطباع خاصة , حتى عندما ترحب بي يبدو ترحيبها لمن لا يعرفها فيه جمود في حين أنا اعرف جيدا أن طبعها هكذا لا تستطيع أن تظهر أكثر من هذا
أهم مافي الموضوع أنها إنسانة ملتزمة ومرحة وجلستها خالية تماما من الغيبة والنميمة
هي من الناس الذين لايمكن معرفتهم ألا أذا تمت معاشرتهم
أدخلتني صالة المنزل ووجدت الصغار رغد وعاصم قد افترشوا الأرض وحولهم إصباغهم ومندمجين بالتلوين
وما أن رأوني حتى قفزوا مرحبين بي وبعدها احضروا رسومهم لكي أكون حكم بينهم أيهم أفضل
وكم هي مهمة شاقة يصعب ان يحكم بها لذا فضلت التهرب منها وقلت لهم عندما تنتهي كل أوراق دفتر الرسم سوف اطلع عليها واحكم من هو الأفضل
عندها قالت سندس : إذن الدفتر سوف تنتهي أوراقه غدا
قلت بدهشة :غير معقول
أجابت :معقول جدا لان هذا عاشر دفتر رسم ينتهي منذ بداية العام الدراسي
ضحكت من أعماق قلبي عندما نظرت الى حيث يجلسون ويتسابقون بالرسم من اجل نهاية الدفتر
وقلت لسندس : اتمنى أن يجدوا حكم غيري
قالت ضاحكة : لن تفري منهم مطلقا سوف يطالبان بأن تحكمي بينهم ولو بعد سنة
بعدها استأذنت لان تريد أن تغير ملابس قبل أن يأتي مثنى
واستغليت الوقت في مشاهدة صالة المنزل الكبيرة ا البسيطة بأثاثها والنظيفة جدا وفي كل ركن فيها توجد نيته من نباتات الظل هذا فضلا عن بعض الأصص المنتشرة هنا وهناك أعطت للمكان جوا ربيعيا رغم المفارش والمدفئة التي تؤكد على أننا في فصل الشتاء
قطع علي تأملي دخول سندس التي كانت ترتدي ثوب منزل رائع وبعض الحلي التي تصلح أن ترتدا في المنزل مع لمسات بسيطة من الماكياج تتناسب مع لون ثوبها الفيروزي
جلست بقربي وقالت : اليوم سوف تتناولين عشائك عندنا
حاولت الاعتراض ولكنها قالت : لن اقبل ان تعتذري فهذا الموضوع أفكر به منذ وقت طويلة وهاهو أتاني على طبق من ذهب بحضورك
ثم قالت بمرح يتناسب مع شخصيتها : الا ترغبين بمعرفة أن كنت زوجة جيدة لأبنك ام زوجة تنغص عليه حياته
أجبتها : ما أره أمامي يدل على أن مثنى وفقه الله بزوجة صالحة
أجابت بمرح : لا تغرك المظاهر
ضحكت على تعليقها وقلت : أنتِ ادري بنفسك
بادلتني الضحك وقالت : يبدوا أني سوف أعطيك فكرة غير جيدة عني
أجبتها: لا عليك لن تتغير فكرتي عنك أبداً
وبدأنا تبادل الحديث المتشعب عن عملها وكيف فضلت الجلوس بعد الظهر في المنزل رغم الربح المادي الذي يمكن أن تحصل عليه أن عملت فترة مسائية
لأنها تجد في العمل المسائي إرهاق لها سوف يؤدي إلى تقصيرها بحق منزلها
لذا فضلت الجلوس بالمنزل من تلقاء نفسها دون تدخل مثنى بالأمر
وما أن نطقنا اسمه حتى سمعنا صوته
وهو يطلق صرخة أخافنا فيها وتعالت صرخات طفلاه اللذان ما أن سمعا صوته حتى تقافزا لاستقباله وكانت رغد أسرع من عاصم لحضن والدها الذي استقبلها بين ذراعيه واخذ يدعك وجهه بوجهها وهي تضحك تارة وتتألم من لحيته تارة أخرى
وسندس تقول له :سوف تملئ وجهها بحب الشباب في وقت مبكر أن واصلت هذه العادة
أما عصام فكان يسحب قدمي رغد لكي يوقعها أرضا ويأخذ مكانها
انزل مثنى رغد وهو يلهث ويقول :الحلويات التي تأكلينها سوف تكون سبب في عدم قدرتي على حملك
ابدت رغد انزعاجها وفرح عصام بتعليق ابيه واخذ يقول لها :رغد الفيلة
نهره مثنى وصمت عصام باستياء
كل هذا حصل ومثنى لم يراني لأن كنت اجلس في لأريكة التي تعطيه ظهرها عندما يدخل
ولكن سندس نبهته قائلة: مثنى انظر من جاءنا اليوم
أدار وجهه يبحث عن الزائر قرأني ونظر لي نظرة خبيثة فمثنى لا تخفي عليه خافية
وتقدم الى جهتي وقبل رأسي واحتضنني قائلا : تفتقدين حضن رجل وأخشى أن تبحثي عنه في مكان آخر لذا سوف أعوضك
دفعته ناهرة له وقلت : لن تتوب مطلقا
وأيدتني سندس بقولها :لن يكون مثنى أن لم يطلق هذه الكلمات
واستأذنتنا لكي تعد العشاء
وبقيت مع مثنى الذي ما أن غادرت سندس حتى قال : هل جئتِ لكي تطمأني على الوضع
قلت له : والوضع فوق الجيد جدا ولله الحمد ولكن هنالك من لايحمد الله على نعمه
أجاب :لقد أخذتي كلام على محمل الجد
اجبته :لأن كلامك اغلبه مزح ويتحول بعدها إلى جد
أطلق ضحكة عالية وقال :أمي قلت لكِ هي فكرة
سندس إنسانة رائعة وحياتنا سعيدة لاتخلو من منغصات هنا وهناك لاتوجد سعادة كاملة
ولكن فكرة الزوجة الثانية أحيانا تطرق رأسي كتجربة
أجبته : سعادتك لا تستحق أن تمررها بتجارب غير مضمونة النجاح
ثم قلت :بني مالذي حصل حتى تطرق هذه الفكرة بابك
أجاب ب آه طويلة : انه حب مراهقة وجدته أمامي في فترة النضج
أجبته باستنكار :وهل عدت مراهقا لا توزن الأمور فيأخذك هذا الحب بجنونه
أجاب :أمي قلت هي فكرة ولن تأخذني بعيدا هل تعرفين لماذا
نظرت له بمعنى أكمل
قال :لأني اشعر بنفس كالخيل الجامحة التي وضعت في مزرعة جدارها من ألواح خشب متفرقة ولكنه جدار عالي ينظر للحرية من خلاله ولكنه لايستطيع تجاوزه
فيقنع أخيرا بالترويض
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك