رواية انا الضحية وانا الجلاد -44

رواية انا الضحية وانا الجلاد - غرام

رواية انا الضحية وانا الجلاد -44

"في الفناء الخلفي للبيت"

أقبلت عذبة تضع "شرشف" على رأسها, دخلت المطبخ وتسللت عبر الدرج الجانبي, قطعت الصالة نحو جناح أم عبدالله وتسلل لمسمعها صوت جدال الأخوه بالصالة الأرضية...
أبو عبدالعزيز: طيب لا ترفع صوتك علي... أنا أبوك!!
فيصل: لا غلطان... أنا أبوي مات... أبوي عبدالعزيز بالأسم.. وأبوي اللي عرفته ناصر... لكن عبدالله _ويؤشر عليه_اللي أعرفه أبو عياله وبس...
سعد: مو وقت تصفيه حسابات..... يارجال تتزوج عذبة قبل نهايه العطله...
يا رجال تفكه من شرك وتخليه تشوف مصلحته...
كل اللي كبره متزوجات... ماترحمه أنت!!
فيصل_ينظر لسعد نظرة إستحقار وسخرية_: لاااااه... إسمعوا من اللي يتكلم بالرحمه...
_يبتسم_أستغفر الله...والله شر البليه ما يضحك...
أبو عبدالعزيز: فيصل لا تطنز حنا جادين!!
إسمع أنا أبكلم البنت وأبسأله ... إن قالت إنك مزعله بشي... بفركش الخطبه...
وأبعلنه للناس... البنت موب مخطوبه...
سعد: لا والله!!
وش أكثر من اللي شافته منه... مع شغالته... وتقول مزعله بشي...
بس فيصلوه نمس.. أكيد لاوين ذراعه... ومخليه تسكت له...
عبدالمجيد: وشو هالكلام....
أصلاً الخبل اللي يحط راسه من راسه ...
مستحيل فيصل يصير لاوين ذراعه... بإيش ولا بإيش...
كلش له... وعمي ماخلى لحد فرصة على بنته...
فيصل_يتصاعد نفسه_: سعد ثمن كلامك ولا والله أنت اللي بتندم...
سعد: أقول عاد... مابقى إلا هي....تهدد بعد!!
أبو عبدالعزيز: البنت أنا المسؤول عنه.... ومعك لنهاية الأسبوع...
إن ما حددت معه يوم للزواج أنا بفركش هالزيجه كله...
ومالأحد له دخل بي أنا وياه...
_أسندت عذبة رأسها على الجدار وتهاوت على الأرض وهي تسمع للحوار الملتهب_
فيصل: إسمع... أصلاً أنا ما أبيه... بس عشان عمي يبين أتزوجه..
أنا موب كاسرن بخاطره عقب ما تطلقت أتركه...
وهي اللي الحين تبين...
تفهم..
أنا لا لويت ذراعه ولا شي... هي قالت لي بالبنط العريض...
رح وسو اللي تبي وأنا ماراح أتزوج غيرك...
هي تبين شسوي له أقول له إلا إنقلعي...
خلونا على حالنا ولا تتدخلون...
سعد: طيب مادامك موب كاسرن كلمت عمك ولانتب كاسرن بخاطره ليش ما تتزوجه
مو مزلبه بذا وقاعدن تصيع برا!!
فيصل: أنا ما أصيع... أنا أشتغل وأتاجر... أجمع لي شي عقب ما صكيتوا على حلالي... وعقب ما كتب عمي كلش باسم بنته ولا كأن لي شي منوه
وأنا مضيع دراستي ووناستي أركض بوه... وبالآخر يصير باسم بنته
وش تبي من أسوي... أقعد أطر بنته تعطين وظيفه عقب ما كنت أنا اللي أوظف
ولا أتشحدكم تعطونن من حلالي... وتحدونن أفضحكم بالمحاكم عشان آخذ حقي!!
أنا مانيب راجع... وإذا عذيب تبين تلحقن هناك...
ولا تنتظر حد ما أخلص أشغالي وأرجع...
وإذا ما تبين تطق راسه بالجدار وفكه منه ...
رح كلمه يا سيدي وقله ..... إذا هي تنتظرن ولا تعرس ...
أروح لغرفتي أصرف لي... مجيد تعال أبيك...
_يصعد الدرج_
_سمعت عذبة صوت خطواته على الدرج الرئيسي.. تحاملت على نفسها ونهضت وهي تترنح من هول ما سمعت نحو الدرج الجانبي, شدت الشرشف على رأسها وأدخلت طرفه بفمها محاولة أن تكتم صوت بكائها, ركضت بالدرج,
ووصلت إلى المطبخ , إصطدمت بالطاولة فسقطت صينيه تحمل بيالات وفناجين,
دوى صوت تكسر الزجاج , إلتفتت وحمدت ربها أن لا أحد بالمطبخ, سمعت خطوات ثقيله تتقدم للمطبخ, ركضت نحو الخارج ولم تقف إلا بمطبخ بيتها فرمت نفسها على الأرض وهي تنشج, أمسكت بها الطباخه مذعورة_
الطباخة: مدام !!
شو بكي!!
مداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام!!
الواطي فيصل عملك شي!!
عذبة_تخرج الكلمات بصعوبه_: طعني.... طعني يا أبوي طعني....
يبه تعال إسمع شيقول عن....
الطباخة: طب هوني عليكي ...لحظة.... لحظة بجب لك مي...
_أحضرت كأس ماء, شربتها إياه , أسندت عذبة رأسها على صدر الطباخة_
عذبة: أبي أروح لغرفتي... بس لا تشوفن نجلاء... تكفين...
ودين رجليني ما تشيلن..
الطباخة: تكرم عينك حبيبتي....
_تساعدها بالنهوض وتوصلها لغرفتها صامته, وحين أجلستها على سريرها, رمت عذبة رأسها على السرير وتنهدت ,إلتفتت الطباخة ونظرت لعذبة متردده_
عذبة: وش عندتس؟
الطباخة: ما بتواخزيني مدام ..
هالشب مو مطمن ألبي لألو...
إزا فيكي تمنعيه ما بيدخل البيت بيكون أفضل...
عذبة_فتحت عينيها_: ليه؟
وش مسوي؟
الطباخة: بصراحة ما نوا مزبوط...
لعمى لمى بيدخل البيت ولا كأنوا بيتوا لأبوه...
بتفتكري يوم نورة خبطت بندر على رجلوا...
عذبة: إيه...
الطباخة: كان بيلحئى, دخل المطبخ لا إحم ولا دستور وإنتي من شويه طالعه منو..
يعني لو إيش ما كان يصير ما بيصير يدخل هيك... ومو لابس أواعي محترمة..
لابس لبس النوم .... أريضة تئرضوا إن شاء الله...
عذبة: طيب سوا لتس شي؟
الطباخة: ولي!!
والله لأدفنوا بالفرن لو بيسترجي يتطلع فيا...
أصلاً أنا شاخطي فيه أبل هيك مرة...
عذبة: وشو؟
الطباخة: يؤ... يبعت لي حمى شو نسيت إلك!!؟
عذبة: أقول ترا موصله معي... وش صار؟
الطباخة: الشيطان الرجيم لئيتوا بينفش بأواعيكي...يوم زواج نجود...
صرخت فيه وكلمه مني وكلمه منو وأجت نورة عالصريخ... وطلعتوا من الغرفة..
أبصر شو كان بيساوي!!
آل بدو ياخود دواكي... لعمى شو نمس وحقير وواطي...
عذبة: وه...وآخرته معك يافيصل!!
الطباخة: لا موخازه مدام.. بجد أنتي خطيبتوا!!؟
لعمى... صحيح إهوا شكلوا جنتل وهيك البنات بيدوبوا عندو...
بس... وحده متلك أويه وفاهمه وشاطره...
ما بتخلي واحد متل هاد يلعب بعئلى...
عذبة: الله يعافيك وأنتي طالعة صكي الباب وراك..
الطباخة_إبتسمت بإحراج_: حاضر مدام... أساوي لك عصير ليمون منعنع بيهدي أعصابك...
عذبة: إيه...
************
آه لا ونيت أنا..قام صدري له صليل
من سمعني تالي الليل جر بقيل آه
آه لو إن آه ياناس تبري من العليل
كان كثرت البكاء والونين وقيل آه
آه من قلب(ن) يشادي كما قلب الهبيل
كل ما جاء له طبيب(ن) تعسم من دواه...
آه من دمع(ن) تحدر على جيبي هميل
لو يعدل له على منهل زروع(ن) سقاه××
والدي العزيز...
للتو ذرفت لتراً من الدموع... مرة وحارقة, أحرقت ما بقي لي من كبريائي..
لم أكن أعي أنني جعلت من نفسي عاله على فيصل...
آآآه, لا أدري هل أبكي أم أضحك, فقد فقدت التمميز بينهما , تلقيت صفعه تلو الأخرى من يديه الغاشمه, مازلت غير مصدقه ما فعله بي ويفعله,
والدي العزيز, بقدر فرحتي بحريتي من قيودي, قدر بؤسي بإكتشاف الحقيقة المرة...
ذرفت لتراً من الدموع, وتنهد جبلاً من الأم....
وبكيت فقدك وضعفي....
كم أحتاج إليك...
كم أحتاج إليك....
عد سريعا....
عذبة....
_أغلقت دفتر المذكرات, ومسحت دموعها, تنهدت ورفعت رأسها, أخرجت صورة لوالدها وهو يحملها, كانت بالخامسة عشر من عمرها, متورده الوجه, باسمه الثغر, بدت كما لوكانت طفله متمتسكه بكتف والدها, الذي وضعها على كتفه الآخر, إبتسمت ثم ضمت الصورة وتدحرجت دمعه ساخنة صاحبتها إبتسامة عميقة, همست_:
يا حبيلك يبه, حتى وأنا كبيرة ما تعبت من حملي...آآآآه يابوي... الحين ما أبي أحد يشيلن... بس أبي أحد يشيل عن همي....
آآآآآآآآآآآه...
_فتحت الدفتر وكتبت_
لا تقلق.... سأذرف ضعفي دموعاً, وأطرد حزني آهات...
حتى يبرأ قلبي... وتجف مدامعي...
سأظل إبنتك... القوية...
عذوب
***********
×× فالح آل وحيد
"في الصباح"
_على مائدة الإفطار_
عذبة: نجلاء...
نجلاء: نعم؟
عذبة: متى نمتي أمس؟
نجلاء: إمممم يمكن على ثنعش ونص...ماكلمتي العجوز؟
عذبة: نجلاء إسمه أم عبدالله ولا عمتتس نورة...
نجلاء: طب هي عجوز...
عذبة: عيب تتكلمين عنه كذا...
نجلاء: طيب كلمتيه؟
عذبة: هونت...
نجلاء: ليش؟
عذبة: مالي دخل بهم.....
نجلاء: أاها....
عذبة: نجلاء... أفكر ... بالعطله هذي نروح لمزرعتنا...
ونعزم خوالي وأهل أمي عذبة ونستانس....
نجلاء: والله فكرة....
وناااااسة... أهم شي تجي هيله...فلـــــــــــــــــــه
عذبة: توقعين يوافقون؟
نجلاء: أكيد خالي راشد وعياله بيروحون معنا وخالتي فاتن وعياله عدا البرميل باشا
عذبة: نجلاء!!!!
نجلاء: أو مدام عذبة جرحت إحساسك... آسفين بس هو برميل شسوي لوه...
عذبة: لا تطنزين ربي يبلاتس...
نجلاء: عمي ضاري كان سمين ... ويوم بغى ينحف نحف وصار سلك...
عذبة: موب سلك... مفتول جسمه...
نجلاء: والله يالبنات إنهبلن عندوه مره....
عذبة: متى؟
نجلاء: من زمان يوم أنا بالمتوسط... برحله شفناو بالسوق... يوه البنات طارن يقولن لي إخطبينا لوه...
عذبة: بزران!!
نجلاء: إيه صح... عماني بيجتمعون بالصيف ببيت جدي الله يرحمه...
ليه ما أعزمهم بالمزرعة...
عذبة: الساعة المباركة....
نجلاء: وناااااااااااااااااسه عماني يجون... بس هيا لا... وع
عذبة: هههههههه
لا مايصير تنادين أحد وتخلين أحد...
نجلاء_تنظر لوجه عذبة, فيما حاولت الأخرى تفادي نظراتها_:
عذبة.... وراه وجهتس مورم ... أحسبه يورا لي؟!!
عذبة: نايمه..نايمه عليه...
نجلاء: صحيح... طيب ليه عيونتس من تحت مورمات...
بالعاده يورم الوجه مو اللي تحت العيون!!
عذبة: مابي شي... تبين أهلتس يجون مع خوالي؟
نجلاء: لا... إذا رجعوا خوالي... ولا قبل مايجون..
أبسألهم وأرد عليتس...بس وش بتس؟
عذبة: ولهت على ليلى......
نجلاء: إيه.....يمكن
************

"في الحديقة"

تفتح البوابة وتدخل سيارة فارهه, تتوقف عند الباب الداخلي, ينزل السائق ويفتح الباب ويمد العصا, تنزل سيده عجوز تتوكأ على عصاها, نجلاء تجلس فوق أحدى الشجيرات وترقب الموقف, العجوز تصرخ على السائق تارة وتلم عبائتها تارة أخرى, طرق السائق الباب وركب السيارة وغادر , أغلق الحارس البوابة , قفزت نجلاء من أعلى الشجرة , صرخت العجوز:
نجلا يالجنية ... وش حدرتس من هالشجرة!!
نجلاء: رجليني يمه... ما شاء الله متى شرفتي من القصيم يمه؟
العجوز: إيه... أنتي تحسبينتس بجنيف قاعدتن برا هالحزة... الشمس تشوي...
نجلاء: يمه عذبة!!
جالستن بالظلال...شوفي.. ورا ما تدخلين...؟
العجوز: وين عذيب.. وه يابسن حلقي من هالسواق...
دردشه ما يفقه من القول إلا قليلا....
نجلاء: إخس أمي صايرتن مثقفة.... أقول إدخلي يمه أبروح أجيب لتس ماء...
العجوز: وه... بس لا يصير بارد يكسر السنون!!
نجلاء_وهي تجرها للداخل_: هو أصلاً بقابتس سنون يمه؟!!
العجوز: هههههه... إي بقى لي ثلاثة... بس تراي أعظ...
تبين تجربين؟
نجلاء: لا والله !!
_أحضرت نجلاء الماء ومدت الكأس للعجوز, فماهي إلا لحظات, وإذ بالماء يسكب بوجه نجلاء, صرخت نجلاء_:
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآحيه.... يمه!!
العجوز: تستاهلين يالفرعونيه... أقولتس ما أبي بارد... ياسبيكه...ميكه...
_أتت الخادمة تركض_
العجوز: روحي جيبي لي إميه وإخلطيه...
نجلاء: أول مرة أدري إن بوه وحده عندنا إسمه سبيكة...ميكه...بس يمه بارد ...
العجوز_وهي تأخذ الكأس_: تستاهلين_ترشف رشفة_ إيه هذي الأميه ... يالله الكوثر تسقين أنا ووليدي وبنياتي وبنيات وليدي...وأبو ماجد...تجمع شملنا يارب بجنات النعيم...
نجلاء: إخس يا يمه!!
تسني سمعتس تقولين أبو ماجد!!
العجوز: وه...ما ألقف منتس... وين عذيب أنا أبي عذيب...
نجلاء: فوق تبين أناديه؟
العجوز: لالا... أنا أبروح له.... بس تعالي إنغزي لي هالبليه...
نجلاء: يمه.... مايبي لوه شي...
العجوز: رقين وأنتي ساكته.... إلا مير نجحتي
_تسير مع نجلاء نحو المصعد_
نجلاء: صباح الخير يمه... لي إسبوعين ناجحه...
العجوز: ماشاء الله بنيتي شاطرة... جبتي منتاز؟
نجلاء: إيه جبت إمتياز...
العجوز: الأولى؟
نجلاء: لا هذي قوية شوي... تحسبينن سعود يمه؟
أنا موب مصريه!!
العجوز_بغضب_: إنغزية_تؤشر على المصعد _ وراه عليتس قاصر!!
موب سعود وعذبه يجيبون الأول كل سنه!!
ونجود بعد وتركي.. وعزوز و محمد ولد أخيي ...
ذولا عليهم زود عنتس!!
نجلاء_تمط شفتيها وهي تمسك بيد جدتها وتخرجان من المصعد_:
إممممم... إن شاء الله السنة الجاية...
العجوز: وين لاحقتن؟
أبحتسي عذبة وش يجيبتس؟
نجلاء: والله يأمي إنتس نكبه... !!
العجوز: إرجعي من اللي جابتس يالله.._تدفها نحو المصعد_
نجلاء: يمــــــــــــــــه!!
لا تخافين موب لا حقتس... أبنزل من الدرج...
العجوز: يالله إذلفي.... وخليهن يسون قهوه تصمل الراس ... راسي يوجعن..
ويكثرن الهيل وأنا أمتس... ولا يحطن تمر تزلق نفسي عليه...
نجلاء_بتململ_: طاااااااااااااااااااااااااااااايب....
_تتجه العجوز لغرفة عذبة, تطرق الباب وتدخل, تقف عذبة متهلله الوجه قائلة:
حيا الله أم ماجد!!
ياهلا ومرحبا... كنت أبجي لتس بعد الغداء...
نورت غرفتي... إجلس يمه... إجلسي... والله أحلى مفاجأه يمه...
_العجوز صامته وتتأمل وجه عذبة_
عذبة_بقلق_: يم...يمه...وراتس؟
العجوز: أنتي اللي قولي لي وراتس؟
عذبة_تصد بخوف_: وشو... مابي شي!!
نجلاء يمه موسوسه... و... ما أبي شي...بس خايفتن على ليلى وأداريه...
العجوز_تقف بهامتها الطويلة ونظرتها الصارمة موجهه لعيني عذبة_:
لا تكذبين على أمتس... كل ما غفت عيني جيتي لي...
وش مضيق صدرتس... قولي لي يا بنيتي... أنا أمتس... لاتاكلين بنفستس...
نجلاء ما قالت لي شي... بس أنا منب مرتاحه... ويوم شفت وجهتس تأكدت..
عذبة_تضطرب_: ...................بس....يمه....أنا ....
العجوز_تمد يدها المتجعدة بفعل السنين وتضعها على كتف عذبة_: تعالي يمه...
ماجد لامن ضاقت بوه دنياو... حط راسه بذيا_تضع يدها على صدرها_ وصاح وهيض... تعالي ... الحضن اللي ماضاق بأبوتس موب ضايقن بتس...
_رمت عذبة نفسها بحضن جدتها وأخذت تبكي بحرقة_
*************

"في غرفة نورة"

أبو عبدالعزيز: وأنا يا بنتي مانب رادن الرجال وأنا ماشاورتس...
موب حقي ولا حق أحد رجل قبل ما ناخذ رايتس...
والرجال ما مثله, يشرا والله ..
عقل وثقل وأخلاق... كلن يصيح منوه... بالقصيم وبالشرقيه...
وبشغله هنا وهناك ... وخواله وعيال عمته ... كلهم والله أثنوا عليه..
نورة: ما أبيه يبه.....
أبو عبدالعزيز: لا تردين الحين... فكري على مهلتس....
نورة: يبه ما أبيه ... ومانيب مفكره....
قله لا ما كتب الله نصيب...
_عند الباب يقف عبدالمجيد الذي إحمر وجهه غضباً_
أبو عبدالعزيز: أفا ليش؟
نورة: توي على العرس... و... وهو مايناسب لي...
أبو عبدالعزيز: بكيفتس... بس تراي مانب رادن عليه إلا الخميس الجاي..
فكري...
_يخرج أبو عبدالعزيز, ويدخل عبدالمجيد وهو يصرخ قائلاً_:
يالخبلة!!
أنتي تحبينه ... ويوم خطبتس تردينه!!
بندر رجل... لوما خطب هو كان خطبته أنا لتس...
ليش تردينه ليــــــــــــــــــــــش!!
نورة: ...........................
عبدالمجيد: ردي علي!!
نورة: أنت عارف ليش...
عبدالمجيد_بسخرية_: عشان أمي نورة!!
نورة: إيه... أنا ما أكسر بخاطر أمي...
عبدالمجيد: أنتي كذابة....
أنتي طايحتن لتس تحبين أحد ثاني ... أدري لامن صرتي تلفين وتدورين...
نورة: حرام عليك مجيد... ترا اللي بي مكفين...
أنا أبي بندر... بس والله لا بندر ولا ألف من بندر يسوون دمعة من دموع الغالية...
ما أبي اللي يغث أمي ... ما أبيه..._وإنفجرت تبكي_
عبدالمجيد:نورة... أمي إذا دريت إنتس تبينه بتغير رايه...
نورة: لا... بتوافق وهي ما تبي... بس عشاني.. وأنا ماأبي أميميتي تنغث
هذي أمي نورة .... أمي نورة... نور الدنيا كله وتسواه...
_توقف أم عبدالله عند باب الغرفة وسمعت آخر الحوار الذي دار بين عبدالمجيد ونورة, سحبت نفسها بتثاقل نحو غرفتها, وأغلقت الباب_
**************
"في غرفة عذبة"
العجوز: هين يا بنتي... أنتي رايتس بيضاء... بس هو اللي مايبيتس خلاص..
جت منوه ونعمه...
عذبة: بس أنا عطيته وعد...
العجوز: أي وعد!!
هو ما يبيتس... مايناظرتس شي... الرجال عايفتس... آخذن بخاطره للحين عشانتس رديته وتزوجتي مشاري... ماعليتس منوه يا بنيتي ... ولا يستاهل مغثتس..
يرزقت ربي آخير منوه...
عذبة: يعني إذا سألن أبو عبدالعزيز شقول؟
العجوز: قولي ما أبي فيصل...
ولو هو يبين كان جاء ... أنا أبشوف حياتي وهو يشوف حياته
والشايب اللي أنا موافقتن عشانوه ومات الله يرحمه...
عذبة: صعبة...
العجوز: لا صعبة ولا حاجة!!
الباب اللي يجيك منوه الريح سدوه وإستريح!!
أولا؟
عذبة: إي والله يا أميمتي... أصلاً أنا خلقة قرفانتن منوه...
العجوز: ماتنلامين يا بنيتي.... يا الله روح روحي....
تعالي نتقهوى وعيني من الله خير....
ولا عليتس منوه...
عذبة: إيه يمه ريحتين....
العجوز: يا عذيب يا قليب ماجد وأم ماجد... لا تشلين بصدرتس... إحتسي وفضفضي
وتنفسي ترا الهم مثل الحصى لو تجمعينه بصدرتس صار جبال وإن حلتي كل يومن منوه حصاة راح ولا صار لوه أثر...
يالله... نجلاء تحرانا نتقهوى...
عذبة_وهي تمسك بيد جدتتها وتتجهان لخارج غرفتها_:
إيه يمه... ترا أبيتس تسألين خالي عبدالرحمن إذا يطلعون لإستراحتنا,,,,
أنا ودي أعزمهم به إسبوعين... نستانس ونغير جو...
وأبنادي خوالي الراشد وخالتي فاتن...
ويمكن يجن بنات عمومة أمي...
نفله بالمزرعة ونستانس...
العجوز: أبد إزهلي أخوي علي... أبشوف الوقت اللي يناسب لوه وأقول لتس...
**********

"الجزء السادس والأربعين"

"في الخيمة"

يسكب عبدالمجيد القهوة لفيصل ويمدها له, فيصل شاردا الذهن, يبتسم عبدالمجيد ويصرخ :
آآآآبو الشباب!!
وينك فيه.. لطع يدي الفنجال..
فيصل_ينتبه _: هات.. ماتوقعته عاد نذلة لهالدرجه!!
عبدالمجيد: عذيب؟
فيصل: بوه غيره!!
أدري إنه تبي مشاريوه....
عبدالمجيد_يلتفت وينظر للحديقة حيث أقبل سلمان من بعيد_:
أقول ياشيخ أنت تستاهل اللي جاك...
أنت تتوقع لمن يقول له أبوي إن فيصل يقول تجي معي ولا تعرس بتوافق تلحقك!!
أنت ماشفته لامن زمرت.......
_يدخل سلمان ويضحك_
فيصل_يصرخ ضاحكاََ_: السلمي منكسر سنك!!!
سلمان_يبتسم بقوة_: أهنئك على قوة ملاحظتك...
بث أبثألك ثلون ثفته؟
عبدالمجيد_ينظر بطرف عينه بإزدراء_: ياربي على ثقل الدم يالسلمي..
أصلاً ما إنكسر إلا طرف سنك المسكين...
يعني لو كل سنونك مكسرة صح!!
فيصل: ياخي خل عندك دعابة!!
السلمي شلون إنكسر سنك؟
سلمان_يجلس على المركاة_: ما أدري شلون ياخي وأنا أمشي بوه زيت مكبوب على الأرض هالبنقالي الوسخ ما مسحه وأجيك على خشتي وإنكسر..
عبدلمجيد: بجد بجد.. وش شعورك يوم شفت وجهك الجميل بالمراية..
عاد أنت خلقة طخمة لابالعاد بالدريشة المفتوحة...
سلمان: هههه وجعن بطني.... خفت من لسان نوير...
فيصل: هه ذكرتن بعيال ماجد.. إذا خافوا من شي قالوا بطني يوجعن..
عبدالمجيد: هه تذكرون نجلاء يوم تعيي تروح للمدرسة تقول بطني يوجعن
سلمان: إيه... ويوم جاء سعود يغصبه تروح وشاله على كتفه سوته عليه ....
فيصل: أنا أذكره زين ماجد طلع على صياحه وسعود يهاوش عليه عصب الله يرحمه وشالة وقال له لا أحد يزعل بنيتي..
عبدالمجيد: وع شاله وهي رابصة من ال(......)
سلمان: يتيمه مسكينه ليش أصلاً يغصبونه تدرس!
بعذرة ....
فيصل: عاد أنت من ربعه!!
سلمان: لا!!
والله ما عمري سويته على نفسي إلا وأنا....نيم...
عبدالمجيد: إيــــــــــــــــــــــه لا سمعتك تنادي أمي لامن جينا نروح للمسجد الفجر...
فيصل: هع.... إيه عاد إذا جت أم عبدالعزيز تنادي الشغالة ..أدري إن فيها سالفة...
سلمان: ههههههههههههههههه...شتسوي عاد أمي حالة طواريء..
***********
"في غرفة عذبة"
ترتب ملابسها في الحقيبة على سريرها, تتجه للغرفة الملابس وتحضر جلابيات مختلفة, ترميها على السرير وتلتفت على أفنان الجالسة على طرف السرير قائلة:
فنو.. وش ألبس حلق مع هالجلابية؟
شوفي لونه ما أدري شيبي صعب شوي...
أفنان: إخس يالعلي صاروا يكشخون!!
ماشفتك مهتمه كذا من عقب جهازك..
أقول شكلك عقب فركشة الخطبة قلتي ألحق على عمري!!
عذبة: إيه!!
وش فيها لو عشت حياتي ولا حرام علي..
حتى الإهتمام بالنفس مستكثرينه علي!!
ليه مالي حق أنبسط وأعيش حياتي.. تبونن دايم أركض ورا الناس ورا الشغل ولا ألتفت لنفسي شوي..
أبعيش حياتي طوله وعرضة وأعوض كلشي فات علي..
وحياتي ما إنقبرت بعد فيصل!!
أفنان: أقول يالتكرونية أنا وشقلت لك!!
عمى يعميك أم لسانين....
عيشي حياتك ما مسكتك!!
وجع.. ما قلت كلمه قبعت فيني...
عذبة_تتأمل وجهها وتنفجر ضاحكة_: ههههه من زمان ماشفتس تهاوشين!!
بس على فكرة ... ترا الظل مو داخل بلون ملابستس...
وبعدين بصراحة نشبوا بحلقي..
من حطيت مكياج وهم يسألونن وش صاير وش صاير..
ولا تقل بالعدة!!
تو قبل شوي نورة قابلتن طالعة من نجلاء وقالت"مدام عذبة على سن ورمح!!"
قلت له لا على رجلينه..
قالت " وش صاير كاشخة أم الشباب!!"
أستغفر الله كرهون بعيشتي...
مير ما جاوبتين وش ألبس معه حلق؟
أفنان: إلبسي الحلق الفيروزي..
ذاك اللي شريتيه بجهازك ...
عذبة: موب أنا .. أمي الله يرحمه هي اللي شرته...
أفنان: عذيبة.. توقعين مشاري بيجي لمزرعتكم؟
عذب_تمط شفتيها وتهز كتفيها_: ما أدري...بس..ما أتوقع..
أفنان: صعبه يجي ...
عذبة للحين تحبينه؟ تتوقعينه بيرجع لك؟
عذبة_تبتسم وهي تضع جلابيتها الخضراء وتتلمس الفصوص البارزة بلطف وتنظر لزاوية قصية_:
...........
الحب واجد مير الاقدار صلفه ..... والأرض واجد لكن الحلم منفى
واللي اعرفه راح ماعاد اعرفه ..... ولاظن يذكرني الى أقبلت مقفى


أفنان: مجنونة!!!
المفروض تقولين...
ماهو حبيبي مورد القلب حتفه ..... ولا هو حبيبي يفرح بوقت ضعفي
ما أدري شلون سوابك كل ذا وتحبينه للحين!!؟
أصلاً لو بتشوفينه بتذبحينه.. أنا أعرفك...
_إبتسمت عذبة ووقفت ثم غمزت بعينها قائلة_:
متى!!؟
متى الشواع تجمع إثنين صدفة....لاصار شباك المواعيد مجفي
أفنان: ياربيه بس!!
قمة التطرف ....
لمن تحبين تحبين بجنون... ولمن تكرهين تكرهين بجنون!!
إنتبهي ... ترا الدنيا ماتستاهل نستهلك فيها كل مشاعرنا..
عذبة: أنتي ماتدرين عن شي...
وماجربتي شي..
أنتي تسمعين ماحسيتي..
أفنان: وهي ترمي بجسدها على السرير_: ذكرتين بهارون الرشيد يومنه يقول ماترى لا ماتسمع..هي كذا؟
عذبة: أقول ترا عقدتن هالعبارة عجزت أحفظة..
إلا على طاري الحفظ درستس دكتورة حفيظة؟
أفنان: وعععععععععععععع....
عذبة: يقولون البنات إنه بتدرس السمستر الجاي...

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات