رواية العروس المتمردة -3

رواية العروس المتمردة - غرام

رواية العروس المتمردة -3

استرخى جدها على الوسائد الموضوعة خلفها و قال و كأنه قرأ افكارها :
- حددي الثمن الذي تريدينه لتوافقي على الزواج بنيكوس فاسيليس .
- اريد 5000000 يورو ترسلها الى حساب مصرفي مفتوح باسم اندريا فرايزر
- ثمنك مرتفع جدا
- عليك ان تدفع لي لان تحتاج لي .

- الا تعلمين ان زواجك بنيكوس سيؤمن لك حياة رغيدة عليك ان تشكرينني لانني انتشلتك من فقرك المدقع لارميك بين احضان رجل فاحش الثراء .
-5000000 يورو عدا و نقدا و الا ساعود الى لندن حالا
- لن اعطيك فلسا واحدا قبل الزواج .
- لن يتم الزواج ان لم استلم المبلغ كاملا .
و بعد لحظات طويلة خيم خلالها الصمت المشوب بالتحدي قال لها جدها بحدة :
- ساعطيك المال صباح يوم زفافك و الآن اغربي عن وجهي .

- زواج ...ليوم واحد


جلس نيكوس في قاعة الاجتماعات يستمع لمدرائه حول تأثير عمليات الدمج على شركاته لكن ذهنه كان شاردا يفكر باندريا يا لها من طفلة مدللة مستهترة لقد استمتع برؤيتها تتحدى العجوز الذي
كيف امكنه اخفاء الأمر عنها و كيف صفعها هكذا اجتاحته موجة عطف نحوها يجب ان يبعدها عن ذلك المكان و يحيطها بحمايته وقف معتذرا من مدرائه منصرفا و لم تكد تمضي 10 دقاق
حتى كان يسرع الى عرين كوستاكيس .


جلست اندريا على الشرفة شاعرة بضيق في صدرها صعقتها فداحة الوعد الذي قطعته زواجها سيكون صوريا لانها في صباح اليوم التالي ستعود الى لندن و في غضون شهر ستكون مع والدتها كيم
في اسبانيا كانت قد اطلعت طوني على قرارها بالبقاء احست بالاثارة لان نيكوس سيصبح زوجها
و ان ليوم واحد فقط سمعت صوت سيارة تقترب و أخذ قلبها يدق و هي ترى نيكوس فاسيليس يصعد الى الشرفة احست بطاقة غريبة تشلها كان يرتدي بزة رمادية فبدا اطول قامة و اكثر رجولة جلس
قبالتها و مد رجليه فمس رجليها الا انها سحبتهما بسرعة الى الخلف مما جعلها تشعر بالوخز فيهما فقطب جبينه قائلا : هل انت بخير ؟
أومأت برأسها عاجزة عن الكلام .


- كيف اصبح خدك ؟
قبل ان تجيب اقترب منها و لامس خدها فتسارعت الحرارة في شرايينها كانت آثار الصفعة واضحة اجابته مبتعدة – - لا بأس .
في تلك اللحظة نزع نظارته فتمنت لو انه لم يفعل لان عينيه كانت تتفرسان في وجهها .
- ارى انك لا تزالين منفعلة اعلم جيدا ان الأمر كان قاس عليك و ارجو ان تسامحينني لانني استعجلت الأمور ان جدك صعب المراس و لا شيء يثنيه اقسم لك انني حسبتك موافقة على الزواج بي .


- لكنني وافقت على الزواج بك تحدثت اليوم مطولا مع جدي و سوينا الموضوع فلا تقلق حول الدمج .
- هل ضربك جدك ثانية ؟
- طبعا لا لكننا توصلنا لاتفاق يرضي الطرفين !
- اتفاق؟ أي اتفاق ؟
افتر ثغرها عن ابتسامة مصطنعة راضية
- وافق جدي على اعطائي مبلغ من المال .
- مال
- اجل
- هلا شرحت لي ؟
- ان الأمر بسيط تعهد جدي بان يدفع لي المبلغ ان وافقت على الزواج فانا افضل الاموال لا الاسهم .
تصلب وجه نيكوس : سيدفع لك مالا لتتزوجي بي .


كادت اندريا ان تنفجر ضحكا و هي ترى نيران الغضب تشتعل في عينيه لكنها تمالكت نفسها و قد احست فجأة بضيق في صدرها
- اليس صحيحا انه سيدفع لك المال ايضا لتتزوج بي ؟
- لكن الأمر مختلف كليا .
- لا يوجد اختلاف ايعقل ان توافق على الزواج بي لو ان ذلك لا يخدم مصلحتك الشخصية .
رفع نيكوس نظره اليها بحدة
- لقد اشتريت اسم كوستاكيس ليس نقدا لكن بالمقايضة و كوني على ثقة ان جدك سيجني الكثير .
- لا يعني ذلك شيئا انك ستحصل المال يالأخير من هذا الزواج .


تبددت نوايا نيكوس الحسنة لقد جاء لها مهادنا اليوم علها تعود الفتاة التي الهبت مشاعره بانوثتها الصارخة الا انه وجد نفسه امام امرأة تسعى وراء المال امرأة تعرف ثمن كل شيء حتى نفسها امرأة يجري بعروقها
دم كوستاكيس ابتسم نيكوس بخبث :
- حسنا اظن الأمور باتت واضحة امامنا و علينا ان نبدأ .
- نبدأ ماذا ؟
- خطوبتنا الرسمية .
ثم امسك بيدهاو اوقفها قائلا : لعلك تفضلين دفتر شيكات بالمناسبة لكنيي افضل الطريقة التقليدية .
ة قبل ان تفهم مايقصد شدها ببطء الى عناق محموم لم تقو على مقاومته فدست ذراعيها حول عنقه تشجعه على احتضانها بشغف اكبر الا انه ما لبث ان انتزع ذراعيها عن عنقه لينظر اليها فتورد خداها خجلا .


- اعترف اني اتحرق شوقا لليوم الذي يجمعنا على سرير واحد سنتناول الطعام معا ليعرف العالم عن خطوبتنا .
و تأبط ذراعها و قادها للسيارة و منذ اللحظة الأولى عند دخولهما المطعم كانت الأنظار مسلطة عليهما ابتسم النادل لهما مرحبا و بدا جليا انه يتحرق شوقا لمعرفة هوية الفتاة التي ترافق اشهر عازب في
البلد :
- تسرني رؤيتك سيد فاسيليس و رفيقتك الجميلة .
- اقدم لك الآنسة كوستاكيس .
بدا الذهول على وجه النادل فانحنى احتراما و اخذ يتمتم عن مدى سروره لمقابلتها
- كفى ثرثرة ....سنتناول كأسا من الشراب بينما تجهز لنا طاولة منعزلة .
- بكل سرور و قادهما نحو ركن هادئ و الجميع حولهما يتهامسون
قالت اندريا : ما الذي يجري هنا ؟
- لا تقلقي لقد بدأ العرض لتوه .ثم انحنى فجأة نحوها و همس في اذنها :
- صعق الجميع عند سماعهم اسمك اذ لم يتوقع احد ان يظهر للعجوز حفيدة و اظنهم ادركوا معنى ظهورك اليوم .
- الم يعلموا بعد انك ستضع يدك على شركات كوستاكيس ؟
- سرت شائعات لكن ظهورك سيقلب الموازيين يا عزيزتي .
- لا تناديني عزيزتي
- الا ترين اننا سنتزوج ؟ بالمناسبة اتريدين حفل حميم ام صاخب اظننا سننتظر قدوم والدتك .
- كلا
- اتراها تكره جدك الى هذا الحد .
- لا اريد ان اتحدث بالموضوع .


ضاقت عينا نيكوس و هو يتأمل وجهه و فد بدا عليه الانفعال اتتذكر والدها الآن
- آسف اظنها لا تحتمل رؤية المكان الذي قابلت به والدك .
- نعم
- اتفضلين حفل زفاف صغير
- اجل و بأقرب فرصة .
- ارى انك تتحرقين لتصبحي زوجتي .
جاء صوته هادئا يحمل بين طياته رقة حركت مشاعرها الا انها قالت بفظاظة :
- حسبتك تريد اتمام الدمج بسرعة .
تأرجحت مشاعر نيكوس بين السخط و التسلية يالها من فتاة متقلبة فمن آثار حزنها على والدها الى المشاكسة كانها ندمت على نزع قناع القساوة .


- اؤكد لك ان توقك الى اتمام الدمج يوازي توقي الى الحصول على المال من جدي !
كانت العيون تتأمل وريثة كوستاكيس بينما انتشر خبر خروجها مع نيكوس فاسيليس ليصبح شغل الناس الشاغل احست اندريا بجفاف في حلقها لم ينجح العصير البارد في اروائه.


- لن أبحر معك
طالت فترة الغداء حتى عيل صبر أندريا و راحت تعد الثواني حتى يعود نيكوس الى مكتبه لكن آمالها خابت كلها حين سمعته يتصل بالمكتب و يلغي مواعيده كلها مساهما بانتشار الشاعات اكثر
فرجل اعمال مثله لا يلغي يده مهما كانت الأسباب قاهرة.
ابتسم نيكوس لعروسه العتيدة ابتسامة تشع بالدفء و سألها و هما يهمان بمغادرة المطعم :
- ما رأيك لو نذهب لشراء ملابس تليق بجهازك ؟
- لدي الكثير من الملابس .
- لكن النساء لا يكتفين ابدا من شراء الملابس !
- انا لا اهتم .
- ارى انك فريدة من نوعك ! و اعتقد بان ثيابك تليق بك كثيرا حتى و ان كنت لا تكترثين لامرها .
تحركت عيناه ببطء على مفاتنها فيما راحت أنامله تداعب خدها برقة أسرت قلبها و روحها .
- اسمحلي ان اشتري لك ملابس من اختياري .
- قلت لك اني املك الكثير .
و ابعدت يده عنها بحدة تابع و كانه لا يصغي لها : ساشتري لك شيئا مميزا لليلة الزفاف .
فالتوى فمها خبثا و أومأت برأسها : لا بأس ..


اصطحبها الى متجر فخم ادركت اندريا من الترحيب الذي استقبلت به صاحبة المتجر نيكوس انه اعتاد على قصد المتجر لشراء الهدايا لصديقاته و أخذت صاحبة المتجر تأخذ مقاسات اندريا و راحت
تعرض عليها أثوابا مزخرفة شفافة لتجربها الا انها لم تجد داع لها لانها تعلم ان ليلة زفافها ستكون قصيرة جدا و بعيدة عن الرومانسية
- اسمعي ما رأيك لو نلقي نظرة على أزياء كبار المصممين في هذا الحي علك تختارين شيئا .
- لا شكرا
أمسك بيدها و سالها برقة : هلا سمحت لي اذن ان اختار لك تنورة قصيرة.
- لسوء حظك انا لا احب ارتداء التنورة .
- ماذا تقصدين ؟
- اقصد ما سمعته .
- لكنك ارتديت مساء البارحة فستانا .
- كانت تنورة طويلة .
- لكنك تتمتعين بساقين طويلتين و ملفتتين للنظر .
- و ما أدراك بذلك ؟ هل تحمل منظارا بالأشعة السينية .
- ارجوك اسمحي لي ان اشتري لك تنورة واحدة فادعك بعد ذلك شأنك .
- كفانا تجولا بالاسواق انني اشعر بالملل .
رفع نيكوس حاجبيه دهشة : اكره ان اراك ضجرة فكيف لي ان اسليك ؟
لم تعجبها نبرة صوته اذ حملت معان تفضل ان تتجاهلها فردت بحدة : اريد زيارة الاماكن السياحية .
- لا شك انك زرتها آلاف المرات .
- انها المرة الأولى التي ازور فيها اليونان .
نظر اليها مستهجنا ايعقل الا تعرف موطنها : حسنا تعالي لأعرفك الى أثينا .


خلال الأسبوعين التاليين بذل نيكوس جهدا ليثبت للعالم ان حفيدة كوستاكيس ستتزوجه و ان جدها سيتنازل له عن شركاته و عبثا حاولت اندريا الاعتياد على وجوده المستمر حولها اذ وجدت نفسها
مرغمة على مرافقته الى المقاهي و الملاهي الليلية حيث يغرقها باهتمامه المفرط الا انها كانت تجاهد لتحافظ على برودة اعصابها قال لها في احدى الأمسيات و هي تحاول التملص من عناقه : كم اتمنى ان اذيب
هذا الجليد الذي يحيط بك .
اجابته بفظاظة : ستفسد تسريحة شعري .
اجابها متسليا : ساصطحبك مساءا للرقص لأضمك طويلا بين ذراعي .
تراجعت للخلف بسرعة : لكني لا اجيد الرقص .
- لا تقلقي لن نرقص على انغام الموسيقى الصاخبة لقد اخترت مكانا اكثر شاعرية و اظنه سيروق لك .
- قلت لك لا اجيد الرقص .
- اذا علي ان اقنعك بطريقة او بأخرى .


و ترك انامله تنساب على طول ذراعها فسرت قشعريرة في جسمها جعلته يبتسم متسليا اذ ادرك انها تحاول ان تسيطر على ضعفها امامه اما اندريا فلم يبق لها ان تضع قناع الفتور من جديد حتى لا تثير المتاعب .
لم يكترث نيكوس لاحتجاجاتها و اصطحبها لمطعم فاخر و امام اصراره الشديد لم تجد مفرا من الاستسلام له قرافقت الى الحلبة احاطها نيكوس بذراعيه فاخذ قلبها يتخبط بين ضلوعها ووقفت مسمرة
في مكانها و قد بدأ الالم يشق طريه الى ساقيها .
- ضعي يديك حول عنقي يا حبيبتي !
شعرت بأنفاسه الحارة تلسع عنقها و بجسمه القوي الذي ينبض رجولة يتحرك بالقرب منها فتصلبت بين ذراعيه همس : استرخي
وجدت نفسها تجاريه تتمايل يمينا و شمالا الا ان ساقيها لم تلبثا ان خانتاها فلم تعد قادرة على الوقوف صرخت فيه : لا استطيع .
و اسرعت ترتمي على كرسيها كي لا يلاحظ نيكوس مشكلتها فلحق بها على الفور و سالها مدهوشا: ما الذي يجري بحق السماء ؟
- قلت لك اني لا اجيد الرقص .
- لا تجيدين الرقص او انك لا ترغبين بالرقص معي .
ثم جلس قبالتها و ملأكوبه بالشراب : ساعطيك دروسا في الرقص بعد الزواج .
لم تجادله لانها تعلم ان الفرصة لن تسنح له احست و هي تدلك ساقيها تحت الطاولة ان الألم اخذ يتسلل الى عظامها و قلبها و روحها .


أمسكت اندريا سماعة الهاتف باحكام : هل انت واثق تماما ؟
اجابها موظف المصرف : طبعا آنسة فرايزر اودعت صباح اليوم في حسابك الخاص 5000000 باوند .
انه يوم زفافها اجمل يوم في عمرها اليوم الذي ستخرج امها من جميع مصاعبها خطتها نجحت و لم يبق سوى ان تتحلى بالصبر خلال 24 ساعة القادمة لتعود الى وطنها بامان .
- هلا ارتديت ملابسك بسرعة يا آنسه .


ايقظتها زوي من شرودها اومأت اندريا براسها و جلست تتأمل زوي و هي تسرح شعرها بدت عيناها اكثر اتساعا اذ جافاها النوم خلال الأيام الماضية فالخوف من هول ما هي مقبلة عليه لم يفارقها لحظة واحدة
.
على الرغم من مراسم الزواج المختصرة نزولا عند طلبها كانت تقف الى جانب عريسها عابسة و قد عجزت عن نطق الكلمات التي يتربطها بالرجل الواقف بجانبها ؟ الخاتم الماسي في اصبعها هو دليل على
جنونها لكنه لا يعني شيئالكن ذلك لا يعني شيئا لانه سيوصلها غدا صباحا الى المطار اذ لا شك انه سيطير فرحا لتخلصه منها لانه لا ينوي ان يبقى وفيا لها فمنذ بضعة أيام طلب جدها رؤيتها
- اريد ان اوضح لك بعض الأمور .


كان العجوز يتكلم بلهجة الأمر فيما وقفت اندريا تصغي الى عظته : عليك ان تتصرفي بعد زواجك مثل اليونانيات فتطيعين زوجك طاعة عمياء و لا تحسبي صلة القرابة بيننا او جمالك الباهر قد يجعله
يرغب بك دوما فالرجل باليونان هو السيد المطلق و على المرأة ان تغض النظر عن تصرفات و اعلمي ان لنيكوس عشيقتين الأولى عارضة أزياء اميريكية و الثانية يونانية تجيد اصطياد الرجال و لن يتخلى عنهما من
اجلك فاياك ان تثيري المشاكل و الا ساجعلك تندمين مفهوم ؟


التوى فمها سخرية و شكرت الله ان زواجها ليس حقيقيا استرخت اندريا في كرسيها مغمضة عينيها فبعد شرب الانخاب جلست تنتظر عريسها الذي اختلى بجدها في المكتبة ليوقعا على عقود ضم
الشركتين .
مساء البارحة انتظرت ليخلد الجميع للنوم لتقوم بتوضيب ملابسها في حقيبتها الصغيرة و اتصلت بطوني لتخبره بموعد وصولها الى لندن بعد 48 ساعة ...
- هل انت جاهزة ؟
قطع نيكوس افكارها فهبت واقفة : نعم .
توجها الى السيارة و جلسا كل في ركن لم ينبس نيكوس بكلمة فاحست بالارتياح .
- اتريدين شرابا
فهزت راسها نفيا .
- كيف تشعرين ؟
اجابته بلامبالاة : بخير


اطلق تنهيدة عميقة ثم حل ربطة عنقه و فك زر ياقته و استرخى في مقعده فوجدت نفسها مشدودة اليه لحسن الحظ لم يلاحظ نيكوس لهفتها فقد كان سارحا و الكآبة على وجهه الى ان قال : يسرني ان
كل شيء انتهى !
حقا الا يعلم ان سرورها يضاهي سروره اشاحت بوجهها بعيدا فاحست به يتململ في مكانه قائلا : لا تغضبي اندريا فكلانا عانا من المحنة و لكن كل شيء انتهى هل حصلت على المال ؟
- طبعا .
- لن تحتاجي اليه لانني ساعطيك كل ما يلزمك ! آن الوقت ان نتحدث بصراحة لقد اصبحنا بمفردنا بعيدا عن جدك لذا علينا ان ننجح هذا الزواج فان بذل كل منا بعض الجهد سارت الأمور عل مايرام من
جهتي اؤكد انني على استعداد تام للقيام بواجباتي كاملة و ارجو منك ان تبادلينني المثل بعد انتهاء شهر العسل سنسافر الى انكلترا لنقابل والدتك اعلم ان علاقتها متدهورة مع جدك لكن اتمنى ان لا تحقد
علي بسببه .
عليك ان تختاري مكان اقامتنا لان شقة اثينا ضيقة ساشتري لك منزلا في لندن تقيمين فيه كلما اتيت لزيارة اقاربك و فيلا في احدى الجزر لنمضي بها العطل .
- كما تريد
لم ترد ان تجادله لانها ستخبره الحقيقة كاملة بعد وصولهما الفندق .


استرخى نيكوس في مقعده و قد بلغ التعب منه مبلغا فقد قسم وقته حتى الآن بين عملية دمج الشركات و التقرب من عروسه العتيده الذي لم يقدر ان ينزع عنها قناع البرودة التفت نحو زوجته الجالسة بقربه و
راح يتمعن بفمها المثير و انوثتها الصارخة و ساقيها الطويلتين فابسم ابتسامة رضى لانه سيحتفل بانتصاره الليله بين احضان هذه المرأة التي تخطف الأنفاس بجمالها .
- اين نحن ؟
- في مرفأ اثينا
- اين ؟
- في المرفأ لنستقل اليخت .
- ماذا ؟
نزلت اندريا مذهولة امسكها من يدها و قال : تعالي معي .
- لن ابحر معك اهو لك ؟
- انه لعبة جدك الجديدة لكنه اعارنا اياه لقضاء شهر العسل .
- حسبت اننا سنقضي الليلة في احد فنادق اثينا .
- ما الداعي لذلك ؟ سنبحر هذا المساء .
- لن اذهب الى اي مكان .


تمالك نيكوس نفسه حتى لا يثير فضيحة امام طاقم اليخت فحملها بين ذراعيه ضاحكا : ساحملك الى المركب .
خشيت اندريا ان تقع في الماء فلم تقاومه بل بقيت ساكنة بين ذراعيه الى ان انزلها و قدمها الى الربان .
- اقدم لك الكابتن بيتراشوس .
- اهلا بك يا سيدة فاسيليس و اتمنى لك رحلة ممتعة .
- شكرا لك .
-سننطلق في الحال ان كنتما لا تمانعان.
اجابه نيكوس : لا مانع لدينا ابدا . ثم تابط ذراعها : تعالي لنتفرج على اليخت .


تركته اندريا يقودها فيما تحاول لململة شتات افكارها يجب ان تضع حدا لهذ التمثيلية السخيفة حنى يعودون ادراجهم صباح الغد .
جالت اندريا على اليخت ماخوذة بفخامته و ذوقه الرفيع لكن بدا عليها نفاذ الصبر ...
كم هي مدللة فعلى الرغم من الترف الذي احاطها به لم تظهر له امتنانها و ان للحظة واحدة و عاد نيكوس بذاكرته الى طفولته المشردة و فقره المدقع فقر لم يمنعه من ارتقاء سلم النجاح ليتربع في نهاية المطاف
على عرش اعظم شركة في اوروبا و يقترن بحفيدة كوستاكيس ....
لذا عليه ان يحتفل بهذين الحدثين السعيدين كما ينبغي

- و....أسدل الستار



اصطف المضيفون في غرفة الطعام الفخمة ينتظرون العروسين لانهاء العشاء خرق نيكوس الصمت العميق الذي ساد بينهما قائلا : ارى انك لم تأكلي شيئا ..اتفضلين شيئا آخرا ؟
- لا شكرا لست جائعة .
اتسم صوتها بالحدة كان فكرها مشغولا فهي تحاول ان تجد طريقة لاخباره الحقيقة كم تمنت لو انها صارحته من قبل لكنه تركها وحدها على ظهر المركب قائلا ان لديه اعمالا و لم تره الا حين
جاء ليصطحبها الى العشاء عليها ان تخبره انها سترحل بالصباح لكي يدعها تخلد بالفراش لوحدها ...
طردت الافكار من راسها و جلست تتأمل الديكور الذي لم يعجبها .
رفع نيكوس نظره اليها فوجدها تتأمل غرفة الطعام و الاشمئزاز باد عليها اما هو فقد ضاق ذرعا من الجلوس قبالة عروسه و المضيفون يراقبونها و هي تعبر عن مشاعرها تجاهه فهب واقفا : تعالي معي .
ترددت اندريا قليلا لكنها شعرت بحاجة للتحدث اليه على انفراد .


لحقت اندريا به عبر الرواق الطويل و هي تتمسك بتنورة فستانها الطويل فتح لها نيكوس بابا و قال : تفضلي .
كانت غرفة النوم مغطاة بالخشب و قد وضع بوسطها سرير ضخم زين بشرائط ذهبية اللون .
- اريد ان اقول لك شيئا.
- هذا مذهل ! اخيرا قررت عروسي الجميلة ان تخرج اخيرا عن صمتها !
اثارت سخريته غضبها فرفعت ذقنها بتحد : ساعود غدا صباحا الى لندن و اتقدم بدعوى طلاق .
نظر نيكوس اليها بعينيه الثاقبتين و الشرر يتطاير منهما فاحست بالم خفيف في رجليها من شدة التوتر .
- أظنك مخطئة في حساباتك .
- لن ابقى معك .
- اتسمحين لي ان اسالك سبب هذا الاعلان المفاجئ ؟
تمالكت اندريا اعصابها : حسبت الامر واضحا هدفك كان الاستيلاء على شركات جدي و بما انك حققت مرادك فلا داعي للمضي في هذه المهزلة .
- تحليلك مثير للاهتمام لكنه ناقص .


اجابها بنبرة هادئة جعلت قلبها ينتفض : علاوة على دم يورغوس كوستاكيس الذي يجري في عروقك ارى انك تملكين مفاتن كثيرة اريد ان اتمتع بها .
و تقدم نحوها و قد اضاءت عينيه مشاعر عنيفة جياشة فتراجعت اندريا للخلف : ابق بعيدا عني .
- اياك ان تصدري لي الاوامر مرة ثانية لانني لن انصاع لها ابدا .
- ان كنت تبحث عن علاقة ترضي شهواتك فما عليك سوى الاتصال باحدى عشيقاتك .
تسمر نيكوس في مكانه مصعوقا .


- ماذا ؟
- اظنك سمعتني جيدا فالجميع يعلم انك اتخذت عشيقتين و الله وحده يعلم ان كنت على علاقة بسواهما فما رأيك لو تتصل باحداهما و تبقى بعيدا عني ؟
- و كيف علمت بالامر ؟
- اعطاني جدي فكرة واضحة عن حياتك العاطفية و حذرني من التذمر من مغامراتك فعلى المرأة اليونانية ان تغض الطرف عن هفوات زوجها .
تفهم نيكوس مشاعرها لكنه حاول ان يخفيه تحت فناع من الغضب الشديد ليس منها بل من جدها كيف تجرأ على افساد حياتهما الزوجية قبل ان تبدأ ؟
- حسنا اسمعي جيدا ..لن انكر انني كنت علا علاقة بنساء كثيرات لكنني لم احاول الاتصال باي منهن منذ ان قابلتك .
- تخليت عنهن بهذه السهولة ؟ كم هذا لطيف .
- اؤكد لك انها لم تكن علاقات جدية فكزانتي محاطة بالعشاق دائما و ايسم فاندرس ..
- ايسم فاندرس العارضة المشهورة ؟ انها واحدة من اجمل النساء في العالم .


اجابها نيكوس ببرودة متجاهلا نبرة صوتها الغريبة التي جمعت ما بين الفزع و الغيرة .
- انها هي و لا شك عندي انها وجدت عشيقا غيري الآن .
لكن اندريا لم تشأ ان تسمع عنهما شيئا لان الغيرة اخذت منها مأخذا لا شيء سيثنيها عن الرحيل صباح الغد .
- أظنني فهمت الآن سبب تجهمك طوال النهار .
- سارحل في الصباح و لا علاقة لمغامراتك العاطفية بالامر لا انوي المضي بهذا الزواج .
التمعت عيناه بقسوة : و ما هو سبب معارضتك لهذا الزواج ؟
اخذت اندريا تتأمل الترف الذي يحيط بها و تقارنه بشقتها البسيطة بلندن .
- لا اعرف ما الذي دعاني للزواج بك ! فكلانا ينتمي لعالمين مختلفين .
طبعا هو صبي فقير و هي حفيدة كوستاكيس المدللة .
- و لكنك زوجتي اندريا و لن اجعل نفسي سخرية للآخرين بالسماح لك بهجري في يوم زفافنا .


و تقدم نحوها فيما بقيت مسمرة في مكانها و عيناه الثاقبتان تطالبانها بالحاح بحقوقه الزوجية فجأة زال خوفها و احست برغبة جامحة لمجاراته فراحت تبحث عن قناع اللامبالاة لصرف هذا الشعور ..و في تلك
اللحظة مد نيكوس يده و راح يداعب خدها و عنقها بانامله :
-في المرة الأخيرة الذي لبست فيها هذا الفستان ذبت شوقا بين ذراعي .
ثم استدار نحو الخزانة و راح يقلب بين محتوياتها الى ان عثر على رداء النوم الشفاف الذي اشتراه لها من اثينا فرماه لها و قال : اذهبي و بدلي ملابسك .


اذعنت اندريا لرغباته و هي تعي انها قريبا ستصبح زوجة نيكوس فاسيليس المنبوذة ....جرحتها الحقيقة كان سكينا انغرز في قلبها فمنذ اللحظة الأولى التي رآها نيكوس رات شعلى الرغبة
تتأرجح بعينيه و ها قد جاء الوقت لاخماد هذه الشعلة الى الابد .
اقفلت اندريا باب الحمام خلفها اما نيكوس فبدل ملابسه بملابس مريحه و جلس يتذكر القلق الذي ساوره حيال تعامله مع عروسه العذراء المطيعة ..
التوى فمه سخرية هذه الكلمة لا تليق باندريا لانها بعيدة عن الطاعة اتراه يفضلها مطيعة ؟ ابدا فهو يريد زوجة مليئة بالعاطفة الجياشة احس نيكوس بالاثارة انه يريد اندريا لا سواها لا اكزانتي او ايسم
انها تسيطر على تفكيره صورة اندريا زوجته ..
استعرت نيران الشوق داخله فراح يذرع الغرفة جيئة و ذهابا في انتظارها ...و اذا بها تفتح الباب و تخرج منه تاركة نيكوس مذهولا فقد بدت في ردائها الحريري الشفاف الذي يبرز مفاتنها اشبه بملكة
متوهجة الشعر ...
- تبدين في غاية الجمال .
لم تغين عنها نبرة صوته الت حملت مشاعر صارخة فاحست بالحرارة تغزو شرايينها غير ان ذلك لم يدم طويلا اذ ظهر بريق خطير بعينيها و هي تسأله :
- هل انا جميلة حقا ؟
وقفت امامه شامخة الراس فيما عيناه تتفرسان فيها باعجاب شديد .


- اهذا ما تريده نيكوس ؟ امرأة جميلة ؟ هل تجدني جميلة بما فيه الكفاية ؟
اشتبكت نظراتهما فاحست بتوتر في حلقها الا انها اكملت :
- هل تراني حقا جميلة يا نيكوس ؟ هل عروسك جميلة ؟
لم يقو نيكوس على الرد كان الكلمات ماتت على لسانه .
فتوجهت نحو السرير تتبختر و كانها تقصد اغوائه ثم جلست على حافته و تركت كم ردائها الحريري ينحسر كاشفا عن كتفها .
تقدم نيكوس نحوها و قد بات عاجزا عن التحمل من هي هذه الساحرة ؟ تارة يجدها باردة تطالبه بالطلاق و حبر عقد زواجهما لم يجف بعد و تارة ناعمة رقيقة تغويه و توجه له دعوة مفتوحة لمغازلتها .


- اخلعي ردائك يا اندريا .
جاء طلبه اقرب الى الرجاء و التوسل فومضت عيناها بوميض غريب .
- ارجوك .
و ساد المكان صمت لا يخرقه سوى نبضات قلب نيكوس المتسارعة فخلعت اندريا ردتءها و رمته جانبا و راحت تحدق في بفضول و قد حولته الصدمة الى تمثال من حجر ....رباه يالهوا ما يراه ؟ ما
هذه الندوب المقززة الت تغطي ساقيها ؟
رات اندريا تعابير الاشمئزاز على وجهه فارتدت ردائها من جديد و قالت له :
- اظن ان المسرحية انتهت ساذهب الى النوم في غرفة اخرى لكن ارجو ان تطلب من الربان ان يعيدني الى اثينا لاسافر الى لندن .


و استدارت لتغادر الا انه امسك بمعصمها ...
- اتركني ارجوك لا داعي ان تقول شيئا يؤسفني ان تصل الامور بيننا الى هذا الحد حسبت انك ستقبل بحل زواجنا لكنني لم استطع اقناعك و الآن دعني لاذهب .
لكنه لم يفلت يدها فاثارت اصابعه رجفة في كيانها بل جلس على السرير و اجلسها بقربه ثم سالها :
- ما الذي حصل لك اندريا ؟


لم تستطع ان تتكلم فعاد يسالها بالحاح فاجابت : تعرضت لحادث سير و انا في 15 من العمر خرجت يومها مع بعض الاصدقاء الى السينما و في طريق العودة انفجر احد الاطارات فارتطمت بالحائط و
اصيبت ساقاي بجروح خطيرة اثر تكسر الزجاج يومها اراد الاطباء بتر ساقي ..
رفضت والدتي و الحت عليهم لكن العلاج تطلب وقتا طويلا الى خرجت بعد عدة اشهر من المستشفى على كرسي ذي عجلات الا ان امي لم تيأس فاصطحبتني الى مركز للعلاج الطبيعي حيث اجريت لي
عدة عمليات تمكنت بعدها من المشي الا انني ممنوعة من عدة امور مثل الرقص ...
وحدها السباحة مسموحة و امارسها بالصباح الباكر حتى لا يراني احد اتعلم شيئا ؟ اظنني محظوظة اذ رايت في المركز اناس اسوأ من حالتي صحيح انني لن اتزوج ابدا لان لا احد سيرغب بي بعد ان يرى
...


و قبل ان تعي ما يحصل وجدته راكعا امامها و يداه تتحسسان مكان الندوب ثم ابعد برقة ردائها و عاد يتحسسها من جديد.
لم تحرك اندريا ساكنا و قد سرت قشعريرة من اخمص قدميها الى اعلى راسها كيف يمكنه لمسها الا يشعر بالقرف ؟
و مرت بذهنا ذكرى شاب يدعى داني افتتن بها و راح يلاحقها الى ان وقعت في حبائله و قررت ان تكشف له سرها و لم تنس يوما النظرة بعينيه او الكلمات البشعة التي تفوه بها .
- نيكوس !
امسكت براسه بين يديها .
- ارجوك لا تفعل .
- حبيبتي...
حملها بين ذراعيه وضعها على السرير ثم استلقى بقربها .
- نيكوس ..
- لا اظن الوقت ملائم للكلام .


و ضمها اليه بحنان و كأنه يريد ان يمحو من ذاكرتها كل الصور الحزينة فاستجابت له استجابة طغت على الخوف الذ كان يستولي عليها .
ثم اخذ يعانقها عناق من طال انتظاره و شوقه مفجرا بينهما مشاعر عطشى الى المزيد من الارتواء و ذلك باندفاع لا سيطرة عليه ما لبثت تلك المشاعر ان جرفتهما الى بحر من الاحاسيس العاصفة التي اذابت
كيانهما


- على أجنحة النار .....


راحت اندريا تتململ في سريرها رافضة ان تستفيق من سباتها لتواجه ما تخشى مواجهته احست باحدهم يهزها من كتفيها بالحاح :
- استيقظي حبيبتي و لا تفسدي علينا هذا النهار الجميل ! هيا الفطور جاهز .


بدت نبرة صوته في غاية الرقة و كأنه تعمد ذلك ليساعدها على التحرر من رفضها ...رفضها النهوض من فراشها و رفضها الاعتراف بوجوده ..عليها ان تواجه الواقع مهما كان صعبا لانه يريدها بكل
جوارحه و لن يدع شيئا يقف في وجهه .
طبع قبلة على خدها
و أضاف :
- هيا ايتها الكسولة ! فقد اعد لك كبير الطهاة ابريقا من الشاي على الطريقة الانكليزية لذا ارجو منك ان ترتشفيه حتى النقطة الاخيرة و الا شعر بالاهانة و تركنا نموت جوعا هيا ..وافيني على ظهر
المركب بعد 10 دقائق .
ثم داعب وجنتها بخفة و تابع : ثقي بي ..ستسير الامور على خير ما يرام .


و غادر الغرفة منشرحا فاسرعت اندريا تستحم و تبدل ملابسها و فكرة واحدة تسيطر على تفكيرها و هي تحاول بكل ما لديها من قوة ان تصدها .
صعدت على ظهر المركب فوجدت نيكوس جالسا الى مائدة الفطور مستمتعا باشعته الدافئة و اذا بشريط البارحة يمر في ذهنها بتفاصيله كافة .
كانما قرأ نيكوس ما يجول في ذهنها فاسرع نحوها : ماذا تريدين ان تأكلي ؟

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات