رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -39 البارت الاخير

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد - غرام

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -39

اميره ناظرته بغضب واخذت فيصل من يده رجعت وهي تفكر حطت فيصل بحضنه وهي متعمده تعور سيف وبكى فيصل : نام انت وولدك هنا وبدون حتى بطانيه روح خل امك تعطيك شي تتغطى فيه..
سيف ناظرها بذهول ورفع عيونه عن الباب وناظر لفيصل : امك تبينا ننام هنا والله مدري وش ذنبك ولا ادري وش ذنبي بعد بس ماعليه تمون..
استلقى سيف على الكنبه وهو ياخذ فيصل بحضنه ويخليه ينام لحد ما نام فيصل من شدة النعاس اللي فيه ولا قدر ينام سيف جلس يطق الباب بهدوء ما يبي يصحي فيصل : بنت افتحي الباب فيصل تعب من البرد!
اميره بنبره غاضبه : مو قلت لك تجيب له بطانيه من عند امك؟
سيف بهدوء : اسمها خالتي اميره افتحي الباب لا يمرض الولد والله بتاخذين ذنبه ترا !
اميره بغضب : سبحان الله الذنوب بس علينا لكن انتم تروحون وتمقلون بالحريم وماعليكم ذنوب
سيف فتح عيونه بذهول : انا سويت كذا ! الله يسامحتس والله افتحي خلينا نتكلم شوي ونتفاهم
اميره بقهر : مو انت جلست اغلب اليوم عند اخوياك وبعدها رحت تساعد الشايب هو وحريمه وتناظر للبنات وانتهى اليوم صح!
سيف بأستغراب : باقي ما انتهى
اميره بتهديد : انتهى يا سيف وأبيك تروح اللحين وتنام عند ولدك وتهتم فيه لحد ما تصير عندك مسؤوليه واذا بغيت تطلع مره ثانيه تدري ان وراك انسانه منثبره هنا تنتظرك تجي وتقولها
سيف بضحكه : وانا ولد حامد اللحين من الرجال فينا انا ولا انتي ! اطلع من كيفي وانتي ما تطلعين الا برضاي
اميره بعصبيه : تعقب تطلع بكيفي انا وبرضاي وموافقتي
سيف خفف من نبرة صوته وهو يقرب من الباب ما يبي يزعج فيصل : اميره عيب ذا الكلام !
اميره بضحكه مُستاءه : صدق عيب ؟ عاد انا احب اسوي الاشياء العيب دايم
سيف بقهر : طيب افتحي الباب انا بعد بردان
اميره بغبنه : تستاهل
سيف بأستعطاف : افتحي الباب اميره يلا وين قلبتس تتركينا كذا ترا بنمرض ؟
اميره فتحت الباب وهي متجاهلته ومعطيته ظهرها تكلمت بنبره غاضبه : خذ اللي تبيه واطلع برا
سيف انسدح على السرير وهو يتمدد براحه : ما راح اطلع روحي هاتي الولد لا يطيح وتعالي ننام تعبان
اميره ناظرته بغضب : مو على كيفك وبتطلع بعد
سيف ناظرها بتعجب : اميره وشفيتس كل شي تعاندين فيه وبعدين من هي اللي بناظر فيها ! انا اعمى عن الكل انا اعمى ما اشوف الا اميره اميره بس حبيبتي وزوجتي وام فيصل!
اميره حست انها بدأت تلين شوي : ما راح تضحك علي بهالكلمتين !
سيف : انتي من داخل تدرين ان انا مستحيل اناظر بأحد غيرتس يا اميره!
اميره بتجاهل : صح بس بعد ما اثق فيك بروح اجيب ولدي !
سيف اللي انسدح وهو يناظرها : ولدنا لا تنسين انا ابوه اسمه فيصل بن سيف ترا
اميره : ماغير اسمك مربوط بأسمه لكن انا اللي جبته على الدنيا
سيف ناظرها بابتسامه : طيب حتى بذا بنتهاوش يعني !
راحت اميره تجيب فيصل وتحطه بسريره وهي تغطيه انسدحت بجنب سيف وهي تعطيه ظهرها ناظرها سيف : بنت شسويت انا ؟ وبعدين وشفيتس كل ذا عشان ما شفتيني اليوم خلاص ما عاد بروح الا وانا قايل لتس
اميره : ايه اللحين تستوعب بعد ما رفعت ضغطي
سيف قبل راسها : والله ما عاد اسويها ان شاء الله ولا راح اخوفتس علي حقتس علي
اميره غمضت عيونها وهي تنام براحه بعد ما فهم غلطه واعتذر وهو ما انتظرها كثير حتى انه نام قبلها من النعاس والإرهاق ..

البارت الرابع والسبعون والأخير

بعد مرور خمس أعوام ..

‏أقول بـ كل مرة ماني مغني على ليلاي
‏أنا أكبر من مشاوير الغرام ومن مواضيعه

‏يا كثر صورك اللي ما نساها بالي النساي
‏لو ان عمري معك مرت سنينه مثل أسابيعه

‏حبيبي كيف أمر بشارعك ما تدري اني جاي
‏وأنا أعرف الصباح اللي يجيبك من ذعاذيعه !

في أحد مناطق شمال السعوديه وعند أحد جبالها الشامخه الشاهقه الأبيه كانوا هناك ، يسترجعون ذكريات قديمة راحت بين طيات السنين !
من طفولتهم اعتادوا على التجمعات في أماكن عدة وتحديداً في جبال الشمال الفاتنه خاصةٍ وقت الامطار والربيع ..
سيف ضحك وهو يشوف فيصل يشجع امه على تسلق احد الجبال وبنته عائشه بحضنه وكانت سمية جدتها " ام سند " وهذا الشي اللي تميزت فيه اميره عن بقية اخوانها وخواتها !
وكأنه وفاء منها لـ ام سند اللي ما كانت امها اللي جابتها على الدنيا وحملتها في بطنها تسع أشهر الا انها تعلمت على يدها أشياء وأمور ما تعلمها الا ام حقيقيه او امرأه بلغت من الصلاح والطيبه والرحمه مبلغاً !
كيف تواجه الحياه وكيف تصير أصلب واقوى ام سند اللي عاملت بنت زوجها بأحسان وبصدق وبوفاء وتمت محافظة على وصية زوجها الراحل في رعاية بنته اميره !
فيصل ناظر اميره بحماس : ماما لا تخافين ما راح تطيحين انتي قويه
اميره ناظرت فيصل وهي تكمل مشوارها : انا مستحيل اطيح وانت ولدي
عايشه ناظرت لـ فيصل وهي تجلس في حضن ابوها : الا بتطيح بس لو كان بابا ماراح يطيح لان بابا اقوى واحد بالعالم
فيصل ضرب عايشه مع راسها وهو مغبون : انتي اسكتي
سيف مسك فيصل مع يده بحزم : فيصل عيب تضرب اختك كم مره اقولك ؟ يلا تعال اعتذر منها وحب راسها
فيصل ناظرها بحقد وهو يغار منها لإبعد حد لان سيف يدلعها دلع خاص ويدللها قرب منها وهو يحب راسها ويعتذر ، اميره ناظرتهم بخوف : سيف تعال بطيح بسرعه
سيف حط عايشه على الأرض وراح يركض وهو يمسك اميره ويساعدها تنزل واخيراً قدرت تنزل بمساعدته انسدحت على الارض وهي تتنفس بتعب وتحس بأنهاك : كله منك يا ابو عيون لا تتحداني مره ثانيه انت جالس هنا وانا اللي اتورط
فيصل ناظرها بغبنه وهو مقهور من استسلامها : ماعندتس سالفه ما تعرفين اصلاً صرتي عجوز
اميره عدلت جلستها وهي تمسك فيصل وتقرصه مع يده بخفه : انا امك ترا مو اصغر عيالك يا ورع
سيف قرص اميره مع يدها : وانا ابوه لا تضربينه وانا موجود
اميره قرصت سيف مع يده وناظرتها عايشه بقهر ، وضحكوا على ملامح وجهها الغاضبه!
اخذتها اميره وهي تبوسها بقوه وتحضنها : خلاص ما راح اضرب بابا عشان عايشه بس
سيف ناظر يده وهو يرفع حاجب : بالله وذا وش ؟
فيصل ناظر امه اللي تضحك وبعدها وجه انظاره لابوه : بابا تعرف هذيك البنت الغثيثه لو تشوف انا وناصر ولد خالي سند وش نسوي فيها نضربها دايم حتى هو يقول انه ما يحبها مثلي
سيف ضحك وهو يناظر فيصل المعصب : من هي بنت عمك سياف قصدك؟
فيصل عدل جلسته وهو يلعب بالتراب : ايوه هذيك ماغيرها وتراها دايم تضرب هذي الخبله بنتكم
عايشه ناظرته بقهر : كذاب
فيصل ناظرها بغضب : بالله وامس لمن كنتي تبكين يالورع الا انا جيت اضربها بعدها رحتي لـ ماما تبكين عندها غبيه المفروض تضربينها بنفستس!
اميره ضحكت من فيصل اللي كان يذكرها بطفولتها : فيصل اسمعني يا حبيبي انت
فيصل ناظر اميره : هلا
اميره : شوف هذي اختك عيب تضربها حرام صغيره ما تشوفها نتفه!
فيصل ناظرها بحقد : انا احبها بس هي غبيه
عايشه بقهر : انت الغبي
سيف انسدح وهو يتلثم بشماغه وجت عايشه عنده واخذها فيصل بعيد وهو ينسدح بحضن ابوه ويحضنه بتمَلك : بابا انا احبك
سيف حب راس فيصل: وانا احبك بعد بتنام معاي
فيصل بهدوء: ايوه بقولك شي
سيف بحنيهّ: ها وش ؟
فيصل قرب من اذن سيف وهو يتكلم بصوت قصير: بابا ترا انا احب بنتكم بس هي غبيه
سيف كتم ضحكته في صدره وناظر فيصل بحزم:فيصل لا تقول كذا عن اختك هذي اختك وتحبك بكره تكبر وتشتري لك سياره وتجيب ولد وتسميه عليك
فيصل ناظر سيف بطرف عين:والله انا رجال بشتري سياره بنفسي وبشتري لك سياره وبجيب لـ ماما سياره الا هذي بجيب لها سكوتر
عايشه ناظرته بغبنه وهي تناظر امها:والله اذا صرت كبيره بس بجيب لبابا وماما سياره اما انت تعقب
سيف اللي اعتاد على هواش عياله اخذ فيصل وهو يهديه ويقطع الهوشه قبل تبدأ : لا ترد عليها لا اخليك ترجع للبيت على رجليك
فيصل ضحك وهو يناظر سيف: ما تقدر انا ولدك الغالي انا الكبير مو هذيك
سيف كتم فيصل بشماغه وهو يثبته بحضنه : ما تعرف تسكت اسكت يالله ونام اترك البنت في حالها..
عايشه تجمعت الدموع بعيونها وهي تناظر لـ سيف ، سيف اخذ عايشه وهو يحطها بحضنه ويقبل عيونها ويمسح دموعها : افا بنتي تبكي وانا حي!
اميره ناظرتهم بغبنه : ماشاءالله وانا وين مكاني !؟
فيصل ضحك : مالتس مكان نامي بالسياره
اميره ناظرته بغبنه : انت جاي عقوبه لي؟انقلع بنام هنا هذا مكاني من قبل تجي يا ورع
فيصل مسك سيف بقوه وهو يثبت نفسه بحضنه : والله ما اقوم
عايشه قامت من حضن سيف : ماما تعالي بمكاني
اميره ناظرت فيصل بغبنه : لا ابي هذا المكان حقي انا
فيصل ضحك من نظراتها : مافيه
سيف : انا عندي ورعين ولا ثلاث ورعان ؟
فيصل ضحك وهو يحضن سيف : بابا يبيني انا بس يلا روحي البنات ينامون عند البنات والرجال ينامون عند الرجال
اميره انسدحت على ذراع سيف اليمين بنفس مكان فيصل وهي تعانده اخذت عايشه وهي تحطها بحضنها وتناظر لفيصل بعناد : غصب عنك انام هنا
فيصل ضحك : ايه تنامين وراي بابا احكي لي قصه
سيف اللي غمض عيونه بينام : ما فيه قصص فيه نوم بس يلا ناموا كلكم..
فيصل ناظر عايشه بحقد : يع شتبي هذي عندي
سيف بغضب : فيصل والله لا اضربك والله اعقل واترك اختك
اميره قرصت فيصل مع خشمه : يلا نام لا تزعج بابا يطردنا كلنا اللحين
فيصل : طيب بنام بس مابي اشوف وجه هذي ، ناظره سيف بتهديد ونام فيصل وهو كاتم ضحكته في صدره خايف من ابوه ..
ابو سياف رفع عيونه لـ سياف وهو يناظره بغضب : تشوف اخوانك كل واحد معه ورعين واربع وانت متزوج ما معك الا هالبنت !
سياف بتفهم : يبه إيفا للحين صغيره وما ابي اجيب طفل ثاني وأنا دايم مسافر انا ما استقريت هنا الا هالسنه حتى بنتي ما تتكلم عربي زين متعوده على البلدان الاجنبيه
ابو سياف بغضب : ايه خربتوا البنت بالكلام الاعوج انا ابي عيالي تصير عندهم عوايل وعيال واجدين وانت جالس على مرتك ذي تزوج وش ناقصك
سياف ناظر ابوه بصدمه وهو يتخيل ردة فعل المها لو تسمع هالكلام : مالك لوا يا يبه راضين بنصيبنا وان شاءالله ان ربي يرزقنا من واسع فضله انا ام إيفا احبها ولا ابي ازعلها
ابو سياف بغبنه : ما انت حصان شوف اخوكم الصغير سعود معاه اربع وهو اصغركم كلكم هذا ولدي الصحيح
سياف بهدوء : عسى الله يحفظهم له محد ياخذ الا رزقه يا يبه الرازق الله ، بروح لبيتي برتاح تامر على شي؟
ابو سياف : سلامتك
سياف حب راس ابوه وراح لـبيته اللي كان فخم وراقي بمعنى الكلمه ، ناظر حوالينه بهدوء وهو يشوف المها تنزل وتناظره بترقب : سياف من متى انت هنا!
سياف اللي كان متضايق ابتسم لمن شافها : اللحين جيت من ابوي!
المها ناظرته بهدوء : شخباره عمي؟
سياف ابتسم : بخير ماعليه
المها ناظرت عيونه لثواني وهي مو مرتاحه ابد : شفيك متضايق ؟
سياف تنهد بضيقهّ : ما تضايقت بس مليت من ذا الطاري كل ما جلست مع ابوي وين عيالك ووين عيالك !
المها ناظرته بذهول : احلف قال لك كذا !
سياف بعطف : ايه يا حبيبتي بس لا تتضايقين والله انا راضي باللي عندنا ما ابيتس تزعلين!
المها انهارت بالبكاء من جديد : ياربي وش هالحظ اللي عندي!
سياف ناظرها بصدمه : بنت وشفيتس؟
المها قامت وراحت للغرفه وجاء وراها سياف وهو يوقف بذهول وهو يشوف الغرفه متغيره ١٨٠ درجه وكانت مجهزتها لحفله واضح عليها ناظرته ببكاء : انا حامل من ثلاث شهور واليوم لمن جيت اقولك عمي تكلم وربي شي يزعل!
سياف ناظرها بفرحه وهو مو مصدق ابد الكلام اللي يسمعه : احلفي انتي حامل!
المها ببكاء : والله حامل
سياف ناظرها بفرحه وهو يحس الأرض كلها ما تاسعه ولا ياسعه في ذا اللحظه الا حضنها : الف مبروك ياروحي الله يتمم حملتس على خير ويقومتس لي بالسلامه
سياف مسح دموعها وهو يقبل محاجرها : خلاص لا تبكين انا مبسوط ترا شوفيني؟اخذها تجلس وهو يعطيها ماء تشربه وتهدي نفسها شوي!
حب يلطف الجو ناظرها بابتسامه : اوعدتس لا قمتي بالسلامه ان شاءالله بنسافر لو تبين شهر كامل لو تبين شهر عسل من جديد تامرين امر
المها ناظرته بطمأنينه وهي تحس بالهدوء يتدفق لروحها من جديد : سياف احبك
سياف قبل يدها بسعاده : انا اللي احبتس والله العظيم انا ودي بس اخليتس تتمشين في صدري وتشوفين انتي وش عندي الكلام ما عاد يفيد والله!
المها ناظرت عيونه بطمأنينه وكانت نظراتها خير رد على كلامه اللطيف : وش بخاطرك بنت ولا ولد؟
سياف بفرحه : والله انا بخاطري بنت ، انا بعد إيفا ابي اكون أب لبنات ابي خمس بنات على الأقل
المها ناظرته بضحكه : طماع!
سياف بشاعريه : انا كيف ما اصير طماع وانتي ام عيالي؟
المها أبتسمت بخجل وهي تناظر للمكان اللي قدامهم ، تفاصيل جميله ماهي غريبه على المها الأنثى الرقيقه واللي تحمل ذوق مُلفت دايم!
لأول مره تشوف هذا الهدوء الغريب اللي يلف السياره عيالها وبناتها الجميع هادئ وعيونه مليانه ترقب ناظرت لـه بفضول : وشفيكم ؟ هذا مو اتجاه البيت ! وين بتاخذني؟
الوليد ضحك وهو مخبي المفاجأه مع ابوه هو هو واخوانه ناظر امه بفرحه : بناخذتس لوحده من الجماعه تشوفين اخبارها
الجازي طلعت جوالها من الشنطه وهي تفكر بالمكان الغريب ذا :والله انتم وراكم شي
بعد عشر دقايق بالضبط ..
انفتحت البوابه الكبيره تلقائياً ودخلوا داخل احد قصور الشمال ، كان قصر كبير يطرد فيه الخيل بتصميم راقي وعصري ومساحه ضخمه من غير الأماكن الفاتنه اللي قدامهم !
ناظرت سند بذهول : ماشاءالله من بيته ذا !
سند نزل من السياره والكل نزل بعده وهي نزلت وعيونها معلقه عليه تنتظر منه جواب ، انتبهت للورقه اللي حطها بين يدينها ، وهي ملكيه تثبت ان هذا البيت بأسمها ..
كلهم بدوا يصفقون من خلفها حتى البنات تحمسوا وجلسوا يصفقون بفرحه ويناظرونها رفعت عيونها لـ سند بذهول : لي انا ؟
سند قرب منها وهو يحاوط كتفها الايمن بيده : تستاهلين كل خير وقليل في حقتس
الوليد حضن امه وهو يقبل راسها : والله قليل في حقتس لو نشتري لتس الشمال وقصورها واراضيها ومبانيها شبر شبر بعد قليل بحقتس
الجازي استسلمت للبكاء وهي ما تدري وش ردة الفعل اللي تناسب ذا الموقف أكثر من انها تحمد ربها وتشكره في صدرها على حياتها اللي تغيرت للأفضل بشكل واضح !
كل الاشياء اللي انحرمت منها بمراره بدأت ترجع لها بدأت تشوف عدل الله يلوح في سماء دنياها بدأت تشوف العوض يخيم على تفاصيل ايامها وحياتها !
عاشت ايام صعبه مُره ذاقت فيها طعم الحرمان والظلم بشده واليوم ربي عوضها بزوج طيب حنون وثلاث عيال " الوليد وتميم وناصر " واربع بنات " رُوح وتوق وإيفان وإيلان " اليوم عائلتهم تجمعت بصوره جميله !
تميم ناظر امه بذهول : ماما نجيب لها هدايا تبكي نجيب لها بيت تبكي نطلع نسافر تبكي
سند ناظر للجازي بضيقهّ وهو يدري بالضبط وش اللي ببالها تسترجع سنين حرمانها من أبسط حقوقها كزوجه ، مسح دموعها وهو يلمح نظراتها الغريبه خلف عيونها : لا تبكين خلاص الجازي !
دخلوا داخل البيت وراحت لغرفتها وهي مستوحشه البيت : هذي غرفتنا
سند ناظرها بابتسامه : ايوه شرايتس بالأثاث بس ؟ ترا مو ذوقي جبت وحده شاطره وسلمتها البيت وهي اللي حطت وسوت!
الجازي جلست على السرير بهدوء وهي تتأمل الغرفه : لا حلو يعطيها العافيه
سند ناظرها بفضول : اللحين قوليلي ليه بكيتي تحت !
الجازي اخذت نفس تحبسه وسط ظلوع صدرها وهي تطلق سراحه : تتكلم وكأنك ما تدري!
سند قام من مكانه وهو يناظرها بتمعن : عندي ألف احتمال واحتمال
الجازي تنهدت تنهيده طويله وهي تناظره بأرهاق : لا تسألني ليه ابكي !
سند بتردد : ليه ؟
الجازي بمراره : ما أبي اتذكر شي راح وانتهى انا من حقي افرح بدون دموع مثل باقي الناس !
سند طبطب على كف يدها الأيسر وهو يأسره بين كفوفه : اهم شي تسامحيني من داخل عشان نقدر نكمل حياتنا بهدوء وسلام!
الجازي بقلة حيله : انا مسامحتك بس الذكريات غصب تجي لي دايم!
سند بهدوء : حتى لو جت لا تستسلمين لها اعطيها ظهرتس !
الجازي ناظرته بدهشه : غريب كيف تجرحني وتداويني
سند بندم : الغريب اني ما عرفتس زين وانتي معاي وضيعت نفسي مع انسانه ما تستاهل من حياتي يوم واحد او حتى دقيقه!
الجازي ناظرته بفضول وهي تتذكرها : شصار عليها ؟
سند ناظرها بضيقه : نقلوها لمستشفى بالرياض بتجلس فيه بقية حياتها
الجازي ناظرت سند بغصه : وبناتك كيف بتكون ردة فعلهم لو كبروا وعرفوا بحالة امهم !
سند بضيق : ما أدري .. والله افكر احياناً اخبي عليهن الموضوع كله
الجازي ناظرته بمؤازره وهي تطبطب على كتفه : تعال ننام ونرناح وبكره نلقى لنا حل ان شاءالله !
سند بأرهاق : والله اني تعبان وما ابي الا النوم بس
الجازي بمواساه : والله ان ربي مثل ما حرمهم من اماني وهي عايشه انه بيعوضهم بشي أكبر
سند ابتسم : الله عوضنا كلنا فيتس انتي عمود البيت يالجازي
الجازي قبلت راس سند بأحترام : انت عمود البيت وكلنا واقفين بفضل الله ثم بفضل وجودك معانا ..
انحنى على ذراعها الأيمن وهو يحتضن كفها بين كفوفه بطمأنينه : الحمدلله اللي رجع لحياتي نعيمها من جديد ..
أُحبّك بقدرِ اللقاءات التي لم تحدث بيننا..
بقدر الكلمات التي لم يُسعفني الوقت لقولها لك
بقدر المسافات .. بقدر قساوة الايام وموت الاحلام..
بقدر كبريائي الذي اكرهه ..
بقدر العمر الذي افلت خيوطه من ايدينا..
احبك بقدر قلّة الحيلة بيننا...
فتحوا باب البيت ودخل وهي دخلت وراه شافوا البنات جالسات قدام ام سند ، ميساء ناظرتهم بصدمه وهي تشوف اشكال بناتها : خاله انتي حاطه عليهم حناء ؟
ام سند ناظرت ميساء بأبتسامه : ايه حنيت يدينهم وشعورهم
ميساء ضحكت وهي تناظر لأشكال بناتها وهم يناظرونها ببراءه وواضح انهم متورطات : الله يسامحتس يا خالتي كل ما حطيت البنات عندتس لو ساعتين رحتي حطيت على شعورهن حناء كيف بتروح ورد للروضه بكره وشعرها فيه حناء
ام سند ناظرتها بحزم : ماعليه انا حطيته قبل ساعه خليه ساعتين واغسليه الحناء زين للبنت
آيلا جت لأمها وهي تمشي بنعاس : ماما ابغى انام !
ميساء جلست على الكنبه وهي تمسك آيلا توقفها : مافيه نوم اللحين تاكلين وتتسبحين بعدها تنامين بالبيت
ام سند ناظرتهم بفضول : شسويتوا بالمستشفى عساه طيب وبخير اللي ببطنتس؟
ميساء بأبتسامه : الحمدلله يارب الدكتور بشرنا بالخير..
فهد ناظر ميساء بأبتسامه : ميساء سوت سونار بتعرف جنس الجنين
ام سند بـ لهفه : وش طلع الله يجعله ولد اخو لـ هالبنات ؟
فهد ابتسم : ابشرتس ولد
ام سند جلست تغطرف بصوت عالي وميساء تضحك ، ورد ركضت وهي تجي لأمها : ماما انتي بتجيبين لنا اخو
ميساء قبلت خد بنتها : بأذن الله
ام سند بفرحه : الف مبروك ياولدي ويابنتي والله يقومتس لنا بالسلامه
ميساء : امين ياروحي يا خالتي ..

في احد منتزهات الرياض !

نوره جالسه تشرب من قهوتها وهي تناظر لعبدالعزيز وسمو وخالد وهم يلعبون بسعاده وفرحه كبيره ..
سمو جت من بعيد وهي تناظر لهم : بابا ليه ما تلعب معانا انت وماما ؟
سهم بذهول : هذا كبري والعب لا لا العبي انتي واخوانتس يلا شوي وراجعين ترا استانسوا
سمو بقهر : لا ما بنرجع اللحين بدري بعد ساعتين يصير الليل قوي ونرجع!
سهم اخذ سمو وهو يناظرها : بالله شوفي السماء ماهي سودا ؟
سمو ناظرت للسماء وناظرته بتفكير : لا السماء زرقاء بعدين تصير سودا الساعه ١ بالليل يقول خالد يبدأ الليل
سهم رفع حاجب : لا واضح جوه خالد من اللحين قولي له يقول بابا شوي ونمشي
سمو : لا قلت بدري يعني بدري اذا صارت الساعه ١٠ بعدين يصير متأخر ونرجع
نوره برأفه : حرام خلهم يلعبون شوي ما بينتهي العالم
سهم ناظر نوره بحده : لا فيه نظام كلهم يمشون عليه طلعات أيام الاسبوع تنتهي بالكثير الساعه ٩ !
سمو بعناد : لا
سهم : عاد آخر مره اطلعكم من اليوم ورايح مافيه طلعات الا أيام الاجازه
سمو جلست وهي زعلانه ، نوره رفعت سمو وهي تاخذها بحضنها : لا تزعلين خلاص الخميس بنطلع طلعه احلى من هذي اللحين روحي العبي وشوي واحنا راجعين خلاص ؟
سمو : والله انتي تفهمين اكثر من بابا ، بابا بس يبغانا ننام بدري نصحى بدري
سهم : لأن هذا الصح وخالد لا تسمعين كلامه ما بيضيعتس الا هو
خالد جاء من بعيد وهو مبتسم : بابا والله لو تشوف من شفت واحد من اللي معاي بالروضه !
سهم : يلا العب معاه !
خالد ضحك : لمن شفته طردت سمو عشان ما يشوفها لاني رجال
سهم ضحك وهو يناظر لخالد اللي ياخذ من شخصية سهم كثير : كفو بس اختك توها صغيره وين اخوك ؟
خالد ناظر وراه وهو يأشر على عبدالعزيز : جالس يسولف مع واحد هناك !
سهم بقلة صبر : ياحبكم للسواليف ، يالله خله يجي بنرجع !
نوره بهدوء : يلا عشان تنامون زين والخميس نطلع ان شاءالله !
خالد سكت شوي وراح ينادي عبدالعزيز : طيب ..
فيصل ناظر لأمه بتفكير : ماما كيف كان شكلتس وانتي صغيره ؟
اميره ناظرت بنتها : كنت اشبه عايشه اختك تشوفها حلوه ولا لا ؟
فيصل ضحك وهو يناظرها بغيره : يعني مو حلوه
اميره قرصت خشمه وهي تبتسم : بالله انا مو حلوه اجل والله من غيرتك تغار منها لأنها اصغر منك أدري فيك
عايشه ناظرت لاميره وهي تقرب منها وتبعد شعرها عن عيونها : ماما صح انا حلوه ؟
اميره باست عيونها : اي والله حلوه واحلى بنت بالعالم بعد !
سيف طلع من الغرفه وهو يلبس شي ثقيل بسبب برودة الاجواء : تبي تعرف كيف شكل ماما وهي صغيره ؟
اميره ناظرته بفضول ، طلع سيف ورقه صغيره : هذي امكم ؟
اميره ابتسمت بذهول وهي تشوف نفسها : سيف من وين لك الصوره ؟
سيف أبتسم : عندي من كنت صغير لليوم ذا لو تدرين كل ليله أنام وهي بحضني ! كنت أتأملها دايم ولا يكمل يومي اذا ما شفتها ! وكل مره اشوفها كأنها اول مره اشوفها فيها !
اميره بأستغراب : وليه بعد ما تزوجتني ما صرت تشوفها ؟
سيف بحنيهّ : لان صرتي معاي ف صرت بس اذا طلعت للدوام او سافرت اشوف الصور اللي عندي بالجوال !
اميره ناظرته بأستغراب : بالله والالبوم اللي عندك ليه ما تاخذه والله تعودت علي صرت ما تحبني خلاص !
سيف ناظرها بنفي : اخاف يضيع ولا يتلف خليها بالجوال افضل !
فيصل بضحكه : يمكن بابا خلاص يحس بملل انا لو كبرت بتزوج اربع حريم
اميره بغبنه : انا لو بموت بموت منك انت ناوي تذبحني صح ؟
فيصل ضحك : بتزوج هذيك الغثيثه بنت عمي سياف إيفا وبتزوج رُوح وإيفان وبتزوج بنت عمي سعود
سيف : ماشاءالله عليك وش خليت لعيال عمامك وخوالك ؟
اميره بغبنه : كيف بتتزوج رُوح واختها ؟ على كيفك الشرع !
فيصل غير رايه وهو يفكر : انا بتزوج بس بنت عمي سياف عشان اربيها
سيف ضحك : والله ظني هي اللي بتربيك ماخذه عقلك بنت عمك سياف؟
فيصل ناظر ابوه بحزم : والله لا اربيها ام لسان
سيف ابتسم : تحبها ؟
فيصل ناظر ابوه وهو رافع حاجب ووجهه صار احمر من الاحراج : والله ما احبها اكرها اصلاً والله ما احبها
سيف ناظر فيصل بهدوء : اسمع اذا تحبها تعلمني عشان احجزها لك لا ياخذها منك عيال خوالك انتبه !
فيصل ناظر سيف بتردد : طيب انا بقولك شي ، قام وهو يقصر صوته ويتكلم بأذن سيف ، انا احبها بس لحد يدري
سيف ضحك من كلام فيصل : تم تم يلا ابشر وانا ابوك مالك الا اللي يرضيك
فيصل انبسط وهو يجلس ويفكر بـ إيفا بسعاده وراح ماهو مع العالم باله وعقله مشغولين فيها ..
سيف ناظر اميره اللي منسدحه وبحضنها عايشه اللي كانت نعسانه : بردانه ؟
اميره بهدوء : لا شوي يعني
فيصل صرخ وهو يناظر للشباك الزجاجي : مطر مطر !
عايشه قامت من حضن اميره وهي تركض وتروح للشباك : الله مطر
سيف قام وهو يناظر للشباك : الله يجعلها امطار خير وبركه ..
راح للغرفه وهو يطلع جاكيت اميره ويجيبه لها : تعالي اجلسي هنا لا تتعبين
اميره لبست الجاكيت وهي تناظر للشباك : شرايكم نطلع نتمشى؟
سيف ناظرهم : اللي تبونه بس ما بنطول عشان الدوامات
فيصل : طيب بس اهم شي نطلع ..
دخلوا كلهم لداخل وهم يلبسون ويتجهزون ، سيف تكلم بصوت مُرتفع : لا اشوف احد يطلع وهو لابس لبس خفيف كلكم البسوا ملابس ثقيله ..
لبسوا كلهم ووقفوا قدام أبوهم ، اميره لبست عباتها وطلعت وبيدها جوالها : وين بتودينا تبي نتمشى بس بالسياره ؟
سيف ناظرها : والله مدري انتم وشتبون ؟
اميره بعد تفكير : لا خلنا بالسياره ما ابيهم يمرضون ..
راحوا كلهم ونزلوا تحت وركبوا السياره جلسوا فيصل وعايشه ورا وهم يناظرون للامطار من خلف زجاج السياره ..
فيصل ناظر المطر بتفكير : بابا ليه الناس تحب المطر ؟
اميره ناظرت لفيصل بذهول وهي تبكي بُكاء مُفاجئ ، سيف وقف السياره على جنب وناظرها برهبه : حبيبتي بسم الله عليتس وشفيتس تبكين تعبانه ؟ تكلمي!
اميره أسندت راسها على المرتبه بـحزن : لا مافيه شي بس تذكرت شي !
سيف بخوف : وش تذكرتي ؟
اميره ناظرت للطريق اللي قدامها : هالكلام بالضبط قلته لأبوي الله يرحمه ويغفرله قبل اخذك وقال لي الناس تحب كل شي يسقيها وجيت لي أنت!
سيف مسح دموعها وهو يقبل يدها : بسم الله عليتس الله يرحمه ويغفرله لا عاد تبكين ابد!
فيصل مسح على كتف امه بتأنيب ضمير : انا اسف ماما لا تبكين
اميره ناظرت فيصل بحنيهّ : لا تتأسف ياروحي مالك ذنب أنت!
فيصل ابتسم وهو يحاول يلطف الجو : حتى وانتي تبكين حلوه !
سيف أبتسم بحب : ماما بكل حالاتها حلوه أصلاً !
اميره مسحت دموعها وهي تبتسم بطمأنينه : يا بعد روحي أنت ..
فيصل أبتسم وهو يناظر اميره بسعاده : ماما تحبين بابا ؟
اميره أبتسمت : أكيد احبه وش هالسؤال يا فيصل ؟
فيصل ضحك : بس ابعرف من يحب الثاني أكثر !
سيف ناظر فيصل : انا احب ماما من أول وبعد ما جابتكم زاد غلاها عندي أكثر وأكثر..
اميره ناظرت سيف بأبتسامه وهي تحمد الله في داخلها على نعمة وجوده بحياتها هو وعيالها فيصل وعايشه !
سيف كان هو الرجل المُناسب اللي انتشل أميره من رجولتها ورجع أميره أنثى من جديد ، رجع لقلبها الطمأنينه والأمل بعد عناء السنين والليالي ، كان خير حبيب وخير زوج وخير أب ..

‏دارت الايام وانتي مثل ما انتيّ
‏تجبرين كسور قلبي بـ ابتسامه

‏تنكسف شمس المحبه لا حزنتي
‏ما على جرح الهوى غير الملامه

‏من دخلتي صدري الخايف امِنتي
‏ما بعد رجفة غلاك إلا السلامه

‏قمت ارتب فوضى قلبي من سكنتي
‏موطنك قلبي الى .. يوم القيامه :)
تمت بحمد الله رواية " ظِل أسود " أن أصبت فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، اذكروني بدعوه صادقه ، إلى اللقاء .
تاريخ ٢٢ اكتوبر ٢٠٢٣
الكاتبه : أناهـيد .
حساب الكاتبة على الأنستا : haai_74



تعليقات