رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -34
الساعه الخامسه والنصف عصراً !
تردد كثير انه يكلمها عن هالموضوع لكنه يحتاج يتكلم يشوف الموت يحس انه بيفقد روحه قريب صمته يذبحه وحاجته تذبحه !
جلس بجوار امه ناظرها بخـذلان عظيم : يمه وش ذنب الظالم
ام سند بأستغراب : الله لا يجعلنا ظالمين ولا مظلومين ذنبه عظيم عند ربه
سند : انا ظلمت الجازي يمه واليوم ظلمتني الدنيا يمه انا عشت طول حياتي احرمها من كل شي تبيه واتلذذ بحزنها واليوم الدنيا تطبخني على نار هاديه
ام سند بحزن : لا تقول كذا يا سند
سند ابتسم بخيبه : خليني اتكلم يمه مابي اموت وهالكلام بقلبي خليها تنام تصحى وتكمل حياتها وهي مرتاحه خليها تدري ان ربي اخذ حقها مني يمه البنت اللي فضلتها عليها ما تحبني ربع الحب اللي حبيتها اياه لو تتركني ما نزلت علي دمعه بالضبط نفس ما طلقت الجازي وما نزلت عليها دمعه شفتي كيف ربي اخذ حقها مني!
ام سند بـعبره : الجازي اصيله يا سند وانت ضيعتها لكن عسى ربي يهديكم وترجعون لبعض
سند بـأنهاك : يمه رجعينا لبعض ولتس مني اللي تبين والله ما عاد اذيها بشي ولها اللي تبيه تبي بيت والله لا ابني لها بيت ما يسكنه الا امير تبي ذهب والله لا اكسيها ذهب من راسها لمواطي رجليها اللي تبيه بيجيها بس ترجع لي
ام سند بحزن : ما اقدر يـا سند ما اقدر اكلمها مابي اجـرحها الجازي ابعدتك عن حياتها وعاشت بدونك مابي اوجعها من صوبي ما اقدر يا ولدي اعذرني
سند بـعبره : وشسوي يمه ! اجلس كذا ! يمه انا اموت اموت ومحد حاس فيني لا اماني ولا احد تدرين وش اسمع ؟ وش اشوف ؟ تدرين وش الحرمان اللي اعيشه تدرين يا يمه اني اشفق على الكلمه الطيبه على البسمه ! والله اموت اموت ومحد حاس فيني! يمه اكلني الندم اكلتني الحسايف!
ام سند طبطبت على يد سند بحزن : مردها بتزين بتزين يا ولدي مالك الا الصبر !
—
وفي مساء اخر ايام العزاء الساعه ١٢ !
دخل لـغرفته في نهاية اليوم ومشاعر كثير تزوره اولها التردد والخوف وثانيها الشوق واللهفه وآخرها النـدم !
استغرب من منظرها اللي قدامه جالسه وهي لابسه عباتها وطرحتها شافته جاي لها رفعت يدها اليسار بوجهه بدون ما تناظر لـه : لا تلمسني ولا تكلمني ولا ابي اسمع منك اعتذار هذا انت وما راح تتغير وانا الغبيه اللي جلست معاك وصدقت انك ممكن تتغير !
فهد ناظرها بهدوء : طيب !
ميساء بـخيبه : انت ما تستاهل مني ولا شي انا ما عاد ابيك وهذا اللي عندي!
فهد بحِـلم : خلصتي ؟
ميساء بجرأه : اخوي بيجي ياخذني ما ابيك عاد يا تطلقني بالطيب يا اخلعك!
فهد هِنا فقد اعصابه ، كل شي الا غيابها : والله لو تعتب رجلتس برا الغرفه شبر والله ما تعيشين ثانيه !
ميساء ضربته مع صدره بحقد وزعــل : تهدد بعد تهدد انا ترا مو طايحه بكبد نفسي انا بنت ناس وعندي اهل تدري الله يلعني اذا جلست معاك بعد اليوم ، انت أصلاً ما همتك بنتك بنتي لها اقل من شهر ميته وتبيني اكرف صبح وليل ببيت اهلك اشتغل وحتى نوم ما انام واخر الليل تجي تسفل فيني وتنام حتى كلمه طيبه ما تقولي ما عاد ابيك اتركني اروح بحال سبيلي انا عشت ببيت ابوي طول عمري ما قد احد صارخ علي وضربني وسوا فيني مثل ما سويت انت فيني ..
فهد بضيقه : الله كل ذا في قلبتس !
ميساء بزعل : واكثر من كذا تعبت منك تعبت من حياتي معاك انخدعت فيك لين شبعت ولا عاد ابي اكمل معاك ما عاد ابـيــــك !
ام سند طقت الباب بعد ما سمعت اصواتهم المرتفعه فتح الباب فهد ناظرها وهي تدخل وتقفل الباب وراها وتناظره بزعل : انا والله اني مستحيه اني دخلت عليكم كذا لكن سمعت اصواتكم مرتفعه ولا ابي انشدكم وش فيكم ابيك يا فهد بكلام لحالك عن اذنتس يا بنيتي !
فهد ناظر ميساء بتهديد وهي ناظرته بلا مُبالاه جلست على الكنبه وهي متوتره من قرارها ما تبي تتهور بشي اللحين خاصةٍ انها تدري ان فهد فيه خير وحنون !
—
ام سند جلست هي وفهد بمجلس بروحهم : وش تبي توصل له يا فهد ؟
فهد بهدوء : ابد
ام سند ناظرته بهدوء : حرمتك ما بمدحها لك انت عارفها اكثر مني وماهي بمحتاجه مدحي ، اليوم كلمني اخوك سند اكلته الحسايف يقول تكفين يا يمه تكلمين الجازي ترجع لي !
فهد ناظرها بفضول : كلمتيها ؟
ام سند بضيقه : ما بكلمها مالي وجه ادري ان ولدي مغربل بنت الناس انا ابيك تصحى على نفسك قبل تضيع حرمتك من يدك ميساء هي اللي قامت بالعزا كله وحتى على ايام ما كانت هنا وانتم عايشين عندنا ما كنت اشتغل ولا المس شي كانت تساعدني وحتى اغراضي تشيلها وتنظف لي وماهي بمجبوره ترا تسوي كل ذا !
فهد : كيف ماهي مجبوره !
ام سند بتفهم : ماهي ملزومه فيني ! انا عندي بنتي الهنوف تقوم بي وتحط وتجيب لي لكن حرمتك اجوديه وهذا من طيب اصلها انا يا فهد ما ابيك تمشي بطريق سند الحرمه لا عافت عافت والله لو انك اغلى من عيونها لا عافتك ما عاد ترجع لا تضيعها منك لا تاخذك العزه بالأثم !
فهد بذهول : يمه كل ذا الكلام عشان ايش !
ام سند بضيقه : لا تبرر لنفسك وانت غلطان والغلط راكبك من راسك لرجليك والله محد ندمان كثرك لو الحرمه تروح بتجلس بروحك ! انا ما عاد لي قدره على شي واختك الهنوف بتعرس واميره بترجع لرجلها من فيه بالبيت من بيملى عليك حياتك ؟
فهد تضايق من كلام امه وسكت بتفكير !
ام سند مسكت يده : روح لها حب راسها وطيب خاطرها وتعدل تعدل واركد وامسك ارضك نفسيتك لا تطلعها على ميساء مرتك توها دافنه بنتها وقلبها محترق عليها وتعبانه من الحمل بدل ما تصير لها عون صرت عليها فرعون لا تخليها تكرهك لا تخليها تختار بنفسها انها تبعد عنك والله ما عاد ترجع لك
فهد بضيقه : طيب يمه ليه كل هالكلام انا احبها وهي تدري!
ام سند : انت تحبها لكن ما تحترمها تضربها بالمجلس والحريم جالسات بالصاله ليه ؟ ليه تكسرها قدام الكل
فهد بندم : والله ما كنت متعمد يا يمه شفيتس تكلميني وكأني متعمد وما ابيها ولا احبها
ام سند بوضوح : اسمعني وانا امك مابي اطول عليك بالكلام ارجع لحرمتك وضبط وضعك وحاول تراضيها بأي شي وان ما رضت الله يعوضك خير انا حرمه كبيره وانتم بتذبحوني بمشاكلكم لا انت ولا اخوك سند ولا اختك اميره ولا الهنوف اللي ما تطلع انا اروح لمن ولا من !
فهد حب راس امه بضيق : العذر والسموحه ومالتس الا طيبة الخاطر
ام سند بحزم : مابي تطيب خاطري طيب خاطر حرمتك انا بروح اخذ علاجي وانام ، قامت بزعل وراحت لغرفتها ..
أسند ظهره على الكنبه بأرهاق رفع يده اليمنى وهو يمسح جبينه بحيره ، ما يدري شيقول ولا يدري كيف يعتذر ماله وجه !
قرر انه يدخل غرفته بالاخير واللي يصير يصير اهم شي ما تطلع من البيت وبس الباقي هين..
دخل والضيقه تسكن ملامحه متضايق من نفسه قبل كل شي ، ما تمنى انه سوا اللي سواه ودامه صار فهو لازم يواجه ماله اي مفر من فعلته !
شافها جالسه وتناظر لجوالها بعدم اكتراث : بروح لبيت ابوي !
فهد بـغبنه من برودها اللي ما اعتاد عليه : ليه! وانا من عندي اذا رحتي؟
ميساء بلا مُبالاة : انت ما تحتاج احد بجلس عند اهلي اسبوع وان قدرت ارجع رجعت واذا ما قدرت الله يستر عليك اذا ولدت توصلني ورقة طلاقي وبكذا انتهت القصه!
فهد بـقهر : ما راح تطلعين من هنا !
ميساء ببرود : ليه ما اطلع ! بطلع ان شاء الله واللحين بعد .
فهد غمض عيونه بأحكام وهو يكبح عصبيته بجوف صدره : لا تعاندين!
ميساء ناظرت له ببرود : عادي خلني اجرب اعاند يمكن اقدر اخذ حقوقي اللي ضاعت مني انت ما ينفع معاك الطيب ابد ..
فهد بطولة بال : صح صادقه بس اجلسي نتفاهم شوي؟
ميساء بأصرار : ما ابي اتفاهم معاك على شي ابي اطلع من هنا وبس
فهد مسك يدها ورجعها لمكانها بعد ما قامت جلس لدقايق وهو يمسح وجهه بضياع وضيقه واخيراً قدر يتكلم : ما بعتذر على اللي صار بس بوعدتس انه اخر مره
ميساء بـقهر : يكفي كذب فهد
فهد ناظرها بذهول : لا تقولين كذا ! انا ما اكذب انا هالمره صادق بكل شي قلته ما راح تشوفين الا اللي يرضيتس
ميساء : اللي يرضيني اني اطلع من هنا واروح بيت ابوي
فهد بغضب : بيت ابوي وبيت ابوي لا تخلين اهدم بيت ابوتس فوق راستس وشمسوي انا فيتس ذابحتس ولا مصلبتس ولا راميتس بوسط بر ومانعتس من الاكل والشرب خلاص عاد
ميساء بغِل : ماشاءالله تو بتتغير وتعتذر تدري هذا انت وانا ادري انك ما راح تتغير
فهد بغبنه : قومي بتروحين لبيت ابوتس صح قومي جمعي اغراضتس وتعالي انا تحت انتظرتس
ناظرت عيونه بأندهاش من شافت الاصرار داخل عيونه واللامبالاة رهينة نظراته ، راحت لأميره بأستعجال شافتها جالسه بروحها : اميره
اميره ناظرتها بهدوء : هـلا
ميساء بأستيـاء : انا كذبت على فهد
اميره بصدمه : كذبتي عليه بأيش !
ميساء بضيق : قلت ان اخوي بيجي ياخذني وان ما عاد ابيه وابي الطلاق ابيه يمسكني يمنعني لكن هو قال لي تعالي انا بوديتس لبيت ابوتس
اميره اللي تكابد النعاس ناظرتها بأستغراب : يوه يوه كثرتي عليه والله ! بعدين انتم للحين تتهاوشون ياخي انتي وشتبين من فهد وشتنتظرين منه بالضبط ؟ كلنا ندري انه عصبي وعنيد انتي تقومين تعاندينه ليه انتي بنفستس تدرين انه عصبي ومقتنعه وراضيه ميساء المشاكل ترا طبيعيه وتراها ملح الحياه
ميساء ناظرتها بتوتر : انا بيجيني ضغط من كثر الملح انا بنزل اللحين ومدري شسوي ضايعه !
اميره رفعت اللحاف وتمددت بنعاس : والله مدري يعني حياتكم غريبه دبروا انفسكم انا والله فيني نوم ولا فزعت لتس
ميساء بـغبنه:ايه نامي وشعليتس،نزلت تحت وهي متضايقه وخايفه شافته جالس بالسياره ويناظر لجواله من دخلت نزل الجوال ومشى بأقصى سرعته!
وقف عند بيتهم ناظرته بأستغراب وسكتت ما تبي تتكلم معاه اللحين ، نزل من السياره وراح داخل البيت بياخذ شي ، بالواقع هو كان يختبرها بيشوف بتنزل وراه او تجلس اذا نزلت معناتها تبيه واذا جلست بالسياره معناتها ما عاد تبيه !
لكن هي قررت تنزل لأنها تتوقع انه راح داخل بهالشكل لانه ما يبي يكلمها ناظرت للمفتاح بتردد : يعني يضرب ويزعل قسم بالله ناس غريبه !
نزلت من السياره بعد ما قفلتها بالمفتاح وأمنتها مشت بخطوات بطيئه وراحت لداخل وقفلت الباب ، شافته جالس بالغرفه وكأنها ما تعنيه !
أستغرب جيتها بس فرح من داخله فرحه عظيمه قام من الغرفه وطلع للمطبخ وجلس يسوي له براد شاهي نزلت عبايتها وغيرت ملابسها طلعت برا شافته يحوس بالمطبخ ناظرته بأستغراب وقبل تتكلم شافته يقصد وهو يضبط الشاهي :
"الهدوء النفسي وضحكي وزين أخلاقي
لاتغرك تحسب اني بالحيـاه : مرفه
أتتقّى ، وأتجلّد ، ما كشفت أوراقي
خايفٍ من شرهة العاقل وضحك مسفّه
مرّ ثلثين العمر .. والثلث الآخر باقي
المفارق ناطحه .. والذكريات تدفّه
كان ما يجذبك .. لا نوّي ولا برّاقي
مثل ما ولعت جمر الحب تكفى طفّه"
يا بعد منهو بنا بيته على خفاقي
مانت باللي مر في عمري واخذ له لفه
انت حلمٍ لو كسرته ؟ كني اكسر ساقي
مثل حلم القدس في رام الله وفـ الضفه
انكسرت من الفراق وكسر قلبي راقي
والشجاع ان حب توخذ بندقه من كفه "
ميساء ناظرت له بـقهر ما قدرت تتحمل بروده حتى ما كلف على نفسه يعتذر منها اعتذار مُنقع ويندم ويبرر موقفه ناظرت للشاهي بـغبنه وبأطراف اصابعها حركت براد الشاهي وانكب على الفرن ، فهد رفع عيونه لها وقبل يتكلم تكلمت هي والقهر يتفجر خلف نظراتها : انا مو حيوانه عندك تعاملني هالمعامله حتى اعتذار مثل الناس ما اعتذرت ليه ما استاهل اعتذار ولا حتى تبرير جاي هنا بدم بارد تقصد وتسوي شاهي تستهبل انت!
فهد بهـدوء غير مُعتاد : سوي لي شاهي وهاتيه للمجلس احتريتس
ميساء بـغبنه : ما راح اسوي شي ولا ابي اشوفك رجعني لبيت ابوي خلاص!
فهد بأستغراب : هدي طيب ليه كل هالعصبيه ترا انتي حامل
ميساء ضحكت بخيبه : ماشاءالله دريت اني حامل والله الحمدلله انك دريت
فهد رفع حواجبه بأستنكار : ليه ما ادري وهاللي يمشي قدامتس وش تعالي بالغرفه ابي ارتاح عدليها لي وشوفيها
ميساء ضربت صدره بقهر : ما راح اعدلها ما تفهم انت !! انا زوجتك زوجتك مو خدامه عندك
فهد : انا قلت انتي كذا ؟
ميساء بغضب : شوف اسلوبك كيف تكلمني وتعاملني انت تدري انا وش عشت هناك ووش شفت تدري الفنجال ما ارفعه من الارض
فهد تجاهل كلامه وراح للغرفه وانسدح على السرير وجلس يتقلب فيه لين ارتاح وانسدح ناظر للباب ينتظرها تجي ومرت عشر دقايق وهي مالها حس ولا أثر!
خاف وقام من مكانه وطلع من الغرفه حاول يلاقيها بعيونه يمكن تكون جالسه بـ مكان قريب لكن ما لقاها لين بالاخير شافها جالسه بمجلس الحريم ومغطيه وجهها بكفوفها وتبكي ، ناظرها فهد بضيق : استغفرالله العظيم
مّشى بهدوء وجلس بجنبها مسح على ظهرها بهدوء : لا تبكين خلاص انا المخطي والغلطان ما كنت ابي اسوي كذا ولا لي حق باللي سويته بتسامحيني وبتاخذين حقتس مني انا بسمح لتس ! واذا ما بتسامحيني من حقتس بعد شوفي اللي تبينه ويرضيتس وانا معاتس فيه..
جلست لدقايق وهي تبكي لحد ما خـف صوت بكائها وخفت معاه شهقاتها رفعت وجهها من بين يدينها ومسحت دموعها وأبعدت خصلات شعرها عن وجهها ، ما زادها البكاء الا جمالاً وعذوبه وهالشي كان غريب جداً ، ناظرها : بتاخذين حقتس مني اخذيه انا قدامتس!
ميساء ما تقدر ترفع يدها وتضربه بمثل ما ضربها ، كانت تبغى منه اعتراف واعتذار وشافتهم بعيونه وشافت الندم خلف نظراته ، ناظرته لثواني قَـبلت خده الأيسر بنفس المكان اللي ضربها فيه وراحت لغرفتها بتنام .. وترتاح شوي!
استغرب حركتها لأول مره يحس بحرج منها ما كان متوقع منها هالتصرف ابد واللي قهره وزاد عليه بكاها ما يتحمله ابد...
"ولا تبكين يا ضيّ العمر كله ولا تبكين
ولا يطري عليك الدمع يا أول و أخر احبابي"
-
وأستمرت الأيام من بينهم والكل ملاحظ التغير في شخصية الهنوف صارت انطوائيه وما تتحمل أقل شي ، ما تحضر مناسبات ولا تطلع لأحد ولا تطلع من البيت حتى !
من توفى ابو سند من شهر وهي على هالحاله وقاعده حالتها تزيد سوء يوم عن يوم !
عصر يوم الاثنين جالسين فهد وسند وفيصل عيال ام سند في المجلس يتقهوون مع ام سند قهوة العصريه ..
سند بأستغراب : انا شفت الكل الا الهنوف !
فيصل بضيق : الهنوف انا اخوها ما شفتها ولا جلست معاها من شهر ما تطلع من غرفتها ولا ترد على احد !
فهد : زين دام جبتوا سيرة الهنوف اسمعوني كلكم انا بكلمكم بموضوع بس لحد يعارضني فيه الا اذا معه راي سديد !
ام سند بأستغراب : وش هو يا يمه
فهد : انا اعرف طبيب نفسي وثقه شرحت له حالة الهنوف بالضبط يقول انها تحتاج علاج سلوكي والبنت ان تركناها كذا ترا بتلحق ابوي انتم ما تشوفون حالها !
سند بتأييد : انا معاك
ام سند بضيقه : يا يمه ما يصير وشنقول لناس بعدين بيطلعون عليها كلام ويتكلمون بأختك !
فهد بحزم : يمه كلام الناس محد سلم منه حتى على ربهم اللي خلقهم تكلموا انا علي من اختي وبس البنت بتروح من يدينا لو تركناها لا تاكل لا تجلس معانا لا تتكلم لا تطلع هذي حياه بالله !
ام سند بأنهاك : فهد ياولدي انا علمت اميره قلت لها تكلم اختها هن قريبات من بعض تقرأ قران تصلي ويروح منها الضيق والهم ان شاءالله
فهد بأصرار : يمه الهنوف فيها اكتئاب انتي ما شفتي الجروح اللي بوجهها ويدينها الهنوف جالسه تعنف نفسها لا تنسين انها قبل اسبوعين كانت بتنتحر انتظرها تموت يعني لحد يعارضني بتروح غصب هذي ماهي حياه !
سند : انا موافق وكلامك عين العقل الطب النفسي نفسه نفس الطب الجسدي بس المجتمعات العربيه عندها قصور بهذا المجال اللي بيقول مجنونه خل يقول المهم نعالجها ما نتركها كذا
فيصل : طيب لو نحتري شهر بعد يمكن يروح منها اللي فيها نسافر نطلعها ما نحسسها بشي !
فهد ناظره بغبنه : واللي يقولك ان اليوم سند شافها وهي تحاول تنتحر ؟
ام سند بصدمه : لا اله الا الله انت صادق؟
سند بضيقه : ايه يمه انا ما كنت مقتنع بالطب النفسي بس عقب اللي شفته البنت تحتاج يا يمه خلونا نساعدها تتخطى وترجع من جديد هي بعدها صغيره ومتعلقه بأبوي!
فهد : انا ضبطت لها موعد مع دكتور شاطر وبكره اول جلسه لها وجيت اعلمكم بس!
ام سند بحزن : وكيف ذا الدكتور
فهد : مرت عليه حالات كثيره نفس الهنوف وبفضل الله ثم فضله طلعوا ورجعوا للحياه من جديد !
ام سند : انا ما اقدر اخليها تنام بروحها لازم اخذها عندي اخاف عليها من نفسها عسى الله يهديها ويربط على قلبها
فيصل بضيقه : اللهم امين..
—
دخل بيته وشاف بنته منسدحه ونايمه مسح على شعرها وهو يقبلها بهدوء ما يبي يصحيها ، حط شماغه على الكنبه وانسدح بتعب فتح عيونه بعد ما شافها تناظره بزعل وواضح عليها العصبيه : وين كنت ؟
سند بلا مُبالاة : ليه تسألين محتاجه شي ؟
اماني بزعل : محتاجه انك تحسسني ان انت سند اللي اعرفه من قالبك علي كذا من معبي راسك علي ؟
سند بضحكه مُتهكمه من كلامها : انا انقلبت عليتس ، انا بس وصلت لقناعه اني ما اركض ورا احد ابد لا انتي ولا غيرتس !
قام وراح للمطبخ يشرب ماء شافها جايه وراه بغضب : تحسب انه خافي علي سواياك ترا الديره صغيره وادري انك خمس مرات طلبت انك ترجع الجازي ورفضتك ولا ما ركضت وراها بعد ؟
سند ناظرها بأبتسامه وهو متلذذ بقهرها : شفتي الجازي لو احبي لها على ركبي ما وفيتها حقها علي يا سند واذا رفضت ترجع لي خمس مرات فـ انا مستعد انتظرها طول عمري لين ترجع لي واتركي عنتس ذا الكلام وروحي لـ البنت اخذيها لا تطيح من الكنب..
اماني بـبكاء : انت صاحي تقول لي ذا الـكلام ؟ حسبي الله عليك يا شيخ انا اماني عشت ببيت ابوي طول عمري بكرامتي ومحد تجرأ يزعلني تجي انت تعاملني كذا وتكلمني بذا الأسلوب
سند مسك يدها بقوه قبل تخطي خطوتها الأولى وناظرها بعصبيه : والجازي عاشت طول عمرها ببيت عمي معززه مكرمه والكل يذكرها بالخير ويتكلم بأخلاقها !
اماني بحقد : يدي كسرتها ! انت دعست على وجهها عشان ترضيني لا تنسى كنت تتمنى تكسرها وتقهرها وذا كله شفته بعيوني انت حقير واحقر واحد شفته بحياتي يا نذل
سند بتهكم : صدقيني ما دعست على وجهها عشانتس انتي ولا قربت منها صدق اني ما حبيتها لاني كنت جاهل احسب ان الدنيا برا فيها خير ما دريت ان الخير كله بين يديني وضيعتها مني
اماني بكره : يعني يوم رجع لك عقلك جيت تطلع امراضك النفسيه علي !
سند بحده : امراضي النفسيه ؟ لا تنسين من المريض النفسي يا اماني!
اماني ببكاء : تعايرني بمرض نفسي انا مالي ذنب فيه
سند : ما اعايرتس وانتي تدرين اني خذيتس وانا ادري بكل شي يخصتس لاني كنت مقتنع فيتس لكن انتي انتي عمرتس ما راح تصفين لي والله العظيم يا اماني لو بتركتس اليوم ذا ما بتركتس عشان مرضتس النفسي لان ما يهمني بتركتس لانتس ما تستاهلين مني ابسط شي اسويه لتس
اماني : عادي تقول انك بترجعها وتبيها عادي مو لازم تطلقني ولا هذي شروط طليقتك الاصيله
سند : افهمي الجازي والله ما درت عنتس انا اللي عايف وما عاد ابيتس ومن اليوم ورايح علاقتنا بتبقى معدومه بجلس معاتس عشان توق واختها اللي بتجي قريب بس اما انتي ما عاد ابي اشوفتس ولا تتوددين لي لاني مو طايقتس لدرجه ما تتصورينها
اماني بقهر : انا زوجتك غصب عنك وحقوقي ما راح اتركها هذا كلام الشرع
سند بتهكم : تعرفين الشرع ؟ فيتس الخير وش تعرفين من الشرع بعد غير الحقوق الزوجيه ! ما تعرفين الاخلاق الاحترام الطيبه الانسانيه ؟ هذي كلها ما مرت عليتس ! ما تعرفين مخافة الله ما تدرين ان الكذب والظلم حرام ولا ذا ماهو مهم عندتس؟ ما تعرفين من الشرع الا اللي يناسبتس بس!
اماني بكره : انا ما ظلمتها انت اللي ظلمتها
سند بغِل : انا ظلمتها واعترف لكن انتي بعد ظلمتيها انتي جيتي وكملتي ظلمي عليها انا عمري ما راح استأمن انسانه مثلتس على بناتي انتي ما تخافين الله ابد..
اماني ناظرته بذهول وهي تبكي بأنهيار : بتاخذ مني بناتي ؟
سند بغِل : والله ان رجعت لي الجازي ما اخلي بناتي معاتس افكارتس الوصخه تخلينها عند مجتمعتس القذر بناتي راح يتربون في بيئه سليمه نظيفه انتي ارجعي للمستنقع اللي كنتي فيه..
اماني : مو على كيفك بتروح الله ياخذك انقلع ما هميتني لكن بناتي ما راح تاخذهم مني
سند : انا ما راح اترك بناتي مع وحده مريضه نفسياً
اماني : الله لا يوفقك الله يحرمك من عيالك مثل ما بتحرمني من بناتي
سند : انا ما بحرمتس منهم بتشوفينهم لكن اني اتركهم معاتس تخسين!
اماني : ليش ليش
سند : نسيتي ان الاسبوع اللي فات كنتي بتخنقين توق ؟
اماني : ما كنت ادري والله العظيم انت وشفيك ما تحس فيني!
سند : صدقيني لو تبكين دم بدل الدموع ما راح تحركين شعره براسي ! انا ما راح اظلمتس بتشوفين بناتس بس يعيشون معاتس مستحيل انا ما اضمنتس!
طلع من المطبخ وراح لغرفته فوق وهو يفكر بالجازي يدور له طريقه تخليها تقبل انها ترجع له ونام نام وهو يفكر كيف يراضيها ويرجعها لـه !
طلعت من المطبخ وهي تبكي بنحيب وتناظر لبنتها اللي نايمه على الكنب بأنهاك ، كانت تعاني من مرض نفسي وهو ( متلازمة اليد الغريبه ) تفقد السيطره على احد يدينها وتسوي حركات غريبه احياناّ تخنق نفسها تخنق بنتها بدون وعي منها او سيطره على نفسها !
لدرجه انها مره خنقت سند وكان متقبل كل شي منها بدافع الحب ، لكن اماني اماني انسانه سيئه وزاد سوئها بعد وفاة ابو سند بعد ما رفضت توقف معاه بحجة انها تكره ضعفه هِنا هو عرفها على حقيقتها وعرف انانيتها وأنها انسانه ما تستاهل كل الحب اللي حبها اياه !
—
وفي بداية يوم جديد جالس هو وامه بعد ما افطروا راح لغرفة الهنوف شافها جالسه كعادتها بدون اي اهتمام لكل شي حولها : السلام عليكم صباح الخير
الهنوف كالعاده ما ردت عليه ولا تكلمت !
فهد بهدوء : قومي بنروح لمكان قريب من هنا مشوار خاص !
الهنوف بأنعدام للشغف : مابي !
فهد بأصرار : انا ما جيت اشاورتس انا جاي اخذتس غصب يلا البسي عباتس وتعالي انا تحت احتريتس بالسياره !
الهنوف بتردد : وين بتاخذني؟
فهد بتحفظ : ما راح اقولتس بس تعالي انتظرتس يلا!
نزل تحت وجلس بالسياره حوالي نصف ساعه وهو ينتظرها تجيه ، جت له اخيراً شافته جالس بالسياره من شافها استعدل بجلسته وانتظرها تركب ومَشى بـ السياره وقفوا عند محل قريب من هنا انصدمت الهنوف من شافت المحل وناظرت له بأعجاب بس سكتت قبل تبدأ بأي ردة فعل ، لكن هو ما فاتت عليه فرحتها بالمكان !
وقف السياره عند المواقف ونزل هو وياها كان المكان فاضي شوي مافيه الا شيبان وعيال صغار بالعمر وحريم كبار بالعمر فهد بأبتسامه : تذكرين هذا المكان ؟
الهنوف بأعجاب خفي : ايوه هذا المكان كان ابوي يودينا له واحنا صغار .. خاطري بشي!
فهد بترحيب لـ طلبها وهو سعيد : وش خاطرتس فيه؟
الهنوف بأبتسامه : ابي اجرب الايسكريم حقهم بشوف نفس الطعم يوم كنا صغار ولا تغير!
فهد بسعاده : تدرين انا بخاطري اجربه تعالي هنا !
راحوا لـ شايب كبير بالعمر يبيع ايسكريم هو اللي بنفسه يسويه : السلام عليكم يـا عم
الشايب : وعليكم السلام هلا يا ولدي
فهد ابتسم : شخبارك طيب ان شاء الله
الشايب : بخير يا ولدي والله ما توقعت بيجيني اليوم احد!
فهد بأستغراب : افا ليه ؟
الشايب : والله يا ولدي اللحين الناس تركت الاشياء القديمه صار الكل ورا هالمحلات الفخمه وانا شايب على قد حالي!
فهد بابتسامه : والله يا عمي انكم للحين في خواطرنا وحياتكم الاوله ببساطتها للحين نحبها !
الشايب بسعاده : الله يسعدك وش تبون اي نكهه ؟
الهنوف بصوت قصير : فراوله
فهد : ابشري
راح فهد لمحل قريب من هنا عنده اغراض شعبيه وجلس يتفرج عليها هو والهنوف بعد ما اخذوا الايسكريم ، ومن بعدها راحوا لـمحل يبيع عصائر قديمه : اللي تبغينه هاتيه
راحت الهنوف وهي تدور على العصائر اللي تحبها واخذتها وحطتها في كيس واعطتها لفهد وهو جلس يحاسب عليها من بعدها مسكها مع يدها وطلعوا من هنا وراحوا لمحل ألعاب اطفال وهنا غصب عنها ضحكت الهنوف وانبسط فهد من سمع ضحكتها : وشفيتس تعالي اشتري
الهنوف بضحكه : فهد انا مو طفله عندك ! تشوف هذي الاشياء اشتريها لاميره بتعجبها ترا !
فهد ابتسم : لحظه والله تتصل ، هاه شتبين
اميره بقهر : صباح الخير اول شي رغم انكم ما تستاهلون احد يصبح عليكم
فهد يبي يرفع ضغطها يدري ليه متصله عليه : اخلصي وشتبين ؟
اميره بغبنه : امي تقول انكم رايحين للسوق الشعبي حقنا واحنا صغار وما اخذتوني معاكم ليش طيب ؟
فهد : النوام والحوام ماله حظ بالدنيا يلا كملي نومتس!
اميره بأصرار : اسمع بكره بكره تاخذوني مالي دخل بروح اعيش ذكريات الطفوله من جديد مثلكم !
الهنوف ابتسمت وهي تسمع صوت اميره : خلاص بكره ناخذتس لا تصيحين بس!
اميره انبسطت بالتغير البسيط اللي طرأ على الهنوف : غصب عنكم أصلًا يلا بروح اشوف ولدي
فهد : يلا يلا مع السلامة ، قفل من عندها واشترى العاب كثيره والهنوف تضحك على فهد !
فهد ناظرها بطرف عين : ما تبينها باخذها لبنتي خليها تنبسط فيها !
الهنوف بتفكير : دام كذا اجل بشتري لها على ذوقي !
فهد بترحيب لكلامها : يلا اشتري لها ..
انبسطت وجلست تشتري معاه العاب لـ بنته وهم سعيدين لحد ما وقف عند كافيه وجلسوا يتقهوون ، وبـعد السوالف ناظر لها بهدوء : من تحبين بهالحياه ؟
الهنوف بتفكير ما طال : انتم
فهد بتمهيد : طيب واللي يحب شخص وش بيسوي عشانه ؟
الهنوف ناظرت لعيونه باستغراب : كل شي
فهد بهدوء : طيب واحنا اذا حبينا شخص كيف نبغى يكون حاله ؟
الهنوف : نبيه بخير
فهد مبسوط من تجاوبها معاه : دام نبيه بخير انا ابيتس بخير !
الهنوف بضيقه : انا بخير
فهد يحاول يحافظ على هدوئه : انتي بخير لكن انا ابغاتس تكونين بخير اكثر..
الهنوف بزعل : فهد يعني انت جاي هنا من الصباح تكلمني بذا الموضوع فهد رجعني للبيت خلاص ما ابي اجلس هنا !
فهد بأصرار : اجلسي شوي واسمعيني !
الهنوف بضيقه : فهد خلاص ما ابي اسمع شي رجعني للبيت !
فهد بغبنه : الهنوف ، شي انتي ما تتمنينه لنا لا تسوينه فينا ! الهنوف تتوقعين وش شعور امي وهي تشوفتس كل يوم بهذي الحاله ؟ ليه ما تتعالجين انتي محتاجه وهالشي مافيه شي ترا وأحنا كلنا معاتس !
الهنوف بزعل : الله صرت اهمكم يعني؟
فهد بأستغراب : اكيد تهمينا انتي اختنا وبنتنا وعزوتنا ليه ما تهمينا ؟
الهنوف بضحكه مُستاءه : تتكلم كذا لإنك تحس بشفقه اتجاهي ! انا مو بحاجة مساعده من احد اتركوني بروحي وامي ما راح تفقدني ولا بتموت لو صار لي شي عندها غيري عيال وبنات
فهد بهدوء : الهنوف مافيه شي اصعب على الام من انها تشوف بنتها او ولدها يتعذب قدامها وهي ما تقدر تساعده ! تدرين البارحه وصل سكرها ٦٩٠ من التفكير فيتس ؟
الهنوف بصدمه : انت صادق !!
فهد بضيقه : اكيد صادق الهنوف تكفين عشان خاطرها وافقي وافقي انتس تروحين معاي اللحين هي تبي وانا ابي وكلنا نبي الهنوف تتوقعين فيه احد بيخاف عليتس اكثر من اهلتس ؟ احنا بنفسنا جالسين نحطتس بمكان بعد الله بيخليتس افضل وبترجعين لنفستس ولنا
الهنوف بقرف : مو طايقه اشوف احد كيف تبي مني اروح اسولف واتكلم !
فهد مسك يدها بمؤازرة : لا تسولفين ولا تتكلمين ولا تسوين شي ما تبينه بس تعالي معي تعالي وبنروح هناك وبتشوفين كل شي بعينتس وانتي تصرفي على طبيعتس !
الهنوف بضيقه : طيب بروح عشانك وبشوف اخرتها ، ممكن ارجع للبيت؟
فهد : على خشمي ..
—
سند فتح الباب بـهدوء ما يبي يشوفها ولا يلمحها بطريقه طلع من الغرفه ونزل تحت وللأسف شافها جالسه تناظره بغبنه : لهدرجه مو متحملني!
سند ابتسم ببرود : واكثر مما تتخيلين بعد !
اماني ناظرته بخيبه : وين رايح ! لها ؟
سند ببرود : رايح اهدم البيت اللي بنيته ، ما ابي اشوفه والارض ببيعها على اي احد!
اماني بأنكسار : بتهدم بيتي؟ عشانها !
سند بذات البرود رد عليها بدون ما يناظرها : عشان نفسي ثم عشانها مشاعرها تهمني ..
اماني قامت بخطوات بطيئه ثقيله ناظرته بخذلان : وقف لا تطلع قبل ما تقولها .. سند طلقني!
سند ابتسم وناظر لعيونها لثواني وحس بـ ألم بصدره ولكن تجاهله بكل قوته المتبقيه شاف عيونها اللي رغم كل اللامبالاة اللي تحويها الا انها بشكل ماً تترجاه انه ما يطلقها ويتركها وبناءًا على هذا الرجاء اللي خلف عيونها اتخذ قراره برضا تام ناظرها ببرود : انتي طالق طالق طالق .
اماني ناظرت عيونه برهـبهَ وجلست لثواني تحاول تستوعب فداحة فعلته ، بذا السهوله والبساطه طلقها بدون اي ذرة ندم او قرار للعوده طلقها بالثلاث وهو على قناعه انه ما عاد يبي حياتها ولا رجعتها ولا ذكرياتها !
انهارت بالبكاء ورجع لها المرض بشكل مُضاعف وما كان عندها الا نفسها انسدحت على الكنبه وهي تبكي بقهرها وحزنها وزعلها وللأسف شافت امامها العامله راحت لها وهي تخنقها بلا وعي منها او مقدره على السيطره على يدها والحمدلله انفلتت العامله من بين يديها وراحت بأستعجال وهي تحول المنزل إلى بقايا زجاج بعد ما كسرت كل اللي قدامها وحذفت الورد على الارضيه ودعستها وهي تشتم سند وتشتم الجازي بكل الفاظ الشتم الفادحه ..
—
فستان اسود طويل ايام كانت بيضاء حتى بعد ما اختلطت بالسواد ظلت محتفظه ببياضها ، رفضته بكل جوارحها واحاسيسها بحجة انها ما تبيه بجميع حسناته ومزاياه ، كانت جاهله ولشدة جهلها دمرت زواجها ببدايته بذات الفستان اللي انهى تفاصيل جميله بهيه كانت تحتضن فرحهم..
تجمعت الدموع بعيونها ومسحتها بطرف اصابعها ما تبي تبكي هي اضعف من دمـوع تبكي فراقه اصعب من انتظاره اصعب اصعب من بقائه !
ضايعه ومحتاره وخايفه ومتلهفه ! مشاعر كثير تداهمها بلا قدره على تصديها ، رجعت الفستان للدولاب وجلست على السرير وهي تفتح جوالها وتناظر لرقمه بـ لهفه انسدحت على السرير وهي تتأمل الرقم ! وكأنها مُعجزه ماهي ارقام مُعتاده ومألوفه!
رفعت عيونها للباب وتكلمت بنبره مُنخفضه : ادخلي..
ام سند ناظرت لـ اميره وعرفت انها تبكي من هيئتها الغريبه : شتسوين هنا ؟ ليه ما علمتيني يا يمه وش محتاجه توني رجعت انا وفيصل من السوق اتصل عليتس ما تردين !
اميره تنهدت بغصه : ما احتاج شي من السوق وفيصل ماعليه قصور!
ام سند ناظرتها برأفه: ما تدرين ان زواج امجاد نهاية الاسبوع ذا !
اميره بغصه : ادري يا يمه ولا له داعي تسويه ابوي ماله الا شهر متوفي!
ام سند ربتت على يدها بحنيهّ : يا يمه الحي أبقى من الميت وامجاد ما كان ذا القرار بيدها زوجها عنده شغل برا ولو راح ما يقدرون يتزوجون الا عقب ٩ شهور خليها يا يمه تشوف نصيبها واحنا لازم نوقف معاهم ام سهم اصيله وتستاهل مننا كل خير !
اميره غمضت عيونها وهي تسند ظهرها على مقدمة السرير : طيب روحوا يا يمه انا ما اقدر اروح انا للحين بالعده ما خلصت..
ام سند مسحت على يدها برأفه : والله ان قلبي يوجعني انتس ما بتقدرين تحضرين زواجها !
اميره ابتسمت بـحزن : عادي يمه صدقيني ما عاد يهمني شي احساسي مات ولا عاد قلبي يتحسر على شي!
ام سند بضيقه : الله يهديكم ويصلح شانكم وتبشروني برجعتكم لبعض قريب
اميره : يمكن ما عاد يبيني ما تدرين يمكن مع الايام نساني وابعدني من تفكيره وحياته او الشغل اخذ وقته تدرين يمه حتى فيصل له اسبوع ما شافه ولا سأل عنه!
ام سند تكلمت بتردد وهي متضايقه: سمعت انه ما هو بالديره من ايام مدري عاد صدق ولا كذب!
اميره بخوف : وين راح طيب؟
ام سند ما خفى عليها ضيق اميره : اتوقع للشرقيه مدري والله يمكن رايح هناك عنده شغل والله مدري يا بنتي!
اميره ناظرتها لثواني ورفعت عيونها للشباك بخاطر مكسور : الله يسمح دروبه ويحفظه..
البارت الخامس والستون
صحت من النوم وشافت الساعه ١٢ الظهر صلت الظهر وراحت تتسبح حتى تعطي روحها طاقه لبقية اليوم ، من تجي هنا اغلب اوقاتها تقضيها بالنوم واحياناً يطلعون يتمشون شوي وهالشي نادر من اشغاله اللي ما تخلص ابد!
شافت بنتها نايمه ناظرتها بتفكير ما طال وقررت انها تاخذ بنتها وينزلون تحت يتمشون سياف في شغله ما بيدري عنهم اصلاً ويمكن يتأخر ما يرجع !
لبست وتعدلت ولبست بنتها واخذتها ونزلوا تحت طلبت سيارة توصيل وراحت لـ مكان بعيد شوي ..
اول شي راحت لمكان راقي بتشرب فيه قهوتها وتروق شوي بعيداً عن ازعاج المُدن وفعلاً جلست لنصف ساعه وهي تفكر بأشياء كثير طلعت من هنا وهي تحس بعدم ارتياح بس ما اهتمت ابد للشعور اللي يجيها ناظرت لبنتها اللي من طلعوا من هنا بدأت تبكي حاولت تسكتها لين حست انها ما بتسكت شافت عجوز كبيره بالعمر تناظرهم بنظرات غريبه ومعاها ولدها كبير ، ناظرتها بأستغراب : فيه شي ؟
الولد نزل راسه وهو يضحك بدون صوت والعجوز ناظرتها بهدوء : لا يا بنتي مافيه شي تحتاجين شي قولي الناس للناس!
المها ناظرتها لثواني وهي تناظرها بهدوء : لا
العجوز بأستغراب : ماعندج اهل ولا حد ؟
المها : زوجي في شغله
العجوز : يتراوى لي انج مليتي من حياتج انتي مو من الامارات ؟
المها : انا سعوديه
العجوز ابتسمت بترحيب : يالله تحيي السعوديه واهلها انا امي سعوديه وابوي امارتي
المها ابتسمت : والله ؟
العجوز : هيه يا بنتي عندي ديرتين عسى ربي يحفظهم الامارات والسعوديه
المها : اجل اذا جيتي للسعوديه لازم تجين عندنا انا عندي ام بعمرتس بتستانسين معاها كثير وعندي بعد ام زوجي خالتي بنفس العمر
العجوز : بأذن الله يا بنتي وهذا رقمي
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك