رواية مأساة بلا دموع -33
سعد : يازينك ساكت بعد..
ام يوسف : وش طرى عليك...؟!
ابو يوسف : هو كان يبيه يوسف وانا ما طعته.. بس يوم شفت حاله هالايام.. قلت اشتريه وأفرحه به...!
غاده : يبي لنا طلعه محترمه.. لكم يوووووم...!!
ام يوسف : بنعزم أختي واختك..!
ساره : واعمامي..؟
غاده بصوت واطي : يالقفك..!
ام يوسف : سمعت ان اخوك عبدالله وعياله بيسافرون الاسبوع الجاي لجده..!
سعد : يعني الاسبوع الجاي أنسب وقت.. خخخخ..!
ام يوسف : الله يعينا على انفسنا فما بالك بغيرنا...!!
ساره : وليلى...؟!
ام يوسف : ماهي بطالعه الحين.. وان ولدت ربطتنا.. اللي عنده نفاس ما يروح ولا يجي...!
امل : اجل نروح قبل تطيح بكبودنا...!!
مهند وسعد : هههههههههههههههههههااي..
غاده : ويوسف من بيقنعه اخاف يعاند...!!
ابو يوسف : اتركوه علي.. وان شاء الله يوافق..
.
.
قالوا للكل.. والاغلبية وافقو.. لكن الاهم.. يوسف.. اللي للحين معطي نفسه وقت يفكر..
كان جالس بالمكتب.. ويخلص بعض الاوراق والعقود للشركه.. ولا انتبه على الدفتر اللي تركته العنود..!!
انهى كل شئ.. ودخل ينام..!!
لكن النوم وين وهو وين.. كانت محتله كل أفكاره..!! فوق الشهر وهي بعيده عنه.. لأول مره من تزوجها.. تبعد عنه طول هالمده.. تعود عليها.. تعود على ابتسامتها.. على وجودها.. على كلامها.. على حسن اخلاقها.. كانت انسانه راااائعه.. لكنه بغلطه.. سمع كلام الغير عنها.. ولا سمع ولا حرف واحد منها...!!
جلس على السرير.. وهو يفكر أنه صحيح ما فكر يسألها ليش خبت عنه طوال المده اللي راحت..؟ ليش ما ردت على تساؤلاته..؟ ليش ما دافعت عن نفسها ولو بكلمه وحده...؟!!
لكن بومضه.. تذكر اتصالاتها.. اللي كان يتلذذ وهو يطالع الجوال ينوور برقم بيتهم.. وهو ما يرد عليه.. كذا مره كان بيرد.. لكن احساسه خانه.. تذكره انها ممكن تكون خانته يزيد من أوجاعه...!!
حاول يلتمس لها عذر.. وبدون تفكير.. قام.. واتصل على أبوه.. وقاله انه موافق... بس علشان يطرد العنود من أفكاره...!!
.
.
الاستعدادات للسفرة للشرقية خذت منهم يومين تقريبا...!
يوم الاثنين بالليل كانوا تقريبا مجتمعين.. وبانتظار وصول عزيز وعفاف...!
كان الشاليه كبير وفخم.. ويتسع لجمع مثل عايلة أبو يوسف واقاربهم...!
مي بصوت عالي : والله مثل هالطلعه تحتاج احتفالية..!!
غاده : ياليت..!
ساره : اهم شئ اسبح...!
غاده تلتفت لها : انواع الفضاوة.. وين تسبحين بهالليل...؟!
مي : ههههههههههه.. يمكن الحين احسن والسمك نايم.. خخخ..
غاده : ههههههههههههههههههههااي..
امل ومضاوي كانوا مشغولات بالجوالات يفتحون الثيمات ويطالعون الجديد فيها...!
أمل بصراخ : يااااي.. تعالوا شوفوا... شئ جناااااااان...!
مضاوي : لا يفووووووووتكم...!
مي نطت اول وحده : وشـــو..؟
امل : شوفي الرقص ولا بلااااش...!
مضاوي : ولا شعرها خيالي...؟!!
غاده بخوف : مي شفتيها...؟
مي برووعه : والله العظيم هي..!! الحيوااااانه..! لهالدرجه حقيرة..! تنشر صورها بهالطريقه الوسخه...!!
أمل بفضول : منهي..؟
غاده باشمئزاز : وحده تافهه ماعندها أخلاق.. كنا نعرفها بالجامعه..!
مي قامت : غدوو.. تعالي نتمشى برى...!
مضاوي : بأروح معكم...؟
مي : لا واللي يعافيك.. هذي جلسه خلووووية..!
.
.
بعد فترة وهم يمشون.. التفتت مي على غاده السرحانه.. وسألتها بدون مقدمات..!
مي : لو تقدم لك سعود.. بـتـوافـقـيــن...؟!!
غاده بصدمه رفعت راسها.. مجرد ذكر اسمه يصيبها بالدوار.. فما بالك بعرض مثل هذا...!!
لما انتبهت لابتسامة مي الماكره.. طنشتها وكملت مشي....!!
مي من وراها : يا اختي كلمه لو جبر خاطر...؟!!
غاده : باسألك.. على أي أساس جايه تشاوريني..؟
مي : جس نبض...!!
غاده بملل : ارتاحي... اعرف انك عارفه شعوري تمام المعرفه.. واجابتي ما راح تقدم أو تأخر...؟! واللي يبغى الصلاة.. مـا تفـــوتــه....!!
ورجعت داخل وكأنها تنهي النقاش في مسأله صارت عندها من البديهيات...!!
بعد يومين..
كانت العنود جالسه بغرفتها مثل العاده.. وبذهنها ينعاد شريط زيارة عفاف لها... صديقتها الحنوونه ما نستها..! وزوجها الغالي.. للأسف.. ما فـقـدهـــا...!!
تململت بالسرير.. وهي تحس بالتعب يزيد معها.. وزيارة عفاف صحيح خففت عنها كثير من الهم.. وازاحت عن نفسيتها أشياء كانت تتمنى لو تزوول بسرعه.. وبنفس اليد اللي انمدت لها بالحب والحنان والعطـــااء...!!
قامت بكسل.. وهي تتذكر كلام عفاف عن ليلى وأنها تنومت بالمستشفى.. هي للحين على ذمة يوسف.. وهذي أخته.. وواجب عليها أنها تزورها وتتطمن عليها...!
خذت عبايتها.. ونزلت لأختها.. اللي مستحيل ترفض لها طلب.. وخصوصا وهي بهالحال الكسير....!!
.
.
بعد جلسه ارتسمت فيها ملامح الطيبه اللي كانت العنود مفتقدها.. وليلى مشتاقه لها.. استأذنت العنود ومها من ليلى بيروحون...!
وقبل يطلعون.. نادت ليلى العنود.. وهمست بأذنها بكلام.. ترك العنود تبتسم بتودد لليلى.. تعرف أنها مستحيل ترضى أن حياتهم تنهدم.. وأكيد بتسعى لإصلاحها..!
شكرتها وطلعت.. لكن وهي عند الباب.. لفت نظرها وحده على السرير وشكلها تعبانه.. ما قدرت تميز ملامحها.. لكن صوت أنينها قطع قلب العنود.. تمنت لو معها وقت.. كانت دخلت وواستها.. واطمنت عليها...!! بعدما شافتها دخلت لنفس غرفة ليلى.. مشت وبذهنها يتردد نفس نبرة الأنين اللي ما هب غريبه عنها أبـداً...!!
.
كانت عفاف واقفه مع غاده اللي تناظر مي عشان يركبون بالباخرة... وقالت لها عن زيارتها للعنود.. وحالتها المتردية.. وأنها رفضت تنطق بأي شئ يخص اللي صاير بينها هي ويوسف...!
بعد شوي تجمعوا الشباب وركبوا قبل البنات... وبعدين جا دور مي وغاده.. اللي ركبت وهي سرحانه وتفكر بحال الدنيا.. وبحال العنود.. اللي متأكده مليوون بالمية.. أنها مظـلـومـــه....!!
كانت مي تسولف لغاده وهي بس لافه الطرحه على أساس محد يشوفها.. وغاده سوت نفس الشئ..!! كانت تتكلم لحالها.. لأن غاده واضح من نظراتها للبحر أنها سرحاااااانه... وعايشه بعالم ثاني...!!
استأذنت مي منها بتروح تجيب لهم عصير.. لكن غاده ماانتبهت لها.. فراحت مي بسرعه.. لكنها تأخرت....!!
بعمق البحر.. كان فيه أمواج.. ورياح.. والسحب تتجمع...!
وغاده على نفس وضعيتها.. عايشه بنفس التفكير اللا منطقي...!!
كانت منتبهه أن مي راحت ولا رجعت.. يعني بالعربي تأخرت عليها..! التفتت تطالع البحر.. وتقيس العالم بمد البحر وجزره.. هذي هي الدنيا.. يوم مـد.. ويوم جـزر.. والانسان عايش حياته وكأنه بدوامة بحر ما له نهاية...!!!
بعد فترة.. ما انتبهت الا على واحد سحبها من كتفها واعطاها كــف محترم... تركها مصدومـه.. من الحركه.. ومن الجرأة اللي جاته ان يضربها..!!
كانت الدمعه بعينها.. لكنها مسكت نفسها.. وحطت الطرحه على وجهها.. وراحت لداخل...!!
وهي داخله وما تشوف طريقها.. كانت بتصدم بمي اللي تمشي وتتغنى بهالجو الشاعري بالنسبه لها....!!
مي باستغراب : غدووووو.. بسم الله وش جاك..؟ كلميني..؟!
غاده كانت كاتمه عبرتها.. والدموع بعينها.... وواضح الخط الاحمر بخدها..!!
مي جرتها : أشوف.....!! مين ضاربك....؟!!
غاده وطاحت دمعتها : روحي اسأليه...؟ لو أني حيوانه.. ما كان مد يده علي بهالطريقه الهمجية...!!
ودخلت وهي تمسح دموعها.. أو بمعنى أدق.. تحاول تمنعها من النزووول...!!
.
.
" والله العظيم ما دريت... كنت متوقعها أنتي...!! "
مي بعصبية : يعني لو أنا كنت بطقني.. وليش ان شاء الله..؟!!
سعـود بتوتر : مي.. واللي يرحم والديك عن النار...؟ غلطه ولازم تتصلح...؟ وماني بمستعد اخسرهـا....!!
مي بقهر : ياعيني على الحب اللي توه طالع....؟!! الحين فكرت فيها... يا اخي حرام عليك البنت وجهها أحمر من الكف وانت ولا هامك...؟!!
سعود يضيقه تنهد والتفت للبحر.. ولا رد عليها...!!
مي منقهره من تصرفه : صدق أنك باارد وما عندك احساس.. والله لو منك ما أنتظر دقيقة وحده.. الا وأعتذر....!!
وراحت لداخل تشوف حال المسكينه اللي انظلمت بغيرة عمياااء مالها أي لاااااازم....!!!
.
من طرف ثاني.. كان فيصل جالس والجوال على أذنه.. وهند من ساعه تكلمه وتقنع فيه...!!
فيصل : وانتي وش عرفك انها بتوافق..؟!
هند : بنت خالتي وعارفتها زين.. ومستحيل ترفضك...!!
فيصل : والله حيرتيني... اخاف مخطوبة ولا شئ.. وانتي تعلقيني بسرااب...!!
هند : لا ولا يهمك.. ان شاء الله ما يصير الا كل خير....!!
.
.
بيوم الأربعاء رجع عزيز وعفاف لبيتهم.. على أساس موعد سفرتهم تحدد بيوم الجمعه.. ولازم يرجعون يرتبون أغراضهم من أول وجديد.. لكن هالمره عفاف اشترطت ما ترتب أي شئ.. إلا وعزيز معها...!!
ما تنلام خافت تفقده للمرة الثالثه...!!!
.
.
بيوم الخميس بعد العصر رجعت غاده مع يوسف.. اللي كان يسألها عن حال ليلى ووضعها...!!
وهي بحاله الله يعلم بها من القهر والضيقه... كل شئ توقعته.. إلا اللي صار لها...
نزلوا بالبيت.. قالها يوسف أنه بيروح لجناحه يرتاح.. وهي بعد راحت لغرفتها...!!
.
.
لما دخل.. حس بحنينه من جديد.. ريحتها ماليه الغرفه..!!
خذ له دش سريع.. وبعدين راح لغرفة المكتب.. خذ له كتاب.. وحاول يقرى.. لكن مستحيل يقرى حرف واحد بدون لا يفكر فيها...!!
رمى الكتاب على الطاولة...!
ووصار يمسح وجهه وهو يتنهد.. حياته صارت ممله...! بدونها طبعا...!!
فتح الدرج بيطلع له أي شئ يتسلى فيه.. وتفاجأ بدفتره.. دفتره القديم اللي بحث عنه بكل مكان.. بكل بساطه يحصله متربع بالدرج الاول من مكتبه.. من فرحته.. سحبه واسترخى بالكرسي.. وبدى يفتح بالاراق..!
تمنى الارض تنشق وتبلعه.. ولا يقرى لها حرف بهالدفتر...!! وشلوون وصلها...؟ ومن وين رجع..؟ لا يكون هي رجعت بغيابنا...؟ لالالالا.. وش هالتفكير السخيف...!!
رجع يفتح أول ورقه.. وكان مكتوب على صفحة الغلاف من داخل...
مــأســاة بـلا دمــوع..
مأساة.. ولدت من رحم المعاناة..!!
وتوسدت أنواع الظلم والقهر والطغيان..!!
وتلحفت بلحاف اليـقـيـن والثقة بالله عز وجل...
واطمأنت إلى مخزون الحـــب الـوافــر في العطــــاء...!!
.......
سكت الليل.. وأنا أنظر من النافذة..!
عطش الصبح.. وحكمة الله نافذة..!
الأوطان والأشجان..!
وما وراء الأحزان...!
سكت الليل.. وتنفس الصبح...!
وغـيـري نـائـم...!
لم يشتكِ من أرقي...!
تجول في صدري ورقي..
عرف أني هائــمـة..!!
هائمة فيك.. وهائمة في كوني..!
أبحر دائما في أعماق نفسي...!
أبحث عن دليل لوجودي...!
رويت من الحزن..!
وظمـآن للفرح..!
وأنت مثلي.. علمتك حبي.. وتعلمت حزني..!
لا تومئ برأسك....!!
فالحزن ثوب لك.. والفرح عدو لي...!
ونحــن في الدنيـــــا....
مــــأســـــاة بـــــلا دمـــــوع....!!
بلع ريقه.. وفتح الصفحات اللي بعدها.. كثير تعليقات على أشياء هو كتبها.. أو كتابات جديدة لأول مرة يشوفها...!!
أحس بإحساس يخنقني.. ورغبة شديدة في البعد عن كل الوجوه التي من حولي..!!
فجأة اكتشفت أني مازلت أعيش عقل طفلة أصدق أي كلمه أو حكاية وأعيش أي رواية أو مـأسـاة......!!
ما قدر يكمل هالخاطره..!!
بصفحه توقف للحظات.. كانت العنود كاتبة فيها كــــل شـــئ عجزت تبوح فيه لأي أحـــــد.. كتبته بصفحات بيضاء.. دنستها يد الحقد والظلم...!!
كل فصول حكايتها.. كتبتها بعبارات وكلمات تدمي القلب..! يمكن التلميح يفيد أكثر من التصريح...!!
كان يوسف يجول بين طرقات قلب العنود.. وماهو محتاج أبدا لأي مترجم يعبر له عن صدق إحساسها.. كانت صادقه.. والصدق يشع من ألفاظها العذبه والمعذبه...!!
بعد نهاية كتاباتها.. كتبت أبيات شعرية نقلتها.. حست أنها عبرت عن حالها وحالتها...!!
صرت أنا للحب والدمعه أسيرة في حياتي يوم راحة ما ظهر
مظهري جـنـه ومضموني هجير مرقدي تمثيل والـواقـع سهر
جيت يمك وأنا عزمت المسـيـر صرت ضدي مع صواديف الدهر
الــوداع فـراق.. والموقف مرير والعزى ماضيك والحاضر قهر
بلحظه قهر.. تمنى أن كل الأيام اللي مرت ترجع.. والعنود اللي جالس يقرى لها تكون هي اللي جالسه تقرى له هالمشاعر.. وتعبر له عن شعورها..!
عرف حق المعرفه أنه ظلمها.. لكنه ما قدر يميز وش الشئ اللي صار لها وعذبها بهالطريقه..؟ معقوله أحد لعب عليها.. أحد ظلمها...!!
بمعمة التفكير اللي أرهقه.. انتبه على غاده واقفه على الباب وعليها عبايتها..!
يوسف رفع راسه بألم : فيه شئ..؟!
غاده تطالع الساعه : موعد الزيارة...!!
يوسف : اسبقيني.. شوي وجاي...!!
.
.
قالت وهي تتذكر..
ليلى : على فكرة عفاف.. فيه وحده جنبي حالتها صعبة بالمرة.. وتقول أنها تعرفك وعندها كلام مهم لك...!!
عفاف فاتحه عيونها : ومن وين تعرفني..؟
ليلى : مدري والله.. بس هي لما شافت اسمي سألتني إذا أعرفك.. وبعد سألتني عن العنود...!!
عفاف باستغراب : والعنود بعد....!!
ليلى : روحي لها... يمكن تبيك ضروري...!
عفاف واقفه : ليش هي وش فيها..؟!
ليلى : يقولون حامل.. وحاولت تجهض الجنين.. بس ما قدرت وحالتها خطره...!
عفاف بتوتر : الله يعين...!!
غاده داخله مقاطعتهم : الســــلام عليكـم...!!
عفاف تلبس غطاها ردت عليها وهي بتطلع..
غاده : وين.. بس شفتيني طلعتي...!!
ليلى : بتزور وحده هنا تسأل عنها...!!
غاده : أهاا.. اجل ادق على يوسف يدخل.. توقعنا عندك أحد..!
ليلى : تو قبل شوي طلع أحمد وبسام.. ما لحقتوا عليهم...!!
غاده بفرحه : والله... متى رجعوا...!!
ليلى : من ساعة تقريبا...!
دخل يوسف وجلس مع أخته شوي.. وقلبه معلق مع العنود.. وده يطلع يروح لها بأي وسيله وبأسرع وقت...!!
غاده تكلم ليلى : وين عفاف تأخرت.. بأروح لها..!
ليلى وصفت لها المكان وطلعت... كان قلبها قارصها.. فيه شئ صاير..! ولازم تعرفه...!
دخلت عليهم.. وهناك شافت شئ ما صدقته.. شهقت بقوووووة...!
غاده منصدمه : هـنـــــــاء...!!
عفاف تأشر لها تسكت : لا العنود الحمد لله ما عليها...!
هناء بصوت تعبااان : قولي لها تسامحني.. وربي تندمت على اللي سويته فيها...!
عفاف.. كانت زي الاطرش بالزفه..!
أما غاده فسألت باستعجال : ليش وش اللي صار...؟!
بدت هناء تسرد عليهم القصه كــامـــلـه.. من أول ما جميله خططت أنهم يلعبون على عفاف والعنود.. لحد ما انتهت بها هي ولعبت عليها وضيعت شرفها ومستقبلها..!!
غاده على طول طلعت لغرفة ليلى.. كانت بتنادي يوسف يسمع السالفه بنفسه.. لكنها حصلته طلع.. طلعت وراه يمكن تلحق عليه... لكنها ما حصلته...!
على طوول دقت عليه.. وكان تحت بالمواقف...!
غاده : يوسف بسررررعه تعاال.. عرفت القصه كلها... والله العنود مظلوومه...!
يوسف متفاجئ : وش تقولين انتي الحين...؟!
غاده : أنت تعال غرفة رقم *** وبتعرف السالفه كلها...!!
.
.
كان يسوق السيارة.. وهو ماهو مصدق الكلام اللي قالته هناء عن جميله..! ما توقع فيه ناس بهالدناءة والحقارة هذي...!!
كانوا خواته يتناقشون بالسالفه وهو ماهو معهم ابدا...!
غاده : تصدقون لما كنا بالشاليهات شفنا مقطع لجميلوه الزفته وهي ترقص.. والله مافيه حياء حتى لبسها مخزي... الله ياخذها...!!
عفاف : حسبي الله عليها.. مدري وشلوون كنا نجلس معها.. الله يفكنا منها ومن شرها...!
يوسف انتبه : صديقتها قالت اليوم بيجتمعون بالاستراحه صح...!!
عفاف : ايه.. بس وش ناوي تسوي...!!
يوسف بتفكير : ماهو انا اللي بأسوي.. خلي هالشغلات لأهلها...!!
غاده : طيب خلنا نمر العنود.. والله كاسرة خاطري اشتقت لها...!
يوسف بداخله " اجل انا وش اقووول..؟!" قال لهم : امر بكم عندهم وأروح لشغله صغيـــرة وراجع لكم ان شاء الله...!!
.
.
لما نزلوا عفاف وغاده.. استقبلتهم أم فهد وقالت لهم أن مها اضطرت تودي اختها للمستشفى.. كانت تعبانه وراحت لها اكثر من الساعتين..!!
غاده : ليش وش فيها.. عسى ماهي بتعبانه كثير...!!
ام فهد : والله هالاكل ماهي بتذوقه...!
عفاف : الله يعينها.. اجل بننتظرها كانها رجعت مبكره ولا رحنا وجيناها وقت ثاني...!!
ام فهد بترحيب : الله يحييكم على كل وقت يابناتي...!!
.
.
كان واقف مع الفرقة الامنية ورجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اللي مطوقين الاسترحه بكاملها...!!
ما هدا له بال إلا لما قبضوا على كل المتواجدين بداخل الاستراحه.. كان أغلبهم سكران..!! وبعض البنات الله أعلم بلبسهم الفاضح...!!
تقدم له صديقه عمر وشكره على معلوماته اللي أكدت لهم ان البلاغ اللي جاهم كان فيه نوع من الصحة...!!
يوسف بذهن مشغول : هذا واجبي وواجب كل غيور على دينه ووطنه..! مثل هالتجمعات مستحيل تخدم بلدنا أو تساعد على تقدمه... والحمد لله أن كل شئ تم بيسر وسهوله...!!
عمر بابتسامه واثقه : كثر الله من أمثالك.. وهذا أنت ولله الحمد تمثل شريحه بالمجتمع لازالت صالحه وتساعد في بناءه...!
يوسف : جزاكم الله خير واثابكم على جهودكم الجبارة...!!
عمر : هذا واجبنا وما سوينا إلا اللي يمليه علينا ضميرنا..!
وهم واقفين يتكلمون.. كانوا فرق من الشرطه يباشرون نقل مجموعه من البنات للسيارات.. بعد لحظات.. طلعت وحده وصوتها وهي تهلوس مالي المكان..!!
يوسف على طول استنتج ان هذي هي جميله " رأس الحية "..!! لانه كان متوقع منها انها تصارخ وتتطاول عليهم.. لكن الله ستر.. وكان مفعول الكم كاس اللي شربتها مأثر على عقلها.. ومبعدها عن أي انفعال ممكن تسويه...!!
بعد ساعتين من الوقوف والمتابعه.. كان يوسف يركب سيارته الجديده.. وهو يطالع الساعه اللي قاربت 12 منتصف الليل..!!
في غمرة انشغاله ما تذكر خواته وانه تركهم ببيت أهل العنود.. دق على عفاف وما ردت عليه...!!
بعدها رجع ودق على غاده.. وعلى طول ردت..!
يوسف : هلا غاده.. انتوا وين...؟!!
غاده : اهلين.. انا بالبيت.. وين كنت تأخرت علينا ورجعنا..!!
يوسف : خير ان شاء الله.. المهم العنود شخبارها..؟!
غاده بتوتر : العنود.. ممم.. مم.. ما شفناها...!!
يوسف بصدمـه : أيــــش...؟!!
غاده : كانت طالعه مشوار وتأخرت ورجعنا...!!!
يوسف بقلق : مشوار لوين بهالليل..؟
غاده : بصراحه... أمها تقول انها راحت للمستشفى...!!
يوسف بخوف : طيب.. طيب اكلمك بوقت ثاني.. مع السلامه..!
وما انتظر ردها.. على طول سكر الخط.. وتوجه لبيت ابو فهد.. لازم يعرف زوجته وش فيها..؟ وليش هي بالمستشفى لوقت متأخر...!!
.
من رجعت وهي جالسه على الكنبه ومالها نفس تطلع لفوق... ودها لو تنام على الارضيه البارده من شدة الحرارة اللي معها...!!
لما قالت لها امها عن زيارة البنات لها فرحت من قلبها.. وتمنت لو انها شافتهم.. على الاقل بردة شوي من شوقها..!!
لمحت طيف احد واقف قريب منها..!
لما انتبهت كان أبوها واقف يطالعها بأسى...! من يوم رجعت لهم وهو قليل الكلام معها.. مع كثر ما بقلبه من شوق لها إلا انه ما قدر يسامحها او يتجاوز عنها..!!
ابو فهد بصوت حنون : العنـود...؟ قومي يا أمي زوجك يبي يشوفك...؟!
من بين جفونها النعسانه ما قدرت تميز عمق الكلمه أو بعدها وتأثيرها عليها...!!
فقامت بدون تركيز.. وهي تشوف نفسها بالمرايه اللي بالمدخل.. كانت لابسه جلابية.. وشعرها مبعثر حوالي وجهها.. حاولت تعدله لكنها بصعوبه رفعت بعض الخصلات عن وجهها...!!
مشت ومشت.. لحد ما وقفت على باب المجلس.. شافت ابوها سبقها لداخل...!
بومضة مثل الفلاش بالضبط.. انتبهت لكلمة أبوها " زوجك يبي يشوفك " سحبت نفس عميق.. ودخلـت.. وهي خلاص يائسة من حياتها ومن استمرارها معه.. توقعت في هاللحظه أنه جاي ينهي كل اللي بينهم بكلمه وحده....!!
دخلت وشافت وجهه قدامها.. اصفر كئيب ينطق بالعذاب.. الهالات تحت عيونه تعطيه اكبر من عمره بعشر سنين..!! والارهاق مبين على ملامحه المتعبه...!!
جلست قريبه من أبوها.. وعيونها بالأرض... ما قدرت ترفع عينها فيه.. وتلومـــــه....!!
.
.
.
تابع دخولها الوقور وسمتها الهادي.. بلحظة ضعف تمنى لو يقوم ويضمها ويقولها بملء فمه " آســـــف...!! " بس هو وين.. واعتذاره لحب قلبه وين...؟!!
حس بقلبه يعتصر ألم بداخل صدره...!!
سمع صوت أبوفهد وهو يتكلم : هذي حرمتك قدامك.. أنا بترككم تتفاهمون براحتكم.....!
يوسف يقاطعه : لا ياعمي.. انا ماجيت بهالوقت المتأخر وإلا ابيك تسمع السالفه كلها من بدايتها..!!
ابو فهد باستغراب : وش سالفته...؟!
يوسف بتوتر : ياعم.. السالفه ومافيها أني ظلمت زوجتي اللي هي بنتك معي..!!!
كمل وسط نظرات أبو فهد الحيرى : تذكر ياعمي لما جيتك أو مره لأجل أخطب بنتك..! والحق ينقال.. ان العنود هي نفسها صديقة اختي عفاف من صغرهم.. بيوم رجعوا معي ثنتينهم من الجامعه.. وبعدها انتوا سافرتوا.. بعد رجوعكم.. انا خطبت وانت واقفت.. لكن بطريقة غريبه... ما همتني بالبداية كثر ما همني ان العنود تكون زوجة لي على سنة الله ورسوله...!!
ابو فهد بتساؤل : وبعدين.. وين المشكله..؟!
يوسف يتنهد وعينه على العنود : المشكله اني بعد الزواج.. كنت ملاحظ العلاقه المتوترة بين العنود.. وبينكم..! العلاقه ماكانت علاقة بنت واهلها اللي تحبهم.. لا.. كانت نظراتها ممزوجه بخوف.. بحزن.. بألم.. وأنا ما عرفت أميز أبدا.. إلا بعد ما لعب الشيطان براسي...! وجاني اتصال من واحد وقالي عن كل القصه.. وهو نفس الشخص اللي اتصل بك وبلغك نفس القصه..!!
ابو فهد بلع ريقه بصدمه...!
يوسف يكمل : وانا بعجلتي.. على طول صدقت اللي انقال.. وجبت العنود لهنا ولا عاد سألت عنها.. حتى بدون لا اسألها هل الكلام اللي انقال صح أو لا...؟!!
ابو فهد بتوتر : وبعدين...؟!
يوسف : وحده من اللي بالشلة الحقيرة.. قالت لأختي كل السالفه.. وهي قالتها لي.. ويوم أني تأخرت عنكم.. كنت مع الشرطة.. وخلاص مسكوهم كلهم والحمد لله...!
ابو فهد بندم : يعني طول هالمده كلها.. انا كنت ظالم بنتي.. ومعيشها بعالمها وحيده ولا لها أحد...!!
يوسف كان يطالع العنود اللي منزلة راسها وشعرها نازل على كتوفها.. وكأن كل السالفه اللي سمعتها ما تعنيها هي بالذات...!!
ابو فهد وقف بطريقه تكسر الخاطر.. ومسك راس العنود بيديه الثنتين وباسه.. وهو يقول : السموحه يابنتي اخطيت بحقك..!!
وطلع من المجلس وتركه مع زوجته.. حبيبته.. تركه مع عنوده.. اللي اشتاق لها بكل معنى الكلمه...!!
مرت اللحظات.. والعنود على نفس وضعها...!!
لكن يوسف قام من مكانه وجلس جنبها...!!
يوسف بصوت نادم : عنووووودي...!!
العنود رفعت يدها لفمها وكأنها تمنع شهقة لاتطلع منها وتعبر عن شعورها المجروح...!!
يوسف ومسك يدها بود : العنود... اعرف اني حتى انا غلطت بحقك.. لكني والله ما تهنيت بيوم بعيد عنك...!
العنود ورفعت راسها بشكل قطع قلب يوسف.. كان فكها يرتجف بألم.. وهي تتمنى لو تقدر تطلع عبرتها المكتومه...!
يوسف والأسف مالي صوته.. قرب منها.. وهو يضغط على يدها... كان يحاول يكسبها لو للحظات...!
قالها بصوت كل حب : عنووودي.. والله العظيم أحـبــك.. ومستحيل بعد اليوم أتخلى عنك...!!
العنود بصوت طغت عليه نبرة البكاء : بس انت تخليت..!!
يوسف فرح بتجاوبها : أول وآخر مره...!! العنود ما تعرفين وش كثر كنت أعاني بعيد عنك.. والله كنت اعاني وما يعلم بحالي الا الله...!!
العنود بصوت آسر : ليش يا يوسف..؟ ليش خذلتني لما كنت محتاجتك...؟ نسيت وعودك لي.. نسيت كلامك ولا كان مجرد نزوة وانتهت...!!
يوسف : والله العظيم اني نادم... وكل الوعود كانت مثل حبل المشنقة اللي كل ليلة يخنقني..!!
العنود بصوت باكي : انا كل ليلة كنت امووت.. تعرف وش معنى الموت قهر.. كل ليلة ما أنامها مثل العالم والناس.. كنت اتعذب بلكل لحظه.. وكنت متأمله فيك انك بتنقذني من كل آلامي وتنسيني جراحي...!! لكنك كنت مثل غيرك.. أناني.. ما همك إلا نفسك.. ادرت لي ظهرك ومشيت.. رميتني ببيت أهلي ولا عدت سألت عني...! حتى اتصالاتي استكثرتها علي..! برد بخلت علي...!! ليش يا يوسف...؟ انت قتلتني.. وكان بيدك تحييني...!! ( وحطت يدها على وجهها وبدت تصيح بصوت مخنوق )
يوسف وكل رحمة الدنيا بقلبه.. سحبها من يدها وضمها لصدره.. كانت محتاجه منه لوقفه صادقه تثبت أنه صدقها وما راح يتخلى عنها...!!
يوسف بصوت عذب : قولي أنك سامحتيني...؟!!
العنود اكتفت بايماءة موافقه.. مهما كان هذا زوجها اللي حبته.. ويكفي انه هو اللي اثبت براءتها ووقف بصفها...!!
انتبه يوسف لحرارة يديها وجسمها اللي ينتفض.. بعدها عنه بهدوء.. ورفع راسها بيده..!
يوسف بكل الحب : عنوودي.. ليش كنتي بالمستشفى...؟!
العنود وهدت شوي.. توترت من سؤاله.. وما عرفت ترد عليه...!!
يوسف بابتسامه : لا يكون جايك مرض وتطيحين بكبدي.. من الحين قولي خلني اروح ادور لي حرمه سليمه...!!
العنود انقهرت منه.. ومن بين دموعها ابتسمت بقهر وضربت بخفه على كتفه...!!
يوسف بنظرة معجبه : الله لا يحرمني من هالابتسامه... ايه كذا خليك دايما متفائله...! والحين قولي.. طمنيني ليش كنتي بالمستشفى...؟!
العنود بنظرة حياء : كنت احس بتعب ودوخه وغثيان.. سويت فحوصات.. وقالت لي الدكتورة أنه ممكن.. مم.. يشرف ولدي العهد....!!
يوسف فاتح عيونه : احلفي...!! العنود اقولك شئ.. والله العظيم أحــبـــــك...!! ما ألوم أمي ساره الله يرحمها يوم تقولي حرمتك درة حطها بعيونك...!! ولا ترخص بها تراها غاليه وتشيلك فوق راسها...!!
العنود ضحكت على حركات زوجها الفرحاان...!! وبنفس الوقت فرحت بكلام ام خالد اللي حتى وهي بلحظاتها الاخيرة كانت تفكر بغيرها وبسعادته..!!
يوسف : يالله يا قلبي.. هاتي شنطتك.. مالك قعده بهالبيت بعد اليوم..!
العنود متفاجئة : استغفر الله.. واهلي...؟!!
يوسف : إذا ولدتي كان خير...!!
العنود : حرام عليك يالظالم.. بعد سته شهوور...!!
يوسف : أحسن واحسن...!!
العنود : لا حبيبي.. بكره تعال خذني...!!
يوسف : تقولينه صادقه.. وانا من يدلعني الليله...؟!
العنود انقهرت منه : اللي اغناك عني 35 يوم يدلعك هاليوم..!!
يوسف عض شفايفه : وحاسبتها بعد...؟! ياعمري ان شاء الله اللي صار غلطه وما تتكرر..!!
العنود قامت : ان شاء الله.. يالله حبيبي بكره موعدنا..!!
يوسف : طرده هذي...؟ ماعليه بكره اوريك شغلك...!!
العنود تطلع معه لحد الباب الرئيسي : الله يجيب بكره...!!
يوسف فرح برضاها : هههههههههههههه...
وانتهت ليلتهم باتفاق ان يوسف يمر العنود باليوم الثاني وتروح معه...!!
اتفاق انبنى على أساس قوي.. ورضى تام.. طرفين اتفقوا على أن العلاقة الزوجية ماهي إلا مودة ورحمة.. حياة فيها يعيش كل طرف يبذل لغيره كل ما يملك..! والاهم انه يتجاوز عن الاخطاء مهما كان حجمها.. لكن ما تكون فادحه وتنهي هالحياة الجميلة اللي ممكن تنبني بكلمة حلوة..!! وتنتهي بكلمة وحده..!!
برجوع العنود ليوسف.. انتهى فصل من فصول المأساة.. مع ما فيها من دموع.. ومع ما مر في خلجاتها من مواقف مؤلمه.. محزنه.. إلا انها ظلت فترة رائعه عاش فيها كل شخص منهم حياة جديده بروح حلوة.. وبنفس طيبة...!!
انتبهت لقسمات وجهه وهو داخل والاحراج مالي وجهه.. ما عرفت تميز النظرة المحتارة على ملامحه...! سوت نفسها ما شافته.. أو بمعنى اصح... تجاهلته.. اللي سواه سعود بغاده ما هو قليل.. لكن.. هو اللي بيده يصحح كل غلطه.. وينهي مأساتهم مع بعض.. وبطلب واحد..!!
سعود يجلس : احم.. السلام...!
مي بغرور : وعليكم...!
سعود باحراج : مي.. شخبار بنت خالتك....؟!
مي التفتت له وعلى وجهها علامات السخرية : بنت خالتي...؟ وش تقرب لك أجل..؟!
سعود بضيقه : جاوبي الله يرضى عليك...! رضت ولا للحين زعلانه..!
مي استغربت منه هالاسلوب الغريب : مدري عنها.. لان مالي وجه اكلمها اصلا...!!
سعود بتردد : طيب... اسأليها لو خطبتها بتوافق....؟؟؟!!
مي بعيون مفتوحه : تخطبها......؟؟؟؟!!
سعود بخوف : ايه...
مي : بس حسب علمي.. هند ناوية تخطبها لفيصل...!!
سعود بعصبية : نـــــعــــم...؟؟ وانتي ما قلتي لهم شئ ان شاء الله...؟!! لا الله يعافيك بلغيهم ولا انا اعرف اتصرف...!!
مي بفرحه مخفيه : والله لو تتصرف انت يكون احسن...!!
سعود وعصب : مي... لا تذليني.. بتكلمينها ولا قلت لأمي وانتهى الاشكال..!
مي ببرود : والله من رأيي تقول لامي اسرع واضمن...!!!
وطلع سعود من عند مي وهي فرحانه انها قدرت تكسب موافقته ولو بأسلوب ثاني.. الاهم انه وافق وخلاص...!!
.
.
كانت جالسه بغرفتها تعدل من شعرها.. وهي تطالع العنود اللي جالسه من وراها تقنعها..!!
العنود صار لها من رجعت اسبوع.. من احسن ما يكون بالنسبه لها.. حتى صحتها تحسنت وصارت فل الفل...!!
غاده تحط المشبك بشعرها : والله لو وش تقولون ما وافقت... خلاص النفس طابت...!!
العنود بابتسامه ماكره : يقولون ضرب الحبيب احلى من أكل الزبيب...!!
غاده ولفت لها : والله ضرب عن ضرب.. ولا نسيتي الكف المحترم اللي جاني...!!
العنود قامت لها وحطت يدها كتفها تحاول تستميلها : ياعمري مقدرة موقفك.. بس ما دام الرجال شاريك.. لا ترخصين به.. ويقولون.. خذ اللي يحبك ولا تاخذ اللي تحبه...!!
غاده بتفكير : المشكله انا اللي احبه.. بس هو ما قدر هالحب...!!
مي داخله : والله ما عندك سالفه.. لو منك اوافق وانا مغمضة...!!
غاده بتوتر : يالسكنية.. متى جيتي..؟!
مي : بصراحه ما هان علي وخيي.. متعذب وهيمان والاخت ولا معبرته...!!
غاده بابتسامه : أما هيمان.. كثري منها...!!
مي : وربي انه يحبك.. وكثير اشياء تدل على حبه.. بس انتي ما كنت منتبهه...!!
غاده بحيرة : كيف...؟!
مي وقالت لها عن موقفه يوم طاحت وباقة الورد.. وعن سؤاله الدايم عنها بطريق غير مباشر.. وتحمسه لزياراتهم لهم.. وفرحته بشوفتها ولو بالصدفه..!!
غاده باحراج عضت شفايفها وهي تجلس على طرف سريرها...!
العنود : طاح الحطب..؟؟؟!!
مي ك كلووووووولوووووش.. طاح طاح.. والهم انزاح.. وتمختري يا حلوة يازينه..!! ههههههههههااي...!
.
.
.
..بـعـــد شــهــــريـــن..
كان يوم زواجها أسطوري بمشاعرها مثل ما تمنت..!!
كانت طالعه تجنن.. وهي تسحب نفس وتستعد لدخول حبيب قلبها عليها...!!
كانت مي قريبه منها.. بلبسها الحلو والمحتشم.. بعد اللي صار لها بزواج هند حرمت تكرر الحركه..! لكن وناستها اليوم شئ ثاني.. وخاصه ان اغلى اثنين على قلبها اكتمل عقدهم..!!
على الكوشه.. طلعت العنود وهي لابسه فستان واسع شوي .. لزوم الحمل..! وتمشي على مهلها بناء على توصيات يوسف...!
ومن بعدها طلعت عفاف وهي الثانية واضح عليها الارهاق.. وخصوصا انها بشهورها الاولى وتعبها زايد.. جلست على كرسي قريب وهي تعلق انها مستحيل تتحرك من عليه لو وش ما صار...!!
تحت.. كانت أم يوسف وام سعود واقفات بالاستقبال.. واخيرا التم شملهم.. وفرحتهم بعيالهم اليوم غير...!!
جت لهم ليلى بعد ما اعطت الخدامه ولدها الصغير تمسكه.. ومن وراها هند اللي فرحتها اليوم اكتملت بسعود وغاده...!!
الوحيده اللي ما حضرت هي وفاء.. اللي كانت مسافرة مع زوجها.. ولحد يوم الزواج ما رجعت..!!
ام عبدالعزيز جالسه وتتكلم مع ام فارس : ما استغربتي أن أم معاذ وعيالها ما جو..!
ام فارس بطيبة : مدري عنهم ياوخيتي.. لا يكون صابهم شئ.. بأقوم اسأل عنهم...!!
قامت أم فارس وابتعدت عن الازعاج.. وهي تتصل بسعد.. اللي قالها أن عمه معهم لكن معاذ واهله مسافرين لخالتهم..!!
ارتاحت نسبيا.. على الاقل اخوها موجود.. وما زعل لان بنت اخوه رفضت ولده.. وفرحت بعد لان شمل اخوانها للحين ملتم.. والله لا يفرقهم بشر...!!
.
.
.
بمكان ما يبعد عنهم الا كم كيلو متر.. كانت تتخبط بين الشوارع وبيدها كيس فيه من الاغراض مالله به عليم...!
دخلت ببيت مهجور أشبه ببيت الاشباح.. وكأنها تحاول بزيارتها المشبوهه لمثل هالاماكن أنها ترجع شئ من اللي ضاع منها.. وترجع تسيطر على العائله من أول وجديد..!!
طلعت بعد ساعه.. وهي خالية الوفاض.. والظاهر ان الساحر اللي تبي منه يخدمها ما صلح لها.. أو رد الله عن العايلة بفضل الدعوات الصادقه.. والاعمال الصالحه..!!
وقفت سيارة ليموزين.. ورجعت من وين ما جت وهي تحاول انها تتمالك نفسها لا تنفجر من الغيظ والقهر...!! وببالها تخطط ليوم جديد ولافكار شيطانية جديده...!! ونست أن الله عز وجل فوقها وعالم بكل ما يجول بخاطرها.. وما تسويه..!!
مشت وهي ما تدري تصيبها دعوة من الدعوات اللي لا ترد.. وما علمت أن " دعوة المظلوم مستجابة "..!!
.
.
.
وعند الرجال كانت التعليقات ماليه الجو... سعود اللي كان مستحيل يتزوج كسر القاعده ودخل عش الزوجية...!!
كان واقف عند الباب بانتظارهم يدخلونه.. وعيون فيصل ما فارقته.. من كل قلبه كان يتمنى له التوفيق.. كان يدعي له وهو صادق...!!
هو صحيح وافق انه يتزوج من بنات خالته.. لكنه ما حدد من تكون..!
واللي مكتوب له رزق بياخذه...!!
.
اكتمل العرس الليله بدخول المعرس ومن وراه ابوها واخوانها زافينه لزوجته اللي كانت في قمة الاحراج.. مواقف كثيرة مرت عليها مع سعود..! لقاءات عديدة صارت لهم مصادفة...! لكن تبقى المواجهة الاحلى لما تكون بالحلال.. بدون شكوك أو اعين رقابة...!!
بعد ما تصوروا ابوها واخوانها نزلوا بيطلعون.. لكن يوسف ما فوت عليه هاللحظه المهمه..!
وهو نازل لمح العنود واقفه ومبسوطه بغاده وفرحتها...! سحبها من يدها.. وراح بها لجهه محد فيها الا هو وهي...!
العنود بضحكه بريئة : مجنوون...!
يوسف يتأملها : وأحد يشوف هالحلاة كلها وما يفقد عقله...!!
العنود : بسم الله عليك وعلى عقلك...!
يوسف بمكر : عقلي بس..؟!
العنود بابتسامه واثقة : كلك يابعد ألبي..!
يوسف بضحكه تجنن : يسلم لي ألبك.. يا ألــ ألبي ـــب..!!
بمشاعر صادقه.. وبمعامله حسنه.. وبحسن المعشر.. وبطيبة القلب الحقيقية.. استطاع كل فرد أن يثبت وجوده.. وان يبرهن على أنهم قادرون على قلب الألم إلى أمل..
وأن التغاضي عن الهفوات هو ديدن الأشخاص الراقين.. اللذين يتمتعون بروح السماحه والتوكل.. والثقة بالله عز وجل والاتصال الوثيق به..!!
كانت مأساة.. فتحولت إلى مجتمع انساني واعٍ..!! يعلم أن الاتحاد قوة.. والصدق منجاة..! والمحنة حتما.. ستنقلب يوما ما إلى منحة الهية عظيمة.. علم من علم.. وجهل من جهل..!!
كانت مأساة.. تجمعت فيها براءة الواقع.. بحقد الحلم..!
وفي النهاية لابـــد للـحـق أن يـنـتـصـر..!!
انـتـهـت
تجميع ورد الجوري
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك