رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -31
فيصل مسح دموعه بأطراف شماغه همس بصوت متحشرج : الله يشافيه ويعافيه انا طالع
اميره ناظرته بضيقه وطلعت بعد دقيقتين بالضبط!
قفل من خلفها باب العنايه ووقفت قبل تكمل خطوتها الاولى وهي تشوف سيف ومحمد اللي جايين من اخر الممر....
لثواني من الزمان كانت بحسبة الثواني عند الكل سواء اللي منتبه لهم ولا اللي غارق وسط همه الا هي كانت تعويض لحرمانها من سيف او تعويض لبضع ايام بحسبة الدهر بالنسبه لها ،
كانت حزينه بشكل ملحوظ على ابوها وأن كابرت وحاولت تظهر الجانب القوي منها ، لكن وجوده حولها اللحين كان امان بالنسبه لها ، تتمناه معاها في هالايام كان وجوده بيخفف عليها الشي الكثير ، لكن ما الله اراد...
وعلى النقيض شافته اليوم وما حرك فيها ساكن محمد محمد اللي خسرت زواجها عشانه لأول مره تشوفه بدون شعور بدون لهفه بدون شغف ، كل هالمشاعر راحت لـ سيف اخذها من محمد لكنه في قرارة نفسه يشوف انه اليوم ماله اي وجود في حياتها يمكن لأن جرحه ما زال طري !
امَا عنده هـو فكان مُرهق ومشتاق محمد اللي على يمينه أرهق يمينه واميره اللي قدامه أرهقته بعد ، تعب من شوقه وتعب من غيرته وتعب من صده ..
رجعت بخطواتها بجانب ام سند اللي ما فاتها من هالمشهد شي واحد ناظرت اميره لـ فهد اللي يسولف معاهم وكانت مركزه بـ سيف فقط متجاهله كل هالحوار سمعت فهد وهو يقول ان باقي على انتهاء وقت الزياره بس خمس دقايق!
دعت بداخلها ان الخمس دقايق تكون خمس ساعات ما تبيه يروح ما تبيه يختفي عن عيونها ابد ،
دخلوا العيال عند ابو سند سلموا عليه وحبوا راسه وسولفوا معاه شوي وبان عليهم الضيق من وجيههم ، ما توقعوا انه بهالحال ابد!
طلع وهو حزين وهالحزن كان معظمه على اميره اللي بتعيش وحيده لو صار بـ ابوها شي ،
تنهد بضيقه وهو يقول في نفسه " ليت ما صار اللي صار يا اميره كنت انا بكون لتس الاب والاخ والعايله واللي تبينه ما راح تحسين ان انتي بروحتس ابد "
راح سند ومعاه امه والهنوف وتوجهوا للبيت اما هي فكانت عند فهد وفيصل اللي واقفين حلفت انها ما تروح مع سند رغم محاولات فيصل لكن فهد منعه من انه يجبرها على شي ما تبيه وراحت امها واختها بدونها ،
سيف طلع من الغرفه وناظر فهد وهو يتحاشى ان محاجر عيونه تلتقي مع محاجرها : عسى الله يحفظه ويقومه بالسلامه ويخليه لنا جميع
فهد بضيق : اللهم امين والله يجزاك خير
محمد بعبره : يابعد عيني يا عمي جعلكم تبشرونا بسلامته قريب
فيصل بعبره : يارب الله يسمع منك يا محمد
سيف مسك يد فهد بمؤازرة : طالبك لا احتجتوا شي ولا بغيتوا شي لا يردكم شي ابوي ابوك وحنا اخوانك كلنا تراها في ذمتك
فهد ربت على يد سيف : ما تقصر يابو فيصل والله يبيض وجهك عز الله ان الطيب ماهو غريب عليك
سيف ناظره بـ هدوء مخلوط بـ لهفه : ابد حنا اهل وعمي ابو سند ماهو هين علينا ابد عسى الله يقومه بالسلامه ، فيصل وينه فيه ؟
فهد : فيصل مع الاهل بالبيت حطيناه هو وبنت سياف ما نبيهم يزعجون المرضى
سيف حس بغبنه كان مشتاق لفيصل يبي يجلس هنا أكثر من هنا بحجة انه بيشوف ولده ، كان يدري انها متلهفه لـ هالحوار يبيها تهدأ وترتاح لو من صوته ، يدري ان ما فاتها شي من هالحوار ابد حتى وهي بعيده عنهم : ماعليه يلا ياخوي اشوفك على خير
محمد : والله يحفظ الوالد ويطول بعمره
البارت الثالث والخمسون
فهد : فيصل مع الاهل بالبيت حطيناه هو وبنت سياف ما نبيهم يزعجون المرضى...
رفعت عيونها لعيون سيف حادة الشكل كثيقة الرمش بملامح عربيه قَبليه ورغم حدتها الا ان خلف بريق عيونه نظره حنونه اعتادت عليها اميره من عشرتها معاه اللي ما طالت بس عرفت فيها مغزا نظراته ردات فعله تصرفاته اللحين هو ضايع وما كان ضياعه يشبه شي الا ضياعها !
جاء ومعاه محمد لانه بدأ صفحه جديده مع نفسه بالإجبار ، محمد ماله ذنب بشي واميره بنت عمه وام ولده ما راح يأذيها بشي دام ان السالفه قصة أعجاب وانتهت لكن قلبه ما زال عاصي انه يرجعها له من جديد !
نزلت عيونها بعد ما حست بعيونه تتوجه حول انظارها ولمكانها هي بالذات كانت خايفه خايفه من فهد ينتبه عليها ،
جلست على المقاعد لمحل ابعد ما يكون عنهم ، كفايه عليهم كذا صد بصد !
ما ارتاحوا مع بعض الا وتفارقوا رفعت عيونها لفهد اللي جاء لها بهيبته المُعتاده ناظرها شافها موجوده جسد وبالها بعيد لمحل ما قدر يدري وين هو بالضبط !
فهد بهدوء : تعالي بنرجع للبيت ، رفع عيونه لها وهو يكمل كلامه بصوت متوسط النبره ، سيف سألني عن فيصل قلت له انه عند ميساء بيجي يشوفه تعالي معاي..
اميره ناظرته : طيب ما يقدر يشوفه ببيت ابوي
فهد : انا عطيته موعد لبيتي ما اقدر اغير كلمتي بيجي يتقهوى عندي ويشوفه..
اميره ناظرت لعيونه لثواني وقالت بصوت قصير : طيب فيصل يحتاج اغراض لازم ارجع للبيت!
فهد ناظرها : وش يحتاج ؟
اميره بتفكير ما طال : لبس الباقي جبته معاي لـ ميساء
فهد طلع مفتاح سيارته من مخباه : بنشتري له اللحين تعالي من هنا نلحق قبل تبدأ الزحمه اللحين الكل يطلع من بيته مع ذا العصر
—
ابتسمت بسعادة وهي تسمي عليه وتضحك لنظراته البريئه اللي تناظرها بنعاس : جلس معاي ساعه كامله يصحى منها دقيقه وينام عشر حالتك صعبه يا فصيل
ام سند ابتسمت بحب لـ فيصل : خليه بيكبر ان شاءالله وتشوفينه وتشبعين منه..
ميساء بأبتسامه : تتوقعين يا خالتي يطلع على امه ولا ابوه
ام سند بتفكير : والله ان شفتيه راكد فهو طلع على ابوه وان شفتيه مهبول فهو على امه
ميساء ضحكت على تعليق ام سند انتبهت لجوالها اللي يتصل برقم فهد : هلا حبيبي
فهد بنبره هادئه : جهزي القهوه سيف بيجي..
ميساء بهدوء : طيب ، قفلت من عنده وناظرت لـ ام سند ، سيف بيجي جبنا سيرته وجاء بقوم اجهز له القهوه
ام سند : حياه الله عطيني فيصل امسكه عنتس
ميساء قامت وهي تعطيها فيصل وتروح للمطبخ تجهز القهوه والشاهي لسيف وكل تفكيرها ببنتها مسحت جبينها بضيق وهي تمنع نفسها من التفكير في ورد يا كم مره ومره شافت ورد بـ فيصل وكان ذا سر حُبها العظيم لفيصل يذكرها في بنتها ورد !
_
بعد نصف ساعه بالضبط !
دخل سيف مجلس الرجال لقى قدامه فهد وفيصل وبحضن فيصل " سميه فيصل ولد سيف "
سلموا عليه وأخذ فيصل من فيصل وهو يحطه بحضنه ويسلم عليه ويحبه ، ما يدري ليه وهو يحضن فيصل شم ريحتها في ريحة ولـده لكن ما حط في باله ابد انها متعمده هالتصرف ، يدري ان ريحتها تعلقت فيه لإنه معاها طول الوقت ماهو اكثر من كذا....
راحت اميره بخطوات ضايعه للغرفه شافت ميساء جالسه تعدل بالغرفه وهي تهوجس : ميساء
ميساء ناظرتها بهدوء : هـلا!
اميره : تدرين ان سيف هنا
ميساء : ايه قال لي فهد جاء يشوف ولـده ، اميره اماني راحت تشوف عمي؟
اميره حَست بضيقه من طاري اماني : ما ادري عن قلعتها يمكن بتجي بكره
ميساء بضيق : انا بروح بكره اشوفه ومابي اشوفها هناك
اميره بحده : وانتي شعليتس منها جت ولا عساها ما جت تعالي وبس
ميساء بأنزعاج : ما احب اشوفها قدامي ما تجي الا وتجيب معاها مشكله
اميره : اماني راس الشر ما يجي من وراها الا المصايب
ميساء وقفت وهي تسمع صوت فهد : فهد يناديني بروح اشوفه
اميره : طيب
وقفت ورا الباب بضيقه والهواجيس تاخذها يمين ويسار ، سمعت صوت فهد يطلبها تجي...
اميره راحت له وهي تناظر له بفضول : هلا
فهد بترقب : ابو فيصل يقول بياخذ فيصل الليله وبيرده بكره ان شاءالله يقول مشتاق له ومبطي عنه!
اميره بأستغراب من طلب سيف : بس فيصل صغير ويبي له عنايه واهتمام ما بيقدر عليه
فهد : ماعليه بيدبره بس هاتي الشنطه حقت الولد وابوه بيسنعه
اميره ناظرته بضيق : دقايق
يعني ما بقى لها منه الا هالـولد وبياخذه مني بعد ! ليتك كبير يا فيصل وتقول لي وش بتشوف منه بالضبط ، بيراعيك مثل مرعاته لي بيهتم فيك مثل ما كان يهتم فيني!
فهد ناظرها بأستغراب من وقفتها في محلها للحين: اميره يلا الرجال ينتظر برا
اميره ناظرت له بضيق وهي تروح لغرفته : طيب لحظه ..
البارت الرابع والخمسون
جمعت اغراضه وهي تناظر للشنطه ما كان فيه شي كثير كلها اشياء بسيطه كانت ملابسه بالبيت ، طلعت وهي تناظر لظهر فهد اللي اخذ الشنطه ويمشي ويروح للمجلس ، جلست على الكنب وبان على وجهها الحزن ، ميساء حست بحزنها جلست بحنبها وهي تناظر لها بمواساة وقبل تتكلم تكلمت هي : يعني وش الشي اللي سويته اللي يخليه ما عاد يبي يرجعني
ميساء ناظرتها بضيقه : اعطيه وقت بأذن الله كل شي بيتعدل وبترجع المياه لمجاريها
اميره بـ لهفه : على ما ترجع المياه لمجاريها وانا ميته من الظمأ !
ميساء بأبتسامه : تفائلي بالخير سيف تدرين انه يحب الأرض اللي تشيل اميره
اميره بعبره : عاش بدون اميره بيكمل حياته
ميساء بذات الابتسامه المُشرقه : تقولينه لان زعلانه تدرين انه يحبتس
اميره بنبره حاده : يحبني يجي يعدل اللي حصل ويخلينا نتفاهم من جديد مو يتركني كذا !
ميساء مسحت على يدها بطبطبه خفيفه : ماعليه ياقلبي انتي بيرجع بيرجع
اميره قامت وهي متضايقه راحت للمجلس شافت امها وفهد جالسين جلست عندهم وهي ملتزمه الصمت وباينه عليها الضيقه لكن مثل ما قالوا الناس " العين بصيره واليد قصيره "
—
في عصر اليوم التالي ~
كالعاده اخوان ابو سند وعياله وبناته وزوجته موجودين جميع عنده ، والكل شافه وطلعوا وكلٍ راح يقضي لزومه وهو يدعي له بقلب مُحب حزين على وضعه وبأيمان ويقيق ان الله يشفيه ويرد عليه عافيته ..
قبل انتهاء وقت الزياره بـ عشر دقايق ..
نزلت يدها من يده وملامح وجهها تتغير ويظهر خلف نظراتها غضب أسود مجنون كاد ان يجعلها تحرق بالمستشفى امَا عنده هو فكان يصد عنها وهو يشعر من داخله انه يحمل مشاعر ولا قدر يفسرها للجازي !
أعتقد انها مشاعر تأقلم او ولاء الأكيد ان هناك طمأنينة من ناحيتها يحس انه بحاجتها اللي طايح داخل عمها والعم لا صار طيب يقدر يعوض مكان الأب دام الجد واحد الدم للدم يحن ويشتاق ويتلهف!
اماني زمت شفايفها بكره : هذي وشجايبها ! مسويه فيها طيبه ولا احد قايل لها تجي عشان تشوفك
نزل يده وهو يضغط يدها وينهرها من الكلام اللي تقوله : هذا عمها والجازي ما درت بي ارتاحي الجازي حاذفتني ورا ظهرها ولا عاد تبيني!
اماني تكتفت وهي تنتظر نهايتها ، الجازي سلمت على ام سند وبناتها متجاهله اماني ، دخلت عند عمها بدون ان تعير سند او اماني بأهتمام بسيط حتى ما اعطتهم نظره وحده وكأنهم هواء شي ما ينشاف ابد بالنسبه لها !
دخلت عند عمها وهي تحب راسه وتسلم عليه وتسولف معاه عن بعض الاشياء اللي حصلت لهم وعن ذكرياتهم الجميله مع بعض ، حست بحزن يحوم حول صدرها قامت بسرعه وقررت انها تطلع لكن عند مقبض الباب شي منعها من الخروج ، ما كانت مستعده للمواجهه ولا تدري وش تسوي شعور استجد عليها ولا قدرت تعرفه !
رفعت يدها على صدرها وهي تتنفس بصعوبه دعت بداخلها انه يكون طلع من المستشفى بكبره ما تبي تشوفه ، اخيراً قدرت تطلع لكن للأسف كان موجود!
ام سند بأبتسامه : من طيب اصلتس يا بنتي ما تقصرين الله يجزاتس خير
الجازي : حق وواجب هذا عمي بعيداً عن كل شي
سمعت ضحكة اماني وراها وما اهتمت لها تحس ان الرد عليها شي كثير هي ما تستاهل منها التفاته !
اميره ناظرت لـ اماني اللي جالسه تاكل الجازي بنظراتها : بشويش اماني
اماني تغيرت ملامحها ورفعت عيونها لـ سند اللي كأنه مهوجس ماهو معاهم بشي : خلنا نمشي مابي اجلس هنا ثانيه وحده حتى ، وعمي بدعي له .
اميره مشت بخطوات واثقه ناظرت لها : لحظه ، ابوي ماهو بحاجه لدعواتس ذا اول شي وأنت بتجي ولا خلاص صار ممنوع اللحين!
ام سند ناظرت اميره بزعل : اميره عيب عليتس ! وشهالكلام اللي تقولينه هذا اخوتس الكبير!
سند ناظرها بسخريه : وتلوموني يوم امد يدي عليها وتقولون اختك واختك شوفوا اختي ما تحشم احد ولا تحترم احد
اميره : اسمعني بس ابوي ماهو بحاجتك واللحين انقلع انت وياها وين ما تبون روحه بلا رجعه ان شاء الله ابوي غاسل يده منك أصلًا يلا يلا انت وياها
سند مسك معصم يدها بغضب وبانت اصابعه حول معصمها ، جت ام سند بعجله : انتم حتى هنا تتهاوشون بتجلطوني انتم خلاص اتركوا بعض اتركوا بعض انا لو بموت بموت منكم والله العظيم
نزل يده من معصمها بغضب : ابوي تزوج على امي عشان بس يجيب لنا وحده نبلش بها الله يسامحك يا يبه الله يسامحك بس
ام سند ناظرته بغضب : انت شتقول ؟ وش هالكلام اطلع اطلع بسرعه لا اشوفك هنا اطلع
طلع سند وهو متحسف على الكلام اللي طلع منه دخل السياره وهو متضايق شاف اماني مبتسمه وفي اقصى مراحل سعادتها : عرفت لها مسكتها مع يدها اللي توجعها حيوانه متفضلين عليها وجايبينها عندكم وترفع صوتها عليك ولا تحشمك قدام احد
سند بغضب : شتقولين انتي تراها اختي وذا بيت ابوها مثلها مثل المها والهنوف
اماني بسخريه : تضحك على مين بذا الكلام ! امانه متى حسيت فيها انها اختك ؟ هذي اخت بالله
سند مسح وجهه بضيقه : قسم بالله اني اخطيت بحقها صدق
اماني ناظرته بقهر وناظرت للطريق وهي تتحاهل ذا الحوار مبسوطه باللي صار لأميره وسعيده جداً على حزنها ونظرات الانكسار اللي شافتها بعيونها قدام الكل....
من طلع من المستشفى وهي بحاله يُرثى لها كانت تسمع كلام الكل حولها ام سند الجازي خواتها كلهم ينفون كلامه ، لكن الجرح اللي تركه لها سند كان عميق جداً وقوي ولا قدرت تتجاوزه بصعوبه رغم قوتها وصلابتها ..
مدري تعاظم كبر جرحه وجرّاحه
وإلا البطل دايم جروحه بطوليّه؟
ابتعدت عن حضن ام سند وراحت للمها اللي فتحت لها يدينها واخذتها في حضنها وهي تحس بغِل على سند : لا تضيقين انتي تعرفين سند اكثر منا ! هذا مافيه خير لابوه بيصير فيه خير لخواته !
ام سند بضيقه : حسبي الله ونعم الوكيل ، همست بصوت قصير " استغفرالله العظيم الله يهديك الله يهديك "
الجازي مسحت على ظهر اميره بغبنه من سند اللي تعرفه زين وتعرف كلامه الحقير محد يعرفه كثرها ، ما يهمه الا نفسه بالمقام الأول مُتغطرس نذل اناني يحسب قلوب الناس حجر ماهي دم ولحم ..
الهنوف بضيقه : يمه سند مو طبيعي ليه كذا تصرفاته!
ام سند بزعل : هذا هو سند لحد يقول تبدل عقب ما اعرس النظيف نظيف والمعتدل معتدل والنذل نذل لو حركته هبوب ثار على البشر .
الهنوف راحت لاميره وهي تناظرها بحزن : تعالي خلينا نرجع فهد برا
ام سند : هو كلمتس
الهنوف : ارسل لي بالواتس !
ابعدت نفسها عن المها ومسحت عيونها بعبره وقهر من كلامه لها : بروح للحمام شوي وراجعه
ام سند ناظرت للهنوف : بنرجع انتي خليتس معاها
راحوا للحمام ، وناظرت ام سند للجازي : وانتي متى ترجعين يا بنيتي؟
الجازي : انا جايه بسيارتي يا خاله لا تشيلين همي بس تكفين طمنيني على اميره تامرين على شي
ام سند : سلامتس الله يحفظتس لعيالتس ولنا
الجازي طلعت من المستشفى وجلست بسيارتها دقايق وهي تتذكر كل الكلام اللي سمعته من سند ، قهره لها تحقيره لكيانها غطرسته وتجبره غلطاته الدايمه لها وعليها مسحت دموعها اللي نزلت بدون ادراك منها وبدون ما تحس رفعت راسها وهي تلبس نظارتها تكلمت بصوت مبحوح : كم قلب باقي ما كسرته يا سند ، ياويلك يوم تلاقي ربك ياويلك .
لا تنهمر
لأن ماورى الإسراف بالعواطف
-الا الحسايف-
البارت الخامس والخمسون
طلعت من دورة المياه اكرمكم الله - وراحت للسياره بعد دقايق من الصمت!
فهد بأستغراب : عسى ما شر وشفيه حالكم كذا ابوي فيه شي ؟
ام سند : لا ابوك طيب الحمدلله انت شايفه
فهد بذات الاستغراب : اي والله شايفه وسألت دكتوره يقول حالته مستقره ، بس وضعكم غريب صاير شي ما ادري عنه؟
لف المرايه وناظر للهنوف اللي تناظر للطريق بضياع ، واميره اللي تناظر قدام بنظرات خاليه من اي ملامح !
اميره ما تبي مشكله جديده تدري ان فهد لو يدري عن اللي سواه سند بيتهاوش معاه وهي فعلاً تعبت من المشاكل ولا تبي شي لا حق ولا باطل تبي ترتاح بس ترتاح خاصة هالفتره : فهد ما فيه شي ، ابي فيصل كلم سيف يعطيك اياه
فهد : كيف اخذ الولد من ابوه !
اميره بضيقه : انا امه امه وابيه طول عند ابوه يوم كامل يكفيه خلاص يرجع لي ولدي
فهد : خلاص المغرب اتصل عليه واجيبه لتس ببيت ابوي اللحين فيه رجال عازمني وبروح له..
اميره اسندت ظهرها على المرتبه اللي بالمقعد الخلفي بأنهاك ،
تحتاجه والله العظيم تحتاجه ، تحتاجه اكثر من اي وقت مضى وعدا !
ليه ما يدرون ان سبب تعلقها الشديد بفيصل انه يذكرها بسيف وتشوف سيف فيه وتصبر نفسها تصبر نفسها لا تروح له برجولها وتطلبه يرجعها !
ما تقدر تتحمل ولا عندها طاقه انها تتحمل خايفه انه ينساها وينشغل بحياته خايفه !
خايفه انه يكون أصلًا نساها وهي تصبر نفسها على أمل عودته !
افكار كثيره تسيطر عليها تحرمها لذة الراحه مشاعر كثيره تاكل من كبدها وعافيتها ومحد من اللي حولها منتبه لها ولحزنها ، شوقها حرمانها خوفها !
—
< في منتصف الليل >
صحى من النوم على صوتها مفجوع ، حزينه ولا يدري لوين بياخذها هالحزن بعد !
ما يدري كيف تشوهت ملامحها من البساطه النفس الحلوه والخاطر المنشرح لشخص ثاني ولا هو بلايمها ذا قدرهم ، لكن هو تعبان تعبان جداً وحالها يزيده تعب وهي مالها ذنب باللي يصير لانه ماهو بيدها !
مسح على ظهرها وهو يعدل جلسته : اقري المعوذات وارجعي نامي مافيه شي ترا
ميساء انهارت بالبكاء من سمعت صوته : بنتي بتموت انا شفتها بالحلم
فهد بضيق : تعوذي من الشيطان هذا كابوس من الشيطان تعالي معاي .
اخذها بصعوبه وهو يساعدها انها تغسل وجهها وتصحصح على نفسها شوي ، رجعها وهو يحصنها ويطلبها تقرا اذكارها وتنام على جنبها اليمين وتتعوذ من الشيطان !
ميساء بعد ما رجع لها ادراكها اثر الكابوس المرير اللي شافته حست بضيقه عجيبه تسيطر عليها : أزعجتك؟ انت خلقه تعبان مره ثانيه بنام برا وانت تنام هنا
فهد بحنيهّ : انا ابي انام معاتس بجميع احوالتس طيب!
ميساء بتأنيب ضمير : بس انا ما اخليك تنام زين كل شوي صاحي بسببي
فهد بتفهم : فدا اهم شي ما ابعد وبس
ميساء أبعدت شعرها عن وجهها وانسدحت بجنبه : يارب اخر مره ولا عاد تجيني ذبحتني!
فهد ناظرها بهدوء : لا تهتمين لها !
ميساء بأرهاق : كيف ما اهتم لها غصب عني اهتم قاعده تذبحني وتذكرني ببنتي كل شوي .
فهد اخفى حزنه وابتسم بتفهم : افا وانا اقول حبيبتي بتتقبل وبترجع نسيتي وش قلتي لي ما قلتي بتحاولين ترجعين ميساء القديمه ! وبعدين هذي من الشيطان يا عيوني وانتي لا تصدقينه كله كذب بكذب !
ميساء ناظرته بحزن : ما ادري والله
فـهد ناظر لعيونها الحائره بأبتسامه ، قبل عيونها واخذها لحضنه وانتظرها تنام ونام بعدها على طول من الإجهاد النفسي والجسدي اللي عليه هالايام ..
-
انسدحت على جنبها اليمين والذكريات تاخذ سلسله طويله لمخيلتها بداية من زواجهم ونهاية لـ انفصالهم !
ما تنكر انها ندمانه أشد الندم على قرارها واصرارها عليه بطلاقها وتحتاجه معاها جداً ما تنكر بعد ان غيرتها قاعده تحرقها وتذبحها وهي تدري انه اللحين نايم معاها وينتظر طفله القادم على احر من الجمر !
ورغم كل ذا كانت تبيه تبيه بجحيم غيرتها بقسوة غيابه وانشغالاته عنها ، ولا تبي راحتها بدونه .
**
امَا عنده هو فـ نفس كل ليله ذكرى تاخذه وذكرى تجيبه وهو ضايع وسط الذكريات ، كل اللي يبيه نوره درا انها اهم من كل شي حتى من عياله نوره وطنه ارضه وسماه وسحابه وهواه وربيعه وبسمة شفاهه وسلوة خاطره !
نـوره الحياه وبغيابها ماتت الحياه بعيونه ، يالله يا شعور الوحده اللي يحاصره بغيابها يالله ياكثر الشوق اللي لها بقلبه ، يالله يا كبر قدر نوره بعيون سهم!
على البال دايم جعل فداك من ينساك
وانا خابر إن طيبك ينسيك تقصيري
قدرك بقلبي فوق غرّ السحاب هناك
وانا ضامنٍ عندك مقامي و تقديري
البارت السادس والخمسون
بعد مرور عدة أيام ~
فجر يوم الاحد طلعت من غرفتها متثاقله جلستها فيها قلبها مسلوبه منه الراحه والطمأنينة ولا تبي تجلس بروحها اكثر من كذا بتطلع للحوش او اي مكان تشم هواء رغم انها مكتومه أصلًا لو راحت للسماء بتبقى مكتومه !
اخذت فيصل وراحت للحوش بالمكان اللي يجلسون فيه دايم ام سند وابوها الصبح وبدت ترجع لها الذكريات بشكل موجع ، اسندت ظهرها بضيق من تعب ابوها ودخل المستشفى والبيت ظلام بظلام مابه اية حياه !
دقايق وطلعوا لها الهنوف وام سند ناظرتهم بأستغراب : صاحين؟
الهنوف جلست بجنبها بأرهاق : ماجاء لي نوم قلبي ماهو متطمن ابد احس فيه شي صاير!
ام سند جلست عندهم وهي تحس بضيق لكنها اخفته في صدرها : لا ان شاءالله مافيه الا الخير تفائلوا وادعوا له مع ذا الفجر
اميره ناظرتهم بضياع : حتى انا مو مرتاحه ! ابدددد ...
الهنوف : يمه كلمي فهد مدري تطمني على ابوي اكيد اللحين صاحي يصلي اسأليه عن ابوي ..
اميره بخوف : اي والله ياليت قلبي يوجعني ما قد حسيت بذا الاحساس ابد
ام سند زاد خوفها من خوف بناتها : ناموا وارتاحوا صدقوني ماهو صاير الا الخير ، وفهد ما اقدر اكلمه رجال معرس مابي ازعجه مع ذا الفجر وهو خلقه هالايام تعبان
الهنوف بأصرار : تكفين يمه بس هالمره ! ما راح نزعجه ان شاءالله ما اقدر انام وقلبي كذا
ام سند بعد تفكير : بتصل عليه وبقفل وان كان صاحي كلمني هو ....
الهنوف : ايه عادي بس اتصلي يلا ....
اتصلت ام سند على فهد وانتظروا دقايق ما رد ، ناظرتهم ام سند : يلا كل وحده على غرفتها وانتي اخذي ولدتس ونامي وارتاحوا مافيه شي وتعوذوا من الشيطان الولد اكيد نايم اللحين ....
اميره خذت فيصل بحضنها وهي تناظرهم بضيق : الله يحفظه يارب
—
صرخ صرخه من معاليق صدره صوت صداها أتضح في ارجاء المستشفى ناظر لعمه حامد اللي بكى وأول مره يشوفه يبكي بس ما كان ذا اللي يهمه ، دخل عند غرفة الاطباء وهو يضرب الباب بيده بقهر وبحزن وخوف !
شاف الطبيب قدامه يناظره بحزن : والله حاولنا الوالد في ذمة الله يا اخوي
فهد جذب الدكتور مع ياقته بلا وعي منه : تعال حاول حاول مليون مره تعال لا تغطيه ماهو بـ ابوك ولا يهمك تعال حاول لو كنا حن اللي بمكانه حاول عشانا مليون مره ، صرخ بصوت عالي ، تعال خله يعيش ابوي ما مات
سيف اوجعه قلبه من كلام فهد مسكه مع كتفه وهو يكتم دموعه : تكفى فهد خلاص والله العظيم عمي توفى الله يرحمه ويبيح منه تعال تكفى حنا كلنا معاك ، صرخ بغبنه وهو يناظر للعيال اللي يبكون قدام فهد ما يبيهم يزيدون عليه ، اللي يبي يبكي يطلع برا ، مسك فهد وحطه على الكرسي وهو يرجف من فوق لتحت ويناظر حوله
البارت السابع والخمسون
راح مستعجل لـ سعود ومحمد : خلكم معاه بروح اشوف سند
فهد بكى بأنهيار : تكفى يبه لا تخليني تكفى والله اني ما شبعت منك والله اني بحاجتك لا تخلينا
سعود مسح على كتف فهد وهو يمسك دموعه : الله يرحمه ويغفرله ياخوي الله يرحمه يارب ويثبته عند السؤال
ابو سهم بأنهاك : الله يثبته عند السؤال ويغفرله يا كريم ، ناظر لـ اخوه حامد بضيق ربت على كتفه وهو يقبل راسه ، ادع له ما يبي منكم الا الدعاء
ابو نوره بحزن : الله يجبر مصابنا الله يثبته عند السؤال ويربط على قلوبنا وقلوب عياله وبناته وحرمته....
—
دخل سيارته ومشى وهو مو واعي لشي وخايف انه يصير له شي وهو يسوق يحس برجفه تسري في اطرافه ولا هو قادر يركز بالخط ابد !
ابو سند له محبه بقلوب الكل خاصه بنته اميره وولده فهد يحبونه حب زايد عن اخوانهم !
وذا اللي ذابحه فهد الرجال ما تحمل هي كيف بتتحمل وهي بنت ؟ يتمنى انه معاها ويخفف عنها لكن وشعقبه ولا عاد يمدي يرجعها بذا الظروف!
ما يبيها تواجه كل هالحزن بروحها ابوها بعيونها أهلها واليوم مات من عاد باقي لها بذا الحياه وين عايلتها !
راح لبيت سند اتصل عليه وطلب منه يجيه .. سند فرك عيونه بنعاس فتح الباب له : يالله تحييه اقلط
سيف ربت على كتفه : الله يبقيك تعال معاي بنروح لمشوار قريب
سند بتوتر : وين جعله خير ؟
سيف بتحفظ : خير ان شاء الله احتريك بسيارتي
راح يغير ملابسه وجاء وهو متوتر ، وقفوا قدام المستشفى ناظره سيف بتوتر : قل لا اله الا الله
سند برهبه : حق ، ابوي فيه شي صح!
سيف بتعب : انت تدري ان ذا حال الدنيا محد باقي الا وجهه سبحانه..
من عقب ذا الكلام راح بأقصى سرعته وهو يتجاوز الكل دخل قسم العنايه وقف لدقايق وهو يشوف عمامه وعيالهم وفهد ....
ما تكلم لانه يدري ان ابوه مات ، قبل يفتح باب العنايه استوقفته يد وعيون تناظره بحقد : توك تجيه وتشوفه لك يومين ما جيت قلت اتطمن على ابوي او اسال اخواني عنه ليتك انت اللي بمكانه
سند دف فهد عنه وهو يناظره بأرهاق : لي يومين مسافر وابوي محد يمنعني من شوفته تسمع!
دخل عند ابوه وشافهم مغطينه بقماش ابيض دفن وجهه بـ صدره وهو يجهش بالبكاء ، دخل عنده فهد : وين دموعك يا سند ؟ وين دموعك ما شفناها وانت حاقر ابوك وحاطه ورا ظهرك ؟ وين دموعك وانت ما تجي تناظر بوجه امك وتسأل عنها ؟ وين دموعك وانت ما جيت لعزا بنتي ؟ وين دموعك وانت تهاوش اختك اليتيمه وتقهرها ؟ كفكف دموعك ابوي ماهو بحاجتها انت ما كنت معاه اول وش عاد له داعي تجيه اللحين تبكي بعد ما مات وروحه راحت للسماء ، حسبي الله عليك ونعم الوكيل الله يذوقك مر اللي ذوقته اياه وهو حي
قام سند وهو يضربه بكل قهره : اسكت يا حيوان لا تطلع نفسك من الملائكه ما تخطي ولا تغلط واللي حولك كل ابوهم شياطين
دخل سيف على اصواتهم المرتفعه ناظرهم بذهول وهو يشوفهم يرمون على بعض تهم ويسبون في بعض بـ لهجه حاده وبحقد واضح عليهم !
فهد بغبنه : انت اب والله لا تشوف كل شي سويته بأبوي بعيالك يوم كان حي وبخير كان لسانك مبتور ويوم تعب قمت تطلع على خواتك مراجلك ما قدرته ولا حشمته ما حشمته يا خسيس
سيف مسك سند الثائر : تكفون يارجال تكفون اذا عمي له تقدير وغلا بقلوبكم لا تسوون كذا انتم اخوان ما يصير اللي تسوونه يارجال عيب عيب ولا يرضي عمي هو لو بيرجع بيقول لكم تصالحوا انتم اخوان لا تخلون ابليس يدخل من بينكم مالكم الا بعضكم
البارت الثامن والخمسون
فهد بحقد : يعقب ويخسي ماهو اخوي اطلع برا اطلع لا تجي ابوي ولا اشوفك عنده كسرت عظامك
سند بقهر : بجيه وبسلم عليه وبدفنه معاكم غصب عنك ذا ابوي مثل ماهو ابوك وانا الكبير وكلمتي هي اللي تمشي عليكم كلكم..
فهد بصوت متحشرج من القهر : والله انك تعقب وتبطي يا سند
سيف اخذ سند برا الغرفه وهو يمسكه بكل قوته : صاحي انت بعقلك وش اللي قاعدين تسوونه ؟ ياخوي اتركه تشوفه معصب خله لا تزيد النار حطب الله يرحم والديكم !
سعود : علامكم
سيف تنهد بضيقه وهو يناظر لـ سند اللي جلس على الكرسي وهو يناظر للباب بزعل : ابد ما صار شي ، اسمع سياف خله يعلم حرمته الصبح اقبل واهله ما يدرون كيف يمديهم يشوفونه قبل الدفن !
سعود مسك سيف مع كتفه : والله اني خايف ما احب ذا المواقف ولا اعرف اتصرف فيها انت كلمه ولا خل ابوي او احد عمامي يكلمه
سيف بعصبيه : انت تشوف ابوي كيف وضعه انت تدري من عمي ناصر عند ابوي
سعود بأرهاق : والله ما اقدر يا سيف والله مافيني استطاعه
سيف : لحظه ، راح لفهد اللي طلع ناظره ثم ناظر لـ سند ، انا رايح اعلم سياف والاهل يا رجال لازم يدرون متى يلحقون عليه يلا بجيب امي والبنات يجلسون عند الوالده وهم ما بيقصرون معاهم انا قايل لهم من ساعه عن كل شي !
فهد مسك سيف بضيق : بروح معاك مابي فيصل يدري بروحه فيصل متعلق بأبوي مابيه يدري بروحه ويصير له شي وانا ماني عنده !
سيف ربت على كتفه بمؤازرة : يلا اجل مشينا ..
بعد دقايق ،،
وقفوا قدام بيت أبو سند ونزلت دموع فهد بدون إدراك منه وهو يشوف سيارة ابوه بمحلها من تعب للحين كل ما شافها حس بقوه تغلف صدره وتصبره ألا اليوم من شافها إنهار ولا قدر يتحمل ربت على كتفه سيف بمؤازرة وهو ضايق عليه بالحيل ، نزل فهد من السياره وهو جالس على عتبة الباب يحتري سيف يكلم سياف ويقوله عن كل شي..
سيف خذا جواله وهو حزين بشكل لا يوصف اتصل على سياف وانتظره يرد وبعد ثواني رد عليه : ارحب يابو فيصل
سيف بضيقه : وينك فيه
سياف استغرب اسلوب سيف : بالبيت ليه صاير شي ؟
سيف بأنهاك : عمي ابو سند
سياف بخوف : وشفيه؟ عسى ماشر ؟
سيف بصوت متحشرج : عطاك عمره كلم حرمتك انهم بيغسلونه قبل صلاة الظهر عشان تلحق تشوف ابوها
سياف حط يده على راسه بذهول : انت صادق ! وشتقول ؟ لاحول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله
سيف : الله يصبرهم ويربط على قلوبهم ..
جاء فيصل بعد ذقايق فتح الباب واخذوه لـ مكان بعيد عن البيت وهو مستغرب ما يبون احد يسمع صوته ما يبونه يفجع خواته وامه وقفوا في مكان بعيد عن البيت ونزلوا من السياره ..
فيصل ناظر لـ فهد ولعيونه اللي رايحه فيها مسكه مع ياقته وهو يرتجف وعيونه مفتوحه على كبرها ويناظره بخوف : ابوي وشصار فيه تكلم
سيف انصدم من فيصل اللي انتبه قبل يتكلمون : اذكر الله يا فيصل
فيصل مسك فهد وهو يرجف : تكلم يا فهد تكلم ابوي وشصاير فيه تكلم
فهد ما يدري شيقول كان ملتزم الصمت ، سيف مسك فيصل وهو يحاول يهديه : اذكر الله يا فيصل ما يصير اللي تسويه
جلس فيصل على ركبه وهو يبكي بنحيب ويضرب رجوله : ابوي مات مات يا فهد مات مات
فهد ناظره بأنهاك : الله يرحمه ويغفرله ويتقبله القبول الحسن
سيف : هذا حال الدنيا صلوا على النبي واذكروا الله " انما الصبر عند الصدمة الاولى "
ما كان مركز بكلام احد ساعه كامله راحت عليهم وهو يبكي بصوت عالي ويستنكر وفاة ابوه لين جاء لعنده فهد : فيصل تكفى خلنا نروح نشوفه يالله ما نبي نضيع ثانيه وحده وحنا ما شفناه بيدفنونه الظهر..
هنا انهار فيصل أكثر وبكى معاه سيف اللي كتم كثير بس ما تحمل كلامهم كان يحب عمه ابو سند ويقدره ويحترمه : يلا يا عيال قوموا خلونا نروح بنزلكم بالمستشفى وباخذ امي والبنات اجيبهم لبيت عمي
فهد مسك فيصل وهو يسنده على كتفه وركبوا السياره وحالهم يكسر قلب اعصى العصاه ، وهنا حس فهد بقوه نزلت على قلبه من ربه من شاف فيصل انهار حس ان انهياره ما بيزيد النار الا حطب فالأفضل انه يبقى هو القوي على الأقل وقرر انه يتجاهل سند ما يدري كيف انفجر عليه ، ما يبي يظلمه مهما كان هو ابوه افضل حل انه يتجاهله....
البارت التاسع والخمسون
نزلهم سيف عند المستشفى وراح للبيت ياخذ امه وخواته لـ ام سند وبناتها وخلال دقايق فتحت الباب ام سند وهي تناظر لهم برهبه : الله يحييكم
ام سياف ربتت على يدها وهي تتحامل على نفسها وتمد نفسها بالقوه اللازمه : جينا نتطمن عليكم ونشوفكم
ام سند حست بشعور غريب بس سكتت وتوقعت انه وسواس : الحمدلله بخير ادخلوا بالمجلس خلوني اجيب لكم القهوه
الجازي بأرهاق : لا والله ما نبي نتعبتس يا خالتي اجلسي معانا متقهوين ومخلصين نبي نشوفكم بس
جمان ناظرت لـ امها بتوتر ونزلت عيونها وهي تحبس دموعها في صدرها قد ما تقدر ..
ام سياف ناظرت لـ ام سند بتوتر : وين البنات
ريم تكلمت بأستعجال ما بتتحمل ابد انها تسمع ذا الخبر مره ثانيه تعبانه لـ ابعد حد : بروح للحمام " يكرم القارى "
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك