رواية بين الامل والالم اسطورة -2
مد لها بظرف بني وأكمل ..
هذا مهرك بكره تروحين مع أمك للسوق تجهزين ..وإلتفت جهة سلمى وإبتسم
لها فردت له الإبتسامه ..
سلمى بنفاق : مبروك أموله .. مبروك حبيبي ..
إبراهيم رد مبتسما ً لها : الله يبارك بعمرك ..
توجها أبويها لغرفتهما وهي اتجهت كذلك لغرفتها واستلقت تفكر بعريسها فهي
تعرف عن سعود الكثير لشهرته في قريتهم بكثرة مشاكله مع الناس و ملاحقة
الفتيات و تعاطي الخمور وغيره الكثير فسيرته بين الطالبات منتشرة ..
وكلت أمرها لله وقالت في نفسها "يمكن الله يصلحه ويتوب على يدي"
وأخذت تفكر بالمدرسة و ما سيحدث في يومها الدراسي وعادت بأفكارها إلى ملكتها
فحدثت نفسها "ليش بابا بيزوجني إلحين أنا لسه صغيره , طيب بابا ما يعرف أخلاق سعود ؟ ,
أووفف ماني عارفه إيش أسوي .. أنا عطشانه بقوم أشرب " نهضت وتوجهت
إلى خارج الغرفة متجهت إلى المطبخ وفي طريقها سمعت والديها يتحدثان
وبسبب صغر المنزل سمعت حديثهما ..
إبراهيم : سلمى إنتي تدرين أن سعود ولد خالك أخلاقه زفت لكن عشان عيونك ما رديته .
سلمى : أنا أعرف بس يمكن بنتك تعدله وبعدين هو ترجاني أدور له عروس
عشان يبعد عن الخرابيط ..
إبراهيم : وأنا قلت كذا وكمان عشان تعبت ما أقدر أتحمل وجودها في البيت .
لم تستطيع أن تكمل سماع الحديث فقد تساقطت دموعها ومازال حديثهما يتردد
في أذنيها فقد جرحها الكلام ونزف قلبها إثر هذه الطعنات المميته وجرت باتجاه
غرفتها و انكبت تبكي بألم على وسادتها ونامت دون وعيها ودموعها بللت
خديها ووسادتها ..
********************
في صباح اليوم التالي ..
استيقظت أمل على أذان الفجر وعندما فتحت عينيها هاجمتها الأفكار التي
أقضت مضجعها في الليلة الماضية استعاذت بالله من الشيطان ونهضت مبعده
عنها هذه الأفكار ومشت إلى الدولاب وأخرجت زيها المدرسي القديم ومنشفة
وحملتها إلى الحمام (كُرمتم) اغتسلت بسرعه وتوضأت وخرجت من الحمام (كُرمتم)
متوجهة إلى غرفتها وفي طريقها طرقت باب غرفة والديها ودلفت إلى غرفتها وفرشت
سجادتها ولبست شرشف الصلاة وكبرت لتصلي ..
أنهت صلاتها وتوجهت إلى المطبخ أعدت الفطور لوالدها ووضعته أمامه عندما عاد
من المسجد وذهبت مسرعة إلى المطبخ فتناولت فطورها على عجالة ودخلت غرفتها
وحملت حقيبتها بعد أن لبست عباءتها وخرجت متوجهة إلى مدرستها مشيا ولبعدها
عن منزلها فإنها تشغل نفسها بمراجعة بعض الآيات التي تحفظها لكي لا تنساها ..
بعد أكثر من نصف ساعة ..
وصلت أمل إلى مدرستها وأدخلت حقيبتها في فصلها وجلست فقد كانت المدرسة
بها عدد قليل من الطالبات أخذت تتصفح أحد كتبها للإطلاع عليها ..
سمعت صوتاً غريبا على مسمعها يلقي التحية ورفعت رأسها فوجدتها فتاة مثيلة
لها بالعمر ولها وجه يشع بابتسامة ودودة وبملامح عادية يغلب عليها النعومة ..
إبتسمت لها أمل وردت السلام ..
....: اممممم لو سمحتي أبي كرسي موب لأحد .
أمل : تعالي ذا الكرسي جنبي صاحبته سافرت .
....: أها طيب ..
تقدمت البنت إلى أمل وجلست في الكرسي الملاصق لها ..وبادرتها أمل بالسؤال ..
أمل : إيش أسمك ؟
....: نهى , وأنتي ؟
أمل: تشرفت , وأنا أمل ..
نهى : لي الشرف ..أمممم ...سمعتا الجرس فنهضتا متوجهتان إلى الساحة وهما تتحدثان .
نهى : أمل إنتي من هذي القريه ..
أمل : إيوه,, وأنت من وين ؟؟
نهى : أنا من جده جيت مع أمي لأنها حتدرس هنا ..
أمل : جد ,,إيش تدرس ؟؟
نهى : تدرس دين ..
أمل : يعني هي بدال أبله مرام ..
نهى :الظاهر كذا .. وصلتا إلى الطابور التابع لفصلهما وصفتا مع زميلاتهن بعد
أن حيتهن أمل وعرفتهن على زميلتهن الجديدة ..
وقبل بدء الإذاعة المدرسية ..
جاءت مشرفة النشاط إلى أمل
مشرفة النشاط (أبله فاطمة )صافحت أمل باليد: كيفك أمل ..
أمل بحياء : الحمد لله أبله وأنت كيفك.
أبله فاطمة :الحمد لله ,, ممكن أمل تقرين الآيات في الإذاعة ..
أمل : حاضر أبله .
ذهبت أمل برفقة (أبله فاطمة) وما هي إلا لحظات حتى عم الطالبات سكووووووون
ولا يسمع إلا صوت أمل تتلو الآيات بخشوووع وصوت رااائع يتغلغل في النفس
ويهزها من الوجدان ...
وبعد أن ختمت الآيات ألقت كلمة ترحيبية للطالبات ونصائح للإهتمام بالمذاكرة
والواجبات وختمت كلمتها بالسلام ..
عندما عادت أمل للطابور لتقف بمحاذاة نهى ..
أمل : السلام عليكم .
نهى : عليكم السلام . ما شاء الله أمل صوتك يجننن.
إبتسمت أمل بخجل : مشكوره .
نهى بحماس : لا من جد أمل مرررره رهيب صوتك من متى وأنتي كذا .
أمل : مممم .. يمكن من صف رابع إبتدائي وأنا أحاول أرتل لما عرفت وساعدتني
وحدة من الأبلات أعطتني أشرطه للشيخ أحمد العجمي وسعد الغامدي وكنت أقلدهم .
نهى : أها طيــ..
قبل أن تكمل كلامها طُلب منهن إلقاء النشيد الوطني ودخلن للفصول ..
**************************
فيـــ ~ الفسحة ..
خرجتا الفتاتان متوجهتان إلى الكفتريا وهما تتحدثان ..
أمل : ما شاء الله نهى أمك مرررره طيبه .
نهي : إيوه ماما كذا طيبه حتى زميلاتي في مدرسة القرية اللي كنا فيها أول بكوا
عليها لما عرفوا إنها بتنقل .
أمل : القرية الأولى بعيده عن هنا ..
نهى : أووووف مرررره بعيده يمكن ثلاث ساعات عن جده .
أمل : يوه بعيده وكنتو معها .
نهى : اممم , سكنا فشقه تقريبا سنتين .
أمل : أها , طيب إيش تبغين تفطرين إنتي ضيفه عندي اليوم ..
نهى : ههههههه جيبي شبس وعصير .. ومدت لها بالمال .
أمل : عيب عليك أقولك ضيفه تعطيني فلوس .. ودفعت يد نهى الممدودة بالمال
وانصرفت وهي تحمد ربها في سرها "أوففف الحمد لله جبت معي فلوس لو كان تفشلت "
عندما عادت أمل جلستا وفطرتها ..
بعدما أنهيا فطورهما تحدثت نهى ..
نهى : أمل تعالي نروح لماما أعرفك عليها .
أمل بخجل : أمممممم أستحي .
أمسك نهى يد أمل وشدتها : يا شيخه تستحي من مين ..
ذهبتا إلى غرفت المعلمات وطرقت نهى الباب وهي ما تزال ممسكة بيد أمل وباليد
الأخرى فتحت الباب وأطلت برأسها وابتسمت عندما رأت أمها ونادتها و وقفت خارجا
مع أمل .. وبعد لحظات خرجت والدة نهى وهي مبتسمة .
أم نهى : السلام عليكم .
أمل ونهى : وعليكم السلام .
أم نهى : ها نهى إيش عندك .
نهى : ماما بعرفك على صديقتي أمل الـ..
أم نهى إبتسمت لأمل وردت لها أمل الإبتسامة ..
أم نهى : تشرفت أموله أخبارك .
خجلت أمل من ترحيبها وأكتست خدودها حمرة رائعة : لي الشرف أبله , الحمد لله .
أم نهى : ما شاء الله نهى شبكتي صداقات من أول يوم .
ضحكت نهى بفخر : أممممم ما تعرفين بنتك إنتي . لكن أمل غير بوقت قياسي .
أم نهى : إن شاء الله تدوم صداقتكم طول العمر يارب .
أمل ونهى : آميــــــــــــــــــن .
ودعتها الفتاتان وغادرتا بعد أن سمعتا جرس الفسحة ..
وفي الطريق إلى الفصل ..
أمل : أمممم نهى بقول لك شي بس يكون سر ..
نهى بحميه وحماس : سرك في بير .
أمل وقد أظلم وجهها من الحزن : اليوم ملكتي ..
نهى قاطعتها بحماس : مبروووك مبرو ,وعندما لاحظت وجه صديقتها الحزين توقفت ..
وأكملت كلامها : ليه كذا حزينه .
أمل : آآآآآآهـ لو تدرين مين باتزوج ..
نهى بحزن على حال صديقتها : قولي أنا أسمعك .
أمل وقد دمعت عيناها : أبوي ما أدري إيش فيه علي حتى أمي مثله وأنا من صغري
كذا ما يحبوني حتى أبوي إذا شاف وجهي كأنه يشوف وحش ويضربني من دون سبب
والبارح قال لي أنه بيزوجني على واحد مشهور بالخمر والبنات , وسمعت أبوي
يقول ما يقدر يتحمل وجودي في البيت عشان كذا ...
وأجهشت ببكاء مر من حنايا قلبها المعذب ولكنها ارتاحت من كبت الحزن في قلبها ..
حضنتها نهى وبكت معها ..
بعد لحظات ..
فرغت أمل حزنها وتوقفت عن البكاء ومسحت دموعها ورفعت رأسها لصديقتها
وابتسمت وردت لها الابتسامة ..
نهى : أصبري واحتسبي وربي إن شاء الله يكتب لك الخير.
أمل : إن شاء الله .. معليش ضايقتك معي من أول يوم .
نهى بتأنيب : أقول طسي هناك قال ضايقتك قال يا شيخه إيش فايدة الصديقة ها قولي .
أمل بابتسامة امتنان : مشكوووووووره حبيبتي .
نهى بجديه : أمل إذا تضايقتي ولا شي في أي وقت قلبي مفتوح لك ..
أمل : إن شاء الله .
في اللحظة التي وصلتا ودلفتا إلى الفصل وما إن جلس حتى دخلت معلمة العلوم ..
*************************
فيــ ~ نهاية اليوم الدراسي ..
عند بوابة المدرسة ..
نهى : مع السلامة أمل , ما أوصيك إلا بالصبر والدعاء ..
أمل : إن شاء الله , إدعيلي , مع السلامة
تصافحتا وذهبت كلاً منهما في طريق فقد ركبت نهى سيارة والدها في حين أن أمل
انطلقت تمشي إلى المنزل راجلة .
** (قد يلاحظ البعض سرعة الصداقة بين أمل ونهى
ولكن ذلك وارد ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
[الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف،
وما تنافر منها اختلف])
**************************
فيــ ~ المساء ..
بعد أن أنهت عمل المنزل وواجباتها المدرسية , أطبقت آخر كتاب بين يديها
لتحضير دروسها سمعت أذان العشاء رددت مع المؤذن بعد الأذان رفعت يدها
(( يا رب يا رحمن تغفر لي ولموتى المسلمين , اللهم أسألك العفو والعافية في
الدنيا والآخرة , يا رب مالي غيرك أشكي له , يا رب ابعد عني الهم والحَزَن ))
أنزلت يدها وذهبت إلى الحمام (تكرمون) توضأت فذهبت غرفتها فصلت العشاء
و جلست لتكمل أذكار ما بعد الصلاة ..
سمعت صوتا في الخارج ولم تعطي الأمر أهمية وأكملت ما بدأته وبعد لحظات ..
سمعت طرقاً على الباب ورفعت رأسها فوجدت أبوها وقد دخل وهي مازالت
جالسة على سجادتها ولابسة إحرامها وهي بهذا الشكل كأنها محاطة بهالة من نور ..
تقدم والدها منها وهو يحمل السجل بين يديه وعندما رأى شكلها تردد هنيهه
من أن يكمل ما بدأ به ولكنه أحس بضيق من وجوده معها وتلفت في الغرفة
"يا الله إيش هذي الغرفة ربي أنعم علي الحمد لله وبنتي فخرابه
(تذكر الرجل الجالس في المجلس وتنهد) خلاص هي بتروح بيت زوجها الله يوفقها "
إبراهيم : أمل قومي وقعي يللا ..
أخفضت أمل رأسها ونزلت دموعها : طيب ..
وقفت وهي ما تزال خافضة رأسها ومدت يدها لتأخذ السجل ولكنها لم تمسكه
فرفعت رأسها بخوف فوجدت والدها ينظر لها بحنان فنزلت دموعها حتى بللت خديها ..
أبو أمل بحنان : أمل لا تبكين لو بيدي كان منعت هذا الزواج لكن ما أقدر ,
ما أقدر أتحمل وجودك في البيت يجيب لي ضيق لا تسألين ليش ما أعرف إللي
أعرفه إني أحبك أكثر من نفسي بس هذا شي غصب عني..
أمل لم تتحمل كل هذا الحنان وألقت نفسها في حضن أبوها و استمرت تبكي بكاء
مر كمرارة أيامها ..
أبو أمل دمعت عيناه حزن عليها وأحس بضيق يكتم أنفاسه أبعد أمل عنه
بلطف : خلاص أمل أمسحي دموعك ووقعي الرجال ينتظر ترى شرطت عليه تكملين دراستك .
أمل عندما أحست بتنفس والدها المضطرب وتغير لون وجهه الأسمر أمسكت
القلم بسرعة ووقعت ..خرج والدها مسرعا ..
أما أمل وقفت على السجادة لتصلي السنة وعندما سجدت انخرطت تبكي خوفاً
من الأيام القادمة ومن
(( عواصف الألم ))
.
*************************
فـــ أحلامي ــــي
اتخذت منزلاً
إضاءته الأمل
وعطره الفرح
حديقته البهجة
تجولت في هذه الحديقة
وملأت نفسي سرورا
حانت مني التفاتة للأفق
رأيت نار وحولها ظلام
تعجبت !!
أيأتي مع النار ظلام
ولكن تاه عجبي عندما اقتربت
وما كانت إلا (( عاصفة ))
واقربت
واقربت
حتى وصلت إلى منزلي
فعاثت فيه فساداً
فستحال المنزل إلى خراباً
والأمل إلى ألم
والفرحة إلى حزن
والبهجة إلى تعاسة
فصرخت في العاصفة أن تقف
فنهرتني ..
وقالت لي ألا مكان لي في الأحلام
أخبرتها أن واقعي عواصف من ألم
وأخبرتني أن أحلامي عواصف من نار وظلام
فأيقنت أن أحلامي رفضتني
كما رفضني واقعي ..
****************************
تعـــريف بالشخصيات :
عائلة أبو أمل (إبراهيم):
إبراهيم [42]: الأب رجل حنون ولكن حدث له أمر كان السبب في تغيره تزوج مرتين .
الزوجة الأولى : ساره توفت قبل 14 سنه أصيبت بحمى النفاس
بعد ولادتها بأمل وماتت بسببها .
الزوجة الثانية [38]: سلمى تزوجها بعد سنة من وفاة ساره , وهي بنت عم
ساره ولها أخ مهاجر استراليا (ليس له دور)ولها أخت متوفاة ووالدها كذلك
متوفى أما والدتها تعيش عند أختها (خالة سلمى) ,حقووووووده لأبعد الحدود
كل شيء تريده تحصل عليه ولو بالحرام تكره أمل , وهي عقيم .
أمل (بطلتنا) [14] : البنت الوحيدة لإبراهيم تعرضت
لمآسي كثيرة في حياتها , صبوووووره وطيبه كل
من يعرفها يحبها إلا أهلها (وسنعرف السبب لاحقاً).
*****************
عائلة أبو نهى :
خالد :الأب >> ليس له أي دور
أم نهى لمياء [32] : أم طيبه وتحمل قلب كبيير ومتفاهمة مع أبنائها وهي معلمة دين .
نهى [14]: البنت الكبرى , صديقة أمل ,طيبه ومخلصة لصديقتها .
سهى [10]: البنت الثانية , طفلة بوجه ينطق براءة .
وليد [5]: أصغر فرد في العائلة , طفل كثير الحركة والكلام , يقلد الكبار في كل شيء .
***************
عائلة أبو محمد : جيران عائلة أبو أمل
أبو محمد :الأب >> ليس له أي دور
أم محمد :امرأة طيبة كانت تحب سارة وتعتبرها ابنتها لأنه ليس لديها بنات.
أبنائها : محمد , فهد ، عبد الرحمن , فواز >> ليس لهم أي دور
****************
سعود [27]: شاب ضائع مات والديه هماً
من أفعاله وهو وحيداً لهما تركا له مالاً وفيراً ولكنه يصرفه في ضياعه وضياع غيره
وجعل من منزله مأوى للسكارى وكل ما أغضب الله..
المتبقي من الشخصيات مع الأحداث..
************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الثاني ـــــــــــــــــــــة
************************
توقعاتكم /
ماذا سيحدث لأمل ؟
هذا الجزء الثاني أتمنى أن ينال إستحسانكم
بســ أمــ( g)ــل ــمة
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو
رب العرش العظيم
&< ~^((الجزء الثالث))^~ >&
~[( تائهة على طريق الأمل )]~
..../ ماما أبا حواوه
..../ طيب حبيبي إذا وصلنا البيت أعطيك إياها .
.../ تيب ..
ابتسمت وحملت طفلها بعد أن ارتدت عباءتها وعندما همت بالخروج نادتها مشرفة المشغل ..
المشرفة (ليلى) : أمل بكره تعالي بدري عشان تقابلين صاحبة المشغل .
ابتسمت لها أمل : إن شاء الله , مع السلامة .
ردت المشرفة الابتسامة : مع السلامة .
خرجت أمل من المشغل وصعدت درجات السلم المؤدي إلى السطح حيث غرفتها وطفلها وعندما
وصلت إلى الملحق المكون من غرفة صغيرة جداً وحمام (تكرمون) والتفتت إلى طفلها ووجدته
نائم على كتفها قبلته على جبينه بحب ووضعته على الفراش الوحيد في الغرفة والذي يقابله
من الجهة الأخرى موقد صغير والقليل من المئونة ..
صلت سنة الوتر وهي بعينين نصف مغمضة من الإرهاق الجسدي والنفسي ..
تمددت بجانب طفلها وحضنته وقبلته وأغمضت عينيها طلباً للراحة ولكن أنى لها أن ترتاح فقد
هاجمتها آلام الماضي وأقضت مضجعها فلم تتركها ليلة إلا وهاجمتها كيف لا وهي الآن تعيش
وحيدة مع ابنها ذو السنتين وهي مازالت في بداية الثامنة عشر من عمرها وليس لها مؤوى سوى
هذه الغرفة التي تقطنها منذ سنتين وقد تلفظها في أية لحظة ..تذكرت أبيها و أمها أو بالأصح
زوجة أبيها فهي لم تراهم منذ سنتين أما منزلها فقد فارقته منذ ما يقارب الأربع سنوات منذ تلك الليلة ..
********
قبل أربع سنوات ..
بعد أن وقعت على العقد بكت تلك الليلة كما لم تبك يوما, بكت خوف من المجهول ,
بكت ألم من الماضي , بكت أملاً أن يكون الغد أفضل ..
لم تنم تلك الليلة وتضرعت للمولى أن يفرج كربها ..
وفي اليوم التالي ..
ذهبت المدرسة فكانت على غير عادتها المشرقة والمبتسمة , بل كانت كالوردة الذابلة ..
وكان الحزن قد رُسم على وجهها باحتراف كأن له عقودا مضت ..
تعجب الجميع من أمرها إلا نهى فهي تعلم ما ألم بصديقتها ولم يكن بيدها إلا الدعاء لها
وشد أزرها في محنتها ..
*******************
يوم الأربعاء ..
كان ذلك اليوم يوم حزين على أمل حاولت أن تذهب إلى المدرسة ولكن لم تستطيع بسبب
قلة نومها وكذلك هزل جسمها .. فقد أضحت ذلك اليوم طريحة الفراش من الإرهاق و
الهم فقد انتشر خبر زواجها من سعود وقد تلقت يومي الاثنين والثلاثاء الكثير من نظرات
الشفقة من الطالبات والمعلمات وكذلك المستخدمات فكأنما زادت الطين بِله وزادت الهم همين ..
عندما قارب الوقت على العاشرة صباحاً نهضت من فراشها بوهن وخرجت من غرفتها متوجهة
إلى المطبخ سمعت همهمات وهمسات من غرفة والديها تعجبت !! فهي تعلم أن والدها في هذا
الوقت في عمله , تقدمت إلى الباب وطرقته ..
أمل : يمه .. يمه .. أحد عندك ؟
هدأت الهمسات انتظرت قليلاً وفتحت الباب وأطلت برأسها تمنت في تلك اللحظة أن تنشق
الأرض وتبلعها ولا ترى ما رأت ...
************************
غفت أمل على أفكارها وذكرياتها الأليمة ودمعة شقت خدها محملة بالأسى والأحزان ,
نامت أملاً بمولد يوم تشرق شمسه أملاً .
************************
صباح اليوم التالي ..
بعد أن صلت الفجر تمدد على فراشها لتكمل أذكار الصباح انقلبت لتنام على شقها الأيمن
موجهة وجهها لمكان نوم طفلها وأخذت تنظر إليه مبتسمة اقتربت منه وقبلته على خده
فحرك يده متضايقاً كأنه يذيب ذبابة فضحكت عليه فأمسكت بخده وقرصته بخفه فتحرك ..
أمل بابتسامة مشرقة : هيمو حبيبي يلا قوم
إبراهيم : أمممم
أمل : يلا قوم أعطيك ننه و حواوه
رفع إبراهيم رأسه بكسل : ماما أتيني حواوه (ماما تعطيني حلاوة) .
قبلته أمل على خده : أيوه بس بعد الننه .
قفز إبراهيم نشيطاً وفرحاً : تيب .
نهضت أمل وحملت طفلها وغسلت وجهه وحضرت له رضعته من الحليب الدافئ .
وقامت هي بتنظيف البيت وترتيبه لأنه لم يتبقى على الذهاب للمشغل سوى ساعة واحدة ..
إبراهيم : ماما ننه بح أبا حواوه
ضحكة أمل ومدت يدها لرف صغير به بعض الحلوى: ههههههه خذ واجلس لين أكمل طيب .
جلس إبراهيم : تيب .
****************************
الساعة السابعة والنصف صباحاً ...
أنهت التنظيف واغتسلت ولبست تنوره سوداء طويلة و قميص وردي اللون بأكمام طويلة
ومشطت شعرها الطويل الكستنائي وجدلته ولفت حجابها بإحكام ولبست عباءتها وحملت
طفلها ثم أغلقت الغرفة ونزلت وهي تتحدث مع ابنها ..
أمل : هيا نروح .
إبراهيم : لوح .
أمل : وين نروح ؟
إبراهيم بحماس : لوح لالا
ضحكت أمل : هههههههه قول ليلى
إبراهيم : لالا
في هذه الأثناء وصلا إلى المشغل وفتحت قفل الباب الذي تحمل نسخة من مفاتيحه ودلفت
إلى الداخل ودخلت إلى الغرفة المخصصة للراحة ووضعت طفلها أمام التلفاز وخلعت عباءتها
وبدأت بالتنظيف .
*************************
بعد نصف ساعة وصلت المشرفة (ليلى) و العاملات (أسماء) و (هيفاء) و (منار) وبدأ نشاط المشغل ..
********
(ليلى)[27] :متزوجة من 3سنوات لم تنجب بعد لذلك هي تحب إبراهيم الصغير
وساعدت أمل كثيراً بالاهتمام به , مشرفة على المشغل ,طيبة وخلوقه , تسكن في إحدى
الشقق التي بها المشغل .
(أسماء) [24] : مخطوبة لابن عمها , تعمل في المشغل منذ سنه , لها قلب كبيييير .
(هيفاء) [22] : أخت أسماء , تعمل في المشغل من عشرة أشهر منطوية لا تتكلم كثيراً .
(منار) [25] : تعمل في المشغل من سنتين ونصف , تحاول جذب الانتباه لها ولكن بسبب
سوء تصرفاتها تنفرهم منها , تغار من أمل بسبب حب الناس لها وأخلاقها الطيبة .
*********
تجمعن في غرفة الاستراحة بينما كانت أمل تكمل التنظيف والترتيب وعندما أكملت عملها
انضمت إليهن وتناولن القهوة وبعض الحلوى ..
ليلى : أخبارك أمول .
أمل ابتسمت بحب لهذه المرأة الطيبة : الحمد لله , وأنتي أخبارك وأخبار أخواتك .
ردت لها ليلى الابتسامة : الحمد لله كلهم طيبين .
التفتت أمل إلى البنات وحيتهن : أخباركم بنات .
ردود متفاوتة صدرت من البنات (الحمد لله)(بخير الله يسلمك)(طيبه الحمد لله)
أسماء : اليوم حتيجي (العنود) ؟ ..
ظهر الضيق على ليلى : إيوه لكن حسيت من كلامها فيه شيء الله أعلم .
منار بحماس : مثل إيش يعني .. وهي تنظر إلى أمل بشماتة ..
تضايقت أمل و تذكرت ما حدث قبل شهرين ..
********
أتت فتاة في العشرين في العمر ودخلت وطلبت من العاملة منار أن تنمص (تحف)
حواجبها فسمعتها أمل وهي تطلب ذالك الطلب المشين وكتمت ضيقها ولكنها لم تستطع
أن تسكت عن الأمر وذهبت لهما وتحدثت بهدوء..
أمل : يا أختي ما سمعتي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم اللي يقول فيه :
[ لُعِنَت الواصلة والمستوصلة و النامصة و المتنمصة والواشمة و المستوشمة من غير داء]
يعني اللي تسوينه صح بيزينك لكنه يخرجك من رحمة الله , ولو عملت من اليوم إلى أخر
يوم بعمرك ما يدخلك عملك الجنة إلا برحمة ربي وإنتي عشان كم شعره تخرجي من رحمة
ربي , إذا مره مضطرة سوي تشقير أو أخفيه بخافي العيوب (الكونسيلر) ..
البنت بغيره [وقد لاحظت حواجب أمل البنية المرسومة بدقة من إبداع الخالق - سبحانه -
فوق عينين واسعتين وناعسة بلون العسل وأهداب ظليلة حولها] : يعني حرام علي أحف
و أنتي حلال عليك .
أمل باستغراب وإنكار : أنا !! بس أنا ما حفيت .
البنت بلامبالاة : لا باين .. وأشارت إلى العاملة أن تبدأ في العمل ..
أمل بقوة : يا أختـــ ...
قاطع كلامها صرخة من صاحبة المشغل (العنود) قائلة : أمـــــــــــــل مالك دخل
بأحد أنتي هنا فراشه وبـــــــــــــــس ..
أنزلت أمل رأسها بهوان فقد جرحت كرامتها وسارت متجهة إلى خارج الغرفة بينما
أكملت العنود كلامها ..
العنود: شوفي هذي ما هي أول مره تسوين كذا وأنا ساكتة لك وكثير قالوا لي لكن طنشت
الموضوع لكن إني أشوفك بعيني هذا شيء ثاني .. و أنا لي تصرف معك ..
أمل : بس أنا قلت الحق .
العنود : إنتي هنا فراشة وبمعنى أصح خدامه عندي مالك شغل بأحد .. وبصراخ ..
فـــــــــااااهمة ..
هزت أمل رأسها إيجاباً فقد أهينت بما فيه الكفاية أمام النظرات الشامتة من العاملة
منار والبنت ونظرات الشفقة من المشرفة ليلى والعاملتان أسماء و هيفاء ..
******
تنبهت أمل من أفكارها على صوت لم تسمعه منذ شهرين يلقي التحية ..رفعت رأسها
ورأت ما تخشاه فقد كانت العنود بصحبة عاملة آسيوية ..
رد عليها الكل بــ (وعليكم السلام ) ..
جلست العنود بكبرياء : أخباركم ..
الكل : الحمد لله .
*********
(العنود) [38] : متزوجة من رجل أعمال ثري , وهي أيضاً سيدة أعمال تملك العمارة
كاملة مع المشغل , لديها (بنتين وولدين ) , تكره أمل لسبب ما (سنعرفه لاحقاً)
*********
بعد السؤال عن الأحوال الذي لا يخلو من المجاملات الكاذبة ..
بادرتها ليلى بالسؤال : كيف كانت السفرة الأخيرة ؟
العنود بغرور : حلووه مره ... التفتت إلى أمل وأشارت لها باحتقار وأكملت: قومي
يا أمل صبي لي قهوة .
أحست أمل بالذل من طريقتها المتعجرفة في الكلام ... تقدمت إلى ترمس القهوة الموضوع
على المنضدة الرخامية أمام العنود وصبت لها وأدنت منها صحن الحلوى .. ثم توجهت
إلى ابنها النائم بسلام على السجاد أمام التلفاز وحملته ثم جلست ووضعته في حجرها ..
العنود باستهزاء ووقاحة : أمممم ... أمل لساتك تلقين مواعظ وخطب على الزباين ولا
أعتزلتي الدعوة يــــا (بن باز) ... وضحكت بسخرية ...
كانت أمل مخفضة رأسها تنظر في ولدها حتى لا ترى نظرات الاحتقار من العنود فسمعت
كلامها ولمست أذناها نبرة الاستهزاء والسخرية اللاذعة في صوتها فرفعت رأسها بحدة
منافية لرقة أمل وجحظت عيناها بوسعها من صدمتها من الكلام التي نطقته هذه المرأة ..
حزنت بشدة على حال هذه المرأة وحال بعض الناس الذين يستهزؤون بالدعوة والدعاة
وكأنهم أعداء لهم ... وهم كذلك .... فهم أعداء لرغباتهم وقمع لملذاتهم حتى أنهم إذا
اختلفوا في إعطاء الأحكام أطلقوا على المحق منهم ومتحري الصواب (كـــاذب) و (متنطع) ..
وغفلوا أو تغافلوا حقيقة أن لحوم العلماء مسمومة ..
لم ترد عليها أمل إلا بكلمة قوية هزت كل الجالسات :حسبي الله ونعم الوكيل ..
ثارت العنود واستشاطت على أمل وصرخت بصوت عالي : إنتي تتحسبين عليّ أنا , أنا العنود الــ.. ,
ما جبته أمه اللي يتحسب عليّ تجي خدامة لا راحت ولا جات ترد عليه لكن لهنا وبــــــس
شلي ولدك هذا اللي ما أدري من وين جايبته وروحي شلي قشك و يلااااا براااااااااااااا ..
كل كلمة أطلقتها العنود كأنها وابل من الرصاص اخترق جسدها ومع كل كلمة تذوي إلى أن
أتهمتها بشرفها فكأنها القنبلة التي فجرت ما تبقى منها وحولته إلى أشلاء تناثرت في مهب
الريح .. ورفعت رأسها بقوة هبت واقفة وعزمت ألا ترد عليها إلا كالسابق فنطقتها بقوة الحق
وحرقة ألم الظلم : حسبي الله ونعم الوكيل ..
وخرجت من الغرفة بعد أن لبست عباءتها وحملت طفلها وألقت المفاتيح على الطاولة وخرجت ...
صعدت إلى غرفتها ووضعت طفلها النائم على الفراش وأخذت حقيبتها اليدوية المتوسطة
(الهاند باق) وفتحت خزانة الملابس بعنف وحملت ملابسها وطفلها ووضعتها بعشوائية وهي
لا ترى بسبب تكون طبقة ضبابية من الدموع على عينيها ..
بعد أن أكملت حزم حقيبتها انتبهت إلى طفلها الذي استيقظ بسبب ما أحدثته من جلبة في حمل
الأشياء وكأنها تفرغ غضبها في الجمادات .. اتجهت إليه ورأت هالت من البراءة تحيطه وهو ينظر
لها باستغراب تقدمت منه وجثت أمامه ولفت ذراعيها حوله وضمته بشدة وانفجرت في بكاء دامي ..
وعند الباب كانت ليلى واقفة مع أسماء وهن ينشجن من البكاء حزناً على حال هذه الفتاه
وما قاسته من ألم ..بعد أن فرغت حزنها وقفت ومسحت وجهها فوجدت إبنها يبكي بصمت
تأثراً من بكاء أمه , دنت عليه وحملته وغسلت وجهه و وهبته حلوى وأجلسته ولبست عباءتها
وجواربها السوداء وكذلك قفازاها الأسودان وأحكمت لف حجابها وشدت نقابها ورفعت عباءتها
على رأسها وجثت لتلبس إبنها حذاءه (تكرمون) وحملت الحقيبة ثم أمسكت بيد طفلها وخرجا
و تفاجأت من الجالسات بقرب الباب ..
أمل بفزع عند رؤيتهن بهذا الحال : بنات إيش صار .
نهضت ليلى وحضنت أمل فانفجرت باكيه : أمل الله يخليك لا تروحين أنا بكلمها تخليك معانا ..
أمل بعبرات مكتومة : ما أقدر سمعتيها كيف أهانتني وكفاية تحملتها سنتين..
أسماء بصوت مبحوح من أثر البكاء : طيب وين بتروحين الحين ..
أحست أمل بالذل لكنها تعلم أن أسماء لم تكن تقصد الإهانة : ربك يحلها .
أسماء بحماس : تعالي عندنا تدرين بيتنا ما فيه إلا أمي وهيفاء وأنا و ما عندنا رجال وأخوي مسافر ..
هزت أمل رأسها نفياً : لا بروح لأبوي يمكن يحن هذي المرة عليّ .
وعادت ذكرياتها لذلك اليوم قبل أربع سنوات ..
في يوم الأربعاء ...
في وقت الضحى الساعة العاشرة صباحاً ..
وقفت كالتمثال الإسمنتي مما رأته .. فقد رأت أمها مع رجل غريب في فراش أبيها فأحست
بعظم المصيبة الوقعة عليها وكأنها ضربت على رأسها بمطرقة من حديد , ولــــكــــــــن
أعظم من ذلك الأمر أن الرجل لم يكن سوى
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
(زوجـــــــــــــــــها سعـــــــــــود) ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك