رواية العروس المتمردة -2
رفعت عينيها الى جدها فتشابكت نظراتهما نظرات ملؤها العزم و الوعيد أحست اندريا بقشعريرة اتراه سيروى لضيفه قصة غير صحيحة عن ظروف نشأتها .رغم عنها التزمت الصمت .
لاحظ نيكوس ومضة التمرد في عينيها لا بد ان امها متسلطة لتحرمها من لغتها الأم ثم راح يتأملها متسليا و هي تتناول طعامها بشهية واضحة لكم ود ان يسال جدها ان كانت على غرار الفتيات
الانكليزيات و لم تحافظ على عذريتها وفقا للتقاليد اليونانية الا انه لن يفعل لانه مصمم على الزواج بها مهما يكن حتى يضع يده على شركات جدها .
انشغلت اندريا بتناول الطعام الشهي و نسيت امر الرجل الجالس امامها حتى عاد يسألها :
- اين تقيمين في انكلترا ؟
- في لندن
- انها مدينتي المفضلة لا اظنك تعرفين الملل بها .
- هذا صحيح .
انها لا تعرف الملل لانها تشغل وظيفتين لتسديد ديون والدتها .
- ما هو الملهى الليلي المفضل لديك ؟
- لا احب الملاهي الليلية .
- ما الذي تحبينه اذن ؟
- احب المسرح .
انها دائما تحب المسرح لكنها لم تكن تدلل نفسها بدخوله لان تذاكره غالية تابعت :
- أحب مسرحبات شكسبير .
قال العجوز بفظاظة : لا يحب الرجال النساء اللواتي يدعين الثقافة .
ردت اندريا : اظن مسرحيات شكسبير شعبية على الرغم من تعذر البعض على فهمها .
- كفاك تفوها بالحماقات و ان لم يكن لديك شيء مفيد تقولينه الزمي الصمت فالرجل لا يحب المرأة المدعية .
لم تصد ق اندريا اذنيها و هي تسمع جدها ينتقدها ووجدت نفسها ترمق نيكوس اتراه يشاركه رايه غير انها شعرت بالارتياح حين بدت بعينيه نظرات عاتبة فقال مخففا عنها متجاهلا الاستهجان على وجه
جدها : ما هي مسرحيتك المفضلة ؟
- ( ضجة من أجل شيء تافه ) فقد احببت الصراع الكلامي بين البطلين فالبطاة لا تتوانى عن رد الصاع صاعين للبطل كلما وجه لها انتقادا قاسيا .
توتر نيكوس و هو يصغي لعروسه تدافع عن بطلة تجيد الجدال الكلامي و تمنى لو كانت يونانية الطباع .
لاحظت اندريا تعبير الاستنكار على وجهه فادركت ان خيارها لم يرق له لكنها لا تكترث له اة لجدها .
أنهى العجوز طعامه : سنتناول القهوة في الشرفة بعد ان اطلع على آخر التطورات في الأسواق المالية الأمريكية نيكوس انضم الى بعد 20 دقيقة.
ثم غادر الغرفة
قال نيكوس لها : لم يفقد حبه للسيطرة على الرغم من تقدمه بالسن .
- اظنه يملك ما يكفي ليبقى كذلك .
- من السهل عليك ان تقولي ذلك و انت تعيشين بترف منذ صغرك .
حدقت به مدهوشه و لم تعلق على كلامه اقترب نيكوس منها و امسك يديها : هيا بنا نستغل العشرين دقيقة .
رافقته اندريا دون اعتراض فرفقته تروق له اكثر من جدها فاصطحبها الى الشرفة .
كان الظلام يلف المكان و ضجيج الحشرات يلف المكان فسألته :
- ما هذا الصوت ؟
- انها الزيزان تشبه الجنادب اظنك سمعه من قبل .
هزت راسها نفيا و ذهنها شارد انها تذكر والدتها تقول انه لطالما تنزهت و يدها بيد الرجل الذي احبته و ضجيج الزيزان من حولهما .
سالها نيكوس و اصابعه تداعب كتفها : ما الذي تفكرين فيه ؟
- أفكر بشخص احبه .
تنبهت انه لم تقابله الا اليوم عليها الا تسمح له ان يلمسها هكذا فحاولت ان تبتعد عنه لكنها لم تفلح
عاد يسالها منفعلا : أهو رجل .
- نعم .
- اندرياس .
سالها متوترا : من هو ؟
- اندرياس كوستاكيس والدي .
- والدك و لكن هل عرفته ؟
- كلا لكن والدتي حدثتني عنه .
- ما الذي قالته لك ؟
- اخبرتني انهما احبا بعضهما حبا جما و لم يبخل عليها بشيء ثم مات والدي و انتهى الحلم .
توقفت فجأة عن الكلام و قد اغرورقت عينيها بالدموع فلم تشعر به و هو يضمها بين ذراعيه و يضع راسها على صدره معزيا لم تستطع الابتعاد عنه لانه عاملها برقة و اغدق عليها حنانه .
- آسفة أظن وجودي في المنزل الذي تربى به اثار الذكريات .
حاولت الابتعاد الا انه امسك بها قريبة منه .
- لا تخجلي من البكاء عليه فهو يستحق دموعك هذه .
كانت عينيها تدمع و فمها المثيرة ترتجف فلم يستطع ان يمنع نفسه من معانقتها .
عانقها بعاطفة محمومة كادت ان تفقدها صوابها . فلفت اندريا ذراعيها حول عنقه تشجعه على احتضانها أكثر شعرت كانها تفقد السيطرة على نفسها فجأة ابتعدت عنه مصعوقة و قالت : لا
لكنه لم يفلتها فعادت تهمس قائلة : لا
حاولت دفعه بعيدا عنها فاستجاب على الفور لرغبتها مطلقا سراحها رغم ان كل خلية في جسمه تتوق اليها لاول مرة في حياته يطغى عليه حب الامتلاك فلم يشعر هكذا مع ايسم او اكزانتي لكن
ان خيل اليه للحظة ان اندريا كوستاكيس تفكر برجل غيره لجن جنونه .
تنبه الى انه انجرف بمشاعره بعيدا لكنه خشى ان ينفرها منه فقال برقة :
- لا تخافي يا اندريا ...و اعذريني لانني اردت ان استعجل الأمور ....فمن الصعب مقاومة جمالك .
ارتجفت اندريا و هي تسمع كلامه أيفتن بها و لم يمض على تعارفهما سوى ساعات قليلة ؟
- لا تنظري الى بهذه الطريقة لن المسك ثانيا الا ان طلبت مني ذلك .
و تراجع قليلا الى الخلف : تعالي معي ...علينا ان نتحدث في امور كثيرة .
و أمسك بيدها و قادها الى ركن أخر بالشرفة سألته و هي تتساءل عما سيتكلمان عنه و الحيرة تتآكلها : لم علينا ان نتحدث سويا ؟
التفت نحوها فسحرتها اهدابه الطويلة و فاتها ان تسمع رده فعادت تسأله و قد شعرت بتقلص في صدرها :
- ما الذي قلته ؟
ابتسم لها ابتسامة عريضة و قال :
- قلت يا عروسي الجميلة ان علينا التحدث بشأن حفل الزفاف .
فأحست بقلبها يتوقف عن الخفقان .
- ثمن العمر الضائع
تبدلت تعابير وجهها بلمح البصر و كأنها تحولت من انسانه رقيقة الى وحش كاسر فسحبت يدها من يده بحدة و ابتعدت عنه صارخة : ماذا قلت ؟
فاجابها بهدوء : زفافنا !
تملكها الذعر فانعقد لسانها عن الكلام الا انها قالت له بصوت خافت : رباه انك مجنون فعلا !
رفعت تنورتها الضيقة و اسرعت تعدو نحو البوابة آخر الشرفة تريد الهرب لكنه لحقها و امسك بمعصمها بشدة حتى كادت اصابعه تهشم عظامه
- ماذا قلت ؟
- دعني اذهب .
و اتسعت عيناها خوفا ة هي تجاهد للتخلص منه اما نيكوس فقد اربكته ردة فعلها العنيفة فقال محاولا تهدئتها : جل ما أردت قوله انني افضل ان يتم الزفاف باليونان .
- الزواج ؟
- أجل لكن ما سبب تصرفاتك الغريبة هذه يا اندريا ؟
- الزواج بك ؟
التوى فمه سخطا فحملق و الشرر بعينيه ثم قال بحدة : علينا ان نتحدث ..
هزت اندريا راسها و هي تتمايل يمينا و شمالا مبتعدة عنه لا شك ان مسا اصابه ايتزوجها و هما لا يكادان يعرفان بعض
- هلا قلت لي لم سمحت لي بان اعانقك ان كنت لا تبغين الزواج بي ؟
شعرت اندريا بضربات قلبها ترعد وتجمد الدم بعروقها فحاولت ان تدفعه بعيدا لكنه بقى مسمرا بمكانه
- يا الهي لقد فقدت صوابك .
سحب نيكوس نفسا عميقا نوبة الهستيريا التي انتابتها لا مبرر لها ابدا اتراها تجهل كليا امر زفافها ام انها لا تريد الزواج به اشعلت هذه الفكرة غضبه كيف تجرؤ على اغوائه ان كانت معترضة على
زواجهما ؟ هل هي معترضة لأن والدته كانت تعمل نادلة و والدة بحار مجهول ؟
كان حري بها ان تخبر جدها بصراحة مع انه لن يتأثر باعتراضاتها طرد افكاره و عاد يحاول تهدئتها : اهدئي قليلا ...لن ندخل الى المنزل قبل ان تهدئي .
الا ان اندريا عاجلته برفسة على مقدمة ساقه افقدته توازنه فدفعته للخلف بكل ما لديها من قوة و توجهت راكضة الى الباب تجاهل نيكوس المه و اندفع خلفها مسرعا فامسك بها عند عتبة باب قاعة الطعام و
صرخ قائلا : كفى! تعقلي و كفاك جنونا ...
ادرك نيكوس ان غضبها نابع من رفضها الزواج به منذ اسبوعين عزم على الزواج بفتاة لم يرها و ها هي تثور غاضبة كانه يثير قرفها
- أظنك تمزح أليس كذلك ؟
- انت وريثة كوستاكيس الوحيدة و انا الشخص الذي اختاره ليحل محله بعد تقاعده .
- وريثة كوستاكيس !
- أتقصد انك وافقت على الزواج بي لانني حفيدة كوستاكيس و انت تطمح لوضع يدك على شركاته ؟
- هذا صحيح !
- يؤسفني ان اخيب املك و لكن عليك ان تجد وريثة أخرى لتتزوجها .
و استدارت لتدخل الى البيت الا انه اعترضها قائلا : لم تتصرفين بعدوانية ؟
التفتت ببطء فاذا به على مقربة منها !
- عدوانية ؟ انسيت يا سيد فاسيليس انك ضيف جدي و عليك الا تتجاوز حدود اللياقة المفروضة و لكن ان كنت تتخيل ان عناقك لي على الشرفة سيتحول الى طلب زواج فانت حتما قديم الطراز و
انصحك الا تحاول ابتزاز جدي ليزوجني بك لانني ارتميت بين احضانك كالمغفلة .
نظر نيكوس اليها و الصدمة بادية على وجهه : ابتزه كيف تجرؤين على اتهامي بذلك ؟
- ماذا تسميه اذن ؟ اؤكد ان جدي سينفجر ضاحكا حين اخبره بانك ستتزوجني مقبل وضع يدك على شركاته .
- انت مخطئة فالفكرة فكرته أساسا .
- اتقصد ان جدي متآمر معك .
- طبعا !
- هلا أوضحت لي الأمر قلت ان جدي طلب منك ان تتزوجني .
- مقابل اطلاق يدي في شركاته بعد تقاعده أي بعد زواجنا .
- كم هذا جميل !
- حقا ؟
هزت اندريا راسها شعرت انها ستصاب بدوار لذا فضلت الانسحاب
- ارجو المعذرة !
عبرت قاعة الطعام الى غرفة المكتبة لتجد جدها جالسا امام شاشة الكمبيوتر مقطب الجبين ما ان تنبه اليها حتى صرخ : اخرجي من هنا .
غير انها لم تكترث له قائلة و هي تشير الى الرجل الذي لحق بها ووقف عند عتبة الباب
- هذا الرجل يدعي انه اتفق معك على الوةاج بي و اريدك ان تقول له بان ذلك مستحيل .
توترت ملامح جدها : كلامه صحيح و لهذا السبب ارسلت في طلبك و الآن اغربي عن وجهي لانك تزعجينني .
- هل فقدت صوابك ؟ اتظن انني سانصاع لأوامرك خاضعة ؟
نهض كوستاكيس من مكانه فترنحت اندريا من نظراته الا انها بذلت جهدا لتتماسك و تابعت :
- لا شك انك اصبت بمس لكن ...
- اصمتي و اصعدي الى غرفتك سنتحدث في الموضوع في الصباح .
- ماذا ؟ من تحسب نفسك لتصدر الي الأوامر ؟
- انت حفيدتي و من واجبك ان تطيعينني .
- كلمة الطاعة ليست مدرجة في قاموسي .
ضاقت عينا نيكوس خلفها اذ لم يسبق له ان رأى أحدهم يتحدى كوستاكيس هكذا .
- غادري الغرفة حالا و الا جعلتك تندمين على كل كلمة تفوهت بها مفهوم ؟
ضغط على زر قرب مكتبه و تكام عبر المذياع باليونانية ثم عاد يحدق بها بغضب
- سأغادر الغرفة ان قلت لي ان هذا المعتوه ..
- صه اياك ان تلحقي بي العار في عقر داري ايه المشاكسة و امنعك من التحدث عن زوجك بهذه الطريقة .
- لا أظنك تعي ما تقوله مستحيل قل لي انها مجرد دعابة سخيفة !
- كيف تجرؤين على رفع صوتك ستتزوجين نيكوس فاسيليس الأسبوع القادم شئت ام ابيت اصعدي الآن الى غرفتك .
- هذا فظيع هل انت مجنون لتفكر بهذه الطريقة
و قبل ان تعي اندريا ما يحصل رفع جدها يدها الضخمة و صفعها بقوة على خدها الأيمن فتراجعت خطوة الى الوراء متعثرة بفستانها الطويل .
- اصعدي الى غرفتك الآن
- ان صفعتني ثانية سارد لك الكيل كيلين ايها العجوز الشرير !
- اغربي عن وجهي !
- ساصعد الى غرفتي و بما انك اخترت لي عريسا دون استشارتي فعليك تحمل العواقب
رفع العجوز يده ليصفعها مرة ثانية لكن ذراعها كانت بالمرصاد عندئذ صرخ نيكوس : - كفاكما .
في تلك اللحظة دخل رجلان ضخمان الى الغرفة فهب يورغوس قائلا : اخرجاها من هنا
- لا تفعلا لا داعي لذلك .
- اخرجها اذن من هنا و انصحك ان تجلب معك سوطا لتتمكن من لجمها .
فتأبط نيكوس يدها و اخرجها فورا من الغرفة الا انها ما لبثت ان تملصت من ذراعيه :
- دعني و شأني .
- أيتها المتوحشة ما الذي اصابك ؟ الم يكن بوسعك ان تتحدثي باسلوب حضاري ؟
- ما بك تدافع عنه ؟ أنسيت انه صفعني ؟
- لا أدافع عنه لكن ....
شعر نيكوس برغبة باحتساء الشراب ليستعيد هدوئه فسألها : اتريدين كوبا من العصير .
صعق لرؤية خدها الملتهب فاقترب منها ليتفحصه الا انها دفعته صارخة :
- لا تلمسني .
- لا باس ساحضر لك شرابا باردا .
عندما عاد وجدها مسترخية باحد المقاعج و قد بدأ تشنجها يتبدد .
-اشربي .
ارتشفت اندريا جرعة من العصير و احست بغضبها يخمد و سالته :
- اصحيح ما قاله ؟ انكما اتفقتما على الزواج ؟
- نعم حسبت جدك نال موافقتك على الزواج !
- السافل !
- اياك و التفوه بهذه الكلمات البذيئة !
- هل ستضربني بالسياط كما قال لك ؟
اجتاحت نيكوس رغبة بمغادرة هذا المنزل المليء بالمجانين و الاحتماء منه في احضان اكزانتي الرقيقة التي تدلله و لا تتكلم الا ان اذن لها بالكلام لكن ليس امامه الا هذه الفتاة الحادة الطباع
- عليك ان تتوقفي عن التصرف كفتاة مدللة بذيئة اللسان .
- من الأفضل ان تنصرف سيد فاسيليس ان فكرت بالزواج ثانية انصحك بان تاخذ رايها قبل البت فيه اعرف جيدا انك تتوق لوضع يدك على شركات جدي لكنني ارفض الارتباط بشخص يحب اقتناص
الثروات مثلك !
ووضعت كاسها على الطاولة بقوة و اندفعت خارجة تاركة نيكوس مسمرا في مكانه و الشرر يتطاير من عينيه و لم تمض 10 ثوان حتى كان يقود سيارته الفيراري مسرعا ليغادر منزل
كوستاكيس و السخط قد بلغ منه مبلغا .
كانت اصابع اندريا ترتجف و هي تطلب طوني من الهاتف الذي اعارها لها لم تتحدث كثيرا معه لكنها اخبرته انها ستعود غدا صباحا الى لندن و ان لم تفعل يطلق الانذار الاصفر و اذا لم تتصل به حتى مساء
الغد يطلق الانذار الاحمر ثم خلدت الى فراشها لترتاح و تواجه ما ينتظرها في الغد .
ايقظتها زوي لتبلغها بان جدها يريد رؤيتها حالا ارتدت ملابسها على عجل و دخلت لغرفته اقتربت من سريره و اذا به يقول :
- ارى انك اسوأ مما تخيلت فقد فاقت وقاحتك الوصف كان علي ان انتزعك من والدتك و اربيك لتتعلمي احترام الآخرين حبذا لو صنت لسانك امس و لم تفضحي نفسك امام زوجك .
- انه ليس زوجي
- لا اظنه يرغب برؤيتك ثانية لكن عليك ان تعلمي ان مهرك وحده أي شركات كوستاكيس سيجعل منك زوجة شريفة لرجل نبيل .
- لا فائدة ترجى من حديثنا لانني سارحل الى لندن .
- لن تذهبي ستلازمين البيت الى ان تتزوجي و لن اتوانى عن ضربك او حبسك ان لزم الأمر.
- اتحسب ان بامكانك ان تخيفني
- لطالما ضربت والدك ليتعلم الانصياع لاوامري لكنه التقى بوالدتك فحرمته من اموالي و ميراثي .
- ايها العجوز المستبد انك لا تستحق ان تعيش .
- اخرجي من هنا قبل ان اضربك .
- سارحل من هنا حتى لو مشيا .
- ساحبسك في غرفتك .
- يستحسن الا تفعل لان اتفقت مع صديق لي ان يبلغ السفارة البريطانية البريطانية بانني محتجزة في منزلك ان لم اتصل به كل مساء و لا اظنك ان تتهم بخطفي او ان تتناول الصحف هذا الخبر !
- ماذا لو ارغمتك بنفسي على اجراء هذا الاتصال الهاتفي ؟
- لا أنصحك بذلك أيضا لأنيي قد أقول له كلمة السر في سياق حديثنا .
- هلا قلت لي ما سبب رفضك لفكرة الزواج من نيكوس فاسيليس .
- من السخافة ان تطرح علي سؤالا مماثلا .
- لماذا ؟ الا تجدينه وسيما ؟ يقال ان النساء يتهافتن لنيل رضاه بغض النظر عن ثراه الفاحش .
- ماذا لكنه قال انه يهوي النساء الثريات !
- اتعتقدين انني اسلم امبراطوريتي الى شخص لا يتمتع بالكفاءة اللازمة ؟ يملك نيكوس ثروة طائلة و لن يبدد أموالي هباء يبلغ رأسمال شركة فاسيليس حوالي 500 مليون يورو و هو يطمح لضمها الى
شركات كوستاكيس لكنني لم اوافق على طلبه الا بعد ان اشترطت عليه الزواج بك .
- لكنني حسبت انك نسيت امري بعد ان طردت والدتي من اليونان .
- ان دمي يجري بعروقك و ليس امامي خيار آخر سوى اللجوء اليك فان تزوجت نيكوس سيدير اعمالي و سيحمل ابنه دمي بعروقه انتظرت طويلا لاحصل على وريث و لكن انتظاري لم يذهب سدى .
تردد في تلك اللحظة صوت طوني و هو يقول ان كان يريد منك شيئا فسيهبك كل ما تريدينه ليحظى بموافقتك .
استرخى جدها على الوسائد الموضوعة خلفها و قال و كأنه قرأ افكارها :
- حددي الثمن الذي تريدينه لتوافقي على الزواج بنيكوس فاسيليس .
- اريد 5000000 يورو ترسلها الى حساب مصرفي مفتوح باسم اندريا فرايزر
- ثمنك مرتفع جدا
- عليك ان تدفع لي لان تحتاج لي .
- الا تعلمين ان زواجك بنيكوس سيؤمن لك حياة رغيدة عليك ان تشكرينني لانني انتشلتك من فقرك المدقع لارميك بين احضان رجل فاحش الثراء .
-5000000 يورو عدا و نقدا و الا ساعود الى لندن حالا
- لن اعطيك فلسا واحدا قبل الزواج .
- لن يتم الزواج ان لم استلم المبلغ كاملا .
و بعد لحظات طويلة خيم خلالها الصمت المشوب بالتحدي قال لها جدها بحدة :
- ساعطيك المال صباح يوم زفافك و الآن اغربي عن وجهي .
- ثمن العمر الضائع
تبدلت تعابير وجهها بلمح البصر و كأنها تحولت من انسانه رقيقة الى وحش كاسر فسحبت يدها من يده بحدة و ابتعدت عنه صارخة : ماذا قلت ؟
فاجابها بهدوء : زفافنا !
تملكها الذعر فانعقد لسانها عن الكلام الا انها قالت له بصوت خافت : رباه انك مجنون فعلا !
رفعت تنورتها الضيقة و اسرعت تعدو نحو البوابة آخر الشرفة تريد الهرب لكنه لحقها و امسك بمعصمها بشدة حتى كادت اصابعه تهشم عظامه
- ماذا قلت ؟
- دعني اذهب .
و اتسعت عيناها خوفا ة هي تجاهد للتخلص منه اما نيكوس فقد اربكته ردة فعلها العنيفة فقال محاولا تهدئتها : جل ما أردت قوله انني افضل ان يتم الزفاف باليونان .
- الزواج ؟
- أجل لكن ما سبب تصرفاتك الغريبة هذه يا اندريا ؟
- الزواج بك ؟
التوى فمه سخطا فحملق و الشرر بعينيه ثم قال بحدة : علينا ان نتحدث ..
هزت اندريا راسها و هي تتمايل يمينا و شمالا مبتعدة عنه لا شك ان مسا اصابه ايتزوجها و هما لا يكادان يعرفان بعض
- هلا قلت لي لم سمحت لي بان اعانقك ان كنت لا تبغين الزواج بي ؟
شعرت اندريا بضربات قلبها ترعد وتجمد الدم بعروقها فحاولت ان تدفعه بعيدا لكنه بقى مسمرا بمكانه
- يا الهي لقد فقدت صوابك .
سحب نيكوس نفسا عميقا نوبة الهستيريا التي انتابتها لا مبرر لها ابدا اتراها تجهل كليا امر زفافها ام انها لا تريد الزواج به اشعلت هذه الفكرة غضبه كيف تجرؤ على اغوائه ان كانت معترضة على
زواجهما ؟ هل هي معترضة لأن والدته كانت تعمل نادلة و والدة بحار مجهول ؟
كان حري بها ان تخبر جدها بصراحة مع انه لن يتأثر باعتراضاتها طرد افكاره و عاد يحاول تهدئتها : اهدئي قليلا ...لن ندخل الى المنزل قبل ان تهدئي .
الا ان اندريا عاجلته برفسة على مقدمة ساقه افقدته توازنه فدفعته للخلف بكل ما لديها من قوة و توجهت راكضة الى الباب تجاهل نيكوس المه و اندفع خلفها مسرعا فامسك بها عند عتبة باب قاعة الطعام و
صرخ قائلا : كفى! تعقلي و كفاك جنونا ...
ادرك نيكوس ان غضبها نابع من رفضها الزواج به منذ اسبوعين عزم على الزواج بفتاة لم يرها و ها هي تثور غاضبة كانه يثير قرفها
- أظنك تمزح أليس كذلك ؟
- انت وريثة كوستاكيس الوحيدة و انا الشخص الذي اختاره ليحل محله بعد تقاعده .
- وريثة كوستاكيس !
- أتقصد انك وافقت على الزواج بي لانني حفيدة كوستاكيس و انت تطمح لوضع يدك على شركاته ؟
- هذا صحيح !
- يؤسفني ان اخيب املك و لكن عليك ان تجد وريثة أخرى لتتزوجها .
و استدارت لتدخل الى البيت الا انه اعترضها قائلا : لم تتصرفين بعدوانية ؟
التفتت ببطء فاذا به على مقربة منها !
- عدوانية ؟ انسيت يا سيد فاسيليس انك ضيف جدي و عليك الا تتجاوز حدود اللياقة المفروضة و لكن ان كنت تتخيل ان عناقك لي على الشرفة سيتحول الى طلب زواج فانت حتما قديم الطراز و
انصحك الا تحاول ابتزاز جدي ليزوجني بك لانني ارتميت بين احضانك كالمغفلة .
نظر نيكوس اليها و الصدمة بادية على وجهه : ابتزه كيف تجرؤين على اتهامي بذلك ؟
- ماذا تسميه اذن ؟ اؤكد ان جدي سينفجر ضاحكا حين اخبره بانك ستتزوجني مقبل وضع يدك على شركاته .
- انت مخطئة فالفكرة فكرته أساسا .
- اتقصد ان جدي متآمر معك .
- طبعا !
- هلا أوضحت لي الأمر قلت ان جدي طلب منك ان تتزوجني .
- مقابل اطلاق يدي في شركاته بعد تقاعده أي بعد زواجنا .
- كم هذا جميل !
- حقا ؟
هزت اندريا راسها شعرت انها ستصاب بدوار لذا فضلت الانسحاب
- ارجو المعذرة !
عبرت قاعة الطعام الى غرفة المكتبة لتجد جدها جالسا امام شاشة الكمبيوتر مقطب الجبين ما ان تنبه اليها حتى صرخ : اخرجي من هنا .
غير انها لم تكترث له قائلة و هي تشير الى الرجل الذي لحق بها ووقف عند عتبة الباب
- هذا الرجل يدعي انه اتفق معك على الوةاج بي و اريدك ان تقول له بان ذلك مستحيل .
توترت ملامح جدها : كلامه صحيح و لهذا السبب ارسلت في طلبك و الآن اغربي عن وجهي لانك تزعجينني .
- هل فقدت صوابك ؟ اتظن انني سانصاع لأوامرك خاضعة ؟
نهض كوستاكيس من مكانه فترنحت اندريا من نظراته الا انها بذلت جهدا لتتماسك و تابعت :
- لا شك انك اصبت بمس لكن ...
- اصمتي و اصعدي الى غرفتك سنتحدث في الموضوع في الصباح .
- ماذا ؟ من تحسب نفسك لتصدر الي الأوامر ؟
- انت حفيدتي و من واجبك ان تطيعينني .
- كلمة الطاعة ليست مدرجة في قاموسي .
ضاقت عينا نيكوس خلفها اذ لم يسبق له ان رأى أحدهم يتحدى كوستاكيس هكذا .
- غادري الغرفة حالا و الا جعلتك تندمين على كل كلمة تفوهت بها مفهوم ؟
ضغط على زر قرب مكتبه و تكام عبر المذياع باليونانية ثم عاد يحدق بها بغضب
- سأغادر الغرفة ان قلت لي ان هذا المعتوه ..
- صه اياك ان تلحقي بي العار في عقر داري ايه المشاكسة و امنعك من التحدث عن زوجك بهذه الطريقة .
- لا أظنك تعي ما تقوله مستحيل قل لي انها مجرد دعابة سخيفة !
- كيف تجرؤين على رفع صوتك ستتزوجين نيكوس فاسيليس الأسبوع القادم شئت ام ابيت اصعدي الآن الى غرفتك .
- هذا فظيع هل انت مجنون لتفكر بهذه الطريقة
و قبل ان تعي اندريا ما يحصل رفع جدها يدها الضخمة و صفعها بقوة على خدها الأيمن فتراجعت خطوة الى الوراء متعثرة بفستانها الطويل .
- اصعدي الى غرفتك الآن
- ان صفعتني ثانية سارد لك الكيل كيلين ايها العجوز الشرير !
- اغربي عن وجهي !
- ساصعد الى غرفتي و بما انك اخترت لي عريسا دون استشارتي فعليك تحمل العواقب
رفع العجوز يده ليصفعها مرة ثانية لكن ذراعها كانت بالمرصاد عندئذ صرخ نيكوس : - كفاكما .
في تلك اللحظة دخل رجلان ضخمان الى الغرفة فهب يورغوس قائلا : اخرجاها من هنا
- لا تفعلا لا داعي لذلك .
- اخرجها اذن من هنا و انصحك ان تجلب معك سوطا لتتمكن من لجمها .
فتأبط نيكوس يدها و اخرجها فورا من الغرفة الا انها ما لبثت ان تملصت من ذراعيه :
- دعني و شأني .
- أيتها المتوحشة ما الذي اصابك ؟ الم يكن بوسعك ان تتحدثي باسلوب حضاري ؟
- ما بك تدافع عنه ؟ أنسيت انه صفعني ؟
- لا أدافع عنه لكن ....
شعر نيكوس برغبة باحتساء الشراب ليستعيد هدوئه فسألها : اتريدين كوبا من العصير .
صعق لرؤية خدها الملتهب فاقترب منها ليتفحصه الا انها دفعته صارخة :
- لا تلمسني .
- لا باس ساحضر لك شرابا باردا .
عندما عاد وجدها مسترخية باحد المقاعج و قد بدأ تشنجها يتبدد .
-اشربي .
ارتشفت اندريا جرعة من العصير و احست بغضبها يخمد و سالته :
- اصحيح ما قاله ؟ انكما اتفقتما على الزواج ؟
- نعم حسبت جدك نال موافقتك على الزواج !
- السافل !
- اياك و التفوه بهذه الكلمات البذيئة !
- هل ستضربني بالسياط كما قال لك ؟
اجتاحت نيكوس رغبة بمغادرة هذا المنزل المليء بالمجانين و الاحتماء منه في احضان اكزانتي الرقيقة التي تدلله و لا تتكلم الا ان اذن لها بالكلام لكن ليس امامه الا هذه الفتاة الحادة الطباع
- عليك ان تتوقفي عن التصرف كفتاة مدللة بذيئة اللسان .
- من الأفضل ان تنصرف سيد فاسيليس ان فكرت بالزواج ثانية انصحك بان تاخذ رايها قبل البت فيه اعرف جيدا انك تتوق لوضع يدك على شركات جدي لكنني ارفض الارتباط بشخص يحب اقتناص
الثروات مثلك !
ووضعت كاسها على الطاولة بقوة و اندفعت خارجة تاركة نيكوس مسمرا في مكانه و الشرر يتطاير من عينيه و لم تمض 10 ثوان حتى كان يقود سيارته الفيراري مسرعا ليغادر منزل
كوستاكيس و السخط قد بلغ منه مبلغا .
كانت اصابع اندريا ترتجف و هي تطلب طوني من الهاتف الذي اعارها لها لم تتحدث كثيرا معه لكنها اخبرته انها ستعود غدا صباحا الى لندن و ان لم تفعل يطلق الانذار الاصفر و اذا لم تتصل به حتى مساء
الغد يطلق الانذار الاحمر ثم خلدت الى فراشها لترتاح و تواجه ما ينتظرها في الغد .
ايقظتها زوي لتبلغها بان جدها يريد رؤيتها حالا ارتدت ملابسها على عجل و دخلت لغرفته اقتربت من سريره و اذا به يقول :
- ارى انك اسوأ مما تخيلت فقد فاقت وقاحتك الوصف كان علي ان انتزعك من والدتك و اربيك لتتعلمي احترام الآخرين حبذا لو صنت لسانك امس و لم تفضحي نفسك امام زوجك .
- انه ليس زوجي
- لا اظنه يرغب برؤيتك ثانية لكن عليك ان تعلمي ان مهرك وحده أي شركات كوستاكيس سيجعل منك زوجة شريفة لرجل نبيل .
- لا فائدة ترجى من حديثنا لانني سارحل الى لندن .
- لن تذهبي ستلازمين البيت الى ان تتزوجي و لن اتوانى عن ضربك او حبسك ان لزم الأمر.
- اتحسب ان بامكانك ان تخيفني
- لطالما ضربت والدك ليتعلم الانصياع لاوامري لكنه التقى بوالدتك فحرمته من اموالي و ميراثي .
- ايها العجوز المستبد انك لا تستحق ان تعيش .
- اخرجي من هنا قبل ان اضربك .
- سارحل من هنا حتى لو مشيا .
- ساحبسك في غرفتك .
- يستحسن الا تفعل لان اتفقت مع صديق لي ان يبلغ السفارة البريطانية البريطانية بانني محتجزة في منزلك ان لم اتصل به كل مساء و لا اظنك ان تتهم بخطفي او ان تتناول الصحف هذا الخبر !
- ماذا لو ارغمتك بنفسي على اجراء هذا الاتصال الهاتفي ؟
- لا أنصحك بذلك أيضا لأنيي قد أقول له كلمة السر في سياق حديثنا .
- هلا قلت لي ما سبب رفضك لفكرة الزواج من نيكوس فاسيليس .
- من السخافة ان تطرح علي سؤالا مماثلا .
- لماذا ؟ الا تجدينه وسيما ؟ يقال ان النساء يتهافتن لنيل رضاه بغض النظر عن ثراه الفاحش .
- ماذا لكنه قال انه يهوي النساء الثريات !
- اتعتقدين انني اسلم امبراطوريتي الى شخص لا يتمتع بالكفاءة اللازمة ؟ يملك نيكوس ثروة طائلة و لن يبدد أموالي هباء يبلغ رأسمال شركة فاسيليس حوالي 500 مليون يورو و هو يطمح لضمها الى
شركات كوستاكيس لكنني لم اوافق على طلبه الا بعد ان اشترطت عليه الزواج بك .
- لكنني حسبت انك نسيت امري بعد ان طردت والدتي من اليونان .
- ان دمي يجري بعروقك و ليس امامي خيار آخر سوى اللجوء اليك فان تزوجت نيكوس سيدير اعمالي و سيحمل ابنه دمي بعروقه انتظرت طويلا لاحصل على وريث و لكن انتظاري لم يذهب سدى .
تردد في تلك اللحظة صوت طوني و هو يقول ان كان يريد منك شيئا فسيهبك كل ما تريدينه ليحظى بموافقتك .
استرخى جدها على الوسائد الموضوعة خلفها و قال و كأنه قرأ افكارها :
- حددي الثمن الذي تريدينه لتوافقي على الزواج بنيكوس فاسيليس .
- اريد 5000000 يورو ترسلها الى حساب مصرفي مفتوح باسم اندريا فرايزر
- ثمنك مرتفع جدا
- عليك ان تدفع لي لان تحتاج لي .
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك