رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -27
الجازي رفعت عيونها لعيونه بأستخفاف : تشوفهم حولك!
سند بقلة صبر : يعني داخل ، طيب خليهم يجون أنتظرهم يلا وراي سفره للأحساء!
الجازي أنتبهت للوليد اللي مّشى بخطوات ثقيله تنمّ عن غضب يطفو على معالم وجهه البريئ أخذ روُح بيدها وألتفت خلفه وهو يرمق تميم بنظرات غاضبه ، جاء تميم مستعجل ووقف بجنب الوليد ومشوّا بخطوات مُتأنيه مع بعض : السلام عليكم
سند أبتسم للوليد اللي كان يكابر على مشاعره دايم ، ما كان يشبه امه ولا يشبه ابوه صفاته مُتفرده كان طفل بعقل رجُل أنخفض سند لمستوى الوليد وناظر لعيونه بحب : وعليكم السلام ! كيف حالك وشخباركم كلكم وكيفها اختكم!
رفع يده أمام تميم ومنعه من الكلام ناظره لوالده بنظرات غاضبه : يعني حالنا يهمك بابا !
سند بضيق : أكيد يهمني أنتم عيالي انا اترك الدنيا وراي وأجي لكم أختار حزنكم ولا اختار فرحها !
الوليد بخيبه : أنت اخترت الدنيا بابا ، انا بخير وتميم ورُوح بخير ما نحتاجك معانا ..
قام من مكانه ووقف بقامته الطويله تلقائياً طاحت عيونه على عيونها الغارقه وسط مدامعها !
تبكي على حال ولدها ! وش شاف هذا الطفل من الحياه حتى يتفوه بهذا الكلام !
وش الحزن اللي ذاق مُره وأصبح طفل بقلب عجوز مُسن بلغ من العمر عتياً ..
نحتاجك معانا !
أحنا ننام ناكل نطلع نلبس نسوي كل طقوس البشر الطبيعية لكن نحس بالفقد بغيابك نحس أن أفئدتنا فارقت أجسادنا ، يا صعوبة أحساس الفقد اللي يذبح قلبي كل ليله وقلب الوليد اللي صار يفهم كل شي ، مكانه ترك فراغ كبير ما راح تقدر الليالي تعبيه !
هرب من هذا الحوار مُجبر ما يبي يضعف قدامها رغم انها ما راح تعايره بضعفه ، أعطاها المصروف وراح أختار انه يبعد عنهم بهاللحظة !
يا الله يا قسوة الشعور اللي يحس فيه وهو يلمح نظرات الكُره والقرف في عيون ولده الكبير وعزوته " سند ابو الوليد " لله در الليالي ماذا فعلت بحالهم كيف أصبح أبنه فلذة كبده يُعاديه ويكره وجوده لهذي الدرجه!
ناظرت لعياله مُتجاهله صوت سيارته من خلفها اللي تحركت بأقصى سرعه مسحت دموعها بسرعه وأبتسمت للوليد اللي ناظرها بأنتصار : أخذت حقنا من بابا اصبري ما شاف شي..
جلست أمامه الجازي وهي تمسح على شعره الناعم العسلي ناظرته بعتاب : عيب يا ماما مهما كان هذا ابوك شفت كيف خليته يروح زعلان ومتضايق!
الوليد ناظرها بتهكم : عادي ما يهمني هو بعد كل يوم يخليتس تنامين وانتي زعلانه وتبكين ..
أخذ اخته واخوه ودخلوا داخل البيت شافت خطواتهم تختفي من أمامها قامت من مكانها راحت للسياره وأستندت على شباك السايق وبكت آخر دموعها ما طولت وهي تبكي مسحت دموعها وعدلت نقابها وأخذت باقي الاغراض ودخلت داخل البيت وراحت لدارها..
اما اليوم فلا سماي تريدك ولا أرضي تحتاجك !
اليوم أصبحت مُجرد رجُل هُلامي عديم الفائدة تحمل لقب فقط!
ونحن نحترمك لأجل هذا اللقب فقط " أبو الوليد "
أناهيد..
قفلت مُذكرتها وهي تحطها في أحد ادراج الغرفه وراحت لأهلها وهي تهرب من التفكير فيه وتحاول تشغل بالها عنه...
—
الساعه 12 مساءً
في صالة المنزل الكبيره الجميع جالس في الأسفل نزلت لهم بعد ساعه كامله ما كانت حابه تجي من بدري وتجلس معاهم وهي تحس للحين بعدم رغبة ريم بوجودها من بينهم!
اميره دخلت وبيدها فيصل تكلمت بصوت واضح : السلام عليكم
الكل رد عليها السلام عدا ريم اللي ميلت شفايفها بأنزعاج ما أهتمت لها كثير رغم انها متضايقه من معاملتها لها ألا أنها تجاهلت وجودها..
ام سياف بأبتسامه : الحمدلله البنت نايمه ولا حطت حرتها في هالمسيكين..
ريم بأزدراء : محد مسكين هنا يا يمه بكره بيكبر ويعرف كيف ياخذ حقه..
اميره نزلت راسها لـ فيصل وهي تحضنه وتبوسه على خشمه : فيصل ما يضرب بنت عمته بس يضرب الاعداء " قالتها وهي مبتسمه ما كانت تقصد احد بذا الكلام الا ريم اللي للحين حاقده على اميره وما تطيقها "
ريم بتهكم : يا حليلكم صرتوا تعرفون العيب والخطأ !
اميره بلعت ريقها بتوتر اخفته في صدرها و تكلمت ببرود خارجي : افا عليتس كل شي نعرفه وشتبين بس!
الجازي حست بملل من مشاكل ريم واميره اللي ما تخلص خذت نفسها وراحت لغرفتها ترتب بعض الاغراض وتشوف عيالها..
ام سياف بعصبيه : ما عاد لي احترام ولا تقدير ابد كني ورع من بينكم !
قامت بغضب رفعت ريم عيونها لـ اميره ناظرتها بحقد لكن اميره تجاهلت النظر وسط عيونها " ما راح اعطيتس اللي تبينه يا ريـم ما راح تخربين حياتي ابد ما راح اسمح لتس "
سيف دخل البيت وهو مبتسم سلم على ريم وحب راس اميره واخذ منها فيصل ، حست بغصه تنحر ضلوعها من الغبنه ، كيف يحبها على راسها كذا ويقدرها ويحترمها وهي تخونه رجعت ظهرها للخلف وهي تحس انها بدت تتعب من هالسر اللي كتم على صدرها وذبحها ..
سيف ناظر ريم بضحكه وهو يرفع اصابع فيصل : تشوف عمتك ذي ابيك لا كبرت تتوطاها
ريم ميلت شفايفها بغرور : ما يمديك ولدي بيجي بيكسر سنون ورعك ذا ابو خدود
سيف : ما يمديكم على ولدي هذا ولد اميره من يقدر عليه بالله !
ريم ناظرته بغبنه واشاحت ببصرها لـ اميره : وولد محمد من بيقدر عليه !
تكهرب جسمها من طاريه وخاصة بوجود سيف ألتفت سيف لأميره الصامته تلقائياً نزل عيونه لكف يدها اليمين مسك يدها وهو يشوفها ترجف ناظرها بأستغراب وخوف : حبيبتي وشفيتس؟
وقفت مثل المسلوعه ناظرت له بنظرات غير مفهومه : بروح للشقه عندي شغل انتبه لفيصل!
هز راسه بهدوء وهو متضايق على حالها ..
راحت للشقه وتلقائياً دخلت لغرفتها وقفلت الباب بكل قوتها رفعت يدينها لأذانها وبكت بأنهيار وهي تحاول تمحي من قلبها كل الكلام اللي تسمعه من ريم ، تهديداتها المُستمره تخويفها لأميره دايم كانت تلوي ذراعها بكل مره تجي وتنجبر اميره على الصمت!
رفعت جوالها من على السرير وأتصلت على أول إنسانه جت ببالها تحتاج أنها تتكلم تبي ترتاح ، بتموت من صمتها بتموت من ذا السكوت ..
ثواني وردت عليها ما تدري كيف تبدأ هالحوار ما تدري أصلًا كيف اتصلت ما فكرت بشي وقتها !
كانت بس تبي تطيح ذا الحمل من صدرها تعبت من حياتها تعبت من ماضيها من حاضرها ومن مستقبلها ..
ليه دايم الحـزن يلاحقني ! حتى لمن رضيت بالهم ما رضا الهم فيني !
تكلمت بغصه ودموعها تنهمر على خدها بأنهاك : رضيت فيه رضيت بحياتي البائسه معاه رضيت بخسارتي سامحت أبوي سامحت فهد ليه الحياه ما تبي لي الضحكه ليه محسوده أنا على ضحكتي!
الهنوف حست بحزن اختها يلمس روحها ويتوسد ضلوعها ، تكلمت بصوت مكسور : ما تـدرين يا اميره ! ما تـدرين عن بكره ما تدرين ربي وش بيعطيتس من ذا الحياه لا تهتمين لأحد !
اميره تكلمت بأنهيار : متى اهتميت متى ! هم اللي يلاحقوني لو شفتي كيف تكلمني كيف تناظرني تهددني انها بتفضحني قدام سيف ، طيب انا والله ما عاد ابيه والله انا راضيه بسيف وبحياتي معاه ليه ما تتركني بحالي!
الهنوف بضيقه : طيب ليه ما تقولين لسيف عن كل شي ! قولي له انه إعجاب طفوله مو اكثر لا تخلينها تلوي ذراعتس كذا !
اميره تكلمت برعب وهي تتخيل لو بتقول لسيف عن كل شي وش بتكون ردة فعله ! يذبحها ولا يذبح نفسه اهٰـه يا مرارة شعورها : مريضه انتي ! وشتبيني اقول له اقوله اني احب محمد ! محمد رفيق سيف من كانوا ورعان قسم بالله تعبت تعبت اهـه......
قفلت الجوال بذُعر متأكدة أنها سمعت حَس أحد رفعت يدها اليمين لصدرها وهي تردد برعب " يا ا ا ا رب لا يكون هو يا ا ا ا رب " طلعت من الغرفة بعد ما فتحت الباب ووقفت في محلها..
بهتت ملامحها وتحولت لملامح جامده واقف قدامها بوجه ذابل ملامح غريبه ما تعرفها ما كان فيه شي مسموع كان صمت حاد صمت شديد يحف ارجاء الشقه ما كان فيه شي مسموع في ذا المكان الا صوت أنفاسه المُتلخبطه همس بصوت واطي : تحـ.. تحبينه تحبين اخوي وخويي محمد
من هول الموقف ما قدرت ترمش بعيونها ناظرت لعيونه اللي تحولت للون الأحمر رفع يدينها المُرتجفه أمام وجهها وتكلم بأندهاش وهو مبتسم : اميره ليه ما تبيني ابوي جبرني عليك ليه تمنعيني من حقي الشرعي مو متقبلتك ليه ما تناظرين بوجهي وتهتمين فيني ما احبك طلعتي تحبين رفيقي..
رجعت خطوتين للوراء فقدت السيطره على نفسها ماقدرت تتحكم بجسدها تحس بضعف يغزوا روحها تحس بوهن أو بمعنى أصح تحس بغثيان يرتفع
لمعدتها !
قبل تروح لدورة المياه اعزكم الله تستفرغ جميع ما حوت عليه معدتها نهرها وهو يمسكها مع ذراعيها الأيمن والأيسر هـزها له بعنف وهو يسمح لجميع مشاعره تخرج من صدره دون تزييف أو كتمان .. حـزنه ضيقته قهره وزعله وغيرته وخيبته ألف شعور وشعور يخنقون روحه دون اي رحمه او ماويه ألف شعور يخنق روحه ويذبحه بهاللحظة صرخ بـغبنه وهو يناظرها بغضب شديد بلا وعي منه : ليه محمد ليه محمد ما لقيتي الا محمد تحبينه هذا اخوي هذا اخوي تعرفين وشمعنى اخوي..
رفع يدينه لشعره وهو يشده بكل قهره وضحك بخيبه هدت ضلوع صدره وهو يتذكر المواقف اللي تصير معاه يوم يجيب طاري اسمه قدامها كيف تتغير ملامحها ويضيق صدرها تكلم بأندهاش : يعني كل هالضيقه يوم زواجه كانت عشان بس اللي حبيتيه راح تكلمي تكلمي !!
رفعت يدها لمعدتها اللي تعتصرها بوجع حست بألم يذبحها وطاحت على الأرضيه مُجبره ما قدرت تقاوم شعورها بالوهن بالعجز والضعف!
عندها كلام كثير تقدر تقوله بس وضعها ما يسمح هو يحبها وجرب عذاب الحُب جرب عذاب صدها وحرمانه منها وهي وسط داره وبين يدينه !
ماتت الحروف على شفايفها المُرتجفه .. ماتت الكلمات والجُمل جميعها ماتت حروف اللغة العربية الثمان والعشرون حرف لم تعد لها جدوى في هاللحظه!
عاد فيه شي ينقال عاد فيه جرح اقوى من جرحها لـه عاد فيه عذر ينسمع !
وش يدمل هالجرح وش يخفي آثار جرحها من ملامحه من صوته من نظرات عيونه من ايماءات جسده الهزيل !
تكلمت بصوتها المبوح وهي تقاوم الضغط النفسي اللي يغزوها تعبانه لأقصى حد : والله العظيم أبيك تكفى خلنا نتفاهم تكفى اسمع مني تكفى سيف !
سيف ناظرها بخيبه وهو يشعر بمذاق مُـر وسط جوفه بأعتقادي أنه شعوره بالخيبه تكلم بكلمات مُتقطعه من الإنهاك اللي حطم صدره : ظني ان ما عاد بينا كلام نتفاهم عليه ابد انتي...
كتمت كلمته قبل يتفوه فيها ناظرت لعيونه بنظرات رمـاديه بدون ملامح ، قد بلغ منها الحـزن مَبلغاً : حبيته ايه انت اكثر واحد يعرف ان الحب مو بأيدينا بس حبيتك والله حبيتك تكفى لا تاخذني بذنب قلبي تكفى سيف..
وفي أوج انهيارها صفعها بجميع آلامه وخيبته وغيرته وقهره على خدها المُبلل بفعل الدموع اللي تنهمر من محاجرها بغزاره ، رفعها لمستوى صدره وقرب وجهها لوجهه وهو يضغط على فكها بيده اليُمنى تجاهلت جميع الآلام اللي تحس فيها ألـم خسارته لا يُضاهيه ألـم تكلمت بصعوبه وهي تحاول تتحرر من قبضة يده الضخمة على فكها : تكفى لا تتركني تكفى لا تطلق وانت ما سمعت مني شي لا تخليـني سيف تكفى..
ناظر لمحاجرها لآخر مره وأنهالت على خده دمعه أشبه بجمره أحرقت جفن عينه وخـده وهدمت كل شي بصدره ناظرها بخيبه عظيمه وأنكسار بان عليه من وقفته ونظرته وصوته همس بنبره ثقيله أثر لوعته وغصه قطعت معاليق صدره : انتي طالق...
عارفه إنّ الليالي - بـ اللقا - دايم : شحيحة )؛
وانّك تقدّس غرامي ؟ مثل : تقديس الشعائر
وعارفه إنّك ..معوّد وإنّ هقْواتي .. صحيحة
بإنْك بـ تبصّر بي - عيون - الفرح لو هي ضرائر
جيتني جيّه - عظيمة -تشبه لـ جيّة : نصيحة
ردّت المذنب عن النار .. و عن ذنوبٍ كبائر .
البارت الأربعون
مَرت عليها نصف ساعه بدون إدراك كافٍ منها ان سيف اللي كان زوجها صار طليقها واللي يربطهم في بعض أبنهم " فيصل " بس !
رفعت عيونها شديدة الاحمرار من شدة البكاء للخلف وأستندت على شي أشد ثبات رفعت نفسها وهي تستمد قوتها من مقبض الباب حق الغرفه !
ما كان فيه شي يهمها أبد واللي يهمها خسرته ما تبي تاخذ شي أصلًا ، آخر شي تتدكره كلمته لمن قالها بصوت يكاد يُسمع من عمق بحته " انتظرتس بالسياره "
مشت بخطواتها المُترنحه ووقفت أمام دولابها بحزن عارم يخيم على عيونها ما عندها أدنى قدره أنها تسيطر على دموعها أخذت أول عبايه طاحت عينها عليها ولبستها بطريقة مُبعثره وبصعوبه شديده جمعت شعرها ودخلته داخل العبايه ولبست طرحتها ونقابها !
وبدون اي إرادة منها وقفت إمام غرفتها ناظرتها بأنكسار أول فكرة تسلطنت على قلبها هي ذكرياتها معاه في هالدار كم مره رفضته وسمعته كلمات ثقيله مُره وشافت منه حُب ورحابة صدر وتلبيه لكل رغباتها ما كانت تتخيل بيوم أنها ممكن تحبه ، سيف الأنسان البغيض في داخلها كيف صار اليوم حبيبها !
طلعت من الغرفة وناظرت للصاله شافت فيصل نايم والدموع تنهمر على خده الأبيض الناعم انثنت على ركبتيها امامه ووضعت راسها في حضنه وهمست بصوت مُتحشرج والدموع تأخذ مجراها على خدها : تحس فيني وتبكي معاي ! سامحني انا ما استاهل أكون أم ما استاهل والله ، انا مجهوله في ذا الحياه حتى مالي أهل ألا أبوي وأبوي ما ضيعني انا اللي ضيعت نفسي وضيعتك معاي لمن رضيت أني أعيش على الاطلال والوهم سامحني فيصل سامحني تكفى..
صحى فيصل للمره العشر وهو يبكي بُكاء حاد وكأنه يعترض على اللي صار !
رفعته لحضنها وهي تحاول تهديه بتمتمات هي بنفسها مو فاهمتها ولا تدري وشتقول مسحت دموعه وهي تقبل عيونه اللي غفت على صدرها انحنت وهي تاخذ جوالها اللي على الطاوله وخرجت من الشقه بصعوبه وهي تموت ألف مره بفعل الذكريات اللي تهاجمها بشراسه....
مّشت بخطوات بطيئه وللأسف أنها لمحت ريم في طريقها اللي كان وجهها مخطوف لـونه من شافت الدموع اللي موسومه على عيون اميره حّست أن صاير شي كانت تحاول تشيل من بالها فكرة ان سيف يكون طلق اميره لإن عرف بحقيقة مشاعرها لمحمد ، هي دايم تحدها على هالشي وأميره جريئه ما بتسكت وتتركها تبتزها وتهددها بمحمد تكلمت بخوف وتردد : شصاير اميره ليه تبكين!
ناظرتها أميره بأنكسار غير معهود من أميره وقالت بنبره مليئه بالغِل والقهر : الله لا يسامحتس ولا يبيحتس...
طلعت اميره من البيت بالكامل بعد جُملتها الاخيره لريم اللي كانت تناظر لخطواتها البعيده عنها وعرفت أنهم تطلقوا بسببها جلست على أقرب مكان وهي تحط يدينها على وجهها بصدمه وسرعان ما أنغمست في بكاء عميق والندم ينهش ضلوع صدرها ويذبحها...
—
مَشت بخطوات مُتأنيه وهي تخفي قدر المستطاع صوت كعبها على الأرضية بانت على ثغرها إبتسامه عَذبه وهي تلمح مظهرها الأنيق من بعيد بأحد المرايا كانت جميله ومُلفته ، من فرط أنوثتها تُجبر أصلب الرجال على الالتفات إليها وتأمل تفاصيلها !
وقفت خلف الكُرسي تماماً وطاحت عيونها على الاب توب اللي امامه بضجر ..!
ألتفت للخلف من شعر برائحة عطرها وراء ظهره وصوت أنفاسها السريعة أيضاً..قاطعت موجة التأمل صوتها الانثوي : قلت نعيد الذكريات !
ناظرها بأنبهار وإعجاب هو يشوفها مُرتديه الفستان الأبيض والحِذاء حق زواجهم أسند ظهره على الكرسي المصنوع بأتقان من الجلد الأبيض ، مشت بتأني ووقفت امامه وهي تاخذ الاب توب وتغلقه وتناظر لعيونه بتأمل وحُب أتضح بعيونها أسندت يدينها على ركبته : تدري أشتقت لبداية زواجنا كنت أحسب الزواج كله حُب ومشاعر طلعات وسفريات ما دريت أنه كذا !
ناظرها بفضول وهو ياخذها ويجلسها على ركبته : أفهم ان الزواج مو جايز لتس!
المها بأبتسامه مُشرقه : الا والله جايز بس تعرف مسؤوليه وتعبت من أشياء كثير!
سياف ناظرها بتفهم : المسؤوليه شي طبيعي بس وش اللي تعبتي منه ؟
المها سمحت لمشاعرها تطلع بدون تزييف : غيرتي أحس آخر القصه بتموت بسببها !
أبتسم سياف وهو يلعب بغرتها الكيرلي : انـا الموت لو كان على يديتس راضي فيه بس لو تخففين شوي من الغيره عشانتس ! انتي تغارين من موظفات عندي ومن مُنافسات وسيدات أعمال تدرين ان علاقتنا كلها عشان العمل مو أكثر!
المها بأندفاع : تكفى سياف لا تقولها وكأنها شي عادي !
سياف بهدوء : انا ابي تتطمنين ان علاقتنا عمل مو أكثر ابي اريح هذا " أشر على عقلها "
المها ناظرته بحزن : وقلبي وش يهديه تدري من تطلع من البيت لين ترجع وانا اتخيل انك تجلس مع وحده وتسولف معاها تضحك معاها !!
سياف قبل كفها اللي وسط كفه الأيسر وناظرها بهيام : انا ضحكتي للناس مُجامله انتي الوحيده اللي ضحكتي لها حقيقه !
ناظرت لعيونه بنظرات تصرخ هياماً وعشقاً ومن ثمَ حاوطت ذراعيها خلف رقبته : انا ما احتاج شي من هالحياه غير وجودك أنت بحياتي !
سياف أبتسم وهو يمسح على شعرها وظهرها بحنيه : الله لا يفرقنا ، بسم الله عليتس وش هالعقل والهدوء أبيتس كذا على طول تفهمين زوجتس وتعذرينه!
قبل تتفوه بكلمه واحدة سمعوا صوت بُكاء إيفا من الغرفه ناظرته بوجه عابس وهي تكتم البُكاء بصدرها : بنتك بعد اللي ما عندها شي تسويه الا انها تبكي وتخرب علي كل لحظاتي الحلوه تعبتني بعد لا تنسى!
ضحك سياف على هيئة المها اللي حذفت الكعب على الأرضية وراحت للغرفه بأنزعاج..
—
بالكاد أستطاعت تجر خطواتها خارج المنزل فتحت باب السياره بهلع ركبت في المقعد الخلفي بألم وبحضنها طفلها الصغير " ذنب قلبها " مثل ما سمته في مخيلتها !
وش فائدة المقعد الأمامي إذا هو اللي أختار بأرادته انه ما يشوفها لو كانت أقرب له من زرار ثوبه رفع رأسه من الدركسون بثقل وتمردت على بحته القويه تنهيده طويله فتحت المجرى لباقي تنهيداته المكبوته بصدره أنها تخرج من بعدها !
ولسوء الحظ تصادفت أعينهم في بعض بمراية السياره الأمامية كانت عيونه شديدة الأحمرار يبكي بكاء شديد وكأنه ميت له ولد أبعد عيونه عن عيونها بسرعه عجيبه وكأنه أذنب بحق نفسه وهو يناظرها !
مّشى بالسياره لمسافات بعيده طريق طويل ما تعرفه هذا مو طريق بيتها ! هي متأكده ان هالمكان غريب عليها ولا تدري لوين يودي!
مسحت عيونها بتوتر وسرعان ما صدح صوت بكاء فيصل بالسياره ناظرت للمكان بخوف كان ظلام دامس " أخذها لصحراء مُظلمه "
همس بصوت مبحوح : استغفرالله .
وقف السيارة ونزل منها بأنهاك شديد ترك الباب مفتوح وراح لها حّست بعظامها تنشل " الفكره الوحيده اللي استولت على تفكيرها ، انه بيقتلها "
" يقتلني في الصحراء الخالية من البشر من بيلقي لروحها آثر هنا أو بيلقي لجثمانها بال ! في قرارة نفسها عندها يقين تام انها مجهوله متأكده ان محد بيبكي عليها غيره ! طيب ليه يبي يقتلها وينفيها من الوجود وهو عارف انه بيبكي عليها أبد الدهر ! "
تيبست أطرافها من شافته يقرب منها أكثر ويفتح الباب الخلفي اللي من جهتها ناظر ليدينها لدقايق تكلم بنبره هزيله : عطيني فيصل
همست بنبره مهزوزه وهي فاقده السيطره على جوارحها : ما اقدر
أخذه من بين يديها المُتيبسه ورفعه لصدره بصعوبه ناظرت لظهره برهبه وبتعجب في آن واحد عجزت تفهمه طيب ليه يجيبها لذا المكان إذًا ما يبي يقتلها ليه يخفي دموعه عن الكل وحتى عنها ، يمكن لأنها اليوم صارت غريبه من ضمن الغرباء محطة عبور فرصه ضائعه أي شي سوى انه يعرفها !
أنثنى على ركبتيه وهو ياخذ فيصل لحضنه ويبكي بُكاء مرير جرح معاليق قلبه أكثر حاجتين توجعه أنه محمد ورائحة عطرها على فيصل!
انغمس فيصل أيضاً بـبكاء مرير ألتفتت بعيونها صوبهم شافتهم بالأسفل يبكون مع بعض كأن سيف رجع عمره خمس سنين مو بالثلاثين كان يبكي بأنهيار شديد ويتكلم بكلمات غير مفهومه الكلمه الوحيده اللي سمعتها من شدة ما كان يرددها " ليه " ويضرب صدره بقوه !
رجعت ظهرها على المرتبه وهي تناظر للظلام حوالينها وبالحقيقة هي ما كانت تشوف هالظلام ظلام ، كانت تشوفه ألم أنكسار أنهيار ..
بعد حوار مطول مع نفسها قررت انها تنزل له بحجة انها بتاخذ فيصل اللي قاعد يبكي بأنهيار وبالحقيقه هي بتنزل بتشوف هو بيتقبلها ولا خلاص بيرميها برا حياته للأبد..
نزلت من السياره وهي تمشي بخطوات بطيئه ما تبي تزعجه حتى بخطواتها لكن بالواقع هي ازعجته بريحتها اللي سبقتها ونبهته انها قريبه ، انحنت بدون ما تجلس وناظرت له وهي تمد يدينها : اعطني فيصل..
من سمع صوتها حضن فيصل لصدره بتَملك وناظرها بنظرات غريبه وصرخ عليها بغبنه : ارجعي للسياره ارجعععععي لا تنزلين ارجعي للسياره
اميره تكلمّت بنبره مبحوحه من البكـاء : طيب برجع بس اعطيني فيصل بسوي له حليب جوعان!
سيف تكلم بقهر وهو يصارخ عليها : ما راح يموووت ما راح يموت انا عشت طول عمري وانا جوعان ما مت ارجعي ولا تنزلين بسرعه
ناظرته اميره لدقايق قصيره وبعدها رجعت للسياره جلست بغبنه وهي تفتح جوالها أنصدمت من الوقت كانت الساعه ٤:٣٢ الفجر شافت رسايل من ريم كثيره توصل لـ ٤٨ رساله كان اغلبها اعتذار ، وفيه رساله مكتوب فيها " امي تقول وين رحتوا مع هالليل " دخلت على رسايلها وشافتها وطلعت بدون ما ترد عليها .. همست بصوت متحشرج : حسبي الله عليتس يا ريم الله لا يوفقتس مع ذا الليل ..
انصدمت وهي تشوف سيف يفتح الباب حقها رفع فيصل وهو يحطه بحضنها ويمسح على شعره ناظر له بألم بدون ما يناظرها : اعطيه حليب انا بصلي الفجر وبجي وباخذتس لبيت عمي ناصر..
ناظرت لعيونه بصدمه شافته وهو يقفل الباب ويروح لمكان بعيد ما قدرت تشيل عيونها عنه من صدمتها !
كيف بيرجعني يعني خلاص بيطلقني ما بيرجعني له !
نزلت عيونها لولدها اللي نام والدموع واسمه اثرها على خدوده الورديه همست بصوت مبحوح وهي تبكي بنحيب : ليه انا حظي كذا ليه اي شي ابيه ما يبيني اي شي احبه يتركني!
أنهارت بالبكاء أكثر وللأسف ان فيصل صحى وبكى معاها حضنته لصدرها وهي ترجف رجفه قويه مسحت دموعه لكن طاحت دمعتها على خـده همست بصوت مبحوح وهي تحطه بجنبها : سامحني يا ماما سامحني انا ام سيئه بس أكيد بابا بيرجعني ما راح يخلينا ويروح انا اعرفه..
"عشت العمر تايه ومتغرّب إحساس
شفت بحياتي كل شي .. إلّا حياتي "
—
في زحمة كوابيسها اللي تداهمها هالفتره صحت على كابوس فضيع حطت يدها على حلقها الناشف ومسحت بيدينها على وجهها وهي تردد بمراره : اعوذ بالله من الشيطان اعوذ بالله منك يا ابليس!
فهد ناظرها وتكلم بصوت نعسان : وشفيتس !
ميساء حست بخوف لكن ما حبت تزعجه بس بعد ما شافت الساعه تذكرت ان الصلاه دخل وقتها : ولا شي ترا أذن الفجر بروح أصلي قمّ صل ..
بعد ما صلت وهو بعد صلى صلاة الفجر انسدحت على الكنبه وهي تناظر للسقف بتفكير اهلكها كانت تجيها افكار ان بنتها جالسه ينازعها الموت وقرب يومها ، جاء من وراها فهد وناظرها بتفحص : بتنامين ولا بتجلسين
ميساء ناظرته بأرهاق : لا بروح اشوف بنتي بعد شوي !
فهد قطب جبينه وهو يناظرها بأستغراب : متى بعد شوي بروح لها تسع !
ميساء تحارب دموعها : قلبي مو مرتاح ابي أشوفها أحسها تحتاجني اللحين!
فهد بطولة بال : متى يتقوى هالقلب ! كم مره رحنا لها هالوقت وطلعت نايمه ومافيها شي!
ميساء تجاهلت كلامه الاول وناظرت لعيونه برجاء : أدري بس المره ذي غير انا حاسه ان فيها شي والله العظيم!
فهد ناظرها بغضب : طيب انا بنفسي بروح الساعه ٩ بشوف دكتورها وبتطمن عليها خلاص!
ميساء بقهر : لا مو خلاص انا ابي اروح اللحين ابي اشوفها انا متأكده ان بنتي فيها شي انت ليه ما توديني تراها بنتك !
فهد ناظرها بغضب : دوري لتس احد يوديتس انا بنام..
ميساء تذكرت ان ديم معاها سياره : بروح مع اختي
فهد مشى للسرير يبي ينام تكلم بنبره غاضبه : زين روحي معاها بس فيه شي اذا عتبت رجلتس برا الباب ترا انتي طالق يلا تصبحين على خير..
ناظرت له بصدمه وراحت للطاوله اللي بغرفتها خذت جوالها واتصلت على المشتشفى كذا مره ما احد رد جلست على الكنبه وهي تبكي وتدعي لبنتها ناظرت للسرير بزعل وهي تشوفه نام ، مسحت دموعها وهي تسند راسها على الكنبه وتنام بدون ما تحس بنفسها ليلة أمس ما نامت من الكوابيس اللي ازعجتها بالحيل ..
—
طلعت من المطبخ وهي تستغفر وتهلل ناظرت للهنوف اللي تسوي القهوه لـ ابوها اللي جالس بالحوش ومشغل الراديو يسمع لـ سورة البقره بصوت القارئ عبدالباسط عبد الصمد رحمه الله ..
ام سند بهدوء : صبحك الله بالخير ..
ابو سند بذات الهدوء : صبحتس الله بالنور العيال وينهم ما شفتهم صلوا بالمسجد اليوم ..
ام سند : فيصل طالع مع اخوياه ما رجع للحين وفهد والله مدري عنه استحي اروح له اقومه..
ابو سند : الله يهديهم بس القهوه وينها ..
ام سند : هاللحين تجيبها البنت وشلونك من اللي يوجعك براسك عساه طاب !
ابو سند : والله للحين يوجعني وزايد علي بس مابي اخرع العيال واقلقهم
ام سند بضيقه : والله ما يصير هاللي تسويه انا بعلم فيصل يوديك للمستشفى لا رجع للبيت..
ابو سند : ما ادانيها ابد خليها تمرح عني الله اللي بيشفيني ان شاء الله بلياها ..
ام سند سكتت بضيق ودقايق وجايه الهنوف اللي حطت القهوه قدامهم وحبت راس ابوها : صباح الخير يبه
ابو سند : الله يصبحتس بالنور يا بنيتي انتي ما نمتي البارحه !
الهنوف ابتسمت وهي تصب لهم قهوه : لا ما جاء لي نوم والله ..
ابو سند : ماهو زين السهر يجيب الأمراض ويخلي الانسان كسلان..
ام سند بتأييد : انشهد انك صادق بس هالجيل ما ينامون الا تالي هالليل ..
ابو سند : والله مشكله
—
عَدت ساعه كامله وهو ما جاء ولا بان له أثر حَست بخوف وأوهام تجيها وتبعد من بالها الراحه ناظرت لـ فيصل اللي نايم وهي متمسكه فيه وتقرأ المعوذات بذُعر ..
وأخيراً جاء مّشى بخطوات بطيئه دخل السياره وأنتبه لدموعها نزل راسه وهو يشغل السياره وأبعد المرايه عنها مّشت السياره وكأنها قاعده تمشي على قلبها كان يمشي ببطء وكأنه حاس بشعورها ..
كانت السماء صافيه ولونها شبه أزرق وتغطيها النجوم منظر يستدعي التأمل لكن قلبها مو مع الدنيا كلها قلبها معه هو ..
ما تبي الوقت يعدي بسرعه وهي معاه وهي تدري ان هذي لحظتهم الاخيره مع بعض ، قطع هالصمت صوته المبحوح : اذا احد سألتس ليه تطلقنا بتقولين لهم ان ما بينا تفاهم وهذا الحل الوحيد وكلن راح لحال سبيله..
ناظرت له بأنكسار وبكت بصوت مسموع بدون ما تحس بنفسها ما قدرت تكتم دموعها أكثر من كذا تنحنح وهو يسوق ويحاول يقوي قلبه ..
لكن قلبه قلبه يبي يتطمن عليها رغم كل اللي سوته واللي صار ، صوب المرايه لها وشافها منزله راسها بحضن فيصل وتبكي ، والله العظيم انه ما تمنى بهاللحظه شي الا ان هالحضن اللي يشيلها ويكفكف دموعها هو حضنه ، ووالله العظيم ان دمعه وحده منها بنظره كانت تعادل كل دموعه اللي جلس يهلها ساعات متواصله ، دخلوا للمنطقه وقرب من الحاره اللي ساكنين فيها أهل اميره ودقايق وهم قدام الباب ناظرها بضيقه : اعطيني فيصل ..
اميره مدت له فيصل بحيل مهدود ، سيف قبل جبينه وخشمه وناظر للطريق اللي قدامه : فيصل بيجيه مصروفه كل شهر ولا بينقص عليه شي وإذا احتجتي شي علمي احد يقولي معاتس ارقام خواتي كلهم ، هذا ولدي..
ناطرت له بألم جرح صدرها بدون رحمه ولا ماويه وشالت عيونها عنه مو قادره تجلس هنا أكثرمن كذا تبي تدفن نفسها بسريرها لين تستوعب كل اللي صار او بالأساس هي ما تبي تستوعب هي تبي تهرب تهرب من مشاعرها وتعبها وخسارتها..
من سمع صوت الباب اللي انفتح ناظرها وازاح بصره عنها : اميره
اميره رفعت عيونها له وهي تمسح دموعها : هلا
سيف بغصه : الله يسامحتس ويبيح منتس ويوفقتس ان شاءالله..
قفلت باب السياره مثل الملسوعه كلامه لها كان يشبه السم فتت الحياه بصميم جوفها وأنهاها ، شافت أبوها يفتح الباب بعد ما سمع صوت السياره ناظرها بأستغراب : اميره !
اميره حبت راس ابوها ودخلت داخل البيت بدون كلام شافت ام سند والهنوف اللي ناظروها برعب وصدمه وتجاهلت الكل ودخلت غرفتها وهي تقفل الباب بالمفتاح ، دفنت نفسها في سريرها وهي تبكي بصوت مسموع ، تبكي قهرها وسنينها وحياتها وحظها تبكي سيف اللي حبها ويحبها وسامحها وهي ما تستاهل منه السماح وتبكي ولدها اللي ضيعته وضيعت حياته ومستقبله تبكي بيتها اللي ماقدرت تحافظ عليه تبكي أمها تبكيها وكأنها ميته اليوم كانت تحتاج امها تحتاجها أكثر من كل شي بذا الدنيا..
نزل من السياره وقرب من عمه وبيده ولده فيصل وحب راسه : السلام عليكم كيف حالك عساك طيب
ابو سند بتوتر : وعليكم السلام طيب ان شاء الله عسى ماشر علامها البنت علامه حالكم هاللون !
سيف بضيق : ماعليه ياعمي تشوف لي طريق ابدخل ابيك بشي
ابو سند بترقب : حياك الله تعال بالحوش القهوه والمه
سيف : ابقاك الله
بعد السلام والسؤال ناظره سيف بأرهاق : والله يا عمي مدري وش اني بقول لكن بقولك اللي صار وان شاءالله انك بتعذرني انا يا عمي بنت عمي ماهي رخيصه بعيوني ولا قدرها هين عندي لكن ما الله كتب لنا حياه مع بعض ما الله حط بينا توافق ولا تفاهم بشي والعيب والله ماهو فيها ولا فيني لكن القدر له راي وانا طلقتها بعد ما جلسنا مع بعض وقررنا ذا القرار وولدي ماني مقصر عليه بشي ابد ..
ابو سند حط يده على راسه وهو يحس بكتمه بصدره والصداع يزيد : لا إله الا الله لا إله الا الله وشتقول يا ولد وشصاير انا عارف بنتي ابخصها زين لا يكون مزعجتك بـ لسانها
سيف بأستعجال : لا والله يا عمي وجهها ابيض والله اني ما شفت منها شي لكن ما توافقنا مع بعض ما لنا بالطيب نصيب تكفى يا عمي لا تكلمها هي اكيد هاللحين نفسيتها تعبانه الطلاق ماهو هين عليها ولا علي لكن الله اراد لنا هالشي
ابو سند : عز الله ان اللي صار ماهو بشي بسيط لكن الله يهدي النفوس
سيف حط فيصل بجنب ابو سند وحب راس عمه ويده وناظره بأرهاق : المعذره والسموحه منك يا عمي عسى يومي قبل يومك لا تزعل علي واميره لا تكلمها والله يكتب لها ولي الخير ..
ابو سند بضيقه : الله يوفقك الله يوفقك يا ولدي والله اني اعرفك زين انت ما انت برجال أقشر ولا بك لفات انت رجل عاقل ومستقيم لكن الله يعوضكم خير
سيف بأرهاق : الله يطول بعمرك اشوفك على خير
ابو سند : الله يحفظك
راحت ام سند عند ابو سند لمن تأكدت ان سيف طلع وقفت قدامه بذُعر : شصاير علامهم البنت تبكي بدارها وشصاير الورع علامه هنا !
ابو سند بضيق : سيف طلقها امسكي الورع عطيه الهنوف وهاتي لي حبوب الضغط وهاتي ماء
ام سند ما قدرت تتكلم وهي تحس ابو سند بينهار بأي لحظه بس جالس يقاوم دخلت للبيت وبيدها فيصل اللي اخذته الهنوف وهي تناظر لأمها بخوف : يمه وشصاير وشفيها اميره ؟
ام سند بضيقهّ : رجلها طلقها هاتس الورع وانتبهي له انا بشوف ابوتس وشوي واجيتس
الهنوف خذت فيصل وجلست على الكنب بدون ردة فعل واضحه!
الصدمه شلت لسانها عن الكلام وما قدرت تتفوه بكلمه وحده ناظرت لفيصل شافته نايم راحت لغرفتها وحطته على سريرها..
وراحت لـ اميره وهي متوتره ومتضايقه عليها بالحيل وقفت ورا الباب وتكلمت بصوت واطي : اميره افتحي لي الباب ابيتس
اميره بعدت اللحاف عن وجهها وهي تغرق بالبكاء اكثر واكثر مسحت دموعها ونزلت طرحتها على السرير ورجعت شعرها للخلف وراحت للباب وفتحته وجلست على السرير ..
الهنوف ناظرت ليدها المُرتجفه ورفعتها وقبلتها وقبل اي حوار حضنتها وهي تحس انها ما تحتاج اختها شي بهاللحظه الا حضن يخفف عليها مواجعها بكت اميره بأنهيار شديد..
الهنوف كتمت حزنها وسط صدرها ومسحت على شعر اميره وظهرها بأنهاك وتكلمت بنبره مُتعبه : بسم الله عليتس
اميره تكلمت بأنهيار : عرف بكل شي عرف اني كنت احب محمد وكنت امنعه من نفسي عشان محمد
الهنوف برعب : كيف لا يكون سمعتس وانتي تكلميني
اميره بأنهيار : ايه سمعني سمعني كله من ريم ريم الحيوانه الله لا يوفقها تهددني طول الوقت انها بتقول له ترمي علي كلام دايم وتقولي اني خاينه وما استاهله والله العظيم ما خنته والله
الهنوف أبعدت اميره عنها وهي تناظر لوجهها الذابل وعيونها المُنهكه من كثر البكاء مسحت دموعها وناظرت لها وهي تحاول تقوي نفسها وتمد اختها بقوه مضاعفه ما تبي تبكي قدامها هي اللحين مو بحاجة بكاء بحاجة وقفه واحتواء : اميره سيف والله العظيم بيرجع سيف يحبتس وبيردتس على ذمته بس عطيه وقت خلي اللي بصدره يهدأ ويفكر بـ ولده ويحط لتس عذر
اميره ببكاء مجروح : مالي عذر مالي عذر اذا بيرجعني فهو عشان فيصل بس انتي لو تشوفين كيف طلقني والله العظيم ما اعطاني مجال اشرح له شي ما سمع مني ما سمع
ام سند طقت الباب بضيق ودخلت شافت اميره اللي حالها يصعب على الكافر منهاره ومنزله عيونها للأرض والحزن يخيط ملامحه على وجهها : ما عليه يا بنتي ما عليه تصير تصير ان الرجال يطلق حرمته ويرجعها تصير لا يضيق صدرتس محد داري وين الخيره
الهنوف ناظرت لـ اميره بحزن : صادقه والله الله يهدي سركم ويجبر بقلوبكم ويكتب لكم الخير
ام سند بحزن : انتي بنتنا وذا بيتس ومحلتس انتي اللي تدخلين وعيالي كل ابوهم يطلعون
اميره بصوت مبحوح : وين فيصل ما شفته معاكم !
الهنوف ناظرتها بضيق : نايم حطيته بغرفتي
ام سند بضيقهّ : ارتاحي يا يمه ارتاحي هذي اختس بجنبتس تقوم معتس وتصحى معتس وانتي الحمدلله ما فيتس شي هذي أزمه وبتعدي وكلنا معتس انا بروح اشوف ابوكم اسوي له فطور واقابله لين ينام ..
الهنوف بضيق : تمام يمه ولا تشيلن هممها انا معاها
اميره رفعت عيونها للهنوف بعد ما طلعت ام سند : هاتي فيصل ابي اشوفه من البارحه وهو يبكي عذبناه معانا
الهنوف : ابشري ، دقيقه وهي داخله وفيصل بحضنها حطته على سرير اميره وناظرتها بمحاتاه شافت اميره تنسدح بجنبه وترفع اللحاف : بنام
الهنوف : طيب عطيني فيصل عنتس عشان ما يزعجتس وتنامين!
اميره حطت فيصل بجنبها وهي تدفن راسها في حضنه : لا خليه معاي ابيه قفلي الباب
الهنوف طلعت برا وقفلت الباب وهي تدعي بصدرها ان الله يجبر خاطرها ويلين قلب سيف عليها ..
حضنت فيصل وهي تشم ريحة سيف على ملابسه غمضت عيونها ونزلت دمعه حاره على خدها وهمست بصوت مَبحوح : أنت اللي بقيت لي منه..
غفت بعد نصف ساعه ولا كانت متوقعه انها بتنام من التفكير و التعب نامت بدون ما تحس بنفسها..
—
في تمام العاشره والنصف صباحاً رجع للمنزل وهو متثاقل خطوته التناهيد تخرج منه بدون ما يحس على حاله دخل عندها شافها للحين في مكانها نايمه وعليها بطانيه صغيره هو حطها عليها قبل يطلع ..
مّشى بخطوات مُتأنيه وجلس أمامها مسح على شعرها وسرعان ما أفاقت برعب و ناظرت لعيونه بذُعر : بنتي وشفيها ! !
فهد جلس بجنبها وناظر لها بضيقّ : ما فيها شي لا تخافين توني راجع من المستشفى
ميساء جلست تبكي بأنهيار وهي تناظر له : حلفتك بالله تقول الصدق
فهد بضيقهّ : الدكتور يقول أنها فقدت التنفس البارحه الساعه ٢ بالليل بس الحمدلله قدروا ينعشونها من جديد ورحت لها وشفتها نايمه ماعليها
ميساء زادت حدة بُكاها : قلت لك ان بنتي فيها شي قلت لك تكفى فهد بشوفها ودني لها الله يخليك لا تموت بنتي وانا ما شفتها ولا شبعت منها
فهد مسح على جبينه بأرهاق : طيب لو تخلينه العصر ! لأن هاللحين مافيه زياره بنروح على الفاضي!
ميساء برجاء : تكفى خلنا نجلس هناك الله يخليك نزلني نزلني وأرجع للبيت انا بجلس عندها لين يأذن العصر واشوفها تكفى فهد
فهد : ميساء مافيه زياره اللحين انا شفتها بطلوع الروح ترا ، انتي ارتاحي اللحين وصلي على النبي ولا جاء العصر بنروح لها انا وانتي لين ينتهي وقت الزياره!
ميساء مسحت دموعها وناظرت له بأرهاق : طيب شقال لك الدكتور
فهد بضيق : مافيه شي تغير على حالها عسى الله يشفيها ويرد لها صحتها
ميساء وقفت وهي ترفع شعرها بأنهاك : يارب ، بروح اسوي فطور ..
فهد أنسدح على الكنبه وهو يستغفر ويفكر ببنته كلمّ الدكتور وسأله لو وداها للخارج بيسوون لها شي قاله مافيه فايده ابد العلاج واحد بكل الدول ..
البارت الواحد والأربعون
يتبع ,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك