رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -26
ريم ناظرتها بعصبيه جنونيه : وأختي عادي يخرب بيتها انا ما اطيق اشوفتس ابد هنا ، كل ما اتخيل شكلتس اتذكر شكل سيف كيف واثق فيتس ويحبتس وأنتي أنتي يا الحقيره تخو....
ما كملت كلمتها من الكف اللي أنطبع على وجهها مسكتها مع معصمها وهي تهزها بغضب وخوف : أنا أشرف منتس أنا لو بخونه خنته اقدر أسوي اللي ابي اسويه محد يقدر يوقفني لكن انتي متضايقه على اختس وجايه تطلعين حرتس فيني!
دخل المطبخ بذهول وهو يناظر لـ ريم اللي حاطه أصابعها على وجهها وتناظر له بخوف وتوتر من شافت عروق جبينه بدت تبان وهي ما تطلع ألا إذًا عصب بشكل جنوني : وشصاير !
رجعت بخطواتها للخلف برعب وهي تناظر لـ ريم بذُعر ، ريم بلعت ريقها وناظرت لـ سيف بتوتر وهي تحاول تهدي من رجفتها : زوجتك مأثره عليها هرمونات الحمل أنا برجع لبيتي محمد بيجي شوي..
مّشت من قدامهم وراحت لغرفتها وهي ترجف من الخوف ، ما تدري سمعها او لا هي صدق زعلانه من اميره بس ما تبيها تتطلق من سيف !
ما تقدر تجلس أكثر من كذا تخاف تنكشف تخاف تصير مصيبه بسببها أتصلت على محمد بخوف : محمد تعال خذني انت تبيني أنام عندهم ترا طولت وأنت ما جيت!
محمد بنبرة رايقه : أشتقتي لي ؟ قولي ترا أنا مشتاق والله العظيم!
رفعت عيونها للسقف بعبره الخوف ذبحها وهو مشغول بمشاعره الفياضه اللي يكررها عليها يومياً ، هي تحبه مافيها شك هو زوجها بس اللحين هي خايفه من سيف تبي تطلع من هنا بأي طريقة وأن كانت غاضبة وغاضبة جداً !
هي صادقه صادقه لدرجة انها ما تقدر تتكلم بشي غير الصدق ولو حاولت أنها تخفي الحقائق أو تظللها عيونها تفضحها هي ما تبي تهدم بيت سيف ما تبي تجرحه ما تبي أثنين من عائلتها ينجرحون جرح أختها يكفيها أنها تزعل من الدنيا كلها هي ما تتحمل جرح آخر حزن آخر.. : محمد مو وقتك تعال أنتظرك بسرعه تعال خذني من هنا !
محمد تكلم بزعل مُتصنع : شفيتس معصبه ما دريت ان الحمل يخلي الوحده نفسيه كذا !
ريم تكلمّت بعبره وهي خايفه : محمد أقولك مستعجله ابي امشي وأنت تستخف دمك !
محمد : لا ترفعين صوتس طيب !
ريم بغبنه : ما أرفعه ما أرفعه بس تعال خذني أنتظرك لا تتأخر علي تكفى !
—
جلست على السرير بصمت وهي تناظر لـ يدينها بذهول من الموقف اللي صار ما تقدر تتكلم ما تدري هو سمع شي او لا ما تدري وهذا اللي ذابحها ،
طلعت من الغرفة وتمنت أنها ما طلعت شافته يناظر لجواله بغضب حاد ، قررت أنها تروح له مهما كلفها ثمن هالقرار .. يبي يذبحها !
هي ميته ميته من زمان ! ميته من اليوم اللي صارت ملك لـ أنسان غير محمد ، ولمن أبتسمت لها الحياه وفلت حجاجها وقالت زانت أنكشف أمرها أنكشف سرها لـه !
وجودها بهذي الدنيا كله عشانه هو وطفلها لكن دامه عرف أنها تحب محمد يذبحها ويذبح اللي ببطنها ويريحها من هالعناء يريحها من عذاب الضمير من الحزن والكتمان والقهر.. !
مافيها أدنى طاقه لـ اي شي جلست بجنبه وهي تناظر للفراغ اللي يناظر له وبعد أربع دقايق بالضبط ناظرت له تكلمت بصوت مبحوح : وشفيك؟
ناظرها بذهول من تصرفها : ليه رفعتي يدتس على ريم لــيه؟
حارت نظراتها وسط نظراته وأبهتت ملامح وجهها تكلمّت بصوت واطي : أنت سمعت شي!
ناظرها بغضب : لا و أبي انتي تعلميني ليه سويتي كذا !
بلعت غصتها وناظرت له بنظرات مُرهقه : أحلف ما سمعت شي !
فتح عيونه بأندهاش من خوفها منه : وش قايله أنتي ؟
حّست أنها أودت بنفسها للهلاك وراحت للموت برجلينها : ما صار شي
قبض على كف يدها وهو يعصره وسط كف يده الضخمه ناظرها بتهديد : تكلمي تكلمي أحسن لتس..
خفف من ضغطه عليها بعد ما سمع آهاتها المتوجعه : مافيه شي والله اتركني اترك يدي عورتني ، رفعت عيونها له وتكلمّت بخوف وتردد ، ريم زعلانه لأن سند طلق الجازي وتطلع حرتها فيني ما تحملت ضربتها و....
رد لها فعلتها بالضبط ، نفس الألم ألا انه اشد بمراحل مع ذلك ما حَست فيه!
ما تخيل أنه ممكن يجي اليوم اللي يمد يده عليها لكن ان اخته تنهان بهالطريقه منها هالشي ما يرضاه ابد!
حتى وأن كان يحبها طلع من الشقه وأخذ بكت الدخان معاه و نزل تحت شاف سيارة محمد جايه من بعيد ، ناظره بأبتسامه وهو يدفن كل شي بداخله : يالله تحيي النسيب وولد العم
محمد ناظره بأستغراب : الله يعافيك الله يعافيك شالاحوال ، سكت لثواني وناظره بأستغراب ، خاطرك ماهو بطيب يا ابو محمد عسى ما خلاف!
سيف ربت على كتفه وهو ينزل الزقاره من فمه للأرض ويدعس عليها بقدمه اليُمنى : لا تشيل هم وأنا اخوك تعال تقهوى القهوه والمه
محمد : الله يكثر خيرك والله مستعجل وراي دوام ومُرهق
سيف ضرب كتفه بزعل وسرعان ما اتضحت ضحكة محمد وطلعت ريم تكلم بغبنه : أنت شوضعك من بعد العرس صرت ما أشوفك
محمد أبتسم : شفت شفت كيف الدنيا دارت ، اركبي السياره يا مره ، أبد مشغولين نعرف ننشغل بعد مثل المسلمين
سيف تعدا من قدامه وراح للبيت : انقلع بس والله الشرهه على اللي مزوجك مدري ليه زوجتك وانا ادري انك خفيف!
ريم حمدت الله بداخلها ان سيف مبسوط ومرتاح ويسولف ويضحك مع محمد كعادته تأكدت انه ما سمع شي وهالشي ريحها لدرجه كبيره ..
دخل البيت بتشتت ما يدري وشيسوي بالضبط ، يحس أنه ضايع ضايع جداً أنسدح على كرسي طويل بالحوش لف شماغه حوالين راسه ، غصب عنه رفع عيونه للشقه شاف لمباتها مفتوحه..
يدري أنه بنهاية اليوم بيروح لها مهما كابر أو طول بجلسسته بذا المكان ..!
—
حست بأصابعه خلف ظهرها ناظرته برُعب وبانت أصوات شهقاتها المتتابعة أول ما طاحت عيونه عليها تنهد بضيقه وهو يخفف من قبضته على جسدها : صحيتي تعبتيني معاتس والله!
ناظرت بالغرفه بتفحص نزلت دموعها بغزاره وهي تشهق : وين بنتي..
سياف ناظرها بعصبيه : لا تذبحيني بخوفتس والله ما عاد اخذتس معاي على اللي صار تنثبرين بالسعوديه أبرك لنا !
المها ببكاء مكتوم : والله ما تجي هنا مره ثانيه انا وش جايبني هنا انا ليه جيت !
سياف ناظرها بغِل : وأنا من قال اني باخذتس معاي أصلاً بتجلسين بالسعوديه لين اجيتس تجلسين وتتحملين طبيعية شغلي..
مسحت دموعها ورفعت عيونها له بقهر: وأنت بس ذا اللي يهمك شغلك الله يلعن شغلك يا شيخ!
نزلت من السرير وتحركت من قدامه وراحت لبنتها " إيفا " اللي نايمه داخل سريرها الصغير وداخله بنومه عميقه مو حاسه بشي : بسم الله على بنتي يا ماما أنتِ بخير !
ناظرها بتهكم وأخذ المجلة وهو يحذفها على الطاولة الجانبيه : لا تصحينها ما ندري لو تبكي نسكتها ولا نسكت أمها !
المها ناظرته بشجاعه مُتصنعه : لا تخاف علي أنا بخير خاف على بنتك وخلنا نطلع من هنا أنت أب أنت الـ....!
قام بغضب ومسك يدها وسمع صوت صراخها وشتائمها يرتفعون لعمق أذنه ويحرقون صدره بدون إدراك منها .. ، وسرعان ما كتم صراخها حست براسها يصطدم بصدره العريض صرخت بحقد : أبعد عني يا حيوان
تكلم بنبرة غاضبة أرعبتها جداً : لا أنتي فقدتي عقلتس انا ترا سياف مو واحد من العصابه تعالي نامي وبكره بندور لنا مكان نذلف فيه..
محدودية تفكيرها وخوفها على بنتها أوهمتها انه صار ما يهتم لهم عاشوا ولا ماتوا همست بصوت واطي وهي تحارب دموعها ما تبي تبكي خلاص لهنا وبس : يا توديني للسعوديه يا تطلقني انا مابي أجلس هنا وش أبي بديرة كفار ما يصلون ولا يخافون ربي ابي السعوديه هذا قراي الاخير وماراح اتراجع وإذا...!
سياف أنكتم من تفكيرها وخوفها المُبالغ فيه اللي يشوف ماله مُبرر ، لا شعورياً رفع المخده على وجهها وكتمها فيها لبضع ثواني حس بضعف حركة يدينها واستسلامها السريع أبعد المخده عن وجهها وهو يحطها تحت راسها ويرفع لها اللحاف ويغطيها بعد ما دفن أحداث الليله وناموا بخوف لكن التعب أنهكها وأخذها النوم قبله وما طول ونام..
"لو الذي مابيني وبينك .. بلاد، قطعتها ولا شكيت المسافة"
لكن
بيني وبينك
جرح . . ما لمّه ضماد
وغربة مشاعر و إنكسار وحسا ا ا ا ا فة "
الرابعة فجراً وهياماً ~
"كل المشاعر اللي تهيمن على سُـلطان قلبه ! تأكد له أنه يحتاج شح ماها ولا نهر غيرها "
" عطاها بعيني " مطر " وأن شح السحاب
وعطى غيرها قليل وأن كان نهر جاري.."
أنـاهيد..
من نصف ساعه كان أهون عليه ينام على حصير ولا ينام على سريرها اللحين هو بينام معها لو على شوك المهم أنه لا لد بعينه شافها قباله!
دخل الشقه بهدوء وهو يتريث بمشيته كانت الشقه هاديه من الأصوات أنتبه لرائحة عطرها اللي أستحوذت على مُخيلته وتفاصيله وأخبرته عن محّلها !
في مكان هادئ ومظلم أحتضنها طوال فترة بقائها معاه كان ملجأها إذًا سرقت الأيام ضحكتها وزعلتها .. تتفيّأ فيه عن قيض مشاعرها المُلتهبة..
رفعت راسها وهي تلف للخلف بعد ما أنتبهت لوجوده خلفها رائحة السجائر هاجمت أنفها بأندفاع كان هزيل وكأنه بقايا سيجارة أُشتعلت بالكامل والآن تتساقط أرضاً..
شماغه مرمي على أكتافه بأهمال وشعره مرمي على جبينه كذلك ، تكلمّ بنبره غير مفهومه : ليش ما نمتي للحين أكيد تنتظرين الصلاه..
تكلمّت بأندفاع وبغرابة وهي تنثر عليه حروفها اللي خنقت روحها وأحساسها..: أيه .. وأنتظرك!
هاجم مسامعها صوت ضحكاته اللي أرتفعت بزياده ناظرها بأستياء وذهول: ما أقدر ما أقدر.
ناظرته بذهول من كلامه : ما تقدر تصدق! ، لانت ملامحها بحزن وقطعت المسافة من بينهم وسكنت ملامحها وسط نظراته المُنهكه ، سيف أحـ...
هجم عليها بأندفاعه المُعتاد اللي يمثل جزء من شخصيته قتل بقايا الحروف على شفاهها قبل لا تكتمل كلمتها .. يكفي إنه مات عشانها مرتين المره الأولى برفضها له كزوج والمره الثانية برفضها له كأب والمره هذي بتذبحه بسرابها وكذبتها العظيمة على نفسها !
يبي الحقيقه وأن كانت قاسيه وأن كانت شحيحه ما يبي يعيش بسراب وأوهام كفايه عليه العذاااب كفايـه : لا تقولينها ! أنتي تحتاجيني أنتي تبيني بس مو أكثر من كذا..
نزلت عينها للأرض بشتات و حيره ما يدري وشكثر حاولت تقولها عشان ما يتركها لنفسها ما يتركها لوحدتها ولأهلها اللي تركوها ببساطه وعند أول فرصه!
همست بصوت واطي وهي تحاول تشتت تفكيره : قلت بنتكلم بعدين ..أسم ولدنا..
ناظرها بأنهاك وتكلم بمرارة : نسميه فيصل إذًا تبين وش عاد باقي ما خسرته!
عطاها ظهره وراح للغرفة أنتهى النقاش عند هذي الجملة المريره ..!
وش عاد باقي ما خسرته ! على الأقل لا تخدعه هو أنسان له قلب وروح !وقبل ذا كله هو يحبها يقرأ نظراتها ويفهمها بدون ما يسألها ..
أخذ الصمت من روحـه وهجها وأنطفى أمله وسط ظلامه وسط خساراته المُستمره أرتفع صوته لمسامعها وهو يكسر على الأرضية علبة مصنوعة من الزجاج بأندفاع : لا تكذبين علي ، لا تكذبين ، لا تكذبين علي لا تكذبين علي!
دخلت مُندفعة الرغبة بعد ما ساقتها أقدامها لمصدر صوته رفعت رجولها عن مواضع الزجاج وقفت أمامه ما كان بينهم أي حاجز أو مسافه كانت عيونه تفيض وجعاً وحرماناً وعيونها تفيض أحتواءً لهذا الوجع ، رفعت كفوفها لـ وجهه وأحتضنته بين يديها الصغيره الباردة محاولة منها لتهدئة جنونه وأنفعالاته : بكره بيصير كل ذا صدق ونعيش مع بعض وأحنا أحباب !
أنتهت هذي الفجريه عكس ما بدت ، أنتهت وهو رهين وسط قيود كفها وكتفها الأيمن .. الكلمات اللي قالتها له على شدة قسوتها إلا انها أعادت لروحه الأمل من جديد !
"بكره بيصير كل ذا صدق ونعيش مع بعض وأحنا أحباب "
الأمل اللي يخليه يكمل يومه كأي أنسان طبيعي بدون أي جرح منها ، كان يستلذ ببقائها بجانبه بدون أي كلمات مُزيفه كان يكفيه وجودها !
كيف وهي سامحه له ينام على كتفها ويحضن كف يدها اليمنى برغبه منها..! كان تفكيرها يأخذها لمحطات كثيره بحياتها محطات مُره وعَـذبه محطات مُتناقضة هي بنفسها مو قادره تعرفها كل اللي تعرفه أنها ما تبي تخسسرهه!
رفع يده لبطنها اللي كان كبير نوعاً ماً كانت حامل بالشهر التاسع ، مسح على بطنها بهـدوء وحنيه مُعتاده منه كان عنده أوجه وحالات كثيره ، وجميعها ما تأذيها ولا تجرحها حتى في أوج انفعالاته كان يحافظ عليها ويحتويها ويخاف عليها من كلمه طايشه منه تخليها تتأذى أو تجرحها أو تنغص عليها بقية يومها !
"والله مابيعك عاد في راسي شعور
وعاد إن حرم ربي في طيبه ومكه
لو ان بنات الغي طابور طابور
لايلحقك في حب مغليك شكه
القلب لك خاضع ومنهي ومأمور
ومسجلٍ بإسمك من العام صكه
لا تعذبه عذاب ورع لـ عصفور
يعذبه واذا سمح منه فكه
خله معك والي تسويه معذور
اضحكه ولا يا هوى البال بكه "
—
في عصر اليوم التالي ..
ناظرت لـ هيئته بتفحص شافته متمدد على الكنبه يناظر للسقف ويده اليسار فوق جبينه ناظرها بـ لهفه من شافها جايه وتتحلطم من بعيد ناظرته بتعب واضح عليها : تعبت من بنتك تعبت عنيـده!
أعتدل بجلسته ورفع يدها لمستوى ثغره وقبلها بهدوء : جعل هاليد ما تمسها النار تعالي أرتاحي شوي..
ناظرت لعيونه بفضول وهي متجاهله كلامه : بترجعها ؟ ولا بتخليها ؟
تضايق من سؤالها تنهد بتعب وعذاب الضمير ياكله : ما بترجع لي أماني !
ناظرته بغضب : ما بسمح لها ترجع أول كانت زوجتك اللحين طليقتك ! يعني اذا رجعتها كأنك جايبها على راسي وانا ما ارضى بهالشي وأنت تدري ! أنـساها الجازي شي من الماضي .
تنهد بضيقه وهو يحاول يبعد موضوعها عن بالـه تضايق بما فيه الكفايه ، ويبي يرتاح لـو شوي : سوي لي بيالة شاهي من يدتس يمكن تعدل لي مزاجي !
ناظرت لعيونه بأبتسامه خلفها الكثير من السعادة لفراق الجازي : من عيوني اللحين يجي حبيبي ألذ شاهي ..
أختفت من قدامه أنسدح على الكنبه مره أخرى ، أعتقني يا عذاب الضمير أعتقني اللي جاء لروحي يكفيها همس بعبره : اهه يالجازي وشلون حالتس اللحين ! قدرتي تكملين حياتس بدوني ! من متى لي دور أصلاً بحياتس .. اهه يا الوليد وتميم ورُوح اهه يا رُوح اهه يا عين أبوتس وكبده..
—
ناظرت للباب اللي يطق شافت أمها داخله وبيدها صينينه فيها أكل : يمه ليه تكلفين على نفستس انا توني صحيت بنزل وباكل شوي..
أم سياف أبتسمت وهي تمسح على كتف بنتها بمحاتاة : انا أبي اشوفتس يا بنتي وأبي أتطمن عليتس ، اليوم الوجه طيب ومنور الحمدلله
رفعت يـد أمها وهي تقبلها بحب عظيم لها : يا جعل يومي قبل يومتس لا تشيلين همي يا يمه والله أني بخير ومرتاحه
أم سياف أبتسمت برضا وهي تكتم في جوفها كل حزنها على حال بنتها : جعلتس بأحسن حال دايم ، خليني أنزل اشوف ابوتس وانتي يا يمه انزلي لنا بعد شوي تعالي سولفي وسعي خاطرتس لا تكتمين روحتس بذا الدار..
الجازي بهدوء : ابشري ..
طلعت أم سياف من الغرفه ، أشاحت الجازي ببصرها شافت عيالها نايمين .. ألا رُوح كانت صاحيه وتناظر لها أبتسمت بفرح غصب عنها كانت عيونها بريئه وجميله تاخذ من أمها ملامح كثير تشبه الوليد بالحيل : حبيبي انا بسم الله على رُوحي اللي تنتظر متى ماما تصحى ! تنتظريني ! صحيت تعالي تعالي خليني أشوفتس شوي..
رفعتها لحضنها وهي تبوسها وبالأخير دفنت وجهها في حضن بنتها وبكت غضب عنها ، أخذها التفكير لعنده ..
هو فاقدني ولا مرتاح لفراقي ! ليه ما جاء وطلب يرجعني ليه ما جاء وشاف عياله على الأقل !
همست بصوت مبحوح وسط بكاها : اهه يا رُوح أمتس ضيعت نفسها مع أنسان ما يستاهلها سامحيني سامحيني يا رُوح سامحيني كنت أحسب اذا جبت له بنت بيحبني ويبقى معاي ، لكن جت له بنت غيرتس بتاخذ كل الدلع والحنان والاهتمام منه..
أنهارت من جديد وهي تبكي والذكريات تاخذها لبداية زواجهم سعادتها بحملها بـ الوليد وتميم لمن الوليد دخل المدرسه ولمن جابت له رُوح !
كانت هاللحظات تسعدها هي ما تسعده هو ، سعادته وضحكته دايم لغيرها حزنه وضيقه وملله دايم لها هي ..!
"الحُب ما كان كافٍ لأقامة علاقة زوجية كان ينقصهم الكثير من الاحترام والكثير الكثير من الاحتواء "
في كل موقف يسلب من روحها الأمان ومن قلبها الراحه كان هو غائب ، غائب عن كل المشاهد اللي تخصها قاومت قاومت بكلتا يديها وختاماً أنهار كل شي فوق راسها وظل يحمي عرش ومملكة غيرها على حساب قلبها ..
باب ما جاء فيّ الخيبه :
" يروي ظما غيريّ .. وانا يابس الرّيق ".
—
متمدده على سريرها بأرهاق نفسي حاد أهلك روحها له يومين وهو ينام عند زوجته ومتجاهلها ، مشغول مع زوجته ولاهي عنها من صار أب ووقته مو لها!
من سوء حظه أنه دخل عليها وهي بهذي الحاله مسحت دمعتها وأشاحت ببصرها عنه وناظرت للجهه الثانيه تكلمت بنبره حاده : ليه جيت شوف ولدك وزوجتك يمكن يحتاجون شي !
تضايق من صوتها ومن وجنتيها اللي رايحه من آثار البكاء كانت حمراء اللون ويدينها بارده جداً مثل قطعة جليد : بس انا احتاج .. احتاجتس !
ناظرته بتهكم وهي تقاوم فيض من الدموع تود التحرر من محاجرها : تحتاجني بـ ايش ! انا وش أعني لك ! انت مشغول ولاهي عني مع زوجتك وولدك ولا داري عن هوى داري .. سهم طلقني ، طلقني وجودي ماله اي داعي بحياتك!
أنقلب وجهه للون الأحمر من فرط عصبيته ناظرها سهم بقهر : يعني عشان انشغلت يومين خلاص نتطلق ! فيه احد مكلمتس ومعبي راستس علي فيه أحد قايل لتس اني ما ابيتس وأنتس عاله علي !
صرخت بوجهه بعبره وهي تبكي بكاء مرير : من بيكلمني من انا ما ابي ما ابي احد ابي اعيش بروحي ابي بيت ابوي ما ابي اعيش معاك خلاص اتركني سهم ما أبيك ..
هز يدها بقهر وهو يناظرها بزعل من كلامها : نوره مو وقت ذا الكلام ترا ، توني راجع من المستشفى وتعبان وجاي هنا ابي ارتاح لا تضايقني!
ناظرته بأنهاك : وأنا أتضايق عادي اموت من الضيقه عادي ما ابيك اتركني خلاص سهم ما أبيك طلقني..
صرخ بصوت عالي وهو يشدها مع ذراعها له ويتكلم بأذنها بنبره حاده : لا تجلسين تبكين اللحين وتسوين كل اللي قاعده تسوينه ! لا تنسين ان انتي اللي زوجتيني غصب تحملي نتيجة قراراتس وبخصوص الطلاق نجوم السماء اقرب لتس..
مسكت يده ببكاء مجروح : ليه ما تحس فيني ليه انا اجلس هنا مثل الحيوانه ما تمر علي الا ساعه باليوم وكل وقتك الباقي لها وشذنبي إذا ما قدرت أجيب لك عيال والله العظيم مالي ذنب!
مسَح على شعرها بتعب وحضنها لصدره وهو يحاول يهديها ويطبطب عليها يبيها ترحم نفسها شوي من اللي قاعده تسويه : طيب تدرين اني بموت من شوقي لتس لا عاد تبكين خلاص ما الله خلق هالعيون عشان تعذبينها بالبكاء والهم !
مسحت دموعها وهي تحاول تاخذ نفس عميق يهدي بالها ويخفف عليها : لا تسوي فيني كذا مره ثانيه تتركني وراك كأن ما عندي قلب..
قبل يدها بعمق وقبل جبينها بحب ولهفه : انا متى تركتس وراي ! انتي هنا دايم هنا بين عيوني ووسط صدري!
—
ألتقطت جواز السفر بين أصبعيها الإبهام والسبابة رفعته لمستوى صدرها وهي واقفه أمامه بتحدي : بترجع معانا ولا بتجلس هنا !
أخذ كوب قهوته وهو يتلذذ فيها مُتجاهل أسلوبها وهجومها عليه " كانت تحاول تستفزه بأي وسيلة " وهالشي ما غاب عن بالـه ولا عطاها اللي تبيه..
ناظرت له بنبره حاده تبين له أنها مو مهتمه برجوعه معاها أو جلوسه هنا : أكلمك ، بترجع معي انا والبنت ولا لا !
همس بـ لامبالاة وهو يقلب المجلة بين يدينه : لا
ناظرت له بـ لامبالاة مُشابهه له : مافيه مشكله انتظرك بالسعوديه ! جيت او .. جيت او ما جيت انا راجعه فيك وبدونك يكون بعلمك بس !
ناظرت لبنتها بتردد تحاول تسترق النظر لـعيونه بدون ما ينتبه لها تحاول تلمح نظراته وتعرف وش مغزاها !
خذت الأوراق الرسميه واخذت بنتها وشنطه متوسطة الحجم وناظرت لعيونه بخوف حاولت تسيطر عليه لكن كان واضح عليها جداً : مع السلامه..
فتحت باب الجناح حسّت بيد ثقيله تسحبها للخلف تلقائياً قبل تكمل أولى خطواتها للخارج حست بيدينه اللي سحبت من يدها الشنطه وحذفتها على الأرضية بعنف وسحبت بنتها ناظرته بذهول من تصرفه اللي فاجأها : مريض انت .. انت شتسوي كنت بتخلع يدي !
ناظرها بغضب حاول يكتمه في صدره لكن ما قـدر ابد .. صرخ بالاخير وبان عليه هالغضب : والنهايه والنهايه مع تمردتس اللي قاعد يزيد يوم عن يوم ! تزوجتيني وأنتي تدرين بطبيعة شغلي قلت لتس اروح بروحي قلتي لا انا معك بأي مكان واللحين ! اللحين تعترضين وتسوين نفستس مو راضيه وانتي اللي وافقني من البدايه ! انتي شتبين بالضبط !
ناظرت له بنظرات حايره لمن حست أنه معاه حق ، كانت راضيه فعلاً وما تدري كيف جالسه تحتج اللحين : وبنتنا !
سياف تكلمّ بغبنه : إيفا ما عليها قاصر لو تبي كبدي قطعت لها منها وعطيتها ! هذي بنتي ترا وانتي زوجتي وبنت عمي ! تتوقعين ان امركم ما يهمني ! تتوقعين اني بتركم كذا ! انتي متى تتركين العناد ابفهم بس!
ناظرته بأنهاك كانت تحارب دموعها اللي كان مُبررها الأول خوفها على أنفسهم وعليه بس هو مو فاهم هالشي !
يحسب ان خوفها مقصور عليها وعلى بنتها فقط بدونـه هو.. : أنت متى تترك هالبرود والأعذار ذي انا تعبت ولا عاد اتحمل تدري ليت ربي أخذني قبل احبك ولا بعد جايبه منك بنت تعبت منك تعبت..
سياف سحب معصم يدها وناظر لعيونها بعتاب وزعل: ندمانه يعني ! ما تبين تحبيني ما تبين تجيبين مني طفل !
المها بضيق : عطني بنتي تعبت من هالحوار بروح لغرفتي..
سياف حذف عليها إيفا بزعل : أيه أكيد تعبتي خلاص وش عاد تبين بعد ما طلعتي حرتس وخربتي كل شي بتروحين ترتاحين خلاص
المها ناظرته بضيقه وأخذت إيفا ودخلت لغرفتها وهي تقفل الباب جلست على السرير وهي تناظر للباب بندم ..
البارت التاسع والثلاثون
بعد مرور أربع أشهر !
"من أوّل ادور على الفيَّه وعيني للظلال ،
واليوم مايفرق معي برد الحياة .. وحرّها"
اليوم وبعد أنتهاء العدة ومرور أربع أشهر على طلاقهم ، ما زالت تحتاجه وتحبه وتحن له و بحاجه لوجوده حولها !
ولكن تداعت لمُخيلتها فكره بسيطة ! طيب هو عايش انا ليه ما اعيش ! طيب هو كمل حياته انا ليه ما اكمل ! طيب هو ينجح وينجر انا ليه للحين بمكاني ! طيب انا ليه اخليه فقيده وانا بحياته مجرد حدث ووقت إنتهى!
ليه اعتبره خساره وهو ما اعتبرني مكسب ! ليه وليـه وليـه والكثير من ليه!
اليوم هي اقوى اليوم هي ناجحه ، جلست مع نفسها فتره من الزمن كانت تقضيها في منتصف الليل بعد ما ينامون أطفالها ، تقيم الليل ، وتدعي بيقين ان الله يشيل حبه من قلبها ويقويها ويلهمها الصبر ويعطيها القوه اللي تخليها تكمل حياتها بدونه ، تخليها تكمل حياتها بصفتها إمرأه ورجل بـ آن واحد !
اليوم هي مشغوله بأنجازاتها وبنجاحها اليوم هي طبيبه نفسيه !
وذا حلمها من الطفوله حلمها اللي ما قد أفصحت عنه لها أسبوع من بدأت بـ دوامها الرسمي !
بتداوي جروح غيرها وهي أسيره وسط جروحها هي قيد أحزانها لكن إيمانها القوي بالله خلاها تكمل وتواجه الحياه بعزيمة إمراءه صلبه حُره ..
الجازي المُسالمه الطيبه المُعطاه ما زالت موجوده لكن عند من يقدر .. السلام .. الطيبه .. العطاء !
اليوم صار كل شي لـه حد اليوم هي أم هي قدوه لأطفالها ما راح تجعل من نفسها مادة للعضه والعبره ما راح تجعل المّرضى المُتربصين يرقصون على خسارتها وحزنها !
أشترى لها أخوها سياف سياره خاصه لها ك هديه منه بمناسبة وظيفتها الجديدة حتى تقضي عليها مشاوريها بدون طلب من أحد وقريب جداً بتستأجر شقه تطلع فيها هي وعيالها وبنتها لحد ما تجمع لها مبلغ يخليها تشتري او تبني بيت العمر بدون مِنه من أحد أو طلب من والدهم ..!
على كل حال "حرّ الجفا ، اهون كثير من الوهم .. لو دام"
—
يوم جديد بعنوان "أنا ماني على بعضي .. ولا بعضي علي ملتم"
جالسين على السرير هي تناظر للأرض بأنهيار ظاهر وهو يناظر للجدار اللي أمامه بأنهيار خفي كانت حالتهم كَسيفه أول مره يحس بالفقد الحقيقي !
" ورد " تحمل لمرض ضغط الشريان الرئوي وهي من أطفال مُتلازمة داون .. وردتهم الصغيره اللي ما بعد فتحت عيونها للحياه جالسه تفقد حياتها قبل تبدأها وأمام عين أمها وأبوها !
لياليهم اللي قضوها مع بعض وهم يختارون أسم مولودتهم الأولى بـ لهفه وسعاده وشغف !
وبالأخير قرروا ان اسمها يكون ورد " نسبه لـ أمها ميساء " اللي كان يناديها فهد دايماً وردتي !
كان لها من الورد نصيب كبير.. الحنيه اللطافه العُذوبه .. كان لها فضل عظيم على فهد !
كانت الشمعة المُنوره له دروبه ، كانت الاتساع رغم ضيق حجرتهم ، كانت البسمه رغم شَح الليالي ورغم الأحداث اللي حصلت له ، كانت الضحكه كانت الدعوه الصادقه كانت السند له كانت الكتف اللي يتكىء عليها ويحس انه اقوى رجُل بالعالم بوجودها ، كانت الاحتواء الحضن الدافي كانت الأهل العزوه الأماكن وكل الازمنة !
اليوم مَنعهم الدكتور من أخذ " وردتهم الصغيره " معاهم للبيت كانت في العنايه المركزه لقسم حديثي الولاده ما تقدر تتحمل شي ، كان لها عنايه خاصه من الصباح وهي عند بنتها تناظر لها من خلف الزجاج وتبكي وتتحسر وتلوم نفسها تحاول تتذكر أيش الخطأ اللي صار في حملها وش أكلت وش رفعت وغيره الكثير ..
كانت تفكر بـ اسخف الاشياء وتلوم نفسها عليها رغم ان الدكتور قال لها ان بنتها اكتشفوا هذا المرض فيها بعد الولاده بعد ما طلعت للحياه كانت تحمل هذا المرض وأن مالها اي ذنب في مرض بنتها أبداً !
كانت جملتها المكونه من كلمتين كفيله إنها تنهي جبال من الآمال والأمنيات في صدره قالتها بيقين بـأحساس أم صادق : ورد بتموت
رفع عيونه عليها وهو يتنفس بصعوبه من الضغط النفسي اللي يعيشه : استغفري ربتس وش هالكلام ! لا تفاولين على البنت !
ناظرت لعيونه بأرهاق نفسي حادِ : ما عاد ابي اروح للمستشفى ما ابي اتعلق فيها خلاص لا تجبرني على شي ما اقدر عليه الله يخليك
ما قابل هالدموع والانهيار بحضن يخفف عليها وجعها بالعكس قابله بقسوه وبصلابه ناظرها بنظرات غاضبه : يعني انتي تتركين اللي تحبينهم وراتس لان بس من داخل انتي ضعيفه وما تقدرين تواجهين الحقيقه !
صرخت بأنهيار من كلامه الحاد اللي أوجعها وجع عميق وجدد جرح عتيق ما زال يطعنها في ظهرها إلى هذي اللحظه : لا تقول كلام ما تحسب حسابه..
ناظرها بغضب : وأنتي لا تتركين بنتس وراتس لإن تحسين انها بتموت خليتس معاها بكل أحوالها !
ناظرته بصدمه من كلامه اللي يرميه بدون إي وعي لمدى قسوته عليها : انا ام وأحس احس ان بنتي بتموت وشفيك أنت !
ناظرها بغبنه : وانا ابوها والكلام اللي تقولينه يوجعني فأسكتي يا انتس تقولين كلام سنع ولا لا تتكلمين من البدايه !
نزلت دموع ميساء على خدها بغزاره وهي تشهق بين كل كلمه وكلمه : وانت الكلام اللي قلته اوجعني انا متى تركت اللي احبهم ورا ظهري ، انا ظهري احترق عشان اللي احبهم..
ما قدرت تتحمل هالحوار كلهم مو مركزين بكلامهم كلهم خايفين جالسين يجرحون بعض بدون ما يحسون بأنفسهم الانصراف افضل حل لهم..
فهد مسك يدها ورجعها لمكانها لمن وقفت بتروح ناظرها بندم وضيقه : أجلسي لا تقومين ما انتبهت للي قلته حقتس علي..
ميساء مسحت دموعها ونزلت رأسها للأسفل بتعب واشاحت ببصرها عنه ما تبي محاجرهم تتلاقى في بعض يكفيها هذا الكم الهائل من التعب : عادي بروح أنام تعبانه..
فهد بضيق : ما اكلتي
ميساء بنبره مبحوحه : مو مشتهيه اللحين لا قمت أكلت عن أذنك..
قامت وراحت للسرير هو يعلم من داخل مثل ما هي تعلم إنها ما بتنام تبي تدفن نفسها في داخل قوقعة سريرها وتنهار بصمت ما هان عليه أنه يتركها كذا بعد كل الكلام اللي قالـه واللي ما كان يقصد منه حرف !
كان يبيها تصير قويه أكثر من كذا رغم أنها قويه أساساً لكن أفصحت له عن نقطة ضعفها وهي " الناس اللي تحبهم " قام من مكانه وراح للسرير رفع اللحاف عنها وانسدح بجانبها رفعها بصعوبه لصدره العريض ..
دفنت نفسها بين ضلوعه بسرعه عجيبه حتى ما يلمح دموعها اللي عبت أصلاً صدره وصار صدره جزء يواسيها وجزء ياخذ حزنها ويركنه بين جدرانه ..
رجائها الوحيد اللي لباه لها فهد " إخذنـي أنـت . . ولا تاخذنـي العبرة "
—
بكل قناعه ورضا اليوم سلمّت قلبها لـ سيف ووضعت محمد في رفوف الماضي أكتشفت إنها تتعذب بدون أي فايده هو حتى ما يدري فيها وبعذابها!
سيف يستاهل منها كل الاحترام كل الحب كل الاهتمام كل الإلتفاتات كانت حياتهم مع بعض سعييييده وفيصل الصغير أسعدهم جداً..
قامت من النوم بضجر أنتبهت لشعرها اللي منتثر على وجهها بشكل فوضوي كانت بتعصب لكن وجه فيصل اللي متخبي في صدرها أبعد عنها كل هالعصبيه..
كان نايم بسلام وبراحه قربت من عنده وهي تسمي عليه وتحصنه وتبوسه كان هو أول أنسان تنتبه له في ذا الحياه " فيصل ولد سيف واميره " هو أول من تصبح عليه رغم انه لسى ما يفهم عمره ثلاث شهور فقط .
ما تنسى كيف جابته وشكثر تعبت وتعذبت وتعسرت عليها ولادتها وأكتئبت بعد الولاده وتعبت أيضاً !
كان سيف متحمل مزاجها متحمل عصبيتها تعبها كان يساعدها على فيصل حتى ترتاح وتنام ويسوي معاها كل شي..
كانت يده دايم بيدها خذت جوالها شافت الساعه ٢:٤٣ الظهر ضربت جبينها بأندهاش : ياربي انا كيف نمت كذا ، ناظرت لفيصل اللي كان يفتح عيونه شوي ويقفلها شوي ، زين كذا ارتحت حتى بابا راح بدون ما اقوم واسوي له فطور بسببك أنت!
راحت له تبوسه وفتحت عنه الزهموله وقام يتمدد وهي تبوس بطنه الصغير أبتسمت لعيونه الصغيره : قسم بالله فدا تبي ننام ننام عادي ما عندي مشكله بس بشرط اذا صرت تمشي تقوم تساعدني ولا تحسب بس انا بشتغل لا حبيبي مع نفسك!
فيصل يناظرها وهي تتكلم ويغفى ، اميره باست عيونه الصغيره مره ثانيه : تتوقع اني بخليك لا بتساعدني وتجيب معاي الصحون عشان أصير أم حنونه يعني بخليك بس تجيب الأشياء اللي على قدك ما بتعبك كثير..
راحت لدورة المياه يكرم القارى وضت وطلعت ناظرت له بأبتسامه : تبي حليب جوعان ، ضحكت على تعابير وجهه البريئه كان نعسان بالمره ، بس خلاص اصحى معاي كفايه نوم ما شبعت يا خيشة النوم! بصلي وبسوي لك حليب تمام..
صلت الفجر والظهر وسوت له حليب برضاعته طلعت من المطبخ وطلع بوجهها سيف اللي كانت ملامحه مستغربه ما توقع انها بتصحى اللحين كان تو جاي من دوامه: ماشاءالله صحيتوا ما بغيتوا !
اميره بتأنيب ضمير : وربي ما أدري كيف كذا نمت كله من ولدك بتروح تعاتب عاتبه خيشة النوم أنعديت منه ولا أنا من متى انام كذا !
سيف راح لفيصل وهو يرفعه لحضنه ويحبه على خده وخشمه وعيونه : ما لي قدره خليني اعاتب نفسي ما اقدر اعاتبكم !
اميره ناظرت لـ فيصل اللي مسلم نفسه ليدين أبوه : أنت مالك ذنب هذا كله ذنب ذا النتفه ابو عيون !
سيف رفع عيونه لها : لا تتنمرين على ولدي مابي ولدي يتعقد كفايه بنت عمته العوبا دابله تسبده !
اميره ضحكت وهي تتذكر روُح اللي كانت ما تحب فيصل ابد ودايم تضربه : اوريها تدري أمس فيصل مع خالتي وخالتي سوت نفسها نايمه وجت روُح تقرصه ياقلبي على ولدي ما دريت ولا والله لا انتف شوشتها !
سيف باس عيون فيصل وتكلمّ بخبث : بكره بيجيه العرق ويهجج له قبيله توه ورع..
اميره فاهمه إنه يقصدها : شقصدك ! عرق وش اللي بيجيه !
سيف ضحك على ملامح وجهها اللي تغيرت : ولا شي يا حبيبتي ، تعالي امسكيه شوي بتسبح أبي طاقه شوي احس حيلي مهدود..
اميره بغبنه : انا بعطيك طاقه تبي اصفق ننة فيصل براسك..
سيف ضحك من كلامها كان متعود على أسلوبها : والله ما تقدرين
اميره بفضول ما زالت كلمته ببالها : صدق ما اقدر المهم وشقصدك بالعرق!
سيف : يوم كنا ورعان كنتي عوبا كنت اجي بعيد كنتي تكرهيني كره لا اله الا الله بس انا ما اجي عشان شي كنت اجي بس عشان لو احد يزعلتس اضربه وانتي تطرديني وانا اروح!
اميره ضحكت وهي تتذكر مواقفهم مع بعض : والله كنت عوبا صدق تتوقع ام شوشه طالعه علي!
سيف ضحك : والله أنها جنه عندتس انتي مو بصاحيه ما بقى ورع مافيه علامه ماشاءالله من مين اميره وفوق ذا انا اجي واقول انا اللي ضربتهم عشان عمي ناصر ما يضربتس كان عصبي بالحيل!
اميره ابتسمت : تتذكر يوم عمي حامد ضربك بالعقال وانت مالك ذنب بس لان فزعت لي يعني محد قالك تفزع لي تحمل!
سيف بهيام: شسوي احبتس ! مابي يجيتس شي وتتأذين وانتي مشاكلتس واجده ما تخلص كل يوم ورع مفلوع منتس!
كملوا سوالفهم وأصوات ضحكاتهم تملى المكان وبعدها بنصف ساعه راحت تسوي الغدا بعد ما جلست سيف غصب حتى يمسك فيصل وتطبخ براحه ..
—
نزلت من سيارتها وهي تشعر بتعب طفيف كان بسبب الفرفره بالاسواق أخذوا العيال بعض الاغراض ودخلوا داخل ومسك الوليد بيده اخته روُح اللي كانت تتذمر وشبه تبكي وكان بسبب المُناخ ..
ألتفتت عيونها للخلف بذهول وهي تشوف خلفها أنسان ما كانت متوقعه انها بتشوفه ابد شخص راح وراحت أيامه ما عاد باقي لها من أيامه الا ذكريات بسيطه وهي ذكرياتها القليله الجميله معاه اللي ترويها لعيالها في أوقات متفاوته نزلت نظارتها وتكهرب جسمها من وجوده خلفها ..
تكلم بصوت غريب بعض الشي : مساء الخير
ناظرت لعيونه بقوه ظاهريه عكس كل ما يعصف في صميم وجدانها من مشاعر " تكرها وتذكرها بضعفها بوجوده " تكلمت بنبره مُتحفظه : مساء النور
سند ببرود ظاهري رغم كثرة التساؤلات في باله : وشعندكم طالعين !
الجازي أنصعقت من اسلوبه اللي ما راح يتغير ناظرته بقهر وهي ترد عليه بذات البرود : طالعين!
سند أنتبه لنظراتها اللي تعبر عن بحر من الأنتقام أمام عيونه تكلم ببرود : وين البنت ابشوفها واخوانها ويـن!
الجازي رفعت عيونها لعيونه بأستخفاف : تشوفهم حولك!
سند بقلة صبر : يعني داخل ، طيب خليهم يجون أنتظرهم يلا وراي سفره للأحساء!
الجازي أنتبهت للوليد اللي مّشى بخطوات ثقيله تنمّ عن غضب يطفو على معالم وجهه البريئ أخذ روُح بيدها وألتفت خلفه وهو يرمق تميم بنظرات غاضبه ، جاء تميم مستعجل ووقف بجنب الوليد ومشوّا بخطوات مُتأنيه مع بعض : السلام عليكم
سند أبتسم للوليد اللي كان يكابر على مشاعره دايم ، ما كان يشبه امه ولا يشبه ابوه صفاته مُتفرده كان طفل بعقل رجُل أنخفض سند لمستوى الوليد وناظر لعيونه بحب : وعليكم السلام ! كيف حالك وشخباركم كلكم وكيفها اختكم!
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك