رواية بين الامل والالم اسطورة -23
تنهد بهزل وحب : آآآهـ ريحتيني ..وأكمل بحب .. تذكرين لما رحنا بأبوك للشيخ ..هزت رأسها بإيجاب فأكمل .. لما
رجعت ودقيت على الباب وكان مقفول وما تردين كنت راح أنجن من خوفي عليك ولما فتحتي وشفت عيونك
الحمراء كرهت الحواجز وخوفك اللي بعدني عنك لحظتها تمنيت أضمك وأهديك لكني سويت العكس وجلست أهزئك
وبعدها هربت منك وعليك ولما رحتي لبيت أبوك وقلتي إنك راح تجلسين عنده فترة علاجه كبرتي بعيني كثيييير
واشتقت لك أكثثثر ولما قابلتك بعد أسبوع حسيت إش كثر كنت أحبك وكان ودي آخذك معي وأبعدك عن كل الناس
..تنهد واستغفر بتمتمة وأكمل .. أذكر كل مرة أطلب منك عيال كنتي تنفعلين وتبكين ويزيد خوفك إستغربت منك أنا
درست وعارف هالحالات لكن عندك عقلي يوقف عن التفكير والمنطق كنت ألح عشان العيال خايف أنك تصيرين
مثل وفاء إللي أكتشفت بعد موتها إنها تاخذ حبوب منع الحمل وحرمتني من هالنعمة بطيشها وما أبي المأساة
تتكرر من جديد بس بعد مدة حسيت إن إللي يصير معك ما له إلا سبب واحد كل مرة أبي أسألك أخاف تثبتين
هالكلام وأوقف لكن لما تجرأت وسألتك أثبتي لي صحة تفكيري وقلتي لي قصتك حسيت إني أناني ما فكرت إلا
بنفسي وأنتي تتعذبن عندي لحظتها فكرت أحل مشكتلك بسرعه موب عشاني لا والله ما فكرت هذيك اللحظة إلا فيك.
توقف وسألها : تتذكرين يوم عيد الفطر ..أجاب بعد أن أومأت بإيجاب.. كنت مقهور أنهم كلهم قريبين منك وما
تخافين منهم إلا أنا لدرجة إني غرت منهم حتى شادن ..ضحكت وتبعها بضحكة رطبت الأجواء ثم أكمل بعد توقفهما
.. باستمرارك فالعلاج حسيت أنك تقربين مني أكثر و ثقتك بنفسك تزيد وزاد لك حبي ولما إنتهى علاجك خلاااص
ما قدرت أصبر على بعدك وتعلقت فيك أكثر ولحظتها خفت ما أدري من إيش خفت لكن أكثر شي خوفني إن بعد
هالتعلق أفقدك ما قدرت إستحمل هالفكرة وجات مشكلة سعود مثل الشعرة إللي قصمت ظهر البعير حسيت إن
خوفي تحقق وما فكرت فيك كأمل إللي حبيتها لا فكرت أنك وفاء إللي خانتني وراحت مع ولد عمها وتصرفت بذاك
الشكل وأنا أحسن أني مغيب عن العالم وأنا موب أنا وأنتي موب أمل أنتي وفاء وتركتك عن أبوك وأنا لساتها
الفكرة ما دخلت بالي ومرت كل المدة إللي بعدها وأنا أحس إني غايب عن الواقع كانو يسألوني عنك ويلوموني
على تركك وأنا أصرخ بداخلي إنهم ما يسألوني عنك لا يسألوني عن وفاء الخاينة إللي كسرت كل ثقة فيني ناحية
الأنثى كنت أشوفك تجين المستشفى و أشوفك من بعيد كنت مشتاق لك لكن كلام سعود إللي قاله عنك هدم كل الثقة
إللي بنيتها لك وزاد ألمي وهمي لما أرسلتي النشيد لي يومها حسيت أفكار كثير تتصارع فيني منها إللي تقول
ظلمتك ومنها تقول لا أثق فيك مرة ثانية ومنها تقول ليش تعاتبني وأنا ما غلطت هي إللي غلطت وكثييير غيرها
أتعبتني وزادت همي ولما قابلتك سألتيني عن سبب سواتي فيك لحظتها بس فقت أن إللي سويته موب فوفاء لا بك
إنتي ولما تركتيني بدون ما تبررين حسيت إني أنحرق بداخلي وتمنيت كلمة تبرير وحدة لوكان سامحتك , لحظتها
قلتي إنك مستحيل ترجعين لي وطلبتي الطلاق , بكذا قطعتي الخيط الرفييع لي من أمل رجوعك وجرحتك بدل ما
أترجاك وباليوم إللي بعده سمعت عن مرضك لحظتها أنا إللي مرضت موب إنتي صرت أتجنب أسمع كلامهم عن
مرضك الغريب أكثر من مرة أوصل لبيتكم أبي أنزل عندك لكن أرجع بعد صرااع مع نفسي ولما دقت أمي علي جيت
وأنا أحس إني طاير من خوفي خلاص ما قدرت أستحمل فكرة فقدانك وآآآه ياقلبي لما شفتك كنت راح أجن كنتي
بدون أي حركة حاولت بكل جهدي أعالجك والحمد لله بعد ساعتين قمتي ما تدرين قد إيش فرحت وقلت أنهم كلهم
قلقوا عليك ما تدرين إني أكثر قلق وخوف عليك ولما جيت أروح كنت أتمنى تناديني عشان أرجع البعد عنك عذبني
.
قاطعته وهي توضح بعتاب : أنت لو إلتفت لي لو شفت قد إيش كنت أبيك ترجع ..رفع يديها وقبلها بحب وقال
بحنان .. يمكن هربت لأني خايف تنفضح مشاعري عندك .
نظر بعينيها وقال بجدية : ويوم كنت بالمكتب دخل عندي رجال وقال لي عن موضوعه الخاص فيني ولما قال
زوجتك وقفت وأنا من الغيرة ودي أكسر عظامة وقلت خلاص تحقق إللي خفت منه أنك صرتي مثل وفاء لكن لما
كمل حسيت براحة من جهه وذنب أكلني وحرق قلبي من جهه ثانية وزاد الألم لما أرسلتي الرسالة وقررت إني
مستحيييل أتركك لو أترجاك بس لا الترجي ما ينفع وأخواتي لما جو عندك يتروجونك موب أنا ارسلتهم لا أنا كنت
تعبان نفسياً وجسدياً حنوا علي وجو عندك يطلبون منك الرجوع لي وكنت ادق عليك أبي أي شيء يشجعني أجي
لك لكن ما حصلت غير التطنيش قلت مالي إلا أني أستفيد من الحل الأخير إللي سلمتيني إياه وهو رد الدين على
مساعدتي لكن صدمتيني لما شكيتي بصدقي عرفت لحظتها إن كما تدين تدان وأنا قبل ما صدقتك وجا دورك إنك ما
تصدقيني بررت لك ولما صدقتيني ونفذتي طلبي فرحت وكنت راح أطير لكن تصرفت معك بجمود لأن لو ظهر لك
حبي وفرحتي بتقولين هذا مجنون .
قالت له بحب : ما تصدق لو قلت لك إني حسيت أنك هو من يوم قلت لك قصتي ولما قلت لي موب ماني مصدقة لا
ما ني مستوعبة أن الإنسان إللي أنقذني وأحمل له جميل ما راح أنساه هو نفسه حبيبي .
رفع يديها وقبلها من جديد وضم كتفيها ووضعت رأسها على كتفه وقال بحب : أنتي حبيبتي وعمري وروحي كمان
..لفها له وواجهها وهو يقول بحب عميق .. أمولتي ما تدرين قد إيش فرحت لما طلعتي حامل رغم إني ما وضحت
وسويت نفسي ثقيل .
قالت بمزاح : أمووووت أنا يالثقييل .
ضحك عليها وشاركته هي بالضحك وعندما توقفا قالت له بحب : تدري طارق متى حبيتك ؟؟
أومأ بالنفي وهو ينظر لها بترقب فقالت بحب : من أول ما تزوجنا حسيت ناحيتك بمودة فطرية عمري ما حسيتها
ناحية سعود ويوم بعد يوم وأحس بمشاعري تكبر ناحيتك ولما نتكلم مع بعض أحس إني منجذبه لك لكن خوفي
خرب علي و لما تعالجت خلاص حبيتك وكنت بالقوة أمسك نفسي إني أقول أحبك كنت أقول لنفسي الرجال ما يحبك
ليش ترمين نفسك عليه رغم إنك دايم تشكك فيني وتقولي عني خاينة لكن كل هذا ما هز من حبي لك شيء لكن لما
رجعت لك بديت أتعلق بحبك أكثر لكن قهرتني لما شكيت فيني يوم شفت بدر زوج العنود بالمستشفى .
قاطعها طارق يبرر : لا ما شكيت كنت غيرااان وبمووت من الغيرة ما أبي عيونك تشوف أحد غيري أبد .
قالت له بثقة يخالطها خجل : ثق إني عيني ما تشوف أحد غيرك وما تتأملك إلا أنت .
رد عليها بذوبااان وهو ينظر لعينيها : فدييت عيونك يا حبي .
**********
: أمل حبيبتي يلا أوديك المستشفى .
نظرت له أمه وهي متوترة عليها وقالت : أتركها شوي أحسن تاخذ الألم هنا وما تروح إلا إذا قربت ولادتها .
صمت ونظر لزوجته التي تمشي بالصالة السفلية الكبيرة وهي تحمل قنينة ماء تشرب منها كل مدة وعينيها تدمع
من الألم وتضغط على شفتها السفلية لتمنع صوتها أن يخرج ولكن تظهر تنهدات الألم كل لحظة منها ويتألمان
الجالسان معها وفي قمة ألمها تذهب جرياً بما تستطيع من قوة للحمام "كُرمتم" وتتبعها أم طارق بخوف ولكنها
تعود لتمشي بمسارات وخطوات غير منتظمة .
تكلم بعد مدة : لا خلاص تروح أحسن يعطونها مسكن وترتاح من الألم .
قالت أمه وهي تلتفت مرة له ومرة أخرى لأمل : خلاص شوي وبعدها نروح .
طارق بتوتر: بس قرب الفجر وهي تتولد من الساعة وحده خلينا نـــ ..قاطعته صرخة أمل التي هتفت بصوت باكي
وهي تقول "يمه طااارق إلحقونيييي بولد " هب الجالسان بسرعة والتقطاها ألبساها عبائتها وهي تصرخ بضعف
ووهن وسارا بها للمستشفى بأقصى سرعة ..
دخلوا من باب الطوارئ وتلقفنها الممرضات بسرعة ولم تمضي سوى نصف ساعة عسرة على الجميع حتى
خرجت ممرضة بطفل صغييير جداً زهري اللون وعيناه مغمضتان أقبلت به لوالده وهي تهتف : دكتور تارك هزا
بيبي انتَ ولد .
كسى السرور ملامحة وأنتشل إبنه برفق من الممرضة وهو يقول : الحمد لله الحمد لله ..وسأل الممرضة.. كيف
زوجتي ؟؟
ردت المرضة : الهمد لله كويس بس هي نوم عسان تعبان سوي ..ومدت يدها لأخذ الرضيع ..يلا دكتور هات بيبي
ودي حزانه .
قال لها بهدوء : إنتظري ..والتفت لأمه الصامتة بفرح .. يمة شوفي ولدي .
ردت أمه بصوت باكي بعد أن مدت يدها لأخذه وضمت الطفل وهي تقول : الحمد لله "بارك الله لك في الموهوب لك
،وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره"
فرد عليها : "بارك الله لك وبارك عليك ، وجزاك الله خيرًا ، وأجزل ثوابك" ..ثم سألها لها بحنان وحب .. يمه ليش
تبكين ؟؟
ردت بعد أن أعادت الصغير للممرضة التي ذهبت مباشرة : من فرحتي الحمد لله أخيراً شفت عيالك الحمد لله ..
وأجهشت بالبكاء ..
اقترب منها طارق وقبل رأسها واحتضنها ثم قال : بإذن الله راح تشوفينه هو وأخوانه وأخواته يتزوجون وتزفينهم
بنفسك .
في المساء ..
تجمع الكل في غرفتها وبدت أمل في غاية الفرح رغم التعب البادي عليها ولكن ما إن تنظر لولدها حتى تبتسم
ويضيء وجهها , قاطع تأملاتها سؤال شادن ..
شادن : أمول تعبتي كثير فالولادة ؟؟
نظرت لها أمل وقالت بمكر : إذا جربتي راح تشوفين ..ضحك الجميع فأكملت تسأل .. ليش تسألين ؟؟ ..ونظرت بها
بتفحص وأكملت .. ليكوووون ؟؟
فهمت الأخرى وهزت رأسها إيجاباً وهي خجلى فهتفت أمل : ياخاينة تحملين ولا تقولين لي خلاص زعلت .
أنتبه الجميع لكلامهما وتعالت التبريكات وهي ترد عليهم وردت على سؤالهم الموحد "متى حللتي ؟؟" فقالت :
اليوم بس دريت ؟؟
قالت شهد تخوفها : الله يعينك على التعب .
ففزعت شادن وقالت : للدرجه هذي متعب ؟؟
ضحكن على خوفها وتركنها بلا إجابة فالتجربة هي من ستجيب عليها .
*******
تسللت في القصر الخالي من الحياة نهاراً وفي الليل قمة الصخب والمياعة وهو الجو الذي ألفته كثيراً في حياتها
ولكنها الآن كرهته لإقترانه بالذل والحقد سارت وهي تتلفت لألا ينتبه لها أحد الخدم ودخلت إلى المطبخ وحملت
سكين تبدوا حادة من لمعان نصلها سارت بذات الحذر حتى وصلت لأبعد مكان في القصر وكان مخازن تكثر بها
الصناديق والأثاث القديم وأيضاً الحشرات جلست فلم يعد يهمها شيء لا تريد حياتها ملت من تكرار الأحداث بها
وتذكرت كيف يمثلون الإنتحار في مشاهد التلفاز فسارت على النهج فوضعت نصل السكين يدها اليسرى فقطت
أوردتها آلمها الجرح ولكن لم تعد تبالي وفعلت كما السابق في الأخرى ولم تلبث أن تحول المخزن أو تحت جسدها
الملقى بتعب إلى بركة دماء تزداد كل لحظة حينها أحست بألم تمسك بجسدها , ألم مبرح كضرب السياط بل كلهيب
النيران لا تعلم ولكنه ألم موجع حتى النخاع من قال أن الإنتحار أسهل طريقة للموت فهو مخطئ من يموت
بالإنتحار يتألم أكثر بملايين المرت من الموت الطبيعي , زاد الألم وأصبح لا يطاق ثم أحست وكأن يد كالفولاذ
اشتدت حول عنقها فتمنع التنفس عنها ولا يصل لأذنها إلا صوت قرعقة كالقراطيس من حنجرتها وفي تلك اللحظة
مر شريط حياتها كومضت بل أسرع ظهرلها تباعا "فتاه صغيرة أمها تحاول تربيتها على حسن الأخلاق ولكنها
تتمرد" ثم "ذات الفتاه تسرق مقتنيات قريناتها في العمر وتحقد عليهن بلا مبرر" ثم "الفتاة كبرت تزوجت مرة
واخلاقها في تدهور وإنحطاط ثم تطلقت وتزوجت أخرى فلم يتغير الحال "ثم "حقدها على كل النساء لأنهن نجحن
في حياتهن وأنجبن الأبناء وهي لا وأكثر من حقدت عليها بنت عمها سارة " ثم "توعدها بأن تدمر حياة سارة
وطفلتها الصغير "ثم "ذهابها بقطعة ملابس إلتقطتها من بيت إبراهيم مع قصاصات من شعر إبنته إلى الساحر
لتفريقهما " ثم "لحاق إبراهيم لها من مكان لأخر وهو يترجاها أن توافق عليه وهي تضحك لانتصارها أخيراً
تزوجته " ثم"تعذيبها لأمل ونشب الخلاف بينها وبين والدها ليزيد من تعذيبها " ثم "محاولة تزويج أمل لسعود
حتى يتسنى لها الذهاب لمنزل سعود أنى شاءت " ثم "طردها لأمل وتشريدها "ثم "لحاقها بزوج أمل لإغوائه
وإفترائها على أمل " ثم "تهديد إبراهيم لها بأن تترك طريقها الخاطئ عندما أكتشفها بمنزل سعود وسحب البيت
منها وتمردها من جديد " ثم "القبض على أبو سالم وهربها " ثم "تشردها لثلاثة أشهر بلا مال ولا طعام ولا
مأوى مثل ما حصل لأمل" ثم "سماعها لرجلين يجلسان أمام إحدى المنازل بأن إبراهيم قد طلقها وتزوج من
طبيبة طيبة الأخلاق وهي حامل وزاد حقدها " ثم "ظهور أبو سالم في حياتها من جديد حين وجدها في إحدى
الشوارع تمشى فأخذها لهذا القصر المعمور بلياليه الحمراء والمجون فأذاقها فيه من الذل والحقد لأنها هربت
وتركته وحده عندما وجدته الهيئة " ثم آخرها ليلة البارحة "كان آخر مشهد للذل عند أبو سالم حين أمرها أمام
الناس أن تمسح حذائه بلسانها ففعلت بعد دفعه لها لتسقط عند قدميه فتلعقها ثم خلعها وهو مشمئز وهو يقول (
لوثتيها بعد ما كانت نظيفة ) فنهضت وهي تجر أذيال الذل الخيبة " كل هذا وأكثر مرت في لحظــــــة او أقل من
لحظة ناهزت منتصف الأربعين ولكن كل حياتها مضت أمامها كلحظة فقط هذا هو عمر الإنسان مهما طال يبقى
لحظة أو ومضة فقط , فشهقت بألم متجذر في روحها تبعتها شهقات حتى فاضت روحها وهي بقمة
الألــــــــــــــــــــــــــــم .
*********
بعد شهور ...
قالت بفروغ صبر تغطيه ببسمة غاضبة لصغيرها : عبوي حبيبي يلا نوم ماما .
هزت الطفل رأسه بحماس وهو يقول : أأأ بابا "لا بابا" ..وهو يشير لوالدها الجالس على الحاسوب وينقر على
مفاتيحه فالتفت الوالد لإبنه بابتسامة وأشار له بأن يأتي فهم الطفل وهم بالحبو حتى وصل لوالده فضحك بفرح
وشاركه والداه بابتسامة محبة ..
فقالت أمل بتوتر : طارق هاتيه وشوف متى تظهر هالنتيجة مليت من الإنتظار ..ومدت يدها لتحمل طفلها ولكنه
رفض بل يريد مشاهدة الشاشة المضائة أمامه والتي جعلت عيناه تلتمعان ..
قال طارق بهدوء وحب : أتركيه عندي وأنتي ريحي نفسك بإذن الله راح تجيبين نسبة حلوه .
تنهدت وجلست بالكرسي المجاور له وقالت : الله يسمع منك صراحة تعبت من التوتر والإنتظار كل يوم .
صمت الطرفان للحظات ثم قال طارق بحماس بعد نقرات قليلة : أمول طلعت النتايج .
تصلبت امل من التوتر والترقب وركزت نظرها على طارق المندمج في عمله وماهي إلا ثواني وأنطلق هاتفاً وهو
يقول : مبرووووووك أمولتي مبروووووك جبتي 98.5 وأقترب منها بعد أن وضع طفله على الأرض وهي جامدة
في مكانها من الفرحة فأمسك بيدها ينبهها فانتبهت لحظتها وقفزت من الفرحة وتعلقت برقبته وهي تضحك بفرح
عارم .
********
لمحات مما مضى ...
* دخلت أمل كلية الطب وتخصصت في طب العيون كما كانت تحلم .
* ولدت شادن ولم تمر بفترة المخاض بسبب التقرير المبكر لها بولادة قيصرية فلم تتعب إلا من العملية .
* تزوجت نهى من أحد أقربائها وهي الآن حامل في شهرها الأول .
* حياة شهد مستقرة بين أبنائها وزوجها .
* وصلت ريم لأشهرها الأخيرة وهي في غاية الراحة مع والد أمل الذي هو الآخر بصحة جيدة وراحة تامة .
* أبو طارق وأم طارق حياتهما عنوانها المودة والحب الطويل .
* أما سلمى لم تكتشف جثتها إلا بعد أسبوع عندما نفّرت رائحة الجثة رواد القصر فبحثوا عنها ووجدوها متحللة
ومتعفنة.
* سعود بعد شهر من وفاة سلمى مات متأثراً من المرض بعد أن تاب وقد أرسل لطارق رسالة فحواها "طارق
أرجووك سامحني وقول لأمل تسامحني أسألك بالله تبلغها طلبي ".
*********
بعد ثمان سنوات ..
: عبد الله روح جيب أخوك إبراهيم من عند الجيران .
عبدالله : طيب ماما إلحين أجيبة .
رفعت طفلتها النائمة على الأرض بين الألعاب ووضعتها في سريرها وقبلتها ثم خرجت .
عند الباب التقت بطارق المبتسم بحب لها وبعد التحية سألها : وين العيال البيت أشوفه هادي ؟؟
ردت له الإبتسام بحب مماثل وهي تقول : عبدالله راح يجيب إبراهيم من عند الجيران و وجد نامت ووديتها
سريرها ..تقدمت وأمسكت يده وأجلسته على إحدى الكنبات وقالت .. إنتظر هنا شوي سويت لك عصير بجيبه لك
..ثم ذهبت قبل أن تسمع رده ولكن تابعتها نظراته المحبة ..
دخل الولدان وألقيا التحية وقبلا والدهما فقال لهما بأمر أبوي محب : يلا أشوف كل واحد يروح يتسبح وينام .
أطاعا الولدان الأمر ودخلا غرفتهما في اللحظة التي حضرت أمل بأكواب العصير فسألت عن أبنائها فأخبرها أنهم
قد أتوا للتو فدخلا .
شربا العصير وهما يتحدثان بأحاديث عن المستشفى والمرضى الذين تعاينهم أمل في عيادتها المتخصصة بالعيون
وكذلك عن أمور المنزل وفي منتصف الحديث نهض طارق ثم جلس بقرب أمل وقال بجدية : أمل ما قلت لك ؟؟
فزعت من نبرته الجدية فقالت بخوف : إيش صاير لا ما قلت لي .
نظر بها ملياً ثم أكمل : يعني ما قلت لك .
زاد الخوف عندها ولكنه قطعه وهو يقول بصوت أجش وهامس : ما قلت لك إني أحبـــــــــــــــك ..فأتبعها بضحكة
على وجهها الحانق ولكن قطعتها صرخة ألم صدرت منه ونظر لأمل باستفهام وقال.. ليش عضيتيني .
قالت وهي مبتسمة بمكر ودلال : لأني أحبـــــــــــــــــــــــك .
النهـــــــــــــــــــــــــــــــايه
تمت بحمد الله
يوم الأربعاء الموافق 22 من جمادي الثاني من عام 1432 هـ
الساعة 13: 11 صباحاً
مع كل الحب
والشكر لمتابعتكم الفعالة
وأخص بالشكر
مدققتي الغالية وإبنة عمي "جوووري"
وأختاي الصغيرتان "لولو والدلوعة "
وإبنة عمي الغالية "غلاااوي"
و أعم الشكر لكل قريباتي وغالياتي المشجعات لي
أما في مجال المنتدى فلن أخص بل أعم بالشكر الجزيل لكل من وقفن في صفي لإنهاء هذه الرواية المتواضعة ولم
يكن مطلبي الكمال بل أن تنال على الإعجاب وتتحقق المنفعة
وفي الختام
أتمنى أن ألتقي بكن في رواية أخرى إذا قدر لي الله وكتبت أريد مؤازرتكن لي
ولا تنسوني من آرائكم وإنتقاداتكم
ولا من دعوة لأختكم في ظهر الغيب
والسلام عليكن ورحمة الله وبركاته
أختكم ومحبتكم / بســ أمــ(G)ــل ــمة
تجميع اسطورة !
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك