رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -23
بعد ثواني وصلت لها رسالة منه ويبدو انه معصب جداً ( زودتيها بالحيل ترا انا انتظرتس ساعات وتبين ساعه بعد انزلي بسرعة)
ميساء خذت الجوال وحذفته على السرير ماعليتس منه تسبحي على ما اجهز لتس كل شي يلا..
أميره ناظرتها بضيق : طيب..
—
صحت من النوم بأرهاق ناظرته شافته داخل في نومه عميقه ما بغت تزعجه خاصة انه يتعب معاها كثير هالايام قامت وراحت للحمام ( يكرم القارىء ) تسبحت ولبست بجامة حرير باللون الأبيض بأطراف مُزينه بالريش جففت شعرها ورفعته لفوق بطريقة مُلفتة وبسيطة وحطت ميك اب خفيف وجلست قدام التلفزيون وهي تاكل صحن فواكه خذت جوالها وجلست تتسلى فيه شويه أنتبهت لـ جواله اللي يتصل بنفس الرقم كذا مره ..
فتحت الخط بهدوء وأنتظرت الطرف الثاني يتكلم وصل لها صوت أنثوي .. : السلام عليكم أستاذ سياف
سكتت لثواني وما طول هالصمت ردت عليها بتهكم : وعليكم السلام أستاذه...؟
البنت حست بخجل من المها بس كملت كلامها بهدوء : مين!هذا مو رقم أستاذ سياف !
المها تكلمّت بدون نفس : الا رقمه وانا زوجته المها وشتبين؟
.. : لا تفهميني خطأ انا ساره اشتغل معاه بالبزنس مو أكثر من كذا وجاء ببالي اتحمد له بالسلامه سمعت انه سافر اليوم وبكلمه عن كم شي يخص الشغل بس!
المها ضحكت بسخرية : الله شكراً والله اعتبري نفستس تحمدتي له بالسلامه وشتبين بعد؟
ساره بتوتر من أسلوب المها : بكلمه عن كم شي يخص الشغل مو أكثر..
المها بنبرة حادة : مو فاضي لهالسوالف يا أستاذة ساره سياف مشغول فيني..
قفلت المُكالمة وراحت للغرفه بخطوات سريعة ناظرت له لدقايق شكله كسر خاطرها واضح عليه الأجهاد والأرهاق بس ما أهتمت لكل ذا ، رفعت يدها اليسار لمستوى شعره وهي تمسح عليه بهدوء وتمعن فتح عيونه بتأني وناظرها بأبتسامه : حبيبتي!
مسحت على شعره وهي تجذب مجموعة خصل من شعره لـ يدها وتسحبهم للأعلى بعُنف وتناظر لشعره بتركيز..
سياف ناظرها بصدمة وهو يبعد يدها عن شعره : حبيبي وش هالحركات!
خذت الجوال وحذفته على صدره بسخرية : أمسك يا أستاذ سياف كلم أستاذه ساره تبي تتحمد لك بالسلامه يروحي والله فيها الخير بس أمانه تكفى لا تتأخر عليها ..
سياف رفع اللحاف على وجهه وهو يعضه بقهر قام بأستعجال وهو يمشى وراها واخيراً قدر يمسك يدها ويوفقها : تشتغل عندي والله العظيم تشتغل عندي وما بينا ألا الشغل مو أكثر!
المها قربت منه وهي تعدل شعره بـبرود فظيع : طيب وأنا وشقلت بالعكس أنا أبيك تكلمها حرام أحنا يالبنات ترا ما نتحمل الانتظار..!
سياف بلع ريقه بتوتر ما يتطمن إذًا المها كلمته بهذا الأسلوب يدري أنها تكون ناوية على شر : طيب اللحين روقي بتروش جسمي متكسر وبجي بنسولف وبناكل وبنطلع بنسوي كل شي..
المها تمددت على الكنب بـ لامبالاة مُتصنعه : طيب..
سياف مسح على شعرها بترقب وهو يبتسم نثر قُبلاته على شعرها الأسود المُتناثر بطريقة جذابة :حبيبتي تحسبين اني منزعج من غيرتس علي بالعكس أحبها لكن لو تخف شويه يعني انتي تدرين انا رجل أعمال وأكيد بيصير عندي معارف من الجنسين وعلاقات أجتماعية المفروض تقدرين هالشي!
أعطته ظهرها ببرود وكأنه مو وراها وينتظر منها رد رفعت عيونها لجوالها بـ لامبالاة ما حب انه يتكلم بالعكس مسح على ذراعها بهدوء وقبلها وقام وراح لدورة المياة يتسبح لإن يدري ان ليلته طويله..
البارت الخامس والثلاثون
فتحت باب السيارة بتردد لكن بالأخير شدت من عزمها ودخلت السيارة ناظرت للطريق بهدوء وهمست بصوت قصير : مساء الخير
رفعت عيونها لعيونه اللي تناظر للطريق بغضب وهو ضاغط على الدركسون بكل قوته رجعت ظهرها للمرتبة وناظرت لقدام بهدوء قعدت تخمن في بالها وش بيسوي فيها كانت أقصى ردة فعل تتوقعها منه أنه يهاوشها وشالت من بالها فكرة انه ممكن يمد يده عليها ..
بعد ربع ساعة وقف قدام البيت ونزل من السيارة ووقف بجنب باب السيارة وهو ينتظرها تنزل عشان يقفل السيارة نزل ومّشى قبلها وراح للمطبخ حق أهله أخذ له كاس وصب فيه ماء وشربه دفعه وحدة ، يبي يجلس بعيد عنها قاعد يحاول يمسك أعصابه ويسيطر على غضبه هي بعد مُعاناة وصبر أعطته أشاره وحدة مايبي يخسرها وبنفس الوقت معصب وبينفجر من العصبية وكل ذا من شوقه وده يضربها لين يكسر عظامها ويطلع روحها بس ما يبي يوجعها ..
دخلت الشقة بأستعجال وراحت لغرفتها نزلت عبايتها وطرحتها وشنطتها على الكنب اللي بزاوية الغرفة راحت للمرايه وهي تناظر لشكلها بتفحص ، لابسة فستان باللون الوردي الغامق يوصل لفوق الركبه بقصة صدر واسعة وبذات الحجم أيضاً بمنطقة الظهر بدون أكمام مع كعب طويل باللون البرتقالي بربطات لامعة تزين ساقيها الممشوقة ..
رفعت يدها لـعقد اللؤلؤ اللي يزين عُنقها بشكل مُلفت كانت إطلالتها أنيقة مُلفتة وأنثوية جداً ..
رفعت عيونها لـ باب الشقة وحمدت ربها أنه ما بعد جاء أتصلت على ميساء بأستعجال وبعد عشر ثواني وصل لها صوتها : هلا امور هلا بالعروس القديده!
أميره تكلمّت بتوتر وعيونها على الباب : اسمعيني الله لا يوفقتس وشسوي بجلس كذا كأني صنم! وشبسوي انا بالحوسه ذي كلها !
ميساء ضحكت من أسلوب أميره اللي واضح أنها متوتره وخايفه : افا بس ذا عندي عندي لا تشيلين هم..
أميره بغضب بليغ : تكلمي بسرعة الله ياخذتس وياخذني يوم أطيعتس يا حمار وشسوي اللحين إذًا دخل وناظر لي وشبسوي وش بقول له!
ميساء بكيد : روقي وركزي معي ..
أميره بخوف : يلا قبل يجي..
للأسف أنه دخل على هذي الجملة ولا قدرت تسمع من ميساء شي قفلت الجوال وناظرت له بتوتر ، ظل ساكت لدقايق وهو يناظرها بتمعن يناظرها من فوق لتحت وكأنه اول مره يشوفها ..
لكن قطع عليه تأملها أميره اللي وقفت قدام المرايه وهي ترفع يدها للعقد تبي تنزله وتنزل كل شي تحس أنها تهورت بالحيل وندمت جداً نزلت العقد وأنتبه لها وجاء بأستعجال وهو يحط يده على يدها اللي ماسكة فيها العقد أخذ شعرها لكتفها ولبسها العقد من جديد
واقف وراها بالضبط ناظر لعيونها بالمرايه اللي تناظر له بصد ورفض لكن ما أهتم لنظراتها كانت عيونه مليانة رغبه أتجاهها مليانه شوق ووله ما قدر يتكلم بشي كان يناظرها بس وهي تناظره وملتزمين بالصمت..
أستمرت عيونهم غارقة وسط نظراتهم المُتضادة الكل له رأي مختلف عن الاخر الكل له رغبة مختلفة هو يرغب بالبقاء وهي ترغب بالرحيل..
قاطع عليهم الصمت الحاد اللي يجوب المكان يدينه اللي رفعها لمستوى خصرها وهو يحاوطها بتمّلك فظيع وكأنه يبي يقول للدنيا كلها ( ترا أميره لي ) حّست بدوخة تتسلل لمقدمة رأسها بسبب توترها من قربه تحس بشعور أثقل حركة كاحلها حتى صارت مُسيره له وملك ليدينه ياخذها وين ما يبي والموضوع ماهو رضا قد ماهو أستسلام وفي عمق الصمت تمرد على هذا الصمت بكلماته : تعرفين كيف تزعليني وتراضيني من شوي جاي وكل الشياطين فوق راسي لكن اللحين انا جاي وانا أطلب الصلح ومتنازل عن كل شي بدون أعتذار حتى..
رفعت عيونها لعيونه اللي تحولت ملامحه لهدوء وطمأنينة عكس ملامحه بالسيارة دفن وجهه بين قيود عنقها الطويل وهو يتلذذ بعبق عطرها المُثير ويحسد حبات اللؤلؤ اللي تلتف حول عُنقها ويتمنى انه يكون بمكانها : إذا هالحب مرض الله يجعلني أضيع علاجه
رفعت يدها لمستوى عنقها وهي تطبطب على حنجرتها تحس بغصه تنتصف حلقها تمنعها من التنفس بشكل جيد مسحت قطرات من دموعها وهي تقاوم عبرتها من أنها تنفجر بالبكاء اللحين ..
صحت من جحيم أفكارها على يده اللي أنزاحت أخيراً عنها بعد ما أخذ حقه من الشوق لعشر دقايق من الزمن كانت بعيونه بحسبة الثواني وبعيونها بحسبة الأعوام والقرون ..
في حديقة المنزل ..
تم الانتهاء من تجهيزات الحفلة بشكل تام في زوايا منزلهم الراقي اللي عاشوا فيه لحظات من الحب والتفاهم والسعادة والضحكات..
لوحة كبيرة جداً باللون الوردي الفاتح يتداخل معاها اللون الأزرق بطريقة بسيطة وجذابه مع كتابات باللون الذهبي تحمل كلمة baby وضعت في منتصف اللوحة بمسابقة متر طاولة باللون الابيض بشكل دائري بـ إطار باللون الذهبي وضعت عليها كيكة بطبقات من ذات اللونين وفي الأرضيات كانت مُزينه بوكسات هدايا وبالونات وأخيراً بالونه كبيرة باللون الأسود فيها قصاصات لجنس المولود..
لبست فستان بتصميم أنيق وجذاب يحمل اللونين الأزرق والوردي وأكتفت بميك آب ناعم يظهر ملامحها الجذابه ورفعت شعرها بطريقة رايقة وبسيطة ولبست طقم أكسسوار راقي يتكون من عقد وأسوارة وخاتم ..
جلست على أحد كراسي الطاولة الأنيقة اللي مُجهزة لوجبة عشاء فخمة وبسيطة لهم الإثنين فقط تنتظر لحظة قدومه..
دخل البيت بأبتسامة أعتادت عليها ملاذ من سعود اللي بكل موقف يحاول يثبت لها هو وشكثر يحبها ويحب جلسته معاها لو كان مشغول : ان شاءالله ما تأخرت
قامت بـ لهفه ومّشت بخطوات سريعة وحضنته بشوق يفيض من عيونها : شوي بس بسامحك عادي..
قّبل رأسها بأبتسامة وهو يناظر بأعجاب لتجهيزات اللي قدامه : أيه هذا اللي أبيه انتي تدرين انا وشكثر متلهف على هالشي أكثر منتس ويارب تكون بنت
ملاذ ضحكت وهي تناظره بفضول : ليه بنت! لا تقول عشان تشبهني ومدري وش ترا تعبنا من ذا الكلام المُبتذل!
ضحك سعود من ملاذ وصراحتها اللي معتاد عليها : الصدق! دايم يقولون البنت حبيبة أبوها والأب حبيب بنته ف ما تدرين يمكن كذا بنصير انا وبناتي حزب عليكم انتم والعيال
ملاذ تكلمّت بثقه : فريقنا بيكون أقوى
سعود : يوه البنات لا يغرتس هدوئهم ترا كل شي ألا أبوهم يدافعون عنه بقوه بعد
ملاذ جلست على الكرسي بغيره : وأنا طيب ليه ما تحطني مع بناتك!
سعود لمّح الضيق يتسلل لعيونها من كلامه : لا تظلمين نفستس انتي لتس محلتس محفوظ محد بيقربه لو تجيبين عشره..
ملاذ بـ لهفه : أحلف طيب عشان أصدق
سعود رفع حواجبه بأستنكار : أفا ما تصدقيني!
ملاذ : إلا بس أحلف
سعود : والله العظيم!
ملاذ راحت ترفع صوت الموسيقى الراقية اللي على أنغامها بيكشفون عن جنس المولود ناظرته بحماس : طيب تعال خلنا نشوف وش يارب ولد
سعود بأصرار : بنت
ملاذ قربت من البالونه وهي ترفعها وتمسك طرف الخيط وأعطت سعود أبرة صغيرة وفجر البالونة وهو متحمس بأستعجال ناظرها بأنتصار وهو مبسوط وهو يشوف القصاصات الوردية تطير بالهواء الطلق : بنت بنت بنت
ملاذ أبتسمت وهي تناظره بسعادة وتشوفه يضحك من الفرحه كان يتمنى أنه يكون أب وأول طفل له تكون بنت يحبهم جداً ويحب حنيتهم على أبوهم دايم ..
سعود ناظرها بأبتسامه من أعماق قلبه وروحه : مبروك مبروك يروحي أنتي مبروك يا أحلى وأغلى وأجمل أم بذا الدنيا كل أبوها
ملاذ ناظرت له وهو يرفعها بحذر ويدور فيها : الله يبارك بعمرك بشويش أمانه لا نخسر البنت
سعود : انا حريص عليها أكثر منتس تعالي اجلسي نتعشى انتي اكيد ما اكلتي زين اليوم
ملاذ : أيه وبتجلس تهتم فيني عشان بنتك
سعود أبتسم : بدينا بدينا !
ملاذ ضحكت وهي تاكل : امزح معك تعال ناكل
سعود : يلا والله جوعان بالحيل باكل وبرتاح..
—
سحبت يدها من بين يدينه ووقفت وقبل حتى تكمل خطوتها الأولى رجعها للكرسي اللي كانت جالسة عليه وقام هو مّشى كم خطوة بالغرفة ذهاباً وأياباً ، نال منه الحرمان حتى كاد ينهيه ، أيضاً نال منه الحزن ما كفاه ، أنثنى على ركبتيه أمامها جذب كفوفها ليدينه وكأنه يحاول يغرقها وسط كيانه وتصبح جزء منه كل ما صدر منه كانت محاولة فاشلة لإخماد لهيب نار الشوق اللي تعشت من ضلوعه : وين بتروحين ليه تبين تروحين ليه!
ناظرت لعيونه بحزن يخيم على ملامحها ما تقدر تتحمل هالحوار وش بتقول له أصلاً هي بنفسها ما تدري وين بتروح كل اللي تبيه أنها تبعد ان شاءالله تجلس بدون مأوى بس تبعد عنه اللحين ما تبي يصير شي من بينهم ما تبي يربطهم شي تهورت تهورت لمن وافقت على أنها تكون أم لعياله واللحين ندمانه أشد الندم رفعت يدينها بصعوبة من بين يدينه اللي قابضة على يدينها بجنون وتمّلك : أتركني سيف..
ما أهتم لكل محاولاتها البائسة إنها تبعده عنها بكل الطُرق أطرق رأسه ثم رفعه للشباك وهو يناظر للسماء العالية يحاول ياخذ من السماء أتساعها ويعطيه لصدره اللي أضيق من جحر النملة : أنتظرت كثير لمتى تبين أنتظر تعبت تعبت من الحرمان مرضت من الصد أهلكني الجفى البعد يبي يذبحني أموت انا أموت لازم اتكلم لازم أتكلم عشان تصدقين إني جالس أتعذب أتعذب وانتي ولا يهمتس شي!
ناظرته بأنهاك حطم ضلوع صدرها بشدّة كل التنهيدات اللي تخرج منها عاجزه عن توصيل حجم الألم اللي يعتصر روحها : بس انت وعدتني انك ما بتجبرني على شي وحلفت لي!
أطرق رأسه على ركبتيها بذات الإنهاك إلا انه أشد بمراحل : تعبان تعبان ليه ما تحسين فيني حسي فيني بالدم اذا ما بتحسين فيني بالروح من اللحظة هذي والله والله ما أكون سيف ولد حامد إذًا ما أخذت نصيبي
نزلت لمستواه وهي تناظره بصدمة كبيرة رفعت أصابع يدها المُرتجفة لطرف ذقنه وهي تناظر لعيونه بعدم إستيعاب : نصيبك من أيش!
ناظرها بأرهاق سنين ماهو أرهاق لحظة ولا يوم ولا موقف واحد : نصيبي من الحب من الشوق من كل شي كل شي..
ناظرته بلوعه شعرت بألم مُشابة للألم اللي دخلها للمستشفى قبل أيام رفعت يدها لمعدتها ومّشت بأستعجال لدورة المياة أعزكم الله وأستفرغت جميع اللي داخل معدتها غسلت وجهها بالمويا بضع مرات حتى ترد الروح لها من جديد طلعت شافته يمد يده لها مسكت يده مُجبره لأنها تحس أنها بتسقط بأي لحظة جلس على السرير مسك يدها وهو يجلسها بجنبه برفق حس أنه قسى عليها كثير بمشاعره اللي يكتمها وتظهر فجأه بطريقة مجنونة وإندفاعية أنتبه لرأسها اللي طأطأ وهي ترخي راسها على فخده وتغمض عيونها بأنهاك بوجه شاحب أصفر بعد ما كان جميل مُنير ما قدر أنه يرفع يده ويمسح على شعرها حس إنها اللحين ما تبي منه إي شي تبي بس تنسى اللي صار وتهرع إلى أقرب مخرج نسيان ..
آه يــا بري حالي ويا وجودي وجـــود
ذقت كاس المراره عقب كاس العسل
عبرة الحزن تكشف خافيات السدود
تظهر الدمع حتى من عيون الجمل
—
طلع من الحمام بعد ما تسبح لف الروب على جسمه ومّشى بهدوء أستغرب أنها ماهي موجوده في مكانها دخل الغرفة بخطوات مُتأنية وهو يبحث عنها وأنتبه لوقوفها أمام المرايه الأنيقة ناظرها بتمعن لابسة عباية أنيقة جداً مع طرحه وشنطة فاخرة من Dior وبعد ما أنتهت من اللمسات البسيطة حطت بلاشر وناظرت له بأبتسامة عِذبة : أنتظرك برا ألبس وتعال لي..
مسك يدها وهو يناظرها بتمعن شديد يحس أنه بحالة سُكر من عذوبة جمالها سحر عيونها ونظراتها الجريئة وأنوثتها الطاغية : وين طيب؟
أبتسمت بعذوبِة : عشاء رومانسي! يلا حبيبي ألبس جهزت لك ملابسك وأغراضك إذًا خلصت تعال ولا تطول..
ناظرها برضا تام : أبشري..
دخلوا لـ مطعم أنيق جداً وراقي بأطلالة جذابه من خلف الشبابيك الزجاجية تظهر المنطقة اللي هم فيها بشكل واضح كانت الطاولة مُزينه بالشموع والورود الجميلة الموزعه بطريقة مُتقنة في أنحاء الطاولة سَهت وسط نظرات عيونه الولهانه : اليوم ما جلسنا مع بعض، من رجعنا وكل واحد نام والأسبوع اللي فات كنت تعبانه
ابتسم بترقب وهو يخمن وش ورا نظرات عيونها المشتاقة : ماعليه الجايات أكثر بس انا ابي الأمان..
ناظرت لعيونه بهدوء : الأمان من وش!
سياف أبتسم : اخاف تحطين العشاء فوق راسي!
ناظرت لعيونه بتمعن وهي تبتسم بأستنكار : بصراحه كبرت عقلي وقلت حرام هذي طبيعة شغله وأنت بريئ ماعندك هذي الحركات والسوالف
أبتسم براحه لتفهمها أخيراً من فترة وهو يتعب من غيرتها اللي يشوف أنها مو في محلها رغم انه يحبها جداً : والله اني بريئ فوق ما تتصورين والله لو تدرين مين أنتي بعيوني وبقلبي ما دخلت قلبتس الغيره من الدنيا كلها..
المها ناظرته بفضول : مين انا ؟
مسك كفوفها بين كفوفه وهو يتكلم بشاعرية مُفرطة : أنتي محد يقدر يقاوم سحرتس على الشخص ما دريت ان عندي بنت عم بهالذكاء والسحر والزين ذا كل ابوه ، لتس طريقة خاصة فيتس تخليتس تجيبين أعصى أنسان على وجه الأرض على وجهه محد يقدر يقاومتس أبد واللي يقول يقدر كذاب!
—
أول أيام رمضان المبارك الساعة ٢ ظهراً ..
على طرف السرير غاطة في نومه عميقة مو حاسة باللي حولها ابد مَسح على طرف شعرها اللي طالع برا اللحاف تكلمّ بصوت قصير ما يبي يزعجها ويخوفها : حبيـ ، وقفت باقي الحروف في منتصف حلقه عاصية عن الخروج يحبها أيه بس مو من حقه يقولها حبيبتي ابد..
ناظر لـ يدها اللي طالعة برا اللحاف ومسكها بحنيهّ : يلا قومي! ما صليتي الظهر!
فتحت اللحاف وجلست بأستعجال وهي تشوفه جالس قدامها بالضبط حّست بدوخه رفعت يدينها لراسها أمس ما تسحرت زين هو غصبها تاكل كم لقمة لكن ما سّلمت من الغثيان وطول الليل تستفرغ وما بقى في معدتها حاجه : الساعة كم!
ناظرها بـتفحص خايف عليها جداً وجهها أصفر : الساعه ٢ اللحين تبين اساعدتس تقومين! ولا تقدرين عشان تتوضين للصلاه تأخرتي بالحيل..
قامت بأنهاك وهي تتمسك بالسرير وتقوي من نفسها : بقوم أقدر..
وقفت راحت لدورة المياة أعزكم الله وضت وجلست دقايق وهي ساندة يدينها على المغسلة بأنهاك ومغمضة عيونها..
طلعت بعد دقايق شافته واقف يبدل ملابسه نزلت يدها على الجدار ورجعت خطوة للخلف تحس بغثيان يرتفع لمعدتها رجعت للحمام وأستفرغت هواء معدتها فاضية..
طلعت من دورة المياة أعزكم الله شافته يمد يده لها مسكت يده ووقفت بمكانها وجسمها يرتـجف : ما أقدر أتحرك خطوتين...
ناظر لعيونها اللي لو بتتكلم تكلمّت التعب يغزو ملامحها بشدةّ : انا أشيلتس وأخذتس لا تحاتين المشي
حط يده خلف ظهرها رفعت أصابعها لصدره برفض قربها له لمن حس أن حركتها بدت تختل مسح على شعرها وأنتبه على جسمها اللي مو قادرة تسنده بروحها همس بخوف : بسم الله عليتس تعالي هنا ، أخاف يرجع هبوط الضغط تبين تفطرين؟
رفعت ساعديها خلف عنقه محاولة منها للسيطرة على وقفتها لكن ليتها ما رفعتها من جت عيونها بعيونه حَست بالتعب يزيد يزيد أضعاف إذًا حبها مرض نفس ما قال فـ نظراته أيضاً تمرضها نزلت رأسها على مقدمة صدره بأنهاك شديد : بكمل صيامي خذني للسرير بس لا تشيلني أقدر أمشي..
أخذها للسرير وساعدها تسترخي عليه بشكل كامل رفع اللحاف وهو يرفعه لمستواها ناظرها بتوتر مسح على شعرها ورفع يدها وقبلها شافها تغمض عيونها ما يبيها تتعب طلع من الغرفة وراح للصاله حتى تنام براحه..
—
رفعت عيونها للباب اللي انفتح بهدوء وكأن اللي فتحه نسمة هواء خفيفة مو أنسان ركزت عيونها عليه وهي تبي تعرف بس من خلف الباب..
حّست بضعف يغزوا ملامحها وهي تشوفه جاي يبي يتطمن عليها يا الله ما توقعت منه هالمبادرة ابد رفعت عيونها لعيونه بنظرات لو بتتكلم اختصرها بيت لمحمد ابن فطيس يقول فيه ..
" احبه ولا ابغضته على شيٍ يسويه
ولا زالت رقاب الرجا فيه منعاجه "
مسح على شعرها بهدوء وجلس بجنبها بالضبط وتكلم بعد ثواني بسيطة من الصمت : مبارك عليتس الشهر
ناظرته بهدوء خارجي فقط : عليينا وعليك يتبارك ، جاي..
ناظرها بذات الهدوء وهو مدقق بعيونها : جاي اتطمن عليتس وأمشي.
ثبتت عيونها وسط عيونه بـ أشرس نظرات الرفض وعدم الرضا ، تمشي! انت وش تعرف غير انك تمشي وتروح وتتركني وراك تتركني أصارع كل شي ياكل من روحي بروحي : مافيه مشكله.
ألتفت للباب من خلفه ورجع نظراته عليها مرة ثانية : العيال يقولون انهم يبون يبقون هنا ما يبون يرجعون للبيت عندي!
الجازي تكلمّت بعد تنهيدة طويلة : عندك وين؟
سند رفع حواجبه بأستغراب : بيت أبوهم!
الجازي ما حبت يحس ان عياله ما يبونه كانت تبي تحسسه أنهم بس حابين القعده هنا مو أكثر من كذا ..: ذا بيت جدهم وعمك مرتاحين ومبسوطين هنا ابوي وامي حاطين بالهم عليهم
سند تجاهل كلامها وباله مشغول في شي ..: انتي قد الكلام اللي قلتيه بالمستشفى!
الجازي تجمدت من كلامه واخيراً تكلمّت بصعوبة : ليش!
سند بحيره : عشان اعرف اطلق او نكمل
الجازي بعبره : وليش ما تصالحني !
سند بأرهاق : فيه اشياء ما يداويها اعتذار ولا مراضاه ابد..
الجازي مسكت يده بعبره : بس يداويها نظرة وحده من عيونك أقدر اعرف فيها انك للحين تبيني ومتمسك فيني أعرف اني مو رخيصه عندك كلمه وحده تطيب فيها كل جروحي انا بعذرك بس انت أعتذر..
سند بصدمه : تضحكين على مشاعرتس!
ناظرته بأنهاك : ضحكت عليها من زمان فهمتها ان كل شي صار من بينا كان مكابر مابي يجي اليوم اللي افكر فيه انك ما تحبني وانك ما تبيني ان وجودي معك عشان عيالنا ما يضيعون عشان ما يحسون ان علاقتنا ما تنفع تستمر ابد..
سند بمجاراة لكلامها : أفهم من كلامتس انتس عارفه البير وغطاه!
الجازي بغصه ترتفع لمقدمة حلقها وصوت متحشرج من ضيقة صدرها : واحس احس واقرا كل شي من عيونك انسدح واحط راسي على مخدتي وافكر بكل شي صار وش يمحي اثر السنين اللي فاتت من قلبي كيف أعذرك وأنت ما تبيني أعذرك..
سند بتفكير تكلم بعد لحظات : انا ما عندي مشكله !
الجازي بغصه : انا عندي مشكله ومشكلتين وثلاث كل شي هان بعيني حتى الحلم اللي انتظرته سنين تبخر من عيوني احتاج فرحتك تكمل فرحتي ونرجع وبحاول أوقف لمن انت تساعدني ونرجع نبني بيتنا اللي انهدم!
سند : بيتنا ما زال موجود!
الجازي بأندفاع : ما يكفي والله لو تبني لي قصر ما يكفي اذا قلبك ما يقدر يحبني الحب بيغنيني لو بعيش بوسط خيمه وانا مو محرومه منك بكون راضيه ما تهمني المظاهر ما يهمني انك تعدل ابي تشوف ان كل شي مرينا فيه سحابة سودا وأنجلت من حياتنا انا عاذرتك لو تحاول لو واحد بالمية انك تطيب خاطري!
سند : ما بيطيب..
تكلمّت بأرهاق لو أخفته بعيونها فضحه صوتها : لا تفكر بعقلك سند انا لو فكرت بعقلي كان تركتك من أول مشكله من بينا العقل ما يرحم انا اشوفك بقلبي وبس حتى عيوني أعميتها عن أخطائك لانك مو هين عندي..
سند : انتي تحتاجيني مو أكثر من كذا
الجازي ببكاء : انا احبك احبك بس حاجاتي ما تهم
قام من مكانه ومسكت يده بشده وهي مو قادرة توقف وقف وناظرها : حتى اشتقت قليله اذا كان بقلبي مليون شعور وشعور كيف بختصره بكلمه من خمس حروف أنا أبيك وأبي نرجع لبعض وانا بسامحك بسامحك على كل شي صار بس طمني احتاج شي واحد بس!
سند : وش هو اعتذار !
الجازي بصوت مبحوح من البكاء : تقول انك ما ضربتني عشانها زعلت من كلام الوليد!
نزل يدها من يده وكان ذا رد كافٍ انه فعلاً هذا السبب ، طلع من المجلس ومن البيت كله ناظرت لـ اخر خطواته اللي أختفت من قدامها سندت ظهرها على السرير ورفعت كفوفها لوجهها وجلست تبكي رفعت وجهها وهي تسمع صوت بنتها اللي تبكي رفعتها لحضنها ودفنت وجهها بصدرها وبكت بـ أنين مكتوم ..
لسان حالها :
"مّد ظلّك .. خلّني تحته اقيّل
لي سنينٍ ما عرفت اهدا بروعي"
—
في أحد صحاري شمال السعودية ، في تمام الساعة ١٢ ليلاً ..
نزل شماغه على كتوفه وربطه على ظهره بحيث انه يشد عليه جمع الحطب من الأرض اللي هم فيها دور له حفره وحفرها وحط فيها الحطب وشب النار وحط حوالينها دله وبراد شاهي بعد سيارته شوي عشان النار ما تقربها جالس يزين دله وبراد وهو يهوجس بعد دقايق طويلة عدت عليهم ناظرت لعيونه بتساؤل : ليه جايبني هنا ! وبرمضان فيه احد يكشت برمضان!
رفع الدله وهو يصب لها فنجال : لو ادخل جحر ضب اخذتس معي تدخلينه وبعدين وش فيه المكشات برمضان حرام !
ميساء ابتسمت وهي تضيع السالفه ما تبيه يتضايق زود : مو حرام بس غريب اول مره اروح للبر برمضان بس عادي يعني دام معك بروح لـ اخر الدنيا وانا راضيه
فهد رفع حواجبه : واللي يقولتس اني باسط فيه دايم انا والعيال ولا نطلع للمدينه الا قليل اغلب الإجازات اقضيها بالبر والله يا هو شي يشرح الخاطر!
ميساء بأستياء : حلات البر بفصل الربيع غيره والله مو حلو اتذكر مره اخذنا ابوي للبر بفصل الصيف واغمى على اختي من حرارة الشمس
فهد يهوجس ماهو يم سالفتها بس يبيها تضيع تفكيره يحس بضيقه معلونه : امانه
ميساء ناظرته بأبتسامة حست انه متضايق وجابت كل اللي يمينها ويسارها من السوالف اللي صارت معاهم بالبر : وربي اتذكره بقولك سالفه بعد مره ابوي عازم ضيوف بالبر والعزيمه حريم ورجال فهمت وامي اللي طبخت الذبيحه واحنا نساعدها تخيل اخواني اخذوا الصينيه حقت الذبيحه وركبوها بالشاص وكلوا الرجال ورجعوها للحريم وقبل ناكل ركبوا فوق طلعه وطاحت الصينيه وانكب العشاء واحنا ما كلينا يالحريم منها
فهد جاته ضحكه من الموقف بس كتمها بصدره : فيه شي غير العشاء
ميساء ضحكت من رجع لبالها الموقف : ايوه فيه فواكه فيه تمر وغيره اقولك شي اتجمعوا الحريم وجلسوا يقشرون برتقال وياكلون تفاح ولا عليهم حتى ان اختي قامت سوت طبخه صغيره احنا نمون على الحريم يعني مو اغراب عنا وجلسوا ياكلون ومبسوطين بعد
فهد : والله حاله
ميساء ربتت على يده بهدوء : طيب وشفيك متضايق خاطرك ماهو بطيب! جربني بسمع لك!
فهد رمى الضيقه اللي بخاطره خلف ظهره وناظرها بهدوء : مافيه شي ، حاولت تاخذ منه الدله لكن رفض ، خليها معي انا بقهويتس
تحولت ملامحها للضيق من ضيقته : تكلم طيب!
فهد أبتسم يبي يطمنها عليه : لا تشيلين هم والله اني اذا شفت ناري ودلالي واباريقي قدامي انزاحت من صدري الضيقه كل ابوها
ميساء ناظرت بأستنكار وهي تحس بزعل : وانا طيب!
فهد شد على يدها بحنيه ّ: انتي عيوني انتي دوا قلبي وطبه
ميساء بأبتسامة عذبه: الله يجعل يومي قبل يومك متى تبينا نرجع
ناظرها برفض : مافيه رجعه ابد
ناظرت لعيونه بعدم رضا كل شي كان مُريح بس فيه شي بداخلها يمنعها من الجلسه ما كانت متطمنه ابد ولا قدرت تتجاهل إحساسها تحس بهلع وذُعر : كيف ما فيه رجعه ! وش يخلينا نجلس هنا ما بجلس ترا لا جاء قريب السحور رجعت للبيت خلاص المكان يخوف
فهد اللي كان متضايق زادت ضيقته من رفضها انها تجلس معاه بالمكان اللي يحبه ناظرها بحاجب واحد مرفوع : من الرجال هنا انا ولا انتي ؟
ناظرته بصدمه من ملامحه اللي تغيرت فجأه : أنت لكن مابي أقعد هنا تكفى فهد خلنا نرجع خايفه مو متطمنه احس فيه شي يتحرك قريب
فهد : تخافين وانا موجود!
ميساء حّست انه ما راح يفهم عليها ابد فقررت تستلم وتخلي الليله تمشي بتشوف النهايه بس : أكيد لا
قامت من عنده وهي تبعد التراب عن طرف عباتها راحت للسياره بتاخذ شي منها ..
أنتبهت لشي غريب يركض صوبهم ناظرت لـ فهد اللي كان مو منتبه لشي ابد ومركز بالجوال صرخت بخرعه وعظامها مو شايلتها من الرعب : فهد انتبه انتبه
ما امداه يلف وجهه ويناظر وراه من الشي اللي هجم على يده بشراسه وخلى دمه ينتثر ويختلط مع التراب رجعت كم خطوه للخلف وهي تصارخ مرعوبة سمعت صوته وهو يقولها بنبرة هزيلة مبحوحه : ادخلي السياره وقفلي الباب ادخليييي
صرخت برعب وهي تشوف منظر الذيب المُهيب عن قرب : ماراح ادخل ابعده ابعده عنك ابععععده..
ما أهتم لصراخها مو تجاهل بس ما عنده وقت يضيعه أكثر من كذا لان الذيب قدامه ومافيه مفر منه ابد حياتهم وموتهم متوقفه عليه بعد الله سبحانه..
نزل شماغه ولفه حوالين جرحه يوقف نزيف الدم وبعد عدة محاولات ومحاولات بين فاشلة وشبه ناجحة وبالاخير نجحت تنحى الذيب عن دربه بعد ما أنهد حيله وأنهلك كلياً..
ركضت لعنده بأستعجال وهي تحاول تسنده على كتفها ناظرت لوجهه اللي واضح عليه التعب ما كانت تسمع الا صوت أنينه اللي حاول يخفيه ما يبيها تخاف عليه ابد خاصة في ذا الصحراء الخالية من البشر ، دايم هالصحراء له ملجأ وأمان أول مره تخذله وتخيب ظنونه ، وليه اللحين بعد ما جاها في عز حاجته لها أختارت أنها ما تلبي له حاجته ورجع منها موجوع !
الديرة والأرض هذي لها ذكريات عزيزة بقلبه وماهو بالساهل بينساها وبيظل يحبها رغم كل شي حصل..
ناظرها يبي يطمنها انه صدق موجوع بس بخير عيونها مفتوحه على كبرها من الرعب والخوف وجسمها ينتفض من فوق لين تحت برهبه من اللي صار قدامها ، ورغم كل ذلك حمد ربه انه جاه الأذى ولا جاها شي هو بيتحمل بس هي كيف بتتحمل! كيف بتتحمل وردته أنياب الذيب اللي أنغرست داخل يده بشراسه وهو يدري هي وشكثر رقيقه : لا تخافين وشفيتس ! ماصار شي قولي بسم الله هذاني قدامتس طيب! شوفيني..
ما بعدت عيونها عن عيونه ناظرته بعتب من كثر الخوف اللي لج بين ضلوعها ومن رهبتها من الموقف صارخت عليه بغضب حاد بدون وعي من شدة خوفها من انها تفقده : قلت لك قلت خلنا نرجع ما كنت متطمنه بس انت انت كل شي بالحياه تاخذه بالعناد وشوف وشصار لك!
فتح عيونه بصدمه من عتابها له بهالوقت : وذا اللي هامتس يعني! حتى ما فيه الحمدلله على السلامه مافيه وشصار لك توجعك يدك ولا لا ..
رجعت للخلف وهي تغمض عيونها برهبه وتحاول تبعد الموقف عن بالها ، أبعد عيونه عنها وشغل السيارة بجسد مُتهالك كان بيتصل على أحد يجي ياخذه بس من الزعل اللي يداهمه بهاللحظة شال الفكره من باله..
عاند الألم وجلس يسوق وهو منهار من ألم يده ويحس انه بيطيح بأي لحظة وما زال عند رايه انه بيكمل الطريق للبيت ، زعلان جداً منها ، ناظرت له بضيقه بعد دقايق من الصمت حّست بتأنيب ضمير من ردة فعلها اللي كانت تلقائية عصبت عصبت والمفروض ما يلومها اللي صار مو هين ابد : أنا أسفة.. انا خايفه عليك بس يعني انت وش ضرك لو مشينا كنت بتروح م...
فهد ضرب الدركسون بغضب ما عاد يقدر يتحمل عتابها ولومها كأنه متعمد اللي صار له.. : يا تتكلمين زي العالم والناس ولا تسكتين انا داري داري انه بيجي يعني استغفرالله العظيم ، استغفرالله العظيم..
ناظرت للطريق بضيقه وهي تبعد عيونها عنه ما تدري وشتسوي! قسم بالله العظيم هي خايفه خايفه ومن خوفها ما عاد تدري وش تقول ليه مُصر انه يلومها ويردعها عن اللي تسويه إذًا كان طالع من روحها..
للحين بقلبها الحدث اللي صار لها وهي صغيرة النيران اللي أنتهت والدخان اللي أختفى والبيت اللي انبنى وصار فله راقية هي شافته وهو يحترق شافته وجدرانه تنهار قدامها أنبنى وأنسكن بعد كل الظلام اللي حَل فيه وجاه!
بس من داخل وش يبني أمالها بالحياه وش يرجع ثقتها بالدنيا وش يطمن قلبها انه ما بيروح نفس ما راح راكان ، ردة فعلها العنيفة كلها بسبب ذكريات أليمة صارت لها بالسابق وللآن ما تخطتها للآن ما تجاوزت خوفها وفقدها لـ راكان..
تحس انها بتفقده نفس ما فقدت أخوها وبعد ما كانت بتفقده من نصف ساعة تقريباً أنهبلت وطار عقلها من الرهبه كل شي رجع لها كل شي بحذافيييره...
لأن الضيق مُعدي أنعدوا من ضيقة بعض ووصلت له ضيقتها يدري بالضبط هي وشتفكر فيه ، صحيح انه من دقايق كان شايش وغاضب بس بعد ما هدأ شوي اعطاها بدل السبعين عذر أضعاف من الأعذار!
خايفة عليه وهذا سبب كل اللي صار هو يعرفها هي ما تصارخ عليه ولا ترفع صوتها عليه بدون سبب وتخاف عليه جداً بس فيه أثر لجرح قديم ما زال طري داخل روحها ما بعد تقفل يجبرها تتصرف كذا يجبرها تخالف ظنه وتحاول تحميه رغم انه مو بحاجة لحمايتها جسدياً هو مفتول العضلات وفارع الطول وهي ولا تدخل بمقارنة أمامه طولها متوسط وجسمها رشيق جداً .. يكفيه حبها وخوفها الصادق يكفيه عن حمايتها له ..
تكلمّ بهدوء بعد كل العاصفة اللي صارت من دقايق : أنا مقدر خوفتس علي ومقدر عصبيتس لكن أنتي بعد قدري اني اذا عصبت ما أفكر ما أدري شقول مدري وش احكي فيه!
نزلت دمعه من عيونها من فرط خوفها عليه ورعبها من الموقف اللي حصل : ولا يهمك عطني يدك بشوفها
رفع يده لها ومسح دمعتها اللي كانت حاره جداً وكأنها مُحمله بذكريات عتيقة جداً خارجة من صميم قلبها مو من عينها بس!
حضنت يده بين يدينها وهي تقبلها نزلت الشماغ وشافت يده كان الجرح عميق جداً ويحتاج تعقيم وأهتمام همست برعب من آثار أنياب الذيب على يده : بسم الله عليك لازم نروح للمستشفى اللحين لازم يشوفها الدكتور ويعقم الجروح ، أنتبهت لنظراته الغريبة ، تعبان!
فهد هز راسه بالرفض يبي يطمنها على حساب نفسه هي أهم بعيونه من نفسه .. : لا بخير باقي أربعين دقيقة ونوصل ان شاءالله..
ميساء حّست بيده اللي تضعف ويشدها بالغصب ويحاول يمد نفسه بقوه مضاعفه ويضغط على عمره بزياده لحد ما أنهارت قوته حَست فعلاً بالخوف كيف بتتصرف لو غاب عن الوعي!..: فهد وقف أنت تعبان وقف أتصل على فيصل تكفى كلمه يجي ياخذنا أنت تعبان
فهد وقف السيارة على جمب خذت جواله وحطته قدامه يفتح كلمة المرور لكن ما قدر يرفع أصابعه ، جلس يلقنها إياه وفتحته بالاخير حصلت رقم فيصل وأتصلت عليه وهي تناظر لـ فهد برعب : يالله تحييه ارحب
ميساء بصوت قصير من الذُعر والحياء : السلام عليكم
فيصل اللي كان مرعوب زاد رعب وهو يسمع صوت زوجة اخوه تكلمه تكلم بأستعجال وهو ينتابه شعور عظيم ان فيه مصيبه صايره ما يهم وش هي المهم فهد حي وبخير ولا لا : صاير شي صح! وشصاير تكلمي! فهد وشفيه !!
تكلمت بكلمات مُبعثرة وهي تمسح على جبين فهد اللي يناظرها تارة وتارة يغمض عيونه : فهد تعبان .. تعب مع الطريق بس هو بخير وصاحي بس مايقدر يسوق تعال لنا احنا في....
قفل من عندها وطلع من البيت وهو يشغل سيارته بعجله وحمد ربه ان محد شافه وهو طالع أمه وأبوه كبار بالعمر ما يبي يفجعهم تالي الليل : الله يستر الله يستر يارب استودعتك إياه...
البارت السادس والثلاثون
أنتبهت ليده اللي هوت من على السرير وكأن جسمه بدأ يثقل زياده دخل في نومه عميقه بدون ما تاخذ منه إجابة وحده تريح فيها قلبها !
راح لها او ظل يتمشى بالشارع الفترة ذي كلها ، لحد ما دخل وقت الافطار من أفطر صلى المغرب ونام حتى ما صلى العشاء والتراويح مع الناس قامت من السرير بضيقهّ تكره أنها تفكر ما تبي تأذي نفسها حتى بالتفكير ، ما تبي تفكر انه ممكن يكون معاها من شوي ممكن يكون راح لـ اخوياه طيب ! وليش نام مو من عوايده اليوم نامت هي وما تتذكر وين كان كرهت الحمل اللي يرهقها دايم ويجبرها تنام أغلب وقتها ..
طلعت من الغرفة وقفلت الباب وراها بهدوء شافت العاملة تمسح الأرضيات ناظرتها بنظرات حادة والزعل يفيض من نظراتها : تعالي هنا
العاملة وقفت بمسافة شبه بسيطة : هلا مدام !
أماني ناظرتها بحقد : الحقيني للغرفة الثانية..
راحت لغرفة ثانية وجلست على السرير فتحت ألبوم الصور وهي تتصفحه موجود فيه صوره لـ جازي وسند تحولت ملامحها لنظرات شيطانيه غاضبة وهي تاخذ الصوره وترميها بالارض وتدعس عليها برجلها لين صارت شبه متشوهه ومعدومة ناظرت للعاملة بقهر : هاتيها
العاملة انحنت للأرض وجابتها لـ اماني وهي تناظرها بصدمه من تصرفها بس كاتمه كل شي بصدرها هذي أماني بالأخير راس الشر من انتبهت لنظرات العاملة صارخت عليها بغضب : هاتي قلم بسرعه ..
العاملة هزت رأسها بالإيجاب وراحت تجيب قلم وجت لها بعد ثواني وأعطتها القلم جلست على الكرسي وهي تاخذ الصوره وتحطها على الطاولة كتبت على الصورة بخط واضح جداً ( دوري أحد يكمل الصوره ، سند لي انا )
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك