رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -22
البارت الرابع والثلاثون
مدخل :
يُقال " على قدر العشم تأتي الهزائم "
الفجر ٤ ص
مُستلقي بظهرة على الكرسي يتأمل تارة عذوبة الفجر وجماله من خلف النافذة وتارة يتأمل تلك المُستلقية على السرير ناصع البياض ، واعوذ بالله ان تكون تلك النظرات حباً بل خوفاً..
أنتبه لـ أصابع يدها اللي ترفعها بصعوبة وقامّ بأستعجال وهو يلقي نظرة خاطفة عليها تكلمّ بخوف بليغ : انتي بخير!
أستمر سؤاله مُعلق في الهواء لدقائق طويلة لين فقد الأمل انه بيلقى منها جواب ولو من أربع حروف ، لكن خاب توقعه وردت عليهّ رغم كل الآلام اللي تعصف فيها من كل مكان : لو سألتني أمس بقولك أني مو بخير لكن اليوم انا بخير..
وضعَ يده على يدها وهو يمسح عليها بحنيه فات أوانها حتى فقدت لذتها : الحمدلله الحمدلله على السلامه جبتي بنت تاخذ القلب لو تشوفينها بس صغيرة ونتفه بسم الله عليها ما قدرت أتركها كل شوي رايح جاي عليها..
همست بصوت متحشرج تخرج منه الكلمات عنوةّ : رُوح
أبتسم بعذوبة وهو مُنبهر من الأسم : رُوح سند!
ناظرته بنفي حاد : رُوح الجازي روحي أنا اللي أهدرتها في سبيل أني أحافظ على شخص ما يستاهلها
ناظرها بأستغراب وهو مستنكرّ للكلام اللي يسمعه! كان غريب جداً عليه!والأغرب انه يخرج من الجازي اللي لو طلب منها سند عين أعطته كلتا عيونها وبقت عمياء عشانه!
ناظرته بأستكمال لسلسة حديثها عن مشاعرها عن خيباتها وباقي تفاصيل روحها : تخيل ان وسط الألم اللي حسيت فيه كان الكف اللي جاء لي منك أشد من ألم الولادة بمراحل ، مو لأن الكف يعور لا ، اللي يعور اني تأكدت انك تحبها تحبها جداً لدرجة انك ما استحملت ان ولدك ينطق بالحق بس لأن هذاك الحق ممكن يجرحها ويأذيها..
رفعت يدها بصعوبة وهي تمنعه من الكلام والتبرير رغم أنها من داخل تعلم يقيناً أنه غير مُبالي لكل ما سبق ولكل الكلام اللي تقوله: إياك يجي ببالك او تفكر حتى إني اعاتبك سند صدقني هالكلام اللي قلته مو عتاب هذا أحساس بس ، جاء لي أني انا أذنبت بحق الجازي كثير فكرت كثير بعيالي بشكل ما تتصوره ما أبيهم يعيشون بدون أب وفكرت ببنتي بتبقى فرحتي ناقصه وأنا بس اللي احضنها وأهتم فيها بدونك ! فكرت بنفسي لا بس اليوم بعد ما صحيت وربي كتب لي حياة جديدة بفكر بنفسي بفكر بالجازي اللي أحترقت عشان ترضى عليها ولا رضيت أنت تحب وتعرف وش معنى أنك تنحرم من شخص تحبه تنحرم منه وبعمق تعلقك فيه تتركه ، يالله ما تتخيل وش الألم اللي وصلتني له وخلاني أفكر بعز حبي لك أني أتركك وأكمل حياتي بدونك..
ناظرها بأستياء من الكلام اللي قاعده تقوله : الجازي!الكلام اللي تقولينه ماله داعي انه ينقال ولا هو بوقته!
رفعت نفسها بصعوبة وهي تجذبه مع ياقة ثوبه لعندها وتناظر له بـ تحذير : إياك تعاملني بمثل ما كنت تعاملني قبل إياك تفكر اني بصبر عليك أكثر مما صبرت إياك يا سند إياك ولو كنت أحبك ولو كنت أحبك بخليك وبروح!
ناظرها بتهكم وهو يُرخي من قبضتها الهزيلة على عنقه:أنتي تتشفقين لنظرة مني تتشفقين لكلمة مني علميني كيف بتخليني وبتروحين!ردي علي..
مَدت نفسها بقوة تباغت فيها الضعف اللي داهمها بهالاثناء:بتشوف سند بتشوف..
مّشى بخطوات بطيئة وهو يضحك بتهكم خرج برا الغرفة وكلامها لا زال يتردد في أذنه ما قد تحدته ولا يدري هل أنسانة عاطفية مثل الجازي بتبدد كل هالعاطفة وتتصرف بعقلها ففط!لكن حبها العظيم له ممكن يكون عائق يوقف بطريق تهديدها له..راح يصلي الفجر بالمُصلى حق المستشفى بعد دوامة من الأفكار التي لا نهاية لها..
—
جالسة في الصالة ومشغلة التلفزيون على قناة القران الكريم ناظرت للساعة بضيق تكلمّت بتوتر وعينها على الباب : ياربي وينك فيه ياسعود لازم تتأخر الساعه بتجي ٩ وبنتي بروحها حتى زوجها زوج الفلس مو عندها ..
طلعت ريم بأستعجال وهي تناظر لـ أمها بتوتر : يمه مو يمكن هو بيروح لها ما يصير لازم المرافق شخص واحد مو اثنين
ام سياف برفض : انا اللي بجلس عند بنتي محد بيخاف عليها وبيهتم فيها كثري ، نزلت دموعها بضيق ، بنتي مسويه عمليه وجالسه بروحها وشلون بتاكل وشلون بتقوم اهه يا بنتي
ريم مسحت على كتف أمها بضيق : يمه خلاص تكفين لا تبكين صدقيني هي بخير انا كلمت سعود وطمني عليها يقول أنها طيبه وإنها بخير وحطوها بـ التنويم حق قسم الولادة وانتم شوي وبتروحون لها..
نزلت رأسها بحزن وهي تمسح دموعها بطرف طرحتها
دخل سعود البيت قرب من أمه وهو يحب رأسها : صبحتس الله بالخير يا ام سياف
ام سياف مسحت دموعها : وينه الخير وينه يلا ودني لـ أختك
سعود جلس قدام أمه وهو يحب يدينها بضيق : يمه وشفيتس تبكين والله أنها بخير انا جاي منها اللحين وباخذتس لها بخير وتسأل عنكم وعن عيالها..
ام سياف وقفت بأرهاق : عسى عسى ريم يا بنيتي انتبهي للعيال واذا قاموا فطريهم وقولي لهم ان أمهم بخير ولدها الكبير يشيل هم يا يمه ويفهم امس يبكي خايف عليها لا تقصرين عليهم
ريم ربتت على كتف أمها بمؤازرة : ولا يهمتس يا يمه بعيوني اقصر على نفسي ولا اقصر عليهم انتي روحي وتطمني وطمنيني.
ام سياف : يلا واختس صحيها اللي بس نايمه خليها تساعدتس
ريم : ابشري لا تشيلين هم شي.
طلعوا للمستشفى وطول الطريق وهي تفكر بحياة الجازي اللي غير مستقرة ابداً ما تدري كيف بتنقذ بنتها من ذا الحياة بعد ما جابت منه ثلاثة!..
—
دخل البيت ناظر يمين ويسار يدور بعيونه عليها ودرا أنها مو تحت ، طلع مع الدرج وراح لغرفته ، شافها منسدحة على السرير توقع انها نايمه وقبل يقفل الباب ويطلع وصل له صوتها : تعال مو نايمه..
فتح الباب بهدوء دخل وقفله وراه نزل شماغه وهو ينسفه على الأريكة انسدح على السرير بأرهاق من امس ما نام ولا ارتاح..
عدلت جلستها وناظرت لعيونه بتفحص وهي تتكلم بحقد : وش جابت!
غمض عيونه وهو يحاول يحافظ على بعض طاقته تعبان يبي ينام ويرتاح : بنت وسمتها رُوح ..
ناظرت لعيونه بسخرية وهي تستند على المخده بغيرة : يع وش هالاسم مو منجدها..
ناظرها بسخرية : نسينا ناخذ رايتس واحنا نسمي اعذرينا ..
ضحكت ما تبي تخليه ينبسط انه نال منها وأستفزها بكلمته مسحت على بطنها بدلع : ما راح تكون احلى من بنتي ولا بتكون أحلى من أسمها
ناظرها بضيق من أطباعها دايم تحاول تفرق بين عيالها وعياله من الجازي وتلمّح لهالشي ان عيالها غير ومحد زيهم : عيالي كلهم نفس بعض بعيوني ما احد احسن من احد لا عيالها ولا عيالتس..
تكلمّت بغرور وعلى ثغرها إبتسامة : كلام مُنمق ودبلوماسي بس مرفوض انا اسمع دايم اذا الزوج حب زوجته بيحب عيالها وأنت دام تحبني أكيد بتحب عيالي اكثر من عيالها
سند رفع اللحاف عليه وهو يتغطى يستعد للنوم : بنام تعبان من امس العصر وانا رايح جاي ممكن!
همست بغبنه وهي تناظره بغيض : ايه نام النوم ابرك من ذا الكلام اللي جالس تقوله بدون ما تحسب له حساب بروح أنزل تحت بكلم السواق يجيب العاملة اللي ببيت أهلي على ما تجي العاملة الجديدة
سند بتحذير: أركدي ولا تخلينها تروح مثل اللي قبلها عامليها بأحسان
أماني بأندفاع : أعاملها بالطريقة اللي تعجبني مالك دخل..
سند ضحك لإنه يدري أنها معصبة وانسدح وهو يغمض عيونه ما يبي يفكر بشي تعبان..
أماني بحلطمه : والله يبون اخليها عند زوجة اخوي تخسي خلها تكد وتتعب العاملة انا اللي طلبتها كفايه عليها السواق ما تستاهل الطيب ذي ما يملى عينها الا التراب..
نزلت تحت وهي تتحلطم مع نفسها وأغلب تفكيرها بالجازي تحس الحقد بيفجر قلبها او يحرقه أخذت جوالها وهي تتصل على رقم السواق تطلب منه يجيب العاملة لبيتها ..
العصر~
وسط تجمع العوائل كان الكل موجود عائلة أم سياف وعائلة أم سند وعائلة أم سهم وملاذ بنت عبدالله أبو نوره..
كانت مشاعر الحب والخوف تغمر الجازي من كل إتجاه بتقول أنها تحتاج سند قبل بتقول ان حبه يكفيها عن حب أهل الأرض كلهم بس اليوم حب عائلتها يكفيها عن حبه ، وقفتهم حولها وخوفهم عليها تكفيها عن سند اللي ما قد تعنى لها بشي ولو تعنى لها بجميل ما كمل جميِله هي اليوم مو بحاجة جمايل من سند ولا غيره اليوم هي أكتفت بنفسها وبعيالها وبأهلها اللي يحبونها ويخافون عليها..
الكل كان موجود بأستثناء أميره،الهنوف،ميساء،اللي قرروا انهم يزورون الجازي بكره لأن اليوم الكل بيروح لها وبتكون الغرفة زحمه..
جود ناظرت للجازي بأبتسامة لطيفة : بسم الله عليها يالجازي تاخذ القلب والله العظيم خفت عليها من عيوني يروحي هي
الجازي أبتسمت : تشبه تميم لمن جبته فيه ملامح منها كثيير
ريم تحاول تستفز تميم : لا وين رُوح أحلى من تميم بكثير وين عيونتس أنتي..
تميم قام وراح عند أمه وجلس يناظر بوجه رُوح ويتأملها بغيره : انا أحلى منها مو حلوة قزمة!
ام سند اخذت تميم لحضنها وهي تحبه مع راسه : تميم صادق هو أحلى منها خلوه بس
جود ناظرته وهي تضحك من غيرته : قزمة يا متنمر أصبر عمرها نص يوم كم تبي طولها ليكون ١٥٠ بس!
تميم رفع عيونه لها بزعل : اسكتي أنتي
جود فتحت عيونها بصدمة : تعال تعال خربتك ريم قبل كنت تحبني وتحترمني اللحين لسانك ذا طوله ، مدت ذراعه قدامه ، ولا وين كلامك لي أول يوم تقول بتاخذني وبنتزوج وبتوديني وين ؟
تميم بضحكة : لـ اندنوسيا
جود أخذت الوليد من حضن ام سند : راضيه راضيه لو بتاخذني لـ سريلانكا المهم تتزوجني شوفني انا حلوه صح وشوف طولي مو قزمه الله يخليك تزوجني انا احبك
تميم هز راسه بالرفض وهو يضحك : ما اتزوج عجوز
ريم تضحك على جود اللي أخذها تميم رايح جاي : كفو ايه خلك ثقيل نفس ما علمتك
جود حذفت تميم بحضن ريم : خلك معاها اشوا اني ما وافقت عليك يالقزم من زينك عاد
جمان بضحكة : يعمري جود مجروحه
تميم : أحسن
ضحكوا كلهم على جود اللي دايم تنشب لـ تميم وهو يصدها وما ترتاح ألا لمن يطول لسانه وبالاخير هو اللي يعصبها وتتركه..
أم سهم أبتسمت وهي تناظر لـ أم سياف : ولدتس ماهو بجاي يا ام سياف يقضي رمضان مع أهله والبنت بعد تقضي رمضان مع أهلها
ام سياف أبتسمت : الا جايين ان شاءالله بكره طيارتهم سياف ما يتحمل يبعد عن السعودية خاصة برمضان يحب الاجواء عندنا
ام سهم : والله اجواء رمضان ما ينمل منها أمس طول الوقت وانا وعبدالعزيز جالسين قدام التلفزيون نناظر للناس اللي يحط الفوانيس واللي يركب اللمبات واللي يجهز أغراض الفطور والماء والعصيرات الأجواء لحالها توسع الصدر
ملاذ : اي والله وفيها روحانيه وهدوء سبحان الله
أمجاد : أكثر فقرة أحبها برمضان اذا خلصت من صلاة التراويح الجمعات بالليل يووه يالوناسه احنا بالحارة حقتنا ما بعد بطلوا هالعادة الكل يتجمع ويجيب معه طبق وتعالي بس اسمعي السوالف
ام سهم ابتسمت : يا جعلها عادة ما تنقطع
جود رفعت القهوة لثغرها وناظرت لـ أمجاد بسخرية : خاصة مع ام عبدالله
أمجاد ضحكت : حرام عليتس والله أنها تهبل
ام سياف ضحكت : جود حاطه دوبها من دوب أم عبدالله انا شفتها والله الحرمه طيبه وتوسع الصدر
ام سند حطت يدها على رأسها : الا الله يستر عليها دايم ترفع علي الضغط من كثر ما تسألني تنشب لي بعمري
جود ضحكت : شفتوا ايوه بالضبط انا وضعي مثل وضع خالتي عايشه قسم بالله أول كانت تستلمني اسئلة اللحين خلاص غسلت يدها مني وحولت على أمجاد
أمجاد : استحي منها حرمه كبيرة بالعمر
ام سهم : الله يسعدها ام عبدالله والله انها اصيلة وراعية مواقف جعل عمرها طويل
جود بصراحه : ونقالة علوم
ام سهم ناظرتها بصدمة : عيب يا بنت
جود : وانا صادقه أحلى شي فيها اذا تهاوشت مع احد من حارتنا أروح أصب الكلام بأذنها وتروح تنقله..
انتبهوا للباب اللي يطق ، ام سياف : حياك الله
جود همست لـ ريم : خالتي تحسب انها بالصالة تهلي وترحب ياعمري
ريم ناظرتها بطرف عين وهي ماسكه الضحكه : تطقطقين على أمي انتي ووجهتس
جود رفعت يدينها وهي تضحك : لا لا اعوذ بالله ما اسويها وانا اقدر اصلاً!
دخلت بغرورها المُعتاد عبايتها وطرحتها الأنيقة والساعة اللي بمبلغ وقدرة والشنطة اللي من شانيل والميك آب النظيف المُتقن كانت إطلالة أنيقة ..
دخلت ومعاها باقة ورد كبيرة بيدها ووراها العاملة اللي معاها هدايا وبوكسات من أفخم وأرقى أنواع الحلويات ناظرتهم بثقه : مساء الخير
ريم ناظرتها بطرف عين وهي تهمس لـ جمان وجود : هذي وجهها مغسول بمرقة حمار ما تستحي تدري اننا كلنا ما نبيها وشتبي تجي!
الحريم الكبار ابتسموا بأستثناء أم سياف اللي ناظرتها بنظرات حادة بعض الشي مع ذلك ما قللت من أحترامها وألتزمت الصمت..
أم سهم أبتسمت بمجاملة : قوموا صبوا قهوه يا بنات
أمجاد ناظرت لـ جود اللي حطت رجل على رجل وناظرتها ببرود دليل رفضها أنها تقوم وتصب قهوة ، قامت وهي تصب فنجال لـ أماني بأبتسامة : سمي
أماني خذت الفنجال بأبتسامة مغرورة وكانت متعمدة تستفزهم وتمشي : سم الله عدوتس ، الحمدلله على السلامة ومبروك ما جاتس الجازي..
الجازي بهدوء : الله يسلمتس
أماني ناظرت بعيونها على العاملة : حطي البوكسات هنا وأطلعي برا
العاملة هزت راسها بالإيجاب وطلعت من الغرفة بعد ما حطت البوكسات بشكل مُرتب على الطاولة..
ام سهم بمجاملة : ماشاءالله كأنتس على وجه ولاده!
أماني مسحت على بطنها بغرور : لسى بالخامس ما بعد قربت من الولاده..
جود بسخرية : عاد بطنتس كبير بالحيل كأنتس حامل بتوأم ماشاءالله..
أماني بأبتسامة : ايه بنتي مو بسيطة تشوفين وش كبرها ما تجي بالساهل..
جود خذت قطعة حلا وهي تناظرها بسخرية : لا اتوقع ان حملتس من النوع الثقيل فهمتي فيه حمل غثيث ويعل القلب ف يمكن اللي بطنتس كذا الله يعينتس
أماني ناظرتها بأستغراب : قصدتس بنتي غثيثه!
جود بضحكة عالية : شدعوه انا قلت كذا لا يا اختي لا تفهمين خطأ..
أماني ناظرت لـ ملاذ متجاهلة جود : سند من شوي خلاني أشوف بيتكم قريب من بيتي!
ملاذ أبتسمت بمجاملة : انتم بنفس الحي اللي احنا فيه!
أماني رفعت الفنجال بغرور : ايوه الحارة هذي من زمان قلت لـ سند ما بعيش الا فيها الحي راقي ويفتح النفس والناس اللي فيه نفس الشي بعد..
ملاذ بمجاملة : ايوه ماشاءالله والله ما دريت اغلب وقتنا احنا مسافرين مو هنا..
أماني بتساؤل : مسافرين!
ملاذ : نكمل الأثاث حق البيت لسى ما خلصته وأبي أخلص بعض الاشياء المهمة قبل أولد..
أماني حست بغيرة من ملاذ اللي كانت حياتها راقية جداً عكس الجازي اللي بيتها بسيط ومرتب : احنا باقي سنه ونص ويجهز بيتنا كبير ويبي له شغل ..
ملاذ بأستغراب : ليه ذا مو ملك!
أماني بأبتسامة : ايجار سند أشترى أرض بنفس الحي هذا ... بنبي فيها فلة ان شاءالله قلت لـ سند ابي بيت واسع يركض فيه الخيل..
جود بهمس : جعل الخيل يتوطاتس..
الجازي حست بغصه بس ما أهتمت كثير للحديث اللي سمعته لأنها متعودة على سند دايم يقصر عليها عشان بس أماني تعيش حياة مثالية وراقية على حسابها وعلى حساب عيالها..
أماني ناظرت للجازي بتعالي : يوه سند يرسل يبغى يشوفتس ، حبيبي نسيته والله بنات اطلعوا شويه لين يتطمن سند عليها ..
جود : تراه ولد عمنا مافيه مشكلة يجي يسلم علينا من بعيد
ريم ناظرتها بحقد دفين : اسمها الجازي! أعيد الاسم ولا عرفتيه؟
أماني تجاهلت كلام ريم وناظرت لـ جود وهي تضحك بغرور : ما بيحي يدري بسوي له سالفه أغار عليه من بعد ما خذيته صار عنده عقده من الجنس اللطيف حطهم كلهم على جنب وحطني انا قدام عيونه بس..
ريم : وش ورانا نصبر مع الأرض ، بنات تبون نروح نتمشى ولا نشرب قهوة تحت
ملاذ خذت شنطتها وهي تعدل نقابها : خلونا نشرب قهوة ما فينا حيل للمشي ابداً تحملوني لين أولد ..
ام سند : يا يمه زين المشي للحامل حاولي انتس تمشين كثير
ملاذ بأبتسامة لطيفة : والله دايم امشي يا خالتي يلا مع السلامة استودعتكم الله ، سلمت على الجازي وطلعت مع البنات..
البنات طلعوا برا كلهم ومعاهم أم سهم اللي رفضت تجلس بحجة أنها تستحي من سند..!
—
مُستلقية بجواره ولامه نفسها بالبطانية الصغيرة تحس بتعب طفيف من الوحام ، ناظرها برأفة شاف خدودها مكسوة باللون الاحمر ويدها حاطتها على أنفها وهي تتنفس بصعوبة مسح على شعرها بهدوء ، قام بعد ما قفل الاب توب لبس الجاكيت حقه وهو يسكر الأزرة حقت الجاكيت وصل عند الباب وقبل يطلع أنتبه لصوتها من خلفه : وين بتروح!
ناظر لها وهو يرجع كم خطوة للخلف ويغير مسارة جلس بجوارها وهو يرفع راسها على فخذه : قريب رايح شوي وجاي،بس أنتي قوليلي خف الألم اللي تحسين فيه..
رفعت يدها له وفهم عليها وقرب منها وهو يساعدها على الجلوس بعد ما أسندت ظهرها على الكنبة تكلمّت بصوت مُرهق وهي تحط مجموعة من المناديل على أنفها : تكفى وأنت رايح أبيك تجيب شي خاطري فيه..
سياف أشر على عيونه : عيوني،وش بخاطرتس ويجي لين عندتس؟
المها رفعت يدينها بتعب وهي تحاول تشرح له وعيونها تارة تفتحها وتارة تغمضها من الألم والدوخة : كيكة،أبيها كذا حامضة شفت الحموضة هذي اللي زي اللذعة باللسان وأبيها بعد حالية كذا فيها سُكر تكفى دور عليها أبيها والله بموت لو ما أكلتها
سياف أبتسم وهو يقبلها : هذي كيكه ولا المها نفس المواصفات
المها ناظرته بغيض وأغمضت عيونها:أسمعني تجيب الكيكة تصحيني لا تتركني أنام وانا ما اكلتها والله لو ما تصحيني ما اخليك تتهنى في نومتك اذا قمت..
سياف قام وناظر لها بتمعن: زين زين حتى وأنتي تعبانه تهددين اللحين أرتاحي ونامي وإذا جت اصحيتس
المها أنسدحت على الكنبة وهي تغط في نومة عميقة ، قفل الباب بهدوء ونزل تحت مع الدرج وهو يدندن ما حب أنه يبعد كثير عن الشقة يخاف عليها راح عند أقرب محل لـ الحلويات مركون في الزاوية وشرح الطلب لـ صاحب المحل الصغير اللي كان راقي ولذيذ جداً وأستغرب من الوصف بالأخير حاول يجمع بين الحموضة والعذوبة وفعلاً طلع له أحلى كيكة بنفس المواصفات..
أخذها سياف وهو يمشي ويفكر فيها يا الله كيف قدرت تغير حياته اللي كانت كئيبة من قبل تدخلها كان وقته يروح شغل كان يرجع للبيت آخر النهار مُرهق اللحين يحاول يجلس معاها أكثر مما يطلع برا صارت حياته كلها حُب وسعادة وأيامه كلها وردية صار ينتبه لها خاصة بفترة حملها وطلباتها وتعبها يحس بالمسؤولية تجاهها وينفذ كل طلباتها بحب وبصدر رحب لان طلباتها دايم اوامر لو تبي يجيب لها نجمة من السماء ويحطها بحضنها بيقولها أبشري وتم..
دخل الشقة بعد ما فتح الباب وتأكد أنه قفله وراه مّشى بخطوات يسيرة وجلس على طرف الطاولة اللي قدام المها رفع كفه اليسار وهو يطبطب على ذراعها بشويش:حبيبتي أصحي يلا..
جلست بصعوبة وهي تبعد شعرها عن وجهها ناظرت للي بيدة : جبتها لي بنفس المواصفات اللي طلبتها !
سياف قام وجلس بجنبها وهو ياخذ الكيكة لحضنه ويفتحها : أيه نفس ما طلبتيها بالضبط حامضة وحالية شوفيها..
المها رفعت يدها على يده: خلاص روح للمطبخ وهات لنا شوك وصحنين وسكين بقطع الكيكة
سياف قام وهو يحط الكيكة على الطاولة راح للمطبخ وهو يجيب الصحون والشوك ويرجع لها ، المها رفعت له السكين : أقطع لي قطعة صغيرة..
خذا السكين وهو يقطع لها قطعة صغيرة ويرفع لـ يدها الشوكة ويثبت الصحن بحضنها ، ناظر لها وهي تأكل وبان على ثغرها إبتسامة واسعة واضح أنها متلذذة بالطعم جداً :عجبتني لذيذة والله تكفى ذوقها
سياف خذا له قطعة بسيطة من المها وحس بغثيان بس ما حب يتكلم:لذيذة ماشاءالله،ناظر لعيونها بصدمة وهي مغمضة عيونها وتتلذذ بالطعم،ماشاءالله بالعافية ان شاءالله..
المها رفعت له الشوكة مرة ثانية:تكفى قطعة صغيرة لا تردني الله يخليك والله لذيذة!
سياف ناظرها برفض مايقدر يجامل اكثر من كذا:لا الله يخليتس مابيها انا جايبها لتس ابيتس تاكلين منها لين تشبعين خليها لتس..
المها برجاء:تكفى عشاني والله لذيذة طلبتك!
سياف بذهول:اللحين انتي تتوحمين وانا أبتلش لازم اكل كل شي تاكلينه انا جايب كل شي عشانتس أنتي انا خليني عندي أكلي المهم انتي أكلي اللحين!
المها بعناد رفعت الشوكه لثغرة:مالي دخل بتاكل معاي ما بتردني يلا حبيبي تكفى!
سياف جلس ياكل معاها بالغصب وهو يحارب شعوره بالغثيان وإذا ناظرت له يتبدل العبوس بوجهه لـ إبتسامة ويثني على الكيكة غصب عشان ما تزعل ويخليها بخاظرها..
—
رفع الجوال لمستوى وجهه وهو يناظر لرقمها بغبنه حذف الجوال على المرتبة اللي بجنبه بغضب متجاهلة مُكالماته وكأنها ما تعني لها شي كانت فعلاً تبي تحس أنها بروحها ما عندها أحد يشاركها حياتها لكن هو أشتاق لها جداً وبيموت من الشوق بأي لحظة وهي ولا على بالها تسولف وتضحك وتسهر مع البنات وتاركته خلفها بدون ما تطفي نار شوقه بـ كلمة وحدة منها لو مساء الخير..
الهنوف ناظرت لـ اميره اللي تناظر للتلفزيون ببرود:أميره جوالتس من أمس ما وقف اتصالات من سيف!وانتي متجاهلته!ردي عليه يمكن يبي شي!
أميره ابتسمت إبتسامة صفراء وهي أكره ما على قلبها أحد يتدخل بحياتها:خليه ، وشعنده يعني! بيجلس يسلم ويسأل مالي خلق برتاح شوي..
الهنوف بصدمة : مهما كان هو زوجتس بالأخير من حقه يتطمن عليتس وتريحين باله شوي..
أميره ابتسمت لها وسكتت وهي تناظرها بنظرات معناتها أسكتي خلاص..
—
ميساء رفعت البخور لـ فهد وهي تساعده بأنه يتبخر ويتطيب وذا طبعها تحب تشاركه بكل شي: تدري ان بعد بكرة أول أيام رمضان والله العظيم ما تتخيل وشكثر مبسوطة وفرحانه أكيد رمضان السنه هذي بيكون أحلى رمضان دامك جيت لحياتي..
فهد أبتسم وهو ياخذ دهن العود ويحط منه على أماكن النبض اللي بيده ويحط خلف أذنه: بيكون أزين رمضان بحياتي انا بعد ولا أول وشعندي برمضان ماعندي أحد يسعدني ويوسع خاطري ماعندي أحد ينتبه لي ويلحقني بأغراضي ويداريني وينتبه لكل شي يخصني!
ميساء أبتسمت بسعادة:عسى ربي ما يحرمني منك ياروح ميساء وعيونها..
فهد أبتسم وهو ياخذ جواله ويحطه بمخباته:لا كذا كثير بتخليني أهون وأجلس هنا..
ميساء أبتسمت : ليت والله تجلس معي أكثر مما تطلع!
فهد ناظرها بتركيز:بدينا بتجلسين تراقبيني وين أروح وين أجي خليني على راحتي تبيني أجلس هنا قدامتس طول الوقت مايصير!
ميساء نزلت البخور على الطاولة ومسكت يدينه وناظرته بهيام:ليت والله تجلس عندي من أفتح عيوني لين اغمضها والله العظيم ما تتخيل وشكثر أحس بفراغ لمن تطلع..
فهد أبتسم بهدوء وهو يناظرها بذات الهيام اللي واضح بنظراتها : لا خليني كذا أطلع واجد مابي تملين من جلستي وتتعودين عليها واللحين خليني أطلع تأخرت على الرجال..
ميساء مسكت يده: تسمح لي؟
فهد هز راسه بالإيجاب وهو عارف وشتبي بالضبط،قربت من عنده وهي تحضنه وذي عادتها قبل يطلع تحضنه وتحصنه و تستودعه الله ومن بعد ما خلصت من ذا كله أبعدت عنه..
فهد ضحك وهو يناظرها: على هالاذكار حسيت اني بسافر خلاص وما برجع الا بعد سنه!
ميساء ناظرته وهي رافعه حاجب:بالله
فهد رفع يده وهو يوقف ورا الباب : يلا طولت وأنتبهي وأنتي تمشين ترا أنتي اللحين حامل واذا كنتي دايخه لا تمشين أجلسي أهلي كلهم عندتس بالبيت مو بروحتس ولا تشتغلين كثير وترهقين نفستس..
ميساء همست بهدوء: ولا يهمك تطمن..
فهد طلع من الغرفة ونزل تحت شاف أميره والهنوف رفع يده وهو يسلم عليهم وطلع مع البوابة الخارجية وراح لـ القهوة عند اخوياه بالدوام..
—
على الطاولة الكبيرة كانوا جالسين يتبادلون أطراف الحديث وكان المحور الأساسي الجازي..
جود : اهه بس لو تتركوني أربيها انا لولا الكورة اللي ببطنها والله لا اتلها مع شعرها ما يوقفها الا بوابة المستشفى جايه وتمشي حبه ونص وتتمخطر فظيعه فظيعه انا مدري كيف الجازي ساكته ومتحمله كل ذا والله أنها صبوره..
ملاذ برهبه : انا وربي لو يصير فيني كذا لا اذبح سعود على الأقل يموت وهو وفي احس برعب من الرجال خلاص بديت أخاف منهم
جُمان ضحكت : هي احنا خواته جالسين بتذبحين اخونا
ملاذ أبتسمت وهي للحين مذهولة من حركات أماني : وربي يا بنات شي يجرح ان زوجتس يتزوج عليتس وخاصة الجازي وربي لو منها أتطلق وأعيش باقي حياتي بروحي ولا أجلس مع إنسان خاين وظالم..
ام سهم : لا يا يمه لا تقولين كذا المره مالها الا بيت رجلها الناس ما بتتحملها هذول عياله من بيوديهم ويجيبهم وصغار ما يصير يا بنيتي الناس ما بتتحمل المُطلقه عاد وشلون ومعاها عيال!
جود بصدمة : افا افا يا ام سهيم يعني بكره لو بتطلق بتطرديني من البيت
جُمان اللي كانت أغلب الوقت ساكتة لكن الكل أنبهر منها لمن تكلمّت : وشفيها المُطلقه! إنسانه نفسها نفسنا اللي سوته مو عار ولا عيب اللي سوته حل حل لـ مشكلة واجهتها بالحياة الطلاق طريق تختاره المرأة لمن تتأكد ان بقائها مع زوجها هو مشكلة بحد ذاته وأحنا اللحين الحمدلله بأمن وأمان والدولة تحفظ حقوق المُطلقات لها نفقة وغيره وهو أكيد الزوج بيحافظ على الحياة الكريمة لعياله!
جود : حِكم حِكم والله انتس اصغرنا عمر واكبرنا عقل ما شاءالله اقنعتني والله
ريم ناظرت لـ ام سهم : يا خاله انا ضد فكرة الطلاق من الاساس لكن سند ما يستاهلها أنتي ما تشوفين خالتي ام سند وشلون متفشله من تصرفات ولدها والجازي الجازي غيمة بيضاء إنسانه نظيفة وطيبه ما تأذي أحد لا بكلمة ولا بنظرة!
أمجاد بتأثر : انشهد والله أنها أطيب إنسانة شفتها عسى ربي ينصرها على من ظلمها ويعوضها خير..
ام سهم بتأييد : والله ما قلتي الا الصدق..
—
دخل غرفتها طق الباب عليها بهدوء وتردد دخل وهو ما يدري شيقول او وشيسوي ، قدر يتحكم بكل شي الا بمشاعره كانت تطغى عليه كانت شي هو ضعيف أمامه كانت تسيره بالأتجاه اللي تبيه!
جلس على السرير وهو يناظر لها بتمعن تناظر لجوالها بتركيز وقبل يبدأ كلامه المُبهم اللي للحين ما يدري وش هو كانت هي أسرع منه وتكلمّت : إذا جاي بتعتذر لا تعتذر لأني مو زعلانه عليك..
مّشت بأتجاه الباب وقبل تطلع مسك يدها ودخلها وقفل الباب وأسند ظهره عليه : أخطيت!
ناظرته بخيبة : انا اللي اخطيت اخطيت يوم اخذت أنسان عاشق وهايم ماهو بصوبي تشوف تشوف بطني واللي فيه ذا حلم حياتك لكن مو مني!
قربت من عيونه وهي تناظر له بتمعن : منها هي نظراتك كلها أعرفها زين بتقول جربت بقولك لا ما جربت أول مره أتزوج لكن يكفيني أحساسي اني اعرف كل شي حولي..
سهم زفر بضيق وهو يهدي من نفسه لأن عروب دايم تصدمه بالواقع بقوه : بتجلسين تقارنين!
ناظرته بنظرات حادة تشبه ملامحها : ما أقارن الصدر اللي أمس يوم بكيت حطيت راسي عليه وتطمنت والظهر اللي سندني وحطيت يدي وراه وهي متطمنه أني انا بجيها دايم بوجهها كان شعور رجعني سنين طويلة لسنين عشتها سنين غيرت حياتي وخلتني كذا!
سهم رفع عيونه لها بأستغراب : مافهمت!
عروب جلست على السرير وهي تمسح وجهها المُرهق : السنين اللي كنت فيها أنا كنت عروب ما كنت وحدة ثانية ما كنت فيها عروب اليوم كنت أحسب ان الكل طيب وان الحياة بخير يوم كان أبوي عايش لكن كل ذا تغير بعد ما توفى كنت احس الكل يبي يتصيد لي ويبي يطعني ألا زوجتك أمس اللي رغم كل شي سويته خذتني بحضنها بتسامح وبطيبة قلب !
رفعت عيونها له وهي تناظره بأبتسامة مكسورة : تدري ليه سويت كل اللي سويته ؟
ناظرها بتعجب وهو فعلاً يبي منها جواب حقيقي : ليه؟
تكلمّت بصوت متحشرج وهي تطلق عبرتها لـ العنان : كنت أبيك تناظر لي نفس ما تناظر لها تفز لي نفس ما تفز لها ابي احس انك تحبني ربع الحب اللي تحبه نوره ابي اشوف اللهفة بعيونك وأنت تشوفني!
سهم بضيق : بس انا ما ظلمتس؟
عروب بعبره : ما ظلمتني ظاهرياً يوم لي ويوم لها لكن من داخل انا وش عندك؟
سهم تنهد وناظرها بتحفظ : عطيني وقتي تدرين اني صادق وما أعرف أطلع شعور انا ما أحس فيه!
عروب أبتسمت وهي تشد على يدينه : وانا راضيه راضيه ببرودك دامه حقيقي بس لا تعشمني بشي!
سهم بتنهيدة طويلة : ولا يهمتس، مسح على شعرها وقام شافته وهو يطلع وانسدحت على السرير بتفكير أول مره تتكلم عن مشاعرها بصراحة وبدون ما تكابر أو تخفيها وتحطها ورا ظهرها أرتاحت كثير بشكل ما توقعته!
—
بعد مرور يوم
الليل س ٨ ~
واقف بالحوش بضجر شديد رايح جاي ما ثبت في مكان واحد وشلون ما تجي ورمضان دخل خلاص بكرة أول يوم رمضان..
مقفله جوالها مقفله اي وسيلة أتصال ممكن تجمعهم مع بعض تبي تبقى ببيت أهلها بدون حتى ما تأخذ منه أذن..
دخلت أمه وسعود للبيت وبعد السلام ناظروه بأستغراب ، ام سياف : تنتظرها؟
رفع عيونه لأمه وهو يحاول يهدي من نوبة الغضب اللي يحس فيها وينتبه لنظرات عيونه اللي كأنها نار : يمه جيتوا خلصتوا من مقاضي رمضان!
سعود رفع يده بالسلام : اشوفكم على خير رايح لبيتي..
ام سياف : الله يحفظك ، جلست على الكراسي تبع الحوش وهي تناظر لجوالها بتركيز : تنتظرها ؟
سيف بلع غصته بصدره : أكيد يمه انتظرها بكره رمضان مالها لا حس ولا خبر المفروض اني اجيبها اليوم العصر بس مدري وش فيها ما ترد وبالأخير قفلت جوالها ..!
ام سياف بهدوء : أعطها سبعين عذر يمكن مشغولة أو طالعة
جن جنونه من كلام أمه : طالعه! كيف تطلع بدون ما تستأذن مني..
ام سياف ناظرته : شفتها بالسوق هي وأختها وأم سند وفهد وزوجته
سيف بغبنه : يعني صاحيه صاحيه وتتمشى وتاركتني وراها ولا سأله فيني!..
ام سياف : ماعليه يا سيف خلها تغير جو شوي بكره بتجيك ان شاءالله
سيف صد بوجهه صوب الباب بغضب يفيض من عيناه : ابي الليلة مابي بكره ما راح أنتظرها أكثر من كذا ابد..
قام وأخذ مفاتيح سيارته اللي على الطاولة الخشبية بأستعجال طلع وهو يسمع نداءات أمه له بالخلف لكن ما وقف ولا تراجع عن طريقة..
مّشى بأقصى سرعة لـ السيارة وقف قدام بيت عمه اللي ما كان بعيد عن بيتهم كثير طق الباب بضجر ورجع ثلاث خطوات للخلف وصد وجهه عن الباب ، فتح فهد له بأبتسامة : يامرحبا اقلط اقلط القهوه والمه
سيف سلم عليه وشد على يده : عسى ربي يطول بعمرك يابو ناصر والله اني مستعجل وعندي أشغال ماعليك أمر بس تنادي أميره خلها تمشي بسرعة..
فهد ناظره بهدوء وهو يلمّح نظرة غريبة تجول وسط عيونه : اللي تشوفه بقولها تجمع أغراضها وتجيك بس لو تنتظر بالمجلس..
سيف ربت على كتف فهد بتفهم : والله اني مستعجل يابو ناصر
فهد ناظره بهدوء : خلاص ابشر شويه ان شاءالله وبتجيك..
—
في المطبخ اللي كان مليان أغراض وأشكال وأصناف من الأكل بجميع أنواعه كانوا البنات يتساعدون ويرتبون الاغراض ويحطونها بأماكنها الصحيحة كان الكل حيله مهدود وتعبان من الحوسة بالاسواق ومن التجهيز والتغليف والترتيب ..
اميره جلست على الكرسي بأرهاق بعد الجهد اللي بذلته اليوم : اللحين رمضان مو شهر عبادة ليه كل هالاغراض ياربي أصابعي عضلت من الشغل..
الهنوف أبتسمت وهي ترتب الخضروات : شهر عبادة وشهر تعبية البطون على قولة فيصل
ميساء جلست على الكرسي بتعب : انا تعبت تعبت صدق وماعاد فيني أكمل برتاح شوي
الهنوف تركت الخضروات اللي بيدها وناظرت لـ أميره بتركيز : غريبة سيف ما يتصل ولا يسأل وشفيه!
ميساء أبتسمت : ياحلوه ما يزعجها والله لو اني طالعه كذا لبيت أهلي ان فهد يعبي الجوال اتصالات لين ينفجر وما بيخليني ابد..
أميره ناظرتهم ببرود وهي تاكل من الكرز بشراهة كـ وسيلة لتخفيف التوتر والتفكير الزايد : ومن قال انه ما يتصل ، رفعت عيونها للبنات اللي يناظرونها بأستغراب وينتظرون منها رد ، انا اللي ما أرد عليه انا وحدة ما احب احد يقيد تحركاتي حركات اني متزوجه وزوجي بيغثني كل شوي مكالمات ولا تسوين ولا تفعلين وتعالي وروحي مو جوي ابد ما احب كذا انا مو ورع عنده..
ميساء رفعت يدها فوق رأسها والغرافه بيدها : يويلي يا أميره والله لازم نحصنتس بتشوفين شي عمرتس ما شفتيه وجالسه وتسولفين عادي وانتي ساحبه على الرجال
أميره ببرود متصنع : ما يهمني
فهد دخل المطبخ وهو يناظر للحوسه اللي فيه وسرعان ما وجه انظاره لـ اميره : اميره يلا سيف يقول انتهى وقتس بياخذتس للبيت
الهنوف وميساء ناظروا أميره بضحكه وهم يلمّحون صدمتها من كلام فهد بس ما حبوا يضحكون قدام فهد اللي كان فطين جداً ولا يفوته شي ، همست بصوت قصير : زين جايه ..
راحت لغرفتها بأستعجال وفتحت الشباك شافته ساند ظهره على المرتبه ويناظر للطريق وذي طبيعته اذا كان معصب يناظر لقدام ويلتزم الصمت..
قفلت الستارة بأستعجال شافت ميساء جايه وبيدها بخور : والله والله ما تقولين لا
أميره ما ارتاحت بس ألتزمت الصمت تبي تشوف وشعندها ..
ميساء بأبتسامة عَذبه : تجهيزتس علي ! بطلعتس أميره على أسمتس..
اميره ناظرتها برفض قاطع : ليكون تبين ألبس فستان وأعدل شعري وأجلس اتدلع قدامه !
ميساء ناظرتها بأصرار وهي تتكلم بنبرة غاضبة عشان أميره توافق : ولا كلمه اليوم جيت لغرفتس بشوف عندتس فستان زي العالم والناس ما حصلت انتي عروس بالله!رحت انا قبل شوي شريت لتس فستان وانتي ما دريتي لمن رحنا للسوق..
اميره غطت وجهها بيدينها بصدمة وهي تتذكر الفستان اللي اشترته ميساء كانت تطقطق عليه كان جريئ جداً وميساء تضحك وهي تنصب فخ لـ اميره : تبيني البس هذاك الفستان لـ سيف تكفين والله لا مستحيل !
ميساء سحبتها مع يدها : اللحين تتسبحين بسرعه وتصرفين الولد تقولين له يجي بعد ساعه فاهمه على ما اخلص منتس و شعرتس طويل ماشاءالله يبي له شغل
ميساء خذت الجوال من السرير وأرفعته لـ أميره : امسكي ارسلي له رساله اميره ناظرتها بملل : وش اكتب !
فتحت الواتس شافت أربعين رسالة بلعت ريقها بتوتر بس ما حبت تبين أنها توترت كتبت له نفس اللي قالت لها ميساء .. ( روح وتعال بعد ساعة تلقاني جاهزه)..
وصلت له الرسالة وفتحت طرف الستارة هي وميساء .. شافوه يكتب ..
بعد ثواني وصلت لها رسالة منه ويبدو انه معصب جداً ( زودتيها بالحيل ترا انا انتظرتس ساعات وتبين ساعه بعد انزلي بسرعة)
ميساء خذت الجوال وحذفته على السرير ماعليتس منه تسبحي على ما اجهز لتس كل شي يلا..
أميره ناظرتها بضيق : طيب..
—
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك